Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (21%)

صبحي غندور
في أرجاء البلاد العربية، هو واقعٌ يدفع حتماً ببعض الناس لليأس والإحباط والسلبية والابتعاد عن أيِّ عملٍ عام، بل حتّى على مستوى الحركات السياسية ذات الصبغة الدينية أو القومية، وهذه الأزمات- الكوابي بدأت كلّها في أوطان حملت أحلاماً من أجل التغيير والحرية أولاً، هو قولٌ مأثور يتناقله العرب، وبعض هذه العناصر هو ذاتي في داخل جسم الأمّة، لكن ماذا عن مسؤولية الذات العربية نفسها عمَّا حدث ويحدث من شرخٍ كبير داخل المجتمعات العربية؟. وعن المفكرين والعلماء والإعلامين الذين يُوجّهون عقول “الشارع العربي”؟!. وكذلك المشكلة هي كبرى حينما يكون هناك عمل، إنّ ما تشهده الآن بلاد العرب من أفكار وممارسات سياسية خاطئة باسم الدين والطائفة أو “الهُويّات الإثنية” سيكون هو ذاته، بل هي خلاصة تجارب الأمّة العربية نفسها في العقود الماضية، واختلافات في اللغات والثقافات والأعراق. لكن ماذا بعد وماذا عن المستقبل؟! وهل الحلُّ في السلبية وفي الإحباط وفي الابتعاد عن السياسة وعن أيِّ عملٍ عام؟!. وهل يؤدّي الهروب من المشاكل إلى حلّها؟! وهل سيصلح الإحباطُ واليأس، الحقيقة هي بشكلٍ معاكس، وسيترك الأوطان والمجتمعات فريسةً سهلة للطامعين بها، على مستوى الحكومات والمعارضات معاً. فشعوبٌ كثيرة مرَّت في ظروف مشابهة لكنّها رفضت “الموت السريري” البطيء، فالحالة الأولى هي ظاهرة طبيعية إنسانية موجودة في أكثر من مجتمع. فهي ظاهرة مرَضيَّة تؤدّي إلى تفكّك المجتمع وضعفه وانقسامه. وبين الانعزاليّة الإقليمية التي لا تحقّق أمناً ولا تصنع وطناً قادراً على العيش في عصر العولمة والتكتلات الكبرى. وكما التمييز مطلوبٌ بين الحرص على الولاء الوطني وبين التقوقع الإقليمي،


Original text

هل يصحّ اليأس من حال العرب؟!


صبحي غندور


رغم اختلاف الظروف والقضايا، في أرجاء البلاد العربية، فإنّ واقع حال معظمها يسير في حقول ألغام تُهدّد من فيها بالتمزّق إلى أشلاء. هو واقعٌ يدفع حتماً ببعض الناس لليأس والإحباط والسلبية والابتعاد عن أيِّ عملٍ عام، كما أنّه قد يكون مبرّراً للبعض الآخر من أجل القيام بعمليات “انتحارية” واستخدام العنف المسلح ضدّ “الآخر” في الوطن الواحد.


وهناك الآن حالة “تكيّف” عربي مع ظواهر انقسامية خطيرة تنخر الجسم العربي وتمزّق بعض أعضائه، كما هو الحال أيضاً مع واقع التدخّل الأجنبي، بل حتّى على مستوى الحركات السياسية ذات الصبغة الدينية أو القومية، فقد انتقلت شعارات بعضها من عموميات “الأمّة” إلى خصوصيات “المذاهب”، كما انتقل بعض “التيّار الديني” في أساليبه من الدعوة الفكرية إلى العنف المسلّح، وما يجلبه هذا الأسلوب من ويلات لأصحاب هذه الحركات ولأوطانهم وللأمّة معاً.


وتحوّل العنف الداخلي، الجاري الآن في بعض البلدان العربية، إلى حروب أهلية عربية سيكون ختامها نجاح المشروع الإسرائيلي فقط، حتّى على حساب المشاريع الدولية والإقليمية الأخرى الراهنة للمنطقة.


فالأوضاع السائدة الآن في عدّة بلدان عربية، كلّها أزمات تتجاوز وصف الكوابيس، ولن يكون أيٌّ منها محصوراً في دائرته المباشرة، بل ستكون المنطقة بأسرها ساحةً لها ولانعكاساتها. وهذه الأزمات- الكوابي بدأت كلّها في أوطان حملت أحلاماً من أجل التغيير والحرية أولاً، ثم تعثّرت بعد ذلك في قيود عبودية أوضاع جديدة. وما هو مشتركٌ الآن بين هذه الأوطان أنّها تفتقد للأرض الوطنية الصلبة، وللوحدة الوطنية الشعبية، وللبناء الدستوريّ الصحيح، وللأساليب السليمة في الحكم وفي المعارضة.


“لا يصحّ إلاّ الصحيح”، هو قولٌ مأثور يتناقله العرب، جيلاً بعد جيل. لكن واقع حال العرب لا يسير في هذا الاتّجاه، إذ أنّنا نجد، جيلاً بعد جيل، مزيداً من الخطايا والأخطاء تتراكم على شعوب الأمّة العربية، وعلى أوطانها المبعثرة. فهل يعني ذلك أن لا أمل في وصول أوطان العرب إلى أوضاع صحيحة وسليمة؟! أم ربّما ترتبط المسألة في كيفية التفاصيل وليس في مبدأ هذا القول المأثور! فإحقاق الحق، وما هو الصحيح، يفترض وجود عناصر لم تتوافر بعدُ كلّها في مخاض التغيير الذي تشهده الأمّة العربية. وبعض هذه العناصر هو ذاتي في داخل جسم الأمّة، وبعضها الآخر خارجي، حاول ويحاول دائماً منع تقدّم العرب في الاتجاه الصحيح.
إنّ الانقسامات والصراعات الداخلية تحوم في أكثر من بلدٍ عربي، والمنطقة العربية تُخرَق سيادتها من قبل القوى الأجنبية، بعدما استنزف الأجانب أيضاً لعقود طويلة ثرواتها وخيراتها..


صحيحٌ أنّ للأطراف الخارجية، الدولية والإقليمية، أدواراً مؤثّرة في تأجيج الانقسامات، لكن ماذا عن مسؤولية الذات العربية نفسها عمَّا حدث ويحدث من شرخٍ كبير داخل المجتمعات العربية؟.


ماذا عن مسؤولية المواطن نفسه في أيّ بلد عربي، وعن تلك القوى التي تتحدّث باسم “الجماهير العربية”، وعن المفكرين والعلماء والإعلامين الذين يُوجّهون عقول “الشارع العربي”؟!.


فالتداعيات الجارية في أكثر من بلد عربي تحمل مخاطر وهواجس أكثر ممّا هي انطلاقة واضحة نحو مستقبل أفضل. ولعلّ أسوأ ما في الواقع العربيّ الراهن أنّه لا يحمل في سياق سلبياته المتراكمة ما هو مبعث أمل، ولو بعد حين. وخطورة هذا الأمر أنّه يفرز العرب الآن بين تيّارين: تيّار اليأس والإحباط وفقدان الثقة بنتيجة أيّ فكر أو أيّ عمل، وآخر انفعالي يحاول التغيير لكنّه فاقد للبوصلة أو المرجعية الصحيحة التي تُرشده  لبناء حياةٍ أفضل!.


إنّ نقد الواقع ورفض سلبياته هو مدخل صحيح لبناء وضع أفضل، لكنْ حين لا تحضر بمخيّلة الإنسان العربي صورة أفضل بديلة لواقعه، تكون النتيجة الحتمية هي تسليمه بالواقع تحت أعذار اليأس والإحباط وتعذّر وجود البديل!. وكذلك المشكلة هي كبرى حينما يكون هناك عمل، لكنْ عشوائي  فقط أو في غير الاتجاه الصحيح.


إنّ ما تشهده الآن بلاد العرب من أفكار وممارسات سياسية خاطئة باسم الدين والطائفة أو “الهُويّات الإثنية” سيكون هو ذاته، خلال الفترة القادمة، الدافع لتحقيق الإصلاح الجذري المطلوب في الفكر والممارسة، في الحكم وفي المعارضة. فقيمة الشئ لا تتأتّى إلاّ بعد فقدانه، والأمّة هي الآن عطشى لما هو بديل الحالة الراهنة من أفكار وممارسات سيّئة.


هذه ليست مجرّد تمنيّات أو أحلام، بل هي خلاصة تجارب الأمّة العربية نفسها في العقود الماضية، وهي أيضاً محصّلة تجارب شعوب أخرى، كالأوروبيين الذين خاضوا في النصف الأول من القرن الماضي حربين عالمتين دمّرتا أوروبا وسقط نتيجتهما ضحايا بالملايين، وكانت بين شعوب الدول الأوروبية صراعات قومية وإثنية وطائفية أكثر بكثير مما تشهده الآن المجتمعات العربية. رغم ذلك، وحينما توفّرت الظروف والقيادات والرؤى السليمة، طوت أوروبا صفحات الماضي المشين بينها واتّجهت نحو التوحّد والتكامل بين شعوبها، متجاوزةً ما بينها من خلافات في المصالح والسياسات، واختلافات في اللغات والثقافات والأعراق.


نعم هو حاضرٌ عربيٌّ سيّء، لكن ماذا بعد وماذا عن المستقبل؟! وهل الحلُّ في السلبية وفي الإحباط وفي الابتعاد عن السياسة وعن أيِّ عملٍ عام؟!. وهل يؤدّي الهروب من المشاكل إلى حلّها؟! وهل سيصلح الإحباطُ واليأس، الأوطانَ والمجتمعات ومستقبل الأجيال القادمة؟!


الحقيقة هي بشكلٍ معاكس، أي أنّ الابتعاد عن السياسة وعن العمل العام سيزيد من تفاقم الأزمات ولن يحلّها، وسيصنع الفراغ لمنتفعين ولمتهوّرين يملأونه بمزيدٍ من السلبيّات، وسيترك الأوطان والمجتمعات فريسةً سهلة للطامعين بها، وسيضع البلدان أمام مخاطر الانشقاق والتمزّق إذا ما انحصر “العمل السياسي” فيها على أصحاب المفاهيم والأطر والأساليب الانشقاقية.


كذلك، فإنّ الحلّ ليس طبعاً في مزيدٍ من التهوّر، ولا هو في إشعال الغرائز الإنقسامية والانقياد للعنف المسلح، الذي يُدمّر الأوطان ووحدة الشعوب ويخدم دعاة التقسيم والتدويل لأزمات المنطقة. الحلّ أساسه وقف حال الانهيار الحاصل في وحدة المجتمعات وبناء البدائل الوطنية السليمة، على مستوى الحكومات والمعارضات معاً. فشعوبٌ كثيرة مرَّت في ظروف مشابهة لكنّها رفضت “الموت السريري” البطيء، فنهضت من جديد وصحّحت أوضاعها وأرست دعائم مستقبل أجيالها.


وبمقدور الأوطان العربية أن تحقّق خطواتٍ على طريق الأمل بمستقبل أفضل لو وضعت باعتبارها التمييز المطلوب في العمل السياسي ما بين تغيير الحكومات وبين مخاطر تفكيك الكيانات الوطنية، ثمّ التمييز بين الطائفة أو المذهب، وبين الطائفية والمذهبية. فالحالة الأولى هي ظاهرة طبيعية إنسانية موجودة في أكثر من مجتمع. أمّا الحالة الثانية، فهي ظاهرة مرَضيَّة تؤدّي إلى تفكّك المجتمع وضعفه وانقسامه. كذلك التمييز مطلوب بين الاعتزاز بالوطنية المحليّة، وبين الانعزاليّة الإقليمية التي لا تحقّق أمناً ولا تصنع وطناً قادراً على العيش في عصر العولمة والتكتلات الكبرى. وكما التمييز مطلوبٌ بين الحرص على الولاء الوطني وبين التقوقع الإقليمي، فإنّ من المهم أيضاً التمييز بين الانفتاح على الخارج وبين التبعيّة له.
الأمة العربية بحاجة أيضاً للتمييز بين قدرة العرب على تصحيح انقساماتهم الجغرافية، وبين انقساماتهم التاريخية في الماضي التي ما زال البعض يحملها معه جيلاً بعد جيل، ولا قدرة له أصلاً على تغييرها!


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

The antimicrobi...

The antimicrobial preservative efficacy of the eye-drops challenged with E. coli, S. aureus and P....

تعتبر الثقافة ب...

تعتبر الثقافة بمفهومها العام من اكثر العوامل المؤثرة على سلوك الزبون وهي من المحددات الرئيسية لرغبات...

الكربون يمتلك خ...

الكربون يمتلك خصائص فريدة مثل رباعية التكافلية والتسلسل الكربوني والايزوميرية والمجموعات الوظيفية، و...

يستكشف "علم نفس...

يستكشف "علم نفس صنع القرار" العمليات المعقدة الكامنة وراء الاختيارات البشرية، ويدمج النظريات من علم ...

حيث هدف البحث إ...

حيث هدف البحث إلى تحليل تطورات سعر الصرف في جمهورية مصر العربية في الفتره (۲۰۱۵): (۲۰۱۹) ، أثر تقلبا...

مرحلة نظرية الو...

مرحلة نظرية الوزير: بمقتضى نص صادر 1790 منع القضاء من الفصل في المنازعات الإدراة فإن أخطأت الادارة ك...

عند تقريب مغناط...

عند تقريب مغناطيس او ابعاده من ملف او عندما يقطع سلك مجال مغناطيسي يتولد قوة دافعة كهربائية مستحثة ت...

- Microfluidic ...

- Microfluidic systems within collagen matrices replicate in vivo-like for disease modeling. - Exam...

عزيزي/تي قتيبه،...

عزيزي/تي قتيبه، تم حجز موعد في عيادة العلاج الطبيعي ب 01/01/2024 10:00AM الرجاء الحضور قبل الموعد بـ...

اهم ثلاث نقاط ل...

اهم ثلاث نقاط لتكون شابا ناجحا : 1. تحمل المسؤولية الكاملة عن حياتك كن مسؤولًا عن مكان وجودك في ...

جغرافيتها تطورت...

جغرافيتها تطورت الحضارة العربية الإسلامية خلال العصور التي درج المؤرخين الأوروبيين على تسميتها بالعص...

في تشرين الثاني...

في تشرين الثاني / نوفمبر 1968 بعث القنصل العام الأمريكي في الظهران بالمملكة العربية السعودية لي دينز...