Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (50%)

إن لم أكن على ظهر جواد في السويعات التي أكافي بها نفسي وأمد بها بصري فأنا مراقب شغوف للخيل . ولم تلق الخيل تشجيع ساستها وكثر عليها الزجر والنهر سترى همتها ضعفت ومعنوياتها هبطت ولم تعد قادرة على العطاء بالقدر الذي كانت تعطيه في الماضي. إذا كان هذا بالتأكيد هو حال الخيل الذي هو حيوان في النهاية، فما بالكم بنا نحن البشر ؟ الطيبون من المدربين الذين هم على تلك الشاكلة يعرفون ما ينتظرهم فيتنحون وينتقلون إلى أماكن أخرى . إن لم يكن الموظفون والعاملون سعداء بسبب ظروف عملهم أو بطء وتيرته وتثاقل ثوانيه أو نقص اهتمام رؤسائهم بهم ستهبط المعنويات وسيتضرر العمل وستسير الأمور في طريقها إلى الحضيض، بينما تجد البعض يترك لمساعديه الحبل على غاربه فيتجبرون بالموظفين ويحرمونهم من فرص إثبات قدراتهم والبرهنة على كفاءتهم ونيل هذه أنماط سلوكية مرفوضة لأنها تسبب الإحباط . كم من قائد دمر قدرات موظفيه ودفعهم إلى اليأس والقنوط؟ من دون موارد بشرية والجيوش لا تحقق الانتصار لأن لديها السلاح والطعام فقط. الطاقة السلبية والترفيع مثلها. ماذا يصنع كل هذا؟ مواطناً محطماً لا يستطيع أن يحقق أي هدف من أهدافه ؛ لا تستطيع أن تقتل الحلم في الشباب ثم تطلب منهم الإبداع والتميز . يجب أن نفصل المشاكل عن بعضها وأن نحاول فهم أسباب كل مشكلة ثم نعالج كل سبب على حدة ونضع لكل مشكلة حلاً. وبما أن هذا غير متوافر يصبح من الصعب العثور على طريقة مضمونة واحدة للخروج من هذه الدائرة الخانقة. إن كانت هناك مثل هذه الطريقة السحرية فأنا لا أعرفها لكنني أعرف الطريقة المضمونة للبقاء في هذه الدائرة : إنها الإمعان في تحطيم النفس وكسر المعنويات وتعذيب النفس داخلياً فوق تعذيبها خارجياً والاستسلام للطاقة السلبية . توجد عند البعض في مجتمعاتنا سلوكيات لا يسهل أحياناً فهمها . إذا كانت الحياة تعني الطاقة الإيجابية أفلا تعني الطاقة السلبية العكس؟ إذا قررنا أن الحياة تستأهل عناء العيش أفلا نقرر بالضرورة أن نرمي ثقل الحياة بكل طاقتنا الإيجابية وأن نحاول أن نصنع منها شيئاً جميلاً، أو على الأقل أن نخفف الألم؟ بعض الناس ينظر إلى الحياة بصورة إيجابية فيرى فيها كل ما هو إيجابي وجميل، وبعض الناس ينظر إلى الحياة بصورة سلبية فيرى كل ما فيها سلبياً وقبيحاً. كيف يا ترى يستطيع شخص أن ينظر إلى شيء معين فيراه جميلاً ثم يأتي شخص آخر فينظر إلى الشيء نفسه فيراه قبيحاً؟ لعل الجمال والقبح فعلاً في الناظر لا في المنظور. كل الأم تفتخر بنفسها إلا نحن لا أعرف أمة يجلدها أبناؤها بالقسوة التي يجلد بها العرب أمتهم. نحن مهزومون الخ. المجنون يعتقد أن كل ما يفعله طبيعي وكل ما يقوله عين العقل. بعضنا صار يصدق ما يقوله وبعضنا صار يفعل ما يقول ومع التكرار وكثرة الجلد صار بعضنا عدو نفسه ووطنه وأمته وهيمن عليه الإحباط والتشاؤم ولم يعد يرى شيئاً إيجابياً وكل من قال له إن الدنيا لا تزال بخير صار رجعياً ومتخلفاً . أعتقد أن العكس هو الصحيح. لماذا يريد أن يفعل هذا يا ترى؟ لأنه يريد أن يحمي مصالحه لا مصالح الناس. البعض يعتقد أن إعاقة الركب أسهل من اللحاق به وأن تدمير المنازل الجميلة المحيطة بمنزله القبيح أسهل من تجميل منزله . ولماذا أيضاً؟ لأنه يريد أن يحمي عمله ؛ الكسل فعلاً لا ينافس النشاط، والتحفيز لا ينافس الإحباط. التغيير من مهام القائد الناجح العثور على المديرين والإداريين لتحقيق رؤيته وأهدافه لكن المهمة لا تكتمل ما لم يبحث في صفوف مرؤوسيه عن النشطين المبدعين ذوي الروح الإيجابية والتفاؤل بالحياة والمستقبل . حتى هذه المهمة الحاسمة لا تكتمل ما لم يبحث في صفوف إدارته عن المحبطين والضجرين والملولين والمتعبين ويحاول إذكاء نارهم الخامدة وإنقاذهم من أنفسهم أو تغيير الأوضاع والشروط التي أدت في البدء إلى هبوط المعنويات والتشاؤم والكسل. واحتضنهم الروتين وغمرتهم الطاقة السلبية وهجرهم الإبداع والابتكار إلى عقول أخرى. الرابطة الوحيدة التي تربطهم بالعمل هذا المكتب الذي يجلسون فيه وهذا المعاش الذي يتقاضونه آخر الشهر . إذا طلع الصبح ذهبوا إلى مكاتبهم، نفسها والنهج ذاته والروتين القاتل بعينه، من كلام الحكماء : الأماني حلم المستيقظ وسلوة المحروم. إنه من أكثر حقائق الحياة تأكيداً. إنه التأقلم مع المحيط ومن لا يتأقلم مع محيطه لا يستطيع البقاء فيه أو التعايش مع باقي المجتمع. إذا اتفقنا على أن العالم دخل مرحلة تغيير فلا بد من أن نتفق على ضرورة التغير لكي نتأقلم مع القاعدة في عالم اليوم هي التغيير والاستثناء هو الاستقرار لأنه يعني الانكماش وعدم التنافس . نريد العولمة لتقوية روح التنافس لأنه سمة طبيعية من سمات الحياة لذا لا بد ان نتكيف مع قوى السوق. الجانبية . معه . إذا اقتنعنا بضرورة التغيير فإننا نستطيع إلى حد ما أن نرسم وتيرة التحرك في اتجاهه. نستطيع أن نختار أولويات التغيير إن لم نقتنع فلن يكون أمامنا خيار لأن العالم سيفرض علينا التغيير. عصرنا يقتضي أن يعرف الجميع التعامل مع الإنترنت لذا لا يستطيع القائد أن يخفي جهله فيمنع كل الناس من الارتباط بهذه الشبكة الدولية . تحدثنا كثيراً في هذا الكتاب عن الإنجازات والنجاح لكن الريح الطيبة لم تحمل إلينا إنجازاً واحداً بالمجان، ولا الحظ . لم نحقق شيئاً لم نرم فيه كل طاقاتنا، ولا نعتقد أن الأمر سيكون مختلفاً في المستقبل لذا يخطىء من يستخف بأي عقبة أو مشكلة ماثلة في الطريق. يخطىء من يعتقد أن سفينة التغيير يمكن أن تبحر في المجتمع مدفوعة بريح الاقتناع الطيبة. وبأن مصالحهم الحقيقية تكمن في حدوث التغيير لا في الركود. من يعتقد أنه يستطيع أن يعرض على القطاع العام خطة لتطوير العمل وزيادة الإنتاجية وتقديم الخدمة الممتازة للمتعاملين ولا يخرج من مكتب الوزير إلا وتوقيعه على الخطة لا يعرف هذه المؤسسة. الإنطباع السلبي الذي يحمله الناس في كل دول الدنيا عن هذه المؤسسة لم يأت من فراغ بل نتيجة تراكم التجربة . كلمة بيروقراطية حديثة لكن البيروقراطية مهنة قديمة لازمت الإنسان منذ بدء الحضارة ولا يوجد من يتغنى بفاعلية القطاع العام إلا من رحم الله . عندما تقول لبعض الموظفين إن عليه من الآن فصاعداً أن يتخلى عن بعض عاداته الوظيفية المتخشبة وممارساته اليومية العتيقة فيبدأ باحترام الناس والاهتمام بالمتعاملين وتخويل الصلاحيات فمن الطبيعي من وجهة نظره أن يجد ذلك صعباً. وقبل أن يقنع الناس بالتغيير عليه أن يتقبله ويعمل بموجبه . إذا اعتاد الإنسان على ترتيب معين ارتاح إليه واطمأن التغيير بالنسبة لهذا الإنسان يعني إعادة التأقلم مع الواقع الجديد والبعض لا يجد التأقلم سهلاً لذا يماطل في قبول التغيير ويسوف ثم يبدأ بالرفض في أول فرصة سانحة . الرفض لا يعني المظاهرات. يمكن أن تسأل الرافض فيقول «نعم» أمامك و ( لا ) عندما تدير ظهرك. لم أنتبه، باختصار يستطيع الإنسان أن يكون سلبياً ألف مرة في اليوم من دون أن يُظهر سلبيته لأحد بل ربما رآه بعض من لا يعرف بخفايا الأمور وهو ينقل كل هذه الأوراق من السلة إلى الأخرى ويخرج من مكتب ويدخل إلى آخر واعتبره مثالاً للموظف المجد. بعض القادة يستخدمون الصلاحيات التي ينص عليها القانون لفرض التغيير على طريقة شئتم أم أبيتم» و «رغم أنوفكم . نريد أن يكون التعامل حضارياً لأننا كلنا أبناء الوطن الواحد البناء أصعب من الهدم والسلام أصعب من الحرب والإقناع أصعب من الفرض لكن الثلاثة أدوم وأطول عمراً. الطاقة السلبية موجودة فينا إلى جانب الطاقة الإيجابية والكسل الى جانب النشاط هذا أول ما يجب أن نقوله لهؤلاء ثم : التطوير يديم فرصة العمل ولا يضعفها، ثم : الاهتمام بالمتعاملين يجعل الناس يحترمون الموظف ويقدرونه . يجب أن نوقظ الإبداع ونعيد الخمول إلى فراشه . يجب ان نركز على الطاقة الإيجابية وننبذ الطاقة السلبية التي يمثل الإحباط أهم عوارضها. يجب أن نقنع هؤلاء وإن لم يقتنعوا فعلينا المحاولة من جديد مرة وثانية وثالثة ونستخدم كل الطرق المناسبة لإقناعهم . أو معظمهم على الأقل . عندما يقتنعون سيبدأون بالتغير والتغيير، وعندما يحدث ذلك سيكتشفون أشياء ممتعة في عملهم لم يكتشفوها من قبل. إذا استنتج القارىء مما تقدم أن السلبية موجودة في القطاع العام وأن القطاع الخاص معصوم منها فهذا ليس قصدي. سألني صحافي مرة: «أنت تقول إن عمل القطاع الحكومي تسهيل عمل القطاع الخاص لكن بعض من في القطاع الخاص لا يفهمون المعادلة بهذه الصيغة. فقلت : «لأن اقتصاد اليوم يتضمن تجارة حديثة وتجارة تقليدية. ومن اعتاد التعامل بالتجارة التقليدية يواجه صعوبات في التحول إلى التعامل مع التجارة الحديثة ويريد أن يظل في مكانه القديم . شبابنا لا يعاني من المشاكل التي تواجه الشباب العربي في دول أخرى فلماذا التشاؤم والسلبية؟ أنجزنا الكثير فلماذا لا نريد الحديث إلا عما لم ننجزه بعد؟ اليست هذه سلبية؟ ألسنا كمن يركز على طائرة واحدة تأخرت عن موعد وصولها ويتجاهل مئة طائرة وصلت في الموعد المحدد؟ يا ناس ! تفاءلوا بالخير تجدوه» . ولنكن متفائلين، إن إشاعة الروح الإيجابية في الناس وتعزيز الطاقة الإيجابية في المجتمع لا يتحققان بالكلام بل بالعمل وبالمشاريع وبتجارب النجاح وإعطاء الشباب المسؤوليات وتمكينهم من الإنتاج وتعميم الخير . إذا لم يتوافر العمل فلن يتوافر الخير وخير البلاد في عقول أبنائها وفي ثقتهم بأنفسهم وبلدهم وقدراتهم. والأداء المتميز والطموح فمستوى أداء الشخص المحفّز ذي المعنويات العالية يكون عادة في القمة والعكس صحيح. أنا ملتزم بالوعد الذي قطعته على نفسي بترقية كل شابات وشباب الوطن القادرين وأصحاب الكفاءات ومن هم في الصفوف الثانية والثالثة ومنحهم الفرصة لتسلم مواقع قيادية . وأتمنى لو أصبح كل شباب وشابات الإمارات قياديين وقياديات لكن الواقع ليس هكذا، واعتقد أن شبابنا وشاباتنا وصلوا إلى مرحلة متقدمة من النضج وباتوا يعرفون أنه ليست كل امرأة قيادية وليس كل رجل قيادياً وأن التميز ليس محصوراً بالقادة والرؤساء وأن المناصب ليست دائماً المقياس الدقيق لكفاءة الرجل أو المرأة . مستوى الرواتب يجب أن يرتبط بمستوى الإنتاجية، ومستوى الإنجاز هو الذي لدينا نظام للمكافآت والحوافز الوظيفية لكن التشجيع المعنوي ضروري في كل الحالات لأنه الدافع إلى الإنجاز والامتياز والتطوير والطريقة المناسبة لإبقاء الروتين بعيداً عن المرؤوسين. وعندما يشعر الموظف أو العامل بأن رئيسه يتابع نشاطه باهتمام ويقدر عمله بالنطق أو الكتابة فإن هذا وحده كفيل بإبقاء معنوياته مرتفعة ويعمق شعوره بالراحة إضافة إلى معرفته بأن الاستجابة إلى هذا التشجيع هي الحوافز المادية والمعنوية مهمة وتوفير شروط العمل التي تساعد على التميز مهم لكن الإنسان يجب أن يكون فخوراً بعمله، والإنجاز هو طريقه إلى الفخر . إنه البرهان على الإمكانات والخبرات والأدوات والوسائل التي يؤدي استغلالها واستخدامها الجيد إلى الإنجاز.


Original text

الطاقة الإيجابية والطاقة السلبية
إن لم أكن على ظهر جواد في السويعات التي أكافي بها نفسي وأمد بها بصري فأنا مراقب شغوف للخيل . منذ نحو ١٤ عاماً بدأت ألاحظ شيئاً مدهشاً في شأن هذا الحيوان المدهش . إذا كان طعام الخيل واحداً، وكان التدريب رتيباً، ولم تلق الخيل تشجيع ساستها وكثر عليها الزجر والنهر سترى همتها ضعفت ومعنوياتها هبطت ولم تعد قادرة على العطاء بالقدر الذي كانت تعطيه في الماضي. إذا كان هذا بالتأكيد هو حال الخيل الذي هو حيوان في النهاية، فما بالكم بنا نحن البشر ؟ الطيبون من المدربين الذين هم على تلك الشاكلة يعرفون ما ينتظرهم فيتنحون وينتقلون إلى أماكن أخرى . إن لم يكن الموظفون والعاملون سعداء بسبب ظروف عملهم أو بطء وتيرته وتثاقل ثوانيه أو نقص اهتمام رؤسائهم بهم ستهبط المعنويات وسيتضرر العمل وستسير الأمور في طريقها إلى الحضيض، وإذا حدث العكس يصبح عكس كل ما تقدم صحيحاً. من أسباب الإحباط لدى المرؤوسين عدم الاستقرار وسوء المعاملة والوعود الكاذبة والآمال
التي لا تتحقق والروتين وتردي الخدمات المقدمة وتكرار اللوم والمحاباة والظلم . بعض المديرين يعطل قدرات موظفيه وبعضهم يدير بالزواجر والنواهي ويزرع الخوف في قلوب الموظفين، بينما تجد البعض يترك لمساعديه الحبل على غاربه فيتجبرون بالموظفين ويحرمونهم من فرص إثبات قدراتهم والبرهنة على كفاءتهم ونيل


التـرقـيـات التي يستحقونها. هذه أنماط سلوكية مرفوضة لأنها تسبب الإحباط . والاحباط مرض مثله مثل أمراض كثيرة أخرى وله علاج مثله مثل غيره لكن على المدير أن يتأكد قبل أن يقدم العلاج أن سياسته وأسلوب عمله ليسا السبب في هذا الإحباط . كم من قائد دمر قدرات موظفيه ودفعهم إلى اليأس والقنوط؟ من دون موارد بشرية
محفزة كيف سنعمل ؟ كيف تتوقع الفوز بالريادة؟ كيف سنحقق أهدافنا ؟ مستوى القائد يقاس بمستوى معنويات مرؤوسيه، والجيوش لا تحقق الانتصار لأن لديها السلاح والطعام فقط. إنها تنتصر بمعنوياتها وتنهزم بمعنوياتها فإذا كانت معنويات المرؤوسين عالية فسيستجيبون لرؤية القائد ويحققون أهدافه ويسيرون على خطاه، وإذا
هبطت معنوياتهم فلا يلومن إلا نفسه لأن اللوم يقع عليه وحده .
الطاقة السلبية
نحن في بداية قرن جديد وألفية جديدة ومفاهيم جديدة ومع ذلك هناك حكومات في وطننا العربي لا تعطي مواطنها حتى الآن الفرصة لكي يكون متفائلاً لذا نجد أن الخيار الوحيد المتاح له هو أن يكون متشائماً، وإذا صار الفرد متشائماً صار المجتمع متشائماً. عمل الحكومات إحياء الإبداع لكن الإذلال والاستغباء والزجر الدائم يقتل الإبداع. كيف يمكن أن يكون الفرد مبدعاً إذا كان جائعاً أو خائفاً أو محبطاً؟ البيروقراطية رهيبة والفساد ضارب في الجذور وتكافؤ الفرص معدوم ومعظم الوظائف لا يأتي إلا بالوساطة والمحسوبيات، والترفيع مثلها. لا يوجد أمل بالحاضر لذا لا يوجد أمل بالمستقبل .
ماذا يصنع كل هذا؟ مواطناً محطماً لا يستطيع أن يحقق أي هدف من أهدافه ؛ مواطناً لا يستطيع حتى أن يحلم لأن الحلم يصبح مؤلماً إذا فتح عينيه في الصباح على البؤس من حوله. لا تستطيع أن تقتل الحلم في الشباب ثم تطلب منهم الإبداع والتميز . إذا قتلت الحلم فأنت تقتل الأمل وإذا قتلت الأمل فماذا أبقيت في الناس من حياة؟ الطبيعي للشاب في مثل هذا الوضع المحزن أن يكون متشائماً ومحبطاً. من لا يملك شيئاً لا يخسر شيئاً لذا لا تجد عند الشباب اهتماماً بأي شيء.


يجب أن نفصل المشاكل عن بعضها وأن نحاول فهم أسباب كل مشكلة ثم نعالج
كل سبب على حدة ونضع لكل مشكلة حلاً. عندما يصل الوضع إلى هذه الدرجة من التعقيد فإننا نحتاج إلى جرأة جبارة من جانب القيادة لاتخاذ القرارات الصعبة لفصل المشاكل عن بعضها وحلها واحدة واحدة. وبما أن هذا غير متوافر يصبح من الصعب العثور على طريقة مضمونة واحدة للخروج من هذه الدائرة الخانقة. إن كانت هناك مثل هذه الطريقة السحرية فأنا لا أعرفها لكنني أعرف الطريقة المضمونة للبقاء في هذه الدائرة : إنها الإمعان في تحطيم النفس وكسر المعنويات وتعذيب النفس داخلياً فوق تعذيبها خارجياً والاستسلام للطاقة السلبية .
توجد عند البعض في مجتمعاتنا سلوكيات لا يسهل أحياناً فهمها . إذا كانت الحياة تعني الطاقة الإيجابية أفلا تعني الطاقة السلبية العكس؟ إذا قررنا أن الحياة تستأهل عناء العيش أفلا نقرر بالضرورة أن نرمي ثقل الحياة بكل طاقتنا الإيجابية وأن نحاول أن نصنع منها شيئاً جميلاً، أو على الأقل أن نخفف الألم؟ بعض الناس ينظر إلى الحياة بصورة إيجابية فيرى فيها كل ما هو إيجابي وجميل، وبعض الناس ينظر إلى الحياة بصورة سلبية فيرى كل ما فيها سلبياً وقبيحاً. كيف يا ترى يستطيع شخص أن ينظر إلى شيء معين فيراه جميلاً ثم يأتي شخص آخر فينظر إلى الشيء نفسه فيراه قبيحاً؟ لعل الجمال والقبح فعلاً في الناظر لا في المنظور. كل الأم تفتخر بنفسها إلا نحن لا أعرف أمة يجلدها أبناؤها بالقسوة التي يجلد بها العرب أمتهم. عندما تسمع أصحاب الطاقة السلبية يتحدثون عن العالم العربي تحسب أن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله أذن بفناء هذه الأمة : نحن فاشلون، نحن لا شيء، نحن متخلفون، نحن لا نهم أحداً، نحن مهزومون الخ. المجنون يعتقد أن كل ما يفعله طبيعي وكل ما يقوله عين العقل. الآخرون في نظر المجنون هم المجانين . بعضنا صار يصدق ما يقوله وبعضنا صار يفعل ما يقول ومع التكرار وكثرة الجلد صار بعضنا عدو نفسه ووطنه وأمته وهيمن عليه الإحباط والتشاؤم ولم يعد يرى شيئاً إيجابياً وكل من قال له إن الدنيا لا تزال بخير صار رجعياً ومتخلفاً . أعتقد أن العكس هو الصحيح. الرجعي والمتخلف هو الذي يريد أن يقتل الطاقة


الإيجابية في الناس ويحيي الطاقة السلبية . إنه من يريد أن يقتل الأمل ويحيي اليأس . إنه من يريد أن يخنق الإبداع وينعش الروتين. إنه من يضع الحواجز أمام التطوير ويزيل كل الحواجز التي تنصبها أمام البالي والعتيق من التقاليد والممارسات . إنه هذا الشخص الذي يقف أمام مسيرة التقدم ويزعق : لن تمروا !
لماذا يريد أن يفعل هذا يا ترى؟ لأنه يريد أن يحمي مصالحه لا مصالح الناس. البعض يفكر هكذا. البعض يعتقد أن إعاقة الركب أسهل من اللحاق به وأن تدمير المنازل الجميلة المحيطة بمنزله القبيح أسهل من تجميل منزله . ولماذا أيضاً؟ لأنه يريد أن يحمي عمله ؛ لأنه يعتقد أنه لا يستطيع أن ينافس الآخرين. في هذا فقط أعتقد أنه مصيب . الكسل فعلاً لا ينافس النشاط، والإبداع لا ينافس الرتابة، والتحفيز لا ينافس الإحباط. هذه أضداد لا تقبل التنافس لكن الأهم من ذلك أنها لا تقبل المصالحة أو التعايش . يجب أن تتفوق الواحدة على الأخرى وأن تحل محلها وهذا لا يحدث صدفة ولا يتحقق بالتمني .
التغيير من مهام القائد الناجح العثور على المديرين والإداريين لتحقيق رؤيته وأهدافه لكن المهمة لا تكتمل ما لم يبحث في صفوف مرؤوسيه عن النشطين المبدعين ذوي الروح الإيجابية والتفاؤل بالحياة والمستقبل . حتى هذه المهمة الحاسمة لا تكتمل ما لم يبحث في صفوف إدارته عن المحبطين والضجرين والملولين والمتعبين ويحاول إذكاء نارهم الخامدة وإنقاذهم من أنفسهم أو تغيير الأوضاع والشروط التي أدت في البدء إلى هبوط المعنويات والتشاؤم والكسل. كنت أجد في الدوائر والوزارات موظفين استولى على طاقاتهم الإحباط
واحتضنهم الروتين وغمرتهم الطاقة السلبية وهجرهم الإبداع والابتكار إلى عقول أخرى. الرابطة الوحيدة التي تربطهم بالعمل هذا المكتب الذي يجلسون فيه وهذا المعاش الذي يتقاضونه آخر الشهر . إذا طلع الصبح ذهبوا إلى مكاتبهم، وإذا انتهى الدوام عادوا إلى بيوتهم يوماً بعد يوم وأسبوعاً بعد أسبوع وشهراً بعد شهر بالطريقة.


نفسها والنهج ذاته والروتين القاتل بعينه، وربما كان الوزير أكثر منهم كسلاً وتقدمهم في الروتين والضجر والسام . إن وصف عديم الفائدة يمكن أن يرقى إلى مصاف الإطراء في مثل هؤلاء لأن الوصف يتضمن وجود الفائدة أساساً لذا ربما كان وصف عديم» أكثر مناسبة لأن مثل هذا الوضع يمكن أن يستمر سنين عجافاً لا إنتاج فيها ولا تطوير وسيان للعمل إن غابوا وإن حضروا . ما يعزي القائد هو وجود القيادات والشباب الذين نعتز ونفخر بهم في تلك الدوائر والوزارات، لكن العزاء ليس الشعور المناسب للقائد لأنه يتحمل مسؤولية عدم السماح لأهل الطاقة السلبية بالبقاء في مصيدة الضجر والروتين والبيروقراطية، وأحياناً
المسؤولية والرغبة القوية، وربما الحاجة لفرض التغيير من الجذور والبدء من جديد . من كلام الحكماء : الأماني حلم المستيقظ وسلوة المحروم. التغيـيـر لا يأتي بالأماني، والقائد الذي يقعد ويتمنى أن يحدث التغيير قائد فاشل. التغيير سنة الحياة .. إنه من أكثر حقائق الحياة تأكيداً. إنه التأقلم مع المحيط ومن لا يتأقلم مع محيطه لا يستطيع البقاء فيه أو التعايش مع باقي المجتمع. إذا اتفقنا على أن العالم دخل مرحلة تغيير فلا بد من أن نتفق على ضرورة التغير لكي نتأقلم مع القاعدة في عالم اليوم هي التغيير والاستثناء هو الاستقرار لأنه يعني الانكماش وعدم التنافس . نريد العولمة لتقوية روح التنافس لأنه سمة طبيعية من سمات الحياة لذا لا بد ان نتكيف مع قوى السوق. لا يوجد خيار العالم يتغير ويجب ان نتغير معه ، والوصول إلى هذه القناعة يساعد على تخفيف ألم التغيير والحد من بعض عوارضه
الجانبية .
معه .
إذا اقتنعنا بضرورة التغيير فإننا نستطيع إلى حد ما أن نرسم وتيرة التحرك في اتجاهه. نستطيع أن نختار أولويات التغيير إن لم نقتنع فلن يكون أمامنا خيار لأن العالم سيفرض علينا التغيير. إذا لم نختر السرعة التي تناسبنا فإن العالم سيفرض علينا السرعة التي تناسبه . عصرنا يقتضي أن يعرف الجميع التعامل مع الإنترنت لذا لا يستطيع القائد أن يخفي جهله فيمنع كل الناس من الارتباط بهذه الشبكة الدولية . الصحيح والأسهل أن يتعلم وأن يتابع الجديد في الاقتصاد والإدارة ويدرس تجارب


الأمم الأخرى ويتوقع مكامن الفرص الجيدة وما هي أفضل السبل لتحقيقها ويضمن رؤيته كل هذا .
تحدثنا كثيراً في هذا الكتاب عن الإنجازات والنجاح لكن الريح الطيبة لم تحمل إلينا إنجازاً واحداً بالمجان، ولا الحظ . لم نحقق شيئاً لم نرم فيه كل طاقاتنا، ولا نعتقد أن الأمر سيكون مختلفاً في المستقبل لذا يخطىء من يستخف بأي عقبة أو مشكلة ماثلة في الطريق. يخطىء من يعتقد أن سفينة التغيير يمكن أن تبحر في المجتمع مدفوعة بريح الاقتناع الطيبة. يجب أن يتوقع مقاومة وأن يعرف كيف يقنع أصحابها بأن كل مخاوفهم من التغيير وهم، وبأن مصالحهم الحقيقية تكمن في حدوث التغيير لا في الركود.
من يعتقد أنه يستطيع أن يعرض على القطاع العام خطة لتطوير العمل وزيادة الإنتاجية وتقديم الخدمة الممتازة للمتعاملين ولا يخرج من مكتب الوزير إلا وتوقيعه على الخطة لا يعرف هذه المؤسسة. هذه مؤسسة لم تُصنع أساساً لزيادة الفاعلية والانتاجية . الإنطباع السلبي الذي يحمله الناس في كل دول الدنيا عن هذه المؤسسة لم يأت من فراغ بل نتيجة تراكم التجربة . من يعتقد أنه يستطيع أن يقدم للقطاع العام خطة عمل لتحقيق الامتياز ويسمع صوت الكادر الإداري يصيح: إلى الامتياز أيها السادة لا يعرف هذه المؤسسة. كلمة بيروقراطية حديثة لكن البيروقراطية مهنة قديمة لازمت الإنسان منذ بدء الحضارة ولا يوجد من يتغنى بفاعلية القطاع العام إلا من رحم الله . لا يمكن إحداث الـتـغـيـيـر الإيجابي وقلب المفاهيم وفتح الأبواب الموصدة وإزالة الاختناقات وتسهيل أمور الناس والتصور بأن الجميع بلا استثناء سيقبلون بهذا التغيير عن طيب خاطر . بعض الإداريين بطبعهم لا يتحمسون للتغيير. عندما تقول لبعض الموظفين إن عليه من الآن فصاعداً أن يتخلى عن بعض عاداته الوظيفية المتخشبة وممارساته اليومية العتيقة فيبدأ باحترام الناس والاهتمام بالمتعاملين وتخويل الصلاحيات فمن الطبيعي من وجهة نظره أن يجد ذلك صعباً. متى يصبح ذلك أقل صعوبة؟ عندما يجد في قائده القدوة . إذا لم يكن القائد متحمساً للتغيير عليه ألا ينتظر من الآخرين قبوله القائد الذي يريد أن يغير يجب أن


يتغير، وقبل أن يقنع الناس بالتغيير عليه أن يتقبله ويعمل بموجبه . قادة كثيرون تصدوا للبيروقراطية في بلادهم ثم ذهبوا وبقيت البيروقراطية. هذا لا يثبت نجاح البيروقراطية بل فشل القادة .
يجب أن يعرف القائد أسباب مقاومة التغيير. إذا اعتاد الإنسان على ترتيب معين ارتاح إليه واطمأن التغيير بالنسبة لهذا الإنسان يعني إعادة التأقلم مع الواقع الجديد والبعض لا يجد التأقلم سهلاً لذا يماطل في قبول التغيير ويسوف ثم يبدأ بالرفض في أول فرصة سانحة . الرفض لا يعني المظاهرات. إنه لا يعني التوقف عن العمل . يمكن أن تسأل الرافض فيقول «نعم» أمامك و ( لا ) عندما تدير ظهرك. لا تستطيع أن تراقب هؤلاء طول الوقت لذا يستطيع واحدهم أن ينقل مجموعة أوراق من سلة الوارد إلى
سلة الصادر ثم يعيدها إلى هذه وتلك حتى ينتهي الدوام ثم يتأخر قليلاً كي يه الناس أنه لا يترك مكتبه قبل إنجاز كل ما عليه . الرفض لا يعني التوقف عن الانتاج لكن الإنتاج سيكون لا شيء. يستطيع من طغت الطاقة السلبية على تفكيره وسلوكه أن يعرقل أي شيء ويختبيء وراء اللوائح والإجراءات وادعاء الجهل : لا أعرف، لم أنتبه، لم أقصد، لم أسمع، وهكذا. باختصار يستطيع الإنسان أن يكون سلبياً ألف مرة في اليوم من دون أن يُظهر سلبيته لأحد بل ربما رآه بعض من لا يعرف بخفايا الأمور وهو ينقل كل هذه الأوراق من السلة
إلى الأخرى ويخرج من مكتب ويدخل إلى آخر واعتبره مثالاً للموظف المجد. بعض القادة يستخدمون الصلاحيات التي ينص عليها القانون لفرض التغيير على طريقة شئتم أم أبيتم» و «رغم أنوفكم . البعض الآخر يلجأ إلى تكسير الرؤوس» والإكراه والقسر لكننا لا نشتغل بهذه الطرق في دبي. نريد أن يكون التعامل حضارياً لأننا كلنا أبناء الوطن الواحد البناء أصعب من الهدم والسلام أصعب من الحرب والإقناع أصعب من الفرض لكن الثلاثة أدوم وأطول عمراً. نريد تعاون الجميع وقناعتهم بأن ما نفعله هو لمصلحة الشعب ومصلحتهم ولا أعرف سبيلاً أقرب إلى التوصل إلى هذه القناعة الطيبة من الإقناع. الطاقة السلبية موجودة فينا إلى جانب الطاقة الإيجابية والكسل الى جانب النشاط


والإبداع الى جانب الخمول والخوف إلى جانب الاطمئنان . كل المخاوف من التغيير وهم. هذا أول ما يجب أن نقوله لهؤلاء ثم : التطوير يديم فرصة العمل ولا يضعفها، ثم : زيادة الانتاجية تعزز وضع الموظف ولا تضعفه، ثم : الاهتمام بالمتعاملين يجعل الناس يحترمون الموظف ويقدرونه . يجب أن نزيل الخوف ونبقي الإطمئنان. يجب أن نوقظ الإبداع ونعيد الخمول إلى فراشه . يجب ان نركز على الطاقة الإيجابية وننبذ الطاقة السلبية التي يمثل الإحباط أهم عوارضها. يجب أن نقنع هؤلاء وإن لم يقتنعوا
فعلينا المحاولة من جديد مرة وثانية وثالثة ونستخدم كل الطرق المناسبة لإقناعهم . إذا كانت حجتنا قوية وإصرارنا قوياً فسيقتنع هؤلاء، أو معظمهم على الأقل . عندما يقتنعون سيبدأون بالتغير والتغيير، وعندما يحدث ذلك سيكتشفون أشياء ممتعة في عملهم لم يكتشفوها من قبل. سيسمعون من المتعاملين كلمة : شكراً، من القلب وستصبح خدمة الناس متعة كبيرة. سيكتشفون سريعاً أنهم يستطيعون أن يطوروا العمل ويزيدوا الإنتاجية ويقدموا الاقتراحات المفيدة ويشاركوا في رسم طريق الدوائر التي يعملون فيها وعندها سيستمتعون بنشوة الإنجاز . إذا استنتج القارىء مما تقدم أن السلبية موجودة في القطاع العام وأن القطاع الخاص معصوم منها فهذا ليس قصدي. سألني صحافي مرة: «أنت تقول إن عمل القطاع الحكومي تسهيل عمل القطاع الخاص لكن بعض من في القطاع الخاص لا يفهمون المعادلة بهذه الصيغة. فقلت له : لا ألومهم. فقال: «لماذا؟». فقلت : «لأن اقتصاد اليوم يتضمن تجارة حديثة وتجارة تقليدية. ومن اعتاد التعامل بالتجارة التقليدية يواجه صعوبات في التحول إلى التعامل مع التجارة الحديثة ويريد أن يظل في مكانه القديم . فسألني : «أين الحل»؟ فقلت : إن القطاع الخاص ديناميكي بطبعه فقد استوعب الجيل الجديد متطلبات التعامل مع الاقتصاد الحديث ولم يواجه في عملية التحول الصعوبة التي واجهت الجيل الأول.
القادة والقيادة
أكرمنا الله في الإمارات بقيادة تؤمن بربها ثم بشعبها وتريد له الخير والتقدم


والإزدهار. إنها لا تريد للشباب أن يحلموا بمستقبلهم فقط بل انها تساعدهم على تحقيق أحلامهم . شبابنا لا يعاني من المشاكل التي تواجه الشباب العربي في دول أخرى فلماذا التشاؤم والسلبية؟ أنجزنا الكثير فلماذا لا نريد الحديث إلا عما لم ننجزه بعد؟ اليست هذه سلبية؟ ألسنا كمن يركز على طائرة واحدة تأخرت عن موعد وصولها
6
ويتجاهل مئة طائرة وصلت في الموعد المحدد؟ يا ناس ! تفاءلوا بالخير تجدوه» . البلد بخير والخير باق بإذنه تعالى والإنجازات كثيرة والنجاح الذي ينتظرنا أكبر من النجاح الذي عرفناه . فلنعمل معاً، ولنكن متفائلين، ولنشع في مجتمعنا الجو الإيجابي ولنترك التقوقع لعشاق التقوقع ولنتجه إلى الأمام. إن إشاعة الروح الإيجابية في الناس وتعزيز الطاقة الإيجابية في المجتمع لا يتحققان بالكلام بل بالعمل وبالمشاريع وبتجارب النجاح وإعطاء الشباب المسؤوليات وتمكينهم من الإنتاج وتعميم الخير . إذا لم يتوافر العمل فلن يتوافر الخير وخير البلاد في عقول أبنائها وفي ثقتهم بأنفسهم وبلدهم وقدراتهم.
التحفيز وقود تميز البشر وشعلة طاقتهم الإيجابية. إنه القوة التي تحرك الفعل وتطور المبادرة وتصنع الولاء وتولد الإبداع. إنه أساس النجاح وسر تحقيق الأهداف لذا فإن القائد الأكثر نجاحاً هو الأقدر على تحفيز مرؤوسيه وتشجيعهم على العطاء والإبداع
والأداء المتميز والطموح فمستوى أداء الشخص المحفّز ذي المعنويات العالية يكون عادة
في القمة والعكس صحيح.
أنا ملتزم بالوعد الذي قطعته على نفسي بترقية كل شابات وشباب الوطن القادرين وأصحاب الكفاءات ومن هم في الصفوف الثانية والثالثة ومنحهم الفرصة لتسلم مواقع قيادية . وأتمنى لو أصبح كل شباب وشابات الإمارات قياديين وقياديات لكن الواقع ليس هكذا، واعتقد أن شبابنا وشاباتنا وصلوا إلى مرحلة متقدمة من النضج وباتوا يعرفون أنه ليست كل امرأة قيادية وليس كل رجل قيادياً وأن التميز ليس محصوراً بالقادة والرؤساء وأن المناصب ليست دائماً المقياس الدقيق لكفاءة الرجل أو
المرأة .
مستوى الرواتب يجب أن يرتبط بمستوى الإنتاجية، ومستوى الإنجاز هو الذي


يحدد مستوى التشجيع المادي فالترقيات يمكن أن تكون عادية لكنها يمكن أن تكون استثنائية بل غاية في الاستثنائية. لدينا نظام للمكافآت والحوافز الوظيفية لكن التشجيع المعنوي ضروري في كل الحالات لأنه الدافع إلى الإنجاز والامتياز والتطوير والطريقة المناسبة لإبقاء الروتين بعيداً عن المرؤوسين. وعندما يشعر الموظف أو العامل بأن رئيسه يتابع نشاطه باهتمام ويقدر عمله بالنطق أو الكتابة فإن هذا وحده كفيل بإبقاء معنوياته مرتفعة ويعمق شعوره بالراحة إضافة إلى معرفته بأن الاستجابة إلى هذا التشجيع هي
الطريق إلى الترقية والحوافز المادية وأن الوصول إليها مسألة إنجاز وتميز ووقت . إن كل ما تقدم أدوات وسلوكيات ضرورية لتحفيز الموظف وتشجيعه على الانتاج والتطوير والتميز، لكن لا يوجد مثل الإنجاز دافعاً إلى تحقيق الإنجاز التالي والانتقال الى آفاق جديدة. الحوافز المادية والمعنوية مهمة وتوفير شروط العمل التي تساعد على التميز مهم لكن الإنسان يجب أن يكون فخوراً بعمله، والإنجاز هو طريقه إلى الفخر . لكن الإنجاز تاج عمل ما لا بدايته. إنه البرهان على الإمكانات والخبرات والأدوات والوسائل التي يؤدي استغلالها واستخدامها الجيد إلى الإنجاز. هذه عناصر لا بد من توفيرها للشباب قبل ان نحقق النجاح التعليم المتميز، التدريب المتميز، الحاضنات والخبرات وشروط العمل والفرص المتميزة وهكذا . قلنا إن الإحباط والطاقة السلبية والسأم وغيره حالات نفسية يطردها الإنسان بالعمل والانتاج وتطوير القدرات والطاقات ومن مهام الرئيس أن يساعد المرؤوس على المحافظة على صحته النفسية من خلال الاهتمام المستمر والتشجيع المتواصل والتحفيز . أهم ما يجب أن نفعله عندما نتخلص من الطاقة السلبية هو عدم السماح لها بالعودة ثانية فنعتني بالورود في حديقة النفس ونقلع الطفيليات والطحالب. هناك طرق عدة لتحقيق هذا الهدف أهمها النجاح النجاح لا يتحقق من دون طاقة إيجابية
فإذا تحقق أصبح مصدراً للثقة بالنفس والرغبة في التطوير والامتياز.


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

يتفق الباحثون ب...

يتفق الباحثون بشكل عام على أن تنمية مهارات إدارة المعرفة تتطلب التفاعل المشترك بين الأفراد واستخدام ...

بما أن الفلسفة ...

بما أن الفلسفة والعلم حقلان معرفيان مختلفان، ولكل منهما خصائص تختلف عن الآخر، فقد برزت الدعوة الى ا...

1-بذلت أنا والأ...

1-بذلت أنا والأم جهود لا تقدر بثمن لتلبية احتياجات أبنائنا الاثنين عبدالله واليازية وبالإضافة إلى ت...

With such sadne...

With such sadness occupying her thoughts,Erika, a poor single mother of two, struggles to sleep at n...

1. طوير برامج م...

1. طوير برامج متكاملة: ينبغي تصميم وتصميم برامج تأهيل متكاملة تشمل التعليم والتدريب المهني والفنون، ...

تُعتبر المملكة ...

تُعتبر المملكة العربية السعودية واحدة من أهم الدول في العالم العربي والإسلامي، حيث تحتل موقعًا جغراف...

This study expl...

This study explores university students' experiences and perceptions of using artificial intelligenc...

1 تجارب تهدف ال...

1 تجارب تهدف الى اكتشاف الظواهر الجديدة 2 تجارب التحقق تهدف لاثبات او دحض الفرضيات وتقدير دقتها 3 ال...

علق رئيس الوزرا...

علق رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، على صورته المتداولة والتي أثارت الجدل برفقة نظيره الإثيوبي آبي...

تعاني المدرسة م...

تعاني المدرسة من مجموعة واسعة من المخاطر التي تهدد سلامة الطلاب والطاقم التعليمي وتعوق العملية التعل...

يهدف إلى دراسة ...

يهدف إلى دراسة الأديان كظاهرة اجتماعية وثقافية وتاريخية، دون الانحياز إلى أي دين أو تبني وجهة نظر مع...

‏تعريف الرعاية ...

‏تعريف الرعاية التلطيفية‏ ‏وفقا للمجلس الوطني للصحة والرفاهية ، يتم تعريف الرعاية التلطيفية على النح...