Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (50%)

كان يتكلم في تليفون الدُكان بصوت مُرتفع، وجعل يميل بنصفه الأعلي داخل الدُكّان ليبتعد ما أمكن عن الضوضاء، طويل القامة نحيلها وروّي الجبهة والعينين. مُكَّور الذقن وأما صلعته فلم يبقي فوق مرآتها إلا جذور شعر أبيض مثل منابت شعر ذقنه، علي ذلك كان يتمتع بحيوية مرحة وتلتمع عيناه بنشاط وابتهاج. وبدا أنه ينظر إلي الداخل لا إلي الطريق ثم مال يُمنة بمحاذاة صف من اللوريّات الواقفة نسق التوار حتي وجد منفذا إلي الشارع، وما كاد يجاوِز مُقدمة اللوري الأخير حتي شعر بسيارة فورد تندفع نحوه بسرعة فائقة. وقال أحد الشهود فيما بعد إنه كان عليه أن يتراجع بسرعة وإنه لو فعل ذلك لنجا رغم سرعة السيارة، ندّت عن الرجل صرخة كالعواء وفي ذات الوقت انطلقت صرخات الفزع من المارة الواقفين علي التوار، حتي تكون منهم سور غليظ منيع وانتشر في المنطقة الهرج، الرجل وهو يرتفع في الفضاء امتارا ثم يهوي فوق الأرض كشيء، وبسرعة وبدون أن ينظر إلي يساره كما يجب"، وإذا لم يجد وجها مستجيبا عاد ليقول بلهجة خطابية: "لم يكن بإمكاني تفادي الصدمة". خطوات فقط وعينهم لا تتحول عن الرجل ولا تخفي حِدة تطلعها وإشفاقها وقال إنسان:"سيبقي هكذا حتي يموت ونحن لا نفعل شيئا"
وبوليس النجدة والإسعاف في الطريق اليه"
واعترض الحادث جانب الطريق واضطرت السيارات إلي الإلتفاف حول السور البشري مشاركة الترام في ممشاة. فضاق بها حتي تحركت في بطء شديد وتجمعت في صفوف ممتدة ومتداخلة وهي تصرخ وتعوي بلا فائدة، ومن ركابها تطلعت أعين إلي الضحية في اهتمام وأعين تجنبت النظر في جذع. وجاء بوليس النجدة وراء صفارته الحلزونية فاتسعت الحلقة وغادرت القوة السيارة إلي الرجل الملقي وكان الضابط حاسما وحازما، فأصدر أمرا بتفريق المتجمعين، وإذ لم تكن ثمة ضرورة إلي السؤال فإنه لم يلق بالا إلي الجواب، فتقدم ماسح أحذية وسائق لوري وصبي كبابجي كان عائدا بصينية فارغة، وأعادوا علي مسمع الضابط ما حدث منذ ما كان الرجل المجهول يتكلم في التليفون. وجاءت سيارة الإسعاف وأحاط رجالها بالرجل، وتفحصه رئيسهم بعناية وحذر وهو يجلس القرفصاء، وعندما أُرقِد الرجل بحجرة الفحص في مستشفي الدمرداش، "عملية!" فهز رأسه قائلا: "إنه يحتضر!"
وجاء ضابط النقطة والراجل ما يزال راقدا بكامل ملابسه، وقال الطبيب: "هذه الحوادث لا تنتهي"، وشرع في عمله علي حين بسط له الشاويش المرافق له ورقة فوق منضدة، ويملي علي الشاويش:"خمسة وأربعون قرشا من العملة الورقية، وألقي نظرة عابرة علي أسماء الأدوية، فأمِل أن يصادف فيها ما يستطيع أن يستدل به علي شخصية الرجل. فعاد إلي رأس الصفحة ولكن الرسالة كانت موجهة "إلي أخي العزيز أدامه الله" فاستاء من هذه المعاندة ولم يجد بُدا من قرائتها. وامتد بصره فوق الوجه الأسطر إلي الوجه الباهت المشئوب بزرقة مخيفة المغلق كسر، فانتبه إلي نفسه وابتسم ابتسامة إستهانة ليدل علي اعتياده أي شيء وقال "اليوم تحقق لي أكبر أمل في الحياة" بذلك بدأت الرسالة وعاد إلي القراءة متجنبا النظر إلي عيني الطبيب، أمينة وبهية وزينب في بيوتهن، وهذا هو النصر المبين" ، وبعد تفكير طويل، قصة حادثة للكاتب نجيب محفوظ
يُسمَع صوتُه رغم ضوضاء شارع الجيش الصاخب، ثم ختم حديثه بقوله: "إنتظرني سأحضر فوراً". كان في الستين أو نحوها، طويل القامة نحيلها وروّي الجبهة والعينين. وقد أفصح مظهره عن إهمال صريح نتيجة للسن أو الطبع أو نسيان للذات،


Original text

كان يتكلم في تليفون الدُكان بصوت مُرتفع، يُسمَع صوتُه رغم ضوضاء شارع الجيش الصاخب، وجعل يميل بنصفه الأعلي داخل الدُكّان ليبتعد ما أمكن عن الضوضاء،ثم ختم حديثه بقوله: "إنتظرني سأحضر فوراً".كان في الستين أو نحوها، طويل القامة نحيلها وروّي الجبهة والعينين. مُكَّور الذقن وأما صلعته فلم يبقي فوق مرآتها إلا جذور شعر أبيض مثل منابت شعر ذقنه، وقد أفصح مظهره عن إهمال صريح نتيجة للسن أو الطبع أو نسيان للذات، علي ذلك كان يتمتع بحيوية مرحة وتلتمع عيناه بنشاط وابتهاج.وبدا أنه ينظر إلي الداخل لا إلي الطريق ثم مال يُمنة بمحاذاة صف من اللوريّات الواقفة نسق التوار حتي وجد منفذا إلي الشارع، مرق من المنفذ ليعبر الشارع إلي ضفته الأخري، وما كاد يجاوِز مُقدمة اللوري الأخير حتي شعر بسيارة فورد تندفع نحوه بسرعة فائقة.وقال أحد الشهود فيما بعد إنه كان عليه أن يتراجع بسرعة وإنه لو فعل ذلك لنجا رغم سرعة السيارة،ولكنه لسبب ما لعلُه المفاجئة أو سوء التقدير وثب إلي الأمام وهو يهتف "ياساتر يارب" وجرت الحوادث متلاحقة.ندّت عن الرجل صرخة كالعواء وفي ذات الوقت انطلقت صرخات الفزع من المارة الواقفين علي التوار، وفوق إفريز محطة الترام صدر عن فرملة الفورد صوت محشرج متشنج ممزق وهي تزحف علي الأرض بعجلات متوقفة جامدة وهرع نحو الضحية في ثوان عشرات وعشرات كأسراب الحمام، حتي تكون منهم سور غليظ منيع وانتشر في المنطقة الهرج، ولم ينبض جسم الرجل بحركة واحدة، وكان منكفئا علي وجهه ولا يجرؤ أحد علي لمسه وإحدي رجليه ممدودة إلي آخرها والأخري منثنية منحسرة البنطلون عن ساق نحيلة غزيرة الشعر، وقد فقدت حذائها، وكأن الأمر لا يعنيه البتة.الرجل وهو يرتفع في الفضاء امتارا ثم يهوي فوق الأرض كشيء، أندفع هو من أمام اللوري فجأة، وبسرعة وبدون أن ينظر إلي يساره كما يجب"،وإذا لم يجد وجها مستجيبا عاد ليقول بلهجة خطابية: "لم يكن بإمكاني تفادي الصدمة". حي،"لكنه طار في الهواء والعياذ بالله"
"ولو عفو ربنا كبير، لا يوجد دم؟"
"عند فمه انظر."كل ساعة حادثة من هذا النوع"
وجاء شرطي مسرعا وفتح له وقع قدميه ثغرة في السور الآدمي، نفذ منها وهو يصيح في الناس أن يبتعدوا خطوات.خطوات فقط وعينهم لا تتحول عن الرجل ولا تخفي حِدة تطلعها وإشفاقها وقال إنسان:"سيبقي هكذا حتي يموت ونحن لا نفعل شيئا"
فأجابه الشرطي بلهجة رادعة "أقل لمسة قد تقتله، وبوليس النجدة والإسعاف في الطريق اليه"
واعترض الحادث جانب الطريق واضطرت السيارات إلي الإلتفاف حول السور البشري مشاركة الترام في ممشاة.فضاق بها حتي تحركت في بطء شديد وتجمعت في صفوف ممتدة ومتداخلة وهي تصرخ وتعوي بلا فائدة، ومن ركابها تطلعت أعين إلي الضحية في اهتمام وأعين تجنبت النظر في جذع.وجاء بوليس النجدة وراء صفارته الحلزونية فاتسعت الحلقة وغادرت القوة السيارة إلي الرجل الملقي وكان الضابط حاسما وحازما، فأصدر أمرا بتفريق المتجمعين، وتفحص الرجل بنظرة شاملة وسأل الشرطي:"ألم تحضر الإسعاف ؟"
وإذ لم تكن ثمة ضرورة إلي السؤال فإنه لم يلق بالا إلي الجواب، وتسائل مرة أخري:"هل من شهود؟"
فتقدم ماسح أحذية وسائق لوري وصبي كبابجي كان عائدا بصينية فارغة، وأعادوا علي مسمع الضابط ما حدث منذ ما كان الرجل المجهول يتكلم في التليفون.وجاءت سيارة الإسعاف وأحاط رجالها بالرجل،وتفحصه رئيسهم بعناية وحذر وهو يجلس القرفصاء، ثم نهض متوجها إلي الضابط فبادره هذا قائلا: "أظن يجب نقله إلي الإسعاف"،وأدرك الضابط ما يعنيه ذلك علي حين استطرد رجل الإسعاف قائلا:"أعتقد أن الحالة خطيرة جدا".وعندما أُرقِد الرجل بحجرة الفحص في مستشفي الدمرداش، ثم التفت إلي مساعده قائلا: "إصابة خطيرة في الرئة اليسري، تهدد القلب مباشرة"
"عملية!" فهز رأسه قائلا: "إنه يحتضر!"
وصدقت فراسة الطبيب فلقد تحرك الرجل حركة شاملة كالرعشة واضطرب صدره اضطرابا متلاحقا متحشرجا، ثم شهق شهقة خفيفة واستكن،فالتفت المدير نحو مساعده وهو يقول انتهي.وجاء ضابط النقطة والراجل ما يزال راقدا بكامل ملابسه، عدا فردة الحذاء المفقودة، وقال الطبيب: "هذه الحوادث لا تنتهي"، فقال الضابط وهو يوميء إلي الفقيد:"وشهادة الشهود ليست في صالحه"،وشرع في عمله علي حين بسط له الشاويش المرافق له ورقة فوق منضدة، وتأهب بدوره لتسجيل المحضر، ودس الضابط يده برفق في جيب الجاكتة الداخلي فاستخرج حافظة نقود قديمة متوسطة الحجم ومضي يفتشها جيبا جيبا، ويملي علي الشاويش:"خمسة وأربعون قرشا من العملة الورقية، روشتة للدكتور فوزي سليمان"، وألقي نظرة عابرة علي أسماء الأدوية، إذ أن تعليمات شبيهة صدرت إليه من طبيبه في نفس الشأن، ثم واصل إملاؤه وأصابعه تستخرج من الحافظة محفوظاتها.مجلد صغير من الصور القرانية، ولما لم يجد شيئا اخر في الحافظة قال بضيق:"لا توجد بطاقة تحقيق شخصية "، وانتقل إلي الجيب الداخلي وما لبث أن قال في فتور:"ثلاثة قروش ونصف عملة معدنية" وتوالي التفتيش وتتابع الإملاء،سلسة مفاتيح،ساعة يد، فأمِل أن يصادف فيها ما يستطيع أن يستدل به علي شخصية الرجل.نظر أول ما نظر علي الإمضاء ولكنه لم يزد عن "أخوك عبد الله"،فعاد إلي رأس الصفحة ولكن الرسالة كانت موجهة "إلي أخي العزيز أدامه الله" فاستاء من هذه المعاندة ولم يجد بُدا من قرائتها. اليوم تحقق لي أكبر أمل في الحياة"، وامتد بصره فوق الوجه الأسطر إلي الوجه الباهت المشئوب بزرقة مخيفة المغلق كسر، الجامد كتمثال، ذلك الذي تحقق له أكبر أمل في الحياة وتسائل الطبيب عثرت علي شيء؟
فانتبه إلي نفسه وابتسم ابتسامة إستهانة ليدل علي اعتياده أي شيء وقال "اليوم تحقق لي أكبر أمل في الحياة" بذلك بدأت الرسالة وعاد إلي القراءة متجنبا النظر إلي عيني الطبيب، "فقد انزاحت عن صدري الأعباء المريرة، انزاحت جميعا والحمد لله، أمينة وبهية وزينب في بيوتهن، وها هو علي يتوظف، وكلما ذكرت الماضي بمتاعبه وكدحه وشقاءه أحمد الله المنان، وهذا هو النصر المبين" ، واسترق النظر مرة أخري إلي الإنسان الراحل الذي لايدري أحد مقره، الذي يثير الدهشة بصمته و انعزاله وارتداده العميق إلي المجهول، وبعد تفكير طويل، قرّ رأيي علي ترك الخدمة فعلا،


النص الأصلي
قصة حادثة للكاتب نجيب محفوظ


كان يتكلم في تليفون الدُكان بصوت مُرتفع، يُسمَع صوتُه رغم ضوضاء شارع الجيش الصاخب، وجعل يميل بنصفه الأعلي داخل الدُكّان ليبتعد ما أمكن عن الضوضاء،ثم ختم حديثه بقوله: "إنتظرني سأحضر فوراً". وأعاد السماعة إلي مكانها ونقد البائع ثمن المكالمة واستدار فوق التوار متجها نحو الطريق.


كان في الستين أو نحوها، طويل القامة نحيلها وروّي الجبهة والعينين. مُكَّور الذقن وأما صلعته فلم يبقي فوق مرآتها إلا جذور شعر أبيض مثل منابت شعر ذقنه، وقد أفصح مظهره عن إهمال صريح نتيجة للسن أو الطبع أو نسيان للذات، علي ذلك كان يتمتع بحيوية مرحة وتلتمع عيناه بنشاط وابتهاج.


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

شرعت إلى جانب و...

شرعت إلى جانب والدي، ممسكا بيده اليمنى، وركضت لمواكبة الخطوات الطويلة التي كان يخطوها. كانت جميع ملا...

يعتبر الاستعداد...

يعتبر الاستعداد الوظيفي هو أحد العوامل التي ترفع قدرة الأفراد على اتخاذ الخيارات المهنية، وصنع القر...

الضوابط القانون...

الضوابط القانونية لتنفيذ حكم التحكيم الرياضي وفقاً للقانون الإماراتي. مقترح خطة بحث لاستكمال متطلب...

حيث أسندت النيا...

حيث أسندت النيابة العامة إلي المتهم وآخر لأنهما بتاريخ 7 / 6/ 2024 بدائرة إختصاص مركز شرطة الرفاعة أ...

Dr Alexander Fo...

Dr Alexander Forse says capturing carbon dioxide is a "last resort" for tackling global warming ...

كتاب: «صبح الأع...

كتاب: «صبح الأعشى في صناعة الإنشا» للقلقشندي (756- 821)، هو أهمّ كتاب في الصناعة الإنشائية، وأجمع ال...

تابلوه خاص بالط...

تابلوه خاص بالطاقة الشمسية يحتوي على كامل الحمايات AC DC مع الخيار الموسع بمصدرين كهرباء عمومي و ...

Christie Sides ...

Christie Sides Hinted At Significant Indiana Fever Roster Change.On Tuesday, July 2, at 9:30 p.m. ET...

تعاني الصحافة ا...

تعاني الصحافة الرياضيّة العربيّة، التي تنشط في سوق عملٍ تنافسي كبير، من ضعف مهنيّة واحترافية مَن يما...

الريف في المجام...

الريف في المجامع العربية هو الخصب والسعة والمأكل وهو أرض فيها زرع وماء وقد وردت كلمة "الريف" في القر...

ألنصار المذهب ا...

ألنصار المذهب المادي أو الموضوعي، نكون بصدد البدء في تنفيذ الجريمة، بالشروع في ارتكاب الركن المادي ...

تعد اضطرابات ال...

تعد اضطرابات التغذيه خطر كبير من الناحيه الطبية والنفسية وتسبب كثير من حالات انقطاع الطمث عند الرياض...