Lakhasly

لقد مرّ الوقف بفترات نمو وازدهار لفت فيها النظر بعين الاعجاب، الديمومة التي أصبحت من مقومات العمل الخيري والإنساني في وقتنا الحاضر، البحث يهدف إلى إلقاء الضوء على الأوقاف التي خرجت عن هذه القاعدة وهي (الديمومة) اندثرت ودرست مع الدوارس التي ذكرها (مُحَ  مد كرد عليّ) 5 في كتابه الأسباب التي أدت إلى اندثار الأوقاف في بلاد الشام، المآل إلى عدد من النهايات المؤلمة، الآتي: أوقاف لا يعرف حالها الآن أو مآلها. وأوقاف تحولت إلى كيان وقفي جديد أو ألحقت بأوقاف أخرى. أما أسباب الاندثار التي رصدها البحث فهي عديدة ولكن من أبرزها: فساد النظّار المتولين على بعض الأوقاف التي اندثرت، الأسباب الرئيسة ذهاب وزوال العمران عن بعض المدن أو القرى وتبعًا لذلك زوال أوقافها من مساجد ومدارس وأربطة وغيرها. ٥٣ العدد السابع جمادى الآخرة ١٤٤٤ ه/ يناير ٢٠٢٣ م عبدلله بن ناصر السدحان F د وأخلاقي وخيريّ قدّمه للبشرية، العموم شاملًا المجتمع؛ وشرائحه بخيرية الفرد، وبانيًا الجسد الواحد بكرم العضو وهذا التفاعل المجتمعي بين أفراد المجتمع تحقيقًا لحديث الرسول ژ الذي حدد فيه رسالة المسلم الواحد تجاه المجتمع، ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد » : أن رسول الله ژ قال .(١)« إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر جسده بالسهر والحمى فالوقف يمتلك خاصية تميزه عن بقية الأعمال التطوعية وهي مماسة الحاجات الإنسانية الفطرية لدى الفرد نفسه تجاه الآخرين والتعاطف الشمولي معهم، يتمايز عن غيره من الأعمال التطوعية بمسافات اجتماعية واسعة جدًا، فضلًا عما يمتلكه من قدرة ذاتية على التجدد، يتتبع مواطن القصور في المجتمعات ويعمل على سدّها من خلال مصارفه التي يختارها كل واقف بحسب ظروفه الزمانية والمكانية. لقد مرّ الوقف بمراحل نمو وازدهار لفت فيها النظر بعين الاعجاب لكل سابر التي أصبحت من مقومات العمل الخيري والإنساني في وقتنا الحاضر، محمد بن إسماعيل البخاري، ١٤٢١ ه/ ٢٠٠٠ م، العدد السابع جمادى الآخرة ١٤٤٤ ه/ يناير ٢٠٢٣ م ٥٤ مآلات الأوقاف المندثرة وأسباب اندثارها بعض القصص في الأوقاف أسدل الستار عنها بشكل سريع أو مفاجئ. لقد كان موضوع غياب بعض الأوقاف عن مشهد الحياة العامة محل تساؤل لدى الموضوع يحتاج إلى العشرات من البحوث للوصول إلى تلك الأسباب التي أدت إلى كذلك على أسباب إطالة عمر الأوقاف ووسائلها، وعلاج مسبباتها قبل الوصول إليها. وهذا البحث يهدف إلى إلقاء الضوء على الأوقاف التي اندثرت ودرست مع الدوارس التي ذكرها (مُحَ  مد كرد عليّ) 5 في كتابه الشهير (خطط الشام)، والتعرف على المآلات التي انتهت إليه، وقد كان المعتمد في تتبع تلك الأوقاف المندثرة ورصد مآلاتها كتاب (خطط الشام) الذي طبعته مكتبة النوري بدمشق، ١٤٠٣ ه/ ١٩٨٣ م). بالوصول إلى المعرفة الدقيقة والتفصيلية » وقد اتبعت المنهج الوصفي الذي يُعنى لعناصر مشكلة أو ظاهرة قائمة، أو أحداث أو أشياء معينة وجمع الحقائق والمعلومات والملاحظات عنها، مُحَ  مد سرحان علي المحمودي، مكتبة الوسطية للنشر والتوزيع، ١٤٤١ ه/ ٢٠١٩ م، ٥٥ العدد السابع جمادى الآخرة ١٤٤٤ ه/ يناير ٢٠٢٣ م عبدلله بن ناصر السدحان F د والثانية قراءة تحليل واستنباط، ومحاولة التعرف على مسوّغات الأيلولة. وهذا الأسلوب في البحث العلمي ليس بجديد، جوانب معينة من الحياة السابقة من خلال بعض الكُتب التاريخية تحديدًا، المثال هناك مَنْ درس الخدمات الوقفية من خلال كتاب الخطط للم قريزي( ١)، مَنْ بحث في (مدارس دمشق ودورها الثقافي من خلال وصف ابن بطوطة)( ٢). وجد مَنْ درس (الأوقاف والمصارف الوقفية في رحلة ابن بطوطة)( ٣) وهذه الدراسات إننا إذ نذكر هذا المنحى من جوانب الأوقاف وهي (الأوقاف المندثرة) فإنه تحسن الإشارة إلى أنها لا تُمثل إلا نقطة في بحر الأوقاف العظيم، بل الآلاف من الأوقاف التي عُمرت قرون عددًا، بنفسه من الأوقاف ما له مئات السنين ولا زال قائمًا، وهي بعض دار هشام بن عبدالملك » : الكبرى) أوقفت سنة ( ٥٦٣ ه)، .( وقفها ( ٦٦٠ ه) وهي قائمة( ٥ ومن الأوقاف المعمرة (الخانقاه الفخرية) في القدس داخل سور الحرم، ٣) الأوقاف والمصارف الوقفية في رحلة ابن بطوطة: قراءة نقدية، ، الأمانة العامة للأوقاف، ٤) خطط الشام، ٥) خطط الشام، العدد السابع جمادى الآخرة ١٤٤٤ ه/ يناير ٢٠٢٣ م ٥٦ مآلات الأوقاف المندثرة وأسباب اندثارها (الخانقاه الصالحية) علو كنيسة القيامة وقفها صلاح الدين سنة ( ٥٨٥ ه) وهي ومثلها (تكية سيدنا الخليل) في مدينة الخليل تعمل الحساء . عرفت بالغزالية نسبة لأبي حامد الغزالي » والطعام( ٣)، وقد أتم تأليف كتابه إحياء العلوم فيها فيما قيل، .( غرفتان عامرتان معدتان للزيارة( ٤ وبكل حال هناك غيرها من الأوقاف المُعمرة خارج بلاد الشام بطبيعة الحال، ومنها على سبيل المثال لا الحصر: وقف الخليفة عثمان بن عفان 3 في المدينة المنورة (بئر رومة) الذي يزيد عمره الآن على ( ١٤٠٠ ) سنة، المغاربة في مكة المكرمة الذي يزيد عمره على ثمانية قرون، له عام ( ٦٠٤ ه/ ١٢٠٧ م) ولا زال قائمًا( ٦). .( ذلك الوقف الذي جُ  ددَ أكثر من مرة يُنتج ويُصرف في مصارفه التي حددها الواقف( ٧ ٤) خطط الشام، ٥) للمزيد من أخبار هذا الوقف المبارك انظر كتاب: الأوقاف النبوية وأوقاف الخلفاء الراشدين، دار الكتب العلميّة، ١٤٣١ ه/ ٢٠١١ م، وهو قائم وتشرف عليه وزارة البيئة والمياه والزراعة في المملكة العربية السعودية، موجود ويعمل حتى هذا العام ١٤٤٤ ه/ ٢٠٢٣ م. ٦) للمزيد من أخبار هذا الوقف انظر: الأوقاف المعمرة سماتها وعوامل استدامته: دراسة حالة لعدد من الأوقاف ) ياسر بن صالح الصقير، مركز استثمار المستقبل، ١٤٤٣ ه/ ٢٠٢٢ م، ٧) للمزيد من أخبار هذا الوقف انظر كتاب: وقف صبيح من أشيقر منذ عام ٧٤٧ ه، ٥٧ العدد السابع جمادى الآخرة ١٤٤٤ ه/ يناير ٢٠٢٣ م عبدلله بن ناصر السدحان F د ومن تلك الأوقاف المُعمرة كذلك وقف الشريف غالب في مكة المكرمة وجدة قائمًا وينمو باطراد نتيجة التعويضات التي حصل عليها من توسعات الحرم المكي،

لقد مرّ الوقف بفترات نمو وازدهار لفت فيها النظر بعين الاعجاب، لا بسبب كثرته
وانتشاره بين جميع طبقات المجتمع فحسب، بل بطول البقاء وديمومة النفع، تلك
الديمومة التي أصبحت من مقومات العمل الخيري والإنساني في وقتنا الحاضر، وهذا
البحث يهدف إلى إلقاء الضوء على الأوقاف التي خرجت عن هذه القاعدة وهي
(الديمومة) اندثرت ودرست مع الدوارس التي ذكرها (مُحَ  مد كرد عليّ) 5 في كتابه
الموسوعي الشهير (خطط الشام)، والتعرف على المآل التي انتهت إليه، ورصد عدد من
الأسباب التي أدت إلى اندثار الأوقاف في بلاد الشام، وبما يمكن تعميمه من نتائج
لظروف مشابهة، فمن خلال تتبع ما آلت إليه الأوقاف المندثرة يمكننا تصنيف مسارات
المآل إلى عدد من النهايات المؤلمة، وتصنيفها إلى خمسة أقسام رئيسة على النحو
الآتي: أوقاف لا يعرف حالها الآن أو مآلها. وهناك أوقاف انتهت إلى دور سكنيّة أو
مخازن مستغلة من عامة الناس. وهناك أوقاف حولت إلى مرافق عامة من خلال الدولة.
وأوقاف تحولت إلى كيان وقفي جديد أو ألحقت بأوقاف أخرى. وتبين وجود أوقاف خربت
أو احترقت وصارت أنقاضًا. وأخيرًا هناك أوقاف تحولت إلى مقابر أو مزارات قبوريّة.
أما أسباب الاندثار التي رصدها البحث فهي عديدة ولكن من أبرزها: فساد
النظّار المتولين على بعض الأوقاف التي اندثرت، أو هلاك النُظار بعد جيل أو جيلين
دون وجود من يخلفهم، وهناك من الأسباب التلاعب بوثائق الوقف بهدف الاستيلاء
عليه، وتبين سبب رئيس وهو تدخل المستعمر الفرنسي في إدارة الأوقاف الإسلامية،
وهناك أوقاف اندثرت بسبب التأجير طويل الأجل، أو ما يسمى (التحكير)، وأخيرًا من
الأسباب الرئيسة ذهاب وزوال العمران عن بعض المدن أو القرى وتبعًا لذلك زوال
أوقافها من مساجد ومدارس وأربطة وغيرها.
٥٣ العدد السابع جمادى الآخرة ١٤٤٤ ه/ يناير ٢٠٢٣ م
عبدلله بن ناصر السدحان F د
المقدمة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
يُع  د الوقف شامة في جبين الحضارة الإسلامية، بما يملكه من رصيد إنساني،
وأخلاقي وخيريّ قدّمه للبشرية، فهو يساعد المسلم على إخراج نفسه من حيّزها
الضيّق إلى حيّزها الاجتماعي الأوسع، ومن ضيق الفردية والأنانية، متجاوزًا الأنا إلى
العموم شاملًا المجتمع؛ كل المجتمع بمختلف أفراده، وطوائفه، وشرائحه بخيرية الفرد،
وبانيًا الجسد الواحد بكرم العضو وهذا التفاعل المجتمعي بين أفراد المجتمع تحقيقًا
لحديث الرسول ژ الذي حدد فيه رسالة المسلم الواحد تجاه المجتمع، ففي الحديث
ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد » : أن رسول الله ژ قال
.(١)« إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر جسده بالسهر والحمى
فالوقف يمتلك خاصية تميزه عن بقية الأعمال التطوعية وهي مماسة الحاجات
الإنسانية الفطرية لدى الفرد نفسه تجاه الآخرين والتعاطف الشمولي معهم، ما جعله
يتمايز عن غيره من الأعمال التطوعية بمسافات اجتماعية واسعة جدًا، ومن ذلك عدم
محدوديته مكانًا، وزمانًا، وكمًا، وكيفًا، إضافة إلى اتساع آفاق مجالاته الملبية
للاحتياجات الفرديّة والجماعية، فضلًا عما يمتلكه من قدرة ذاتية على التجدد، حيث
يتتبع مواطن القصور في المجتمعات ويعمل على سدّها من خلال مصارفه التي يختارها
كل واقف بحسب ظروفه الزمانية والمكانية.
لقد مرّ الوقف بمراحل نمو وازدهار لفت فيها النظر بعين الاعجاب لكل سابر
لمسيرته، لا بسبب كثرته وانتشاره بين جميع طبقات المجتمع فحسب، بل بتنوعه
وتلمسه للاحتياجات المجتمعية، واتصافه بطول البقاء وديمومة النفع، تلك الديمومة
التي أصبحت من مقومات العمل الخيري والإنساني في وقتنا الحاضر، وأحد مقاييس
١) صحيح البخاري، محمد بن إسماعيل البخاري، دار السلام، الرياض، الطبعة الثانية، ١٤٢١ ه/ ٢٠٠٠ م، كتاب )
. الأدب، باب رحمة الناس والبهائم، حديث رقم ٦٠١١
العدد السابع جمادى الآخرة ١٤٤٤ ه/ يناير ٢٠٢٣ م ٥٤
مآلات الأوقاف المندثرة وأسباب اندثارها
تميزه، ولا يمكن أن تخطئ العين تلك الخصيصة التي تميز الوقف عن غيره من
المجالات الخيريّة الأخرى، ألا وهي طول مدّة بقائه بشكل عام، وهذا لا ينفي وجود
بعض القصص في الأوقاف أسدل الستار عنها بشكل سريع أو مفاجئ.
لقد كان موضوع غياب بعض الأوقاف عن مشهد الحياة العامة محل تساؤل لدى
الباحث، وحاول دراسته من خلال بحث سابق عن الاندثار القسري للأوقاف، وما زال
الموضوع يحتاج إلى العشرات من البحوث للوصول إلى تلك الأسباب التي أدت إلى
ضياع بعض الأوقاف، وبحسب مفهوم المخالفة، فمثل هذه الدراسات تُفيد في التعرف
كذلك على أسباب إطالة عمر الأوقاف ووسائلها، من خلال تلافي أسباب الاندثار
وعلاج مسبباتها قبل الوصول إليها.
وهذا البحث يهدف إلى إلقاء الضوء على الأوقاف التي اندثرت ودرست مع
الدوارس التي ذكرها (مُحَ  مد كرد عليّ) 5 في كتابه الشهير (خطط الشام)،
والتعرف على المآلات التي انتهت إليه، والخروج ببعض الاستنتاجات المتصلة باندثار
تلك الأوقاف، وليس المقصد في هذا البحث أو أحد أهدافه رصد الأوقاف المندثرة
رصدًا عدديًا، أو تفصيليًا فإن ذلك مما يطول.
وقد كان المعتمد في تتبع تلك الأوقاف المندثرة ورصد مآلاتها كتاب (خطط
الشام) الذي طبعته مكتبة النوري بدمشق، للمرة الثالثة الصادرة في ستة مجلدات عام
١٤٠٣ ه/ ١٩٨٣ م). )
بالوصول إلى المعرفة الدقيقة والتفصيلية » وقد اتبعت المنهج الوصفي الذي يُعنى
لعناصر مشكلة أو ظاهرة قائمة، للوصول إلى فهم أفضل وأدق من خلال وصف ظواهر
أو أحداث أو أشياء معينة وجمع الحقائق والمعلومات والملاحظات عنها، ووصف
١)، وقد قرأت الجزء المخصص للأوقاف من كتاب الخطط في )« الظروف الخاصة بها
الجزء الخامس والسادس مرتين، الأولى قراءة جرد ورصد للأوقاف المندثرة،
١) مناهج البحث العلمي، مُحَ  مد سرحان علي المحمودي، مكتبة الوسطية للنشر والتوزيع، صنعاء، الطبعة الثالثة، )
. ١٤٤١ ه/ ٢٠١٩ م، ص ٤٦
٥٥ العدد السابع جمادى الآخرة ١٤٤٤ ه/ يناير ٢٠٢٣ م
عبدلله بن ناصر السدحان F د
والثانية قراءة تحليل واستنباط، للتعامل معها حين الكتابة ومناقشة أسباب الاندثار
ومحاولة التعرف على مسوّغات الأيلولة.
وهذا الأسلوب في البحث العلمي ليس بجديد، وأعني به استقراء ظاهرة ما أو
جوانب معينة من الحياة السابقة من خلال بعض الكُتب التاريخية تحديدًا، فعلى سبيل
المثال هناك مَنْ درس الخدمات الوقفية من خلال كتاب الخطط للم قريزي( ١)، وهناك
مَنْ بحث في (مدارس دمشق ودورها الثقافي من خلال وصف ابن بطوطة)( ٢). كذلك
وجد مَنْ درس (الأوقاف والمصارف الوقفية في رحلة ابن بطوطة)( ٣) وهذه الدراسات
مجرّد أمثلة، وإلا يوجد عدد من هذا النوع من الدراسات.
إننا إذ نذكر هذا المنحى من جوانب الأوقاف وهي (الأوقاف المندثرة) فإنه
تحسن الإشارة إلى أنها لا تُمثل إلا نقطة في بحر الأوقاف العظيم، فهناك المئات،
بل الآلاف من الأوقاف التي عُمرت قرون عددًا، وبعضها لا زال قائمًا حتى يومنا
الحاضر، وقد ذكر جملة منها (مُحَ  مد كرد عليّ) في كتاب (خطط الشام)، وشاهد
بنفسه من الأوقاف ما له مئات السنين ولا زال قائمًا، ومنها المدرسة (النورية
وهي بعض دار هشام بن عبدالملك » : الكبرى) أوقفت سنة ( ٥٦٣ ه)، وقال عنها
الأموي، وكانت قديمًا دار معاوية بن أبي سفيان ولا تزال المدرسة عامرة إلى
٤) أي أن لها أكثر من ثمانية قرون، وقريبًا منها المدرسة (المعظمية)، وتاريخ )« يومنا
.( وقفها ( ٦٦٠ ه) وهي قائمة( ٥
ومن الأوقاف المعمرة (الخانقاه الفخرية) في القدس داخل سور الحرم، وبجوار
١) الخدمات الوقفية من خلال كتاب الخطط للمقريزي: دراسة تاريخية، أحمد خلف فندي السبعاوي، دار الكتاب )
الثقافي، عمان، ١٤٣٨ ه/ ٢٠١٧ م.
٢) مدارس دمشق ودورها الثقافي من خلال وصف ابن بطوطة، حسن حلمي أبو الفضل، مجلة المؤرخ العربي، اتحاد )
المؤرخين العرب، القاهرة، العدد ٢٨ ، المجلد الثاني، ٢٠٢٠ م/ ١٤٤١ ه.
٣) الأوقاف والمصارف الوقفية في رحلة ابن بطوطة: قراءة نقدية، عبدالله بن ناصر السدحان، مجلة أوقاف، )
١٤٤٤ ه/ ٢٠٢٣ م. ، الأمانة العامة للأوقاف، الكويت العدد ٤٣
. ٤) خطط الشام، مرجع سابق، الجزء ٦، ص ٩٥ )
. ٥) خطط الشام، مرجع سابق، الجزء ٦، ص ١١٩ )
العدد السابع جمادى الآخرة ١٤٤٤ ه/ يناير ٢٠٢٣ م ٥٦
مآلات الأوقاف المندثرة وأسباب اندثارها
جامع المغاربة، موقوفة منذ العام ( ٧٣٢ ه) ولا تزال عامرة إلى يومنا هذا( ١)، وكذلك
(الخانقاه الصالحية) علو كنيسة القيامة وقفها صلاح الدين سنة ( ٥٨٥ ه) وهي
٢). ومنها (تكية خاصكي سلطان) أنشأتها أم السلطان سليمان، ولا تزال عامرة )« موجودة
ومثلها (تكية سيدنا الخليل) في مدينة الخليل تعمل الحساء .« تفرّق الحساء والخبز
عرفت بالغزالية نسبة لأبي حامد الغزالي » والطعام( ٣)، ومنها المدرسة (النصرية) التي
وقد أتم تأليف كتابه إحياء العلوم فيها فيما قيل، وتاريخ وقفها سنة ( ٦١٠ ه) وهي الآن
.( غرفتان عامرتان معدتان للزيارة( ٤
وبكل حال هناك غيرها من الأوقاف المُعمرة خارج بلاد الشام بطبيعة الحال،
ومنها على سبيل المثال لا الحصر: وقف الخليفة عثمان بن عفان 3 في المدينة
المنورة (بئر رومة) الذي يزيد عمره الآن على ( ١٤٠٠ ) سنة، ولا زال قائمًا( ٥). ووقف
المغاربة في مكة المكرمة الذي يزيد عمره على ثمانية قرون، فتاريخه حسب أول وثيقة
له عام ( ٦٠٤ ه/ ١٢٠٧ م) ولا زال قائمًا( ٦). ووقف صبيح في بلدة أشيقر في نجد في
المملكة العربية السعودية، وعمره الآن تجاوز سبعمئة عام (سبعة قرون) ولا زال نخيل
.( ذلك الوقف الذي جُ  ددَ أكثر من مرة يُنتج ويُصرف في مصارفه التي حددها الواقف( ٧
. ١) خطط الشام، مرجع سابق، الجزء ٦، ص ١٤٨ )
. ٢) خطط الشام، مرجع سابق، الجزء ٦، ص ١٥٠ )
. ٣) خطط الشام، مرجع سابق، الجزء ٦، ص ١٥١ )
. ٤) خطط الشام، مرجع سابق، الجزء ٦، ص ١١٧ )
٥) للمزيد من أخبار هذا الوقف المبارك انظر كتاب: الأوقاف النبوية وأوقاف الخلفاء الراشدين، عبدالله بن )
مُحَ  مد الحجيلي، دار الكتب العلميّة، بيروت، ١٤٣١ ه/ ٢٠١١ م، ص ١٦٩ وما بعدها، وقد زار الباحث هذا الوقف عام
١٤٣٠ ه/ ٢٠١٠ م، وهو قائم وتشرف عليه وزارة البيئة والمياه والزراعة في المملكة العربية السعودية، ولا يزال
موجود ويعمل حتى هذا العام ١٤٤٤ ه/ ٢٠٢٣ م.
٦) للمزيد من أخبار هذا الوقف انظر: الأوقاف المعمرة سماتها وعوامل استدامته: دراسة حالة لعدد من الأوقاف )
في المملكة العربية السعودية، ياسر بن صالح الصقير، مركز استثمار المستقبل، الرياض، ١٤٤٣ ه/ ٢٠٢٢ م، ص ٢٦
وما بعدها.
٧) للمزيد من أخبار هذا الوقف انظر كتاب: وقف صبيح من أشيقر منذ عام ٧٤٧ ه، عبدالحليم بن عبدالعزيز )
مازي، مؤسسة ساعي لتطوير الأوقاف، الرياض، ١٤٤٠ ه/ ٢٠١٩ م.
٥٧ العدد السابع جمادى الآخرة ١٤٤٤ ه/ يناير ٢٠٢٣ م
عبدلله بن ناصر السدحان F د
ومن تلك الأوقاف المُعمرة كذلك وقف الشريف غالب في مكة المكرمة وجدة
والطائف وضواحيها( ١)، وهو من الأوقاف الذريّة وقد تجاوز عمره ( ٢٧٠ ) سنة ولا زال
قائمًا وينمو باطراد نتيجة التعويضات التي حصل عليها من توسعات الحرم المكي،
وكما ذُكر آنفًا كل هذه الأوقاف قائمة حاليًا ومُدرة، وتصرف غلتها كما أراد واقفوها،
ولله الحمد.