Lakhasly

إن الحاجة إلى الثقافة والمزيد من التنور ضرورة تحتمها الطفرات العلمية والتكنولوجية الهائلة ؛
لما فرضته تلك التطورات على البشرية من أدوار وواجبات عديدة ،كما فرضت بالمثل على الطلبة
المعلمين (معلمي المستقبل) في مجالات تخصصاتهم المختلفة واجب التحصن والتزود بأشكال الثقافات
المتنوعة بما يحقق لهم الكفاءة في أدائهم التدريسي ،و من هذه الثقافات ما يطلق عليها " ثقافة اللغة "
وتعد الثقافة اللغوية أحد أشكال الثقافة التي تعتني بتنمية المعارف والمهارات الخاصة بفنون اللغة
وتنمية الاتجاه نحوها ، ومن ثم فهي تهدف إلى تمكين الطالب المعلم في كل التخصصات من معرفة
قواعد اللغة ، والحرص على الاستخدام الصحيح لها في الموقف التدريسي .
ومن المهارات اللغوية الضرورية للطالب المعلم غير المتخصص مهارة القراءة ، وتشمل : تحديد
الأفكار الرئيسة والجزئية ، وتنظيم المعلومات الواردة في النص ، والقدرة على التلخيص ، والتمييز بين
السبب والنتيجة و بين الرأي والحقيقة ، وتساعده هذه المهارات على الفهم ، واستخلاص الأفكار عند
تدريس المواد المختلفة مثل التاريخ والجغرافيا والعلوم وغيرها ( . أحمد أحمد بكر ، ١٩٩٨ ، ) ٤٦
كما يؤكد ( محمد جابر قاسم ، وعلي خلفان النقبي ، ٢٠٠٥ ، ٢١٠ - ٢١١ ) أن نجاح عملية
التعلم يتوقف على قدرة الطالب المعلم على توظيف واستخدام مهارة التحدث في الموقف التدريسي ؛
ا ، وعرض الأفكار بصورة متدرجة ، وضبط
ً
والتي تتطلب منه القدرة على نطق الكلمات نطقًا صحيح
ً الكلام ضبطا نح ا ، واستخدام المفردات اللغوية المناسبة للتلاميذ
ً
ا صحيح
ً
وي .
ً فضلا عن أن الطالب المعلم في أية مادة دراسية يقوم بعرضها أمام طلابه يستخدم الكتابة سواء
ا أو خرائط أو أحداثًا تاريخية أو مصطلحات علمية؛لذلك عليه أن يراعي عند
ً
ً كانت رموزا أو أرقام
الكتابة حسن الخط ووضوحه ، والكتابة اللغوية الصحيحة.(خلف حسن الطحاوي،٢٠٠٥، – ١٦ ) ١٧
"ب"
وفي هذا الصدد أجريت العديد من الدراسات والبحوث لتنمية بعض هذه المهارات أو كلها لدى الطلبة
المعلمين غير المتخصصين في اللغة العربية كدراسة ( شايان عبد اللطيف أبو زنادة ، ٢٠٠٥ ) التي
أثبتت فعالية برنامج لتعليم اللغة العربية لطالبات الفرقة الثانية بالأقسام العلمية بكلية التربية للبنات
بجدة في جميع التخصصات، وتوصلت الدراسة إلى فعالية البرنامج في تنمية بعض مهارات القراءة
والكتابة والقواعد اللغوية والتذوق الأدبي لدى عينة الدراسة .
بينما هدفت دراسة ( خلف حسن الطحاوي، ٢٠٠٥) " ب" تعرف أثر تطوير مقرر مهارات اللغة
العربية لطلبة الفرقة الأولى بالشعب العلمية بكلية التربية بصور في سلطنة عمان ، وأثره في أدائهم
برنامج تدريبي حاسوبي في الثقافة اللغوية لتنمية بعض المهارات اللغوية للطلبة المعلمين غير المتخصصين وأثره في أدائهم التدريسي
نعمت محمد محمد خلف الدمرداش

اللغوي ، وتضمن التطوير المقترح ( مهارات الفهم القرائي – مهارات الصحة الإملائية – مهارات قواعد
النحو – مهارات كتابة المقال ) ، وأسفرت النتائج عن تحسن الأداء اللغوي لدى عينة الدراسة .
كما اهتمت دراسة (2007 , al . et & Julian (بتنمية مهارات اللغة من خلال برنامج تم تقديمه
لعينة من خريجي مدارس التمريض ، وتوصلت الدراسة إلى فعالية البرنامج في تنمية مهارات الكتابة
الأكاديمية ومهارات الفهم القرائي والمهارات الشفهية ، كما أكدت أن نمو اللغة لدى عينة الدراسة قد
ساهم في نجاحهم وتقدمهم .
ٕذا كانت التطورات العلمية والتكنولوجية قد فرضت على معلم المستقبل ضرورة الإلمام بأشكال
وا
الثقافات المختلفة – ولاسيما الثقافة اللغوية – فقد ألقت على عاتقه مسئولية التعامل الواعي مع أنماط
التعليم والتعلم الحديثة باستخدام الحاسوب ،و يؤكد( إبراهيم عبد الوكيل الفار٢٠٠٣، ، ٢١٣ ) أن
ا
ً
نمط التدريب والمران من أكثر تطبيقات التعليم المعزز بالحاسوب شيوع ، وتبرز فعاليته في موضوعات
الري ا من التدريب والمران
ً
ا كبير
ً
اضيات والعلوم واللغات بفروعها المختلفة ؛ والتي يتطلب إتقانها قدر .
وهناك العديد من الدراسات التي اعتمدت على أنماط التعلم باستخدام الحاسوب في تنمية بعض
مهارات اللغة : كدراسة ( عبد االله إسحاق عطار ، ٢٠٠٩) التي استخدمت الحاسوب كإستراتيجية
تدريس لمقرر الخط العربي الذي يدرسه طلاب كلية المعلمين في مكة المكرمة ، وأثبتت فاعليته في
تحسين مهارات الخط العربي لديهم ، كما صممت دراسة (2011 , Elamry ( ا باستخدام
ً
برنامج
الحاسوب ؛ لتنمية مهارات الكتابة باللغة الانجليزية لدى طالبات الصف الأول بالمرحلة الثانوية .
وبناء ً على ما سبق سوف يعتمد البرنامج الحالي على نمط التدريب والمران باستخدام الحاسوب