Online English Summarizer tool, free and accurate!
كانت منطقة غرب أوروبا ووسط وغرب إفريقيا مجهولة تقريباً لشعوب الشرق، وذلك لضعف الاتصال بها وضعف التعامل التجاري معها، إلا عن طريق أثيوبيا على السواحل الشرقية لإفريقيا، ومصر عن طريق البحر الأحمر ومنطقة البحر الأبيض المتوسط، أما المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ والقارة الأمريكية فكانت مجهولة تماماً لمجتمعات الشرق، ولم يتم اكتشافها إلا مع الاكتشافات الجغرافية في القرن الثالث والثمانين الميلادي، وذلك من خلال محاولة الإسبان والبرتغاليين اكتشاف طريق الرجاء الصالح من أجل الوصول إلى الهند، وقد عرفت هذه المناطق الجديدة المتمثلة بدول قارتي أمريكا الجنوبية والشمالية بالعالم الجديد، ولذلك لم تزدهر فيها التجارة الخارجية إلا بعد هذه الاكتشافات الجغرافية، وسيطر الإسبان والبرتغاليون على معظم مناطقها الواقعة على السواحل الشرقية المقابلة لغرب القارة الأوروبية، وبعد ذلك استمرت الاستعمارات الأوروبية وخاصة الإنجليزية والفرنسية في الجزء الشمالي من القارة الأمريكية. هايد أن اكتشاف الطريق البحري إلى جزر الهند الشرقية بالالتفاف حول رأس الرجاء الصالح، واكتشاف القارة الأميركية في نهاية العصور الوسطى حدثان مهمان لبداية العصر الحديث، لأنهما فتحا مسارات جديدة للتجارة العالمية ووسعا نطاقها الجغرافي. إلا أن الانتقال من العصور القديمة إلى العصور الوسطى لم يحدث فجأة، بل ظلت طرق التجارة القديمة والأماكن على حالها خلال العصور الوسطى. ومنذ أن مكنت فتوحات الإسكندر الأكبر شعوب أوروبا الغربية من اتجهت التجارة نحو هذا الاتجاه، مثل التوابل والعاج والعطور التي استوردوها من الهند، ومن الصين استوردوا الحرير والمنسوجات الفاخرة المتنوعة، ص 80). ولما كانت سفن التجار الأوروبيين الغربيين لا تعرف طريق رأس الرجاء الصالح إلى الشرق، فقد اكتفت بعبور البحر الأبيض المتوسط، حيث وجدت أسواقاً معروفة منذ القدم على طول سواحله، كأسواق الإسكندرية وصور وبيروت وأنطاكية وبيزنطة وغيرها، ثم الخليج العربي. ولكن ما نكتشفه في هذه التجارة وفي هذه المرحلة التاريخية هو وجود وسطاء تجاريين بين الشرق والغرب. ومن قبلهم البيزنطيين، وخاصة تجارة الحرير، فهو من أثمن المواد وأكثرها طلباً في الغرب. وكانت الصين من أكثر الدول إنتاجاً للحرير والمنسوجات الحريرية، وكانت صناعتها سراً محفوظاً بعناية شديدة. وكان الصينيون يسوقون منتجاتهم بأنفسهم، لكن سفنهم لم تكن تتجاوز حدود "سيلان"، ومن هناك اهتمت شعوب أخرى بنقلها. ومن بين هذه الشعوب كان الصغديون القادمون من سهوب بخارى، والذين اشتهروا منذ القدم بمهارتهم التجارية، ونقل تلك البضائع إلى أسواق شمال إيران وجنوب بحر قزوين. وهكذا يبدو لنا أن الفرس كانوا يحتكرون تجارة الحرير الصيني على وجه الخصوص، وكانوا حريصين كل الحرص على ألا تصل إلى الآخرين إلا عن طريقهم. ولهذا السبب اتفقت بيزنطة مع الفرس على تحديد الأماكن التي تباع فيها البضائع القادمة من الصين. ومن هذه الأماكن: "أرطاجزات" في الشمال، وبعدها في وسط بلاد النهرين "نصيبين"، ص 81-81). ومن هذا المنظور التاريخي يتبين لنا أن أهم القوى التجارية المسيطرة على تجارة المحيط الهندي حتى عام 1818م كانت العرب والفرس والصينيين والأفارقة والهنود، وكلها دول لها سواحل على المحيط الهندي، ولم تكن أي دولة أخرى خارج هذه المنطقة تشاركهم فيها سوى مصر، إذ كانت حلقة وصل بين الشرق والغرب عبر البحر الأحمر، 1982، ص3). ولكن حتى لو لم تكن هناك سيطرة مستمرة لإحدى هذه القوى على عملية التبادل التجاري، فإننا نكتشف أن العرب كان لهم النصيب الأعظم في التعاملات التجارية، فهي يحدها من الجنوب بحر العرب، ومن الغرب البحر الأحمر، ومن الشرق الخليج العربي.
كانت منطقة غرب أوروبا ووسط وغرب إفريقيا مجهولة تقريباً لشعوب الشرق، وذلك لضعف الاتصال بها وضعف التعامل التجاري معها، إلا عن طريق أثيوبيا على السواحل الشرقية لإفريقيا، ومصر عن طريق البحر الأحمر ومنطقة البحر الأبيض المتوسط، أما المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ والقارة الأمريكية فكانت مجهولة تماماً لمجتمعات الشرق، ولم يتم اكتشافها إلا مع الاكتشافات الجغرافية في القرن الثالث والثمانين الميلادي، وذلك من خلال محاولة الإسبان والبرتغاليين اكتشاف طريق الرجاء الصالح من أجل الوصول إلى الهند، وقد عرفت هذه المناطق الجديدة المتمثلة بدول قارتي أمريكا الجنوبية والشمالية بالعالم الجديد، ولذلك لم تزدهر فيها التجارة الخارجية إلا بعد هذه الاكتشافات الجغرافية، وسيطر الإسبان والبرتغاليون على معظم مناطقها الواقعة على السواحل الشرقية المقابلة لغرب القارة الأوروبية، وبعد ذلك استمرت الاستعمارات الأوروبية وخاصة الإنجليزية والفرنسية في الجزء الشمالي من القارة الأمريكية. وفي هذا السياق يرى و. هايد أن اكتشاف الطريق البحري إلى جزر الهند الشرقية بالالتفاف حول رأس الرجاء الصالح، واكتشاف القارة الأميركية في نهاية العصور الوسطى حدثان مهمان لبداية العصر الحديث، لأنهما فتحا مسارات جديدة للتجارة العالمية ووسعا نطاقها الجغرافي. إلا أن الانتقال من العصور القديمة إلى العصور الوسطى لم يحدث فجأة، بل ظلت طرق التجارة القديمة والأماكن على حالها خلال العصور الوسطى. ومنذ أن مكنت فتوحات الإسكندر الأكبر شعوب أوروبا الغربية من
محد خاموخ
8
الاتصال بالشرق، اتجهت التجارة نحو هذا الاتجاه، لأن الشرق كان مصدر إنتاج السلع التي كان سادة الغرب يتوقون إليها، مثل التوابل والعاج والعطور التي استوردوها من الهند، ومن الصين استوردوا الحرير والمنسوجات الفاخرة المتنوعة، ومن جبال بلاد فارس والمحيط الهندي استوردوا الجواهر واللؤلؤ والأحجار الكريمة الأخرى. (و. هايد 8813، ص 80). ولما كانت سفن التجار الأوروبيين الغربيين لا تعرف طريق رأس الرجاء الصالح إلى الشرق، فقد اكتفت بعبور البحر الأبيض المتوسط، حيث وجدت أسواقاً معروفة منذ القدم على طول سواحله، كأسواق الإسكندرية وصور وبيروت وأنطاكية وبيزنطة وغيرها، وكانت بضائع الشرق تصل إلى هذه الأسواق عن طريق البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط، ثم الخليج العربي. ولكن ما نكتشفه في هذه التجارة وفي هذه المرحلة التاريخية هو وجود وسطاء تجاريين بين الشرق والغرب. فقبل أن يتولى الإيطاليون والكتالونيون دور الوسطاء التجاريين بين الشرق والغرب من الإغريق والرومان، ومن قبلهم البيزنطيين، كان الفرس يسيطرون على معظم تجارة الشرق، وخاصة تجارة الحرير، فهو من أثمن المواد وأكثرها طلباً في الغرب. وكانت الصين من أكثر الدول إنتاجاً للحرير والمنسوجات الحريرية، وكانت صناعتها سراً محفوظاً بعناية شديدة. وكان الصينيون يسوقون منتجاتهم بأنفسهم، لكن سفنهم لم تكن تتجاوز حدود "سيلان"، ومن هناك اهتمت شعوب أخرى بنقلها. ومن بين هذه الشعوب كان الصغديون القادمون من سهوب بخارى، والذين اشتهروا منذ القدم بمهارتهم التجارية، ونقل تلك البضائع إلى أسواق شمال إيران وجنوب بحر قزوين. وهكذا يبدو لنا أن الفرس كانوا يحتكرون تجارة الحرير الصيني على وجه الخصوص، وكانوا حريصين كل الحرص على ألا تصل إلى الآخرين إلا عن طريقهم. ولهذا السبب اتفقت بيزنطة مع الفرس على تحديد الأماكن التي تباع فيها البضائع القادمة من الصين. ومن هذه الأماكن: "أرطاجزات" في الشمال، وبعدها في وسط بلاد النهرين "نصيبين"، وأخيراً في الجنوب نجد منطقة "الرقة" على نهر الفرات (و.هايد، 1881، ص 81-81). ومن هذا المنظور التاريخي يتبين لنا أن أهم القوى التجارية المسيطرة على تجارة المحيط الهندي حتى عام 1818م كانت العرب والفرس والصينيين والأفارقة والهنود، وكلها دول لها سواحل على المحيط الهندي، ولم تكن أي دولة أخرى خارج هذه المنطقة تشاركهم فيها سوى مصر، إذ كانت
حلقة وصل بين الشرق والغرب عبر البحر الأحمر، ومن ثم كان لها دور فعال في توسيع نطاق التجارة إلى دول غرب أوروبا وإلى العالم.
(شوقي عبد القوي عثمان، 1982، ص3). ولكن حتى لو لم تكن هناك سيطرة مستمرة لإحدى هذه القوى على عملية التبادل التجاري، فإننا نكتشف أن العرب كان لهم النصيب الأعظم في التعاملات التجارية، فضلاً عن الموقع الجغرافي لشبه الجزيرة العربية، فهي يحدها من الجنوب بحر العرب، ومن الغرب البحر الأحمر، ومن الشرق الخليج العربي. ورغم موقعها الجغرافي المتميز، إلا أن العرب كانوا يحظون بأكبر حصة من التعاملات التجارية.
Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance
You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT
ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.
We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate
يتفق الباحثون بشكل عام على أن تنمية مهارات إدارة المعرفة تتطلب التفاعل المشترك بين الأفراد واستخدام ...
بما أن الفلسفة والعلم حقلان معرفيان مختلفان، ولكل منهما خصائص تختلف عن الآخر، فقد برزت الدعوة الى ا...
1-بذلت أنا والأم جهود لا تقدر بثمن لتلبية احتياجات أبنائنا الاثنين عبدالله واليازية وبالإضافة إلى ت...
With such sadness occupying her thoughts,Erika, a poor single mother of two, struggles to sleep at n...
1. طوير برامج متكاملة: ينبغي تصميم وتصميم برامج تأهيل متكاملة تشمل التعليم والتدريب المهني والفنون، ...
تُعتبر المملكة العربية السعودية واحدة من أهم الدول في العالم العربي والإسلامي، حيث تحتل موقعًا جغراف...
This study explores university students' experiences and perceptions of using artificial intelligenc...
1 تجارب تهدف الى اكتشاف الظواهر الجديدة 2 تجارب التحقق تهدف لاثبات او دحض الفرضيات وتقدير دقتها 3 ال...
علق رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، على صورته المتداولة والتي أثارت الجدل برفقة نظيره الإثيوبي آبي...
تعاني المدرسة من مجموعة واسعة من المخاطر التي تهدد سلامة الطلاب والطاقم التعليمي وتعوق العملية التعل...
يهدف إلى دراسة الأديان كظاهرة اجتماعية وثقافية وتاريخية، دون الانحياز إلى أي دين أو تبني وجهة نظر مع...
تعريف الرعاية التلطيفية وفقا للمجلس الوطني للصحة والرفاهية ، يتم تعريف الرعاية التلطيفية على النح...