Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (Using the clustering technique)

محطات من حياة الإمام ابن باديس
هو عبد الحميد بن محمد المصطفى بن المكي بن محمد كحول بن الحاج علي النوري بن محمد بن محمد بن عبد الرحمان بن بركات بن عبد الرحمان بن باديس الصنهاجي.
والده محمد بن مصطفى بن باديس (متوفى (1951م) الذي شغل منصب مندوبا ماليا وعضوا في المجلس الأعلى وباش آغا شرفيا،
ومستشارا بلديا بمدينة قسنطينة وقد احتل مكانة مرموقة بين جماعة الأشراف وكان من ذوي الفضل والخلق الحميد،
ويعود إليه الفضل في إنقاذ سكان منطقة مواد الزناتي من الإبادة الجماعية سنة (1945م) على إثر حوادث 8 مايو المشهورة،
أما من قبلهم من الأسلاف الذين تنتمي إليهم الأسرة الباديسية فكان منهم العلماء والأمراء والسلاطين ويكفي أن نشير إلى أنهم ينتمون إلى أسرة عريقة في النسب
ومن رجالات هذه الأسرة المشهورين في التاريخ الذين كان الشيخ عبد الحميد يفتخر بهم كثيرا المعز لدين الله بن باديس حكم : 1016 - 1062م) الذي أبعد النفوذ العبيدي (الفاطمي) عن المغرب،
هي: السيدة زهيرة بنت محمد بن عبد الجليل بن جلول من أسرة مشهور بقسنطينة لمدة أربعة قرون على الأقل،
ثانيا: الحالة الثقافية والفكرية والدينية أثناء الاحتلال:
تجريد الشعب الجزائري من شخصيته العربية الإسلامية،
بإعطائه تعليما هزيلاً يجعله أسهل انقياداً لسياسته.
- إيجاد قلة متعلمة للاستفادة منها في بعض الوظائف التي تخدم الاحتلال.
1- عودة الطلبة الذين درسوا في الخارج وهم الطلبة الذين درسوا في جامع الزيتونة،
ساهم هؤلاء المثقفون بعد عودتهم إلى الوطن بجهود عظيمة في النهوض بالحياة الفكرية والدينية،
ونقوا الأفكار من رواسب البدع والخرافات التي علقت بها،
وأحيوا الشعلة التي أحمدها الاستعمار في نفوس الأمة.
- الشيخ عبد القادر المجاري (1848-1913م)
- الشيخ عبد الحليم بن سماية (1866-1933م):
وقد كان لمجلة العروة الوثقى ومجلة المنارة تأثيرا كبيرا على المثقفين من أهل الجزائر الذين اعتبروا دروس العقيدة التي كانت تنشرها «المنار» للشيخ محمد عبده،
-3 ظهور الصحافة العربية الوطنية في الجزائر
تولي شارل جونار الولاية العامة في الجزائر يذكر أن هذا الأخير شجع إحياء فن العمارة الإسلامية،
كما أمر بنشر كتابين هامين أحدهما كتاب تعريف الخلف برجال السلف الذي مستقه الشيخ أبو القاسم الحفناوي وطبعه سنة (1907م)،
لا ينقصه شيء من متاع الحياة الدنياء وكان أبوه حريصا على أن يربيه تربية إسلامية خاصة؛
بل أرسل به للكتاب القرآني ككل الأطفال بالطريقة المألوفة المعروفة وهو في الخامسة من عمره،
ونشأ منذ صباه في رحاب القرآن فشب على حبه والتخلق بأخلاقه،
قدمه ليصلي بالناس التراويح في رمضان بالجامع الكبير وعمره إحدى عشر سنة ليتعود على تحمل المسئولية،
تلقى مبادئ العلوم العربية والإسلامية بجامع سيدي محمد النجار على مشايخ من أشهرهم العالم الجليل الشيخ أحمد أبو حمدان الونيسي ابتداء من عام (1903م) الذي حبب إليه العلم،
تزوج الشيخ عبد الحميد بن باديس في سن مبكرة وهو لا يتجاوز الخامسة عشرة من عمره بإحدى قريباته ابنة عمه اليامنة بنت ابن باديس
توفي في حادث مفاجئ ببندقية صيد في ضيعة جده وذلك في 19 من رمضان عام (1337هـ - 1919م) .
وهناك بالمدينة الكبيرة كان الشيخ عبد الحميد بن باديس يقدم دروسه لتلامذته داخل المسجد عندما تقدم منه أحد أصدقائه وأسر له الخبر المحزن،
وبعد ثلاث سنوات من الجد والاجتهاد تحصل على شهادة التطويع إكما كانت تدعى حين ذاك عام (1911م) وقد نجح في امتحان التخرج نجاحا باهرا،
والعلامة الخضر بن الحسين الطولقي الجزائري التونسي الذي تلقى عليه المنطق وقرأ عليه كتاب التهذيب فيه،
والشيخ محمد الصادق النيفر قاضي الجماعة الذي أخذ على يده الفقه،
المؤرخين والمصلحين التونسيين في القرن العشرين،
جوانب شخصية ابن باديس.
فاستقبله أبوه في محطة القطار كما يستقبل العلماء والأعيان كان مغتبطا أشد الاغتباط بنجاحه وبعودته،
فأطلقتها الأم زغرودة عالية دوت أستازها في أرجاء البيت الفسيح،
وفرحة أمه والزغرودة التي عبرت بها عن هذه الفرحة والتي كانت تعبيرا صادقا عن فرحة العائلة،
بعد ذلك بدأ «عبد الحميد نشاطه بالتقرع للتعليم المسجدي في الجامع الكبير بقسنطينة،
حلقات دراسية مثل التي شهدها في تونس وإلقاء دروس لبعض الطلبة من كتاب الشفاء» للقاضي عياض،
تأثر الفتى عبد الحميد لمعاملة مفتي المدينة وحامي حمى الإسلام فيها،
رحلته إلى الحجاز وبعض العواصم العربية
وألقى بحضورهم درسا في الحرم النبوي الشريف،
فأعجبوا به إعجابا شديدا مما لفت الأنظار إليه.
بل نصحه بضرورة العودة إلى وطنه لخدمة بلاده ومحاولة إنقاذها مما هي فيه بما توسم فيه من حزم وعزم وصلاح فاقتنع الشاب عبد الحميد بوجهة نظر هذا الشيخ،
وقد حرص «عبد الحميدة في هذه الرحلة على الاتصال بالمفكرين والعلماء للتحاور معهم والاطلاع على
أقام معه مدة تعارفا فيها وتحاورا معا في شأن الخطة الإصلاحية التي يجب أن تضبط لعلاج الأوضاع المتردية في الجزائر،
ولم يكن أي منهما يدري أن هذا اللقاء الذي تم خارج الوطن ستكون له ثمار طيبة وسيصبح هذا العالم الشاب المهاجر إلى المدينة رفيق دربه في الكفاح والنضال بعد الرجوع إلى الوطن في العشرينات.
وفي طريق عودته من الحجاز عرج على الشام (دمشق وبيروت وزار المسجد الأقصى،
وتوقف بمصر ولقي في الإسكندرية كبير علماتها الشيخ أبا الفضل الجيزاوي» الذي أصبح من بعد شيخا للأزهر،


Original text

محطات من حياة الإمام ابن باديس
مولده ونسبه
هو عبد الحميد بن محمد المصطفى بن المكي بن محمد كحول بن الحاج علي النوري بن محمد بن محمد بن عبد الرحمان بن بركات بن عبد الرحمان بن باديس الصنهاجي. ولد بمدينة قسنطينة، يوم الأربعاء 11 ربيع الثاني (1307هـ) الموافق له من ديسمبر (1889ء)
والده محمد بن مصطفى بن باديس (متوفى (1951م) الذي شغل منصب مندوبا ماليا وعضوا في المجلس الأعلى وباش آغا شرفيا، ومستشارا بلديا بمدينة قسنطينة وقد احتل مكانة مرموقة بين جماعة الأشراف وكان من ذوي الفضل والخلق الحميد، ومن حفظة القرآن الكريم، ويعود إليه الفضل في إنقاذ سكان منطقة مواد الزناتي من الإبادة الجماعية سنة (1945م) على إثر حوادث 8 مايو المشهورة، وقد اشتغل بالإضافة إلى ذلك بالفلاحة والتجارة، وأثرى فيهما.
أما من قبلهم من الأسلاف الذين تنتمي إليهم الأسرة الباديسية فكان منهم العلماء والأمراء والسلاطين ويكفي أن نشير إلى أنهم ينتمون إلى أسرة عريقة في النسب
ومن رجالات هذه الأسرة المشهورين في التاريخ الذين كان الشيخ عبد الحميد يفتخر بهم كثيرا المعز لدين الله بن باديس حكم : 1016 - 1062م) الذي أبعد النفوذ العبيدي (الفاطمي) عن المغرب، وعمل على تنظيم الفصال المغرب الإسلامي سياسياً ومذهبياً عن الحكم العبيدي، وحارب الشيعة الرافضة في إفريقية، وحمل الناس على اعتناق المذهب السني.
أمة
هي: السيدة زهيرة بنت محمد بن عبد الجليل بن جلول من أسرة مشهور بقسنطينة لمدة أربعة قرون على الأقل، وعائلة ابن جلول من قبيلة بني معاف » المشهورة في جبال الأوراس
ثانيا: الحالة الثقافية والفكرية والدينية أثناء الاحتلال:
المرحلة الأولى (1830-1900م)
تجريد الشعب الجزائري من شخصيته العربية الإسلامية، ومحاولة إدماجه وصهره في البوتقة الفرنسية
بإعطائه تعليما هزيلاً يجعله أسهل انقياداً لسياسته.
قتل الروح الوطنية التي أدت إلى اشتعال الثورات المتوالية، وجعل الشعب أكثر خضوعا للاحتلال.



  • إيجاد قلة متعلمة للاستفادة منها في بعض الوظائف التي تخدم الاحتلال.
    .
    المرحلة الثانية (1900-1914م)
    1- عودة الطلبة الذين درسوا في الخارج وهم الطلبة الذين درسوا في جامع الزيتونة، وجامعة القرويين
    قتل الروح الوطنية التي أدت إلى اشتعال الثورات المتوالية، وجعل الشعب أكثر خضوعا للاحتلال. - إيجاد الله متعلمة للاستفادة منها في بعض الوظائف التي تخدم الاحتلال.
    المرحلة الثانية (1900-1914م):
    1 عودة الطلبة الذين درسوا في الخارج وهم الطلبة الذين درسوا في جامع الزيتونة، وجامعة القرويين، والأزهر، وفي الحجاز والشام. ساهم هؤلاء المثقفون بعد عودتهم إلى الوطن بجهود عظيمة في النهوض بالحياة الفكرية والدينية، بما أثاروا من همم وأحبوا من حمية، وبنوا من مدارس في مختلف أنحاء الوطن. وبما أصدروا من صحف، معتمدين في ذلك على كتاب الله وسنة رسوله ، فأصلحوا العقائد، وصححوا المفاهيم، ونقوا الأفكار من رواسب البدع والخرافات التي علقت بها، وأحيوا الشعلة التي أحمدها الاستعمار في نفوس الأمة.
    ومن هؤلاء :

  • الشيخ عبد القادر المجاري (1848-1913م)

  • الشيخ عبد الحليم بن سماية (1866-1933م):
    2 الحركة الإصلاحية في العالم الإسلامي زار الشيخ محمد عبده الجزائر عام (1903م)، واجتمع بعدد من علمائها. وقد كان لمجلة العروة الوثقى ومجلة المنارة تأثيرا كبيرا على المثقفين من أهل الجزائر الذين اعتبروا دروس العقيدة التي كانت تنشرها «المنار» للشيخ محمد عبده، بمثابة حبل الوريد الذي يربطهم بأمتهم.
    -3 ظهور الصحافة العربية الوطنية في الجزائر
    تولي شارل جونار الولاية العامة في الجزائر يذكر أن هذا الأخير شجع إحياء فن العمارة الإسلامية، وبغت التراث المكتوب، والتقرب من طبقة المثقفين التقليديين، وتشجيعهم على القيام بمهمتهم القديمة، كإقامة الدروس في المساجد ونحوها، كما اهتم بالتأليف ونشر الكتب العلمية وكتب التراث، مما كان له أثر هام على الحياة الثقافية في الجزائر.
    وقد أشرف جونار» على فتح المدرسة الثعالبية سنة (1904م)، بجوار مقام في حي «القصبة» بالعاصمة الجزائرية، وندب اثنين من الشيوخ للتدريس ونشر العلم بها، كما أمر بنشر كتابين هامين أحدهما كتاب تعريف الخلف برجال السلف الذي مستقه الشيخ أبو القاسم الحفناوي وطبعه سنة (1907م)، والكتاب الثاني البستان في ذكر الأولياء والعلماء بتلمسان، الابن مريم الشريف التلمساني، الذي تولى إعداده للنشر الأستاذ محمد ابن أبي شنبه، المدرس بالمدرسة التعالبية الدولية، وطبع سنة (1908م) برعاية
    المسيو «جونار».
    ثالثا: نشأته وتعليمه:
    نشأ عبد الحميدة في أحضان أسرة عريقة في العلم والجاه، وفي بيتها الكريم ترعرع معززا مكرما، لا ينقصه شيء من متاع الحياة الدنياء وكان أبوه حريصا على أن يربيه تربية إسلامية خاصة؛ فلم يدخله
    المدارس الفرنسية كبقية أبناء العائلات المشهورة، بل أرسل به للكتاب القرآني ككل الأطفال بالطريقة المألوفة المعروفة وهو في الخامسة من عمره، فحفظ القرآن وتجويده على يد الشيخ المقرئ محمد بن المداسي وعمره لم يتجاوز الثالثة عشرة سنة، ونشأ منذ صباه في رحاب القرآن فشب على حبه والتخلق بأخلاقه، ولشدة إعجابه بجودة حفظه، وحسن سلوكه، قدمه ليصلي بالناس التراويح في رمضان بالجامع الكبير وعمره إحدى عشر سنة ليتعود على تحمل المسئولية، وقبله المصلون رغم صغر سنه وبقي يؤمهم
    ثلاثة أعوام.
    تلقى مبادئ العلوم العربية والإسلامية بجامع سيدي محمد النجار على مشايخ من أشهرهم العالم الجليل الشيخ أحمد أبو حمدان الونيسي ابتداء من عام (1903م) الذي حبب إليه العلم، ووجهه الوجهة المثلى فيه، وهو من أوائل الشيوخ الذين لهم أثر طيب في اتجاهه الديني.
    حياته الزوجية
    تزوج الشيخ عبد الحميد بن باديس في سن مبكرة وهو لا يتجاوز الخامسة عشرة من عمره بإحدى قريباته ابنة عمه اليامنة بنت ابن باديس
    أنجب عبد الحميد بن باديس من هذا الزواج المبكر ولدا سماه «إسماعيل»، ظل الابن يدرس على يد أبيه حتى حفظ القرآن، وقبل أن يوجهه أبوه لطلب العلم، توفي في حادث مفاجئ ببندقية صيد في ضيعة جده وذلك في 19 من رمضان عام (1337هـ - 1919م) .
    وهناك بالمدينة الكبيرة كان الشيخ عبد الحميد بن باديس يقدم دروسه لتلامذته داخل المسجد عندما تقدم منه أحد أصدقائه وأسر له الخبر المحزن، فأكمل الدرس حتى نهايته ثم الفرد في زاوية خاصة وراح يذرف
    الدموع، وتكرر نفس المشهد عندما توفي شقيقه «سليم»، وكان حينها أيضا في حلقة تدريس.
    أما زوجته لم تستمر معه طيلة حياته حيث طلقها عندما طلبت أن تقيم وحدها بعيدا عن أسرة والده، وكان هو يريد أن يبقيها ضمن أفراد عائلة أبيه حتى تتوفر لديه الحرية أكثر في الحركة والنشاط، لأنه كان يقضي جل وقته في الدرس والخطابة والكتابة خارج البيت وأكثر من ذلك رفض الزواج ثانية. تعليمه بجامع الزيتونة
    نظرا لما كان يبدو على عبد الحميد» من فطنة ونباهة وميل إلى الجد في فترة التعلم التي سبقت ذهابه إلى تونس، حرص أبوه على إرساله إلى جامع الزيتونة ليكمل تعليمه ويوسع معارفه، فسافر إلى تونس عام
    1908م -
    وبعد ثلاث سنوات من الجد والاجتهاد تحصل على شهادة التطويع إكما كانت تدعى حين ذاك عام (1911م) وقد نجح في امتحان التخرج نجاحا باهرا، إذ حصل على الرتبة الأولى ضمن قائمة . جميع الناجحين في تلك الدورة، فلم يدرس في جامع الزيتونة إلا ثلاث سنوات نال بمقتضاها الشهادة، والسنة الرابعة قضاها مدرسا
    وهناك في تونس خلال المدة التي قضاها في التعلم تعرف على كبار العلماء، وأخذ عنهم الثقافة العربية الإسلامية، وأساليب البحث في التاريخ والحياة الاجتماعية من أمثال الشيوخ محمد الطاهر بن عاشور»
    الذي درس عليه ديوان الحماسة للبحتري، والعلامة الصدر محمد النخلي القيرواني، الذي درس عليه التفسير، والعلامة الخضر بن الحسين الطولقي الجزائري التونسي الذي تلقى عليه المنطق وقرأ عليه كتاب التهذيب فيه، والشيخ محمد الصادق النيفر قاضي الجماعة الذي أخذ على يده الفقه، والبشير صفر المع
    المؤرخين والمصلحين التونسيين في القرن العشرين، وكان لكل واحد من هؤلاء تأثير خاص في جانب من
    جوانب شخصية ابن باديس.
    عودته من تونس
    عاد الشاب عبد الحميد إلى بلاده يحمل شهادة التطويع العالمية، فاستقبله أبوه في محطة القطار كما يستقبل العلماء والأعيان كان مغتبطا أشد الاغتباط بنجاحه وبعودته، ولما انتهيا إلى المنزل مساح الأب
    بأم البنين وأن لك أن تزغردي يا أم عبد الحميد، فقد عاد ابنك عالما ليرفع من قيمة عائلته وأمته، ويزيدهما مجدا وشرفاء، فأطلقتها الأم زغرودة عالية دوت أستازها في أرجاء البيت الفسيح، وقد أثر هذا الاستقبال في «عبد الحميد أيما تأثير، فقد ظل يذكره بكثير من الاعتزاز.
    فقد حدث طلابه ذات يوم في أواسط الثلاثينات عن ذلك الاستقبال، واستشهد على ذلك بشواهد منها تقدير أبيه له، وفرحة أمه والزغرودة التي عبرت بها عن هذه الفرحة والتي كانت تعبيرا صادقا عن فرحة العائلة، إن تلك الزغرودة التي قابلتني بها أمي يوم عدت من تونس ما تزال ترن في أذني، ولن أنساها ما
    حبيت
    بعد ذلك بدأ «عبد الحميد نشاطه بالتقرع للتعليم المسجدي في الجامع الكبير بقسنطينة، فباشر بعقد
    حلقات دراسية مثل التي شهدها في تونس وإلقاء دروس لبعض الطلبة من كتاب الشفاء» للقاضي عياض، أما العامة فكان يقدم لهم دروسا في الوعظ والإرشاد، غير أن مدة تعليمه في الجامع الكبير لم تقل، لأن مفتي المدينة الشيخ المولد بن الموهوب» الإمام الخطيب بهذا الجامع، منعه من مواصلة الدريس، بحجة أنه لا يملك إذنا بذلك.. وظل يشوش ويحرض عليه حتى غادر المعلم الشاب المسجد. تأثر الفتى عبد الحميد لمعاملة مفتي المدينة وحامي حمى الإسلام فيها، ولم تمض سوى مدة قصيرة حتى عزم على أداء فريضة الحج.
    رحلته إلى الحجاز وبعض العواصم العربية
    من الله على عبد الحميد أداء فريضة الحج عام (1331هـ - 1913م)، وبعد أداء مناسك الحج والعمرة زار المدينة المنورة وأقام بها، وفي أثناء إقامته بها لفي أستاذه الأول الذي درس عليه في قسنطينة الشيخ الونيسي» الذي هاجر إلى المدينة المنورة وأقام بها، وتعرف على بعض العلماء ومن رفقاء أستاذه مثل:
    الشيخ حسين أحمد الفيض آبادي الهندي، والشيخ الوزير التونسي، وألقى بحضورهم درسا في الحرم النبوي الشريف، فأعجبوا به إعجابا شديدا مما لفت الأنظار إليه.
    وفي هذه الأثناء أبدى رغبته في البقاء بالمدينة إلى جوار أستاذه الونيسي، فرحب الأستاذ بهذه الفكرة ورغبه فيها، لما يعرف من أوضاع بلده، لكن الشيخ حسين أحمد الهندي لم يوافقه على ذلك، بل نصحه بضرورة العودة إلى وطنه لخدمة بلاده ومحاولة إنقاذها مما هي فيه بما توسم فيه من حزم وعزم وصلاح فاقتنع الشاب عبد الحميد بوجهة نظر هذا الشيخ، وقبل نصيحته وقرر الرجوع إلى الوطن، عند ذاك حذره
    أستاذه الونيسي» من أن يكون عبدا للوظيفة، لأنه تأكد أن الحكومة ستعرض عليه الوظائف، قال له أحذر أن تقبل الوظيفة الحكومية، فهي قيد لك يحد من نشاطك»، وأخذ عليه عهدا أن لا يقبل الوظيفة.
    وقد حرص «عبد الحميدة في هذه الرحلة على الاتصال بالمفكرين والعلماء للتحاور معهم والاطلاع على
    أحوال المسلمين ومقارنتها بأحوال بلاده، ودفعه هذا الاتصال إلى التفاعل مع الحركة الإصلاحية التي انتشرت على يد الشيخ محمد عبده وتلميذه رشيد رضا، متأثرين بالحركة السلفية التي انتشرت في الحجاز .
    وخلال الفترة التي قضاها في المدينة المنورة تعرف إلى شاب جزائري في مثل سنه عالم وأديب، هو الشيخ محمد البشير الإبراهيمي المقيم مع والديه في المدينة، أقام معه مدة تعارفا فيها وتحاورا معا في شأن الخطة الإصلاحية التي يجب أن تضبط لعلاج الأوضاع المتردية في الجزائر، واتفقا على خدمة بلادهما
    متى عادا إليها.
    وقد ذكر الشيخ البشير الإبراهيمي أنهما لم يفترقا طيلة الأشهر الثلاثة التي قضاها ابن باديس بالمدينة فكانا يقضيان الليل كله يحللان أوضاع الجزائر، ويحددان شروط ووسائل نهضتها، ولم يكن أي منهما يدري أن هذا اللقاء الذي تم خارج الوطن ستكون له ثمار طيبة وسيصبح هذا العالم الشاب المهاجر إلى المدينة رفيق دربه في الكفاح والنضال بعد الرجوع إلى الوطن في العشرينات.
    وفي طريق عودته من الحجاز عرج على الشام (دمشق وبيروت وزار المسجد الأقصى، وتوقف بمصر ولقي في الإسكندرية كبير علماتها الشيخ أبا الفضل الجيزاوي» الذي أصبح من بعد شيخا للأزهر، فتعارفا وتذاكرا وأجازه، وفي القاهرة لفي مفتي الديار المصرية الشيخ محمد بحيث المطيعي...


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

تفرض الضرائب غي...

تفرض الضرائب غير المباشرة على واقعة استخدام الدخل أو رأس المال ، مثل الضريبة الجمركية والضريبة على ا...

تتألف الجمعية ا...

تتألف الجمعية العامة لألمم المتحدة من جميع الدول األعضاء في المنظمة بحيث تكون العضوية فيها مفتوحة ل...

ا- المدرسة الكل...

ا- المدرسة الكلاسيكية اكد (Adam Smith) في كتابه الشهير ثروة الامم ان الاسواق تمتلك القدرة على التو...

عمل الفريق هو م...

عمل الفريق هو مجموعة من الأفراد تعمل معا لتحقيق هدف مشترك. مثال. العمل بروح الفريق يمثل مهارة نجاح، ...

دراسة الرواية أ...

دراسة الرواية أمر بالغ الأهمية لعدة أسباب. أولاً، تقدم الروايات رؤى حول الثقافات المختلفة والفترات ...

تثليث الباحث : ...

تثليث الباحث : يستفاد في هذا النوع من خبرات أكثر من باحث واحد في N.الدراسة نفسها (18). وهذه طريقة م...

في قديم الزمان،...

في قديم الزمان، كانت هناك قرية صغيرة محاطة بالغابات الكثيفة والجبال الشاهقة. في قلب هذه القرية، كانت...

I. Le partenari...

I. Le partenariat géologie-ingénierie 1. Définition de la géologie : La géologie est la science qui ...

Dear Recruiter ...

Dear Recruiter good greeting        Subject: Applying for a job... First of all, we thank you for pr...

1- :تعريف االتص...

1- :تعريف االتصالي - : التعريف اللغوي يشير مصطلح نموذج أو أنموذجModel في اللغة إلى نمط أو شكل أو طرا...

الأهرامات الناق...

الأهرامات الناقصة هرم ميدوم يقع جنوب سقارة هرم زو ثمانية درجات مقام علي قاعدة مربعة طول ضلعها 110 م...

والإلزام نقيض ا...

والإلزام نقيض الحرية وعصرنا الذي بهيم بالحرية وبعدها حقاً شرعياً للفرد والجماعة ، ينيط بالفن عبء الد...