Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (50%)

(Using the AI)

تتناول قصة "كبار الصبية" للكاتب بول جرالدي، موضوع العلاقة بين الآباء والأبناء، مُظهرةً الفارق الكبير بين جيل الشباب وجيل الشيب، فكل جيل يمتلك شعوره، عواطفه، ومنهجه الخاص في التفكير والعمل. رغم أن الجيل الناشئ هو امتداد للجيل السابق، إلا أن هناك تشابهًا وتباينًا بينهما. يورث الآباء أبناءهم أشياء كثيرة، لكن تربية المدرسة، الحب، الحياة، والقراءة تُغيّر الأبناء، مُشكّلةً شبهًا واختلافًا مع آبائهم. ينتج عن هذا الشبه حب وعطف، وعن الاختلاف بعدًا ونفورا. يصعب على الأبناء إخفاء حياتهم الخاصة عن آبائهم، مما يُعيق الحوار بينهم ويجعله سطحياً، مُتجنباً مواضيع جوهرية تتعلق بالقلب والعاطفة والعقل. يشكو الآباء والأبناء من هذا الوضع، فالأباء يرون أبناءهم متكبرين أو متفرنجين، بينما الأبناء يرون آبائهم متمسكين بطرق تفكير قديمة. رغم تقدير الأبناء لجهود آبائهم، إلا أن سوء الفهم يبقى قائماً. تُجسّد قصة جرالدي هذا الواقع ببراعة، من خلال حوار بين الشاب "جاك" وصديقه "دورى"، حيث يتحدثان عن أمور شخصية يُخفيانها عن آبائهم.


Original text

ليس هذا عنوان القصة، ولكنه موضوعها، فإني أريد أنْ أحدثك عن قصة تمثيلية صغيرة مُثلت في باريس منذ حين، ووصل إلينا نصها آخر السنة الماضية، وهذه القصة فصل واحد، تسمى «كبار الصِّبْية» أُعجب بها الجمهور في فرنسا، وأُعجب بها النقاد، وعُدَّت أثرًا من أحسن الآثار الأدبية لكاتبها «پول جرالدي». موضوع هذه القصة -كما قلت- الأبناء والآباء، ويخيل إليَّ أن ليس من الشبان المتعلمين في مصر وغير مصر من لا يجد نفسه فيها إذا قرأها، فهي تصف شيئًا مشتركًا بين الناس جميعًا، وتمثل عاطفة يشعر بها الناس جميعًا، تصف هذا الفرق العظيم الواضح بين الآباء والأبناء، أو بين الشباب والشيب، أو بين الجيل الناشئ الذي يستقبل الحياة، وذلك الجيل الفاني الذي يودع هذه الحياة، لكل من هذين الجيلين شعوره وعواطفه ومناهجه الخاصة في التفكير، ومناهجه الخاصة في العمل أيضًا،
ومع ذلك فالجيل الناشئ ابن الجيل الفاني، فهو في حقيقة الأمر استمرار له، ومرآة تعكس صورة من صوره، وإذن فهناك تشابه، وهناك تباين، وإذن فهناك اتفاق وهناك افتراق. انظر إلى ما بينك وبين أبيك من صلة شعورية أو خلقية أو عقلية، تجد أنه قد أورثك أشياء كثيرة فورثتها عنه، ولكن هذه الأشياء التي ورثتها ونمَّتها فيك التربية الأولى، لم تخضع لسلطان أبيك في كل وقت، بل أفلتت من هذا السلطان، وخضعت لسلطان آخر، أو لأنواع مختلفة من السلطان، خضعت لسلطان المدرسة وما درست فيها، وخضعت لسلطان الحب وما أحدث في نفسك من أثر، من هذا الأثر القويِّ الذي يُحْدِثه في النفس حب الصديق والميل إلى تقليده، وبغض العدو والنفور من محاكاته، وخضعت لسلطان الحياة العاملة، هذه الحياة التي تراها في الشارع وفي مجالسك العامة والخاصة، وحيثما ذهبت وأينما وجَّهت، وخضعت لسلطان ما قرأت وتقرأ في الكتب والصحف، وما سمعت وتسمع من أحاديث، خضعت لهذا كله فتغيرت، واستحلت قليلًا أو كثيرًا، وأصبحت تشبه أباك وتخالفه، ونشأ عن هذا الشبه حب وعطف،


ونشأ عن هذه المخالفة بعد ونفور، فلن تستطيع مهما تحاول أنْ تنكر أنك تبعد من أبيك وتنفر منه، وتحيا حياة خاصة تكتمه إياها الكتمان كله، وتأبى أن يظهر منها على شيء قليل أو كثير، تشعر بأشياء لا يشعر أبوك بها، وتحرص على أنْ يجهل أنك تشعر بهذه الأشياء، تميل إلى أشياء لا يميل إليها، وتجتهد أنْ يجهل أبوك أنك تميل إلى هذه الأشياء، وتطمع في أشياء ينصرف هو عنها، وتخفي على أبيك أنك تطمع في هذه الأشياء، فإذا جلس أحدكما إلى صاحبه كان الحديث بينكما عسيرًا ضيقًا، محدود النواحي والأطراف؛ لأن وجوه الشبه بين نفسيكما أقل مما تظنان، فلك طريقك في الشعور والتفكير والحكم على الأشياء، وله طريقة في الشعور والتفكير والحكم على الأشياء، فإذا تحدثتما فقلما تتفقان، وكثيرًا ما تختلفان، وللخلاف أثر سيء ونتائج خطرة على ما بينكما من مودة، وعلى ما للأسرة كلها من صلة، وإذن فأنتما تجتهدان اجتهادًا خفيًّا لا تُحسَّانه ولا تشعران به، تجتهدان في ألَّا تلتقيا، فإذا التقيتما اجتهدتما في ألَّا تتحدثا، فإذا تحدثتما اجتهدتما في ألَّا تتعمقا في الحديث،


وفي ألَّا يمس هذا الحديث هذا الجزء الخاص من الحياة الذي هو أعزُّ أجزاء الحياة على الإنسان، هذا الجزء الذي يمسُّ حياة القلب والعاطفة وحياة العقل والتفكير، لا تتحدثان في ذلك إلا قليلًا، وحين تُكرهان على هذا الحديث، وإنما تتحدثان في الجو والمطر، وفي أخبار الناس، وما يعرض لمن تعرفان من خير أو شر في هذه الأشياء، التي ليس بينها وبين الحياة الخاصة صلة، والتي ليس لها على القلب والعقل من سلطان. أليس هذا حقًّا! أليس هذا ما يشعر به الشاب أمام أبيه الشيخ! والأب أمام ابنه الشاب! أليس هذا ما يشكو منه الآباء والأبناء جميعًا! أليس هذا معنى تغير الزمان! أليس هذا معنى قول الأب ينكر حياة أبنائه ومناهجهم فيها: «لقد أصبحنا في آخر الزمان!» ومعنى قول الأبناء ينكرون حياة آبائهم ومناهجهم فيها: «لقد مضى بذلك الزمان!» نعم هو هذا! هو الجهاد المتصل بين القديم والجديد، وبين ما تضيئه شمس هذا الجيل، وما أضاءته شمس الجيل الماضي، وما ستضيئه شمس الجيل المقبل! هذا هو! ولكننا لا نلتفت إليه ولا نفكر فيه، ولا نحاول فهمه وتقصِّي أسبابه.


ولو أنا التفتنا إليه ودرسناه، لأذعنَّا له، وقبلناه لا ساخطين ولا منكرين -كما نُذعن لقوانين الطبيعة المادية- وما نستتبعه من لذة وألم، مجتهدين في أنْ نسخِّر هذه القوانين، فنكثر آثارها الحسنة، ونقلل آثارها السيئة ما استطعنا، نعم! لو فكرنا وتفهمنا لاسترحنا، ولكنا لا نفكر ولا نتفهم، فنحن في ألم يعقبه ألم، وحسرة تتبعها حسرة، ويكفي أنْ تجلس إلى الآباء وتسمعهم يندبون سوء حظهم، وخيبة أملهم في أبنائهم، فهم لا يشكون في أنَّ هؤلاء الأبناء قد درسوا فأحسنوا الدرس، وسعوا فأحسنوا السعي، ووصلوا بعد هذا وذاك إلى المنازل الاجتماعية، التي تليق بهم وتُرضي فخر آبائهم، ولكنهم برغم هذا كله متكبرون، أو مسرفون في الصمت، أو متفرنجون هم على غير ما كان الآباء ينتظرون. الآباء راضون لأن أبناءهم قد ظفروا، والآباء ساخطون؛ لأن شيئًا ما يَحول بين هؤلاء الآباء وأبنائهم، ويمنع كل فريق منهم أنْ يفهم صاحبه. وكذلك حديث الأبناء إذا جلست إليهم، فهم يعرفون لآبائهم الرحمة والبر وما كلَّفتهم الرحمة والبر من عناء، وما حمَّلاهم من مشقة،


ويعرفون لآبائهم أنهم كدُّوا نهارهم وأرقوا ليلهم؛ ليربُّوهم ويُعِدُّوهم للجهاد واحتمال أثقال الحياة، وأنهم مدينون لآبائهم بما بلغوا من منزلة، وما ارتقوا إليه من مرتبة، ولكن هؤلاء الآباء يفكرون على الطريقة القديمة، ويشعرون على الطريقة القديمة، فهم لا يفهمون ما نفهم، ولا يشعرون بما نشعر به، وكثيرًا ما تضيق نفوسهم بأشياء نراها نحن هينة مقبولة، بل مستحبة محمودة، تسمع ذلك وهذا إذا جلست إلى الآباء والأبناء، بل تشعر بهذا وذاك إذا جلست إلى أبيك، ثم خلوت إلى نفسك، وتمر الحياة وتتوالى الأيام، وبينك وبين أبيك إلى جانب الحب والمودة والعطف والبر شيء من سوء الظن، ومن الاحتياط ليس إلى محوه ولا إلى اتقائه من سبيل. هذا هو الذي ذهب «پول جرالدي» إلى تصويره في قصته الصغيرة فأحسن وأجاد، ووُفِّق التوفيق كله في اللفظ والمعنى جميعًا. يرتفع الستار عن شاب هو «جاك» قد جلس في غرفته، التي هي غرفة نومه وغرفة عمله، جلس إلى مائدته يقرأ، فيدخل عليه صديقه «دورى» فيتحدثان في أشياء يتحدث فيها الشبان إذا خلا بعضهم إلى بعض، ويكتمونها آبائهم، يذكر «دورى» أمر صديقه، وأنه كان معه وأنه سيلقاه، ويذكر «جاك» أمر خطبه أو أمر التي سيخطبها، وأنه قد وصل إليه منها كتاب،


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

يهدف إلى دراسة ...

يهدف إلى دراسة الأديان كظاهرة اجتماعية وثقافية وتاريخية، دون الانحياز إلى أي دين أو تبني وجهة نظر مع...

‏تعريف الرعاية ...

‏تعريف الرعاية التلطيفية‏ ‏وفقا للمجلس الوطني للصحة والرفاهية ، يتم تعريف الرعاية التلطيفية على النح...

Risky Settings ...

Risky Settings Risky settings found in the Kiteworks Admin Console are identified by this alert symb...

الممهلات في الت...

الممهلات في التشريع الجزائري: بين التنظيم القانوني وفوضى الواقع يخضع وضع الممهلات (مخففات السرعة) عل...

Lakhasly. (2024...

Lakhasly. (2024). وتكمن أهمية جودة الخدمة بالنسبة للمؤسسات التي تهدف إلى تحقيق النجاح والاستقرار. Re...

‏ Management Te...

‏ Management Team: A workshop supervisor, knowledgeable carpenters, finishers, an administrative ass...

تسجيل مدخلات ال...

تسجيل مدخلات الزراعة العضوية (اسمدة عضوية ومخصبات حيوية ومبيدات عضوية (حشرية-امراض-حشائش) ومبيدات حي...

My overall expe...

My overall experience was good, but I felt like they discharged me too quickly. One night wasn't eno...

- لموافقة المست...

- لموافقة المستنيرة*: سيتم الحصول على موافقة مستنيرة من جميع المشاركين قبل بدء البحث. - *السرية*: سي...

تعزيز الصورة ال...

تعزيز الصورة الإيجابية للمملكة العربية السعودية بوصفها نموذجًا عالميًا في ترسيخ القيم الإنسانية ونشر...

وصف الرئيس الأم...

وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الثلاثاء، الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة بأنها "مأساوية"، متعه...

Mears (2014) A ...

Mears (2014) A system of justice that could both punish and rehabilitate juvenile criminals was the ...