Lakhasly

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾الأحزاب70-71 وآية شاهدة على صدق الرسالة ، حفظاً وتلاوة وبياناً ، بل قل : أحد مباحث علوم القرآن الكريم ذلكم هو مشكل القرآن الكريم) . ووقوع الإشكال في تفسير الآيات أمر نسبي ، الاهتمام بهذا الفن . وأخيرا فإن البحث في هذا الموضوع من الأهمية بمكان ؛ لأن دراسته والاعتناء به سوف تكشف عدداً من الجوانب المهمة المتعلقة بهذا الموضوع الذي يستمد أهميته من مكانة الكتاب العزيز القرآن الكريم .                         الفصل الاول             تعريف مشكل القرآن الكريم                    المطلب الأول            تعريف المشكل في اللغة المشكل هو اسم فاعل من الفعل "أشكل" ويدور المعنى اللغوي للمشكل حول عدة مفاهيم ومنها :-

• المماثلة :- كما قال ابن فارس أن أصل الكلمة يدل على المماثلة. - صعوبة التميز والفهم:- وهذا ما قاله الرازي مستفيدا في تعريفه للمشكل من ابن قتيبة في كتابه "تأويل مشكل القرآن"، حيث ربط بين المشكل والمتشابه من حيث صعوبة التمييز والفهم. - المشكل لغة :- هو ما يتصف بالمماثلة والاشتباه والاختلاط والالتباس، مما يؤدي إلى صعوبة في الفهم والتمييز                                   تعريف المشكل في الاصطلاح تتناول عدة علوم إسلامية مفهوم "المشكل"، والحديث، مما أدى إلى تعدد تعريفاته. 1. تعريف المشكل عند علماء أصول الفقه:- يقسم علماء أصول الفقه الألفاظ الواردة في الكتاب والسنة إلى قسمين رئيسيين:-
• واضح الدلالة. وقد اختلفت المدارس الأصولية في تصنيف الألفاظ ضمن هذين القسمين، بسبب اختلاف مناهجهم العلمية كما يلي:-
• الحنفية:- قسموا "واضح الدلالة" إلى أربعة أنواع: الظاهر/ النص/ المفسَّر/ المحكم /. أما "مبهم الدلالة"، فقسموه إلى أربعة أنواع:- ولهذ قالوا:-
• الشاشي: هو ما يزداد خفاءً عن "الخفي"، - أبو زيد الدبوسي: هو ما أشكل على السامع الوصول إلى المعنى الذي وُضِع له في اللغة، - عبد الوهاب خلاف: هو اللفظ الذي لا يدل بصيغته على المراد، - وعرف الشاطبي المتشابه:- بأنه ما أشكل معناه، #- خلاصة تعريف  المشكل في أصول الفقه:- هو اللفظ الذي لا يُعرف معناه إلا بطلب وتأمل، مع الاستعانة بقرينة خارجية. يتضح تعريف المشكل في علم الحديث من خلال دراسة الكتب المتخصصة فيه، الطحاوي:-يرى ان المشكل هو من يشمل الأحاديث الصعبة الفهم، أو المعنى، أو الراوي، أو في الأحكام والمسائل الفقهية. ابن فورك :- يرى أن المشكل هو في الأحاديث التي قد توهم التشبيه، ولم يشمل الأحاديث المتوهمة التعارض. #- خلاصة تعريف المشكل في الحديث: هو الحديث المقبول الذي يُفهم منه تعارض ظاهري مع نص آخر، أو يحتوي على معاني غير مفهومة لكثير من الناس. 3. تعريف المشكل عند علماء التفسير وعلوم القرآن:- تعريف المشكل في التفسير وعلوم القرآن يظهر من خلال دراسة نوعين من الكتب: 1- الكتب التي اعتنت بالآيات المشكلة مثل: "تأويل مشكل القرآن" لابن قتيبة 2 - الكتب الموسوعية في علوم القرآن مثل: "مشكل إعراب القرآن" لمكي بن أبي طالب "دفع إيهام الاضطراب" للشنقيطي #- خلاصة تعريف المشكل في التفسير وعلوم  القرآن :- هو الألفاظ الغريبة، والتعارض الظاهري بين النصوص، والإشكالات النحوية، #- أنواع المشكل في القرآن:- 1- المشكل اللفظي:- يتعلق بالألفاظ الغامضة أو الغريبة، مثل تفسير الطبري مثل كلمة "قروء" في آية العدة. مثل كتاب "تأويل مشكل القرآن" لابن قتيبة. 5- المشكل في القراءات القرآنية:- مثل تفسير الزمخشري للقراءات المختلفة لبعض الكلمات التي قد توهم اختلاف المعنى. #- أهمية دراسة المشكل:- 3- يسهم في استنباط الأحكام الفقهية الصحيحة. اختلف العلماء في أصل كلمة "القرآن"، وانقسموا في ذلك إلى رأيين رئيسيين:- #- الرأي الأول:- القرآن مشتق. وهو رأي جمهور العلماء، لكنهم اختلفوا في اشتقاقه إلى قسمين:-
• قطرب: يرى أن القرآن مأخوذ من "ما قرأت الناقة سلاً" أي: ما ألقت ولدها، أي أن القارئ يُخرج القرآن من فمه كما تُخرج الناقة ولدها. القسم الثاني: القرآن غير مهموز ليس من "قرأ" مثل: "قريت الماء في الحوض" أي جمعته. لأن آيات القرآن يصدق بعضها بعضًا. •-موقفهم من النون: بعضهم قال إنها أصلية (مثل الفراء والأشعري)، #-الرأي الثاني: القرآن غير مشتق. - إسماعيل بن قسطنطين، والإمام الشافعي، والسيوطي يرون أن "القرآن" اسم عَلَمٍ خاص بكلام الله، مثل "التوراة" و"الإنجيل"، - ابن كثير كان يقرأه بغير همز، مما يدل على تبنيه لهذا الرأي. لأن هذا القول أقوى دلالةً وأقل تكلفًا في التفسير.                     المطلب الرابع المعجز بلفظه، المكتوب في المصاحف من أول سورة الفاتحة إلى آخر سورة الناس . "كلام الله":- يخرج به كلام البشر والجن والملائكة، "المنزل" يخرج به ما استأثر الله بعلمه، لكن القرآن هو ما أنزله الله للناس. "على نبيه محمد ﷺ":- يخرج به ما أنزل على الأنبياء الآخرين، مثل: الزبور (على داوود عليه السلام) والصحف (على إبراهيم عليه السلام). فهي كلام الله لكنها ليست معجزة بلفظها، ولا يُتعبد بتلاوتها كما يُتعبد بقراءة القرآن. "المنقول بالتواتر":- يخرج به القراءات غير المتواترة أو التي ثبت نسخها. "المكتوب في المصاحف من أول سورة الفاتحة إلى آخر سورة الناس" تأكيد على أن القرآن محفوظ كاملًا، الخلاصة:- هذا التعريف جامع مانع، لأنه يشمل كل ما يتعلق بالقرآن ويستبعد غيره بدقة، مما يميزه عن بقية الكتب السماوية والأحاديث القدسية.                   المطلب الخامس            تعريف مشكل القرآن الكريم بعد أن اتضح معنى كلمتي "مشكل" والقرآن" كلٌّ على حدة، يمكننا الآن تعريف مشكل القرآن الكريم على النحو التالي :- وابن منظور، والاختلاط،

المقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .

يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَائِهِ، وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ )آل عمران۱۰۲ .

يَأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رقِيبًا ﴾النساء 1 .

يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾الأحزاب70-71

أما بعد :- فقد أنزل الله تعالى كتابه الكريم هداية للثقلين ، وآية شاهدة على صدق الرسالة ، ومجالاً للتعبد بتلاوته ، والسعي لتدبره وفهم مراميه .
ومن هنا عكف علماء الإسلام على هذا الكتاب الكريم ، حفظاً وتلاوة وبياناً ، ولعل من أهم مظاهر هذه العناية تدوين التفاسير بأنواعها واتجاهاتها .
والناظر في مدارس المفسرين يرى من محققيهم اعتناء بأحد فنون التفسير ، بل قل : أحد مباحث علوم القرآن الكريم ذلكم هو مشكل القرآن الكريم) .
ووقوع الإشكال في تفسير الآيات أمر نسبي ، فقد تشكل الآية على بعض الناس ولا تشكل على آخرين ، ومن هنا ظهرت الحاجة إلى
الاهتمام بهذا الفن .

وأخيرا فإن البحث في هذا الموضوع من الأهمية بمكان ؛ لأن دراسته والاعتناء به سوف تكشف عدداً من الجوانب المهمة المتعلقة بهذا الموضوع الذي يستمد أهميته من مكانة الكتاب العزيز القرآن الكريم .  

                     الفصل الاول
            تعريف مشكل القرآن الكريم

                   المطلب الأول
           تعريف المشكل في اللغة

المشكل هو اسم فاعل من الفعل "أشكل" ويدور
المعنى اللغوي للمشكل حول عدة مفاهيم ومنها :-

• المماثلة :- كما قال ابن فارس أن أصل الكلمة يدل على المماثلة.

-الاختلاط :- كما ذكر ابن الأنباري أن معنى "أشكل علي الأمر" هو اختلط بغيره.

• الاشتباه والالتباس:- كما نقل الأزهري والزبيدي وإبن منظور عن أبي حاتم أن الحرف المشكل هو المشتبه الملتبس.

-الغموض:- كما أشار الفخر الرازي إلى أن المشكل يطلق على كل ما غمض وصعب فهمه.

• 
  

  صعوبة التميز والفهم:- وهذا ما قاله الرازي مستفيدا في تعريفه للمشكل من ابن قتيبة في كتابه "تأويل مشكل القرآن"، حيث ربط بين المشكل والمتشابه من حيث صعوبة التمييز والفهم.

  
  


• 
  

  المشكل لغة :- هو ما يتصف بالمماثلة والاشتباه والاختلاط والالتباس، مما يؤدي إلى صعوبة في الفهم والتمييز
                        
                      المطلب الثاني
             تعريف المشكل في الاصطلاح

  
  

تتناول عدة علوم إسلامية مفهوم "المشكل"، مثل أصول الفقه، والحديث، وعلوم القرآن، مما أدى إلى تعدد تعريفاته. ويهدف الباحث إلى عرض هذه التعريفات المختلفة، توضيح المعنى المشترك بينها، وربطها بالمعنى اللغوي، ثم محاولة اختيار تعريف جامع للمشكل.

1. تعريف المشكل عند علماء أصول الفقه:-
   يقسم علماء أصول الفقه الألفاظ الواردة في الكتاب والسنة إلى قسمين رئيسيين:-

• 
  

  واضح الدلالة.      - مبهم أو خفي الدلالة.
  وقد اختلفت المدارس الأصولية في تصنيف الألفاظ ضمن هذين القسمين، بسبب اختلاف مناهجهم العلمية كما يلي:-

  
  


• 
  

  الحنفية:- قسموا "واضح الدلالة" إلى أربعة أنواع: الظاهر/ النص/ المفسَّر/ المحكم /.

  
  

أما "مبهم الدلالة"، فقسموه إلى أربعة أنواع:-
الخفي/ المشكل /  المجمل / المتشابه /.
ولهذ قالوا:-

• 
  

  السرخسي عرفالمشكل:- هو ما يشتبه معناه بسبب دخوله في أشكاله، ولا يُعرف المراد منه إلا بدليل يميزه.

  
  


• 
  

  الشاشي: هو ما يزداد خفاءً عن "الخفي"، بحيث يتطلب طلبًا وتأملًا للوصول إلى معناه.

  
  


• 
  

  أبو زيد الدبوسي: هو ما أشكل على السامع الوصول إلى المعنى الذي وُضِع له في اللغة، أو أراده المستعير.

  
  


• 
  

  عبد الوهاب خلاف: هو اللفظ الذي لا يدل بصيغته على المراد، بل يحتاج إلى قرينة خارجية توضحه.

  
  


• 
  

  الشافعية والمالكية وغيرهم :- لم يميزوا "المشكل" كنوع مستقل، بل أدخلوه ضمن "المتشابه ولهذا قال بعضهم :-
    - عرف أبو الوليد الباجي المتشابه:- بأنه "المشكل الذي يحتاج في فهمه إلى تفكر وتأمل".

  
  


• 
  

  وعرف الشاطبي المتشابه:- بأنه ما أشكل معناه، ولم يُبيَّن مغزاه".

  
  

#- خلاصة تعريف  المشكل في أصول الفقه:- هو اللفظ الذي لا يُعرف معناه إلا بطلب وتأمل، مع الاستعانة بقرينة خارجية.

2. تعريف المشكل عند علماء الحديث:-
   يتضح تعريف المشكل في علم الحديث من خلال دراسة الكتب المتخصصة فيه، مثل:

الطحاوي:-يرى ان المشكل هو من يشمل الأحاديث الصعبة الفهم، وليس فقط الأحاديث التي توهم التعارض.

ابن الجوزي :- يرى أن المشكل قد يكون في اللفظ، أو المعنى، أو الرواية، أو الراوي، أو في الأحكام والمسائل الفقهية.

ابن فورك :- يرى أن المشكل هو في الأحاديث التي قد توهم التشبيه، ولم يشمل الأحاديث المتوهمة التعارض.

#- خلاصة تعريف المشكل في الحديث: هو الحديث المقبول الذي يُفهم منه تعارض ظاهري مع نص آخر، أو يحتوي على معاني غير مفهومة لكثير من الناس.

3. تعريف المشكل عند علماء التفسير وعلوم القرآن:- تعريف المشكل في التفسير وعلوم القرآن يظهر من خلال دراسة نوعين من الكتب:

1- الكتب التي اعتنت بالآيات المشكلة مثل:

"تأويل مشكل القرآن" لابن قتيبة

"الفوائد في مشكل القرآن" للعز بن عبد السلام

"تفسير آيات أشكلت" لابن تيمية

2 - الكتب الموسوعية في علوم القرآن مثل:

"مشكل إعراب القرآن" لمكي بن أبي طالب

"دفع إيهام الاضطراب" للشنقيطي

#- خلاصة تعريف المشكل في التفسير وعلوم  القرآن :- هو الألفاظ الغريبة، والمعاني الصعبة، والتعارض الظاهري بين النصوص، والإشكالات النحوية، والقراءات المختلفة.

#- أنواع المشكل في القرآن:-

1- المشكل اللفظي:- يتعلق بالألفاظ الغامضة أو الغريبة، مثل تفسير الطبري مثل كلمة "قروء" في آية العدة.

2- المشكل المعنوي:- يتعلق بالمعاني التي تحتاج إلى تأويل، مثل كتاب "تأويل مشكل القرآن" لابن قتيبة.

3- المشكل المتعلق بتوهم التعارض:- يشمل الظاهر من اختلاف الآيات، مثل تفسير القرطبي لقوله تعالى: "تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض" مع حديث النبي ﷺ "لا تخيروا بين الأنبياء".

4- المشكل النحوي والإعرابي:-  مثل كتاب "مشكل إعراب القرآن" لمكي بن أبي طالب، الذي يوضح الإشكالات النحوية في تركيب الجمل.

5- المشكل في القراءات القرآنية:- مثل تفسير الزمخشري للقراءات المختلفة لبعض الكلمات التي قد توهم اختلاف المعنى.

#- أهمية دراسة المشكل:-

أ- يساعد في فهم النصوص الشرعية بدقة.

2- يُزيل اللبس والتعارض الظاهري بين الآيات والأحاديث.

3- يسهم في استنباط الأحكام الفقهية الصحيحة.

4- يوضح المعاني العميقة التي قد تخفى على القارئ العادي.

#- خلاصة:- مفهوم المشكل يختلف بين العلوم الإسلامية، لكنه يتفق في جوهره على أنه ما أشكل فهمه واحتاج إلى تدبر وتأمل وقرائن لفهم معناه الصحيح.

                  المطلب الثالث
             تعريف القرآن في اللغة

اختلف العلماء في أصل كلمة "القرآن"، وانقسموا في ذلك إلى رأيين رئيسيين:-

#- الرأي الأول:- القرآن مشتق. وهو رأي جمهور العلماء، لكنهم اختلفوا في اشتقاقه إلى قسمين:-

القسم الأول: القرآن مهموز من "قرأ"

• 
  

  ابن الأنباري: يرى أنه مصدر على وزن "فعلان" بمعنى المقروء.

  
  


• 
  

  الزجاج: يرى أنه مشتق من "القرء" بمعنى الجمع، أي أن القرآن سُمّي كذلك لأنه جمع السور والآيات معًا.

  
  


• 
  

  أبو عبيد: يؤيد رأي الزجاج ويضيف أن القرآن جمع المعاني والأحكام.

  
  


• 
  

  قطرب: يرى أن القرآن مأخوذ من "ما قرأت الناقة سلاً" أي: ما ألقت ولدها، أي أن القارئ يُخرج القرآن من فمه كما تُخرج الناقة ولدها.

  
  

•- موقفهم من النون: النون في "القرآن" زائدة.

القسم الثاني: القرآن غير مهموز ليس من "قرأ"

• 
  

  الجوهري وغيره: مشتق من "القري" أي الجمع، مثل: "قريت الماء في الحوض" أي جمعته.

  
  


• 
  

  الفراء (ونقله الزركشي عن القرطبي): مشتق من "القرائن"، لأن آيات القرآن يصدق بعضها بعضًا.

  
  


• 
  

  الأشعري: مشتق من "قرنت" أي ضممت، لأن القرآن يجمع بين السور والآيات.

  
  

•-موقفهم من النون: بعضهم قال إنها أصلية (مثل الفراء والأشعري)، وبعضهم قال إنها زائدة (مثل الجوهري).

#-الرأي الثاني: القرآن غير مشتق.

• 
  

  إسماعيل بن قسطنطين، والإمام الشافعي، والواحدي، والسيوطي يرون أن "القرآن" اسم عَلَمٍ خاص بكلام الله، مثل "التوراة" و"الإنجيل"، وليس مشتقًا من أي فعل.

  
  


• 
  

  ابن كثير كان يقرأه بغير همز، مما يدل على تبنيه لهذا الرأي.

  
  

والراجح:- هو الرأي الأول وهو أنه مشتق من "قرأ" بمعنى تلا، لأن هذا القول أقوى دلالةً وأقل تكلفًا في التفسير.

                    المطلب الرابع
           تعريف القرآن في الاصطلاح

#- تعريف القرآن في الاصطلاح هو:- كلام الله المنزل على نبيه محمد ﷺ، المعجز بلفظه، المتعبد بتلاوته، المنقول بالتواتر، المكتوب في المصاحف من أول سورة الفاتحة إلى آخر سورة الناس .

•- شرح التعريف:-

"كلام الله":- يخرج به كلام البشر والجن والملائكة، فهو ليس مخلوقًا بل كلام الله الأزلي.

"المنزل" يخرج به ما استأثر الله بعلمه، كما قال تعالى:-( وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ )لقمان27
أي أن كلام الله غير محصور في القرآن فقط، لكن القرآن هو ما أنزله الله للناس.

"على نبيه محمد ﷺ":- يخرج به ما أنزل على الأنبياء الآخرين، مثل: الزبور (على داوود عليه السلام) والصحف (على إبراهيم عليه السلام).
والتوراة (على موسى عليه السلام).
والإنجيل (على عيسى عليه السلام).

"المعجز بلفظه، المتعبد بتلاوته":- يخرج به الأحاديث القدسية، فهي كلام الله لكنها ليست معجزة بلفظها، ولا يُتعبد بتلاوتها كما يُتعبد بقراءة القرآن.

"المنقول بالتواتر":- يخرج به القراءات غير المتواترة أو التي ثبت نسخها.

"المكتوب في المصاحف من أول سورة الفاتحة إلى آخر سورة الناس" تأكيد على أن القرآن محفوظ كاملًا، والرد على من يدّعي النقص أو الزيادة فيه.

الخلاصة:- هذا التعريف جامع مانع، لأنه يشمل كل ما يتعلق بالقرآن ويستبعد غيره بدقة، مما يميزه عن بقية الكتب السماوية والأحاديث القدسية.

                  المطلب الخامس
           تعريف مشكل القرآن الكريم

بعد أن اتضح معنى كلمتي "مشكل" والقرآن" كلٌّ على حدة، يمكننا الآن تعريف مشكل القرآن الكريم على النحو التالي :-

وهو "الآيات القرآنية التي التبس معناها واشتبه على كثير من المفسرين، فلم يُعرف المراد منها إلا بالطلب والتأمل."

•- شرح التعريف:

"التبس معناها واشتبه":- مستمد من المعنى اللغوي للمشكل، كما ورد عن أبي حاتم السجستاني، وابن فارس، وابن منظور، حيث يدور معنى "المشكل" حول الاشتباه، والاختلاط، والالتباس.

"على كثير من المفسرين":- لأن الإشكال أمر نسبي، فقد يجد بعض المفسرين إشكالًا في آية معينة، بينما يجدها آخرون واضحة. ولذلك، لا يُطلق وصف "المشكل" على آية ما إلا إذا أشكلت على عدد كبير من العلماء والمفسرين، خاصة من ذوي التخصصات والمشارب المتنوعة.

"فلم يُعرف المراد منها إلا بالطلب والتأمل":-
أي أن هذه الآيات تحتاج إلى بحث واستقراء وتدبر لفهمها، كما قال الشاشي في تعريف المشكل: - هو ما ازداد خفاءً على الخفي، كأنه بعد أن خفي على السامع، دخل في أشكاله وأمثاله، حتى لا يُنال المراد منه إلا بالطلب، ثم بالتأمل، حتى يتميز عن أمثاله.

قال السرخسي في حديثه عن المشكل: - وحكمه اعتقاد حقيته فيما هو المراد، ثم الإقبال على الطلب والتأمل فيه إلى أن يتبين المراد فيُعمل به.

#- ملاحظات على المصطلح:-

"المشكل" أوسع من موهم التعارض والتناقض:-
بعض من كتب في علوم القرآن جعل المشكل مختصرًا فقط على ما يوهم الاختلاف أو التناقض، لكن هذا غير دقيق، إذ إن المشكل يشمل أنواعًا متعددة، مثل: -

• 
  

  مشكل الألفاظ: غموض في بعض المفردات.

  
  


• 
  

  مشكل المعاني: التباس في دلالة الآية.

  
  


• 
  

  مشكل الإعراب: التباس في تركيب الجملة.

  
  


• 
  

  مشكل القراءات: اختلاف في القراءات التي تؤثر على الفهم.

  
  


• 
  

  مشكل القرآن ليس مما لا يمكن فهمه.

  
  

#- ابن تيمية يؤكد أن القرآن كله يمكن فهمه، ويقول: - لم يقل أحد من سلف الأمة، ولا من الأئمة المتبوعين، إن في القرآن آيات لا يُعلم معناها، ولا يفهمها رسول الله ﷺ، ولا أهل العلم والإيمان جميعهم، وإنما قد يُنفى علم بعض الناس عنها.

#- الخلاصة الموضوع:- مشكل القرآن هو الآيات التي اشتبه معناها على كثير من المفسرين، ولا تُفهم إلا بالبحث والتدبر، ويشمل أنواعًا متعددة من الالتباسات، لكنه ليس من الأمور المستحيلة الفهم، بل يمكن إدراكه بالطلب والتأمل.