Lakhasly

مصر هي صاحبة واحدة من أقدم حضارات العالم.
فقد بدأ المصريون القدماء االستيطان في وادي النيل منذ خمسة آالف سنة قبل
الميالد، وتجمعوا في ممالك حول نهر النيل، حيث زرعوا ورعوا الماشية، وكانت
أبرز هذه الممالك مع مرور الزمن: مملكة الوجه البحري، ومملكة الوجه القبلي.. ثم
بدأ عصر األسرات الفرعونية عندما قام الملك مينا، أو نارمر، بتوحيد القطرين، أو
المملكتين: مصر السفلى )الدلتا( مع مصر العليا )الصعيد( عام 3200 ق.م وجعل
عاصمتها منف أو ممفيس )ميت رهينة األن(. وقد تتابع بعده ستة من ملوك أسرته،
ثم ملوك األسرة الثانية وكانوا ثمانية.. ثم توالى عهد الدولة القديمة، ثم الوسطى، ثم
الحديثة، ثم العصور المتأخرة.. وبرز في األسرة الثالثة الملك زوسر، صاحب هرم
سقارة المدرج، ومبتدع التقويم النجمي أو الشمسي، واشتهر وزيره إيمحوتب.. أما
األسرة الرابعة فهي أسرة بُناة األهرام وأبي الهول، وبرز فيها الملك خوفو وخفرع
. وفي
ومنقرع. وفي األسرة الخامسة تطورت األوضاع السياسية واالجتماعية كثيرا
األسرة السادسة قام الملك بيبي بحمالت عسكرية لتأمين حدود البالد والتجارة. وفي
األسرتين السابعة والثامنة، انهار النظام الملكي المركزي، وانقسمت البالد إلى أقاليم
إقطاعية، واختل األمن، وأغار البدو على الدلتا، وفي األسرتين التاسعة والعاشرة.
103
)العصر اإلهناسي(. ظهر األمير حنتي القوي، وقد حكم هو و 18 من خلفائه.. وفي
األسرتين 11 و ،12 ظهر الملك أمنحوتب الذي قضى على ملك إهناسيا ووحد مصر
للمرة الثانية، وظهر الملك سنوسرت الثالث الذي حفر قناة سيزوستريس، وربط
البحر األحمر بالبحر المتوسط.. وفي عصر األسرات من :13 ،17 تالشى نفوذ
الفرعون، وساد الفساد وكثر التنازع على الحكم، وفي ظل ذلك احتل الهكسوس
مصر، لكن تم طردهم بفضل سقنن الثاني وكاموسا وأحمس، الذي قضي عليهم..
وفي عهد األسرات 18 إلى ،21 كان الحكم قويا ، والحضارة مزدهرة، فقد ظهر
أحمس األول، وأمنحوتب األول، والملكة حتشبسوت، وتحتمس الثالث أبرز
الشخصيات العسكرية في التاريخ المصري القديم، وتحتمس الرابع، وأمنحوتب
الثالث، وإخناتون – أمنحوتب الرابع – الذي دعا إلى عبادة آتون، ورفض تعدد
األلهة، وكانت عاصمته تل العمارنة بالمنيا حاليا ، واشتهرت معه زوجته نفرتيتي، ثم
خلفه توت عنخ آمون صاحب أجمل وأكمل مقبرة فرعونية.. ثم جاء رمسيس الثاني،
أشهر الفراعين القدماء، في األسرة الـ ،19 وصاحب معبدي أبي سمبل وبهو األعمدة
بالكرنك، وبرزت معه زوجته نفرتاري، وخلفه ابنه رمسيس الثالث وعدد آخر من
الرعامسة.. وفي العصور المتأخرة ظهرت األسرات من :22 ،30 وهي فترة
اضمحالل وضعف، وظهر فيها أبسماتيك األول، ونخاو الثاني، وفي عهد أبسماتيك
الثالث احتل الفرس مصر بقيادة ملكهم قمبيز عام 525 ق.م، واستمر احتاللهم حتى
غزاها اإلسكندر األكبر عام 332 ق.م، وبني مدينة اإلسكندرية، وبعد وفاته خضعت
مصر لحكم خلفائه البطالمة، وآخرهم كليوباترا السابعة، التي أغرم بها يوليوس
قيصر، القائد الروماني، ثم أنطونيو، ولما أعلن االثنان – كليوباترا وأنطونيو –
استقاللهما عن روما، حاربهما أوكتافيو في معركة أكتيوم، فانتحرا، وقعت مصر
تحت االحتالل الروماني من عام 30 ق.م، حتى عام 641م، وقد دخلت المسيحية
إليها في ذلك العهد، ثم فتحها العرب المسلمون بقيادة عمرو بن العاص بإذن من
الخليفة عمر بن الخطاب، وقد بني الفسطاط واتخذها عاصمة لمصر، وبني كذلك
جامعة الكبير بها. وكان الخليفة – الراشد واألموي والعباسي – يعين والي مصر،وقد حدث إبان العصر العباسي أن استقل أحمد بن طولون بمصر، وكّون هو وبنوه،
الدولة الطولونية، من عام 868 حتى 905م، وبني مدينة القطائع، بشمال الفسطاط،
وجعلها عاصمة للبالد، وبني كذلك جامعة الكبير بها، وخلفه بعده ابنه خمارويه. ثم
استقل بها أيضا 935 حتى 969م، محمد اإلخشيد، وكّون الدولة اإلخشيدية، من عام
وخلفه كافور. ثم استولى القائد جوهر الصقلي على مصر، بأمر من الخليفة الفاطمي
المعز لدين هللا الفاطمي، فأصبحت مصر دولة فاطمية، من عام 969 حتى عام
1171م، وبني جوهر بها مدينة القاهرة التي أصبحت عاصمة للبالد، كما شيد الج امع
األزهر. ثم تولى صالح الدين األيوبي الوزارة في مصر، وأطاح بحكم الفاطميين،
وألغى المذهب الشيعي، وكون الدولة األيوبية، من عام 1174 حتى عام 1249م. وقد
قويت دولة المماليك، وطال حكمها، حتى غزاها السلطان العثماني سليم األول، وشنق
آخر سلطان مملوكي وهو طومان باي، وأصبحت مصر والية عثمانية بدءا من عام
1517م. بقي المماليك يحكمون مصر، تحت الوصاية التركية، وكانت فترة ضعف
وتراجع، حتى غزا نابليون مصر بحملته الشهيرة، من عام 1798 حتى ،1801
فكسر شوكة المماليك، ثم تجمع الناس حول القائد األلباني محمد علي، ونصبوه واليا
على مصر، عام ،1805 فبدأ في بناء نهضتها الحديثة، وورث الحكم إلى أبنائه
وأحفاده من بعده: إبراهيم، عباس حلمي األول، ومحمد سعيد باشا، والخديو
إسماعيل، وتوفيق، وعباس حلمي الثاني، والسلطان حسين، والملك فؤاد األول،
الملك فاروق األول، الذي أطاحت ثورة
وأخيرا 23 يوليه 1952 به. وكان اإلنجليز
قد احتلوا مصر، عام ،1882 بعد فشل الثورة العرابية، في عهد الخديو توفيق، فلما
قام الضباط األحرار، بالجيش المصري، بثورتهم، قضوا على الملكية، ونصبوا
اللواء محمد نجيب رئيسا وتم توقيع اتفاقية جالء اإلنجليز عن مصر.. وفي عام
1954 تم إقصاء محمد نجيب عن منصبه، وحل محله جمال عبد الناصر، الذي أمم
قناة السويس، فحدث العدوان الثالثي على مصر من فرنسا وبريطانيا وإسرائيل،
وخرج منه منتصرا سياسيا وشعبيا ، كما أصدر قوانين اإلصالح الزراعي، ومني
بنكسة يونيه ،1967 وكان قبلها قد أعلن الوحدة بين مصر وسوريا، ثم توفي في سبتمبر .1970 وخلفه نائبه أنور السادات، الذي قام بحرب أكتوبر ،1973 وانتصر
على إسرائيل، ثم عقد معهم اتفاقية كامب ديفيد ،1978 ومعاهدة السالم ،1979 كما
اغتيل يوم
أعلن عن سياسة االنفتاح االقتصادي، وأخيرا 6 أكتوبر ،1981 ليخلفه
للقوات الجوية صاحبة
على السلطة الرئيس محمد حسني مبارك الذي كان قائدا
الضربة األولى في حرب ،1973 ويستمر في الحكم حتى قيام ثورة 25 يناير 2011
ضد سياساته، فيتخلى عن الحكم يوم ،2011/2/11 ويتولى المجلس األعلى للقوات
المسلحة حكم البالد لحين انتخاب محمد مرسي رئيسا مرشحا عن حزب الحرية
والعدالة المنبثق عن اإلخوان المسلمين، وبعد عام من حكمه، وفي 2013/6/30
يخرج ماليين من الشعب معترضين على حكمه، فيطي به قائد القوات المسلحة
الفريق عبد الفتاح السيسي، ويتم تعيين رئيس المحكمة الدستورية عدلي منصور
للوزراء، ويتم ذلك وسط اعتراضات
رئيسا مؤقتا ، ويصب حازم الببالوي رئيسا
واسعة النطاق من جماعة اإلخوان المسلمين. ثم أجريت انتخابات رئاسية، فاز بها
لمصر في يونيه
المشير عبد الفتاح السيسي، وصار رئيسا ،2014 فينهض بالبالد
نهضة غير مسبوقة في تاريخها، على كافة األصعدة والمستويات، خاصة في مجال
الطرق والكباري، وينفذ مشروعات عمالقة تبتغي أن تجعل مصر قوية، عربيا وأفريقيا وعالميا