Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (50%)

الاتجاهات المختلفة للتحليل السيميولوجي هناك أربعة اتجاهات أساسية في السيميولوجيا هي الأشهر :

  1. سيميوطيقا بيرس: يرى بيرس أن العلامات –كيفما كانت طبيعتها- يجب أن تعالَج في إطارها المنطقي. لأنها –من جهة- تمكننا من التفكير والتواصل مع الآخرين، ومن جهة أخرى تمكننا من إعطاء معنىً لما يقترحه علينا الكون. تركز سيميوطيقا بيرس على ثلاثة أبعاد رئيسة، وفيما يأتي بيانُ ذلك: -أ- البعد الأول (التركيبي) : وهو بعد الممثل (Représentament) منظوراً إليه في علاقته مع ذاته. وذلك على النحو التالي :
  • العلامة الوصفية (Qualisigne) : وهي الصفة التي تشكل علامة. ولا يمكن أن تشتغل إلا وهي متجسدة –ماديا- في العلامة الفردية. ومثال العلامة الوصفية اللون الدال على شيء مّا. كما أنها "موضوع أو حدث فردي". ويمكن أن نمثل لهذه العلامة بالنصْب التَذكاري أو بعَرَض (Symptôme) داء معين. * العلامة العُرْفية (Légisigne) : هي قانون أو قاعدة أو مبدأ عام في شكل علامة. -ب- البعد الثاني (الدلالي): وهو بعد الموضوع (Objet). ويتعلق الأمر هنا بالعلامة منظورا إليها في علاقتها بموضوعها الذي تحيل إليه. ويتكون هذا البعد من ثلاث علامات فرعية كالآتي :
  • الأيقونة (Icône): وهي تشبه الموضوع الذي تمثله. يقول حنون مبارك: "إن الأيقونة صورة تَستنسخ نموذجا". والصورة الفوتوغرافية مثالٌ لهذا النوع من العلامات. ومثالها الدخان الذي هو أَمَارة على وجود النار. * الرمز (Symbole) : وهو يحيل إلى موضوعه بفضل قانون أو أفكار عامة مشتركة. وهو "شكل آخر منحل عن الرمز الذي يكون موضوعه فردا موجودا، بحيث لا يعني هذا الموضوع إلا الطبائع التي يملكها هذا الفرد". -جـ- البعد الثالث (التداولي) : وهو بُعْد المؤول (Interprétant)، ويقتصر بعض الباحثين على ترجمة هذا المصطلح ترجمة حرفية "رِيم". ويمكن للفدليل أن يمدنا بإخبار (أو معلومة)، إلا أنه لا يؤوَّل بوصفه شيئا يمدنا بإخبار ما. * العلامة الإخبارية (Dicisigne): وهي تخبر وتعطي معلومة تتعلق بموضوع العلامة. ويعرفها دولودال بأنها "العلامة التي تكون بالنسبة لمؤولها علامة وجود واقعي: إنها تقدم إعلاما يتعلق بموضوعه". ويمكن أن نمثل لهذه العلامة بالجملة البيانية. * البرهان (Argument) : وهو علامة تشكل بالنسبة إلى مؤولها علامة قانون. ولو لم يكن للاستدلال (Raisonnement) بعد سيكولوجي لسماه بيرس به. ولأن البرهان "ثالثي بسبب مبدأ "تراتبية المقولات"، فإنه التعبير المختَصَر للعلامة التامة : أي العلامة العرفية الرمزية البرهانية". ويمكن أن نلخص الأبعاد الثلاثة المذكورة، الأولية الثانوية الثالثية 2 الأيقونة القرينة الرمز أي: ولا يمكن أن تقوم العلامة إلا بوجود هذه العناصر الثلاثة مجتمعة. معنى هذا أن ثمة تسعَ علامات فرعية (انظر الجدول السابق). نحصل على 33؛ أي على 27 صنفا من العلامات الممكنة. والعلامة الفردية الأيقونية الفدليلية (رسم بياني معطى مثلا)، والعلامة العرفية الأيقونية الفدليلية (رسم بياني عام مثلا)، والعلامة العرفية القرينية الفدليلية (اسم الإشارة مثلا)، والعلامة العرفية القرينية الإخبارية (صراخ في الزقاق مثلا)، والعلامة العرفية الرمزية الفدليلية (اسم عام مشترك مثلا)، والعلامة العرفية الرمزية البرهانية (العلاقة التضمينية مثلا). ويترتب عن ربط العلامات بعضها ببعض 66 نوعاً من العلامات السيميائية. ولكن الملاحَظ أن الاهتمام الأكبر قد انصب على الثلاثية الثانية المشكلة للبعد الدلالي؛ خلاصة القول إن سيميوطيقا بيرس "ليست مجرد أدوات إجرائية يمكن استثمارها في قراءة ظواهر معينة، لكنها بالإضافة إلى ذلك تصور متكامل للكون، 2) سيميولوجيا سوسير : يعد سوسير أبا اللسانيات الحديثة. ذلك بأنه أنفق جزءا غير يسير من حياته في دراسة اللغة، وقد طبع هذا التوجه اللساني نظرية سوسير العامة حول العلامة التي أطلق عليها اسم (Sémiologie). إن السيميولوجيا السوسيرية تعنى بعموم العلامات في نطاق المجتمع. وهي بذلك ظاهرة سوسيولوجية. كما أنها فرع من علم النفس العام. ويبدو التأثير السيكولوجي في نظرية سوسير واضحا في تعريفه للعلامة باعتبارها كيانا نفسيا قوامه عنصران يرتبطان –جدليا- وَفْقَ علاقة اعتباطية. وقد ركز سوسير –في المحل الأول- على اللسانيات في بناء نظريته حول العلامة، وقد عمل تلاميذه (مثل بويسنس) على المضي قُدُماً في هذا المشروع العام تَحْدوهم الرغبة في إنجاز نظرية سيميائية تَمْتَزح أساسا من الطروحات اللسانية، خاصة وأن الدراسات اللغوية في تلك الفترة كانت في أوْج عطائها وذُروة تطورها. من ذلك ما ذهب إليه بارث في حديثه عن علاقة السيميولوجيا باللسانيات. وتقوم العلامة –حسب سوسير- على ركنين متضايفين، هما : التصور/المدلول والصورة السمعية/الدال. ودليله في ذلك تعدد الأسامي المسمية للمسمى الواحد. ويَستثني من هذه العلاقة أمرين؛ المحاكيات (Les onomatopées) وبعض صيغ الندبة والتعجب. كما أن سوسير أهمل علاقة العلامة بالواقع/المرجع (Référent)، تحدث سوسير عن العلامة الرمزية/العرفية المتسمة بخاصيات معينة. يقول: "ومن خاصية الرمز ألا يكون أبدا اعتباطيا في سائر وجوهه؛ فهو ليس خاليا ولا فارغا من كل محتوى مادي. فالرمز الذي يشير إلى العدالة. يقول سوسير: "فنحن نطلق لفظ "العلامة" على تركيب التصور والصورة السمعية. فقد أسهم سوسير –بشكل كبير- في إرساء أسس السيميائيات الحديثة، نشأ اتجاه في السيميائيات يعنى -أساسا- بالوظيفة الخاصة بالبنيات السيميوطيقية (أي التواصل). يقول ميتز : "تقترح سيميولوجيا التواصل –مبدئيا- دراسة اللغات التي أَسْميتها في موضع آخر "المتخصصة" (Spécialisés)؛ أي دراسة عدد من الحقول حيث اللغةُ والسنن/الشفرة (Code) يختلطان مؤقتا، إذاً، فعنصر التواصل هو الموضوع الرئيس في هذه السيميولوجيا، وخاصة "التواصل الإنساني". ويرى برييطو أن استعمال العلامات هو –وحده- الذي يحدد التواصل؛ بحيث يمكن الحديث عن فعل تواصلي أو فعل سيمي في كل لحظة يحاول فيها مرسِل (Distinateur) –وهو في طور إنتاج علامة ما- إمداد مرسَل إليه (Distinataire) بأَمَارة أو إشارة معينة (Indication). ويميز برييطو بين أمارات ثلاثٍ كالآتي:
  • الأمارات العفوية: مثل لون السماء الذي ينْبئ –بالنسبة إلى صياد السمك- بحالة البحر في اليوم الموالي. * الأمارات العفوية المغلوطة: مثل اللُّكنة التي ينتحلها متكلم ما رغبة منه في إيهامنا بأنه أجنبي. * الأمارات القصدية: مثل علامات المرور. د) سيميولوجيا الدلالة : لما كانت الأشياء تحمل دلالات وكانت للدلالة أهمية خطيرة في الواقع، فقد نشأ في مجال السيميائيات تيار يبحث في هذا الأمر؛ وهو تيار يعزى إلى الفرنسي رولان بارث الذي أوضح أن جانبا هاما من البحث السيميولوجي المعاصر مرده –بدون انقطاع- إلى مسألة الدلالة. ويرى بارث أن اللغة هي مؤول كل الأنساق أيا كان نوعها. وإذا كان سوسير يستخدم مصطلحات "العلامة" (Signe) و"الدال (Signifiant) و"المدلول" (Signifié)،


Original text

الاتجاهات المختلفة للتحليل السيميولوجي
هناك أربعة اتجاهات أساسية في السيميولوجيا هي الأشهر :



  1. سيميوطيقا بيرس:
    يرى بيرس أن العلامات –كيفما كانت طبيعتها- يجب أن تعالَج في إطارها المنطقي. ويذهب إلى أن أي تحليل لابد أن يتم عن طريق العلامات؛ لأنها –من جهة- تمكننا من التفكير والتواصل مع الآخرين، ومن جهة أخرى تمكننا من إعطاء معنىً لما يقترحه علينا الكون. والعلامات – في نظر بيرس- متساوية من حيث الأهميةُ، لذا عُنِيَ باللسانية منها وبغير اللسانية.
    تركز سيميوطيقا بيرس على ثلاثة أبعاد رئيسة، هي : البعد النحوي، ويسميه تشارلز موريس (Ch. Morris) "البعد التركيبي" أو "النظْمي"، والبعد الدلالي أو الوجودي، والبعد التداولي أو المنطقي. وكل واحد منها يتضمن ثلاثَ علاماتٍ. وفيما يأتي بيانُ ذلك:
    -أ- البعد الأول (التركيبي) : وهو بعد الممثل (Représentament) منظوراً إليه في علاقته مع ذاته. والممثل –باعتباره علامة رئيسة- يتفرع إلى ثلاث علامات فرعية (Sous-signes) تبعا لعلاقته بالمقولات الفانيروسكوبية الثلاث (الأولية / Priméité والثانوية / Secondéité والثالثية / Tiercéité). وذلك على النحو التالي :



  • العلامة الوصفية (Qualisigne) : وهي الصفة التي تشكل علامة. ولا يمكن أن تشتغل إلا وهي متجسدة –ماديا- في العلامة الفردية. ومثال العلامة الوصفية اللون الدال على شيء مّا.

  • العلامة الفردية (Sinsigne) : ويعرفها بيرس بأنها "شيء أو حدث موجود وواقعي في شكل علامة"، كما أنها "موضوع أو حدث فردي". ويمكن أن نمثل لهذه العلامة بالنصْب التَذكاري أو بعَرَض (Symptôme) داء معين.

  • العلامة العُرْفية (Légisigne) : هي قانون أو قاعدة أو مبدأ عام في شكل علامة. وتعد أنساق الكتابة الخاضعة لقواعد الصرف والنحو علامات عرفية.
    -ب- البعد الثاني (الدلالي): وهو بعد الموضوع (Objet). ويتعلق الأمر هنا بالعلامة منظورا إليها في علاقتها بموضوعها الذي تحيل إليه. ويتكون هذا البعد من ثلاث علامات فرعية كالآتي :

  • الأيقونة (Icône): وهي تشبه الموضوع الذي تمثله. يقول حنون مبارك: "إن الأيقونة صورة تَستنسخ نموذجا". والصورة الفوتوغرافية مثالٌ لهذا النوع من العلامات.

  • القرينة (Indice): وهي تنسج علاقة مباشرة أو ملاصِقة مع موضوعها. ومثالها الدخان الذي هو أَمَارة على وجود النار.

  • الرمز (Symbole) : وهو يحيل إلى موضوعه بفضل قانون أو أفكار عامة مشتركة. وتعد كل علامة تعاقُدية (أو اصطلاحية) رمزا. والرمز –باعتباره علامة فرعية ثالثة لبعد الموضوع- نوعان؛ أحدهما مجرد (Abstrait)، وهو "شكل منحلّ (Dégénéré) عن الرمز الذي ليس لموضوعه إلا طابع عام". والآخر متميز (Singulier)، وهو "شكل آخر منحل عن الرمز الذي يكون موضوعه فردا موجودا، بحيث لا يعني هذا الموضوع إلا الطبائع التي يملكها هذا الفرد".
    -جـ- البعد الثالث (التداولي) : وهو بُعْد المؤول (Interprétant)، ويخص الأمر هنا العلامة منظورا إليها في علاقتها بالمؤول. ويتفرع هذا البعد إلى مؤول أول ومؤول ثان ومؤول ثالث تبعا لنوعية العلاقة التي يعقدها مع المقولات الثلاث، وذلك كما يأتي :

  • الفِدْليل (Rhème) : ويترجمه حنون مبارك "بالخبر"، والسرغيني "بالمسنَد إليه"، ويستعمل آخرون مصطلح "سمة" مقابلا للفظ الأجنبي (Rhème)، ويقتصر بعض الباحثين على ترجمة هذا المصطلح ترجمة حرفية "رِيم".. ويقصد بالفدليل في السيميوطيقا البيرسية علامة الإمكانية الكيفية (Possibiqualitative)؛ أي إنه مُدْرَك باعتباره يمثل هذا النوع أو ذاك من الموضوع الممكن. ويمكن للفدليل أن يمدنا بإخبار (أو معلومة)، إلا أنه لا يؤوَّل بوصفه شيئا يمدنا بإخبار ما.

  • العلامة الإخبارية (Dicisigne): وهي تخبر وتعطي معلومة تتعلق بموضوع العلامة. ويعرفها دولودال بأنها "العلامة التي تكون بالنسبة لمؤولها علامة وجود واقعي: إنها تقدم إعلاما يتعلق بموضوعه". ويمكن أن نمثل لهذه العلامة بالجملة البيانية.

  • البرهان (Argument) : وهو علامة تشكل بالنسبة إلى مؤولها علامة قانون. ولو لم يكن للاستدلال (Raisonnement) بعد سيكولوجي لسماه بيرس به. ولأن البرهان "ثالثي بسبب مبدأ "تراتبية المقولات"، فإنه التعبير المختَصَر للعلامة التامة : أي العلامة العرفية الرمزية البرهانية".
    ويمكن أن نلخص الأبعاد الثلاثة المذكورة، وتفريعاتها المترتبة عن علاقتها بالمقولات الثلاث في الجدول أسفله :
    الأولية الثانوية الثالثية
    1 العلامة الوصفية العلامة الفردية العلامة العرفية
    2 الأيقونة القرينة الرمز
    3 الفدليل العلامة الإخبارية البرهان
    مما سبق، يتبدى لنا أن العلامة في سيميوطيقا بيرس علاقة ثلاثية بين ثلاثة عناصر أو علامات رئيسة (الممثل-الموضوع-المؤول)؛ أي:
    الموضوع
    المؤول الممثل
    ولا يمكن أن تقوم العلامة إلا بوجود هذه العناصر الثلاثة مجتمعة. وهذا ما أسْماه بيرس "السيميوزيس" (Semiosis). وكل علامة من العلامات الثلاث المتقدمة ثلاثية الطابع. معنى هذا أن ثمة تسعَ علامات فرعية (انظر الجدول السابق). ومن الناحية النظرية، نحصل على 33؛ أي على 27 صنفا من العلامات الممكنة. إلا أن بيرس اختصرها في عشرة أصناف، هي: العلامة الوصفية الأيقونية الفدليلية (الشعور بالاحمرار مثلا)، والعلامة الفردية الأيقونية الفدليلية (رسم بياني معطى مثلا)، والعلامة الفردية القرينية الفدليلية (الصراخ التلقائي مثلا)، والعلامة الفردية القرينية الإخبارية (دوارة الهواء مثلا)، والعلامة العرفية الأيقونية الفدليلية (رسم بياني عام مثلا)، والعلامة العرفية القرينية الفدليلية (اسم الإشارة مثلا)، والعلامة العرفية القرينية الإخبارية (صراخ في الزقاق مثلا)، والعلامة العرفية الرمزية الفدليلية (اسم عام مشترك مثلا)، والعلامة العرفية الرمزية الإخبارية (التحليل القياسي مثلا)، والعلامة العرفية الرمزية البرهانية (العلاقة التضمينية مثلا). ويترتب عن ربط العلامات بعضها ببعض 66 نوعاً من العلامات السيميائية... ولكن الملاحَظ أن الاهتمام الأكبر قد انصب على الثلاثية الثانية المشكلة للبعد الدلالي؛ أي على العلامات الفرعية التالية : الأيقونة والقرينة والرمز.
    خلاصة القول إن سيميوطيقا بيرس "ليست مجرد أدوات إجرائية يمكن استثمارها في قراءة ظواهر معينة، لكنها بالإضافة إلى ذلك تصور متكامل للكون، الذي هو سلسلة لا متناهية من الأنساق السيميائية. إذ يستحيل فصل العلامة عن الواقع، لأن هذا الأخير عبارة عن سلسلة من العلامات التي لا تنفك تحيل على علامات جديدة تدرج ضمن سلسلة أخرى من الإحالات. وهكذا دواليك".




  1. سيميولوجيا سوسير :
    يعد سوسير أبا اللسانيات الحديثة. ذلك بأنه أنفق جزءا غير يسير من حياته في دراسة اللغة، وخلف دروسا قيمة ورائدة في هذا الشأن. وقد طبع هذا التوجه اللساني نظرية سوسير العامة حول العلامة التي أطلق عليها اسم (Sémiologie).
    إن السيميولوجيا السوسيرية تعنى بعموم العلامات في نطاق المجتمع. وهي بذلك ظاهرة سوسيولوجية. كما أنها فرع من علم النفس العام. ويبدو التأثير السيكولوجي في نظرية سوسير واضحا في تعريفه للعلامة باعتبارها كيانا نفسيا قوامه عنصران يرتبطان –جدليا- وَفْقَ علاقة اعتباطية. وقد ركز سوسير –في المحل الأول- على اللسانيات في بناء نظريته حول العلامة، بحيث استمد العديد من مبادئه ومفاهيمه السيميولوجية من المجال اللساني.
    إن العلامة اللغوية هي محور مشروع سوسير السيميولوجي. وقد عمل تلاميذه (مثل بويسنس) على المضي قُدُماً في هذا المشروع العام تَحْدوهم الرغبة في إنجاز نظرية سيميائية تَمْتَزح أساسا من الطروحات اللسانية، خاصة وأن الدراسات اللغوية في تلك الفترة كانت في أوْج عطائها وذُروة تطورها. وقد ذهب أولئك التلاميذ بنظرية سوسير مذاهبَ شتى، من ذلك ما ذهب إليه بارث في حديثه عن علاقة السيميولوجيا باللسانيات.
    وتقوم العلامة –حسب سوسير- على ركنين متضايفين، هما : التصور/المدلول والصورة السمعية/الدال. وتعتبر العلاقة بينهما علاقة اعتباط، ودليله في ذلك تعدد الأسامي المسمية للمسمى الواحد. ويَستثني من هذه العلاقة أمرين؛ المحاكيات (Les onomatopées) وبعض صيغ الندبة والتعجب. كما أن سوسير أهمل علاقة العلامة بالواقع/المرجع (Référent)، وحدد أهمية العلامات انطلاقا من العلاقات الاختلافية والتعارضية على مستوى تجاور الدالات والمدلولات.
    وبالإضافة إلى العلامة الاعتباطية، تحدث سوسير عن العلامة الرمزية/العرفية المتسمة بخاصيات معينة. يقول: "ومن خاصية الرمز ألا يكون أبدا اعتباطيا في سائر وجوهه؛ فهو ليس خاليا ولا فارغا من كل محتوى مادي. إذ لا تزال فيه بقيةٌ من علاقة طبيعية بين داله ومدلوله. فالرمز الذي يشير إلى العدالة... لا يمكن أن نستبدله بأي رمز آخر كالعربة مثلا".
    وعلى الرغم من الطابع الثنائي للدليل، فإننا عندما نطلق العلامة ينصرف ذهننا مباشرة إلى جانب الدال فحسب. يقول سوسير: "فنحن نطلق لفظ "العلامة" على تركيب التصور والصورة السمعية. إلا أنه بوجه عام جرت عادة استخدام هذا المصطلح من حيث إنه يقصد به الصورة السمعية (أو الدال) وحْدَها، كما في لفظ شجرة ((ARBOR. وقد ننسى أنه إذا كان هذا اللفظ (ARBOR) يسمى علامة، فذلك راجع إلى كونه يحمل تصورا «للشجرة» حتى إن المعنى المحسوس أصبح يقتضي الفكرة الكلية".
    ومهما كان الأمر، فقد أسهم سوسير –بشكل كبير- في إرساء أسس السيميائيات الحديثة، ورسم صُواها البارزة. وكان لأفكاره واجتهاداته أثر كبيرٌ فيمن تلاه من السيميولوجيين واللسانيين.




  2. سيميولوجيا التواصل :
    بالنظر إلى أهمية التواصل (Communication) في الحياة الإنسانية، نشأ اتجاه في السيميائيات يعنى -أساسا- بالوظيفة الخاصة بالبنيات السيميوطيقية (أي التواصل). يقول ميتز : "تقترح سيميولوجيا التواصل –مبدئيا- دراسة اللغات التي أَسْميتها في موضع آخر "المتخصصة" (Spécialisés)؛ أي دراسة عدد من الحقول حيث اللغةُ والسنن/الشفرة (Code) يختلطان مؤقتا، قبل أن يتقلص العمل الاجتماعي للغة كلها –عمليا- إلى سَنَن واحد". ومن رواد هذا الاتجاه إيريك بويسنس ولويس برييطو..
    يرى بويسنس أن بالإمكان تعريف السيميولوجيا بوصفها دراسة طرق التواصل، أي دراسة الاليات (Mécanismes) المستخدَمة لإحداث التأثير في الغير، والمعترَف بها -بتلك الصفة– من قبل الشخص الذي نتوخى التأثير فيه. إذاً، فعنصر التواصل هو الموضوع الرئيس في هذه السيميولوجيا، وخاصة "التواصل الإنساني".
    ويرى برييطو أن استعمال العلامات هو –وحده- الذي يحدد التواصل؛ بحيث يمكن الحديث عن فعل تواصلي أو فعل سيمي في كل لحظة يحاول فيها مرسِل (Distinateur) –وهو في طور إنتاج علامة ما- إمداد مرسَل إليه (Distinataire) بأَمَارة أو إشارة معينة (Indication). ويميز برييطو بين أمارات ثلاثٍ كالآتي:





  • الأمارات العفوية: مثل لون السماء الذي ينْبئ –بالنسبة إلى صياد السمك- بحالة البحر في اليوم الموالي.

  • الأمارات العفوية المغلوطة: مثل اللُّكنة التي ينتحلها متكلم ما رغبة منه في إيهامنا بأنه أجنبي.

  • الأمارات القصدية: مثل علامات المرور. وتدعى هذه الأمارات علامات (Signes).
    وموضوع السيميولوجيا –في نظر برييطو- هو العلامات القائمة على القصدية التواصلية. ولهذا سميت هذه السيميولوجيا "بسيميولوجيا التواصل". وهي حلْقة مهمة في سلسلة تطور السيميائيات الحديثة، نظرا إلى أهمية موضوعها ومجالها.
    د) سيميولوجيا الدلالة :
    لما كانت الأشياء تحمل دلالات وكانت للدلالة أهمية خطيرة في الواقع، فقد نشأ في مجال السيميائيات تيار يبحث في هذا الأمر؛ وهو تيار يعزى إلى الفرنسي رولان بارث الذي أوضح أن جانبا هاما من البحث السيميولوجي المعاصر مرده –بدون انقطاع- إلى مسألة الدلالة.
    تؤكد التجربة أن –بالإمكان- إنتاج الدلالة وتحقيق فعل التواصل بواسطة الأنساق السيميولوجية اللغوية وغير اللغوية. ولعل هذا ما حذا ببارث إلى أن يُسْنِد مهمة التواصل إلى أنساق اللغة وإلى الأشياء (Choses) على حد سواء. ويرى بارث أن اللغة هي مؤول كل الأنساق أيا كان نوعها.
    وإذا كان سوسير يستخدم مصطلحات "العلامة" (Signe) و"الدال (Signifiant) و"المدلول" (Signifié)، فإن بارث قد استعمل –مكانَها- مصطلحات "الدلالة" (Signification) و"التعبير" (Expression) و"المحتوى" (Contenu). ويقسم بارث –في مقال "عناصر السيميولوجيا" الصادر عام 1964- الدلالة إلى دلالة حقيقية تعيينية (Dénotation) ودلالة مجازية إيحائية (Connotation). كما قلَب الرجل نفسُه المعادلة السوسيرية الشهيرة فيما يخص طبيعة علاقة السيميولوجيا باللسانيات.


مراجع المقطع:
1- مارسيلو داسكال، الاتجاهات السميولوجية المعاصرة، ترجمة مجموعة من المؤلفين، دار إفريقيا النشر، لبنان، 1987https://www.noor-book.com/book/internal_download/73ca1382c167f1946217393b1286ebc96577d320/2/bb8a6adcb68bcee1bd0865a46fcce81e
2- Martine Joly, l’image et les signes –Approche sémiologique de l’image fixe (2002), éd Nathan, Paris.
3- Barthes Roland, Leçon, édition le seuil, Paris; 1978.
4- Barthes Roland. Rhétorique de l'image. In: Communications, 4, 1964.
5- Umberto Eco : Sémiotique et philosophie du langage, éd P U F , 1988.


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

يعتبر فول الصوي...

يعتبر فول الصويا من المحاصيل الغذائية والصناعية الهامة على المستوى العالمي نظراً لاحتواء بذوره على ن...

Traffic Padding...

Traffic Padding: inserting some bogus data into the traffic to thwart the adversary’s attempt to use...

السلام عليكم ور...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اليوم ذهب إلى دورة القرآن وتعلمت القرآن ثم عدت إلى منزلي ومكتبي قلي...

يجمع نظام التكا...

يجمع نظام التكاليف بجوار المحاسبة على الفعليات،التوفيق في ظروف حدوثها وأسبابها ومدى الكفاءة في التنف...

نطاق البحث يركز...

نطاق البحث يركز هذا البحث على تحليل الأطر القانونية والمؤسساتية لعدالة الأحداث، مع دراسة النماذج الد...

نفيد بموجب هذا ...

نفيد بموجب هذا الملخص أنه بتاريخ 30/03/1433هـ، انتقل إلى رحمة الله تعالى المواطن/ صالح أحمد الفقيه، ...

العدل والمساواة...

العدل والمساواة بين الطفل واخواته : الشرح اكدت السنه النبويه المطهرة علي ضروره العدل والمساواة بين...

آملين تحقيق تطل...

آملين تحقيق تطلعاتهم التي يمكن تلخيصها بما يلي: -جإعادة مجدهم الغابر، وإحياء سلطانهم الفارسي المندثر...

Network archite...

Network architects and administrators must be able to show what their networks will look like. They ...

السيد وزير التر...

السيد وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، يجيب عن أسئلة شفوية بمجلس النواب. قدم السيد مح...

حقق المعمل المر...

حقق المعمل المركزي للمناخ الزراعي إنجازات بارزة ومتنوعة. لقد طوّر المعمل نظامًا متكاملًا للتنبؤ بالظ...

رهف طفلة عمرها ...

رهف طفلة عمرها ١٢ سنة من حمص اصيبت بطلق بالرأس وطلقة في الفك وهي تلعب جانب باب البيت ، الاب عامل بسي...