Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (84%)

ارتبط البحث اللغوي عند العرب القدامى بظاهرة اللحن التي تفشت على الألسنة بعد الفتوحات الإسلامية، إذ كان لها الدور الأكبر في دخول اللغة العربية باب الوصف والتحليل فقد كانت الدافع الأساس الذي أثار اللغويين القدامى للاهتمام بلغتهم، وأجزم الرافعي على أن هذه الظاهرة تعود زمنيا إلى عصر صدر الإسلام، نافيا بذلك وجودها في العصر الجاهلي، وهذا ما يؤكده ما نقله السيوطي عن أبي الطيب اللغوي، من " أن اللحن ظهر في كلام الموالي والمتعربين من عهد النبي ، غير أن الظاهرة باتت تشكل خطرا يتهدد اللغة العربية، ويعكر صفاءها الذي ميزها في العصرين الجاهلي وصدر الإسلام مع اتساع رقعة الإسلام مع الفتوحات الإسلامية، يصف الزبيدي هذا الوضع قائلا : " ولم تزل العرب تنطق على سجيتها في صدر إسلامها وماضي جاهليتها، حتى أظهر الله الإسلام على سائر الأديان، فدخل الناس فيه أفواجا وأقبلوا إليه أرسالا، واجتمعت المتفرقة واللغات المختلفة، ففشي الفساد في اللغة العربية". إذ إن اختلاط العرب بغيرهم من الأمم ودخول الأجناس المختلفة إلى الدين الإسلامي أدى من جهة إلى احتكاك العربي بغير العربي والتأثر بلغته، ومن جهة أخرى أوجب على الأعجمي تعلم العربية لمعرفة الدين الجديد وأداء واجباته، فكثر بهذا اللحن وفسدت الألسنة حتى طال القرآن الكريم، وعليه كان من الواجب البحث عن حل تحفظ به سلامة اللغة. ولعل الصواب عند من ذهب إلى أن نشأة علم يحفظ العربية من الخطأ ويوقف سيل اللحن الذي بات يتهددها كان نتيجة مجموعة من الحوادث لا حادثة واحدة متفردة " فغير مقبول في النظر أن ينهض العلماء ويستفرغوا مجهوداً جباراً يؤرقون فيه عيونهم ولا يطبقون جفونهم الليالي الطويلة لتأسيس فن خطير خالد الأثر في اللغة العربية وأبناء العروبة من جراء حادثة فردية كان يكفي في درئها إصلاحها وكفى، واختلفت الروايات فيمن كان أول من فكر في حل لهذا اللحن الذي بدأ يخترق الألسنة ويفسد اللغة، كما اختلفت في قصة اللحن المسموع الذي أثار هذا الدافع، ومن الروايات المذكورة ما جاء في الفهرست من أن أبا عبيدة قال : " أخذ النحو عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، وكان لا يخرج شيئا مما أخذه عن على كرم الله وجهه، حتى بعث إليه زياد أن اعمل شيئا يكون للناس إماما ويعرف به کتاب الله فاستعفاه من ذلك حتى سمع أبو الأسود قارئا يقرأ إن الله بريء من المشركين ورسوله بالكسر. حينها أدرك خطورة اللحن وما آل إليه أمر المسلمين فقبل أمر زياد بأن عاد إليه وطلب منه كاتبا يقوم بما يطلبه منه فقال : " إذا رأيتني فتحت فمي بالحرف فأنقط نقطة فوقه على أعلاه، وإن ضممت فمي بالحرف فأنقط النقطة بين يدي الحرف وإن كسرت فاجعل النقطة من تحت الحرف". وإن صحت هذه الرواية فإن أول خطوة في الدراسات اللغوية، وأول ملاحظة فيها كانت صوتية بناها الدولي على الملاحظة المباشرة لآلية نطق هذا النوع من الأصوات، يبرز فيها وعيه وإدراكه بأهمية هذه العناصر الصوتية في 6 4توجيه معنى الكلام. لم تأخذ الدراسة الصوتية في بدايات الدرس اللغوي عند العرب حيزا مستقلا، ونجدها مقدمة لباب الإدغام عند النحويين كما سنرى إلى أن يأتي ابن جني ويفرد لها مؤلفا مستقلا "سر صناعة الإعراب". ذاته جاء بها سيبويه ، 8 وغيره من 2- بين الصوت والحرف : إن النظر في المادة الصوتية الموجودة في تراثنا اللغوي يكشف لنا عن استعمال القدامي لمفردة "الحرف"، فقد استعملها الخليل في تحديده لمخارج الأصوات"، إذ اتفق استعمالهم لهذه المفردة "الحرف" بمعنى الصوت اللغوي، مشكلة مفهوما من مفاهيم الدراسة 9 الصوتية عندهم. فلم يرد ذكرها عند الخليل في تحديده لمخارج أصوات العربية، وكذا في شرحه لمعنى الجهر. وتحتل هذه المفردة حيزا من الاستعمال في وصف النظام الصوتي للعربية عند سيبويه ومن تبعه من النحويين، وذلك أثناء شرحهم لصفات الأصوات، و مع هذا لا نعثر لها على معنى واحد موحد بينهم، حيث جاءت مرادفة للحرف، فقد جاءت كذلك عند تحديدهم للغرض من الإدغام المتمثل في تقريب الصوت من الصوت كما حددوه قبلا بأنه تقريب الحرف من الحرف، و ذكر ابن جني أن الأصوات تختلف في السمع لاختلاف مقاطعها، واستعملوها للدلالة على الأصوات المهموسة التي تخرج من الفم، في مقابل أصوات الصدر المجهورة 1. كما حددوا بها الشديد على أنه الذي يمنع الصوت أن يجري فيه، وإن كان من اليسير تفسير الصوت في تعريفهم للشديد والرخو بأن معناه "الهواء"، لأن في الشدة حبسا للهواء في موضع من مواضع النطق، وفي الرخاوة ترك لمنفذ يمر من خلاله الهواء، فإنه من الصعب تفسير مقصودهم من الصوت في تحديد المجهور لمقابلتهم له بالنفس من جهة، ولغموض التعريف الذي قدم لثنائيتي الجهر والهمس من جهة أخرى. هذا عن استعمال المفردة عند القدامي. أما عند المحدثين فقد كان مفهوم المفردة واضح الدلالة دقيق المعنى، فقد كانت عندهم بمعنى الصوت اللغوي، والصوت اللغوي عبارة عن ذبذبات صوتية ناتجة عن عرقلة مجرى الهواء القادم من الرئتين، فعندما يُصدر الجهاز العصبي أوامره بنطق صوت معين، فإن هذا الصوت ينتقل على هيئة نبضات كهربية تنقلها أعصاب متخصصة إلى أعضاء النطق، تحددها طبيعة الصوت المراد إنتاجه، وبهذا ينتج الصوت اللغوي وغير اللغوي، وعليه إذا أردنا أن نميز الصوت اللغوي في هذه العملية لا بد وأن نحدد أن هذا الصوت ينتمي لنظام لغة ما. وقد رأينا أن القدامى استعملوا مفردة "الحرف" بهذا المعنى، أما الحرف في الدراسات اللسانية العربية الحديثة فقد استعمل للدلالة على الرمز الكتابي . وعليه فالخلاف بين القدامى والمحدثين في هذه النقطة لا يعدو أن يكون خلافا في المصطلح، لا يؤثر في وصف الأصوات اللغوية، لأن كلا من مفردة : الحرف عند القدامى، ومفردة "الصوت" عند المحدثين قد استقر معناهما بين مستعمليها، ومن هنا ننتقل لتحديد مخارج الأصوات عند الفريقين. 3- مخارج الأصوات:
1.3- تعريف المخرج المخرج في الدراسات الصوتية الحديثة هو الموضع الذي يتم فيه اعتراض مجرى الهواء في الجهاز النطقي، تحدث كلتا الحالتين أثرا صوتيا مسموعا ناتجا في الأولى عن انفجار يعقب فتحا مفاجئا للمجرى، فالمخرج بهذا هو النقطة التي يحدث فيها الصوت اللغوي، وقد يكون المخرج نقطة تشكل أكثر من صوت يكون تمايزها بالصفة. وبهذا المفهوم استعملت لفظة "المخرج" في الدرس الصوتي القديم، إذ به وردت عند الخليل، كما استعملها أيضا بمعنى "الحيز" والحيز عنده منطقة أوسع من المخرج، فهو مكان لحدوث أكثر من صوت 18. وتبين سياقات المفردة عند سيبويه يفضي بنا إلى المفهوم الحديث نفسه، ويغنينا ابن يعيش عن البحث عن مفهوم المفردة عنده، إذ يعرفها صراحة بكونها المقطع الذي ينتهي عنده الصوت 19 ، 2- تحديد المخارج درج علماء اللغة المحدثون في تحديدهم وتحليلهم للموروث الصوتي العربي على جعل مقدمة معجم العين نقطة الانطلاق الأساسية، ولا يخرج بحثنا عن هذا العرف إذ نتبين في الآتي مخارج الحروف عند الفراهيدي. عدد الخليل بن أحمد الفراهيدي حروف العربية بتسعة وعشرين حرفا، قسمها بحسب تمايزها في المخرج إلى فئتين، سمى الأولى بمجموعة الحروف الصحاح؛ وسمى الثانية بالأحرف الجوفية؛ ويبرر تسميته لها بالجوفية في كونها لا تملك مخرجا محددا، فلم يكن لها حيز تنسب إليه إلا الجوف 20، وقد كانت عناصر هذه المجموعة أربعة حروف تارة وأخرى ثلاثا بإخراج الهمزة منها، فقد جاء في المقدمة أنه كثيرا ما كان يقول: "الألف اللينة والواو والياء هوائية أي أنها في الهواء "21، ولعل وصف هذه المجموعة بالهوائية ونسبتها للجوف، كان نتيجة إحساس الخليل بخلو مجرى الهواء من الاعتراض، سواء كان جزئيا أو كليا عند إحداث هذه الحروف، وهي في مجملها عدا الهمزة صوائت طويلة عرفتها الدراسات الصوتية الحديثة بأنها هواء مجهور" فلا مخرج لها. يحملنا هذا التقسيم إلى ذكر تقسيم المحدثين للأصوات اللغوية، إذ ذهبوا هم أيضا إلى أن الأصوات تندرج في مجموعتين كبيرتين، وإن اختلفت معاييرهم في تحديد عناصر كل مجموعة 22، إلا أننا نجد من جملة هذه المعايير اعتمادهم آلية النطق فارقا تمييزيا بين القسمين، فما وجد الهواء المزفور عند النطق بها عائقا يحول دون حرية مروره سواء كان العائق كليا أو جزئيا فهي أصوات صامتة، وما لم يوجد هذا الهواء عائقا يحول دون حرية مروره فهي أصوات صائتة، والصوائت عند المحدثين نوعان: قصيرة وهي الفتحة والكسرة والضمة وطويلة وهي الفتحة الطويلة، وقد اقتصر حديث الخليل على الطويلة منها دون إشارة إلى القصيرة. أما مخارج الحروف الصحاح عنده فهي ثمانية على النحو الآتي:
الحروف الحلقية: العين والحاء والهاء والخاء والغين. الحروف الشفوية: الفاء والباء والميم. والملاحظ أن الخليل لم يفصل في كيفية حدوث كل حرف على حدة، وإنما كان يكفي أن تجتمع الحروف في منطقة حدوثها فينسبها إلى موضع واحد. وأقصى ما يصل فيه تفصيله أن يشير إلى أن هذه الحروف وإن كانت من حيز واحد، فكان يصفها بالقول بأن : بعضها أرفع من بعض 24، وبما أن وصفه امتاز بالعمومية، فإنا نختار وصف سيبويه للكشف عن مخارج أصوات العربية عند القدامى، وبلغ من دقته في زمانه أن اكتفى اللغويون بتكراره، حتى أننا نجد ابن جني صاحب أول مؤلف مستقل في الدراسة الصوتية يكتفي به . حدد سيبويه عدد مخارج حروف العربية بمصطلحهم- في ستة عشر مخرجاً 20: 1 - الحلق وقسمه إلى ثلاثة مخارج أقصى الحلق ومنه مخرج الهمزة والهاء والألف. ومعروف في الدراسات الصوتية الحديثة أن أول المخارج الحنجرة؛ إذ فيها تنتج كل من الهمزة والهاء، وعليه فمنطقة أقصى الحلق عند القدامى هي منطقة الحنجرة عند المحدثين باعتبار أن أصوات المنطقتين ذاتها بين القدامى والمحدثين، غير أن القدامى أخطأوا في إضافة الألف لهذا المخرج، وهو ليس من أصواتها إذ هو صائت طويل، وقد أثبتت الدراسات الصوتية الحديثة أن الصوائت عبارة عن هواء مجهور تتحدد طبيعتها بأمرين هما الوضعية التي يتخذها اللسان في الفم عند إصدار هذه الصوائت وحركة الشفتين، الإضافة "إشارة واضحة إلى إحساسهم بأثر الوترين الصوتيين" في حين رفض بعض من المحدثين معرفة القدامى لهذا العضو منهم عصام نور الدين الذي قال: "ويبدو أن الخليل وكذلك تلميذه سيبويه - لم يكونا على معرفة بوظيفة الأوتار الصوتية . بل لم يعرفا حتى تركيب الحنجرة بدليل تسميتهما إياها أقصى الحلق، وما يؤخذ على هذا الحكم هو اعتماد التسمية برهانا للاستدلال على عدم معرفة القدامى بهذا العضو النطقي، فالتسمية في أساسها مجرد اتفاق قوم على تسمية مسمى باسم ما، ولا ضير إن كان اتفاقهم على تسمية تلك المنطقة بأقصى الحلق. ولعل ما يرجح كفة إحساس القدامى بأثر الوترين الصوتيين وإن لم يتمكنوا من تحديدهما لغياب الآلات المساعدة على ذلك في زمانهم، أن الاضطراب والخطأ كان عند الخليل في الهمزة التي تعتبر حنجرية، إذ أدخلها مع الصوائت الطويلة التي تمتاز بجهرها، وهو ما ينطبق أيضا على اعتبار الألف من مخرج الهمزة والهاء الحنجريتان. 4- صفات الأصوات:
بعد هذا التفصيل في مخارج الأصوات انتقل القدامى في خطوة موالية لذكر صفاتها، فبالصفة تتمايز الأصوات المشتركة المخرج، ثم إن طريقة النطق وطريقة مرور الهواء في الجهاز الصوتي عند إنتاج الأصوات هي من تحدد هذه الصفات، وكان منهجهم في بسط هذه الصفات وضعها في ثنائيات ضدية من جهة، ومن جهة أخرى ميزوا بين تلك الخاصة بمجموعة من الأصوات، وتلك المميزة لصوت واحد وسنتبين الآن التحديدات والتعريفات لبعض من هذه الصفات التي خصوا بها الأصوات مركزين على ما جاء في كتاب سيبويه. 4- الجهر والهمس هي أولى الصفات المذكورة عند سيبويه، وزّع حروف العربية بين الصفتين، "فأما (المجهورة) فالهمزة، والألف والعين والغين والقاف والجيم والياء، وأما (المهموسة) فالهاء، فقد خلص ثم راح يقدم تعريفا للثنائيتين، فوضح أن المجهور حرف أشبع الاعتماد في موضعه، ومنع النفس أن يجري معه حتى ينقضي الاعتماد [عليه] ويجري الصوت . وأما المهموس فحرف أضعف الاعتماد في موضعه حتى جرى النفس معه 52، ويظهر من التعريفين غموض يصعب معه الإقرار بما إذا كان المجهور والمهموس عند القدامى هو ذاته المقصود من تعريف المحدثين للصفتين وهذا ما عكسته محاولات واجتهادات المحدثين في تفسير وشرح بعضهم من شرحه إلى أن القدامى وإن لم يذكروا الوترين الصوتيين، إلا أن تعريفهم للمجهور والمهموس ينبئ عن معرفتهم لظاهرتي الجهر والهمس، في حين أنكر هذا التوجه عند البعض الآخر نافين بذلك أن يكون مفهوم الجهر والهمس واحدا بين الدرسين القديم والحديث 55، والحق أن هذه مجرد افتراضات لا يمكن الحكم على صحتها علميا لأن الأمر يتعلق بالمنطوق، والمنطوق يتلاشى ويزول بمجرد حدوثه، فما بالك إذا كان هذا المنطوق حادث من آلاف السنين، ولكن مع هذا يبقى باب الدراسة والافتراض مفتوحا لأنا نستكشف هذا المنطوق من خلال الأوصاف التي وصلتنا في كتب النحويين، وتبقى إمكانية استجلاء دقة أكبر كلما توسع باب الوصف. وعليه وإن غمضت عبارات سيبويه في تعريفه وإن تكررت عند أغلب النحويين باللفظ ذاته، إلا أننا لا نعدم وجود بعض الإضافات والإشارات عند غيره من اللغويين من شأنها أن ترجح من السابق فرضية على الأخرى، وباستقصاء التعاريف الواردة في ثنايا المؤلفات التراثية لهذه الظاهرة الصوتية نجد بأن الإضافات تمحورت حول وصف المجهور بالارتفاع والقوة والمهموس بالضعف والخفاء، فقد زاد الأستراباذي 56 على تعريف سيبويه قوله أن الجهر هو رفع الصوت، ووصف المهموس بالإخفاء، جاعلا رفع الصوت نتيجة لإشباع الاعتماد، وهي ذاتها إضافة ابن يعيش بأن الهمس هو الصوت الخفي 57، والثابت علميا الآن أن الأصوات المجهورة التي يحدث عند نطقها ذبذبة للوترين الصوتيين تكون أكثر وضوحا في السمع من الأصوات التي لا تحدث معها الذبذبة، ولعل هذا الوضوح السمعي هو الذي أشار إليه القدامى بارتفاع الصوت في مقابل خفائه الذي خصوا به الأصوات المهموسة.


Original text

ارتبط البحث اللغوي عند العرب القدامى بظاهرة اللحن التي تفشت على الألسنة بعد الفتوحات الإسلامية، إذ كان لها الدور الأكبر في دخول اللغة العربية باب الوصف والتحليل فقد كانت الدافع الأساس الذي أثار اللغويين القدامى للاهتمام بلغتهم، وأجزم الرافعي على أن هذه الظاهرة تعود زمنيا إلى عصر صدر الإسلام، نافيا بذلك وجودها في العصر الجاهلي، وهذا ما يؤكده ما نقله السيوطي عن أبي الطيب اللغوي، من " أن اللحن ظهر في كلام الموالي والمتعربين من عهد النبي ، غير أن الظاهرة باتت تشكل خطرا يتهدد اللغة العربية، ويعكر صفاءها الذي ميزها في العصرين الجاهلي وصدر الإسلام مع اتساع رقعة الإسلام مع الفتوحات الإسلامية، يصف الزبيدي هذا الوضع قائلا : " ولم تزل العرب تنطق على سجيتها في صدر إسلامها وماضي جاهليتها، حتى أظهر الله الإسلام على سائر الأديان، فدخل الناس فيه أفواجا وأقبلوا إليه أرسالا، واجتمعت المتفرقة واللغات المختلفة، ففشي الفساد في اللغة العربية". إذ إن اختلاط العرب بغيرهم من الأمم ودخول الأجناس المختلفة إلى الدين الإسلامي أدى من جهة إلى احتكاك العربي بغير العربي والتأثر بلغته، ومن جهة أخرى أوجب على الأعجمي تعلم العربية لمعرفة الدين الجديد وأداء واجباته، فكثر بهذا اللحن وفسدت الألسنة حتى طال القرآن الكريم، وعليه كان من الواجب البحث عن حل تحفظ به سلامة اللغة. ولعل الصواب عند من ذهب إلى أن نشأة علم يحفظ العربية من الخطأ ويوقف سيل اللحن الذي بات يتهددها كان نتيجة مجموعة من الحوادث لا حادثة واحدة متفردة " فغير مقبول في النظر أن ينهض العلماء ويستفرغوا مجهوداً جباراً يؤرقون فيه عيونهم ولا يطبقون جفونهم الليالي الطويلة لتأسيس فن خطير خالد الأثر في اللغة العربية وأبناء العروبة من جراء حادثة فردية كان يكفي في درئها إصلاحها وكفى، واختلفت الروايات فيمن كان أول من فكر في حل لهذا اللحن الذي بدأ يخترق الألسنة ويفسد اللغة، كما اختلفت في قصة اللحن المسموع الذي أثار هذا الدافع، ومن الروايات المذكورة ما جاء في الفهرست من أن أبا عبيدة قال : " أخذ النحو عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، أبو الأسود، وكان لا يخرج شيئا مما أخذه عن على كرم الله وجهه، حتى بعث إليه زياد أن اعمل شيئا يكون للناس إماما ويعرف به کتاب الله فاستعفاه من ذلك حتى سمع أبو الأسود قارئا يقرأ إن الله بريء من المشركين ورسوله بالكسر. حينها أدرك خطورة اللحن وما آل إليه أمر المسلمين فقبل أمر زياد بأن عاد إليه وطلب منه كاتبا يقوم بما يطلبه منه فقال : " إذا رأيتني فتحت فمي بالحرف فأنقط نقطة فوقه على أعلاه، وإن ضممت فمي بالحرف فأنقط النقطة بين يدي الحرف وإن كسرت فاجعل النقطة من تحت الحرف". وإن صحت هذه الرواية فإن أول خطوة في الدراسات اللغوية، وأول ملاحظة فيها كانت صوتية بناها الدولي على الملاحظة المباشرة لآلية نطق هذا النوع من الأصوات، يبرز فيها وعيه وإدراكه بأهمية هذه العناصر الصوتية في 6 4توجيه معنى الكلام. ومع هذا الاهتمام المبكر بهذا الجانب، لم تأخذ الدراسة الصوتية في بدايات الدرس اللغوي عند العرب حيزا مستقلا، وإنما تأتي مبثوثة في ثنايا المؤلفات اللغوية، فنجدها في مقدمات المعاجم أو ثناياها، ونجدها مقدمة لباب الإدغام عند النحويين كما سنرى إلى أن يأتي ابن جني ويفرد لها مؤلفا مستقلا "سر صناعة الإعراب".


ذاته جاء بها سيبويه ، 8 وغيره من 2- بين الصوت والحرف : إن النظر في المادة الصوتية الموجودة في تراثنا اللغوي يكشف لنا عن استعمال القدامي لمفردة "الحرف"، فقد استعملها الخليل في تحديده لمخارج الأصوات"، وفي الموضع النحويين. إذ اتفق استعمالهم لهذه المفردة "الحرف" بمعنى الصوت اللغوي، مشكلة مفهوما من مفاهيم الدراسة 9 الصوتية عندهم. أما مفردة "الصوت"، فلم يرد ذكرها عند الخليل في تحديده لمخارج أصوات العربية، وإنما في ثنايا شرحه لبعض المفردات 10 ، كالهت والهمهمة والهمس، وفي الأصوات التي تصاغ منها الألحان، وكذا في شرحه لمعنى الجهر. وتحتل هذه المفردة حيزا من الاستعمال في وصف النظام الصوتي للعربية عند سيبويه ومن تبعه من النحويين، وذلك أثناء شرحهم لصفات الأصوات، و مع هذا لا نعثر لها على معنى واحد موحد بينهم، وإنما كانت لها معان متعددة، حيث جاءت مرادفة للحرف، فقد جاءت كذلك عند تحديدهم للغرض من الإدغام المتمثل في تقريب الصوت من الصوت كما حددوه قبلا بأنه تقريب الحرف من الحرف، و ذكر ابن جني أن الأصوات تختلف في السمع لاختلاف مقاطعها، وكذلك الحروف تختلف 12، واستعملوها للدلالة على الأصوات المهموسة التي تخرج من الفم، في مقابل أصوات الصدر المجهورة 1. كما حددوا بها الشديد على أنه الذي يمنع الصوت أن يجري فيه، والرخو هو الذي يجري فيه . وإن كان من اليسير تفسير الصوت في تعريفهم للشديد والرخو بأن معناه "الهواء"، لأن في الشدة حبسا للهواء في موضع من مواضع النطق، وفي الرخاوة ترك لمنفذ يمر من خلاله الهواء، فإنه من الصعب تفسير مقصودهم من الصوت في تحديد المجهور لمقابلتهم له بالنفس من جهة، ولغموض التعريف الذي قدم لثنائيتي الجهر والهمس من جهة أخرى. هذا عن استعمال المفردة عند القدامي. أما عند المحدثين فقد كان مفهوم المفردة واضح الدلالة دقيق المعنى، فقد كانت عندهم بمعنى الصوت اللغوي، والصوت اللغوي عبارة عن ذبذبات صوتية ناتجة عن عرقلة مجرى الهواء القادم من الرئتين، فعندما يُصدر الجهاز العصبي أوامره بنطق صوت معين، فإن هذا الصوت ينتقل على هيئة نبضات كهربية تنقلها أعصاب متخصصة إلى أعضاء النطق، وتتأهب هذه تبعاً لذلك لاتخاذ أوضاع معينة ، تحددها طبيعة الصوت المراد إنتاجه، وبهذا ينتج الصوت اللغوي وغير اللغوي، وعليه إذا أردنا أن نميز الصوت اللغوي في هذه العملية لا بد وأن نحدد أن هذا الصوت ينتمي لنظام لغة ما. وقد رأينا أن القدامى استعملوا مفردة "الحرف" بهذا المعنى، أما الحرف في الدراسات اللسانية العربية الحديثة فقد استعمل للدلالة على الرمز الكتابي .وعليه فالخلاف بين القدامى والمحدثين في هذه النقطة لا يعدو أن يكون خلافا في المصطلح، لا يؤثر في وصف الأصوات اللغوية، لأن كلا من مفردة : الحرف عند القدامى، ومفردة "الصوت" عند المحدثين قد استقر معناهما بين مستعمليها،
ومن هنا ننتقل لتحديد مخارج الأصوات عند الفريقين.


3- مخارج الأصوات:


1.3- تعريف المخرج المخرج في الدراسات الصوتية الحديثة هو الموضع الذي يتم فيه اعتراض مجرى الهواء في الجهاز النطقي، إما بالتقاء تام لعضوين من أعضاء النطق فيحدث انحباس تام للهواء، أو بتقارب عضوين من أعضاء النطق فيحدث بذلك تضييق المجرى الهواء. تحدث كلتا الحالتين أثرا صوتيا مسموعا ناتجا في الأولى عن انفجار يعقب فتحا مفاجئا للمجرى، وفي الثانية عن احتكاك الهواء بالعضوين المتقاربين. فالمخرج بهذا هو النقطة التي يحدث فيها الصوت اللغوي، وقد يكون المخرج نقطة تشكل أكثر من صوت يكون تمايزها بالصفة. وبهذا المفهوم استعملت لفظة "المخرج" في الدرس الصوتي القديم، إذ به وردت عند الخليل، وكانت مرادفة لـ"المبدأ "17، كما استعملها أيضا بمعنى "الحيز" والحيز عنده منطقة أوسع من المخرج، فهو مكان لحدوث أكثر من صوت 18. وتبين سياقات المفردة عند سيبويه يفضي بنا إلى المفهوم الحديث نفسه، ويغنينا ابن يعيش عن البحث عن مفهوم المفردة عنده، إذ يعرفها صراحة بكونها المقطع الذي ينتهي عنده الصوت 19 ، أي النقطة التي يحدث فيها إعاقة لمجرى الهواء. 3. 2- تحديد المخارج درج علماء اللغة المحدثون في تحديدهم وتحليلهم للموروث الصوتي العربي على جعل مقدمة معجم العين نقطة الانطلاق الأساسية، إذ يرجح أنه أول مؤلف في تناول هذا الجانب، ولا يخرج بحثنا عن هذا العرف إذ نتبين في الآتي مخارج الحروف عند الفراهيدي. عدد الخليل بن أحمد الفراهيدي حروف العربية بتسعة وعشرين حرفا، قسمها بحسب تمايزها في المخرج إلى فئتين، سمى الأولى بمجموعة الحروف الصحاح؛ وهي الحروف التي لها مخارج محددة، وسمى الثانية بالأحرف الجوفية؛ وتضم (الواو، والياء، والألف اللينة، والهمزة، ويبرر تسميته لها بالجوفية في كونها لا تملك مخرجا محددا، "إنما هي هاوية في الهواء، فلم يكن لها حيز تنسب إليه إلا الجوف 20، وقد كانت عناصر هذه المجموعة أربعة حروف تارة وأخرى ثلاثا بإخراج الهمزة منها، فقد جاء في المقدمة أنه كثيرا ما كان يقول: "الألف اللينة والواو والياء هوائية أي أنها في الهواء "21، ولعل وصف هذه المجموعة بالهوائية ونسبتها للجوف، كان نتيجة إحساس الخليل بخلو مجرى الهواء من الاعتراض، سواء كان جزئيا أو كليا عند إحداث هذه الحروف، وهي في مجملها عدا الهمزة صوائت طويلة عرفتها الدراسات الصوتية الحديثة بأنها هواء مجهور" فلا مخرج لها. يحملنا هذا التقسيم إلى ذكر تقسيم المحدثين للأصوات اللغوية، إذ ذهبوا هم أيضا إلى أن الأصوات تندرج في مجموعتين كبيرتين، وإن اختلفت معاييرهم في تحديد عناصر كل مجموعة 22، إلا أننا نجد من جملة هذه المعايير اعتمادهم آلية النطق فارقا تمييزيا بين القسمين، فما وجد الهواء المزفور عند النطق بها عائقا يحول دون حرية مروره سواء كان العائق كليا أو جزئيا فهي أصوات صامتة، وما لم يوجد هذا الهواء عائقا يحول دون حرية مروره فهي أصوات صائتة، والصوائت عند المحدثين نوعان: قصيرة وهي الفتحة والكسرة والضمة وطويلة وهي الفتحة الطويلة، والكسرة الطويلة، والضمة الطويلة. وقد اقتصر حديث الخليل على الطويلة منها دون إشارة إلى القصيرة.
أما مخارج الحروف الصحاح عنده فهي ثمانية على النحو الآتي:
الحروف الحلقية: العين والحاء والهاء والخاء والغين.الحروف اللهوية القاف والكاف.الحروف الشجرية الجيم والشين والضاد.
الحروف الأسلية: الصاد والسين والزاي. الحروف النطعية: الطاء والتاء والدال.الحروف اللثوية: الظاء والذال والثاء.- الحروف الذلقية الراء واللام والنون. الحروف الشفوية: الفاء والباء والميم. والملاحظ أن الخليل لم يفصل في كيفية حدوث كل حرف على حدة، وإنما كان يكفي أن تجتمع الحروف في منطقة حدوثها فينسبها إلى موضع واحد. وأقصى ما يصل فيه تفصيله أن يشير إلى أن هذه الحروف وإن كانت من حيز واحد، إلا أنها لا تكون من ذات النقطة، فكان يصفها بالقول بأن : بعضها أرفع من بعض 24، وبما أن وصفه امتاز بالعمومية، فإنا نختار وصف سيبويه للكشف عن مخارج أصوات العربية عند القدامى، ذلك أنه كان تفصيليا أكثر، وبلغ من دقته في زمانه أن اكتفى اللغويون بتكراره، حتى أننا نجد ابن جني صاحب أول مؤلف مستقل في الدراسة الصوتية يكتفي به .حدد سيبويه عدد مخارج حروف العربية بمصطلحهم- في ستة عشر مخرجاً 20: 1 - الحلق وقسمه إلى ثلاثة مخارج أقصى الحلق ومنه مخرج الهمزة والهاء والألف. أوسط الحلق، ومنه مخرج العين والحاء.
أدنى الحلق للفم، ومنه مخرج الغين والخاء.
ومعروف في الدراسات الصوتية الحديثة أن أول المخارج الحنجرة؛ إذ فيها تنتج كل من الهمزة والهاء، وعليه فمنطقة أقصى الحلق عند القدامى هي منطقة الحنجرة عند المحدثين باعتبار أن أصوات المنطقتين ذاتها بين القدامى والمحدثين، غير أن القدامى أخطأوا في إضافة الألف لهذا المخرج، وهو ليس من أصواتها إذ هو صائت طويل، وقد أثبتت الدراسات الصوتية الحديثة أن الصوائت عبارة عن هواء مجهور تتحدد طبيعتها بأمرين هما الوضعية التي يتخذها اللسان في الفم عند إصدار هذه الصوائت وحركة الشفتين، ورأى النعيمي في هذه ،الإضافة "إشارة واضحة إلى إحساسهم بأثر الوترين الصوتيين" في حين رفض بعض من المحدثين معرفة القدامى لهذا العضو منهم عصام نور الدين الذي قال: "ويبدو أن الخليل وكذلك تلميذه سيبويه - لم يكونا على معرفة بوظيفة الأوتار الصوتية .. في الجهر والهمس ... بل لم يعرفا حتى تركيب الحنجرة بدليل تسميتهما إياها أقصى الحلق، واعتبارها جزءا قصيا من الحلق .. "29، وما يؤخذ على هذا الحكم هو اعتماد التسمية برهانا للاستدلال على عدم معرفة القدامى بهذا العضو النطقي، فالتسمية في أساسها مجرد اتفاق قوم على تسمية مسمى باسم ما، ولا ضير إن كان اتفاقهم على تسمية تلك المنطقة بأقصى الحلق. ولعل ما يرجح كفة إحساس القدامى بأثر الوترين الصوتيين وإن لم يتمكنوا من تحديدهما لغياب الآلات المساعدة على ذلك في زمانهم، أن الاضطراب والخطأ كان عند الخليل في الهمزة التي تعتبر حنجرية، إذ أدخلها مع الصوائت الطويلة التي تمتاز بجهرها، وهو ما ينطبق أيضا على اعتبار الألف من مخرج الهمزة والهاء الحنجريتان. 4- صفات الأصوات:
بعد هذا التفصيل في مخارج الأصوات انتقل القدامى في خطوة موالية لذكر صفاتها، وهذا ينم عن وعي صوتي كبير، فبالصفة تتمايز الأصوات المشتركة المخرج، ثم إن طريقة النطق وطريقة مرور الهواء في الجهاز الصوتي عند إنتاج الأصوات هي من تحدد هذه الصفات، وكان منهجهم في بسط هذه الصفات وضعها في ثنائيات ضدية من جهة، ومن جهة أخرى ميزوا بين تلك الخاصة بمجموعة من الأصوات، وتلك المميزة لصوت واحد وسنتبين الآن التحديدات والتعريفات لبعض من هذه الصفات التي خصوا بها الأصوات مركزين على ما جاء في كتاب سيبويه. 1.4- الجهر والهمس هي أولى الصفات المذكورة عند سيبويه، وزّع حروف العربية بين الصفتين، "فأما (المجهورة) فالهمزة، والألف والعين والغين والقاف والجيم والياء، والضاد واللام والنون والراء، والطاء والدال والزاي، والظاء، والذال
والباء والميم والواو فذلك تسعة عشر حرفا.
وأما (المهموسة) فالهاء، والحاء والخاء، والكاف والشين والسين، والتاء، والصاد والثاء، والفاء، فذلك عشرة أحرف.
54 هذا 53 التعريف دد ، فقد خلص ثم راح يقدم تعريفا للثنائيتين، فوضح أن المجهور حرف أشبع الاعتماد في موضعه، ومنع النفس أن يجري معه حتى ينقضي الاعتماد [عليه] ويجري الصوت ...... وأما المهموس فحرف أضعف الاعتماد في موضعه حتى جرى النفس معه 52، ويظهر من التعريفين غموض يصعب معه الإقرار بما إذا كان المجهور والمهموس عند القدامى هو ذاته المقصود من تعريف المحدثين للصفتين وهذا ما عكسته محاولات واجتهادات المحدثين في تفسير وشرح بعضهم من شرحه إلى أن القدامى وإن لم يذكروا الوترين الصوتيين، إلا أن تعريفهم للمجهور والمهموس ينبئ عن معرفتهم لظاهرتي الجهر والهمس، في حين أنكر هذا التوجه عند البعض الآخر نافين بذلك أن يكون مفهوم الجهر والهمس واحدا بين الدرسين القديم والحديث 55، والحق أن هذه مجرد افتراضات لا يمكن الحكم على صحتها علميا لأن الأمر يتعلق بالمنطوق، والمنطوق يتلاشى ويزول بمجرد حدوثه، فما بالك إذا كان هذا المنطوق حادث من آلاف السنين، ولكن مع هذا يبقى باب الدراسة والافتراض مفتوحا لأنا نستكشف هذا المنطوق من خلال الأوصاف التي وصلتنا في كتب النحويين، وتبقى إمكانية استجلاء دقة أكبر كلما توسع باب الوصف. وعليه وإن غمضت عبارات سيبويه في تعريفه وإن تكررت عند أغلب النحويين باللفظ ذاته، إلا أننا لا نعدم وجود بعض الإضافات والإشارات عند غيره من اللغويين من شأنها أن ترجح من السابق فرضية على الأخرى، وباستقصاء التعاريف الواردة في ثنايا المؤلفات التراثية لهذه الظاهرة الصوتية نجد بأن الإضافات تمحورت حول وصف المجهور بالارتفاع والقوة والمهموس بالضعف والخفاء، فقد زاد الأستراباذي 56 على تعريف سيبويه قوله أن الجهر هو رفع الصوت، ووصف المهموس بالإخفاء، جاعلا رفع الصوت نتيجة لإشباع الاعتماد، والهمس نتيجة لضعفه، وهي ذاتها إضافة ابن يعيش بأن الهمس هو الصوت الخفي 57، والثابت علميا الآن أن الأصوات المجهورة التي يحدث عند نطقها ذبذبة للوترين الصوتيين تكون أكثر وضوحا في السمع من الأصوات التي لا تحدث معها الذبذبة، ولعل هذا الوضوح السمعي هو الذي أشار إليه القدامى بارتفاع الصوت في مقابل خفائه الذي خصوا به الأصوات المهموسة.


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

القوة كمصدر للت...

القوة كمصدر للتغيير: - يعرف الإنسان أن التغيرات تحدث منذ اللحظة التي يفكر فيها في العالم من حوله. ا...

مقدمة: لقد أثب...

مقدمة: لقد أثبت تحليل القوى المختلفة المؤثرة على كفاءة المنظمة حقيقة هامة ، وهي أن أهم تلك القوى وأ...

أتوقع أن حياة ا...

أتوقع أن حياة الشيخ كصياد مثل البحر، متقلب الأحوال, مرة يكون هادئا ومرة عاصفا هائجا، فلا بد أن يكون ...

المقدمة في عال...

المقدمة في عالم يتجه بخطى سريعة نحو الاستدامة والطاقة النظيفة، تحتل الطاقة الشمسية مكانة بارزة كواح...

O Chapter (2) M...

O Chapter (2) Marketing, market, Production Marketing • Marketing is the activity, and processes fo...

1. It gives mem...

1. It gives members an organizational identity sense of togetherness that helps promotes a feeling o...

ويتصل بالأمر ال...

ويتصل بالأمر السابق ضرورة البعد عن الوقوع في حالة اليأس أو التشاؤم أو الإحباط أو أن يركن المسلم إلى ...

قال ابن القيم: ...

قال ابن القيم: قد وردت السنة على استبراء الحامل بوضع الحمل، وعلى استبراء الحائض بحيضة، فكيف سكت عن ا...

المخالفة السلطو...

المخالفة السلطوية العامة: وتعني خرق القانون أو مخالفة القانون من قبل شخص يعمل في وظيفة حكومية او في ...

تتباين اراء الب...

تتباين اراء الباحثين في التعبير عن مفهوم الاداء المنظمي بين الاهتمام الضيق بتحقيق اهداف محددة لجانب ...

في البداية قبل ...

في البداية قبل الحديث عن التغيرات المناخيه يجب أن نلقي نظرة سريعة علي غازات الاحتباس الحراري الستة ا...

في تعريف اللعن ...

في تعريف اللعن وما يتعلق به من ألفاظ لغة وشرعاً اللعن كلمة ورد ذكرها في الشرع واللغة لمعان، فقد تح...