Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (84%)

إذا بحثنا في المعاجم اللغوية العربية لتحديد معنى التربية فإننا نجد أنها ترجع في أصلها اللغوى العربي إلى الفعل ) ربا - يربو ( أى نما وزاد . وفي التنزيل الحكيم وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء إهتزت وريت " أى نمت وزادت لما يتداخلها من الماء والنبات . وتقول ربي في بيت فلان أى نشأ فيه . ورباه بمعنى نشأه ونمي قواه الجسدية والعقلية والخلقية . وفي التنزيل الحكيم أيضا : " قال ألم تربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين " . " وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا " . وورد في " الصحاح " في اللغة والعلوم أن التربية هي " تنمية الوظائف الجسمية والعقلية والخلقية كى تبلغ كمالها عن طريق التدريب والتثقيف . . وهكذا يتضمن المعنى الللغوى للتربية عملية النمو والزيادة . ومن الطبيعي أن يكون هذا النمو وتلك الزيادة من جنس الشيء وطبيعته . وبالنسبة للإنسان يكون هذا النمو في جسمه وعقله وخلقه وكل مقومات شخصيته . وهذا المعنى اللغوى للتربية على أنها عملية نمو هو لب معنى التربية بمعناها
الإصطلاحي في أذهان المربين . والواقع أن هناك عدة معان للتربية تتفرع كلها من عملية النمو . فهي بالمعنى الواسع تتضمن كل عملية تساعد على تشكيل عقل الفرد وخلقه وجسمه باستثناء ما قد يتدخل في هذا التشكيل من عمليات تكوينية أو وراثية . وهى بهذا المعنى تعنى التنشئة الاجتماعية المتكاملة للفرد . والتربية بمعناها الضيق تعنى غرس المعلومات والمهارات المعرفية من خلال مؤسسات معينة أنشئت لهذا الفرض كالمدارس مثلا . وهي بهذا المعنى تصبح مرادفة للتعليم . ولاشك في أن التعليم هو جانب جزئى من جوانب التربية يقتصر على تنمية الجانب العقلي والمعرفى . وهذا المعنى للتربية هو من جانب المتعلم سواء كان تعلمه من خلال اكتشافاته وخبراته الخاصة أو من خلال تعلمه على أيدى أناس آخرين . ويشار إلى علم التربية أحيانا بالبيداجوجيا Pedagogy - وهي كلمة ترجع في
أصلها إلى الإغريق وتعنى توجيه الأولاد وتتكون من مقطعين Paul وتعنى ولد و aporgus وتعنى توجيه . والبيداجوج عند الإغريق تعنى المربى أو المشرف على تربية الأولاد . وتشير بيترسون في كتابها عن التدريس الناجح ( ۱۹۹۲ ) إلى أن مالكولم ص ۲۷ ) قد طور ( Self - Directed Learning في كتابه Malcolm Knowles نویز مصطلحا جديدا هو Andragogy كمصطلح مناسب للتدريس للكبار وأنه يمكن أن يطلق على التعليم النشط . ويقدم معجم العلوم السلوكية عدة تعريفات للتربية من أهمها : (WOL. MAN. p.113)
1- أن التربية تعنى التغييرات المتتابعة التي تحددت للفرد والتي تؤثر في معرفته
واتجاهاته وسلوكه كنتيجة للدراسة والتعليم المدرسي . أن التربية تعنى نمو الفرد الناتج عن الخبرة أكثر من كونه ناتجا عن النضج . ويقدم " جود " " round) " في معجمه التربوى أربعة معان للتربية :
أخرى من السلوك ذات القيمة الإيجابية في المجتمع الذي يحيا فيه . هي العملية الإجتماعية التي يخضع الأفراد من خلالها لتأثيرات بيئة أو وسط
منتقى ومضبوط ( كالمدرسة مثلا ) وذلك حتى يمكن لهم أن يحققوا كفاءتهم
الإجتماعية وأقصى نموهم الفردى . هي الفن الذي بواسطته يتوفر لكل جيل من الأجيال معرفة الماضي في صورة
منظمة . هي مصطلح عام يقصد به عادة المقررات المهنية التي تقدم في معاهد التعليم العالية لإعداد المعلمين - مثل : علم النفس التربوي - فلسفة التربية - تاريخ التربية - المناهج وطرق التدريس والإدارة والإشراف . الخ ( 202 . Good. p )
ماذا يقول فلاسفة التربية ومفكروها ؟
إذا رجعنا إلى ما يقوله فلاسفة التربية لتحديد مفهوم التربية نجد هناك هدة تعريفات : فقديما عرف أفلاطون التربية بأنها تدريب الفطرة الأولى للطفل على الفضيلة من خلال اكتسابه العادات المناسبة . أما المعنى الواسع فيعنى أن التربية تعادل الخبرة أي خبرة الكائن الحي في تفاعله مع بيئته الطبيعية . أما في معناها الضيق فيقصد بها التعليم المدرسي الفرد على تأدية واجباته العامة والخاصة في السلم والحرب بصورة مناسبة وماهرة . ویری - توماس الإكويني " أن الهدف من التربية تحقيق السعادة من خلال غرس الفضائل العقلية والخلقية ويرى " هيجل " أن الهدف من التربية العمل على تشجيع روح الجماعة وتخليص الفرد من روح الأنانية . ويعرف - دوركايم - التربية بأنها الإجراء الذي تمارسه الأجيال الأكبر سنا على الأجيال التي لم تستعد بعد للحياة الاجتماعية . وهدف التربية إيقاظ وتنمية تلك الجوانب الجسمية والعقلية والخلقية للطفل التي يتطلبها منه كل من المجتمع والبيئة التي أعد من أجلها . ويعرف " ميلتون " التربية الصحيحة بأنها التربية التي تساعد
ويعرف " هرمان هورن وهو أحد الفلاسفة المثاليين التربية بأنها العملية
الخارجية للتوافق السامي مع الله من جانب الإنسان الحر الواعي الناضج جسميا
وعقليا ، كما يعبر عن هذا التوافق في بنية الإنسان العقلية والانفعالية والإرادية . ويقول " بتسالوتزي " في معنى التربية - إن التربية الحقة المثمرة تتمثل أمامي كشجرة
غرسها على مقربة من مياه جارية . بذرتها الصغيرة تنمو منها الشجرة وتستمد منها
صفاتها المدفونة في العمى . والشجرة كلها سلسلة متصلة الحلقات مكونة من أجزاء
عضوية . والإنسان يشبه هذه الشجرة . ففى الطفل تكمن تلك الملكات والقوى الإنسانية
التي تنمو فيما بعد . كما أن الفرد وأعضاء المختلفة لا تلبث أن تتشكل وتصير وحدة
كاملة " . وإذا نحن أسقطنا العامل الاجتماعي من حساب الطفل بقينا أمام شيء مجرد - وإذا أسقطنا العامل الفردي من المجتمع لم يبق إلا جمهور بغير حركة أو حياة . من أجل ذلك كان لابد للتربية أن تبدأ بالنظر في قوى الطفل واهتماماته وعاداته . وكان لابد أن تضبط بالرجوع إلى هذه الإعتبارات ولابد أن تفسر على الدوام هذه القوى والإهتمامات والعادات بمعرفة ما تدل عليه . ولابد من ترجمتها إلى نظائرها الاجتماعية أى إلى اللغة التي بها تستطيع القيام
بخدمة اجتماعية . وفي عبارة أخرى نجد أن " جون ديوى " وهو أحد فلاسفة التربية البراجماتيين يعلن أن : " التربية قد تعرف بأنها عملية مستمرة لإعادة بناء الخبرة بهدف توسيع
وتعميق مضمونها الاجتماعي " . وهكذا يرى " ديوى " أن التربية نمو إلى ما هو أحسن بالنسبة للفرد والجماعة . وفي رأيه أنه ليست هناك أهداف ثابتة للتربية . ويتفق جون ديوى مع فروبل على أن للتربية وجهين أو جانبين . أحدهما
سيكولوجي والآخر إجتماعي . ومن ثم فإن التربية تعنى بتربية " فرد في مجتمع " . وكذلك طبيعة مجتمع تمثل قاعدة
أخرى لها . والتربية تحدث من خلال اشتراك الفرد في المجتمع . مع " فرويل " على أن التربية يجب أن تستهدف الإصلاح الاجتماعي من خلال تنمية
إمكانيات الفرد . وتبعا للتفكير المسيحي " فإن التربية تعنى بصفة أساسية إعداد
الإنسان لما ينبغي أن يكون عليه ولما ينبغى أن يفعله هنا على الأرض بقصد بلوغ الغاية
العليا في الآخرة " . والتربية في الإسلام تعنى بلوغ الكمال بالتدريج . ويقصد بالكمال هنا كمال
الجسم والعقل والخلق والدين ، لأن الإنسان موضوع التربية . والإنسان خليفة الله على
الأرض وكرمه على كثير من خلقه وجعل الملائكة تسجد له . ولذلك يجب أن تأتي تربية


Original text

إذا بحثنا في المعاجم اللغوية العربية لتحديد معنى التربية فإننا نجد أنها ترجع في أصلها اللغوى العربي إلى الفعل ) ربا - يربو ( أى نما وزاد . وفي التنزيل الحكيم وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء إهتزت وريت " أى نمت وزادت لما يتداخلها من الماء والنبات . وتقول ربي في بيت فلان أى نشأ فيه . ورباه بمعنى نشأه ونمي قواه الجسدية والعقلية والخلقية .. وفي التنزيل الحكيم أيضا : " قال ألم تربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين " . " وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا " . وورد في " الصحاح " في اللغة والعلوم أن التربية هي " تنمية الوظائف الجسمية والعقلية والخلقية كى تبلغ كمالها عن طريق التدريب والتثقيف . . وهكذا يتضمن المعنى الللغوى للتربية عملية النمو والزيادة . ومن الطبيعي أن يكون هذا النمو وتلك الزيادة من جنس الشيء وطبيعته . وبالنسبة للإنسان يكون هذا النمو في جسمه وعقله وخلقه وكل مقومات شخصيته . وهذا المعنى اللغوى للتربية على أنها عملية نمو هو لب معنى التربية بمعناها


الإصطلاحي في أذهان المربين .


والواقع أن هناك عدة معان للتربية تتفرع كلها من عملية النمو . فهي بالمعنى الواسع تتضمن كل عملية تساعد على تشكيل عقل الفرد وخلقه وجسمه باستثناء ما قد يتدخل في هذا التشكيل من عمليات تكوينية أو وراثية . وهى بهذا المعنى تعنى التنشئة الاجتماعية المتكاملة للفرد .


والتربية بمعناها الضيق تعنى غرس المعلومات والمهارات المعرفية من خلال مؤسسات معينة أنشئت لهذا الفرض كالمدارس مثلا . وهي بهذا المعنى تصبح مرادفة للتعليم . ولاشك في أن التعليم هو جانب جزئى من جوانب التربية يقتصر على تنمية الجانب العقلي والمعرفى . وهذا المعنى للتربية هو من جانب المتعلم سواء كان تعلمه من خلال اكتشافاته وخبراته الخاصة أو من خلال تعلمه على أيدى أناس آخرين .


ويشار إلى علم التربية أحيانا بالبيداجوجيا Pedagogy - وهي كلمة ترجع في


أصلها إلى الإغريق وتعنى توجيه الأولاد وتتكون من مقطعين Paul وتعنى ولد و aporgus وتعنى توجيه . والبيداجوج عند الإغريق تعنى المربى أو المشرف على تربية الأولاد . وتشير بيترسون في كتابها عن التدريس الناجح ( ۱۹۹۲ ) إلى أن مالكولم ص ۲۷ ) قد طور ( Self - Directed Learning في كتابه Malcolm Knowles نویز مصطلحا جديدا هو Andragogy كمصطلح مناسب للتدريس للكبار وأنه يمكن أن يطلق على التعليم النشط . ذلك أن الطريقة البيداجوجية في نظر بيترسون مناسبة للصغار لأنها تؤكد على اعتماد المتعلم على المعلم فى التدريس وعلى قيادته وسلطته ونفوذه لكن مناسبة هذه الطريقة لتعليم الكبار في محل تساؤل لأن للكبار خبراتهم وتجاربهم في الحياة .


ويقدم معجم العلوم السلوكية عدة تعريفات للتربية من أهمها : (WOL.MAN.p.113)


1- أن التربية تعنى التغييرات المتتابعة التي تحددت للفرد والتي تؤثر في معرفته


واتجاهاته وسلوكه كنتيجة للدراسة والتعليم المدرسي .


أن التربية تعنى نمو الفرد الناتج عن الخبرة أكثر من كونه ناتجا عن النضج .


ويقدم " جود " " round) " في معجمه التربوى أربعة معان للتربية :


هي مجموعة العمليات التي من خلالها يقوم الفرد بتنمية قدراته واتجاهاته وصور


أخرى من السلوك ذات القيمة الإيجابية في المجتمع الذي يحيا فيه .


هي العملية الإجتماعية التي يخضع الأفراد من خلالها لتأثيرات بيئة أو وسط


منتقى ومضبوط ( كالمدرسة مثلا ) وذلك حتى يمكن لهم أن يحققوا كفاءتهم


الإجتماعية وأقصى نموهم الفردى .


هي الفن الذي بواسطته يتوفر لكل جيل من الأجيال معرفة الماضي في صورة


منظمة .


هي مصطلح عام يقصد به عادة المقررات المهنية التي تقدم في معاهد التعليم العالية لإعداد المعلمين - مثل : علم النفس التربوي - فلسفة التربية - تاريخ التربية - المناهج وطرق التدريس والإدارة والإشراف .. الخ ( 202 .Good. p )


ماذا يقول فلاسفة التربية ومفكروها ؟


إذا رجعنا إلى ما يقوله فلاسفة التربية لتحديد مفهوم التربية نجد هناك هدة تعريفات : فقديما عرف أفلاطون التربية بأنها تدريب الفطرة الأولى للطفل على الفضيلة من خلال اكتسابه العادات المناسبة . ويقول لودج : " هناك معنيان للتربية أحدهما واسع والثاني ضيق . أما المعنى الواسع فيعنى أن التربية تعادل الخبرة أي خبرة الكائن الحي في تفاعله مع بيئته الطبيعية . أما في معناها الضيق فيقصد بها التعليم المدرسي الفرد على تأدية واجباته العامة والخاصة في السلم والحرب بصورة مناسبة وماهرة . ویری - توماس الإكويني " أن الهدف من التربية تحقيق السعادة من خلال غرس الفضائل العقلية والخلقية ويرى " هيجل " أن الهدف من التربية العمل على تشجيع روح الجماعة وتخليص الفرد من روح الأنانية . ويعرف - دوركايم - التربية بأنها الإجراء الذي تمارسه الأجيال الأكبر سنا على الأجيال التي لم تستعد بعد للحياة الاجتماعية . وهدف التربية إيقاظ وتنمية تلك الجوانب الجسمية والعقلية والخلقية للطفل التي يتطلبها منه كل من المجتمع والبيئة التي أعد من أجلها . ويعرف " ميلتون " التربية الصحيحة بأنها التربية التي تساعد


ويعرف " هرمان هورن وهو أحد الفلاسفة المثاليين التربية بأنها العملية


الخارجية للتوافق السامي مع الله من جانب الإنسان الحر الواعي الناضج جسميا


وعقليا ، كما يعبر عن هذا التوافق في بنية الإنسان العقلية والانفعالية والإرادية .


ويقول " بتسالوتزي " في معنى التربية - إن التربية الحقة المثمرة تتمثل أمامي كشجرة


غرسها على مقربة من مياه جارية . بذرتها الصغيرة تنمو منها الشجرة وتستمد منها


صفاتها المدفونة في العمى . والشجرة كلها سلسلة متصلة الحلقات مكونة من أجزاء


عضوية . والإنسان يشبه هذه الشجرة . ففى الطفل تكمن تلك الملكات والقوى الإنسانية


التي تنمو فيما بعد . كما أن الفرد وأعضاء المختلفة لا تلبث أن تتشكل وتصير وحدة


كاملة " . ويقول ديوي في التربية - إنى أعتقد أن الطفل الذي نريد تربيته فرد إجتماعي وأن المجتمع وحدة عضوية مؤلفة من أفراد . وإذا نحن أسقطنا العامل الاجتماعي من حساب الطفل بقينا أمام شيء مجرد - وإذا أسقطنا العامل الفردي من المجتمع لم يبق إلا جمهور بغير حركة أو حياة . من أجل ذلك كان لابد للتربية أن تبدأ بالنظر في قوى الطفل واهتماماته وعاداته . وكان لابد أن تضبط بالرجوع إلى هذه الإعتبارات ولابد أن تفسر على الدوام هذه القوى والإهتمامات والعادات بمعرفة ما تدل عليه . ولابد من ترجمتها إلى نظائرها الاجتماعية أى إلى اللغة التي بها تستطيع القيام


بخدمة اجتماعية .


وفي عبارة أخرى نجد أن " جون ديوى " وهو أحد فلاسفة التربية البراجماتيين يعلن أن : " التربية قد تعرف بأنها عملية مستمرة لإعادة بناء الخبرة بهدف توسيع


وتعميق مضمونها الاجتماعي " .


وهكذا يرى " ديوى " أن التربية نمو إلى ما هو أحسن بالنسبة للفرد والجماعة . وفي رأيه أنه ليست هناك أهداف ثابتة للتربية .


ويتفق جون ديوى مع فروبل على أن للتربية وجهين أو جانبين .


أحدهما


سيكولوجي والآخر إجتماعي . ومن ثم فإن التربية تعنى بتربية " فرد في مجتمع " .


فالاعتبارات السيكلوجية تمثل قاعدة العملية التربية . وكذلك طبيعة مجتمع تمثل قاعدة


أخرى لها . والتربية تحدث من خلال اشتراك الفرد في المجتمع . ويتفق " بستالوتزي .


مع " فرويل " على أن التربية يجب أن تستهدف الإصلاح الاجتماعي من خلال تنمية


إمكانيات الفرد . وتبعا للتفكير المسيحي " فإن التربية تعنى بصفة أساسية إعداد


الإنسان لما ينبغي أن يكون عليه ولما ينبغى أن يفعله هنا على الأرض بقصد بلوغ الغاية


العليا في الآخرة " .


والتربية في الإسلام تعنى بلوغ الكمال بالتدريج . ويقصد بالكمال هنا كمال


الجسم والعقل والخلق والدين ، لأن الإنسان موضوع التربية . والإنسان خليفة الله على


الأرض وكرمه على كثير من خلقه وجعل الملائكة تسجد له . ولذلك يجب أن تأتي تربية


۲۱


الإنسان متمشية مع مطالب هذه الخلافة بجوانبها المختلفة . وسنفصل ذلك عند الكلام عن خصائص المفهوم الشامل للتربية الإسلامية .


مفهوم التربية والمفاهيم الأخرى :


يختلط مفهوم التربية بغيره من المفاهيم الأخرى المتصلة كما سبق أن رأينا في عرضنا السابق لمفهوم التربية . ومن المفاهيم التي تختلط بالتربية مفهوم " التعليم " . وكثير من وزارات التربية في البلاد اللعربية تحمل الإسمين معا " التربية والتعليم " . ريقصد بالتربية هنا ما يدور في المدارس والمؤسسات التعليمية أى التربية المدرسية أو الرسمية .


ويختلط مفهوم التربية أيضا بالتعليم . والتعلم بصرف النظر عن تعدد نظرياته هو تغير في الأداد يحدث تحت شروط الممارسة . وهو بهذا المعنى يشمل الإنسان والحيوان . فكما أن الإنسان يتعلم فإن الحيوان أيضا يتعلم . ويختلف التعلم عن مفهوم التربية المدرسية فى أن التعلم لا يقتصر على المدارس أو مؤسسات التعليم . فالإنسان يتعلم في داخل المدرسة وخارجها . كما أنه يتعلم طول حياته . وبهذا يختلف التعلم عن التربية المدرسية وإن كان إحدى وسائلها . كما أن التعلم يختلف عن التربية بصفة عامة سواء كانت مدرسية أو غير مدرسية في أنه يمكن أن يتم في ظل أي ظروف مقصودة أو غير مقصودة . أما التربية فإنها عملية مقصودة موجهة . وقد يختلط مفهوم التربية بالتدريب. والخط المميز بينها يتمثل في عملية التفكير النقدي . فالتربية على عكس التدريب تتضمن تفكيرا نقديا . في حين أن التدريب هو عادة عملية محكومة يقصد بها إكتساب أو تحسين مهارات سلوكية أو أدائية معينة . وهذا ينسحب على الإنسان والحيوان . فالحيوان يمكن تدريبه كما هو معروف . وقد شاع في الماضي إستخدام كلمة التدريب وما زالت تستخدم فى مجالات التدريب المهني أو التدريب أثناء الخدمة وإن كان استخدام المصطلح الأخير في طريقه إلى الإندثار بالنسبة لميدان التربية والتعليم . فيكثر الآن على سبيل المثال استخدام " تربية المعلمين أثناء الخدمة " بدلا من


تدريب المعلمين أثناء الخدمة .


ويمكننا توضيح العلاقة بين هذه المفاهيم بالقول بأنها ترتبط فيما بينها بدوائر تتسع وتضيق . وأوسع هذه الدوائر وأشعلها دائرة الحياة بما فيها من خبرات هائلة يأتي بعدها دائرة التعلم وتليها فى الإتساع يليها دائرة التربية ثم دائرة التدريب وهي أضيق الدوائر . أما التعليم المدرسي فإنه يشتمل على قطاع من كل هذه الدوائر .


ويصور أحد رجال التربية العلاقة بين هذه المفاهيم المتداخلة بالشكل التالي :


إحتلاف النظرة إلى مفهوم التربية :


لقد اختلفت النظرة إلى التربية كما رأينا من التعاريف السابقة ، ويبدو أن هذا الإختلاف قائم منذ فجر التاريخ . ففى عبارة مشهورة لأرسطو يقول فيها " تختلف


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

يجادل بأن القاد...

يجادل بأن القادة بحاجة إلى ضبط نغمة تطوير ثقافة تنظيمية حول التعلم. يجب أن تتبنى الثقافة التنظيمية ...

قرونة وأخوعها ج...

قرونة وأخوعها جدود خالدون وصطرنا صحائفا من ضياء فما نسي الزمان وما نسينا وما فتع الزمان يدور حتى مضى...

Strong knowledg...

Strong knowledge of banking products, services, and regulations Excellent communication and interper...

تتلخص وقائع هذه...

تتلخص وقائع هذه الدعوى بأنه تقـدم وكيل بصحيفة دعوى ضد المدعى عليهم، ذكر فيها (أتقدم بصفتي؛ المصفي ال...

3 Consecutive w...

3 Consecutive without notes (Ballester&Jimenez 1992:238) In this chapter your will learn ho...

If you had a ma...

If you had a manager who ran meetings effectively, how might the meeting that began this meeting age...

Une branche de ...

Une branche de la géologie appliquée Consiste à appliquer les principes et les techniques de la géol...

This text discu...

This text discusses the importance of note-taking in consecutive interpreting. It argues against the...

كان الخلاف بينَ...

كان الخلاف بينَ السَّعَدِيِّينَ والعُثمانيين كبيراً، فمحمد الشيخ رفض الاعتراف بالسلطة الدينية للعثما...

تعتبر المؤسسات ...

تعتبر المؤسسات المتوسطة والصغيرة من أهم مقومات االقتصاد الوطني لكل دولة، وعلـى الـرغم مـن صـغر حجمهـ...

لقد أقبل سكان ا...

لقد أقبل سكان البلاد المفتوحة على تعلم اللغة العربية ودراسة آدابها – كما أشرنا قبلاً – وأخذوا يصوغون...

‏Road Accident ...

‏Road Accident Essay ‏There are road accidents in the city daily. One day I became a victim of a ro...