Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (64%)

الاستعمار البريطاني للصين ما أن انتصف القرن ۱۹ حتى كانت بريطانيا قد احتلت مكان الصدارة على المسرح الدولي بفضل الانقلاب الصناعي والتوسع الخارجي. وتقهقرت الدول الاستعمارية التقليدية الأخرى عن اللحاق بها، إذ قنع البرتغاليون بممتلكاتهم الصغيرة المتناثرة في أنحاء آسيا افريقيا. ٦١ و انزوت اسبانيا في أرخبيل الفلبين وتوقفت على المشاركة في التطورات الآسيوية وقنعت هولندا بالجزر الأندونيسية بعد أن طردتها بريطانيا من سيلان وكادت أن تفقد مستعمراتها في حروب نابليون وخرجت فرنسا متهالكة من ثوارتها الكبرى ومغامراتها النابليونية. م. أ قد استكملت توسعها نحو الغرب وأقفلت أبوابها على نفسها قانعة بأراضيها البكر ونفوذها في أمريكا اللاتنية بحكم " مبدأ مونرو". وكانت امبراطورية النمسا والمجر مستغرقة في منازعاتها الأوربية والمحافظة على كيانها المترنح أمام ضربات الحركات القومية. أما ألمانيا وإيطاليا فلم تكونا قد استكملتا مقومات وحدتهما بعد وانحصر همهما في مشاكلهما القومية. أما بريطانيا فكانت الدولة الوحيدة في العالم التي أتاح لها استقرارها السياسي وتورتها الصناعية مركزا متينا جعلها توجه نشاطها إلى التوسع في الخارج بعد انتصارها على عدوها اللدود نابليون وتأكيدها المطلق لسيادتها على البحار وأتاح لها فتح الهند فرصة فريدة لدعم قوتها ونفوذها فأخذت تؤمن طرقها البحرية إلى الهند وتثبت أقدامها في منطقة جنوب شرقي آسيا باحتلال سنغافورة وبورما وسيلان بهذه الأطماع برزت بريطانيا تنظر إلى الصين في توسعها شمالا بعد أن دانت لها الهند وكل أرجاء المنطقة تقريبا وهكذا واصلت بريطانيا ضغوطاتها العسكرية والاقتصادية والدبلوماسية على الصين باسم الانفتاح على التجارة مما جعل كل وقائع التاريخ الصيني بعد حروب الأفيون عبارة عن محاولات القوى الأجنبية اقتطاع أوصال الإمبراطورية الصينية واقتسام مناطق النفود فيها. وما واجهته هذه المحاولات من مقاومة شعبية تجلت في عدد الانتفاضات الفلاحية التي شهدتها أغلب أرجاء الإمبراطورية وانتهى مسار تطور الأوضاع في الصين بإرغامها على قبول نظام شبه استعماري من خلال معاهدات غير متكافئة عقدتها الحكومة الصينية مع مختلف القوى الاستعمارية المتنافسة
الغزو الاستعماري الهولندي حركة الكشوف الهولندية لقد أدى قيام حركات الإصلاح الديني في أوروبا إلى انقسام الأوروبيين إلى كاثوليك وبروتستانت، الأمر الذي نتج عنه اشتعال الحروب الدينية الهوجاء التي هزت أوروبا، ولعل أشد وأقسى تلك الحروب هي حرب الثلاثين عاما استمرت من ١٦١٨ - ١٦٤٨م)، تلك الحرب التي اكتوت بنيرانها جميع أرجاء أوروبا، وانتهت أخيرا إلى حرية العقيدة والتسامح الديني، وذلك على إثر توقيع اتفاقية "وستفاليا" بين الأطراف المتحاربة. ورغم أن الحرب كانت مصبوغة بصبغة حرب دينية في بداية أمرها، إلا أنها سرعان ما اتسعت لتحقيق أهداف سياسية واقتصادية للدول الأوروبية المختلفة، وكانت بالطبع هولندا من بين هذه الدول. والتي كفلت لها عند نهايتها وتوقيع اتفاقية "وستفاليا"، كفلت لها الاستقلال، إذ أن هولندا كانت خاضعة لإسبانيا قبل الحرب، يمكن رد أسباب اقتحام هولندا ميدان الكشوف الجغرافية والاستعمار، إلى ثلاثة عوامل مترابطة، وهي: 1- الموقع الجغرافي الهولندا، حيث تقع هولندا على نهر الراين الذي يخترق أوروبا، مما يتيح لها أن تلعب دور اقتصادي أكثر فعالية في أوروبا، في مختلف الأماكن، وبطرق سهلة وغير مكلفة. وذلك على الرغم من أن البرتغال هي المكتشفة لطريق التجارة الجديد، إلا أن موقعها لم يكن الموقع المثالي، كي تلعب دور المحطة التجارية الرئيس لهذه التجارة
٢- ولكن بقي البرتغاليون هم المحتكرون لتجارة التوابل، وذلك بسيطرتهم على طرق التجارة، ودعاهم إلى تأسيس شركة الهند الشرقية سنة ١٦٠٢م، وغزو الأراضي، وعقد المعاهدات وبناء الحصون. ٣- وأخيرا، كان تحطم قوة البرتغال على يد إسبانيا، دافعا حاسما لهولندا كي تقتحم ميدان الاستعمار، وذلك لتعزز من موقعها التجاري عن طريق الانقضاض على أملاك البرتغال في آسيا في كل من الهند والهند الشرقية، وذلك يشمل امتدادها في آسيا وأفريقيا، والأمريكيتين، ولم تشير المصادر التاريخية التي اعتمدت عليها في إعداد هذا الموضوع، لم تُشير إلى اسم ملاح هولندي بعينه، أو مستكشف هولندي بارز، الاستعمار في الشرق : لئن كان هدف الهولنديين هو اقتصادي بحت، فقد أقاموا مستعمرات ساحلية على ساحل غانة، وامتلكوا جزيرة موريشيوس، كذلك فقد استطاع الهولنديون اكتشاف ساحل شمال أستراليا، حيث اكتشفوا تاسامانيا ونيوزيلاندا، بالإضافة إلى أن اندونيسيا تعتبر هي قاعدة هولندا الرئيسية في الشرق. الاستعمار في الغرب كانت الجهود الهولندية في الأمريكيتين منصبة أكثر في أمريكا الجنوبية عنها في أمريكا الشمالية، كذلك فقد استولى الهولنديون على بائيا، وأولندا، وريسيف، وبمنفعة أكبر. ومن سياساتهم التي لجئوا إليها في أول الأمر، سياسة التجارة المباشرة مع أهالي المستعمرات، إلا أنهم عدلوا عنها، واستبدلوها بسياسة الاستغلال الاقتصادي لأهالي المستعمرات، حيث أنها تكف عنهم نفقة المقل، التي يتناصف في الربح بين الطرفين البائع والمشتري. ومن جهة ثانية يكون للهولنديين الحق في انتزاع الأراضي من أصحابها، في حالة عدم وفاء المزارعين بالعقود، وهذا ما تم فعلاً في جزيرة باندا وملوكا، وأمبونيا. ثانيا : السياسة: كانت هولندا تلجأ في إدارة مستعمراتها - وخصوصا اندونيسيا إلى أسلوب السيطرة العليا، وهو إدارة الحصون والمؤسسات التي تمكن هولندا من السيطرة على البلاد. رأت أن السيطرة المباشرة والمركزية على الأراضي في المستعمرات مكلف من الناحية الاقتصادية، لذا رأت أن تنقل ملكيات هذه الأراضي إلى هولنديين يقومون بأنفسهم بإدارة هذه الأراضي
ومن ثم فقد بدأ الهولنديون في نقل ملكية المناطق الحساسة إلى هولندا، ومنها على سبيل المثال ملكية موانئ اندونيسيا، التي انتقلت إلى هولندا. ثالثا : اجتماعيا: لقد كانت الترعة الاستغلالية هي السائدة على علاقة الهولنديين مع سكان المستعمرات، فبعد ارتفاع الأسعار العالمية للبن، تم تحويل كثير من المزارع في اندونيسيا إلى ضياع لزراعة البن، وكان على الاندونيسيين أن يقدموا لشركة الهند الشرقية بمقابل زهيد جدا، وهذا يوضح مدى بشاعة السيطرة الهولندية، وكان تحويل هذه الأراضي الزراعة البن، تتم على حساب محاصيل زراعية أخرى أكثر أهمية لحياة الإنسان كالحبوب وغيرها من الغلات الزراعية ذات القيمة الغذائية، وقد أدى ذلك إلى وفاة الكثيرين. وقد كانت اندونيسيا هي مستعمرة هولندا الرئيسية في آسيا، وكان الإسلام منتشراً في مراكز التجارة حول اندونيسيا، لذا لجأ الاندونيسيون إلى اعتناق الإسلام ليجابهوا به ما يلاقونه من جور وظلم واضطهاد الهولنديين، أضف إلى ذلك ما يحتويه الإسلام من مبادئ تدعو إلى خير البشرية والعدل والمساواة بين البشر، وكان التجار المسلمون هم خير من يحمل دعوة الإسلام في شرق آسيا، وذلك بفضل حسن أخلاقهم وأمانتهم في التعامل مع أهل تلك البلاد، الأمر الذي شجع الكثيرين إلى الدخول في الإسلام. وكما نعلم فإن هولندا تقع في الوسط ما بين فرنسا المتلاحمة الحدود البرية معها وانجلترا من الجهة المطلة على البحر،أسباب تدهور النفوذ الهولندي من أسباب تقلص النفوذ الهولندي هو انحصار اهتمام الهولنديين على اغتنام الفوائد الاقتصادية، بمنأى عن تعزيز قدراتها في المجالات الأخرى، كحسن الإدارة السياسية، وتسليح الجيوش بالأسلحة المتطورة، لقد كانت هذه المجالات بحق تعتبر من الضروريات لاستمرار استعمار الهولنديين للأراضي والمستعمرات. في ذات الوقت كانت انجلترا وفرنسا هما الرائدتان آنذاك في تطوير قدراتهم العسكرية البحرية والبرية، كما كانتا في تنافس مستمر للاستفادة من تطور العلوم المختلفة بما يكفل لكل منها على حدة التقدم والتطور والسيطرة على البلاد، وهذا بالفعل ما حدث ، إذ الحصر التنافس بين فرنسا وانجلترا على مستعمرات الدول الأوروبية الأخرى حول العالم، ومنها مستعمرات هولندا. شركة الهند الشرقية كان اسما لعدة شركات أوروبية استعمارية، انفتحت تجاريًا مع الهند والشرق الأقصى خلال بدايات القرن السابع عشر، وكانت شركات الهند الشرقية مؤسسات خاصة أعطتها حكومات دول إنجلترا وهولندا والدنمارك وفرنسا رُخصا للعمل، كما تسلمت الشركات حقوقاً تجارية خاصة من حكوماتها. وكان لشركة الهند الشرقية البريطانية حياة أطول وتأثير أكبر، فقد فتحت الهند والشرق الأقصى في وجه التجارة الإنجليزية، ثم أدخلت الهند أخيرًا في الإمبراطورية الإنجليزية
لقد سيطرت البرتغال قبل عام ١٦٠٠م على معظم التجارة الأوروبية مع الهند والشرق الأقصى، ثم تكونت شركة الهند الشرقية البريطانية عام ١٦٠٠م، وبعد وقت قليل بدأت تلك الشركة في التنافس مع البرتغاليين. لقد تكونت الشركة الهولندية عام ١٦٠٢م، والشركة الفرنسية عام ١٦٦٤م. وطردت معظم التجار البرتغاليين خارج الهند. ونال الهولنديون بذلك سيطرة على الجزر التي أصبحت تعرف بجزر الهند الشرقية الهولندية الآن هي جزء من إندونيسيا. ثم راحت تواصل التجارة دون أن تحاول اكتساب مناطق أو أقاليم تتبع التاج البريطاني، ثم بدأت في التفكك، وخرج عن طوعها كثير من الولايات الإقليمية واشتعلت الحرب بوجه عام بينها، ثم حاولت الشركات الإنجليزية والفرنسية تحسين أوضاعها في الهند عن طريق التدخل في السياسة الهندية والتراعات المحلية. وفي الأربعينيات والخمسينيات من القرن الثامن عشر، حاول الفرنسيون أن يفوزوا بالسيطرة على الهند، لكن أوقفهم البريطانيون، تحت إمرة روبرت كليف، ثم انتهى النفوذ الفرنسي في الهند في أوائل القرن التاسع عشر. وتسبب التشريع الذي وضعته الحكومة الهولندية في أن تنفض الشركة الهولندية الغارقة في الديون. وفي عام ١٨٤٥م بيعت الأملاك الدنماركية في الهند إلى الشركة البريطانية، وحكمت الشركة البريطانية الهند حتى تمرد سيبوي، وفي عام ١٨٥٨م ونتيجة للثورة، حلت الحكومة البريطانية محل شركة الهند الشرقية في السيطرة على الهند
الغزو الاستعماري الروسي أواسط آسيا لقى هيوغ واتسون في كتابه "الاستعمار الجديد الضوء على تاريخ روسيا السياسية وكيفية توسع إمارة موسكو لتصبح خلال ثلاثة قرون وربع قرن إمبراطورية كبيرة تضم شعوبا وأقوامًا من غير الروس، وأراضي غير الأراضي الروسية. في البداية يشير واتسون إلى طوبوغرافية روسيا قائلاً بأن أرضها تتكون من غابات وسهول تقطعها أنهار عديدة من بينها نهري دنيبر وفولغا. ويشير أيضًا إلى ظهور إمارات ودويلات عديدة في تلك المناطق خلال القرون الماضية. وقد ظهرت أول دولة في تلك المناطق على ضفاف نهر دنيبر في أواخر القرن الثامن الميلادي، وكانت عاصمتها كييف"، واعتنق أمراء هذه الدولة المذهب الأرثوذكسي عام ۹۸۸ للميلاد. وأشار العديد من المهتمين بالشؤون الروسية إلى أن روسيا كانت عبارة عن إمارة موسكو، وكذلك خوف أمرائها من سيطرة اليهود عليها، حيث فر قسم من أهلها أمامهم، تمكن الأمير باطو بن جنكيز خان من تحطيم دولة كييف، وإخضاع أمراء الروس لسلطته، واسمها ساراي أمراء. وشعبها من التتار، وكانت يتحدثون التركية، واعتنقوا الإسلام في القرن الرابع عشر للميلاد، واستطاعت فيما بعد إحدى الإمارات الروسية وبمساعدة الكنيسة الأرثوذكسية الانفصال عن دولة التتار، منشأة لنفسها
قوة عسكرية، وإدارة ذاتية، أما التتار فتمزقت دولتهم نتيجة صراعات داخلية بين أمرائها، فأصبحت ثلاثة كيانات ضعيفة، وهي: أولاً : إمارة خان قازان في المناطق الواقعة في أواسط نهر فولغا. ثانيا: إمارة إستراخان القريبة من مصب نهر فولغا عند بحر قزوين ثالثا: إمارة القرم في شبه جزيرة القرم. هذا التمزق والتشتت دفع بالروس إلى تجميع قواهم والتهيؤ للزحف على التتار، فاستطاع القيصر إيفان الرابع الملقب بالرهيب من احتلال إمارة قازان عام ١٥٥٢ الميلادي، وإمارة إستراخان عام ١٥٥٦ الميلادي، وبما أن الدولة العثمانية كانت على صراع مع الإمبراطورية الروسية القيصرية، فكانت تساعد الإمارات التتارية لتقف جدارا بوجه الزحف الروسي باتجاه قلب الإمبراطورية في إسطنبول، مما دفع بالروس إلى تكثيف هجماتهم العسكرية على مناطق نهر فولغا، من أجل الوصول إلى سواحل بحر قزوين، وكذلك الهجمات على شبه جزيرة القرم؛ بهدف الوصول إلى سواحل البحر الأسود، ولكن تحول التتار إلى حلفاء أقوياء للعثمانيين عام ١٤٧٥ للميلاد، حال دون تحقيق الروس لأهدافهم. واستطاع القيصر الروسي بطرس الكبير خلال الأعوام من ١٦٨٩ إلى ١٧٢٥ الميلادي من تحقيق انتصارات عسكرية على شبه جزيرة القرم، وفي سواحل البحر الأحمر التي كانت للدولة العثمانية سيطرة عليها. جاءت السيطرة الكاملة للروس على شبه جزيرة القرم عام ۱۷۸۳م، بعد سيطرة الروس على إمارة قازان وإستراحان توجهوا إلى الشرق والجنوب الشرقي، فاستطاعوا في القرن السابع عشر الوصول إلى سيبيريا، بعد أن عبروا نهر آموداريا، وفي الجنوب الشرقي أجبروا إمبراطور الصين آنذاك على الدخول معهم في اتفاقيات ثنائية التقسيم النفوذ في تلك المناطق، فكانت اتفاقية نرشينسك عام ١٦٨٩م، وفي الشرق تمكن الروس من بسط نفوذهم على جزيرة كامشتكا خلال القرن التاسع عشر، وعقدوا اتفاقا مع سكان جزر كوريل
الزحف نحو المناطق الإسلامية بعد احتلال إمارة إستراخان زحف الروس نحو المناطق الإسلامية الواقعة إلى الجنوب الشرقي من إمارة الروس في موسكو، وخلال زحفهم على مناطق قفقاس واجهوا مقاومة عنيفة من قبل شعوب تلك المناطق، ولكن القوات الروسية المجهزة بأسلحة جيدة تمكنت من دحر مقاومتهم، فالتحقت بهم شعوب مناطق كاباردين وأوستين وكانت غالبيتهم العظمي مسيحيين. وكان إلى الشرق منهم يعيش شعب الشركس الذين لم يكن بمقدورهم مقاومة الروس طويلاً، بالرغم من تلقي مساعدات من الدولة العثمانية. وبعد الشركس زحف الروس باتجاه الشيشان و داغستان الواقعتين في المناطق الجبلية العالية شرقي قفقاس وقاوم الشيشانيون والداغستانيون الروس مقاومة شديدة، ولسنوات طويلة، بحيث سجل التاريخ لهم تلك المقاومة، وظهر من بينهم أبطال من أمثال الشيخ شامل، وإلى الجنوب من الداغستان وخلف جبال القفقاس كانت مناطق جورجيا التي زحف إليها الروس بأمل الوصول إلى بحر قزوين المطل على الأراضي الإيرانية، وكان الشعب الجورجي قد اعتنق المسيحية خلال القرن الرابع الميلادي. فتحالف مع الروس عام ۱۸۰۱م، وفي عام ۱۸۲۳م تمكن الروس من احتلال مناطق أرمينيا، وبعد ذلك استطاع الروس الضغط عسكريًا على الإمبراطورية العثمانية. الزحف نحو المناطق الواقعة جنوب سيبيريا توجد إلى الجنوب من سيبيريا سهول قيرغيزيا التي تسمى اليوم قازاخستان فوقعت هذه المناطق بالتدريج خلال قرني الثامن عشر والتاسع عشر تحت سيطرة الروس. وكانت


Original text

الاستعمار البريطاني للصين ما أن انتصف القرن ۱۹ حتى كانت بريطانيا قد احتلت مكان الصدارة على المسرح الدولي بفضل الانقلاب الصناعي والتوسع الخارجي. وتقهقرت الدول الاستعمارية التقليدية الأخرى عن اللحاق بها، إذ قنع البرتغاليون بممتلكاتهم الصغيرة المتناثرة في أنحاء آسيا افريقيا. ٦١ و انزوت اسبانيا في أرخبيل الفلبين وتوقفت على المشاركة في التطورات الآسيوية وقنعت هولندا بالجزر الأندونيسية بعد أن طردتها بريطانيا من سيلان وكادت أن تفقد مستعمراتها في حروب نابليون وخرجت فرنسا متهالكة من ثوارتها الكبرى ومغامراتها النابليونية. ولم تكن الو. م. أ قد استكملت توسعها نحو الغرب وأقفلت أبوابها على نفسها قانعة بأراضيها البكر ونفوذها في أمريكا اللاتنية بحكم " مبدأ مونرو". وكانت امبراطورية النمسا والمجر مستغرقة في منازعاتها الأوربية والمحافظة على كيانها المترنح أمام ضربات الحركات القومية. أما ألمانيا وإيطاليا فلم تكونا قد استكملتا مقومات وحدتهما بعد وانحصر همهما في مشاكلهما القومية. أما بريطانيا فكانت الدولة الوحيدة في العالم التي أتاح لها استقرارها السياسي وتورتها الصناعية مركزا متينا جعلها توجه نشاطها إلى التوسع في الخارج بعد انتصارها على عدوها اللدود نابليون وتأكيدها المطلق لسيادتها على البحار وأتاح لها فتح الهند فرصة فريدة لدعم قوتها ونفوذها فأخذت تؤمن طرقها البحرية إلى الهند وتثبت أقدامها في منطقة جنوب شرقي آسيا باحتلال سنغافورة وبورما وسيلان بهذه الأطماع برزت بريطانيا تنظر إلى الصين في توسعها شمالا بعد أن دانت لها الهند وكل أرجاء المنطقة تقريبا وهكذا واصلت بريطانيا ضغوطاتها العسكرية والاقتصادية والدبلوماسية على الصين باسم الانفتاح على التجارة مما جعل كل وقائع التاريخ الصيني بعد حروب الأفيون عبارة عن محاولات القوى الأجنبية اقتطاع أوصال الإمبراطورية الصينية واقتسام مناطق النفود فيها. وما واجهته هذه المحاولات من مقاومة شعبية تجلت في عدد الانتفاضات الفلاحية التي شهدتها أغلب أرجاء الإمبراطورية وانتهى مسار تطور الأوضاع في الصين بإرغامها على قبول نظام شبه استعماري من خلال معاهدات غير متكافئة عقدتها الحكومة الصينية مع مختلف القوى الاستعمارية المتنافسة


الغزو الاستعماري الهولندي حركة الكشوف الهولندية لقد أدى قيام حركات الإصلاح الديني في أوروبا إلى انقسام الأوروبيين إلى كاثوليك وبروتستانت، الأمر الذي نتج عنه اشتعال الحروب الدينية الهوجاء التي هزت أوروبا، ولعل أشد وأقسى تلك الحروب هي حرب الثلاثين عاما استمرت من ١٦١٨ - ١٦٤٨م)، تلك الحرب التي اكتوت بنيرانها جميع أرجاء أوروبا، وانتهت أخيرا إلى حرية العقيدة والتسامح الديني، وذلك على إثر توقيع اتفاقية "وستفاليا" بين الأطراف المتحاربة. ورغم أن الحرب كانت مصبوغة بصبغة حرب دينية في بداية أمرها، إلا أنها سرعان ما اتسعت لتحقيق أهداف سياسية واقتصادية للدول الأوروبية المختلفة، وكانت بالطبع هولندا من بين هذه الدول. وقد استفادت هولندا كثيراً من حرب الثلاثين عاما، والتي كفلت لها عند نهايتها وتوقيع اتفاقية "وستفاليا"، كفلت لها الاستقلال، إذ أن هولندا كانت خاضعة لإسبانيا قبل الحرب، ومن هنا بدأت الرغبة الهولندية في اقتحام ميدان الكشوف الجغرافية والاستعمار. يمكن رد أسباب اقتحام هولندا ميدان الكشوف الجغرافية والاستعمار، إلى ثلاثة عوامل مترابطة، وهي: 1- الموقع الجغرافي الهولندا، حيث تقع هولندا على نهر الراين الذي يخترق أوروبا، مما يتيح لها أن تلعب دور اقتصادي أكثر فعالية في أوروبا، وذلك بأن تكون مركز تجاري لتجارة التوابل القادمة من الشرق، حيث أن موقع هولندا يتيح نقل هذه التجارة بسهولة لدول أوروبا، في مختلف الأماكن، وبطرق سهلة وغير مكلفة. وذلك على الرغم من أن البرتغال هي المكتشفة لطريق التجارة الجديد، إلا أن موقعها لم يكن الموقع المثالي، كي تلعب دور المحطة التجارية الرئيس لهذه التجارة


٢- ولكن بقي البرتغاليون هم المحتكرون لتجارة التوابل، وذلك بسيطرتهم على طرق التجارة، الأمر الذي نتج عنه تذمر التجار الهولنديين لهذا الاحتكار، ودعاهم إلى تأسيس شركة الهند الشرقية سنة ١٦٠٢م، والتي حصلت على امتياز احتكار التجارة، وغزو الأراضي، وعقد المعاهدات وبناء الحصون. ٣- وأخيرا، كان تحطم قوة البرتغال على يد إسبانيا، دافعا حاسما لهولندا كي تقتحم ميدان الاستعمار، وذلك لتعزز من موقعها التجاري عن طريق الانقضاض على أملاك البرتغال في آسيا في كل من الهند والهند الشرقية، الأمر الذي نتج عنه تقلص الأملاك البرتغالية. المستعمرات الهولندية لقد اتجهت هولندا في الاستعمار إلى شطري العالم الشرقي والغربي، وذلك يشمل امتدادها في آسيا وأفريقيا، والأمريكيتين، بل أستراليا أيضًا، ولم تشير المصادر التاريخية التي اعتمدت عليها في إعداد هذا الموضوع، لم تُشير إلى اسم ملاح هولندي بعينه، أو مستكشف هولندي بارز، كما كان الأمر في البرتغال وأسبانيا. الاستعمار في الشرق : لئن كان هدف الهولنديين هو اقتصادي بحت، فقد أقاموا مستعمرات ساحلية على ساحل غانة، وامتلكوا جزيرة موريشيوس، كذلك فقد استطاع الهولنديون اكتشاف ساحل شمال أستراليا، حيث اكتشفوا تاسامانيا ونيوزيلاندا، بالإضافة إلى أن اندونيسيا تعتبر هي قاعدة هولندا الرئيسية في الشرق. الاستعمار في الغرب كانت الجهود الهولندية في الأمريكيتين منصبة أكثر في أمريكا الجنوبية عنها في أمريكا الشمالية، وقد استطاعت شركة الهند الغربية الهولندية أن تزيد من مساحة الأراضي


الهولندية في أمريكا الجنوبية، وذلك بتأسيسهم لعدة مستعمرات منها مستمعرة جيانا Guiana، كذلك فقد استولى الهولنديون على بائيا، وأولندا، وريسيف، ونيو أمستردام. نظام الاستعمار الهولندي أولاً: الاقتصاد: كان تحقيق أكبر قدر من المنفعة الاقتصادية من المستعمرات، هو المسعى الدائم والغالب على السياسة الهولندية في إدارة مستعمراتها، وقد مارسوا في ذلك عدة سياسات تهدف إلى تحقيق أهدافهم التجارية بوقت قصير، وبتكلفة أقل، وبمنفعة أكبر. ومن سياساتهم التي لجئوا إليها في أول الأمر، سياسة التجارة المباشرة مع أهالي المستعمرات، إلا أنهم عدلوا عنها، واستبدلوها بسياسة الاستغلال الاقتصادي لأهالي المستعمرات، حيث أنها تكف عنهم نفقة المقل، وهي أكثر بحا من التجارة المباشرة، التي يتناصف في الربح بين الطرفين البائع والمشتري. ولذلك فقد بدأت شركة الهند في دفع أثمان المحاصيل الزراعية مقدما ولسنوات الضمان احتكارهم لها وبيعها بالثمن الذي يترائى لهم، ومن جهة ثانية يكون للهولنديين الحق في انتزاع الأراضي من أصحابها، في حالة عدم وفاء المزارعين بالعقود، وهذا ما تم فعلاً في جزيرة باندا وملوكا، وأمبونيا. ثانيا : السياسة: كانت هولندا تلجأ في إدارة مستعمراتها - وخصوصا اندونيسيا إلى أسلوب السيطرة العليا، وهو إدارة الحصون والمؤسسات التي تمكن هولندا من السيطرة على البلاد. إلا أن إدارة شركة الهند الشرقية، رأت أن السيطرة المباشرة والمركزية على الأراضي في المستعمرات مكلف من الناحية الاقتصادية، لذا رأت أن تنقل ملكيات هذه الأراضي إلى هولنديين يقومون بأنفسهم بإدارة هذه الأراضي


ومن ثم فقد بدأ الهولنديون في نقل ملكية المناطق الحساسة إلى هولندا، ومنها على سبيل المثال ملكية موانئ اندونيسيا، التي انتقلت إلى هولندا. ثالثا : اجتماعيا: لقد كانت الترعة الاستغلالية هي السائدة على علاقة الهولنديين مع سكان المستعمرات، فبعد ارتفاع الأسعار العالمية للبن، تم تحويل كثير من المزارع في اندونيسيا إلى ضياع لزراعة البن، وكان على الاندونيسيين أن يقدموا لشركة الهند الشرقية بمقابل زهيد جدا، وهذا يوضح مدى بشاعة السيطرة الهولندية، وكان تحويل هذه الأراضي الزراعة البن، تتم على حساب محاصيل زراعية أخرى أكثر أهمية لحياة الإنسان كالحبوب وغيرها من الغلات الزراعية ذات القيمة الغذائية، وقد أدى ذلك إلى وفاة الكثيرين. وقد كانت اندونيسيا هي مستعمرة هولندا الرئيسية في آسيا، وكان الإسلام منتشراً في مراكز التجارة حول اندونيسيا، لذا لجأ الاندونيسيون إلى اعتناق الإسلام ليجابهوا به ما يلاقونه من جور وظلم واضطهاد الهولنديين، أضف إلى ذلك ما يحتويه الإسلام من مبادئ تدعو إلى خير البشرية والعدل والمساواة بين البشر، وكان التجار المسلمون هم خير من يحمل دعوة الإسلام في شرق آسيا، وذلك بفضل حسن أخلاقهم وأمانتهم في التعامل مع أهل تلك البلاد، الأمر الذي شجع الكثيرين إلى الدخول في الإسلام. وقد كان ذلك إيذانا بزوال إمبراطورية هولندا في اندونيسيا، وغدت في موقع البرتغال القديم التي بقتها إلى هذه البلاد إلا أن موقف هولندا كان أسوأ من موقف البرتغال ذلك أن هولندا دخلت مجال الصراع الفرنسي الإنجليزي من أجل السيطرة على أمكان مجاورة في القارة الأوروبية، وكما نعلم فإن هولندا تقع في الوسط ما بين فرنسا المتلاحمة الحدود البرية معها وانجلترا من الجهة المطلة على البحر، ومن ثم فقد كان مصير الإمبراطورية الهولندية أسوأ من مصير إمبراطورية البرتغال


أسباب تدهور النفوذ الهولندي من أسباب تقلص النفوذ الهولندي هو انحصار اهتمام الهولنديين على اغتنام الفوائد الاقتصادية، بمنأى عن تعزيز قدراتها في المجالات الأخرى، كحسن الإدارة السياسية، وتعزيز الأساطيل البحرية، وتسليح الجيوش بالأسلحة المتطورة، وحسن توزيعها، لقد كانت هذه المجالات بحق تعتبر من الضروريات لاستمرار استعمار الهولنديين للأراضي والمستعمرات. في ذات الوقت كانت انجلترا وفرنسا هما الرائدتان آنذاك في تطوير قدراتهم العسكرية البحرية والبرية، كما كانتا في تنافس مستمر للاستفادة من تطور العلوم المختلفة بما يكفل لكل منها على حدة التقدم والتطور والسيطرة على البلاد، وهذا بالفعل ما حدث ، إذ الحصر التنافس بين فرنسا وانجلترا على مستعمرات الدول الأوروبية الأخرى حول العالم، ومنها مستعمرات هولندا. شركة الهند الشرقية كان اسما لعدة شركات أوروبية استعمارية، انفتحت تجاريًا مع الهند والشرق الأقصى خلال بدايات القرن السابع عشر، وكانت شركات الهند الشرقية مؤسسات خاصة أعطتها حكومات دول إنجلترا وهولندا والدنمارك وفرنسا رُخصا للعمل، كما تسلمت الشركات حقوقاً تجارية خاصة من حكوماتها. وكان لشركة الهند الشرقية البريطانية حياة أطول وتأثير أكبر، فقد فتحت الهند والشرق الأقصى في وجه التجارة الإنجليزية، ثم أدخلت الهند أخيرًا في الإمبراطورية الإنجليزية


لقد سيطرت البرتغال قبل عام ١٦٠٠م على معظم التجارة الأوروبية مع الهند والشرق الأقصى، ثم تكونت شركة الهند الشرقية البريطانية عام ١٦٠٠م، وبعد وقت قليل بدأت تلك الشركة في التنافس مع البرتغاليين. لقد تكونت الشركة الهولندية عام ١٦٠٢م، ثم تكونت الشركة الدنماركية في عام ١٦١٦م، والشركة الفرنسية عام ١٦٦٤م. وخلال أوائل القرن السابع عشر استولت الشركات الإنجليزية والهولندية على معظم الأملاك البرتغالية، وطردت معظم التجار البرتغاليين خارج الهند. ونال الهولنديون بذلك سيطرة على الجزر التي أصبحت تعرف بجزر الهند الشرقية الهولندية الآن هي جزء من إندونيسيا. ( ثم وقعت الشركة الإنجليزية اتفاقيات مع حكام الهند في أوائل القرن السابع عشر الحماية نفسها، ثم راحت تواصل التجارة دون أن تحاول اكتساب مناطق أو أقاليم تتبع التاج البريطاني، ولكن وفي بداية القرن الثامن عشر، قامت إمبراطورية المغول التي حكمت الهند ووحدتها سياسيا لمدة مائتي عام تقريبا، ثم بدأت في التفكك، وخرج عن طوعها كثير من الولايات الإقليمية واشتعلت الحرب بوجه عام بينها، ثم حاولت الشركات الإنجليزية والفرنسية تحسين أوضاعها في الهند عن طريق التدخل في السياسة الهندية والتراعات المحلية. وفي الأربعينيات والخمسينيات من القرن الثامن عشر، حاول الفرنسيون أن يفوزوا بالسيطرة على الهند، لكن أوقفهم البريطانيون، تحت إمرة روبرت كليف، ثم انتهى النفوذ الفرنسي في الهند في أوائل القرن التاسع عشر. وتوسع النفوذ الإنجليزي بعد ذلك سريعًا دون تدخل الفرنسيين. وتسبب التشريع الذي وضعته الحكومة الهولندية في أن تنفض الشركة الهولندية الغارقة في الديون. وفي عام ١٨٤٥م بيعت الأملاك الدنماركية في الهند إلى الشركة البريطانية، وحكمت الشركة البريطانية الهند حتى تمرد سيبوي، وهي ثورة قادتها القوات الهندية من عام ١٨٥٧م إلى عام ١٨٥٩م. وفي عام ١٨٥٨م ونتيجة للثورة، حلت الحكومة البريطانية محل شركة الهند الشرقية في السيطرة على الهند


الغزو الاستعماري الروسي أواسط آسيا لقى هيوغ واتسون في كتابه "الاستعمار الجديد الضوء على تاريخ روسيا السياسية وكيفية توسع إمارة موسكو لتصبح خلال ثلاثة قرون وربع قرن إمبراطورية كبيرة تضم شعوبا وأقوامًا من غير الروس، وأراضي غير الأراضي الروسية. في البداية يشير واتسون إلى طوبوغرافية روسيا قائلاً بأن أرضها تتكون من غابات وسهول تقطعها أنهار عديدة من بينها نهري دنيبر وفولغا. ويشير أيضًا إلى ظهور إمارات ودويلات عديدة في تلك المناطق خلال القرون الماضية. وقد ظهرت أول دولة في تلك المناطق على ضفاف نهر دنيبر في أواخر القرن الثامن الميلادي، وكانت عاصمتها كييف"، واعتنق أمراء هذه الدولة المذهب الأرثوذكسي عام ۹۸۸ للميلاد. وأشار العديد من المهتمين بالشؤون الروسية إلى أن روسيا كانت عبارة عن إمارة موسكو، وكانت وثنية فاعتنقت المسيحية نتيجة زحف اليهود إلى الإمارة قادمين من سواحل بحر قزوين الغربية، وكذلك خوف أمرائها من سيطرة اليهود عليها، بعد أن تورط أطباؤهم في قتل أحد القياصرة بالسم تحركت إمارة موسكو باتجاه مناطق الغابات، حيث فر قسم من أهلها أمامهم، في حين قبل القسم الآخر بسيطرة الروس عليهم، واتخاذ اللغة الروسية لغة لهم. خلال الأعوام من ۱۲۲٦ إلى ۱۲۳۰ الميلادية، تمكن الأمير باطو بن جنكيز خان من تحطيم دولة كييف، وإخضاع أمراء الروس لسلطته، حيث بني بالقرب منهم دولة جديدة كانت عاصمتها على نهر فولغا، واسمها ساراي أمراء. وهذه الدولة الجديدة كان أمراؤها من المغول، وشعبها من التتار، وكانت يتحدثون التركية، واعتنقوا الإسلام في القرن الرابع عشر للميلاد، واستطاعت فيما بعد إحدى الإمارات الروسية وبمساعدة الكنيسة الأرثوذكسية الانفصال عن دولة التتار، منشأة لنفسها


قوة عسكرية، وإدارة ذاتية، أما التتار فتمزقت دولتهم نتيجة صراعات داخلية بين أمرائها، فأصبحت ثلاثة كيانات ضعيفة، وهي: أولاً : إمارة خان قازان في المناطق الواقعة في أواسط نهر فولغا. ثانيا: إمارة إستراخان القريبة من مصب نهر فولغا عند بحر قزوين ثالثا: إمارة القرم في شبه جزيرة القرم. هذا التمزق والتشتت دفع بالروس إلى تجميع قواهم والتهيؤ للزحف على التتار، فاستطاع القيصر إيفان الرابع الملقب بالرهيب من احتلال إمارة قازان عام ١٥٥٢ الميلادي، وإمارة إستراخان عام ١٥٥٦ الميلادي، وبما أن الدولة العثمانية كانت على صراع مع الإمبراطورية الروسية القيصرية، فكانت تساعد الإمارات التتارية لتقف جدارا بوجه الزحف الروسي باتجاه قلب الإمبراطورية في إسطنبول، مما دفع بالروس إلى تكثيف هجماتهم العسكرية على مناطق نهر فولغا، من أجل الوصول إلى سواحل بحر قزوين، وكذلك الهجمات على شبه جزيرة القرم؛ بهدف الوصول إلى سواحل البحر الأسود، ولكن تحول التتار إلى حلفاء أقوياء للعثمانيين عام ١٤٧٥ للميلاد، حال دون تحقيق الروس لأهدافهم. واستطاع القيصر الروسي بطرس الكبير خلال الأعوام من ١٦٨٩ إلى ١٧٢٥ الميلادي من تحقيق انتصارات عسكرية على شبه جزيرة القرم، وفي سواحل البحر الأحمر التي كانت للدولة العثمانية سيطرة عليها. جاءت السيطرة الكاملة للروس على شبه جزيرة القرم عام ۱۷۸۳م، بعد سيطرة الروس على إمارة قازان وإستراحان توجهوا إلى الشرق والجنوب الشرقي، فاستطاعوا في القرن السابع عشر الوصول إلى سيبيريا، بعد أن عبروا نهر آموداريا، وفي الجنوب الشرقي أجبروا إمبراطور الصين آنذاك على الدخول معهم في اتفاقيات ثنائية التقسيم النفوذ في تلك المناطق، فكانت اتفاقية نرشينسك عام ١٦٨٩م، والتي كانت مدتها ۲۰۰ عاما، وفي الشرق تمكن الروس من بسط نفوذهم على جزيرة كامشتكا خلال القرن التاسع عشر، وعقدوا اتفاقا مع سكان جزر كوريل


الزحف نحو المناطق الإسلامية بعد احتلال إمارة إستراخان زحف الروس نحو المناطق الإسلامية الواقعة إلى الجنوب الشرقي من إمارة الروس في موسكو، وخلال زحفهم على مناطق قفقاس واجهوا مقاومة عنيفة من قبل شعوب تلك المناطق، ولكن القوات الروسية المجهزة بأسلحة جيدة تمكنت من دحر مقاومتهم، فالتحقت بهم شعوب مناطق كاباردين وأوستين وكانت غالبيتهم العظمي مسيحيين. وكان إلى الشرق منهم يعيش شعب الشركس الذين لم يكن بمقدورهم مقاومة الروس طويلاً، بالرغم من تلقي مساعدات من الدولة العثمانية. وبعد الشركس زحف الروس باتجاه الشيشان و داغستان الواقعتين في المناطق الجبلية العالية شرقي قفقاس وقاوم الشيشانيون والداغستانيون الروس مقاومة شديدة، ولسنوات طويلة، بحيث سجل التاريخ لهم تلك المقاومة، وظهر من بينهم أبطال من أمثال الشيخ شامل، وإلى الجنوب من الداغستان وخلف جبال القفقاس كانت مناطق جورجيا التي زحف إليها الروس بأمل الوصول إلى بحر قزوين المطل على الأراضي الإيرانية، وكان الشعب الجورجي قد اعتنق المسيحية خلال القرن الرابع الميلادي. اتبع ملك جورجيا سياسة التقرب إلى الروس من أجل الحفاظ على استقلالهم وهويتهم، فتحالف مع الروس عام ۱۸۰۱م، ولكن وقعت جورجيا في قبضة الروس بالكامل في زمن جورج الثامن، وفي عام ۱۸۲۳م تمكن الروس من احتلال مناطق أرمينيا، بعد أن احتلوا بداية عام ۱۸۱۳ مدينة باكو الاستراتيجية عاصمة أذربيجان حاليا، وبعد ذلك استطاع الروس الضغط عسكريًا على الإمبراطورية العثمانية. الزحف نحو المناطق الواقعة جنوب سيبيريا توجد إلى الجنوب من سيبيريا سهول قيرغيزيا التي تسمى اليوم قازاخستان فوقعت هذه المناطق بالتدريج خلال قرني الثامن عشر والتاسع عشر تحت سيطرة الروس. وكانت


إلى الجنوب من قازاخستان تقع مناطق تركستان التي من أشهر مدنها سمرقند و بخاری وكانت العلاقات بين أهل هذه البلاد والروس متوترة باستمرار، لأن الروس كانوا يطمعون في احتلالهم، وكانت تحصل بين الطرفين مناوشات، وأحيانا هجمات عسكرية. وفي عام ١٨٦٠م تمكن الروس من احتلال تركستان بعد أن استعانوا بعدد من التجار وأصحاب النفوذ من التتار داخل تركستان. وفي عام ١٨٦٥ ، سيطر الروس على مدينة طشقند "عاصمة أوزبكستان حاليا"، وفي عام ۱۸۷۳م، سيطروا على مدن كييفا وبخارى، وفي عام ١٨٨٤م احتلوا إمارة خان خوقند، وفي الأعوام من ۱۸۸۱ إلى ۱۸۸٤ تمكن الروس من احتلال مدن مرو، نسا سرخس و بيهق القريبة من الحدود الإيرانية في الجنوب


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

F, and generati...

F, and generations عندما قام مندل بزراعة البذور الناتجة عن تلقيح نبات أصفر البذور مع نبات أخضر البذو...

يعتبر الصوت الل...

يعتبر الصوت اللغوي اللينة الأساسية في تشكيل النظام العام لأي لغة، وأي دراسة تهدف إلى تحليل اللغة وال...

اللمس والحركة ه...

اللمس والحركة هي أفضل طريقة للمتعلمين عنطريق اللمس للتعلم. غالبا ما يشاركون في المظاهرات ويكتبونويبن...

عاش الطيار وحيد...

عاش الطيار وحيداً ولا يجد من يتحدث معه حديثاً جدياً.. وفي يوم من الأيام تعطلت طائرته فاضطر للهبوط في...

ختامًا: مرحلة ا...

ختامًا: مرحلة المراهقة مرحلة نمو وتطور هامة في حياة الفرد، وتُعدّ هذه المرحلة مليئة بالتحديات والتغ...

صائص دراسة الجد...

صائص دراسة الجدوى: نوف وصل الله الثمالي ٤٤٠٠٥٤٠٢ 1 دراسة الجدوى هي وسيلة او اداة يتم الاعتماد عل...

تسمى النقطة الف...

تسمى النقطة الفعلية التي يلتقي فيها نوعا البطانة الطلائية بنقطة الاتصال الحرشفي العمودي. ومع طروء تغ...

: فهي لا تتكون ...

: فهي لا تتكون من فعل واحد فقط وإنما يشترط لقيامها تكرار الفعل أكثر من مرة ، لأن الفاعل لا يعاقب فيه...

При разборе дан...

При разборе данного вопроса необходимо выяснить последствия мирового экономического кризиса 1929-193...

طوّرُ الذّكاءُ ...

طوّرُ الذّكاءُ الاصطناعيُّ بوتيرةٍ سَريعـةٍ، واستخدامُهُ في الصِّناعاتِ المُختلفـةِ على وَشكِ أَنْ ي...

KEYWORDS Clini...

KEYWORDS Clinical aromatherapy Clinical management Best practice model History Theoretic framework...

الخصائص المورفو...

الخصائص المورفولوجية للصحراء الشرقية تقع بين وادي والدلتا في الغرب والبحر األحمر وخليج السويس وقناة...