Lakhasly

وسلكوها حتى افتتحوا بلادها الشاسعة بالصدق في الحرب ، وأخذوا أعداءهم بقوة الطعان والضرب ، وقد وعد بذلك أصدق القائلين بقوله في كتابه المبين : و يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم ، فأمنت البلدان وأطاعت قبائل العربان ، وعاشوا في عيش رغيد ، وجد سعيد حتى مضى عليهم ما مضى على أقرانهم من السلاطين والملوك ، ونفذت فيهم أقدار مالك الملوك . وقد أفردت المجلد الأول من هذا الكتاب شاف لذكر سيرتهم ودولتهم ، واف محتوى على ذكر مغازيهم ومناقبهم ، وذكر ما صنعوا من المآثر الجسام ، وفضائلهم التي اشتهرت في الخاص والعام ، وفتوحاتهم المشهورة التي اشتهرت بين الأنام ، وعساكرهم المنصورة التي أينما سلكت ملكت ، وأينما حلت فتكت وسفكت ، حتى أذعن لها كل ضيغم ضرغام ، فلما حل القضاء وانتهى الأمد المكتوب وانقضى ، وانحل نظام الجماعة والسمع والطاعة ، تطايرت شرر الفتن في تلك الأوطان ، وتعذرت الأسفار بين البلدان وعاثت فيها العساكر المصرية فقتلوا صناديد الرجال ، وصادروا أهلها فأخذوا ما بأيديهم من الأموال ، وقطعوا الحدائق الظليلات وهدموا القصور العاليات. وبنوا فيها القصور واستوطنوها ، ونزلوا تخوت البلدان وملكوها ، وتفرقت علماؤهم وخيارهم ما بين طريد وشريد ، وقتل وقتال ومحن ، وعدم الأمر بالمعروف ، وصار الرجل في بيته وجل مخوف، وتذكروا ما كان بينهم من الضغائن القديمة ، وتطالبوا بالدماء فكل منهم يطلب أولاد أولاد غريمه . فتقاتلوا على سنن ما أنزل الله بها من سلطان . وهجر كثير منهم الصلاة وأفطر في شهر رمضان ، وجر الرباب وأصوات الغناء في المجالس ، وسفت الذراري على المجامع والمدارس ، وعمرت المجالس بعد النداء للصلوات واندرس السؤال عن أصول الإسلام وأنواع العبادات ، وظهرت دعوى الجاهلية في كل البلاد وتنادوا بها على رؤوس الأشهاد وتتابعت هذه المحن في تلك الجزيرة نحواً من سبع سنين ، والشر فيها في زيادة وظهور وتمكين ، حتى أنعش الله تعالى بشبل من أشبال ملوكها وسلاطينها فبذل نفسه وجرد سيفه لاجتماعها وتمكين دينها ، فحاصر العساكر في حصون البلدان وأخرجهم منها بما معهم من النساء والولدان . وساقهم من أرض نجد إلى مصر فلم يبق لهم فيها عين ولا أثر ، وجيش الجيوش ورفع رايات الجهاد ، وحاصر من عصى عليه من أهل البلدان وحارب الباغي من العربان ، وطابت قلوب العباد ، وصار أهل نجد كلهم جماعة ، وعمرت المساجد بالصلاة والمدارس بالسؤال عن أصول الإسلام وفروع العبادات ، فأحبي الله به ما اندرس من معالم أبائه الكرام ورفع الله به مقام أهل الإسلام الوافي بالعقود الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود ، اللهم ارفع منزله في أعلى الجنان ، وتغمده منك بالمغفرة والرحمة والرضوان . وقد سميته في أوله و عنوان المجد في تاريخ نجد ) . وقد أحببت أن أذكر مقدمة في نسب هؤلاء الملوك وإن كان قد سبق شيء من ذلك أول الكتاب ، ولم أذكر الباقين فأحببت أن أرسم جميعهم في آخر الكتاب ليتواصلوا الأرحام وفخراً لهم بين الأنام ذكر المؤرخون أن ربيعه بن نزار أولاده أسد وضبيعة ، ومن بني أسد بنو عبد القيس بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد ربيعه ، وهم أهل هجر والبحرين ومنهم وائل بن افصى بن دعمى وولد لوائل ، بكر بن تغلب وعنز ، فأما بكر : فمن ذريته بنو حنيفة بن لجيم بن صعب بن بكر ، وبنو شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن علي بن بكر . ومنهم : المشهورون بالجود والكرم معن بن زايده ، ويزيد بن مزيد وخالد بن يزيد وغيرهم ، ومن بني بكر بن وائل أيضا : بنو حنيفة بن الجيم بن صعب على ابن بكر بن وائل ، بنوا غبراء أهل غبيرا المعروفة في الدرعية . أهل القرينة وما حولها المعروفة قرب بلد حريملاء وبنو يشكر من بكر بن وائل أهل ملهم . ومن مشاهيرهم عمرو بن كلثوم وكليب وأخوه مهلهل، وكل من ذكرنا في ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان و منازل غاليهم البحرين وهجر والقطيف وحجر الحمامة وما والى هذه المنازل وكان جد آل مقرن الأعلى مانع المريدي ومسكنه في بلد مانع المريدي الدروع من نواحي القطيف، ثم صار بينه وبين ابن درع (1) الجامة مراسلة ومواصلة لما بينها من رئيس حجر الرحم ، القطيف وأعطاه ملكه أرض من من المليبيد وغصيبة المعروفتان في الدرعية فاستقر فيها. فاستدعاه (۱) قول المؤلف حَجر اليمامة (وهي بفتح الحاء وتسكين (الجيم وهي مدينة قديمة ذكرها الهمداني في صفة جزيرة العرب بقوله : (أرض اليمامة - حجر وهي مصرها ووسطها ومنزل الأمراء منها وإليها تجلب الأشياء) وجاء في كتاب وبلاد العرب، من ٢٥٧ للغدة الأصفهاني منشورات دار اليمامة للطباعة والنشر في الرياض (حجر) سرة اليمامة وهي منزل السلطان والجماعة ومنبرها أحد المنابر الأولية) الخ ، وكل أصحاب المعاجم وتقاويم البلدان ذكروا حجر اليمامة بالاطراء والثناء الكثير الذي يضيق المقام عن ابراده وقد ذكرها جرير بن عطية الخطفي النجدي بقوله : نظرت من الرصافة أين حجر ورمل بين أهلها وبيد وقد تغير اسم حجر اليمامة منذ زمن - الظاهر أنه بعد القرن العاشر . وإليك بعض الشواهد التي تؤيد ذلك ، قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن الجبرتي في ج ٤ من تأريخه ص ٣٤٠ و ٣٤١ ) وأما عمر وأولاده وبنو عمه . فتحصنوا في قلعة الرياض المعروفة عند المتقدمين و بحجر اليمامة : . وقال صاحب لمع الشهاب ص ١٤٥ س ۱۸ ( ثم يلي الدرعية من الجنوب قليلاً إلى الشرق مدينة تسمى اليوم الرياض وهي أكبر بلدان نجد كلها وفيا سلف يقال لها حجر اليمامة ) والشاهد من ايرادنا لقولي الجبرني وصاحب لمع الشهاب هو أن مدينة الرياض كانت تعرف عند المتقدمين وفي كتب معاجم البلدان بحجر اليمامة .

وسلكوها حتى افتتحوا بلادها الشاسعة بالصدق في الحرب ، وأخذوا أعداءهم بقوة الطعان والضرب ، وقد وعد بذلك أصدق القائلين بقوله في كتابه المبين : و يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم ، فأمنت البلدان وأطاعت قبائل العربان ، وعاشوا في عيش رغيد ، وجد سعيد حتى مضى عليهم ما مضى على أقرانهم من السلاطين والملوك ، ونفذت فيهم أقدار مالك الملوك . وقد أفردت المجلد الأول من هذا الكتاب شاف لذكر سيرتهم ودولتهم ، واف محتوى على ذكر مغازيهم ومناقبهم ، وذكر ما صنعوا من المآثر الجسام ، وفضائلهم التي اشتهرت في الخاص والعام ، وفتوحاتهم المشهورة التي اشتهرت بين الأنام ، وعساكرهم المنصورة التي أينما سلكت ملكت ، وأينما حلت فتكت وسفكت ، حتى أذعن لها كل ضيغم ضرغام ، فلما حل القضاء وانتهى الأمد المكتوب وانقضى ، وانحل نظام الجماعة والسمع والطاعة ، تطايرت شرر الفتن في تلك الأوطان ، وتعذرت الأسفار بين البلدان وعاثت فيها العساكر المصرية فقتلوا صناديد الرجال ، وصادروا أهلها فأخذوا ما بأيديهم من الأموال ، وقطعوا الحدائق الظليلات وهدموا القصور العاليات. وبنوا فيها القصور واستوطنوها ، ونزلوا تخوت البلدان وملكوها ، وتفرقت علماؤهم وخيارهم ما بين طريد وشريد ، وقتل وقتال ومحن ، وعدم الأمر بالمعروف ، وصار الرجل في بيته وجل مخوف، وتذكروا ما كان بينهم من الضغائن القديمة ، وتطالبوا بالدماء فكل منهم يطلب أولاد أولاد غريمه . فتقاتلوا على سنن ما أنزل الله بها من سلطان . وهجر كثير منهم الصلاة وأفطر في شهر رمضان ، وجر الرباب وأصوات الغناء في المجالس ، وسفت الذراري على المجامع والمدارس ، وعمرت المجالس بعد النداء للصلوات واندرس السؤال عن أصول الإسلام وأنواع العبادات ، وظهرت دعوى الجاهلية في كل البلاد وتنادوا بها على رؤوس الأشهاد وتتابعت هذه المحن في تلك الجزيرة نحواً من سبع سنين ، والشر فيها في زيادة وظهور وتمكين ، حتى أنعش الله تعالى بشبل من أشبال ملوكها وسلاطينها فبذل نفسه وجرد سيفه لاجتماعها وتمكين دينها ، فحاصر العساكر في حصون البلدان وأخرجهم منها بما معهم من النساء والولدان . وساقهم من أرض نجد إلى مصر فلم يبق لهم فيها عين ولا أثر ، وجيش الجيوش ورفع رايات الجهاد ، وحاصر من عصى عليه من أهل البلدان وحارب الباغي من العربان ، وطابت قلوب العباد ، وصار أهل نجد كلهم جماعة ، وعمرت المساجد بالصلاة والمدارس بالسؤال عن أصول الإسلام وفروع العبادات ، فأحبي الله به ما اندرس من معالم أبائه الكرام ورفع الله به مقام أهل الإسلام الوافي بالعقود الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود ، اللهم ارفع منزله في أعلى الجنان ، وتغمده منك بالمغفرة والرحمة والرضوان . وقد سميته في أوله و عنوان المجد في تاريخ نجد ) . وقد أحببت أن أذكر مقدمة في نسب هؤلاء الملوك وإن كان قد سبق شيء من ذلك أول الكتاب ، ولم أذكر الباقين فأحببت أن أرسم جميعهم في آخر الكتاب ليتواصلوا الأرحام وفخراً لهم بين الأنام
ذكر المؤرخون أن ربيعه بن نزار أولاده أسد وضبيعة ، ومن بني أسد بنو عبد القيس بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد ربيعه ، وهم أهل هجر والبحرين ومنهم وائل بن افصى بن دعمى وولد لوائل ، بكر بن تغلب وعنز ، فأما بكر : فمن ذريته بنو حنيفة بن لجيم بن صعب بن بكر ، وبنو شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن علي بن بكر . ومنهم : المشهورون بالجود والكرم معن بن زايده ، ويزيد بن مزيد وخالد بن يزيد وغيرهم ، ومن بني بكر بن وائل أيضا : بنو حنيفة بن الجيم بن صعب على ابن بكر بن وائل ، بنوا غبراء أهل غبيرا المعروفة في الدرعية . أهل القرينة وما حولها المعروفة قرب بلد حريملاء وبنو يشكر من بكر بن وائل أهل ملهم . ومن مشاهيرهم عمرو بن كلثوم وكليب وأخوه مهلهل، وكل من ذكرنا في ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان و منازل غاليهم البحرين وهجر والقطيف وحجر الحمامة وما والى هذه المنازل وكان جد آل مقرن الأعلى مانع المريدي ومسكنه في بلد مانع المريدي الدروع من نواحي القطيف، ثم صار بينه وبين ابن درع (1) الجامة مراسلة ومواصلة لما بينها من رئيس حجر الرحم ، القطيف وأعطاه ملكه أرض من من المليبيد وغصيبة المعروفتان في الدرعية فاستقر فيها. فاستدعاه (۱) قول المؤلف حَجر اليمامة (وهي بفتح الحاء وتسكين (الجيم وهي مدينة قديمة ذكرها الهمداني في صفة جزيرة العرب بقوله : (أرض اليمامة - حجر وهي مصرها ووسطها ومنزل الأمراء منها وإليها تجلب الأشياء) وجاء في كتاب وبلاد العرب، من ٢٥٧ للغدة الأصفهاني منشورات دار اليمامة للطباعة والنشر في الرياض (حجر) سرة اليمامة وهي منزل السلطان والجماعة ومنبرها أحد المنابر الأولية) الخ ، وكل أصحاب المعاجم وتقاويم البلدان ذكروا حجر اليمامة بالاطراء والثناء الكثير الذي يضيق المقام عن ابراده وقد ذكرها جرير بن عطية الخطفي النجدي بقوله : نظرت من الرصافة أين حجر ورمل بين أهلها وبيد وقد تغير اسم حجر اليمامة منذ زمن - الظاهر أنه بعد القرن العاشر . وإليك بعض الشواهد التي تؤيد ذلك ، قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن الجبرتي في ج ٤ من تأريخه ص ٣٤٠ و ٣٤١ ) وأما عمر وأولاده وبنو عمه . فتحصنوا في قلعة الرياض المعروفة عند المتقدمين و بحجر اليمامة : . وقال صاحب لمع الشهاب ص ١٤٥ س ۱۸ ( ثم يلي الدرعية من الجنوب قليلاً إلى الشرق مدينة تسمى اليوم الرياض وهي أكبر بلدان نجد كلها وفيا سلف يقال لها حجر اليمامة ) والشاهد من ايرادنا لقولي الجبرني وصاحب لمع الشهاب هو أن مدينة الرياض كانت تعرف عند المتقدمين وفي كتب معاجم البلدان بحجر اليمامة .