Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (20%)

كان سالم بن عبد الله يصادف سلام و د عامور في طرقات القرية، وبوجود شيء غريب في وجهه وعينيه يلفت انتباهه، ضحكت كاذية بنت غانم من كلامه وأخبرته بأن الرجل يُسمّى الوعري، ولا علاج لأم الصبيان إلا بالقراءة وتعليق الحروز، فلجأت أمّ سلام إلى الشايب سويدان بن حسين فقرأ لها في فنجان به ماء أصفر وطلب منها أن تسقيه ولدها، ولكن طفلها ظل يهذي والحمى تشتد به، فعادت إلى الشايب سويدان وقد حملت طفلها على كتفيها. ولدي بتشله مربيته، فقد صَحَتْ في تلك الليلة ذاتها على صوت أنفاسه وهي وطوال شهر كامل ظلّت الحمى تخص الوعري وتسيله عرقا ورجفة، ولم ينفع معه دواء أو تميمة ، وقالت له: تملأ وجهه : فقدمت له أمه فطورًا أكله كله، وما هي إلا لحظات حتى أتى عليه كله. ثم أكل الأرز، واختفى في بطنه مخزون البيت من الطحين والحبوب وهو يأكل ويأكل حتى نفد كل شيء، فارتعبت وقامت وأوصالها ترتعش، ثمّ تسترق نظرة نحوه فتخيفها عيناه. وما إن سقط على الأرض حتى أمسكت بدشداشته و رفعته ثمّ هزّته بقوة حتى كادت مفاصله تتفكك. وأن هذا الذي في بيتها ولد غريب. توقفت عن إطعامه، ويلجأ إلى الظلال فيندس فيها مختفيا عن أترابه من الأطفال الذين كانوا يركضون خلفه باستمرار، ويشدونه من شعره ويرمونه بالحجارة ويصرخون عليه ود الجن. جاء إلى الحارة واجتمع بالجيران ونصحهم بأن يمنعوا أطفالهم من التعرض للطفل يمكن الولد تغيرت حواجبه. أو يمكن صابته مضرة من حسد، قلبي يقول إنه مسروق، وأن هذا ولد غريب. ومبغاي منش ما تحبي ولدش؟ فخرجت منيرة ووعدتها بالعودة القريبة، ها لله هالله بأمك. يقال إن صبيحة بنت حمدان بينما كانت ذات يوم تغسل طفلها في ماء الفلج صادفت رجلًا طاعنا في السن لا تعرفه، لكنه سرعان ما توقف فجأة وقال: ثم قالت إحداهن: فلم تزد في إجابتها عن كلمتين: سلام غاب. ثم تمتم مستوثقا : من هذا الولد ؟ فطفقت تصرخ وهي تشير إلى سلام ثم قامت فأمسكت بيد الطفل وسحبته لتخرجه من البيت روح عند أهلك، وما أفلتت يده إلا لتقبض كانت تضغط بكل قوة والولد يختنق وعيناه تجحظان، وهو يرى الدم ينز من رأسها المشجوج: وقف عامور ممسكًا بندقيته ينظر إلى جسد زوجته المطروح على الأرض، وإلى ولده الذي لم يكف عن مناداة أمه والبكاء عليها، فيأكل ثم يترك الأواني عند مدخل البيت، حياء: وليش ما تزوجتيه ؟

  • أنا أتزوج الوعري؟ تريد الناس يقولوا ما تزوجت طول عمرها وما بغت غير الوعري؟


Original text

كان سالم بن عبد الله يصادف سلام و د عامور في طرقات القرية، ويشعر برابطة تشدّه إليه، وبوجود شيء غريب في وجهه وعينيه يلفت انتباهه، لكنه لا يُدرك كنه ذلك الانجذاب العجيب، فيظل متوجسًا ولا يقترب منه.
مرة حكى لأمه كاذية بنت غانم أنّه يُصادف في أوقات متباعدة رجلا ذا شعر أشيب منكوش له لحية كثة وشارب كبير يغطي شفتيه، تقدح النار من عينيه لشدة احمرارهما.
ضحكت كاذية بنت غانم من كلامه وأخبرته بأن الرجل يُسمّى الوعري، سلام ود عامور الوعري، مؤكدةً أن لا أحد في البلدة وفي الدنيا كلها أكثر شهامة وطيبة منه.
هذا الرجال هو اللي طلع أمك من الطوي.
وكانت قد أخبرته من قبل بحكاية غرق أمه في تلك البئر العميقة وبأن رجلًا شجاعًا استطاع بلا خوفٍ أن يصل إليها وينتشلها من القاع.
وما دام قد علم هوية ذلك الرجل ، فقد انطلق لسانها يحكي له ما


تعرفه عن الوعري، عن ذلك الفتى الذي كان في مثل عمرها، وتربى في الحارة ذاتها التي تسكن فيها حكت له عن الخوف والبغض واليتم، وأغلب الظن أنها كانت تحكي لنفسها والطفل صامت لا يفهم معظم ما تقول.
في سن السابعة مرض سلام بن عامور وسقط طريح الفراش، مرض مرضًا شديدًا ، فاحتارت أمه وعجزت عن معرفة ما عليها أن تفعله ليشفى، حتى قالت لها إحداهن:
جايتنه مربيته.
ولا علاج لأم الصبيان إلا بالقراءة وتعليق الحروز، فلجأت أمّ سلام إلى الشايب سويدان بن حسين فقرأ لها في فنجان به ماء أصفر وطلب منها أن تسقيه ولدها، ولكن طفلها ظل يهذي والحمى تشتد به، فعادت إلى الشايب سويدان وقد حملت طفلها على كتفيها.
وضعته بين يديه وهي تبكي وتقول:
ولدي بتشله مربيته، ولدي بيموت ولا نفع معه دوا ولا محو.
مدده أمامه وبدأ يمرر يده على الجسد الصغير، والطفل ينتفض ويهذي، وأنفاسه تخرج ساخنة، ثم قال للأم:
اغسليه بماء الفلج.
فأخذته وغسلته وغسلت ملابسه كلها وفراشه، لكن ذلك لم يُجد نفعا، فقد صَحَتْ في تلك الليلة ذاتها على صوت أنفاسه وهي


تتقطع كأنه يحتضر، فجلست بالقرب منه تبكي وتنوح، وتنادي زوجها الغائب:



  • تعال أو و عامور ولدك بتشله مربيته.
    وطوال شهر كامل ظلّت الحمى تخص الوعري وتسيله عرقا ورجفة، ولم ينفع معه دواء أو تميمة ، فلم تبق أمه متبصرا أو مداويًا في البلاد والبلاد المجاورة إلا وذهبت إليه.
    ضرب خماس الرمل ثم قال في صوت مخنوق إن الأرض قد ابتلعت الولد عند السدرة الوسطانية القريبة من حافة الوادي وسط البلدة، فنظرت صبيحة إليه باستغراب، وقالت له:
    ولدي يا خماس ما غايب، ولدي مريض وراقد في البيت.
    فهر خماس رأسه يمنة ويسرة، وقال لها وهو يفتح ذراعيه والحيرة
    تملأ وجهه :
    هذا بو يقوله الرمل.
    وتنشق حماد بو دحبة البخور فحضر صاحبه الجني وجعله يهزّ رأسه وهو يسحب الدخان بمنخريه الكبيرين، ثم قام ومشى حتى دخل وادي الغيلان ووقف أمام صخرة كبيرة بيضاء صماء وقال لها:
    ولدش هنا، داخل مسجون في هذي الحصاة.
    فتحسست صبيحة صلابة الصخرة وعادت متشككة في ما قاله بو دحبة صاحب شيخ الجنّ، وظنت أنه قد كبر وشاخ.


وفي صباح أحد الأيام صحا الطفل فجأة من رقدته الطويلة وقد تعافى وانسلخ عنه المرض، فقدمت له أمه فطورًا أكله كله، وبقي صامتا ينظر إليها ولا يتكلّم حتى سألته ما إذا شبع، فهز رأسه بالنفي، ما جعلها تقوم من مكانها وتعد له فطورًا آخر. وعندما وضعته أمامه بلعه بلعًا من دون أن يتوقف لحظة لالتقاط أنفاسه.
فرحت صبيحة بتعافي ولدها وإقباله على الأكل، إلا أنه ظل ينظر إلى وجهها بعينين محمرّتين، ولا يطرف له جفن، وحدقتاه مركزتان على وجهها، فقامت وأحضرت صحنا مملوءا بالتمر فبدأ يأكله من دون أن يخرج النوى منه، وما هي إلا لحظات حتى أتى عليه كله.
رفع رأسه ثانيةً ونظر إلى وجهها تلك النظرة التي بدأ قلبها يرتجف منها، فطردت هاجسًا في نفسها وقامت لتسكب له كوبا من اللبن، وعندما شربه بدا صوتُ بَلْعِه واضحا. ثم عاد ينظر ناحيتها، فبحثت في البيت عما يمكنها أن تقدمه له، ولم تجد أمامها إلا جرة اللبن، وحالما ناولته إياها سكب كل ما تحتويه في جوفه فيما ظلت هي تراقبه بصمت.
وظل الطفل يأكل كلّ ما يُقدَّم له ولا ينطق بحرف واحد، أكل أياما وأسابيع، أكل التمر الذي في البيت، واللحم المملح، وذبحت له أمه دجاجاتها واحدةً تلو الأخرى، ثم أكل الأرز، واختفى في بطنه مخزون البيت من الطحين والحبوب وهو يأكل ويأكل حتى نفد كل شيء، فما كان من صبيحة إلا أن خرجت إلى دكان القرية


واشترت ما استطاعت وعادت لتطبخه وتطعم طفلها الذي لا يسد جوعه شيء، ولا يظهر على جسمه أي تغير مهما أكل.
في إحدى الليالي وهي نائمة بجواره، فتحت عينيها فجأةً فرأته جالسا عند رأسها ينظر إليها بعينين حمراوين، كانت عيناه أشبه بجمرتين متقدتين من شدة احمرارهما، فارتعبت وقامت وأوصالها ترتعش، وركضت صوب الباب حتى كادت تسقط متعثرة، ثمّ أدارت ظهرها ونظرت إليه فوجدته لا يزال ينظر إليها، بتينك العينين الناريتين.
طوال الوقت وعيناه تتبعانها، وهي تمشي في أنحاء البيت، وعندما تدخل حظيرة البقر، وعند أي حركة من حركاتها. ما إن تلتفت ناحية الباب حتى تجده واقفًا هناك وقد ثبت نظرته على وجهها، فتحاول تحاشيه أو تناسيه قليلا، وتمتنع عن التفكير فيه وهي تطبخ أو وهي تكنس الحوش، ثمّ تسترق نظرة نحوه فتخيفها عيناه.
وأحيانًا تجلس إلى جانبه وتبدأ في نسج حكاية ما لعلّها تجره إلى الكلام، ولكن ملامحه تبقى جامدة وكأنه لا يسمعها، تناديه باسمه فلا يستجيب. والحق أنها جربت معه شتى الطرق عساها تخفف من عذاب عينيه اللتين تلاحقانها، والصمت العجيب الذي أصابه.
كم مرة صحت من نومها على رعب يدب في روحها وينفض أوصالها ! وفي واحدة من تلك المرات كانت مستغرقة في نوم عميق


ثم شعرت بثقل على صدرها وعندما استيقظت وجدته جاثما فوقها وهو ينظر إليها، فصرخت وقامت جافلةً، وما إن سقط على الأرض حتى أمسكت بدشداشته و رفعته ثمّ هزّته بقوة حتى كادت مفاصله تتفكك. صرخت فيه:
من انته ؟ من انته؟ وهين ولدي.. هين ولدي.
وظلت شهورًا تنوس وتبكي وهي تخبر جاراتها بأن ولدها قد اختفى ولم يعد، وأن هذا الذي في بيتها ولد غريب.
كل محاولات الجيران ومعارفها في القرية لتغيير رأيها باءت بالفشل، فاستمرت تبكي وتنوح ولدها الغائب وتلعن الحساد والسحرة والجنّ في قريتها، وتعتبر أن الجميع كانوا ضدها وقد تحالفوا ليخفوا عنها الحقيقة الجلية، حقيقة اختفاء ولدها عند الجن وأنهم استبدلوا به الولد الجني الذي صار يعيش معها.
أهملت طفلها تماما ، توقفت عن إطعامه، و ما انفكت تطرده من البيت كل صباح ولا تطيق رؤيته، فصار يهيم على وجهه في طرقات القرية، ويلجأ إلى الظلال فيندس فيها مختفيا عن أترابه من الأطفال الذين كانوا يركضون خلفه باستمرار، ويشدونه من شعره ويرمونه بالحجارة ويصرخون عليه ود الجن.. ود الجن».
وكان بعض الجيران يمنعون عنه الأطفال رأفة به، وعندما وصل الخبر إلى الشايب ساعد بن حميد، جاء إلى الحارة واجتمع بالجيران ونصحهم بأن يمنعوا أطفالهم من التعرض للطفل


فامتنعوا عنه وتركوه لحال سبيله، لكن لم يستطع أحد أن يقنع أمه بتغيير طريقة تعاملها معه، فقررت إحدى جارتها أن تعتني به وبدأت تقدم له الطعام والملبس.
كان الجميع ينتظرون عودة الأب من عمله البعيد، قالوا سوف يتغير الطفل في الحال عند عودته، لكنّ غيبته طالت حتى ظنت صبيحة أن زوجها متواطئ مع الجميع في إخفاء ولدها.
كلما سنحت الفرصة تجمع الناس في القرية، وتهدر بكلماتها مثل سحابة داكنة استقرت وسط السماء قبل أن تسكب ماءها، ومثلها تماما كانت تهدر ثم تسح دموعها فتبلل لحاف شعرها وتذهب وهي تتحدث مع نفسها .
قالت لها منيرة بنت سعدون، وهي امرأة من القرية المجاورة جاءتها حالما علمت بأمرها، واستمعت الحكايتها كلها :
انت تقولي هذا ما ولدش
هزت رأسها بالإيجاب، وهي تنظر إلى وجهها.
يشبهه ولا ما يشبهه.
يشبهه واجد، لكن هذا حواجبه عليهن شعر واجد، وولدي سلام شعره خفيف.
يمكن الولد تغيرت حواجبه.
والعيون؟
مالهن عيونه ؟


سألتها منيرة وهي تفتح عينيها تعجبا من كلامها.
عيونه حمرات كما الدم، يقدحن كأنهن شرار، وسلّوم ولدي عيونه سودات وبياضهن بياض.
يمكن صابه مرض حكة داخل عينه، أو يمكن صابته مضرة من حسد، عيون الناس ما ترحم.
جايتنه مربيته.
أم الصبيان ؟
يأمل
وتدوري سبب لعيونه؟ زين أنه بخير
وقلبي ؟
هزت منيرة رأسها ووضعت يدها في يد صبيحة وبدأت تمسح
عليها :
علامه قلبه ؟
قلبي يعرف الطفل اللي سكن فيه، قلبي مغيبنه، قلبي يقول إنه مسروق، وأن هذا ولد غريب.
ويمكن انتي انصبتي بالعين؟ يمكن حسدوش عليه، ومبغاي منش ما تحبي ولدش؟
بدأت صبيحة بالبكاء، فخرجت منيرة ووعدتها بالعودة القريبة،


وانطلقت باحثةً عن سلام في القرية، حتى إذا وجدته أخذت بيده وعادت به إلى البيت، ووضعت يده الصغيرة في يدها قائلة لها قبل أن تذهب:
يا الله يا الله إنها جريئة.
ثم جلست على الأرض قبالته تماما ونظرت إلى وجهه ومسحت عليه بكفها :
ها لله هالله بأمك.
يقال إن صبيحة بنت حمدان بينما كانت ذات يوم تغسل طفلها في ماء الفلج صادفت رجلًا طاعنا في السن لا تعرفه، أو ذاك ما شاع في القرية، فتوقف يتأملها وهي تأخذ الماء وتسقطه على جسد وليدها، وظل واقفا مكانه برهةً لاحظت خلالها في نظراته ما يُريب، ولكنها بقيت منهمكة في تدليك الولد وغسله، وهي تقرأ المعوذتين والأدعية التي تحفظ حتى لا يضرها شر من ذلك الرجل الغريب.
وعندما بدأت تُلبس الطفل ثيابه اقترب منها الرجل وسألها عن اسم الولد، فظلت صامتة وهي تقول في نفسها :
الله لا يبليني من وراك ببلية.
وإذ أعاد سؤاله لها ولم تجبه أدار ظهره ومشى في طريقه، لكنه سرعان ما توقف فجأة وقال:
سلام، اسمه سلام


فانتفضت صبيحة كأنّ دبورًا قد قرصها وقامت من مكانها على ساقية الفلج وهي ترتعش من الخوف. وفي اللحظة ذاتها التفت الرجل نحوها وابتسم، ثم اقترب منها خطوات وكانت هي في المقابل تتراجع إلى الخلف، فأشار إليها ألا تخاف، وقال وهو يهم بالمغادرة:
هاتيله أخ، ما حلو الولد يبقى وحده كأنه ود الجن.
ضربت صبيحة بكفها على جبينها وهي تشرب القهوة في بيت جارتها فسكتت النساء الحاضرات وتغامزن، ثم قالت إحداهن:
صبيحة عندها خبر.
ولم تكتمل الجملة حتى هزت صبيحة كفها أمام أعينهن وقالت:
هو ذاك الرجال، هو بو دخل فراسي الدودة.
أي دودة؟
سألتها جارتها مستفهمة، لكنها لم تجبها، بل قامت من جلستها قبل أن تكمل فنجانها وركضت إلى بيتها.
بعد مدة عاد زوجها إلى البيت، وسألها عن الطفل الذي تركه
صغيرا:
مرحبا وين؟
نظرت في عينيه، وإذا فيهما انكسار صريح، انكسار المهزوم في حروب لا ناقة له فيها ولا جمل، فلم تزد في إجابتها عن كلمتين:


سلام غاب.
شهق الرّجل كأن آخر شيء يتوقعه أن يكون وحيده قد مات.
ثم تمتم مستوثقا :
مات ؟
فأجابته صبيحة وقد غلبتها دموعها :
صابته أم الصبيان، أخذته معها.
وفي تلك اللحظة دخل الطفل من الباب فسألها زوجها :
من هذا الولد ؟
فطفقت تصرخ وهي تشير إلى سلام
هذا ما ولدي ولدي أخذوه الجن، هذا ولدهم، بدلوا ولدي وخلولي هذا.
ثم قامت فأمسكت بيد الطفل وسحبته لتخرجه من البيت
وهي تقول:
روح عند أهلك، هذا ما بيتك، وخبرهم يجيبوا ولدي.
حاول الولد التملص من قبضتها فأحكمتها عليه، ثم امتدت يدها الثانية إلى وجهه وبدأت تخدشه، وما أفلتت يده إلا لتقبض
على عنقه محاولةً خَنْقَه.
وعبثا حاول زوجها فك يديها المتصلبتين على رقبة الطفل. كانت تضغط بكل قوة والولد يختنق وعيناه تجحظان، وفي غمرة


ذلك تناول الأب بندقيته وضرب رأس زوجته بكعبها فألقاها صريعة على الأرض.
بقي سلام جالسًا عند رأس أمه ونطق لأول مرة بعد مرضه، وهو يرى الدم ينز من رأسها المشجوج:
شهر.. شهر.
وقف عامور ممسكًا بندقيته ينظر إلى جسد زوجته المطروح على الأرض، وإلى ولده الذي لم يكف عن مناداة أمه والبكاء عليها، ثمّ خرج من البيت.
ذهب إلى الوالي وسلّم نفسه واعترف بقتل زوجته، ولم يعد بعدها إلى البلاد، ولا سمع عنه شيء.
زاد الوعري في توعّره بعد أن فقد أهله ولم يبق له أحد، صار أحد، يذهب كل يهيم في البلاد ولا يقبل أن يتحدث مع يوم إلى الوديان العميقة ويختبئ بها، ثم يعود في عتمة الليل لينام في بيته.
من هين يأكل ؟
سأل الطفل أمه كاذية بنت غانم، فتناولت كفه الصغيرة و دستها بين كفيها وقالت:



  • كنت أكبر منه بخمس سنوات، وكنا جيران، البيت بالبيت.
    ظلت كاذية تأخذ الطعام إلى بيت الوعري وتضعه في الداخل مغطى بغطاء سميك عن الحشرات والحيوانات، وحين يعود


الوعري من جولاته في منتصف الليل جائعا وتعبا، يجد الطعام في مكانه المعتاد، فيأكل ثم يترك الأواني عند مدخل البيت، فتأتي هي في الصباح وتأخذها لتعيد الكرة في غيابه.
حياء:
وليش ما تزوجتيه ؟
ضحكت كاذية من سؤال طفلها، ثم أجابته وقد غطت شفتيها



  • أنا أتزوج الوعري؟ تريد الناس يقولوا ما تزوجت طول عمرها وما بغت غير الوعري؟
    هرش الطفل رأسه، محاولا فهم الفكرة، كيف يمكنها أن تهتم بشخص وترفضه في الوقت ذاته؟
    وبمجرد أن فعل ذلك اعتقدت كاذية أن طفلها مصاب بالقمل فبدأت في فلي رأسه، وهي تلومه:
    قلت لك إذا تلعب مع أولاد الجيران من تجي البيت لازم تسبح وتغسل شعرك.
    كان سالم يفكر في قصة سلام ود عامور الوعري، محاولا أن يتخيل كيف عاش ذلك الطفل وحيدًا بلا أب ولا أم، لا سيما أن هنالك وجه شبه بينهما، فهو أيضًا فقد أمه مثله، أمه التي قال عنها أحد الصبيان إنها ممسوسة، وإنّ الجنّ كانوا يسكنون رأسها. نعم، ذاك ما قاله الطفل عندما غضب منه وهما يلعبان، لكنه لم يخبر أمه كاذية بالأمر، بل ظل يحتفظ بكل ما يسمع لنفسه


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

تُعد عدالة الأح...

تُعد عدالة الأحداث من أهم القضايا التي تشغل الأنظمة القانونية والاجتماعية في مختلف دول العالم، نظرًا...

كان تحالف ديلوس...

كان تحالف ديلوس في البداية قوة دفاعية ناجحة، لكنه تحول مع الوقت إلى أداة للسيطرة الأثينية، مما أدى إ...

--- ### **التع...

--- ### **التعريف:** عوائق التعلم التنظيمي هي **عوائق إدراكية، أو ثقافية، أو هيكلية، أو شخصية** تم...

أولا شعر الحزب ...

أولا شعر الحزب الزبيري بدا يتنصيب عبد الله بن الزبير نفسه خليفة على الحجاز، واستمر تسع سنوات، وانته...

ث‌- الصراع: يع...

ث‌- الصراع: يعتبر من المفاهيم الأقرب لمفهوم الأزمة، حيث أن العديد من الأزمات تنبع من صراع بين طرفين...

تعرض مواطن يدعى...

تعرض مواطن يدعى عادل مقلي لاعتداء عنيف من قبل عناصر مسلحة تابعة لمليشيا الحوثي أمام زوجته، في محافظة...

زيادة الحوافز و...

زيادة الحوافز والدعم المالي للأسر الحاضنة لتشجيع المشاركة. تحسين تدريب ومراقبة العاملين الاجتماعيين...

Because learnin...

Because learning changes everything.® Chapter 13 Mutations and Genetic Testing Essentials of Biology...

ذكرت صحيفة نيوي...

ذكرت صحيفة نيويورك تايمز نقلا عن مصادر استخباراتية في الشرق الأوسط ومسؤولين إسرائيليين أن عز الدين ا...

تُعد طرائق التد...

تُعد طرائق التدريس من أهم العوامل التي تؤثر في جودة العملية التعليمية وفاعليتها. ومع تطور أساليب الت...

تعتبر بروفايلات...

تعتبر بروفايلات الدول مهمة للغاية في تحسين الفهم والتواصل الثقافي والاقتصادي بين الدول، وكذلك بين ال...

هدفت هذه الدراس...

هدفت هذه الدراسة إلى تحليل العلاقة بين السياحة والتنويع الاقتصادي وأثرهما المشترك على تحقيق النمو ال...