Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (50%)

فقد تتباين الأحزاب السياسية في طريقة نشأتها تبعاً للعوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي كانت سائدة في البلد الذي ظهرت فيه ما يعني انّ نشأة الحزب تتأثر الى حد كبير بالبيئة الحاضنة له . أدت عوامل عديدة إلى ظهور التكتلات في انجلترا، تمثلت بعوامل دينية وسياسية وأخرى اقتصادية واجتماعية، فأما العوامل الدينية فكانت تتمثل بالنزاعات التي حدثت في القرن السادس عشر ، وهذا انعكس سلباً على الحياة الاجتماعية وعلاقته بحياة المجتمع، فأدى بدوره الى بروز نتائج خطيرة على التجارة حين تراجعت وانعكست سلباً على امتيازات النبلاء، فدفع أسر اللوردات الى ان تستقطب حولها تكتلات سياسية، الأمر الذي أدى الى تكوين جيوش استقطبت عدداً غير قليل من أعضاء البرلمان ورجال القضاء وبالتالي جعلهم مسيطرين على مقاطعات كاملة ويتمتعون بنفوذ كبير ، فانقسم المجتمع الى قسمين وأفضى إلى تأثير سلبي على الجانب السياسي فنتج عنه تنافس حاد بين تكتلات سياسية (حزبي الويكزوالتوريز فيما بعد) كان الهدف منه الوصول الى السلطة والحكم، فكان لكل قسم أنصار من النبلاء انضموا اليه، ويمكن القول ان المجتمع البريطاني كان له أثر في احتضان التكتلات وأغلبها من الفئات الاجتماعية. فعندما بلغ التوتر السياسي بين البرلمان والملك درجة عالية من الشدة والخلاف، وأدى الى اندلاع الحرب وظهور ما يعرف باسم الجيش النموذجي الجديدThe New Model Army بقيادة اوليفر كرومويل (Oliver Cromwell) (1599- 1658/ 1653- 1658) القائد العسكري الذي قدر لظهوره ان يشكل حلقة مهمة في انتصار قوات البرلمان على قوات الملك شارل الأول ، استمر عهده زهاء ربع قرن اتسم حكمه بخلافه مع البرلمان وعهد من الحكم الفردي على غرار حكم والده الفردي سميت مدة حكمه الانبعاث (Emission)، ادرك البرلمان بعد القضية الكبير وأعلن تمسكه بكنيسته الانجليكانية وتحدى الملك وأصدر (قانون الاختبار(Test Act) ( عام 1673، لأنّ هذا يعني ضرورة تنازل شقيق الملك دوق يورك عن منصبه قائداً عاماً لسلاح البحرية المهم جداً للبلاد لاعتناقه الكاثوليكية ، بينما على النقيض منه تماما نأدى التوريزودعا الى ضرورة المحافظة على الأوضاع السائدة وقتذاك دون ادنى تغيير، فضلاً عن مشاكل عديدة دفعت باتجاه حل البرلمان، اما الأقلية فكانت تؤيد حزب الويكز، كما أدى ازدياد الاعتماد على الصناعة وتطورها الى ظهور طبقة عاملة زادت اهميتها وقوتها في المجتمع، فقد عمدت تلك الأحزاب الى استقطاب اكبر عدد ممكن من المقترعين لجانبها لضمان كسب ما تصبو اليه من اغلبية تؤهلها لتشكيل الحكومة ما جعل الأحزاب تكون ذات صبغة شعبية واضحة، إذ تكونت تلك الأحزاب في بادئ الأمر من أفراد ينتمون اجتماعياً الى تلك الطبقات العليا او المتوسطة العليا من المجتمع، أي ان حزب الويكز كان يتكون من جزء من الارستقراطية والطبقة الوسطى وبعض القوى السياسية التي ترغب في نوع من انتقال السلطة السياسية والقوة التنفيذية من التاج الى البرلمان، وذلك في عام 1679 عندما لم يكن له ولد يرث العرش، وتعد هذه العام (1679) الأولى التي استخدمت بها تسمية للحزبين الويكزوالتوريز. فلقد عد ذلك مخالفة صريحة للعادات وتقاليد الكنيسة الانجليكانية التي تنص على وجوب اعتناق الجالس على العرش وولي عهده المذهب الانجليكاني، فقد أدى ذلك الى ارتداد العديد منهم وعودتهم الى الكاثوليكية حتى انّ الملك شارل الثاني نفسه أعلن جهراً عودته الى الكاثوليكية، ويبدو ان ذلك كان جزءا من صفقة بينه وبين فرنسا تدعم فيها الاخيرة جهوده في اعتلاء العرش على الرغم من مذهبه المخالف، مقابل ان يتعهد الملك بالإعلان رسمياً عن اعتناقه المذهب الكاثوليكي ثانية، على ان يقوم الملك الفرنسي لويس الرابع عشر بإخماد الثورة اذا ما أعلنها الشعب الانجليزي ضد شارل الثاني، ولعل ذلك الإجراء أضعف الملك كثيراً وقلل من احترام شعبه، الى أصل محدد للكلمة، او الى سراق الخيول ولصوصها، أو الى فئة دينية شديدة التعصب تقطن اسكتلندا تتكون من جماعة فلاحي برسبباتية (وهم جماعة من اتباع كالفن لا تعترف بأدنى سلطة للكنيسة)، اوهي صرخة ينادي بها الفلاحون الاسكتلنديون لحث جيادهم على السير، وهناك من يقول ان سوء اجراءات الحكومة في اسكتلندا وايرلندا تسبب في وجود جماعات (عصابات) من الرجال الساخطين الذين بررت غيرتهم الدينية ميلهم الى العنف، فبعض المواثيق المجحفة في اسكتلندا قادت الى معارضة قوية آلت الى مقتل رئيس الاساقفة فيها وشهرت السلاح ضد الحكومة وحققت انتصارات عدة على القوات الملكية قبل ان تتمكن القوات الانجليزية القادمة من انجلترا من اخمادها، أما التوريز او (التوري) فهي كلمة دخيلة على اللغة الانجليزية من اللغتين الاسكتلندية والايرلندية على التوالي، اما في ايرلندا فإنّ المناطق الموحلة فيها غالباً ما كانت ملاجئ لحماية ارواح الكاثوليك الخارجين عن القانون عن حماية قوانين الحكومة الانجليزية، فأطلق الانجليز الاسم على الأقلية المعارضة لمرسوم الأبعاد بحق جيمس الثاني من البرلمان، وجلهم من ملاك الاراضي وأصحاب العقارات اسم التوريز على أساس انهم مؤيدون للكاثوليكية، في حين أطلقوا على الأكثرية المؤيدة لمقترح اصدار مرسوم الإبعاد ، وظل الويكزوالتوريز حزبين يتناوبان الحكم حتى حدوث الثورة الجليلة فأصبح الويكز يعرفون بالويكز؛ فلقد كان حزب الويكز يدعم الجماعات نفسها التي كانت تساند البرلمان في الثورة الأهلية من البروتستانت والبيوريتان والمنشقين والارستقراطيين الذين ساندوا البرلمان ويتبنون جماعة من المعارضين (المخالفين) للكنيسة الرسمية(Non- conformists)، وكان نفوذ هذا الحزب قوياً بين أصحاب الأموال, ولم يكن مؤيدو الحزب من أصحاب التسامح الديني لغير اتباع هذه الكنيسة على انهم كانوا من أنصار المحافظة على اختصاصات التاج والسياسة التقليدية. ويبدو انه لم يكن هناك فرق بين الحزبين من الناحية الايديولوجية في البداية، حتى لو أدى ذلك الى فقدان السيطرة البحرية والسيادة الانجليزية على بقية البحار، ونادوا بمنع العامة من التدخل في قضية مهمة تتعلق بعزل مليكهم أو تثبته .


Original text

من الجدير بالذكر أنّ الحديث عن نشأة النظام الحزبي في انجلترا له خصوصية مهمة وذلك لأنه يختلف في نشأته عن بقية الأنظمة الأخرى، ذلك انها نشأت وتأصلت وتطورت في احوال وظروف خاصة اضفت عليها طابعاً يميزها عن بقية الأحزاب الأخرى، فقد تتباين الأحزاب السياسية في طريقة نشأتها تبعاً للعوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي كانت سائدة في البلد الذي ظهرت فيه ما يعني انّ نشأة الحزب تتأثر الى حد كبير بالبيئة الحاضنة له .
أدت عوامل عديدة إلى ظهور التكتلات في انجلترا، تمثلت بعوامل دينية وسياسية وأخرى اقتصادية واجتماعية، فأما العوامل الدينية فكانت تتمثل بالنزاعات التي حدثت في القرن السادس عشر ، اما الاقتصادية فكان أثرها واضحاً بسبب تحول اراضي انجلترا الى ساحات للمعارك الداخلية، وهذا انعكس سلباً على الحياة الاجتماعية وعلاقته بحياة المجتمع، فأدى بدوره الى بروز نتائج خطيرة على التجارة حين تراجعت وانعكست سلباً على امتيازات النبلاء، فدفع أسر اللوردات الى ان تستقطب حولها تكتلات سياسية، الأمر الذي أدى الى تكوين جيوش استقطبت عدداً غير قليل من أعضاء البرلمان ورجال القضاء وبالتالي جعلهم مسيطرين على مقاطعات كاملة ويتمتعون بنفوذ كبير ، فانقسم المجتمع الى قسمين وأفضى إلى تأثير سلبي على الجانب السياسي فنتج عنه تنافس حاد بين تكتلات سياسية (حزبي الويكزوالتوريز فيما بعد) كان الهدف منه الوصول الى السلطة والحكم، فكان لكل قسم أنصار من النبلاء انضموا اليه، ويمكن القول ان المجتمع البريطاني كان له أثر في احتضان التكتلات وأغلبها من الفئات الاجتماعية.
فعندما بلغ التوتر السياسي بين البرلمان والملك درجة عالية من الشدة والخلاف، فتحول إلصراع منذ أواخر العام1641، وأدى الى اندلاع الحرب وظهور ما يعرف باسم الجيش النموذجي الجديدThe New Model Army بقيادة اوليفر كرومويل (Oliver Cromwell) (1599- 1658/ 1653- 1658) القائد العسكري الذي قدر لظهوره ان يشكل حلقة مهمة في انتصار قوات البرلمان على قوات الملك شارل الأول ، ويرجع الفضل الاكبر في قطف ثمار النصر إلى كرومويل وقواته من أصحاب الرؤوس المستديرة (Round Heads) وكان معظمهم من البيوريتانBuritan ، الذين اطلقت عليهم التسمية بسبب قص شعورهم لتمييزهم عن فرسان الملك مسترسلي الشعر ، ويمكن تلمس بدايات بعيدة لخلايا حزبية بسيطة عليها كانت موجودة في ظل جمهورية كرومويل، مثل حركة المسوين او المتساوين (The Levellers) ذات المبادئ الديمقراطية وحركة الحفارين(The Diggers) ذات الميول الشيوعية والافكار الخيالية الطوباوية (Utopian Communism) التي قضى عليها كرومويل بكل قوة وعنف .
وقد استمرت تداعيات الصراع الملكي الجمهوري مدة عقدين ونصف طيلة عهد الملك شارل الثاني (Charles II) (1660- 1685) الذي اعتلى العرش خلفا لريتشارد الثاني ابن كرومويل بعد مفاوضات، وانتهاء عهد الجمهورية، استمر عهده زهاء ربع قرن اتسم حكمه بخلافه مع البرلمان وعهد من الحكم الفردي على غرار حكم والده الفردي سميت مدة حكمه الانبعاث (Emission)، حتى تتضح صوره .
ادرك البرلمان بعد القضية الكبير وأعلن تمسكه بكنيسته الانجليكانية وتحدى الملك وأصدر (قانون الاختبار(Test Act) ( عام 1673، الذي نص على ضرورة تبعية أصحاب المناصب المدنية والعسكرية في الدولة للكنيسة الانجليزية ، وكان هذا القرار ضربة للملك؛ لأنّ هذا يعني ضرورة تنازل شقيق الملك دوق يورك عن منصبه قائداً عاماً لسلاح البحرية المهم جداً للبلاد لاعتناقه الكاثوليكية ، ومن ثم فليس غريباً ان يدعو الويكز الى تقييد سلطات الملكية، بل اخضاعها لإرادة البرلمان، بينما على النقيض منه تماما نأدى التوريزودعا الى ضرورة المحافظة على الأوضاع السائدة وقتذاك دون ادنى تغيير، وهو الأمر الذي يحمل في مضمونه دعوة لتكريس النظام الملكي والمحافظة عليه بسلطاته المطلقة ، فضلاً عن بدء الطرفين بفقد الثقة أحدهما بالآخر، لاسيما بعد اصدار البرلمان مرسوما أضيف الى قانون الاختبار يحرم الكاثوليك من دخول البرلمان، فضلاً عن مشاكل عديدة دفعت باتجاه حل البرلمان، وقد اتخذ القرار في 30 كانون الأول 1678، لكنه لم ينفذ رسمياً الا في 24 كانون الثاني 1679 .
كان المجتمع البريطاني في بداية نشأة الأحزاب مجتمعا زراعياً اقطاعيا يؤيد اكثريته حزب التوريز، اما الأقلية فكانت تؤيد حزب الويكز، إلاّ انه مع التغيير التدريجي للمجتمع الى الصناعة وبلوغ القطاع الصناعي أوج قمته وازدياد أصحاب المصانع ورجال المال، كل ذلك كان له بالغ الأثر في اجبار حكومة التوريز على إصدار قوانين الإصلاح الانتخابي التي منحت بمقتضاها الحق في الاقتراع لأصحاب المصانع، كما أدى ازدياد الاعتماد على الصناعة وتطورها الى ظهور طبقة عاملة زادت اهميتها وقوتها في المجتمع، مما دفعها الى المطالبة بالحقوق التي منحت لأصحاب المصانع .
ومنذ ذلك الوقت أصبحت أهمية الأحزاب تزداد بشكل ملحوظ، فقد عمدت تلك الأحزاب الى استقطاب اكبر عدد ممكن من المقترعين لجانبها لضمان كسب ما تصبو اليه من اغلبية تؤهلها لتشكيل الحكومة ما جعل الأحزاب تكون ذات صبغة شعبية واضحة، إذ تكونت تلك الأحزاب في بادئ الأمر من أفراد ينتمون اجتماعياً الى تلك الطبقات العليا او المتوسطة العليا من المجتمع، وليس صحيحاً من ان الأحزاب الانجليزية لم ترتبط من حيث نشأتها بالطبقة الاجتماعية فضلا عن إمكان انضمام الفئات الأخرى من المجتمع الى تلك الأحزاب ومنها الطبقة المتوسطة ، فقد كان معظم أنصار حزب التوريز من كبار الملاكين، فيما تكوّن أنصار الويكز من الطبقة الوسطى والتجار. أي ان حزب الويكز كان يتكون من جزء من الارستقراطية والطبقة الوسطى وبعض القوى السياسية التي ترغب في نوع من انتقال السلطة السياسية والقوة التنفيذية من التاج الى البرلمان، ولاشك ان الأحداث أوضحت بجلاء مدى الرغبة في إزاحة الأمير جيمس الثاني (James II) (1633- 1701/ 1685- 1688) ولي العهد، ولعل اكثر الوسائل التي كان ينتهجونها تمثلت بالاغلبية الشعبية التي كانوا يتمتعون بها في اوساط مختلف شرائح المجتمع الانجليزي .
فقد ظهر الانقسام السياسي بصورة واضحة خلال عهد الملك شارل الثاني، وذلك في عام 1679 عندما لم يكن له ولد يرث العرش، فعهد بولاية العهد من بعده الى اخيه دوق يورك جيمس الثاني المعروف بميله الشديد وتعصبه للمذهب الكاثوليكي وعلاقاته القوية بملك فرنسا لويس الرابع عشر (Louis XIV) (1638- 1715/ 1643- 1715) ، وذلك اثناء مكوثه في المنفى في فرنسا مع والدته هنريتا ماريا (Henrtia Maryai) وأخيه الأكبر شارل الثاني مع تأكيد المؤرخين على اعتناق الملك شارل الثاني المذهب الكاثوليكي سراً وعدم الجهر به بادئ الأمر متأثرين في ذلك بأخوالهم الفرنسيين، وتعد هذه العام (1679) الأولى التي استخدمت بها تسمية للحزبين الويكزوالتوريز. فلقد عد ذلك مخالفة صريحة للعادات وتقاليد الكنيسة الانجليكانية التي تنص على وجوب اعتناق الجالس على العرش وولي عهده المذهب الانجليكاني، ولما كانت الأسرة المالكة الانجليزية متأثرة بفرنسا الكاثوليكية؛ فقد أدى ذلك الى ارتداد العديد منهم وعودتهم الى الكاثوليكية حتى انّ الملك شارل الثاني نفسه أعلن جهراً عودته الى الكاثوليكية، بل انه عمد الى تعيين أنصاره ومؤيديه في القصر ومؤسسات الحكومة وطرد الانجليكان المخالفين منها ، ويبدو ان ذلك كان جزءا من صفقة بينه وبين فرنسا تدعم فيها الاخيرة جهوده في اعتلاء العرش على الرغم من مذهبه المخالف، مقابل ان يتعهد الملك بالإعلان رسمياً عن اعتناقه المذهب الكاثوليكي ثانية، على ان يقوم الملك الفرنسي لويس الرابع عشر بإخماد الثورة اذا ما أعلنها الشعب الانجليزي ضد شارل الثاني، ولعل ذلك الإجراء أضعف الملك كثيراً وقلل من احترام شعبه، مع ان الامور سارت بسلام .
لم يتفق الباحثون على مصطلح واحد للويكز او (الهويغ., الهويج, الهويكز, الويكز)، الى أصل محدد للكلمة، اذ ذكرت آراء عديدة، فقد ارجعها البعض الى سوط الحوذي (مدرب وسائس الخيول)، او الى سراق الخيول ولصوصها، أو الى فئة دينية شديدة التعصب تقطن اسكتلندا تتكون من جماعة فلاحي برسبباتية (وهم جماعة من اتباع كالفن لا تعترف بأدنى سلطة للكنيسة)، او انها بمعنى النقي، او انها تعني الفظ او غليظ القلب، اوهي صرخة ينادي بها الفلاحون الاسكتلنديون لحث جيادهم على السير، والمقصود بذلك هنا الحزب السياسي الجامح. وهناك من يقول ان سوء اجراءات الحكومة في اسكتلندا وايرلندا تسبب في وجود جماعات (عصابات) من الرجال الساخطين الذين بررت غيرتهم الدينية ميلهم الى العنف، فبعض المواثيق المجحفة في اسكتلندا قادت الى معارضة قوية آلت الى مقتل رئيس الاساقفة فيها وشهرت السلاح ضد الحكومة وحققت انتصارات عدة على القوات الملكية قبل ان تتمكن القوات الانجليزية القادمة من انجلترا من اخمادها، فأطلق الاسكتلنديون على هذا النمط من النشاطات الذي راج بين قرويي الاراضي المنخفضة الغربية اسم الويكز .
أما التوريز او (التوري) فهي كلمة دخيلة على اللغة الانجليزية من اللغتين الاسكتلندية والايرلندية على التوالي، اما في ايرلندا فإنّ المناطق الموحلة فيها غالباً ما كانت ملاجئ لحماية ارواح الكاثوليك الخارجين عن القانون عن حماية قوانين الحكومة الانجليزية، فأطلق عليهم اسم التوريز، وقد شاع استخدام هذه التسمية في انجلترا، فأطلق الانجليز الاسم على الأقلية المعارضة لمرسوم الأبعاد بحق جيمس الثاني من البرلمان، وجلهم من ملاك الاراضي وأصحاب العقارات اسم التوريز على أساس انهم مؤيدون للكاثوليكية، في حين أطلقوا على الأكثرية المؤيدة لمقترح اصدار مرسوم الإبعاد ، وكان جلهم من النبلاء الجدد والبرجوازية اسم الويكز، وظل الويكزوالتوريز حزبين يتناوبان الحكم حتى حدوث الثورة الجليلة فأصبح الويكز يعرفون بالويكز؛ لأنهم أرادوا تقليص سلطة الملك وزيادة صلاحيات البرلمان، فيما اصبح التوريز يعرفون بالتوريز لرغبتهم في المحافظة على النظام الملكي وصلاحيات الملك ، كما سيتبين لاحقا.
وبالعودة الى قضية تولي الكاثوليكي جيمس الثاني العرش الانجليزي، فلقد كان حزب الويكز يدعم الجماعات نفسها التي كانت تساند البرلمان في الثورة الأهلية من البروتستانت والبيوريتان والمنشقين والارستقراطيين الذين ساندوا البرلمان ويتبنون جماعة من المعارضين (المخالفين) للكنيسة الرسمية(Non- conformists)، وكان نفوذ هذا الحزب قوياً بين أصحاب الأموال, اما التوريز فقد كانوا من السادة الانجليكان ذوي النفوذ السائد من طبقة الملاك الزراعيين (Agricultural landowner class) والارستقراطيين أنصار الملكية (المؤيدين) (Conformists) والكنيسة الانجليكانية (الرسمية) التي انفصلت عن كنيسة روما في عهد الملك هنري الثامن (Henry VIII) (1509- 1547) فاصبح الملك رئيساً لها منذ ذلك العهد ، ولم يكن مؤيدو الحزب من أصحاب التسامح الديني لغير اتباع هذه الكنيسة على انهم كانوا من أنصار المحافظة على اختصاصات التاج والسياسة التقليدية.
ويبدو انه لم يكن هناك فرق بين الحزبين من الناحية الايديولوجية في البداية، عدا انّ الويكز برئاسة الايرل اوف شافتسبوري (Earl of Shaftesbury)(1660- 1685) كانوا أشد معارضة لسياسة الملك شارل الثاني الموالية لفرنسا، وطالبوه بالتركيز على مصالح انجلترا في القنال الانجليزي والسيطرة على مضيق دوفر(Dover Strait) من خلال تطبيق سياسة بروتستانتية فيهما وضرب المصالح الفرنسية والاسبانية هناك، حتى لو أدى ذلك الى فقدان السيطرة البحرية والسيادة الانجليزية على بقية البحار، وكان التوريز يؤيدونهم في كل ذلك، لكنهم اختلفوا معهم فقط في رفض تنحية الأمير جيمس الثاني عن ولاية العهد، أي أنّ تأييدهم للملكية بلغ درجة يقبلون بملك كاثوليكي، مع انهم اشترطوا ان يحتفظ بدينه لنفسه، ولا يتعرض للكنيسة الانجليكانية، ونادوا بمنع العامة من التدخل في قضية مهمة تتعلق بعزل مليكهم أو تثبته .


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

Chapter 4: Inte...

Chapter 4: Intellectual Property Slides prepared by Cyndi Chie and Sarah Frye Intellectual P...

منذ أول عملية ل...

منذ أول عملية للتخلص من النفايات المشعة في العالم في أوك ريدج بولاية تينيسي في عام 1944 ، تتراوح موا...

الدولارالأمريكي...

الدولارالأمريكي القوي يثقل كاهل العالم حيثتنخفض العملات في جميع أنحاء العالم النسبةالمئوية للتغير م...

The skin and br...

The skin and brain are anatomically and functionally connected in a bi-directional manner (the skin-...

خامسا: الافتراض...

خامسا: الافتراض المسبق هو أمر يفترضه المتكلمون ويسبق تفوههم بالكلام، وهو لا يكمن في كلمة أو عبارة، ف...

The appearance ...

The appearance design of digital sound level meter is novel, small and portable(App is just for the ...

إن عدم قابلية ح...

إن عدم قابلية حقوق الإنسان وترابطها وتشابكها مصطلح يبرز بشكل متزايد في الخطاب الدولي لحقوق الإنسان. ...

الإجراءات الجزا...

الإجراءات الجزائية الخاصة بقضايا الأطفال: إن جنوح الأطفال يعتبر ظاهرة مست كل المجتمعات، حيث كان ينظ...

جذور الفكر الما...

جذور الفكر الماركسي في العراق لقد كان لانتصار ثورة أكتوبر الاشتراكية عام 1917 الحافز الأول لانتشا...

can help you so...

can help you sort data for easier access, analysis, or presentation Employed in situations where mi...

Recurrent otiti...

Recurrent otitis media and behaviour problems in middle childhood: A longitudinal cohort study Ali A...

‏Organization o...

‏Organization of the Nervous System, Basic Functions of Synapses, and Neurotransmitters. The nervou...