Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (100%)

البرابرة الجرمان واثرهم في سقوط االمبراطورية الرومانية ان اعتراف قسطنطين بالمسيحية يعتبر خطوة خطيرة , ويكفي أن هذا االعتراف ما تبعه انتشار المسيحية انتشارا امن وسريع كان دعامه كبرى من الدعائم التي قامت عليها االمبراطورية الرومانية التي اخذت تترنح لتنهار امام من عقيدة جديدة ومبادئ جديدة تستهدف تنظيم وانما كان انتقال عاصمة االمبراطورية الرومانية من روما الى القسطنطينية ال يقل أثر في مسخ وجه العالم القديم وتغيره. اذ تلفت الناس حولهم ليجدو روما وهي المدينة الخالدة الجبارة مهد االباطرة العظام التي سادت في الشرق والغرب حتى غدت شعارا للمدينة والحضارة وصار ما عادها رمزا للبربرية وللتأخير واصبحت هذه المدينة أصبحت فجأة مهددة بالذبول بعد ان هجرها االباطرة واقام االباطرة على شاطئ البسفور حيث بنو القسطنطينية ليجعلوا منها روما الجديدةناهيك عما اتصفت به حكومة االمبراطور قسطنطين من طابع وراثي فضال عن تأييد هللا ورجال الدين , فقد شهدت تلك المرحلة اندثار فكرة اساسية طالما ميزت الحضارة اليونانية وهي فكرة المواطنة . جعلتنا نعتقد امورا وتغيرات كبيرة اخذت تبدو واضحة على المسرح ا لسياسي للبالد وكان اخطرها الهجمات المتالحقة للبرابرة الجرمان والجرمان األوائل هم مجموعة من الشعوب البدائية كانت اخالقهم مزيجاًمن الفضائل والنقائص التي عرفت بها كل الشعوب البدائية مثلهم ذلك فقد جمعوا بين الشجاعة والقسوة وبين الكرم وعدم مراعاة أصول الجيرة هذا فضالً عما عرفوا به من احترام للعهد وترابط بين افراد االسرة الواحدة ورعاية المرأة وهي الصفات التي ظلوا عليها والتي لم يفسدها سوى اختالطهم بالرومان وتأثرهم بهم كذلك أولع الجرمان بالميسر والمقامرة حتى بلغ األمر بالفرد الذي يفقد ماله أن يقامر على حريته. الجرمان فكانت خليطاً أما ديانة بين األساطير وعبادة القوى الطبيعية , تماثيل آللهتهم كما أن الكهنة لم يؤلفوا طبقة خاصة في مجتمعهم. الجرماني في أول األمر حيث تمتع االب بسلطة مطلقه على زوجته وأوالده بلغت حقه في سلبهم الحياة, مجموعة عشائر. لم يتمتع بحق ملكية األرض سوى األحرار والنبالء فقط في حين كان جميع افراد االسرة مسئولين مسئولية مشتركة عما يرتكبه أحد أفرادها من جرائم وفي حالة القتل كان انقسم الجرمان من حيث البناء االجتماعي الى ثالث طبقات : النبالء واألحرار والرقيق وكان النبالء يشكلون الطبقة السلم في األكل والنوم, والرقيق. لم يقم هؤالء الرقيق بدور هام في الخدمة المنزلية وانما اقتصر عملهم على الزراعة أما األحرار فلم يكونوا أحسن حال من الرقيق ‘ وهنا نالحظ أمرين أولهما : أن الحرية وملكية األرض كانا أمرين متالزمين في المجتمع الجرماني, بملكية األرض. أن الجرمان عاشوا في قرى متناثرة وسط األحراش والغابات وكانت منازلهم عبارة عن اكواخ مشيدة من األغصان والطمي , كانوا يرتدون مالبس بسيطة من جلود الحيوانات كان طعام الجرمان بسيط يتألف من اللبن والفاكهة ولحوم الصيد والحبوب , والشعير, كان يوجد تواصل دائم بين القرى عن طريق األنهار والممرات التي تتخلل الغابات . بالخيل والماشية وغيرها من الحيوانات األليفة, لقد عرف الجرمان النقود الرومانية كما عرفوا األواني الذهبية والفضية ولكن الحيوانات السابقة حلت عندهم محل النقود في التبادل والمعاملة. كان التنظيم السياسي في الجرمان بسيط جداً وحدته القرية او المارك ومن بعدها تأتي المائة ثم تأتي المقاطعة أو المديرية وتتألف من عدة مئات , ومن مجموع المقاطعات تتألف الدولة القبلية كانت للدولة الجرمانية جمعية عمومية تضم جميع افرادها المحاربين وال تنعقد اال في حالة الحرب أو الهجرة, كذلك وجدت جمعيات أو مجالس للمقاطعة وللمائة على مقياس أصغر تتألف من النبالء واألحرار ولكنها تجتمع في وقت السلم لبحث المسائل المدنية. أن ملوك الجرمان لم يكونوا أكثر من قادة حربيين دون أن يتمتعوا بسلطة مطلقة في التشريع أو والعرف المتوارث دون ان يمتلك فرد أو زعيم حق تغيير األوضاع المألوفة. ظهر خطر الجرمان على اإلمبراطورية الرومانية في القرن الثالث على عهد االمبراطور كاراكاال عندما تقدم القوط جنوبا من شواطئ يعيثون فسادا 269 . ان هذه العناصر ً حتى هزمهم اإلمبراطور كلوديوس الثاني قين يسوس سنة تألفت من جماعات تفيض بالحيوية والقوة طعمت حضارة العالم القديم وما يقال ان الجرمان كانوا معادين للحضارة الرومانية وانهم مسئولين عن تدمير هذه الحضارة فهذا قول مشكوك فيه ألن الحضارة الرومانية كانت تترنح قيل الغزوات الجرمانية. حيثأخذت تتدهور فعال واصبحت في المفاجئ السري ومن أهم اال مثلة لبعض من هذه الشعوب التي هاجمت امبراطورية روما وقضت على جزء هام الفرنجة, اإلمبراطورية. ذلك ان قبائل الفرنجة المتقلبة التي كونت فيما بينها حلفا مائعا في القرن الثالث و الفرنجة البريون , وكان كل من هذين الفرعين قد استقر فعال في القرن الرابع داخل حدود في حين امتد الفرنجة البريون في منحدرات الراين الغربية ومن مدينة اكس الشابل الى مدينة منز ويعتبر كلوفس المؤسس الحقيقي لدولة الفرنجة البحريين , اذ استطاع ان ينزل الهزيمة في سواسون سنة486 بسياجريوس وهو الذي ظل يمثل اخر بقايا اإلدارة الرومانية في حوض السين على الرغم من سقوط اإلمبراطورية في الغرب قبل ذلك بعشر سنوات. وقد اخذ كلوفس يعمل بسرعة وكان من الطبيعي ان يقابل أهالي البالد األصليين هذا التغير بقليل من الدهشة وهكذا جاء وقت على غاليا و الفرنجة. وهكذا ظهر عامل جديد ساعد الفرنجة على التوسع عقب سنة 496 بعد ان اخذ األهالي من الرومان الكاثوليك في ب قية انحاء غاليا يتمنون الدخول تحت حكم كلوفس الملك الجرماني الذي يتفق معهم في المذهب . على انه يالحظ ان توسع الفرنجة في تلك المرحلة لم يقتصر على الجهات الغربية و الجنوبية , وانما امتد أيضا في االتجاهين الشرقي و الشمالي الشرقي وقد حدث سنة 496 ان اخذ االلمان حتى لحماية انفسهم من الفرنجة . وتعتبر هذه الحرب بين الفرنجة و االلمان على جانب كبير من األهمية حيث انها أدت الى توسع الفرنجة في اال تجاهين الشرقي و الشمالي الشرقي كما الجرماني األول فيما وراء الراين من جهة أخرى, فضال عن نجاح الفرنجة في وقف التيار على ان المملكة وقد ظهرت وهي اوستراسيا ونستريا , ومهما يكن من امر , الغزو انتهى سنة 561 ليبدا عصر اخر . القوط الشرقيون حيث انتهى ما للدولة الشرقية من سيادة اسمية في إيطاليا سنة 489 وذلك عندما غزاها القوط الشرقيون تحت زعامة ثيودريك. وقد تعرض القوط الشرقيون سنة 375 لخطر الهون ولكنهم لم وظلوا تحت سيطرة الهون ما يقرب من سبع وسبعين سنة. استمر الهون مسيطرين على القوط الشرقيين حتى توفي أتيال وتفككت إمبراطورتيه واخذت الشعوب الخاضعة للهون تتحرر من سيطرتهم واستغلوا القوط ما لحق أقاليم الدانوب من خراب ودمار امرا شرقيون الى الجنوب داخل حدود ً معتذراً في اإلقامة فيها, لذلك اتجه القوط ال اإلمبراطورية وأخذوا يسببون لها مضايقات شتى. وعلى الرغم من ان قوات اإلمبراطورية الشرقية أسرت ثيودريك – ابن ملك القوط الشرقيين- وأرسلته رهينة الى القسطنطينية. الشرقيون هي أن يلهيهم بإيطاليا فألقاها لهم لقمة سائغة سنة 488 . وكان إن نفذ القوط الشرقيون فحاصره القوط الشرقيون حتى استسلم سنة 493 ولم يلبث ان دخل ثيودريك رافنا ليقتل أدواكر ويصبح سيد إيطاليا. كان ثيودريك من الوجهة القانونية نائباً عن إمبراطور الدولة الشرقية في إيطاليا حتى أنه نقش اسم اإلمبراطور البيزنطي على العملة, ولكنه صار من الناحية العملية ملكاًمستقالً على مملكة القوط الشرقيين التي شملت إيطاليا وصقلية , في حين ظلت كورسيكا وسردينيا في أيدي الوندال. اتخذت غزوة القوط الشرقيين إليطاليا شكل الهجرة العامة , أما زعيمهم ثيودريك فكان أعظم شخصية سياسية وكاد أن يكون الشخص الوحيد المعاصر الذي اجتمعت فيه مظاهر العصور بربرياً. تمتعت إيطاليا في عهده بحكومة قوية سارت وفق األساليب والنظم الرومانية , ثيودريك سوى تعديالت قليلة نسبياً على النظم القائمة بإيطاليا. لحكومة بيروقراطية تشبه ف اتخذ ثيودريك قصره في رافنا مركزا ي طابعها النظام اإلمبراطوري ً القديم, الخاصة واذا كان القوط الشرقيون احتفظوا من الناحية الشكلية بقوانينهم الخاصة اال أن هذه القوانين اصطبغت من الناحية العملية بالطابع الروماني حتى انها لم تلبث ان فقدت طابعها األصلي بعد عدة أجيال. ومن أمثلة اعالم الرجال الذين استعان بهم ثيودريك : كاسيدورس , أنوديوس , خالف ثيودريك الجرمان في أنه حافظ على المبدأ الروماني القديم الخاص بالفصل بين الوظائف المدنية والحربية مما زاد من الحقد المتبادل بين الموظفين المدنيين الرومانيين وقادة القوط العسكريين. على الرغم مما عرف به ثيودريك من تسامح ورغبة في التوفيق بين أهالي إيطاليا األثناسيوسين والقوط اآلريوسيين اال أن الخالف المذهبي ظل يحول دون حسن التفاهم بين الطرفين. عني ثيودريك بالمحافظة على جعله أحد بناة الحضارة في أوائل العصور الوسطى. وعلى الرغم من ذلك كله فإن هذا البناء الكبير الذي قام به ثيودريك كان ال يمكن أن يدوم طويالً فالقوط الشرقيون أقاموا وسط مجتمع كبير من أهالي إيطاليا األصليين, هذا فضالً عن أن القوط الشرقيين قطعوا صلتهم بالجرمان فيما وراء الدانوب والراين مما ترتب عليه انقطاع الشريان الرئيسي الذي يحيي في القوط روحهم ويذكرهم بأصولهم. والفنون وحرصه على إقامة الكثير من الجسور والطرق والحمامات اال ان البناء الذي أقامه لم يكن قوي األساس وبالتالي لم يقدر له البقاء الطويل. العوامل التي قضت على أمل ثيودريك في إقامة ملكية قوطية ثابتة األركان في إيطاليا هي: 1 -ذكرى روما القديمة 3 -الخالفات المذهبية بين القوط الشرقيين وأهالي إيطاليا األصليين . قام جستين األول –امبراطور الدولة البيزنطية - بحركة اضطهاد ضد اآلريوسيين أدت الى تعذيبهم ومصادرة كنائسهم مما جعل ثيودريك يرسل بعثة برئاسة البابا حنا األول سنة 525 الى وفشلت هذه البعثة مما جعل ثيودريك يتشكك في جميع حنا األول في العام التالي, وتوفي ثيودريك سنة 526 بعد أن سلم جميع الكنائس الكاثوليكية في الى إيطاليا سنة بعد وفاة ثيودريك ارسل جستنيان جيشا 536 الستردادها من القوط الباسلة اال ان ً قوتهم انهارت سنة 552 وبذلك اختفى القوط ا لشرقيين كأمه قائمة بذاتها من صفحة التاريخ. االنجليز وبريطانيا : انسحبت الفرق الرومانية من بريطانيا في أوائل القرن الخامس, فلم تلبث االحداث التي ش هدتها في المائة والخمسين سنة التالية أن جعلتها تتوارى تماماًمن فوق مسرح التاريخ حتى اذا ظهرت على المسرح مرة أخرى كانت قد اتخذت صبغة جديدة وأصبحت إنجلترا ال بريطانيا. ذلك أن عناصر مختلفة من التيتون المقيمين على شواطئ بحر الشمال وفي شبه جزيرة جتالند وقد جددت هذه العناصر إغاراتها بعد انسحاب الجيوش الرومانية سنة 442 ولكنهم أغاروا في هذه المرة على بريطانيا مصطحبين معهم نسائهم واوالدهم بقصد اإلقامة حتى تم لهم اجتياح إنجلترا ما عدا إقليم كورنوول في الجنوب الغربي. انتهى امر الجرمان في صلب القارة باستقرارهم نهائياً وسط الشعب الروماني والتأثر بأوضاعهم أهالي البالد األصليين من الكلت مما جعل المسيحية تختفي مؤقتا لم يكن الغزاة تحت ًمن البالد. وحدة سياسية تربط البالد تحت سيطرتهم وانما كانوا سبع ممالك قبلية عرفت بالممالك السبع وقد استمرت الحروب والمنازعات بين هذه الممالك السبع حتى استطاع اثلبرت ملك كنت أن يفرض سيادته عليها جميعاً. كان اثلبرت قد تزوج برت ا وهي أميرة زنجية مسيحية في الوقت الذي وصل الى إنجلترا القديس وكان وصول أوغسطين إلى كنت سنة إنجلترا من جهة أخرى مما أدى الى خروج أهالي بريطانيا عن عزلتهم وارتباطهم من جديد بمؤثرات الحضارة الغربية. عوثيه صادفوا عناداً ان القديس أوغسطين لم يصادف صعوبة في نشر المسيحية في كنت ولكن مب شديداً في بقية انحاء الجزيرة , وعلى الرغم من ذلك تقدمت المسيحية تقدماً حثيثاً في تلك البالد حتى غدت الكنيسة أكبر قوة حضارية تعمل على نشر المدنية والوحدة القومية بين ربوعها. اعترضت سبيل تنظيمها وربطها ان الكنيسة في إنجلترا واجهت صعابا بالبابوية لكنها استطاعت ً ان تتخطى الصعاب في القرن السابع مما أتاح إلنجلترا نصيباًمن تراث الحضارة الكالسيكية. أما في الجانب السياسي قد ظلت إنجلترا تعاني الكثير بسبب االنقسامات وعدم الوحدة حتى استطاع إجبرت ملك وسكس أن يغزو الجزء الجنوبي الغربي من شبه الجزيرة سنة 815 وان يهزم مرسيا سنة 819 وبذلك اصبح سيد إنجلترا وصارت وسكس أكبر قوة سياسية عندما بدأت تشتد أغارات الفيكنج في القرن التاسع. ان الغزوات التي قام بها البرابرة تركت اثراً واضحاً في المجتمع الروماني ذلك ان هذه الغزوات أدت الى تحطيم اإلمبراطورية الرومانية في الغرب وضياع معظم اقاليمها غنيمة في ايدي الغزاة أن جستنيان امبراطور الدولة البيزنطية بذل جهداً كبيراً في استرداد األقاليم التي فقدتها اإلمبراطورية الرومانية في شمال افريقيا وإيطاليا واسبانيا ولكن نجاحه كان مؤقتاً سريع الزوال. أما من الناحية االقتصادية ف ان اإلمبراطورية الرومانية كانت تشكو أعراض التدهور االقتصادي قبل أن تقوم جموع الجرمان بغزو أراضيها لكن هذه الغزوات جاءت لتزيد الطين بلة ألن التدمير الشامل الذي نتج عنها وما صاحبها من حرب بين الغزاة بعضهم بعض أو بينهم وبين الجيوش الرومانية أدت الى توقف التجارة والزراعة والصناعة بل الى تدهور مستوى المعيشة بوجه عام. اذا كانت هناك ناحية من نواحي الحياة اإلمبراطورية قدر لها البقاء واالستمرار في ظل التطورات الجديدة فأنها كانت الكنيسة الكاثوليكية التي تركها الجرمان تباشر نشاطها حتى ان ازدادت في ذلك العصر قوة ونفوذا االخطار التي واجهت العالم الروماني من جهة ً واسقطاإلمبراطورية الغربية من جهة أخرى جعلت الكنيسة الغربية تبدو في صورة القوة الوحيدة التي يمكنها انقاذ ما يمكن إنقاذه من تراث الماضي كما غدا القساوسة مثل الزعماء الطبيعيين تستهدف تنظيم العالقات بين هللا والبشر , الى القسطنطينية فكان ال يقل أثر في مسخ وجه العالم القديم. الموضوع الثاني الفيكنج هم تلك العناصر الشمالية التي سكنت شبه جزيرة سکند ناوة وشبه جزيرة الدانمارك ، والتي اتخذت اغاراتها على أوربا شكال خطيرا في القرن التاسع . وقد أطلقت هذه العناصر على نفسها بمعنى سكان الفيوردات أو الخلجان ، - Vikings - وأطلق عليها المعاصرون - اسمالفيكنج وهي الظاهرةالطبيعية التي تمتاز بكثرتها شواطىء الجهات الشمالية الغربية من أوربا واذا كان الفيكنج يرجعون إلى األصل التيتوني أوالجرمانی ، اال أننا نفرق بينهم وبين العناصر الجرمانية األولى التي أغارتعلى أوربا في أواخر العصور القديمة وأوائل العصور الوسطى و ذلك أن الفيکنج ظلوا برابرة خالصين محافظين على أوضاعهم التيتونية البدائية فيمايختص بنظم الحكم والبناء االجتماعى والديانة ، العالم الروماني والبحر المتوسط ، بخالف غيرهم من العناصر الجرمانية السابقة التي اتصلت بالحضارة الرومانية واحتکت بالمسيحية قبل اقتحامها حدود االمبراطورية بعدة قرون ولم تحاول االمبراطورية الرومانية أو امبراطورية الفرنجة مد سيطرتها على العناصرالشمالية حتى كان الكتاب يقول بأن الفيكنج هم مستكشفوا اورو با وليست أوربا هي التي كشفت عن الفيکنج ولم اللهم اال أن طبيعة بالدهم الجبلية ذات الغابات واألحراش والمستنقعات ، لم تترك لهم مجاال يعيشون فيه سوى السهول الساحلية ، وهي ال تعدو في معظم األحيان ان تكون أشر طه ضيقة وهكذا دفعت الطبيعة الفيکنج نحو البحر ، فبرعوا في بناء السفن الصغيرةالمك شوفة التي اتصفت بطولها وقلة عرضها وسارت بالمجداف أو الشراع ، وجابوا بها شواطيء أوربا من البحر البلطى بل قاموابرحالت بعيدة في المحيط األطلسي حتى أصبحوا أعظم الشعوب البحريةالتي عرفتها أوربا بالعصور الوسطى . لذلك اتخذت اغارات الفيکنج شکالبحريا أقرب إلى القرصنة منه إلى الزحف البرى الذي اتصفت به هجمات بقية الشعوب التيتونية قبل ذلك بأربعة قرون أو خمسة . محارب منهم مزودا ببلطةوحربة طويلة ، أما األسباب التي دفعت الفيكنج إلى الخروج من بالدهم والقيام بهذه الحركة التوسعية الهائلة ، فمن الناحية النفسية أثبت منها ، وهذا الشعور كما يمكن و أمامن الناحية االقتصادية : لذلك تضررالفيكتج عندما غزا الفرنجة فريزيا وسكسونيا نظرا لما ترتب على هذا الغزومن شل نشاطهم التجاري ، و بالتالي مضايقتهم اقتصاديا ومن الناحية االجتماعية: يقال أن أعداد الفيكنج تزايدت في القرن التاسع حتى ضاقت عليهم بالدهم الفقيرة ولم تعد تسع لهم األشرطة الساحلية الضيقة الممتدة على شواطىءسكندناوة ودانمرك ، مما دفعهم إلى الهجرة إلى حاجتهمولكن ال يوجد في الواقع أدلة تاريخية حاسمة أن ازدياد السكان وتضخمهمكان سببا أساسيا لهجرة الفيكتج في القرن التاسع وأخيرا يأتي العامل السياسي ممثال في نشأة الملكية بين الفيكنج وبخاصة في الترويج حيثتركزت السلطة قرب منتصف القرن التاسع في يدي هارولد عن الخضوع في ظل نظام لم يألفوه . أيضا تطورات سياسية داخلية أدت بكثير من جموع الفايكنج إلى الهجر وهنا نالحظ أن الفريزيين غرب أوربا ، حتی قوتهم كانت عقبة في سبيل توسع الفيکنج جنوبا . الفرنجة بالفريزيين وحطموا قواتهم على أيدي شارل مارتلسنة ۲۳4 ثم شارلمان سنة ۷۸۰ ، أن واذا كنا في حديثنا عن الفيکنج نقسمهم إلى نرويجين وسويديين ودانيين يجب أن نشير إلى أن هذا التقسيم ال يعني وجود فوارق بين هذه الفئات الثالث ، وانما كل ما يقصد به هو اإلشارة وبعبارة أخرى فان العصر الكارولنجي لم يعرف وحدات سياسية تحمل اسمالنرويج أو السويد أو الدانمرك . وهنا نالحظ أثر التوجيه الجغرافي في توزيع غزو ات الفيكنج ، فالسويديونالذين يواجهون شرق أوربا عبروا البلطيق وسلكوا الطرق الطبيعية التي هيأتهاوديان األنهار للوصول إلى سهول شرق اما النرويجيونفقد اتجهوا غربا فوصلوا انجلترا وأيرلند والجزر الغربية، فضال عن الجزرالشمالية في المحيط األطلسي . هذا في حين اتجه الدانيون نحو الجنوب والغربفهددوا شواطيء االمبراطورية الكارولنجية في ألمانيا وفرنسا ، ويمكن تقسيم األدوار التي مرت بها عالقة الفيکنج بغرب أوربا إلى ثالثة أ دواروهي كالتالي: أما دور الهجوم فقد بدأ في . األول دور الهجوم والثاني دور االستقرار والثالث دور الدفاع وأيرلند . لم تحل قبضة شارلمان القوية دون تعرض امبراطوريته لهجمات الفيكنج ولكن هذه الهجمات لم ثم بوجه خاص بعد وفاة لويس التقي. والجدير بالذكر فقدجاء في موسوعة تاريخ كامبردج أن المقصود بالفيکنج و جموع الشماليين والدانيين والسويديين ، في حين أن لفظ الفيکنج اکثر شموال ألنه يعني جميع سکان سکندناوة والدا نمرك في القرن التاسع : والواقع أن معظم حوليات العصور الوسطى لم تحاول التفرقة بين الدانيين - والدانمرك والنرويجيين ، وسوف نجد هذه التفرقة واضحة بين الفئتين في كتابات االيرلندين المعاصرة. دونوا حولية انجلو سکسون فقد حرصوا على استخدام لفظ الشماليين Norornenn للداللة على النرويجيين فقط اما غزوات الفيكنج ضد اوروبا فقد تمثلت في غزوات صيفية يخرجون من بالدهم صيفا وعندما يعتدل الجو يعودون اليها في الخريف وقد اكتظت سفنهم بالغنائم واألسالب . على أن حركة توسع الفيکنج لم تلبث أن دخلت دورا جديدا عند منتصف القرن التاسع ، عندما أخذوايقضون فصل الشتاء خارج بالدهم في معسكرات حصينة أو في الجزر المنيعةالواقعة قرب شواطىء البالد وبعدأن كانوا في الدور األول يأتون على هيئة جماعات صغيرة أصبحوا في هذاالدور الثاني يغيرون على بالد غرب أوربا في هيئة جموع ضخمة مستعمرةقصيرة العمر في أيرلند سنة 843 کما قضوا الشتاء ألول مرة في انجلتراسنة ۸۰۱ ، نور منديا . وكلما هجر األهالى األجزاء القريبة إلى وأخيرا يأني الدور الثالت في أواخر القرن التاسع ، بمقاومة أهالى البالد وحكامها للفيكنج في حين التزم هؤالء األخيرونجانب الدفاع .


Original text

البرابرة الجرمان واثرهم في سقوط االمبراطورية الرومانية
ان اعتراف قسطنطين بالمسيحية يعتبر خطوة خطيرة , ويكفي أن هذا االعتراف ما تبعه انتشار
المسيحية انتشارا امن وسريع كان دعامه كبرى من الدعائم التي قامت عليها االمبراطورية
الرومانية التي اخذت تترنح لتنهار امام من عقيدة جديدة ومبادئ جديدة تستهدف تنظيم
العالقات بين هللا والبشر ,وانما كان انتقال عاصمة االمبراطورية الرومانية من روما الى
القسطنطينية ال يقل أثر في مسخ وجه العالم القديم وتغيره. اذ تلفت الناس حولهم ليجدو روما
وهي المدينة الخالدة الجبارة مهد االباطرة العظام التي سادت في الشرق والغرب حتى غدت
شعارا للمدينة والحضارة وصار ما عادها رمزا للبربرية وللتأخير واصبحت هذه المدينة
أصبحت فجأة مهددة بالذبول بعد ان هجرها االباطرة واقام االباطرة على شاطئ البسفور حيث
بنو القسطنطينية ليجعلوا منها روما الجديدةناهيك عما اتصفت به حكومة االمبراطور قسطنطين
من طابع وراثي فضال عن تأييد هللا ورجال الدين , فقد شهدت تلك المرحلة اندثار فكرة اساسية
طالما ميزت الحضارة اليونانية وهي فكرة المواطنة .
هذه الظواهر ,جعلتنا نعتقد امورا وتغيرات كبيرة اخذت تبدو واضحة على المسرح ا لسياسي
للبالد وكان اخطرها الهجمات المتالحقة للبرابرة الجرمان
والجرمان األوائل هم مجموعة من الشعوب البدائية كانت اخالقهم مزيجاًمن الفضائل
والنقائص التي عرفت بها كل الشعوب البدائية مثلهم ذلك فقد جمعوا بين الشجاعة والقسوة
وبين الكرم وعدم مراعاة أصول الجيرة هذا فضالً عما عرفوا به من احترام للعهد وترابط بين
افراد االسرة الواحدة ورعاية المرأة وهي الصفات التي ظلوا عليها والتي لم يفسدها سوى
اختالطهم بالرومان وتأثرهم بهم كذلك أولع الجرمان بالميسر والمقامرة حتى بلغ األمر بالفرد
الذي يفقد ماله أن يقامر على حريته.
الجرمان فكانت خليطاً أما ديانة بين األساطير وعبادة القوى الطبيعية , ولكنهم لم يقيموا معابد او
تماثيل آللهتهم كما أن الكهنة لم يؤلفوا طبقة خاصة في مجتمعهم. االسرة تمثل وحدة النظام
الجرماني في أول األمر حيث تمتع االب بسلطة مطلقه على زوجته وأوالده بلغت حقه في سلبهم
الحياة, ومن مجموعة االسر التي تربطها قرابة الدم تكونت العشيرة ومنها تكونت الدولة من
مجموعة عشائر. لم يتمتع بحق ملكية األرض سوى األحرار والنبالء فقط في حين كان جميع
افراد االسرة مسئولين مسئولية مشتركة عما يرتكبه أحد أفرادها من جرائم وفي حالة القتل كان
البد ألهل القتيل من األخذ بالثأر اال اذا دفع القاتل او اهله فديه مرضية. انقسم الجرمان من حيث
البناء االجتماعي الى ثالث طبقات : النبالء واألحرار والرقيق وكان النبالء يشكلون الطبقة
المحاربة التي تمتعت بنوع خاص من التشريف فال يشتغل أفرادها بالفالحة وانما يقضون وقت
السلم في األكل والنوم, في حين تقع باقي أعباء المجتمع على غير المحاربين من النساء واألوالد
والرقيق.
لم يقم هؤالء الرقيق بدور هام في الخدمة المنزلية وانما اقتصر عملهم على الزراعة أما األحرار
فلم يكونوا أحسن حال من الرقيق ‘ وهنا نالحظ أمرين أولهما : أن الحرية وملكية األرض كانا
أمرين متالزمين في المجتمع الجرماني, وثانيهما : أن النبالة ارتبطت بشرف المولد والوراثة ال
بملكية األرض. أن الجرمان عاشوا في قرى متناثرة وسط األحراش والغابات وكانت منازلهم
عبارة عن اكواخ مشيدة من األغصان والطمي , كانوا يرتدون مالبس بسيطة من جلود الحيوانات
وكانوا يربطون شعرهم على شكل ضفائر معقودة فوق رؤوسهم . كان طعام الجرمان بسيط
يتألف من اللبن والفاكهة ولحوم الصيد والحبوب , أما شرابهم فكانوا يصنعونه من الحنطة
والشعير, وكان لكل قرية مجلس أو جمعية يتكون من رجالها األحرار, كان يوجد تواصل دائم
بين القرى عن طريق األنهار والممرات التي تتخلل الغابات . كانت الثروة عند الجرمان تقدر
بالخيل والماشية وغيرها من الحيوانات األليفة, لقد عرف الجرمان النقود الرومانية كما عرفوا
األواني الذهبية والفضية ولكن الحيوانات السابقة حلت عندهم محل النقود في التبادل والمعاملة.
كان التنظيم السياسي في الجرمان بسيط جداً وحدته القرية او المارك ومن بعدها تأتي المائة ثم
تأتي المقاطعة أو المديرية وتتألف من عدة مئات , ومن مجموع المقاطعات تتألف الدولة القبلية
التي أطلق عليها فيما بعد مملكة أواريخ عندما تقدم النظام الملكي بين الجرمان. كانت للدولة
الجرمانية جمعية عمومية تضم جميع افرادها المحاربين وال تنعقد اال في حالة الحرب أو الهجرة,
كذلك وجدت جمعيات أو مجالس للمقاطعة وللمائة على مقياس أصغر تتألف من النبالء واألحرار
ولكنها تجتمع في وقت السلم لبحث المسائل المدنية.
أن ملوك الجرمان لم يكونوا أكثر من قادة حربيين دون أن يتمتعوا بسلطة مطلقة في التشريع أو
فرض العقوبات وهي المسائل التي حددتها التقاليد السائدة بين الجرمان, والعرف المتوارث دون
ان يمتلك فرد أو زعيم حق تغيير األوضاع المألوفة. ظهر خطر الجرمان على اإلمبراطورية
الرومانية في القرن الثالث على عهد االمبراطور كاراكاال عندما تقدم القوط جنوبا من شواطئ
البحر البلطي فسحقوا السارماشيين وهاجموا إقليم داشيا على الدانوب حيث ظلوا خمسين سنة
يعيثون فسادا 269 .ان هذه العناصر ً حتى هزمهم اإلمبراطور كلوديوس الثاني قين يسوس سنة
تألفت من جماعات تفيض بالحيوية والقوة طعمت حضارة العالم القديم وما يقال ان الجرمان كانوا
معادين للحضارة الرومانية وانهم مسئولين عن تدمير هذه الحضارة فهذا قول مشكوك فيه ألن
الحضارة الرومانية كانت تترنح قيل الغزوات الجرمانية. حيثأخذت تتدهور فعال واصبحت في
طريق االنحالل عندما بدأ الجرمان يتطرقون الى جسم األمبراطورية الرومانية عن طريق الغزو
المفاجئ السري
ومن أهم اال مثلة لبعض من هذه الشعوب التي هاجمت امبراطورية روما وقضت على جزء هام
من اجزائها شعوب الفرنجة بل كان اهم حدث في تاريخ الغزو ات الجرمانية هو قيام دولة
الفرنجة, وهي الدولة الجرمانية الوحيدة التي استطاعت البقاء و االستمرار داخل حدود
اإلمبراطورية. ذلك ان قبائل الفرنجة المتقلبة التي كونت فيما بينها حلفا مائعا في القرن الثالث
اخذت تظهر عند بداية القرن الخامس في هيئة كتلة متراصة اهم عناصر ها الفرنجة البحريون ,
و الفرنجة البريون , وكان كل من هذين الفرعين قد استقر فعال في القرن الرابع داخل حدود
اإلمبراطورية الرومانية ف امتد الفرنجة البحريون بين الرين األدنى , والميز, و الشلد, في حين
امتد الفرنجة البريون في منحدرات الراين الغربية ومن مدينة اكس الشابل الى مدينة منز ويعتبر
كلوفس المؤسس الحقيقي لدولة الفرنجة البحريين , اذ استطاع ان ينزل الهزيمة في سواسون
سنة486 بسياجريوس وهو الذي ظل يمثل اخر بقايا اإلدارة الرومانية في حوض السين على
الرغم من سقوط اإلمبراطورية في الغرب قبل ذلك بعشر سنوات. وقد اخذ كلوفس يعمل بسرعة
بعد انتصاره في سواسون على مد نفوذ الفرنجة على الجهات الشمالية من غاليا. وكان من
الطبيعي ان يقابل أهالي البالد األصليين هذا التغير بقليل من الدهشة وهكذا جاء وقت على غاليا
الرومانية غدت فيه مقسمة بين القوط الغربيين و البرجنديين, و الفرنجة. وهكذا ظهر عامل جديد
ساعد الفرنجة على التوسع عقب سنة 496 بعد ان اخذ األهالي من الرومان الكاثوليك في ب قية
انحاء غاليا يتمنون الدخول تحت حكم كلوفس الملك الجرماني الذي يتفق معهم في المذهب .
على انه يالحظ ان توسع الفرنجة في تلك المرحلة لم يقتصر على الجهات الغربية و الجنوبية ,
وانما امتد أيضا في االتجاهين الشرقي و الشمالي الشرقي وقد حدث سنة 496 ان اخذ االلمان
يباشرون ضغطهم من أعالي الراين على الفرنجة البريين الذين انتشروا الى الجنوب منهم, حتى
انتهى االمر بانزال هزيمة ساحقة بااللمان الذين اضطروا الى الدخول تحت حماية ملك القوط
الشرقيين, لحماية انفسهم من الفرنجة . وتعتبر هذه الحرب بين الفرنجة و االلمان على جانب
كبير من األهمية حيث انها أدت الى توسع الفرنجة في اال تجاهين الشرقي و الشمالي الشرقي كما
انه ترتب على نجاح الفرنجة في صد االلمان عدم قطع الصلة بين الفرنجة من جهة , ووطنهم
الجرماني األول فيما وراء الراين من جهة أخرى, فضال عن نجاح الفرنجة في وقف التيار
التوسعي لبقية العناصر الجرمانية, مثل : البافاريين, و الثورنجيين,و السكسون. على ان المملكة
الفرنجة لم تلبث ان انقسمت مرة أخرى بين أبناء لوثر األول عند وفاته سنة561 . وقد ظهرت
الخالفات التاريخية و الجنسية واضحة هذه المرة بين األقسام التي انقسمت اليها مملكة الفرنجة
وهي اوستراسيا ونستريا , في حين كان الطابع الالتيني هو الغالب على برجنديا واكوتين.ومهما
يكن من امر , فان العصر األول لتاريخ الفرنجة
وهو عصر البطولة الذي اتصف بالتوسع و
الغزو_ انتهى سنة 561 ليبدا عصر اخر .
القوط الشرقيون
اصبح للدولة الشرقية السيادة االسمية على إيطاليا بعد سقوط الدولة الغربية في إي طاليا سنة 476 .
حيث انتهى ما للدولة الشرقية من سيادة اسمية في إيطاليا سنة 489 وذلك عندما غزاها القوط
الشرقيون تحت زعامة ثيودريك. وقد تعرض القوط الشرقيون سنة 375 لخطر الهون ولكنهم لم
يستطيعوا الفرار عبر الدانوب مثلما فعل القوط الغربيون, وظلوا تحت سيطرة الهون ما يقرب من
سبع وسبعين سنة.
استمر الهون مسيطرين على القوط الشرقيين حتى توفي أتيال وتفككت إمبراطورتيه واخذت
الشعوب الخاضعة للهون تتحرر من سيطرتهم واستغلوا القوط ما لحق أقاليم الدانوب من خراب
ودمار امرا شرقيون الى الجنوب داخل حدود ً معتذراً في اإلقامة فيها, لذلك اتجه القوط ال
اإلمبراطورية وأخذوا يسببون لها مضايقات شتى. وعلى الرغم من ان قوات اإلمبراطورية
الشرقية أسرت ثيودريك – ابن ملك القوط الشرقيين- وأرسلته رهينة الى القسطنطينية.
وقد رأى اإلمبراطور زينون أن خير وسيلة ينقذ بها أقاليم الدولة الشرقية من عبث القوط
الشرقيون هي أن يلهيهم بإيطاليا فألقاها لهم لقمة سائغة سنة 488 .وكان إن نفذ القوط الشرقيون
إلى إيطاليا 489 فأنزلوا عدة هزائم بأدواكر عند إيسونزو وفيرونا حتى اعتصم أدواكر برافنا
فحاصره القوط الشرقيون حتى استسلم سنة 493 ولم يلبث ان دخل ثيودريك رافنا ليقتل أدواكر
ويصبح سيد إيطاليا.
كان ثيودريك من الوجهة القانونية نائباً عن إمبراطور الدولة الشرقية في إيطاليا حتى أنه نقش
اسم اإلمبراطور البيزنطي على العملة, ولكنه صار من الناحية العملية ملكاًمستقالً على مملكة
القوط الشرقيين التي شملت إيطاليا وصقلية , في حين ظلت كورسيكا وسردينيا في أيدي الوندال.
اتخذت غزوة القوط الشرقيين إليطاليا شكل الهجرة العامة , أما زعيمهم ثيودريك فكان أعظم
شخصية سياسية وكاد أن يكون الشخص الوحيد المعاصر الذي اجتمعت فيه مظاهر العصور
القديمة والوسطى كما أنه دخل اإلمبراطورية صديق ًل ال عدو
اً واعتبره المعاصرون حاكماً
بربرياً.
رومانياً ال زعيماً
تمتعت إيطاليا في عهده بحكومة قوية سارت وفق األساليب والنظم الرومانية , ولم يدخل
ثيودريك سوى تعديالت قليلة نسبياً على النظم القائمة بإيطاليا.
لحكومة بيروقراطية تشبه ف
اتخذ ثيودريك قصره في رافنا مركزا ي طابعها النظام اإلمبراطوري ً
القديم, كما احتفظ بالسناتو والوظائف العمومية والنظام اإلداري والمدارس وأبقى ملكية األرض
الخاصة
واذا كان القوط الشرقيون احتفظوا من الناحية الشكلية بقوانينهم الخاصة اال أن هذه القوانين
اصطبغت من الناحية العملية بالطابع الروماني حتى انها لم تلبث ان فقدت طابعها األصلي بعد
عدة أجيال.
أما الوظائف المدنية الكبرى في الدولة فإن ثيودريك لم يكتفي باختيار مجموعة من الموظفين
اإليطاليين األكفاء لها فحسب بل حرص على ان يكون الموظفون من ساللة النبالء وطبقة السناتو
الذين كانوا يديرون شئون اإلمبراطورية الرومانية , ومن أمثلة اعالم الرجال الذين استعان بهم
ثيودريك : كاسيدورس , أنوديوس , سناريوس ‘ أجابيتوس. خالف ثيودريك الجرمان في أنه
حافظ على المبدأ الروماني القديم الخاص بالفصل بين الوظائف المدنية والحربية مما زاد من
الحقد المتبادل بين الموظفين المدنيين الرومانيين وقادة القوط العسكريين. على الرغم مما عرف
به ثيودريك من تسامح ورغبة في التوفيق بين أهالي إيطاليا األثناسيوسين والقوط اآلريوسيين اال
أن الخالف المذهبي ظل يحول دون حسن التفاهم بين الطرفين. عني ثيودريك بالمحافظة على
نى بجمع القوانين الرومانية معتمداً آثار الحضارة الرومانية كما اعت على مجموعة ثيودسيوس مما
جعله أحد بناة الحضارة في أوائل العصور الوسطى. وعلى الرغم من ذلك كله فإن هذا البناء
الكبير الذي قام به ثيودريك كان ال يمكن أن يدوم طويالً فالقوط الشرقيون أقاموا وسط مجتمع
كبير من أهالي إيطاليا األصليين,
هذا فضالً عن أن القوط الشرقيين قطعوا صلتهم بالجرمان فيما وراء الدانوب والراين مما ترتب
عليه انقطاع الشريان الرئيسي الذي يحيي في القوط روحهم ويذكرهم بأصولهم.
لذلك نجد انه على الرغم من نفوذ ثيودريك الواسع وتسامحه الديني والسياسي ورعايته لألداب
والفنون وحرصه على إقامة الكثير من الجسور والطرق والحمامات اال ان البناء الذي أقامه لم
يكن قوي األساس وبالتالي لم يقدر له البقاء الطويل.
العوامل التي قضت على أمل ثيودريك في إقامة ملكية قوطية ثابتة األركان في إيطاليا هي:
1 -ذكرى روما القديمة
2 موقف اإلمبراطورية البيزنطية التي استعادت سطوتها على عهد جستيان
3 -الخالفات المذهبية بين القوط الشرقيين وأهالي إيطاليا األصليين .
قام جستين األول –امبراطور الدولة البيزنطية - بحركة اضطهاد ضد اآلريوسيين أدت الى
تعذيبهم ومصادرة كنائسهم مما جعل ثيودريك يرسل بعثة برئاسة البابا حنا األول سنة 525 الى
االمبراطور البيزنطي للعدول عن سياسته, وفشلت هذه البعثة مما جعل ثيودريك يتشكك في جميع
من حوله حتى قام بحركة اضطهاد ضد الكنيسة الكاثوليكية في إيطاليا.
لم ينج من هذه الموجه الجارفة الفيلسوف بيؤثيوس الذي أعدم بال ذنب سنة 525 كما سجن البابا
حنا األول في العام التالي, وتوفي ثيودريك سنة 526 بعد أن سلم جميع الكنائس الكاثوليكية في
إيطاليا لآلريوسيين.
الى إيطاليا سنة
بعد وفاة ثيودريك ارسل جستنيان جيشا 536 الستردادها من القوط الباسلة اال ان ً
قوتهم انهارت سنة 552 وبذلك اختفى القوط ا لشرقيين كأمه قائمة بذاتها من صفحة التاريخ.
االنجليز وبريطانيا :
انسحبت الفرق الرومانية من بريطانيا في أوائل القرن الخامس, فلم تلبث االحداث التي ش هدتها
في المائة والخمسين سنة التالية أن جعلتها تتوارى تماماًمن فوق مسرح التاريخ حتى اذا ظهرت
على المسرح مرة أخرى كانت قد اتخذت صبغة جديدة وأصبحت إنجلترا ال بريطانيا.
ذلك أن عناصر مختلفة من التيتون المقيمين على شواطئ بحر الشمال وفي شبه جزيرة جتالند
أخذت تواصل إغارتها على بريطانيا من القرن الرابع. وقد جددت هذه العناصر إغاراتها بعد
انسحاب الجيوش الرومانية سنة 442 ولكنهم أغاروا في هذه المرة على بريطانيا مصطحبين
معهم نسائهم واوالدهم بقصد اإلقامة حتى تم لهم اجتياح إنجلترا ما عدا إقليم كورنوول في
الجنوب الغربي.
انتهى امر الجرمان في صلب القارة باستقرارهم نهائياً وسط الشعب الروماني والتأثر بأوضاعهم
من النواحي اللغوية والدينية والحضارية اال ان الموقف اختلف في بريطانيا حيث طرد الغزاة
أهالي البالد األصليين من الكلت مما جعل المسيحية تختفي مؤقتا لم يكن الغزاة تحت ًمن البالد.
وحدة سياسية تربط البالد تحت سيطرتهم وانما كانوا سبع ممالك قبلية عرفت بالممالك السبع وقد
استمرت الحروب والمنازعات بين هذه الممالك السبع حتى استطاع اثلبرت ملك كنت أن يفرض
سيادته عليها جميعاً.
كان اثلبرت قد تزوج برت ا وهي أميرة زنجية مسيحية في الوقت الذي وصل الى إنجلترا القديس
أوغسطين مبعوثا 597 واعتناق ًمن البابا جريجوري, وكان وصول أوغسطين إلى كنت سنة
ملكها أثلبرت المسيحية بداية الزدياد عدد البعثات الكنسية من جهة وسرعة انتشار المسيحية في
إنجلترا من جهة أخرى مما أدى الى خروج أهالي بريطانيا عن عزلتهم وارتباطهم من جديد
بمؤثرات الحضارة الغربية.
عوثيه صادفوا عناداً ان القديس أوغسطين لم يصادف صعوبة في نشر المسيحية في كنت ولكن مب
شديداً في بقية انحاء الجزيرة , وعلى الرغم من ذلك تقدمت المسيحية تقدماً حثيثاً في تلك البالد
حتى غدت الكنيسة أكبر قوة حضارية تعمل على نشر المدنية والوحدة القومية بين ربوعها.
اعترضت سبيل تنظيمها وربطها
ان الكنيسة في إنجلترا واجهت صعابا بالبابوية لكنها استطاعت ً
ان تتخطى الصعاب في القرن السابع مما أتاح إلنجلترا نصيباًمن تراث الحضارة الكالسيكية.
أما في الجانب السياسي قد ظلت إنجلترا تعاني الكثير بسبب االنقسامات وعدم الوحدة حتى
استطاع إجبرت ملك وسكس أن يغزو الجزء الجنوبي الغربي من شبه الجزيرة سنة 815 وان
يهزم مرسيا سنة 819 وبذلك اصبح سيد إنجلترا وصارت وسكس أكبر قوة سياسية عندما بدأت
تشتد أغارات الفيكنج في القرن التاسع.
ان الغزوات التي قام بها البرابرة تركت اثراً واضحاً في المجتمع الروماني ذلك ان هذه الغزوات
أدت الى تحطيم اإلمبراطورية الرومانية في الغرب وضياع معظم اقاليمها غنيمة في ايدي الغزاة
أن جستنيان امبراطور الدولة البيزنطية بذل جهداً كبيراً في استرداد األقاليم التي فقدتها
اإلمبراطورية الرومانية في شمال افريقيا وإيطاليا واسبانيا ولكن نجاحه كان مؤقتاً سريع الزوال.
أما من الناحية االقتصادية ف ان اإلمبراطورية الرومانية كانت تشكو أعراض التدهور االقتصادي
قبل أن تقوم جموع الجرمان بغزو أراضيها لكن هذه الغزوات جاءت لتزيد الطين بلة ألن التدمير
الشامل الذي نتج عنها وما صاحبها من حرب بين الغزاة بعضهم بعض أو بينهم وبين الجيوش
الرومانية أدت الى توقف التجارة والزراعة والصناعة بل الى تدهور مستوى المعيشة بوجه عام.
اذا كانت هناك ناحية من نواحي الحياة اإلمبراطورية قدر لها البقاء واالستمرار في ظل
التطورات الجديدة فأنها كانت الكنيسة الكاثوليكية التي تركها الجرمان تباشر نشاطها حتى
ان
ازدادت في ذلك العصر قوة ونفوذا االخطار التي واجهت العالم الروماني من جهة ً
واسقطاإلمبراطورية الغربية من جهة أخرى جعلت الكنيسة الغربية تبدو في صورة القوة الوحيدة
التي يمكنها انقاذ ما يمكن إنقاذه من تراث الماضي كما غدا القساوسة مثل الزعماء الطبيعيين
الذين التف حولهم الناس وسط األزمة الحادة التي أحاطت بهم
ومن هنا اصبحت بقايا االمبراطوريةالرومانية تترنح لتنهار امام عقيدة جديدة ومبادئ جديدة
تستهدف تنظيم العالقات بين هللا والبشر ,وانما نقل عاصمة االمبراطورية الرومانية من روما
الى القسطنطينية فكان ال يقل أثر في مسخ وجه العالم القديم.
الموضوع الثاني الفيكنج
شعوب الفيكنج
هم تلك العناصر الشمالية التي سكنت شبه جزيرة سکند ناوة وشبه جزيرة الدانمارك ، والتي
اتخذت اغاراتها على أوربا شكال خطيرا في القرن التاسع . وقد أطلقت هذه العناصر على نفسها
بمعنى سكان الفيوردات أو الخلجان ، - Vikings - وأطلق عليها المعاصرون - اسمالفيكنج
وهي الظاهرةالطبيعية التي تمتاز بكثرتها شواطىء الجهات الشمالية الغربية من أوربا واذا كان
الفيكنج يرجعون إلى األصل التيتوني أوالجرمانی ، اال أننا نفرق بينهم وبين العناصر الجرمانية
األولى التي أغارتعلى أوربا في أواخر العصور القديمة وأوائل العصور الوسطى و ذلك أن
الفيکنج ظلوا برابرة خالصين محافظين على أوضاعهم التيتونية البدائية فيمايختص بنظم الحكم
والبناء االجتماعى والديانة ، واستمروا حتى القرن التاسع يعيشون في هذه العزلة بع يدين عن
العالم الروماني والبحر المتوسط ، بخالف غيرهم من العناصر الجرمانية السابقة التي اتصلت
بالحضارة الرومانية واحتکت بالمسيحية قبل اقتحامها حدود االمبراطورية بعدة قرون ولم تحاول
االمبراطورية الرومانية أو امبراطورية الفرنجة مد سيطرتها على العناصرالشمالية حتى كان
القرن التاسع ، وعندئذ بدأت هذه العناصر تغير على العالماألوربی الجنوبي مما جعل بعض
الكتاب يقول بأن الفيكنج هم مستكشفوا اورو با وليست أوربا هي التي كشفت عن الفيکنج ولم
يختلف الفيكنج عن غيرهم من العناصر البربرية الجر مانية في نظمهم وعاداتهم وأسلوب حيانهم
، اللهم اال أن طبيعة بالدهم الجبلية ذات الغابات واألحراش والمستنقعات ، لم تترك لهم مجاال
يعيشون فيه سوى السهول الساحلية ، وهي ال تعدو في معظم األحيان ان تكون أشر طه ضيقة
من األرض الصعبة
وهكذا دفعت الطبيعة الفيکنج نحو البحر ، فبرعوا في بناء السفن الصغيرةالمك شوفة التي اتصفت
بطولها وقلة عرضها وسارت بالمجداف أو الشراع ،وجابوا بها شواطيء أوربا من البحر البلطى
حتى البحر المتوسط ، بل قاموابرحالت بعيدة في المحيط األطلسي حتى أصبحوا أعظم الشعوب
البحريةالتي عرفتها أوربا بالعصور الوسطى . لذلك اتخذت اغارات الفيکنج شکالبحريا أقرب
إلى القرصنة منه إلى الزحف البرى الذي اتصفت به هجمات بقية الشعوب التيتونية قبل ذلك
بأربعة قرون أو خمسة . كذلك عرف عن الفيکنج مهارتهم في القتال وقوة تسلحهم فكان كل
محارب منهم مزودا ببلطةوحربة طويلة ، زيادة على درع واق وخوذة من الحديد.
أما األسباب التي دفعت الفيكنج إلى الخروج من بالدهم والقيام بهذه الحركة التوسعية الهائلة ،
فيمكن تفسيرها على أسس نفسية واقتصادية واجتماعيةوسياسية . فمن الناحية النفسية أثبت
التاريخ دائما أن الشعوب المتأخرة يغلب عليها شعور الحسد والطمع في البالد المتحضرة القريبة
منها ، والرغبة فياالغارة عليها لنهب ثروتها أو على األقل مشاركتها حضارتها . وهذا الشعور
كان أحد العوامل التي حرکت الجرمان نحو أراضي االمبراطورية الرومانية من قبل ، كما يمكن
القول بأنه أحد البواعث الكامنة خلف حركة الفيكنج في القرن التاسع
و أمامن الناحية االقتصادية :
يالحظ أن الفيكنج كانوا عمالء تجاريين الوروبا قبل أن يقوم الفرنجة بغزو فريزيا. لذلك
تضررالفيكتج عندما غزا الفرنجة فريزيا وسكسونيا نظرا لما ترتب على هذا الغزومن شل
نشاطهم التجاري ، و بالتالي مضايقتهم اقتصاديا
ومن الناحية االجتماعية:
يقال أن أعداد الفيكنج تزايدت في القرن التاسع حتى ضاقت عليهم بالدهم الفقيرة ولم تعد تسع لهم
األشرطة الساحلية الضيقة الممتدة على شواطىءسكندناوة ودانمرك ، مما دفعهم إلى الهجرة إلى
أرض هللا الواسعة واالغارةعلى البالد القريبة بغية الحصول على ما يمسك رمقهم ويسد
حاجتهمولكن ال يوجد في الواقع أدلة تاريخية حاسمة أن ازدياد السكان وتضخمهمكان سببا أساسيا
لهجرة الفيكتج في القرن التاسع وأخيرا يأتي العامل السياسي ممثال في نشأة الملكية بين الفيكنج
وبخاصة في الترويج حيثتركزت السلطة قرب منتصف القرن التاسع في يدي هارولد
األشقرHaroldFairhairاألمر الذي جعل كثيرا من الزعماء يفضلون الهجرة الى أوطان جديدة
عن الخضوع في ظل نظام لم يألفوه . وهناك من الدالئل ما يشيرإلى أن السويد والدانمرك شهدتا
أيضا تطورات سياسية داخلية أدت بكثير من جموع الفايكنج إلى الهجر وهنا نالحظ أن الفريزيين
ظلوا منذ القرنالسادس حتى منتصف القرن الثامن يمثلون أعظم قوة بحرية وتجارية في شمال
غرب أوربا ، حتی قوتهم كانت عقبة في سبيل توسع الفيکنج جنوبا . ولكن حدث عندما اصطدم
الفرنجة بالفريزيين وحطموا قواتهم على أيدي شارل مارتلسنة ۲۳4 ثم شارلمان سنة ۷۸۰ ، أن
زالت هذه العقبة من طريق الفيكنج.
واذا كنا في حديثنا عن الفيکنج نقسمهم إلى نرويجين وسويديين ودانيين يجب أن نشير إلى أن هذا
التقسيم ال يعني وجود فوارق بين هذه الفئات الثالث ، وانما كل ما يقصد به هو اإلشارة
إلىجماعات الفيكنج التي سكنت األجزاء الغربية أو الشرقية من سكندناوه أو شبه جزيرة الدانمرك
وبعبارة أخرى فان العصر الكارولنجي لم يعرف وحدات سياسية تحمل اسمالنرويج أو السويد أو
الدانمرك .
وهنا نالحظ أثر التوجيه الجغرافي في توزيع غزو ات الفيكنج ، فالسويديونالذين يواجهون شرق
أوربا عبروا البلطيق وسلكوا الطرق الطبيعية التي هيأتهاوديان األنهار للوصول إلى سهول شرق
أوربا والبحر األسود . اما النرويجيونفقد اتجهوا غربا فوصلوا انجلترا وأيرلند والجزر الغربية،
فضال عن الجزرالشمالية في المحيط األطلسي . هذا في حين اتجه الدانيون نحو الجنوب
والغربفهددوا شواطيء االمبراطورية الكارولنجية في ألمانيا وفرنسا ، فضال عنانجلترا وأيرلند
والجزر القريبة.
ويمكن تقسيم األدوار التي مرت بها عالقة الفيکنج بغرب أوربا إلى ثالثة أ دواروهي كالتالي:
أما دور الهجوم فقد بدأ في . األول دور الهجوم والثاني دور االستقرار والثالث دور الدفاع
أواخر القرن الثامن - أي منذ سنة ۷۸۹ - عندماأخذ الفيكنج يهددون شواطیء انجلترا واسكتلندا
وأيرلند . وفي ذلك الوقت.
لم تحل قبضة شارلمان القوية دون تعرض امبراطوريته لهجمات الفيكنج ولكن هذه الهجمات لم
تأخذ شكال خطيرا اال بعد وفاة شارلمان ، ثم بوجه خاص بعد وفاة لويس التقي. والجدير بالذكر
فقدجاء في موسوعة تاريخ كامبردج أن المقصود بالفيکنج و جموع الشماليين والدانيين
والسويديين ، ومن هذا التعريف نفهم أن الشماليين هم النرويجيون وحدهم ، في حين أن لفظ
الفيکنج اکثر شموال ألنه يعني جميع سکان سکندناوة والدا نمرك في القرن التاسع : والواقع أن
معظم حوليات العصور الوسطى لم تحاول التفرقة بين الدانيين - والدانمرك والنرويجيين ،
وعبرت عنهم جميعا باسم الشماليين Nordmanni .
وسوف نجد هذه التفرقة واضحة بين الفئتين في كتابات االيرلندين المعاصرة. أما الكتاب الذي
دونوا حولية انجلو سکسون فقد حرصوا على استخدام لفظ الشماليين Norornenn للداللة على
النرويجيين فقط اما غزوات الفيكنج ضد اوروبا فقد تمثلت في غزوات صيفية يخرجون من بالدهم
صيفا وعندما يعتدل الجو يعودون اليها في الخريف وقد اكتظت سفنهم بالغنائم واألسالب . على أن
حركة توسع الفيکنج لم تلبث أن دخلت دورا جديدا عند منتصف القرن التاسع ، عندما أخذوايقضون
فصل الشتاء خارج بالدهم في معسكرات حصينة أو في الجزر المنيعةالواقعة قرب شواطىء البالد
التي يغيرون عليها أو عند مصبات أنهارها . وبعدأن كانوا في الدور األول يأتون على هيئة جماعات
صغيرة أصبحوا في هذاالدور الثاني يغيرون على بالد غرب أوربا في هيئة جموع ضخمة
يصطحبون معهم نساؤهم وأوالدهم بنية االستقرار في البالد التي يغزونها وهكذا أقام الفيكنج
مستعمرةقصيرة العمر في أيرلند سنة 843 کما قضوا الشتاء ألول مرة في انجلتراسنة ۸۰۱ ،
وكذلك أخذوا يستقرون حوالى ذلك الوقت في الجزء الغربي من فرنسا الذي عرف فيما بعد باسم
نور منديا . ولكنهم أخذوا يوغلونتدريجيا داخل البالد ، وكلما هجر األهالى األجزاء القريبة إلى
الداخل تبعهم الفيکنج . وأخيرا يأني الدور الثالت في أواخر القرن التاسع ، وهو الدور الذی امتاز
بمقاومة أهالى البالد وحكامها للفيكنج في حين التزم هؤالء األخيرونجانب الدفاع . وقد بدأت هذه
المقاومة من جانب الكونت أودو حاكم باريسما أدى إلى فشل حصار الفيكنج لباريس ) ۸۸۰ -
۸۸۷ ، ) وقبل ذلك بقليل كان الفرد ملك وسکس بانجلترا قد أنزل بالدا نيين هزيمة كبرى في أد
نجتون سنة ۸۷۸ . وفي سنة ۸۹۱ استطاع أرنولف - أحد ملوك البيت الكار لونجی في المملكة
الوسطى. أن ينزل هزيمة بالفيكنج في موقعة ديلDylفي برابانتBrabant


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

مدى استخدامها ف...

مدى استخدامها في الأعمال اليومية. - الوثائق غير الضرورية يتم تصنيفها إما للحفظ طويل الأمد أو للإتلاف...

- قيام الحرب وا...

- قيام الحرب والتمهيد لإعلان والحماية : أعلنت الحرب العالمية الأولى في منتصف ليلة 4 اغسطس عام 1914 ...

2.2. Language f...

2.2. Language form and language function In linguistics, a form-function relationship links the form...

يمكن تحديد الاه...

يمكن تحديد الاهداف الرئيسيه لمنهج المسح الاجتماعي في التركيز على واحد او اثنين من الاهداف الرئيسيه ا...

تُعد التكنولوجي...

تُعد التكنولوجيا الحديثة من أهم العوامل التي أسهمت في تغيير أنماط الحياة في مختلف أنحاء العالم. فقد ...

‏For over 37 a ...

‏For over 37 a long time, the Herfy title has been synonymous with world-class Saudi quality and an ...

ثلاثون فائدة لد...

ثلاثون فائدة لدراسة علم القراءات الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى صحبه أجمعين ومن تبعهم ...

المياه الجوفية ...

المياه الجوفية وطبقات المياه الجوفية تشكل المياه الجوفية جزءًا من دورة الماء التي درستها في الوحدة ا...

هي تلك الخلافات...

هي تلك الخلافات التي تثور بين مجموعة العمال أو التنظيم النقابي الممثل لهم من جهة، ومن جهة أخرى المست...

فصنلا يف ميلعتل...

فصنلا يف ميلعتلا فادهأ نأ قبس امم انل حضتي دمحم ةجاح ءوض يف تددحت رشع عساتلا نرقلا نم لولأا ،ةريبك ة...

أمراض القلب مصط...

أمراض القلب مصطلح واسع يُستخدم لوصف مجموعة من الأمراض التي تؤثر في القلب، وتشمل الأمراض المختلفة الت...

خصص المؤسس الدس...

خصص المؤسس الدستوري للمحك مة الدستورية فصلا كاملا مستقل عن السلطة القضائية وأدرجها ضمن ال باب الرا ب...