Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (100%)

(Using the AI)

تناول النصّ حركة التدوين عند العرب منذ العصر الجاهلي وحتى العصر العباسي، مُبطلاً ادعاء انعدام التدوين في القرن الهجري الأول، مُعتمداً على حجم المدونات المتوفرة في مختلف المعارف. لتحقيق التدوين، يلزم توافر معرفة الكتابة ووسائلها، وقد نوقشت معرفة العرب بالكتابة في بداية النص. أما وسائل التدوين، فتتمثل في الخط العربي وطبيعة الوسائط المستخدمة. اختلفت آراء الباحثين حول نشأة الخط العربي، بين آراء غيبية واعتماد على نقوش حجرية، مع ترجيح الأخذ عن الخط النبطي وتطوره. ونوقشت قضية رقش الحروف، مع اختلاف الآراء حول بداية استخدام النقط، مُعتمداً على روايات قديمة ونقوش وبرديات حديثة، مع تأكيد معرفة العرب للرقش مبكراً وإن لم يكن استخداماً كاملاً أو دائماً، مُبرراً عدم نقط حروف القرآن الكريم في بدايته بتحرّج ديني، ثم زيادة الحاجة له لاحقاً لمواجهة التصحيف واللحن، مع ذكر دور أبي الأسود الدؤلي في وضع ضوابط الكتابة، ثم تطوّر الشكل على يد الخليل بن أحمد. أما وسائل التدوين، فقد استخدم العرب مواد متنوعة كالجلود، عشب النخل، اللخاف، العظام، وورقاً مستورداً من الصين، قماش "مهارق" من الفرس، وقراطيس من مصر (ورق البردي)، بالإضافة إلى مواد محلية كالأديم وعشب النخل، مع توضيح مصادر هذه المواد، سواءً خارجية عبر التجارة أو داخلية من خلال الإنتاج المحلي. وخلص النصّ إلى أن العرب استخدموا وسائل التدوين المتاحة لهم، بدءاً من وسائل أولية وانتهاءً بالورق المستورد والمحلي، مشيراً إلى ازدهار تجارة الورق في العصر العباسي، وظهور صناعة الورق في سمرقند وبغداد، لتتفوق على القراطيس المصرية.


Original text

تحدثنا في الفقرة الأولى عن حركة التدوين لدى العرب منذ مراحلها الباكرة في العصر الجاهلي، وفي تطورها ونموها في إبان القرن الأول من الهجرة، وما انتهت إليه هذه الحركة من نشاط واسع النطاق في العصر العباسي.
وتحدثنا في الفقرة الثانية - بصورة موازية - عن حجم المدونات في شتى المعارف التي كانت متاحة في تلك الحقبة، بما يؤكد نمو حركة التدوين واتساع نطاقها في خلال القرن الأول الهجري وبدايات القرن الثاني.
وكل هذا من شأنه أن يقودنا إلى الحكم على دعوى انتهاء القرن الأول الهجري دون أن يدون العرب شيئاً من معارفهم بأنها دعوى تعميمية متسرعة، تفتقر إلى الأسانيد التاريخية. أما الشك في كل هذه الروايات التي تحدثنا عن التدوين فقد صار واضحاً أنه لا مبرر له.
ونود الآن أن ندعم ما بدا لنا من أمر التدوين لدى العرب منذ العصر الجاهلي من زاوية أخرى.
فالتدوين - لكي يتم - يقتضي بالضرورة توافر عنصرين لا غنى عنهما، هما معرفة المدون بالكتابة، وتوافر وسائل التدوين، بخاصة إذا كان هذا التدوين على نطاق واسع، وإذا تجاوز الأمر مجرد التدوين إلى استنساخ المدونات في مئات من النسخ، كما حدث منذ وقت مبكر في تدوين القرآن الكريم واستنساخه.
أما بالنسبة لمعرفة العرب بالكتابة منذ أواخر العصر الجاهلي وبخاصة في الحواضر - على نطاق معقول نسبياً، ثم نمو هذه المعرفة مع مضي الزمن فقد تحدثنا عنه في مستهل الفقرة الأولى، ويمكن استكناهه من تتبعنا لنمو حركة التدوين في خلال القرن الهجري الأول. ويبقى إذن أن نتحدث عن وسائل التدوين ومدى وفرتها في تلك الحقبة من الزمن.
ولكن الكتابة باللغة العربية لها مشكلة خاصة تتعلق بالخط العربي نفسه، في نشأته وتطوره. ومن ثم يصبح أمامنا في هذه الفقرة مشكلتان: الأولى مشكلة الخط العربي بوصفه وسيلة التدوين الكتابية، والثانية مشكلة الوسائل التي يصلح التدوين
عليها .
1 - تختلف آراء الباحثين حول نشأة الخط العربي وحول أصوله ومصادره اختلافاً كبيراً، يتراوح بين الآراء الغيبية التي تجعل هذا الخط توقيفاً من الله تعالى علمه آدم منذ بداية الخلق، والآراء التي تستقرى النقوش الحجرية التي عثر عليها في أماكن متعددة من شبه الجزيرة العربية.
(1) فعلى حين يأخذ ابن فارس (۱) بنظرية التوقيف يقول ابن النديم في بيان أولية الخط العربي : اختلف الناس في أول من وضع الخط العربي، فقال هشام الكلبي :
أول من صنع ذلك قوم من العرب العاربة، نزلوا في عدنان ابن أد، وأسماؤهم: أبو جاد، هواز حطي كلمون صعفص قريسات.. والأعراب وضعوا الكتاب على أسمائهم، ثم وجدوا بعد ذلك حروفاً ليست من أ أسمائهم، وهي الثاء والخاء والذال والظاء والشين والغين فسموها الروادف.. وقال ابن عباس : أول من كتب بالعربية ثلاثة رجال من بولان وهم قبيلة سكنوا الأنبار.. وهم مرامر بن مرة، وأسلم بن سدرة، وعامر بن جدرة.. فأما مرامر فوضع الصور، وأما أسلم ففصل ووصل، وأما عامر فوضع الإعجام " (1)
وهذان الخبران اللذان يرويهما ابن النديم غير مطمئنين، وبخاصة ما في الخبر الثاني من إشارة إلى وضع الإعجام منذ البداية، فمشكلة الإعجام تشكل قضية قائمة بذاتها في تاريخ الخط العربي.
(ب) وقيل كذلك أن أول من كتب بالعربية إسماعيل عليه السلام، وأن نفيسا" و نصرا" و"تيما" و "دومة" أبناءه وضعوا كتاباً واحداً، وجعلوه سطراً واحداً، موصول الحروف كلها، غير متفرق، ثم فرقه نلبت و هيسع" و "قيذار " ، وفرقوا الحروف، وجعلوا الأشياء والنظائر (٢).
وهذا أيضاً خبر لا يمكن الاطمئنان إليه كثيراً.
(ج) وقد قام العلماء حديثاً باستقراء عدد من النقوش عثر عليه في مناطق أم الجمال في شرق الأردن، وفي النمارة قرب دمشق، وفي زبد، في الجنوب الشرقي من حلب، وفي حوران اللجا، جنوبي دمشق - وهي نقوش قديمة من عصور ما قبل الإسلام، بالإضافة إلى النقوش والبرديات التي عثر عليها في العهد الإسلامي، فضلاً عن الرسائل الثلاث التي بعث بها الرسول عليه السلام إلى المنذر بن ساوى والمقوقس في مصر والنجاشي ملك الحبشة، والتي عُثر على ما يظن أنه النسخ الأصلية لهذه الرسائل، ومن هذا الاستقراء انتهوا إلى ترجيح أن الخط العربي قد أخذ في البداية عن الخط النبطي (۳). ثم أخذ قبيل الإسلام يتطور في اتجاهه الخاص، ومن
ثم كان التشابه كبيراً بين الخط العربي قبيل مجيء الإسلام وبين المراحل الأولى من الكتابة في صدر الإسلام. وإذا كانت هناك بعض الفروق الطفيفة فمرجعها إلى التطور الذي حدث في تجويد هذا الخط نتيجة لتزايد عدد الكتاب واتساع نطاق التدوين.
٢- ومن أهم القضايا التي اتصلت بتاريخ الخط العربي قضية رقش الحروف، أي استخدام نظام التنقيط للتمييز بين حروفها المتطابقة في الشكل . ففي الأبجدية العربية مجموعات من الحروف ترسم بطريقة واحدة هي: الباء والتاء والثاء والياء والنون ثم الجيم والحاء والخاء، ثم الدال والذال، ثم الراء والزاي ثم السين والشين، ثم الصاد والضاد، ثم الطاء والظاء، ثم العين والغين، ثم الفاء والقاف، وبدون نظام التنقيط هذا الذي يميز كل حرف عن غيره من الحروف، يصبح من الصعب قراءة الكلمة صحيحة دائماً، ويصبح التصحيف - أي قراءة الكلمة على غير وجهها الأول المقصود أمراً شديد الاحتمال، بل كثير الوقوع.
ولا شك في أن عملية الرقش هذه قد أعطت حروف العربية صورتها النهائية الكاملة، ولكن متى بدأت هذه العملية، وكيف تطورت؟
( 1 ) ينفي بعض الدارسين أن تكون الكتابة العربية في العصر الجاهلي قد عرفت النقط، فيقول : كانت الكتابة العربية الجاهلية عارية من النقط خالية من الشكل شأنها في ذلك شأن الأم النبطية التي اشتقت منها . ولم يكن العرب الجاهليون في حاجة إلى ضوابط النقط والشكل لمكانتهم من العربية، ولا غرو فالعربية لغتهم وهم سادتها، المالكون لزمامها، يقرأونها كما يتكلمونها صحيحة بالسليقة والطبع (۱).
غير أنه من الواضح أن الكلام بالسليقة غير القراءة ؛ فالقراءة كالكتابة - تحتاج إلى تعلم لأصولها، ومعرفة برموزها وإشاراتها الصوتية.
(ب) ويرى الدكتور محمد حميد الله (۲) أن الرقش كان معروفاً في عهد الرسول عليه السلام، معتمداً في هذا على ما ترويه بعض المصادر القديمة من أن عبيد بن أوس الغساني كاتب معاوية قال : كتبت بين يدي معاوية كتاباً فقال لي : يا عبيد ارقش كتابك ؛ فإني كتبت بين يدي رسول الله ﷺ رقشته - وفي رواية السيوطي: كتبت
بين يدي رسول الله ﷺ فقال : يا معاوية ارقش كتابك - قال عبيد : قلت وما رقشه (وفي رواية ابن عساكر: ما رقشته يا أمير المؤمنين ؟ قال : أعط كل حرف ما ينوبه من النقط .
ثم يعلق الدكتور حميد الله على هذه الروايات المختلفة المصادر للخبر نفسه بقوله : نرى من هذا أن الرقش كان معروفاً في أواخر العصر النبوي؛ فإن معاوية صار كاتباً له : بعد فتح مكة في سنة ثمان للهجرة (1)
(ج) والدكتور ناصر الدين الأسد يذهب إلى أبعد من هذا فيقول : "كانت الكتابة الحميرية والصفوية والثمودية واللحيانية، والكتابة النبطية التي يرجح أن الكتابة العربية مشتقة منها - كانت كل هذه الكتابات غير منقوطة، ولكن المدقق فيها يرى أن الكثرة الغالبة من حروفها يختلف بعضها عن بعض اختلافاً يمنع اللبس والاختلاط، ومن هنا لم تكن في حاجة إلى نقط. وأما الخط العربي فكثير من حروفه متشابهة تشابهاً كاملاً مختلفة في الصوت اختلافاً تاماً، ولا سبيل إلى التفرقة بينها إلا بالنقط، بل إن هذا التشابه العجيب بين الحروف ليكاد يجعلنا نظن أن الحرف منذ أن وجد وجد
معه نفطة، وأن النقط ضرورة من ضرورات هذه الحروف منذ نشأتها " . (۲)
ومع أنه يعتمد على رواية للقلقشندي فإن هذه النتيجة لم يؤد إليها إلا الاستنباط العقلي، فهي نتيجة ظنية على كل حال .
(د) وإذا كانت الآراء السابقة تعتمد على روايات قديمة من مصادر مختلفة فتختلف نتيجة لذلك، فإن النقوش والبرديات التي عثر عليها حديثاً ربما كانت أوثق المصادر في هذا الصدد، فقد نشر جورج مايلس مقالة مصورة عن كتابة وجدت على سد قريب من الطائف، نقرأ عليها في ستة أسطر ما يلي : " هذا السد لعبد الله معوية / أمير المؤمنين بنيه (بناه) عبد الله بن صخر / بإذن الله لسنة ثمن وخمسين، اللهم اغفر الله معوية أمير المؤمنين وثبته وانصره ومتع ا لمومنين به . كتب عمرو بن حباب. ويقول صاحب المقال إنه يوجد رقش على إحدى عشرة كلمة (
وإذا كان هذا النقش قد كتب في سنة ٥٨هـ فإن هناك بردية مؤرخة في سنة ٢٢هـ في أيام خلافة عمر بن الخطاب، اطلع عليها عالم البرديات أدولف جرومان، وفيها نص عربي مع ترجمة يونانية، وقد ظهر فيها الرقش على حروف الخاء والذال والزاي والشين والنون (۱).
ومعنى هذا أن هذه الكشوف تؤكد الرأي القائل بمعرفة العرب للرقش منذ وقت مبكر، أو منذ عهد عمر بن الخطاب على أقل تقدير. على أن المقارنة بين الحروف المرقوشة في البردية (۲۲هـ) وفي نقش معاوية (٥٨هـ) يمكن أن تنبهنا إلى أن الحروف القابلة للرقش لم تكن جميعها ترقش في البداية، كما أنها لم تكن ترقش في كل الكلمات أو في كل موضع ترد فيه في الكلمة، وأن الحروف المرقوشة في النقش لا تتفق مع الحروف المرقوشة في البردية إلا في حرف النون.
وربما جاز لنا أن نستنبط من هذا أن العرب وإن عرفوا الرقش منذ وقت متقدم لم يكونوا يستخدمونه دائماً، وإذا استخدموه لم يستخدموه بصورته الكاملة.
(هـ) وحين ننظر فنجد أن حروف القرآن لم تكن في بادئ الأمر منقوطة يرد على الذهن هذا السؤال: لماذا لم يكن مصحف عثمان منقوط الحروف على الرغم من أن النقط كان - كما رأينا - مستخدماً، ولو جزئياً، في عهد سلفه عمر بن الخطاب ؟
ومن جهة أخرى فإن كل من يطلع على الرسالة التي بعث بها الرسول عليه السلام إلى المنذر بن ساوي يلاحظ أن الحروف فيها خالية من النقط.
وفي هذا الصدد ينقل الدكتور ناصر الدين الأسد (۲) عن ابن الجزري عالم القراءات قوله : .... إن الصحابة رضي الله عنهم لما كتبوا تلك المصاحف جردوها من النقط والشكل ليحتمله ما لم يكن في العرضة الأخيرة مما صح عن النبي ﷺ وإنما أخلوا المصاحف من النقط والشكل لتكون دلالة الخط الواحد على كلا اللفظين المنقولين المسموعين المتلوين شبيهة بدلالة اللفظ الواحد على كلا المعنيين المعقولين المفهومين ".
ومعنى هذا أن العدول عن نقط الحروف في القرآن في البداية كان مقصوداً إليه. وهو في تعليل السبب في هذا العدول يورد ما روي عن ابن مسعود وهو صحابي جليل، كان له مصحفه الخاص من أنه قال : جردوا القرآن ليربو فيه صغيركم ولا ينأى عنه كبيركم .. ثم أورد شرح الزمخشري لهذه العبارة حيث يقول : " أراد تجريده عن النقط والفواتح والعشور لئلا ينشأ نشء فيرى أنها من القرآن (۱).
وإذن فعدم ظهور النقط في القرآن في بادئ الأمر لا يمكن أن يستدل منه على عدم معرفة العرب آنذاك به، بل لتحرجهم في استخدامه. ونفس الشيء يمكن أي يقال بالنسبة لما دون آنذاك من حديث الرسول ورسائله.
ويؤيد هذا المعنى بطريقة غير مباشرة ما ذكره الدكتور حميد الدين (۲) من قول ابن الأثير في " أسد الغابة إن النبي عليه السلام قال : " إذا اختلفتم في الياء والتاء فاكتبوها بالياء" ، وما يعاضده من قول الإمام الداني في المحكم " رواية عن يحيى ابن أبي كثير : كان القرآن مجرداً من المصاحف، فأول ما أحدثوا فيه النقط على
الياء والتاء، وقالوا : لا بأس به، هو نور له ".
فعبارة لا بأس به، هو نور له، تؤكد معنى التحرج سابقاً من استخدام النقط فيه، والتماس تبرير شرعي لنقط الياء والتاء فيه على أساس أن هذا النقط لن يلحق
بالقرآن منه ضر، بل سيكون "نوراً له.
(و) على أن الحاجة إلى نقط القرآن نقطاً كاملاً ما لبثت أن صارت ماسة عندما ظهر التصحيف واللحن على السنة الناس، سواء منهم العرب أنفسهم ومن دخلوا في الإسلام من البلاد المفتوحة. عند ذاك ارتفع الحرج نهائياً أما الخطر الداهم.
أما اللحن فقد تزايد حتى فزع منه أبو الأسود الدؤلي (ت ٦٩ هـ) فنشط - بأمر أو بتفويض من زياد بن أبيه والي العراق في خلافة معاوية في وضع ضوابط للكتابة تعصم من اللحن، فاهتدى إلى الفتحة، وكان يكتبها نقطة فوق الحرف بمداد يختلف لونه عن لون مداد الكتابة نفسها، وإلى الكسرة، فجعلها نقطة تحت الحرف، وإلى
الضمة، فجعلها نقطة بين يدي الحرف، أي على خط استواء الكتابة، أما التنوين فجعله نقطتين أمام يدي الحرف على خط استواء الكتابة كذلك، وأما السكون فقد أهمله، وكان إهماله في هذه الحالة يدل عليه. وبهذه الطريقة شكل ابو الأسود المصحف كله.
وأما التصحيف فيبدو أنه استمر، لأن ما صنعه أبو الأسود من ضبط لحركات الحروف لم يكن ليحول دون الوقوع في خطأ التصحيف نتيجة لغياب النقاط من الحروف المتشابهة. وظل الأمر كذلك إلى عهد عبد الملك بن مروان، فإذا بالحجاج قد فزع إلى كتابه، وسألهم أن يضعوا لهذه الحروف المتشابهة علامات، فيقال إن نصر بن عاصم قام بذلك، فوضع النقط أفراداً وأزواجاً، وخالف بين أماكنها بتوقيع بعضها فوق الحروف وبعضها تحت الحروف . (۱).
ومع أن نصراً استخدم لون الحبر نفسه الذي كتبت به الحروف، لكي تتميز النقاط الدالة على الشكل، والتي وضعها أستاذه أبو الأسود عن نقاطه المعجمة للحروف . مع ذلك جاء الوقت الذي أدرك فيه العلماء ما تحدثه هذه الطريقة في الكتابة من إرباك، وأنه لا بد من الاستعاضة عن نظام أبي الأسود بنظام آخر في الشكل، فكانت الشرط العلوية والسفلية هي البديل .
ويعزي إلى الخليل بن أحمد الفراهيدي (ت ۱۷۰ هـ) اختراع هذا الشكل الجديد في بواكير القرن الثاني الهجري. ومنذ ذلك التاريخ شاع النقط والشكل بطريقة المحدثين (٢).
(ز) وعلى الرغم من توصل العلماء إلى نظام محدد للشكل والنقط منذ ذلك العهد ظل كثير من الكتاب - حتى عهد الصولي (ت ٣٣٥هـ) يهملونهما، إلا في مواضع قليلة من كتاباتهم، يحتمل فيها اللبس (۳).
ويبدو أن هؤلاء الكتاب كانوا يتحاشون الشكل والنقط حتى لا يقال إنهم يسيئون الظن بالقارئ، فإذا كان التحرج في البداية من شكل القرآن وإعجام حروفه له صفة
دينية فإن التحرج أخيرا كان له صفة أدبية معنوية على أنه فيما يتعلق بنقط المصحف وشكله بخاصة في العهود المتأخرة فالرأي العام يوجب التزامهما، لأن في هذا - كما يقول السيوطي - " صيانة له من اللحن والتحريف (۱).
ومن كل هذا يتضح لنا أن الحروف الكتابية العربية كانت قد أخذت شكلها منذ الجاهلية الثانية على أقل تقدير، وأن إعجام بعض هذه الحروف، للتمييز بين متشابهها، كان معروفاً ومستخدماً في نطاق ضيق منذ صدر الإسلام، ثم حدث توسع فيه منذ بداية النصف الثاني من القرن الأول الهجري، مع إضافة نظام الشكل (الفتحة والكسرة والضمة والتنوين لضبط اللغة وتحاشي اللحن.
فلئن كانت صورة التدوين هي الكتابة، وكانت الكتابة حروفاً تتضام وتتفرق في الكلمات، لقد كانت هذه الأداة أعني الكتابة - مسعفة على التدوين والاستنساخ منذ وقت مبكر، ثم صارت أكثر إتقاناً ومواتاة منذ أن استقر لها نظام الشمل والإعجام.
وتبقى المشكلة الثانية، وهي مشكلة الوسائل التي يصلح التدوين عليها ؛ فكما يقتضي التدوين المعرفة بوسيلة الكتابة، فإن الكاتب لا يكتب في الهواء، بل يحتاج إلى ما يكتب به - كالقلم - وما يكتب عليه كالورق مثلاً. ولا يمكن أن ينشأ تدوین بغير هذه الوسائل . ومن ثم فإن تعرفنا الآن مدى توافر هذه الوسائل لدى العرب قديماً يساعدنا على تصور حجم ما دونوه . والحاجة أم الاختراع كما يقولون . ولو لم تكن الحاجة قد مست في إلحاح إلى استنباط هذه الوسائل لما وجدناها تتوافر لديهم، ولكن على أي نحو توافرت لديهم؟
طبيعي أن الورق في صورته المعروفة لنا اليوم، وبأنواعه المختلفة، لم يكن معروفاً لدى العرب. ويقال إن العرب لم يعرفوا الورق إلا في أواخر القرن الثاني الهجري. وهذا الوقت متأخر نسبياً؛ فماذا كان العرب يستخدمون قبل ذلك لتدوين ما يريدون؟ أي المواد ؟ ومن أين؟.
أما المواد فإن الأخبار المعلقة بتدوين الصحابة للوحي تحدثنا عن رقاع الجلد التي كان بعضهم يدون فيها، على اختلاف أنواع هذا الجلد، رقة وسمكاً، واختلاف
لونه بياضاً واحمراراً، كما تحدثنا عن عُشب النخل، وعن اللخاف( وهي حجارة بيضاء رقيقة تصلح للكتابة عليها، وعن عظام الكتف العريضة، والأضرع، والورق والقماش.
وإذا نحن تأملنا في هذا المورد بدا لنا أن بعضها يحتاج إلى تصنيع، كالجلد والرق والعسب والقماش، وربما هدتنا هذه الحقيقة إلى تلمس المصادر التي كان العرب في الجاهلية يحصلون منها على هذه المواد. وفي اعتقادنا أن العرب كانوا يحصلون على هذه المواد من مصدرين: أحدهما خارجي والآخر داخلي :
(1) 1 من المعروف أن الشعب الصيني من أقدم شعوب العالم التي عرفت الورق وصناعته، وربما كان أقدمها، وعرف الورق الصيني قديماً في بلاد الهند وفارس. فإذا كانت هذه البلاد قد عرفت هذا الورق فليس ثمة ما يمنع أن يعرفه العرب في جاهليتهم (۱) ، وذلك عن طريق التجارة، فقد كان هذا الورق الصيني يستورده التجار العرب الذين كانوا على اتصال تجاري قديم ببلاد الشرق الأقصى ، (۲) ومع ذلك فالشواهد الجاهلية التي تؤكد هذه الحقيقة قلية ؛ وهذا إن دل فإنما يدل على قلة تداول هذا النوع من الورق لدى العرب في ذلك الزمن.
(1) ۲- وقد ذكر شعراء الجاهلية كلمة المهارق كثيراً في أشعارهم، وربما وردت لدى الشاعر منهم كالحارث بن حلزة - أكثر من مرة. وهو يقول في معلقته :
واذكروا حلف ذي المجاز وما قدم فيه، العهود والكفلاء
حذر الجور والتعدي وهل ينقض ما في المهارق الأهواء
فما هذه المهارق ؟ ومن أين جاءت إلى عرب الجاهلية ؟
تتفق المصادر القديمة على أن المهارق - ومفردها مُهْرَق - قماش من الحرير كان يطلى أو يسقى بالصمع ثم يصقل بالخرزة، ثم يستخدم في الكتابة عليه. وهم يعزون مصدره إلى بلاد الفرس ؛ فكلمة "مهرق فارسية الأصلا وقد عربت؛ وهي
في الأصل الفارسي " مهر كرد ، أي صقل به. وهكذا يدل الاسم نفسه على المصدر.
والواقع أن الشاعر الجاهلي قد عرف هذا المصدر وقرر هذه الحقيقة من قبل
فقد قال الحارث بن حلزة كذلك :
لمن الديار عفون بالحبس آياتها كمهارق الفرس
فهو يقرر أن المهارق صناعة فارسية، أو أنها - على أقل تقدير - مستجلبة منهم.
ويبدو من كثرة استخدام الشعراء الجاهليين لهذه الكلمة أن هذا النوع من الورق كان كثيراً ومنتشراً. ويبدو | أن إنتاج الفرس منه كان من الوفرة بحيث يث إنهم كانوا يصدرونه إلى البلاد المجاورة؛ فيقال إن الروم كانوا يكتبون . في الحرير الأبيض (1).
و معنى كل هذا أن العرب قد عرفوا منذ جاهليتهم هذا النوع من القماش المصنع للكتابة عليه، وأنهم استجلبوه كغيرهم من الشعوب المجاورة من بلاد الفرس وأنهم كانوا يكتبون عليه العهود والمواثيق وبنود الأحلاف بين القبائل وغيرها كحلف ذي المجاز (كما هو واضح من بيتي الحارث).
(أ) - وإلى جانب هذين المصدرين الأجنبيين هناك مصدر ثالث أمد العرب بالورق منذ العصر الجاهلي؛ فقد وردت كلمتا القرطاس والقراطيس في القرآن الكريم (٢)، وقبل ذلك وردت في قول الشاعر الجاهلي طرفة بن العبد يصف ناقته.
وخد كقرطاس الشامي ومشفر كسبت اليماني قده لم يُجرد
فما هذا القرطاس؟
إن كلمة القرطاس أجنبية معربة، ولم يذكر القدامى أصلها، ولكن المحدثين أرجعوها إلى لفظة Chartes اليونانية، ومعناها ما يكتب فيه، ويقابلها في العربية : ورقة وصحيفة (۳) فهل نفهم من هذا أن القراطيس كانت صناعة يونانية تصدر إلى
خارج البلاد ؟ الجواب بالسلب فإن كلمة القراطيس كانت تطلق في كثير من المراجع العربية القديمة على ورق البردى، وهو الورق الذي كان يصنع في جنوب مصر على نطاق واسع، ويصدر إلى سائر الأقطار ومنها بلاد الروم (1). ولعله من هنا أطلق عليه اليونان ثم الرومان كلمتهم " كارتيز" التي عربت إلى قرطاس. وكذلك كان يطلق على ورق البردى لفظة الطوامير مفردها طامور، وهي كثيرة الدوران كذلك في المصادر العربية، وإن كانت في الحقيقة وصفاً لقطع ورق البردى فصارت اسماً له.
ومن ثم يتضح لنا معنى وصف طرفة لخد ناقته بأنه كقرطاس "الشامي" ؛ إذ إن هذا يوضح لنا حركة انتقال ورق البردى إلى العرب في الجاهلية . فقد كان الرومان يستوردون هذا الورق من مصر، وكانت أرض الشام امتداداً لإمبراطوريتهم، ومن الشام كانت قوافل التجارة العربية تحمله ضمن ما تحمل من أرض الشام من بضاعة . هذه اذن هي أنواع الورق الثلاثة التي نعتقد أن العرب عرفوها منذ العصر الجاهلي وإن استخدموها في نطاق ضيق نسبياً، لأنها - فيما يبدو - لم تكن متاحة في كل وقت، بل رهناً بما يجلبه التجار العرب منها من خارج البلاد.
(ب) ۱ وأول مواد الكتابة التي كانت تنتج داخلياً الأديم "، وهو الجلد الأحمر المدبوغ، وقد ورد ذكره في قول الشاعر الجاهلي المرقش الأكبر :
الدار وخش والرسوم كما رقش في ظهر الأديم قلم (۲)
وكذلك كانوا في أوائل الإسلام يكتبون على الأدم، كعهد الخيبريين من اليهود، وككتاب النبي ﷺ إلى كسرى وكما كتبت مصاحف القرآن في جلود الظباء ..(۳)
لقد كان القرآن الكريم مدوناً قبل جمعة - في جلود وعظام وعشب وورق وغيرها، ولكن بعد جمعه أجمع الصحابة رضي الله عنهم، على كتابته في "الرق" - وهو نوع رقيق من الجلد، يسوى للكتابة عليه - وذلك، كما يقول القلقشندي (4) ،
لطول بقائه، أو لأنه الموجود عندهم حينئذ، وأنه - أي القرآن بقي في الناس على ذلك إلى أن ولي الرشيد الخلافة.
ونحن نرجح أن هذا النوع من الجلد - أي الأديم – كان ينتج محلياً؛ فقد ذكر رافع بن حديج حديثاً للرسول عليه السلام ثم قال : " وهو مكتوب عندنا في أديم خولاني (1) . .. وخولان قبيلة في اليمن، ونسبة الأديم إليها يعني أن صناعة جلود الكتابة كانت معروفة في اليمن منذ العصر الجاهلي؛ ويبدو أنه كان نوعاً متميزاً من الجلود.
(ب) ۲- وكذلك الأمر بالنسبة لعسب النخل التي كانت تستخدم للكتابة؛ فقد استخدمت في مرحلة كتابة الوحي أحياناً، ولكنها كانت مشهورة ومستخدمة لدى العرب في الجاهلية، وقد وردت الإشارة إليها كثيراً في شعر ذلك العصر، ولكن يهمنا في ذلك كله قول امرئ القيس :
لمن طلل أبصرته فشجاني كخط الزبور في العسيب اليماني
فكما نسب الحارث المهارق إلى الفرس ينسب امرؤ القيس العسيب إلى اليمن .
ومعنى كل هذا أن اليمن - فيما يبدو - كما كانت لها شهرتها في مجال الثياب البرود اليمانية وصناعة السيوف السيوف اليمانية) - كانت معروفة أيضاً بدباغة الجلود وإعداد عسب النخل وتهيئتها جميعاً لكي يكتب عليها .
وإذا كان القرآن الكريم قد ظل يكتب - كما رأينا - على الأديم حتى خلافة الرشيد فإن هذا يدلنا على كمية الجلود التي كانت تصنع لهذا الغرض.
وهكذا عرف العرب قبل الاسلام وفي صدره الأول كثيراً من وسائل الكتابة، منها ما كان يستجلب من الخارج، ومنها ما كان ينتج محلياً.
والحق إنهم لم يجدوا وسيلة تصلح الكتابة عليها إلا استخدموها. وقد كانت بعض آيات الوحي مدونة قبل جمعه في "أقتاب (مفردها قتب، وهو الإكاف الصغير على قدر سنام البعير) وكان هذا مألوفاً لدى العرب في الجاهلية . ففي حديث أبي الفرج الأصفهاني أن المرقش الأكبر كتب على رحله الأبيات التي أولها :


يا صاحبي تلبثا لا تعجلا إن الرواح رهين ألا تفعلا
وذكر بقية الأبيات (1).
هذا بالإضافة إلى عظام الكتف واللخاف (۲) وغيرها، وكلها وسائل أولية تسمح بها البيئة .
هذه الوسائل الكتابية التي عرفها العرب منذ العصر الجاهلي وفي الصدر الأول من الإسلام يبدو أنها ظلت هي وسائل الناس للتدوين إلى قرب نهاية القرن الثاني الهجري .
فالإمام الشافعي، يحدثنا كيف أنه عندما شرع يدون ما يسمعه من العلماء كان يأخذ العظام والأكتاف فيكتب فيها (۳). ولكن ليس معنى هذا أن الوسائل الأخرى الأيسر في التدوين عليها، وبخاصة الورق، لم تكن مستخدمة .
لقد أشرنا من قبل إلى البردية التي ترجع إلى عهد عمر بن الخطاب. والحق إن استخدام ورق البردى للكتابة العربية في مصر بصفة خاصة قد بدأ منذ الفتح العربي لمصر، وأصبحت مدوناته في القرون الثلاثة الأولى للهجرة وثائق على جانب عظيم الأهمية بالنسبة للحياة المدنية في مصر في هذه الحقبة.
وبعد انتهاء زمن الفتوح، واستقرار الأمور في الدولة الإسلامية، يصبح تداول السلع بين الأقطار الإسلامية، ومنه الورق، أمراً طبيعياً. ويبدوا أنه كان من الوفرة بحيث صار في متناول من يحتاج إليه بسعر زهيد . فقد روى ابن سعد (٤) أن علي بن أبي طالب قام يخطب في أهل الكوفة فقال: من يشتري علماً بدرهم ؟ فاشترى
الحارث الأعور صحفاً بدرهم، ثم جاء بها علياً فكتب له علماً كثيراً.
فمن أين كان الحارث وغيره يشترون هذا الورق بهذا السعر الزهيد؟
لا بد أن تجارة الورق في ذلك الوقت قد نشطت. ويقال إنه كانت لها أسواق
أو متاجر خاصة تباع فيها، ويقوم على بيعها رجال يختصون بهذا الضرب من التجارة ويعرفون به ويلقبون بالوراقين (۱) وفي سوق الوراقين كانت تتم كذلك عملية استنساخ القرآن الكريم والكتب المختلفة. ومن هذا الأسواق خرج عدد من أعلام الثقافة العربية، في مقدمتهم الجاحظ.
وقد ظلت القراطيس المصرية تملأ أسواق العراق إلى منتصف القرن الثاني الهجري . يذكر ابن عبدوس الجهشياري أن الخليفة أبا جعفر المنصور، باني مدينة بغداد، " وقف على كثرة القراطيس في خزائنه، فدعا بصالح، صاحب المصلي فقال له : إني أمرت بإخراج حاصل القراطيس من خزائننا فوجدته شيئاً كثيراً جداً، فتول بيعه، وإن لم تعط بكل طومار (۲) إلا دائقاً (۳) ؛ فإن تحصيل ثمنه أصلح منه. قال صالح : وكان الطومار في ذلك الوقت بدرهم .... (٤) . وما كان المنصور ليفكر في بيع هذا الورق بسدس ثمنه إلا لأن المخزون منه لديه وفير، وأن أسواق الوراقين في بغداد ممتلئة منه.
أما أن ثمن الطومار كان درهماً فهذا يذكرنا بالصحف التي اشتراها الحارث من قبل من الكوفة في زمن علي بن أبي طالب بدرهم كذلك ؛ إذ يبدو أنها كانت طوماراً، وأن سعر الطومار - من ثم ظل ثابتاً منذ عهد علي إلى عهد المنصور، أو أنه كان في عهدهما هو نفس السعر.
على أن الورق المستخدم للكتابة في ذلك العهد لم يكن كله - فيما يبدو - من قراطيس مصر ؛ فابن النديم يذكر أنه رأي أوراقاً يحسبها من ورق الصين بخط يحيى بن يعمر . ويحيى بن يعمر توفي في سنة ٩٠ للهجرة (٥). وربما كان هذا الورق الصيني مما درج التجار العرب منذ القدم على استجلابه عن طريق الهند أو عن طريق
بلاد فارس
أما صناعة الورق في العراق وما والاها فالراجح أنها بدأت في مدينة سمرقند، التي فتحها العرب في سنة ٨٧هـ. وأما متى بدأت هذه الصناعة فيها فتشير المصادر إلى الواقعة التي جرت بين العرب بقيادة زياد بن صالح وبين أمراء الترك وحلفائهم الصينيين على ضفاف نهر طراز سنة ١٣٤هـ، وكيف أن زياداً عاد إلى سمرقند بسبي من الصينيين، كان فيهم من يعرف صنعة الكاغد ( الورق ( فاتخذها، ثم كثرت حتى صارت متجراً لأهل سمرقند، فمنها يحمل إلى سائر البلاد (1).
وقد أصبح هذا الكاغد (الورق) معروفاً على نطاق واسع في عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد (۱۷۰ هـ - ۱۹۳هـ) ؛ فقد " أمر أن لا يكتب الناس إلا في الكاغد؛ لأن الجلود ونحوها تقبل المحو والإعادة فتقبل التزوير، بخلاف الورق.. . (۲)
ويبدو أن صناعة هذا النوع من الورق (الكاغد) الذي تستخدم في صناعته ألياف الكتان، كانت قد انتقلت في عهد الرشيد إلى بغداد كذلك ؛ فالفضل بن يحيى البرمكي، وهو من أعيان وزراء بني العباس، كان أنشأ أول معمل لصنع الورق في بغداد (۳)
وهكذا ظلت القراطيس المصرية تملأ الأسواق وتستخدم في الكتابة على نطاق واسع منذ عهد معاوية بن أبي سفيان إلى ما بعد عهد المنصور العباسي، إلى أن حل الكاغد السمرقندي ثم البغدادي محلها - لصفاته الجيدة الخاصة - فغمر إنتاجه الأسواق.


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

تعزيز الصورة ال...

تعزيز الصورة الإيجابية للمملكة العربية السعودية بوصفها نموذجًا عالميًا في ترسيخ القيم الإنسانية ونشر...

تمكنت قوات الحز...

تمكنت قوات الحزام الأمني في يافع من كشف ملابسات جريمة مروعة راح ضحيتها الطفل صالح بدر محمد عبد الله ...

Mears (2014) A ...

Mears (2014) A system of justice that could both punish and rehabilitate juvenile criminals was the ...

تراجع مكانة الق...

تراجع مكانة القضية الفلسطينية في السياسة الدولية فرض على الجزائر تحديات كبيرة، لكنه لم يغيّر من ثواب...

أيقونة الكوميدي...

أيقونة الكوميديا والدراما بقيمة 100 مليون دولار. قابل عادل إمام ولد عام 1940 في المنصورة، مصر، وبدأ ...

أتقدم إلى سموكم...

أتقدم إلى سموكم الكريم أنا المواطن / أسامة سلطان خلف الله الحارثي، السجل المدني رقم/١٧٣٧٣٨٣ ، بهذا ا...

[1] الحمد لله ...

[1] الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا أخذه ورسوله صلى ...

ad يترقب المقيم...

ad يترقب المقيمون في دول مجلس التعاون الخليجي بدء تفعيل التأشيرة الخليجية الموحدة بعد مرور أكثر من ع...

Bullying is a r...

Bullying is a repeated aggressive behavior that involves an imbalance of power between the bully and...

فاللغة العربية ...

فاللغة العربية ليست فقط لغة المسلمين، ووسيلة لتحقيق غاية أخرى وهي تعديل سلوك التلاميذ اللغوي من خلال...

1-تعتبر أسرة مح...

1-تعتبر أسرة محمد آل علي الإبداع والإبتكار هي أول نقطة في الإنطلاق إلى التحسين في شتى المجالات حيث ق...

يعتبر فول الصوي...

يعتبر فول الصويا من المحاصيل الغذائية والصناعية الهامة على المستوى العالمي نظراً لاحتواء بذوره على ن...