Online English Summarizer tool, free and accurate!
كانت الجماعات المسيحية الأولى مؤلفة بشكل رئيسي من البسطاء وطبقات الشعب الوسطى والفقيرة دون أن تضم علية القوم ومثقفيهم، رغم وجود المنتقلين إلى المسيحية باكرًا من مثل هذه الطبقات غير أنهم ظلوا أقلية تساعد الجماعة العائلات الأكثر فقرا فيها وتمد بالوقت نفسه حركات التبشير بالأموال؛ حتى باتت لفظة قروي في بلاد الشام ومناطق مختلفة من الإمبراطورية الرومانية توافق كلمة وثني . ومقابل عدم الاستقرار في الزيجات ضمن المجتمع ككل، وتأمين حياة كريمة للأسرة وللأطفال، سوى ذلك، وتأسيس غير مباشر للرهينة ، ووصف المؤرخ الروماني الوثني لوقيان الجماعة المسيحية، كائنين بذلك على صورة العهد الجديد ، فكانت الأخلاق المسيحية عاملاً من عوامل انتشار الديانة، ووضعا لقانون يهذب حياة الإنسان، خصوصا بعد فشل الفلسفة الرواقية في الأخلاق. وتعتبر مدرسة الإسكندرية المسيحية هي أول مدرسة من نوعها في العالم، والذي كان نشطأ كذلك في تفسير الكتاب المقدس والدراسات الإنجيلية المقارنة. وقد كتب أكثر من 6000 تفسيراً للكتاب المقدس، وقد زار العديد من العلماء المسيحيين مدرسة الإسكندرية، مثل القديس جيروم" ليتبادل الأفكار ويتصل مباشرة بالعلماء . كان هدف مدرسة الإسكندرية لم يكن محصوراً على الأمور اللاهوتية فقط ، لأن علوم أخرى مثل العلوم والرياضيات وعلوم الاجتماع كانت تدرس بها. أما على صعيد الإنجازات الأخرى خلال القرن الثاني تسجل أول ترجمة للكتاب المقدس إلى اللغة القبطية بعد أن كان منحصرا على اللغة اليونانية التي يجيدها المتعلمين والمثقفين فقط من المصريين. وجاء في قرار مجمع نيقية أن يقوم بطريرك الإسكندرية، ليصار إلى الاحتفال به ولعن من أبرز مساهمات الكنيسة المصرية خلال القرن الثاني التصدي للحركة الغنوصية وهي جماعة دينية توأمت بين المسيحية والمعتقدات التي كانت سائدة سابقا، كان رهباتها يفرقون في التأمل والفلسفة للوصول إلى المعرفة التامة، وانطلاقا من كونهم يعتمدون على التأمل الذاتي للوصول إلى المعرفة سنوا جماعة العرفان، وهي الترجمة العربية لمصطلح غنوصية في اليونانية ظلت المعلومات قليلة عن القوصيين حتى أواسط القرن العشرين حين اكتشفت مجموعة من المخطوطات في مصر ساهمت في إماطة اللثام عن معتادات هذه الجماعة نوعا ما، إذا دلت المخطوطات المكتشفة ومنها مخطوطات نجع حمادي إلى أن التوصيين في أفرزوا أناجيل خاصة بهم، غير أن اختفائها كليا استغرق قرونا عدة. ومنذ ولاية البطريرك ياراكلاس (248) - 232) أصبح يطلق على بطريرك الإسكندرية لقب "بابا"، على أن اللفظة عندما انتقلت إلى روما جاءت لكون أسقفها خليفة القديس بطرس رأس الرسل وفق المعتقدات المسيحية، وقد تصدى بشدة بابا الإسكندرية للعديد من المعتقدات التي ظهرت خلال تلك الفترة منها الديانة المانوية التي سطعت من بلاد فارس ومزج معتنقوها بين المسيحية والغنوصية والزرادشتية والبوذية فصنفت على أنها واحدة من آخر ديانات الأسرار وأقواها، وقد ترك أمر التصدي لها في الإسكندرية ومصر عموما للبابا مكسيموس ( 265 - 282م ) إذ شدد البابا في عظاته ورسائله وحذر من خطر المانوية وأفكارها ، غير أنها ظلت متواجدة في كتابات لوقيان الأنطاكي ما مهد الأريوس أن يأخذ بها لاحقا. ومن ثم أمر بهدم الكنائس، وبعد وفاته عام 118م اختير يسطس بطريركا والمعلومات حول بطريركيته قليلة للغاية رغم ذكره في كتابات المؤرخين الأقدمين مثل يوسابيوس النيقموميدي وفي كتابات المؤرخين الأقباط خلال مرحلة القرون الوسطى وما بعدها ، وقد كان هذا البابا رئيسًا للمدرسة اللاهوتية في الإسكندرية وقت اضطهادات هادريان وقد قتل مئات الأقباط آنذاك ومن بينهم القديسة صوفيا، التي نقل جثمانها إلى القسطنطينية وشيدت كنيسة آيا صوفيا خلال أيام قسطنطين الأول فوق ضريحها ، لكن الكنيسة القبطية وقد شعرت بخطورة تعاليمه حرمته في حياته بينما الكنائس الخلقيدونية حرمته في أشخاص تابعيه سنة 553م وذلك لما وجد في كتاباتهم عن وجود النفس السابق للجسد، إشارة إلى قوة حجته التي لا تقاوم و إلى مثابرته. فهذبه وعلمه الكتاب المقدس، وأظهر الابن شغفاً عجيباً في هذا الأمر. وتدهورت أحوال أوريجانوس حينما توفي والده عام 202م بعدما ألقي القبض عليه ووضع في السجن، فيقال أنه كان يتوق بشغف إلى اكلين الاستشهاد مع والده، وفي اللحظة الحاسمة منعته أمه من تحقيق رغبته بإخفاء كل ملابسه حتى يلتزم البقاء في المنزل ليرعى شئون أخوته السنة. فأرسل إلى أبيه يحثه على الاستشهاد، وسمحت له أن ينشر هر طقته بإلقاء محاضرات في بيتها. فترك البيت وعكف على تدريس الأدب الدنيوي والنحو لينفق على نفسه وعلى عائلته. وجد أوريجانوس في تدريسه للوثنيين الأدب والنحو فرصته النشر المسيحية قدر ما تسمح الظروف، فكان يعلن عن مركز اللاهوتيات بين الكتابات اليونانية، وبهذا اجتذب أوريجانوس بعض الوثنيين الذين جاءوا يطلبون أن يسمعوا منه عن التعاليم المسيحية من بينهم بلوتارخس الذي عين البابا ديمتريوس العلامة أوريجانوس رئيساً لمدرسة الإسكندرية وهو في الثامنة عشرة من عمره . وقد وجه أوريجانوس كل نشاطه لعمله وباع كل كتبه الثمينة المحبوبة لديه، بل وفي حياة النسك مع ممارسة الصلاة بكونها جزءاً لا يتجزأ من الحياة النسكية، تسنده في تحرير النفس ودخوله إلى الاتحاد مع الله بطريقة أعمق. واختار تلميذه هيراقليس - المتحدث اللبق ليدرس المبتدئين المبادئ الأولى للتعاليم المسيحية، أما هو فكرس وقته في تعليم المتقدمين اللاهوت والفلسفة معطياً اهتماماً خاصاً بالكتاب المقدس. لعل أعظم أثر الأوريجينوس على مدرسة الإسكندرية هو إبرازه التفسير الرمزي للكتاب المقدس. وبعد إقامة قصيرة هناك عاد إلى الإسكندرية ، ثم قام بعدة رحلات إلى بلاد العرب، أولها حوالي عام 214م، حيث ذهب إليها بناء على دعوة من حاكم تلك البلاد الذي كان يرغب في التعرف على تعاليمه، كما دعي إلى العربية عدة مرات ليتناقش مع الأساقفة وقد أشار المؤرخ يوسابيوس إلى اثنتين من هذه المناقشات، تذكر منهما أنه في عام 244م انعقد مجمع عربي لمناقشة وجهة نظر الأسقف بريلوس في شخص السيد المسيح. فأطاع وعاد مسرعا لكن فيما يبدو أن البابا كان مازال غاضيا عليه . وقد استجاب للدعوة ثم عاد إلى مدرسته. وبقي غائباً عن الإسكندرية ، وإزاء تصرفات أوريجانوس وقيامه بالوعظ دون التصريح من البابا ديمتريوس اشتد الغضب عليه ودعا الباب لانعقاد مجمع من الأساقفة والكهنة بالإسكندرية والذي قرر باستبعاده وطرده من الإسكندرية ولم يرض البابا بهذا القرار فدعا مجمعاً من الأساقفة وحدهم عام 232م، كما أعلن عن وجود بعض أخطاء لاهوتية في كتاباته كتب البابا الإسكندري القرار إلى كل الإيبارشيات، اضطر أوريجانوس أن يدافع عن نفسه ضد الاتهامات الخطيرة التي وجهت ضده. فقد أورد روفينوس في كتابه نبذة طويلة من خطاب كان قد وجهه أوريجينوس إلى أصدقاء له في الإسكندرية يشكو فيه من الملفقين الذين غيروا بعض فقرات من كتبه وشوهوها، ومن الذين نشروا في العالم المسيحي كتباً مزورة ليس من العسير أن نجد فيها ما يستحق السخط كذلك يعرفنا القديس جيروم بوجود خطاب آخر كتبه أوريجانوس إلى فابيانوس أسقف روما يتهم فيه صديقه إمبروسيوس بأنه تسرع ونشر أحد كتبه في وقت غير مناسب وقبل أن يكمله، لعله قصد بهذا الكتاب المباديء De Peinciplis" الذي أثار سخط الكثيرين ضده حتى بعد وفاته. وجاء في ميمره الخامس والعشرين على إنجيل لوقا : إنه من دواعي سرور أعدائي أن ينسبوا لي آراء لم أكن أتصورها ولا خطرت ببالي. أسس أوريجانوس مدرسة جديدة بمدينة قيصرية بناء على طلب أسقفها الذي حله على إنشاء مدرسة للاهوت هناك، وظل أوريجانوس يرأسها قرابة عشرين عاماً، واضطر أوريجانوس الفرار إلى قبادوقية والانتقال إلى قيصرية خلال
النواحي الفكرية والثقافة بمصر خلال العصر البيزنطي
كانت الجماعات المسيحية الأولى مؤلفة بشكل رئيسي من البسطاء وطبقات الشعب الوسطى والفقيرة دون أن تضم علية القوم ومثقفيهم، رغم وجود المنتقلين إلى المسيحية باكرًا من مثل هذه الطبقات غير أنهم ظلوا أقلية تساعد الجماعة العائلات الأكثر فقرا فيها وتمد بالوقت نفسه حركات التبشير بالأموال؛ وقد تركزت بالمدن الكبرى أكثر من انتشارها في الأرياف ما أدى إلى محافظة هؤلاء على أديانهم القديمة مع تمدد المسيحية في المدن، حتى باتت لفظة قروي في بلاد الشام ومناطق مختلفة من الإمبراطورية الرومانية توافق كلمة وثني . ومقابل عدم الاستقرار في الزيجات ضمن المجتمع ككل، كان التزام الزوج والزوجة في المسيحية دورا هاما في تقوية أركان المجتمع المسيحي، وتأمين حياة كريمة للأسرة وللأطفال، الذين تزايد عددهم بطول مدة الزواج، سوى ذلك، فإن الأرامل والعازبات من النساء كان يستفاد من خدماتهن بالأعمال اليدوية البسيطة وفي خدمة الكنائس والعناية بالمرضى ورعاية العجزة وإدارة الصدقة للمسيحيين وغيرهم، ما ساهم بانتشار المسيحية ، وتأسيس غير مباشر للرهينة ، ووصف المؤرخ الروماني الوثني لوقيان الجماعة المسيحية، بأنها تقتسم جميع ممتلكاتها المادية مع بعضها البعض، كائنين بذلك على صورة العهد الجديد ، فكانت الأخلاق المسيحية عاملاً من عوامل انتشار الديانة، وازدجارا لقيم المجتمع الإغريقي، ووضعا لقانون يهذب حياة الإنسان، خصوصا بعد فشل الفلسفة
الرواقية في الأخلاق.
وتعتبر مدرسة الإسكندرية المسيحية هي أول مدرسة من نوعها في العالم، فبعد نشأتها حوالي عام (120) م على يد العلامة المسيحي بانتينوس)، أصبحت مدرسة الاسكندرية أهم معهد للتعليم الديني في المسيحية. وكثير من الأساقفة البارزين تم تعليمهم في تلك المدرسة، مثل البناغورس، وكليمنت"، وديديموس"، والعلامة العظيم أوريجانوس"، الذي يعتبر أب علم اللاهوت، والذي كان نشطأ كذلك في تفسير الكتاب المقدس والدراسات الإنجيلية المقارنة. وقد كتب أكثر من 6000 تفسيراً للكتاب المقدس، بالإضافة إلى كتاب هيكسابلا" الشهير. وقد زار العديد من العلماء المسيحيين مدرسة الإسكندرية، مثل القديس جيروم" ليتبادل الأفكار ويتصل مباشرة بالعلماء .
كان هدف مدرسة الإسكندرية لم يكن محصوراً على الأمور اللاهوتية فقط ، لأن علوم أخرى مثل العلوم والرياضيات وعلوم الاجتماع كانت تدرس بها. ومن هنا تميزت الإسكندرية منذ وقت مبكر بنهضة ثقافية وعلمية لم يضاهيها أي مكان آخر في عالم العصور الوسطى آنذاك فقد ضمت عدد من العلماء والمفكرين واللاهوتيين الذين رافع و راية العلم والفكر وكان في مقدمة هؤلاء القديس كلمنت السكندري الذي دمج خلال دراسته في المدرسة اللاهونية بالإسكندرية بين الفلسفة اليونانية واللاهوت المسيحي، كما ساهم في نقل مبادئ الدين إلى لغة مثقفي ذلك العصر من ناحية، وانفتاح المسيحية على العلوم من الناحية الثانية، وهناك أيضا القديس أثينا غوراس والقديس بنتينوس يذكر أن بعضا من أهم آباء الكنيسة اللاحقين في الغرب المسيحي كالقديس أوغسطين والقديس جيروم قد تأثروا بكتابات آياء المدرسة اللاهوتية في الإسكندرية وكتاباتهم، أما على صعيد الإنجازات الأخرى خلال القرن الثاني تسجل أول ترجمة للكتاب المقدس إلى اللغة القبطية بعد أن كان منحصرا على اللغة اليونانية التي يجيدها المتعلمين والمثقفين فقط من المصريين. كما وضع في عهد البطريرك ديمتريوس ( 191 232 ) أول تقويم معتمد لحساب مواقيت الأعياد والأزمنة الطقسية، وجاء في قرار مجمع نيقية أن يقوم بطريرك الإسكندرية، لتقدم المدينة في علوم الفلك والحساب بتحديد موعد العيد وإخطار سائر البطاركة بالموعد. ليصار إلى الاحتفال به ولعن من أبرز مساهمات الكنيسة المصرية خلال القرن الثاني التصدي للحركة الغنوصية وهي جماعة دينية توأمت بين المسيحية والمعتقدات التي كانت سائدة سابقا، كان رهباتها يفرقون في التأمل والفلسفة للوصول إلى المعرفة التامة، وانطلاقا من كونهم يعتمدون على التأمل الذاتي للوصول إلى المعرفة سنوا جماعة العرفان، وهي الترجمة العربية لمصطلح غنوصية في اليونانية ظلت المعلومات قليلة عن القوصيين حتى أواسط القرن العشرين حين اكتشفت مجموعة من المخطوطات في مصر ساهمت في إماطة اللثام عن معتادات هذه الجماعة نوعا ما، إذا دلت المخطوطات المكتشفة ومنها مخطوطات نجع حمادي إلى أن التوصيين في أفرزوا أناجيل خاصة بهم، ونسبوها إلى شخصيات كنسية شهيرة، وتهدف هذه الأناجيل الغنوصية إلى نقل وجهة النظر أو العقائد والفلسفات الخاصة بهذه الجماعة إلى العموم مثلاً إحدى العقائد الغنوصية كما. اكتشفت في إنجيل يهوذا توضح أن الغنوصيون ينظرون إلى يهوذا الاسخريوطي مسلم يسوع بكونه شريكا في الخلاص والغداء . قاومت الكنيسة الحركة الغنوصية من خلال آباء الكنيسة ولاهوتيها الذين ألقوا كتنا داخل مصر وخارجها، حول أصول الإيمان المسيحي، وتذكر في هذا الخصوص كتابات أوريجانوس وكلمنت الإسكندري ما ساهم في فقدان الغنوصية لقوتها قبيل نهاية القرن الثاني، غير أن اختفائها كليا استغرق قرونا عدة.
ومنذ ولاية البطريرك ياراكلاس (248) - 232) أصبح يطلق على بطريرك الإسكندرية لقب "بابا"، وهو لقب من حيث التاريخ أطلق عليه قبيل إطلاق الاسم على أسقف روما وبطريرك الغرب الذي يقابل حاليا البابا الكاثوليكي، على أن اللفظة عندما انتقلت إلى روما جاءت لكون أسقفها خليفة القديس بطرس رأس الرسل وفق المعتقدات المسيحية، وذلك عبر قرطاجنة ومجمع نيقية ومجمع خلقيدونية وقد تلاه في رئاسة كرسي الإسكندرية ديونيسيوس (265) - (248) الملقب "معلم الكنيسة الجامعة وقد شهدت حبريته اضطهاد الإمبراطور ديسيوس الذي قضى خلاله الكثير من المسيحيين في الإمبراطورية الرومانية، وقد تصدى بشدة بابا الإسكندرية للعديد من المعتقدات التي ظهرت خلال تلك الفترة منها الديانة المانوية التي سطعت من بلاد فارس ومزج معتنقوها بين المسيحية والغنوصية والزرادشتية والبوذية فصنفت على أنها واحدة من آخر ديانات الأسرار وأقواها، وقد ترك أمر التصدي لها في الإسكندرية ومصر عموما للبابا مكسيموس ( 265 - 282م ) إذ شدد البابا في عظاته ورسائله وحذر من خطر المانوية وأفكارها ، كما أدان كتابات بولس السمساطي وآرائه، غير أنها ظلت متواجدة في كتابات لوقيان الأنطاكي ما مهد الأريوس أن يأخذ بها لاحقا. وهكذا كان القرن الثاني الميلادي قرنا حافلاً بالأحداث التاريخية الهامة فقد تم انتخاب إبريموس عام 106م مديرا لمدرسة الإسكندرية اللاهوتية التي أصبح لها شأنا هاما في أيامه وتكاثر عدد الكنائس في مصر وخارجها، غير أن الإمبراطور هادريان أمر باضطهاد المسيحيين ونفيهم خارج المدن، ومن ثم أمر بهدم الكنائس، وبعد وفاته عام 118م اختير يسطس بطريركا والمعلومات حول بطريركيته قليلة للغاية رغم ذكره في كتابات المؤرخين الأقدمين مثل يوسابيوس النيقموميدي وفي كتابات المؤرخين الأقباط خلال مرحلة القرون الوسطى وما بعدها ، وقد كان هذا البابا رئيسًا للمدرسة اللاهوتية في الإسكندرية وقت اضطهادات هادريان وقد قتل مئات الأقباط آنذاك ومن بينهم القديسة صوفيا، التي نقل جثمانها إلى القسطنطينية وشيدت كنيسة آيا صوفيا خلال أيام قسطنطين الأول فوق ضريحها ، وقد هدأت حدة الاضطهادات عند اعتلاء عرش الإمبراطورية ماركوس أوريليوس الذي كان يميل إلى التسامح ويحلم بإقامة الجمهورية الفاضلة التي تحدث عنها أفلاطون وقد أشرك الفلاسفة والحكماء في حكمه، ومنذ منتصف القرن الثاني الميلادي قدمت الكنيسة القبطية عددا وافرا من آباء الكنيسة ومعلميها الأوائل الذين لا تزال مؤلفاتهم يدرسها طلاب اللاهوت حتى الآن منهم العلامة أوريجانوس الذي ألف أكثر من ستة آلاف كتاب حول تفسير الكتاب المقدس، وتبقى شخصيته هذا العلامة محيرة للكثيرين الذين يشهدون لدوره الفعال في الاهتمام بالكتاب المقدس، وقد تأثر به حتى مقاوموه، لكن الكنيسة القبطية وقد شعرت بخطورة تعاليمه حرمته في حياته بينما الكنائس الخلقيدونية حرمته في أشخاص تابعيه سنة 553م وذلك لما وجد في كتاباتهم عن وجود النفس السابق للجسد، وقد لقب العلامة أوريجينوس بـ أدمانتيوس" أي "الرجل الفولاذي"، إشارة إلى قوة حجته التي لا تقاوم و إلى مثابرته. ويعتبر الكثيرون أوريجانوس مصريا رغم أن اسمه يوناني وليس قبطيا، يبدو أنه ولد في الإسكندرية حوالي عام 185م، وقد اهتم به والده ليونيدس، فهذبه وعلمه الكتاب المقدس، وأظهر الابن شغفاً عجيباً في هذا الأمر. وتدهورت أحوال أوريجانوس حينما توفي والده عام 202م بعدما ألقي القبض عليه ووضع في السجن، أما أوريجانوس الذي لم يكن بعد قد بلغ السابعة عشر من عمره، فيقال أنه كان يتوق بشغف إلى اكلين الاستشهاد مع والده، وفي اللحظة الحاسمة منعته أمه من تحقيق رغبته بإخفاء كل ملابسه حتى يلتزم البقاء في المنزل ليرعى شئون أخوته السنة. فأرسل إلى أبيه يحثه على الاستشهاد، وقد صودرت ممتلكات ليونيدس بعد استشهاده وأصبح أوريجانوس وعائلته في أمس الحاجة إلى المال، لهذا التجأ إلى سيدة غنية رحبت به وتبنته ، لكنه لم يحتمل البقاء كثيراً، لأن معلماً هرطوقياً يدعى بولس الإنطاكي استطاع أن يؤثر عليها ببلاغته قضمته إلى بيتها، وتبنته، وأقامته فيلسوفاً خاصاً بها، وسمحت له أن ينشر هر طقته بإلقاء محاضرات في بيتها. لم يستطع أوريجانوس أن يشترك في الصلاة مع هذا الهرطوقي متمسكاً بقوانين الكنيسة، فترك البيت وعكف على تدريس الأدب الدنيوي والنحو لينفق على نفسه وعلى عائلته. وجد أوريجانوس في تدريسه للوثنيين الأدب والنحو فرصته النشر المسيحية قدر ما تسمح الظروف، فكان يعلن عن مركز اللاهوتيات بين الكتابات اليونانية، وبهذا اجتذب أوريجانوس بعض الوثنيين الذين جاءوا يطلبون أن يسمعوا منه عن التعاليم المسيحية من بينهم بلوتارخس الذي
نال الاستشهاد وأخوه هيراقليس ياروكلاس) الذي صار بطريركاً على الإسكندرية فيما بعد .
عين البابا ديمتريوس العلامة أوريجانوس رئيساً لمدرسة الإسكندرية وهو في الثامنة عشرة من عمره . وقد وجه أوريجانوس كل نشاطه لعمله وباع كل كتبه الثمينة المحبوبة لديه، ليكرس حياته بالكامل للعمل الجديد الذي أوكل إليه كمعلم للموعوظين. تتلمذ على يديه كثيرون نذكر على سبيل المثال القديس الكسندروس أسقف أورشليم الذي كان يتطلع إلى أوريجانوس كمعلمه وصديقه ، وقد ألقى العلامة أوريجانوس بنفسه بكل طاقاته لا الدراسة الكتاب المقدس والتعليم به فحسب، بل وفي حياة النسك مع ممارسة الصلاة بكونها جزءاً لا يتجزأ من الحياة النسكية، تسنده في تحرير النفس ودخوله إلى الاتحاد مع الله بطريقة أعمق. اهتم أوريجينوس بتعميق الفكر المسيحي، فتجمع حوله عدد كبير من التلاميذ يلتفون حوله من الصباح حتى المساء رأى أوريجينوس أن يقسمهم إلى فصلين، واختار تلميذه هيراقليس - المتحدث اللبق ليدرس المبتدئين المبادئ الأولى للتعاليم المسيحية، أما هو فكرس وقته في تعليم المتقدمين اللاهوت والفلسفة معطياً اهتماماً خاصاً بالكتاب المقدس. لعل أعظم أثر الأوريجينوس على مدرسة الإسكندرية هو إبرازه التفسير الرمزي للكتاب المقدس. فقد كرس حياته كلها لهذا العمل حتى نسب هذا المنهج التفسيري المدرسة الإسكندرية وله - زار أوريجانوس عام 212م روما في أثناء أسقفية زفيرينوس ، وبعد إقامة قصيرة هناك عاد إلى الإسكندرية ، ثم قام بعدة رحلات إلى بلاد العرب، أولها حوالي عام 214م، حيث ذهب إليها بناء على دعوة من حاكم تلك البلاد الذي كان يرغب في التعرف على تعاليمه، كما دعي إلى العربية عدة مرات ليتناقش مع الأساقفة وقد أشار المؤرخ يوسابيوس إلى اثنتين من هذه المناقشات، تذكر منهما أنه في عام 244م انعقد مجمع عربي لمناقشة وجهة نظر الأسقف بريلوس في شخص السيد المسيح. الخلقت مدرسة الاسكندرية حوالي عام 216م عندما نهب الإمبراطور كاركلا مدينة الإسكندرية وأغلق مدارسها واضطهد معلميها وذبحهم، قرر أوريجينوس بعدها الذهاب إلى فلسطين حيث رحب به صديقه القديم الكسندر أسقف أورشليم كما رحب به ثيؤكتستوس أسقف فلسطين اللذان دعياء ليشرح الكتاب المقدس للشعب في حضرتهما، غضب البابا ديمتريوس الإسكندري لتصرفات أوريجانوس، لأنه حسب عادة الكنيسة المصرية لا يستطيع غير الكاهن أن يعظ في حضرة الأسقف، فأمره بالعودة إلى الإسكندرية سريعاً، فأطاع وعاد مسرعا لكن فيما يبدو أن البابا كان مازال غاضيا عليه .
وخلال حكم اسكندر ساويرس الانطاكي (222 (225) أرسلت ما مسيا والدة الإمبراطور البيزنطي حامية حربية تستدعي أوريجانوس الإنطاكيا يشرح لها بعض الأسئلة، وقد استجاب للدعوة ثم عاد إلى مدرسته. كما أرسل العلامة أوريجانوس إلى اليونان الضرورة ملحة تتعلق ببعض الشئون الكنسية، وبقي غائباً عن الإسكندرية ، وإزاء تصرفات أوريجانوس وقيامه بالوعظ دون التصريح من البابا ديمتريوس اشتد الغضب عليه ودعا الباب لانعقاد مجمع من الأساقفة والكهنة بالإسكندرية والذي قرر باستبعاده وطرده من الإسكندرية ولم يرض البابا بهذا القرار فدعا مجمعاً من الأساقفة وحدهم عام 232م، وقام بإعلان بطلان كهنوته واعتباره لا يصلح بعد للتعليم، كما أعلن عن وجود بعض أخطاء لاهوتية في كتاباته كتب البابا الإسكندري القرار إلى كل الإيبارشيات، فدعا بونتاس أسقف روما مجمعاً أيد القرار، وهكذا فعل كثير من الأساقفة، فيما عدا أساقفة فلسطين والعربية وآخالية وفينيقية وكبدوكيا الذين رفضوا القرار . اضطر أوريجانوس أن يدافع عن نفسه ضد الاتهامات الخطيرة التي وجهت ضده. فقد أورد روفينوس في كتابه نبذة طويلة من خطاب كان قد وجهه أوريجينوس إلى أصدقاء له في الإسكندرية يشكو فيه من الملفقين الذين غيروا بعض فقرات من كتبه وشوهوها، ومن الذين نشروا في العالم المسيحي كتباً مزورة ليس من العسير أن نجد فيها ما يستحق السخط كذلك يعرفنا القديس جيروم بوجود خطاب آخر كتبه أوريجانوس إلى فابيانوس أسقف روما يتهم فيه صديقه إمبروسيوس بأنه تسرع ونشر أحد كتبه في وقت غير مناسب وقبل أن يكمله، لعله قصد بهذا الكتاب المباديء De Peinciplis" الذي أثار سخط الكثيرين ضده حتى بعد وفاته. وجاء في ميمره الخامس والعشرين على إنجيل لوقا : إنه من دواعي سرور أعدائي أن ينسبوا لي آراء لم أكن أتصورها ولا خطرت ببالي. أسس أوريجانوس مدرسة جديدة بمدينة قيصرية بناء على طلب أسقفها الذي حله على إنشاء مدرسة للاهوت هناك، وظل أوريجانوس يرأسها قرابة عشرين عاماً، وفيها تتلمذ على يده القديس غريغوريوس العجالبي لمدة خمسة أعوام، واضطر أوريجانوس الفرار إلى قبادوقية والانتقال إلى قيصرية خلال
الاضطهاد الذي أثاره مكسيميان، وفي عهد الإمبراطور داكيوس تجددت الاضطهادات مرة أخرى، وألقى القبض على أوريجانوس، ووضع في طوق حديدي ثقيل وألقي في السجن وذلك في عام 254م بمدينة صور.
Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance
You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT
ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.
We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate
تعتبر وفيات الأطفال واعتلال صحتهم من القضايا الصحية العاجلة التي تتطلب فهمًا عميقًا للعوامل المتعددة...
القطاع الزراعي يعتبر القطاع الزراعي بشقيه الحيواني و النباتي من أهم القطاعات في السودان حيث يضم 80...
يبدو أن نهاية حقبة نتنياهو قد اقتربت فعلا هذه المرة. إدارة ترامب تعتقد أن الضربات الأخيرة على إيران ...
تؤثر الألعاب الإلكترونية بشكل سلبي على المراهقين، خاصة في حال استخدامها بشكل مفرط أو عند اختيار ألعا...
إقليم تيغراي الإثيوبي. هذه التوترات تأتي على خلفية تباين أهداف الدولتين خلال الحرب في تيغراي، حيث سع...
إيميل A FORMAL EMAIL که تحمل From: Antonio Ricci [[email protected]] The Priory Language Sch...
لم يتفق الباحثون على تعريف جامع للشيخوخة، وذلك لأنها ليست من الظواهر الثابتة التي تحدث في المراحل ال...
وتناولت دراسة (فياض، والزائدي 2009) الأزمة المالية العالمية وأثرها على أسعار النفط الخام، تناولت بش...
تعتبـــر التغذية الصحية مهمة جدا خلال الســـنتين الاولى من عمر الطفل حيث يتطور النمو العقلي والجســـ...
ﻦ ﷲ، إﻻ إﻟﮫ ﻻ ﯾﺎﻣﻮﺳﻰ: ﻗُﻞ ْ ﻗﺎل: ﺑﮫ، وأدﻋُﻮك َ أذﻛﺮُك َ ﺷﯿﺌًﺎ ﻋَﻠﱠﻤﻨﻲ ؟ ھﺬا ﯾﻘﻮﻟﻮن ﻋ ِ ﺒﺎدِك َ ﻛﻞ ﱡ ...
معايير التقييم الأساسية المهارة النسبة الفهم السمعي 20% التعبير الشفهي 25% القراءة والفهم 20% الكت...
التحسّس المبكّر لأمراض الكلى ضروري لمنع أو تأخير تطور المرض إلى مراحله النهائية. يشتمل التشخيص المبك...