Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (49%)

دخل الحاجب على الملك نجم الدين وهو في مخدعه بقلعة دمشق، أبى أن يصرح بما جاء من أجله، ولم يرض إلا بمقابلة الملك نفسه، سوى رسالة من ملك تلك البلاد!

  • وما شأن التجار والرسائل الملكية؟! فقد يكون كبيرا من رجال ذلك الملك، ويكون بعيدا عن مواطن الشبهات»
  • قال الملك وقد ارتاحت نفسه لهذا الرأي: «إذن يكون قد جاء لأمر مهم نافع، فليس بيننا وبين ملك صقلية غير المودة والعلاقات الطيبة، وهم يحترمون المعاهدة المعقودة بيننا وبينهم كما نحترمها نحن. فلما مثل هذا المبعوث الصقلي بين يديه وحياه، ونجم الدين يقرأ في عجب: حملة فرنسية ضخمة متجهة إلى مصر، اشترك فيها الكثير من الفرنج الطامعين في بلادكم، مزودة بالسلاح والرجال والعتاد، يقودها لويس التاسع ملك فرنسا بنفسه، واثنان من إخوته: «روبرت ارتوا» و«شارل» كونت آنجوا، فجعل الملك نجم الدين يتململ في فراشه والغضب يهزه، بعدما كان الاتجاه إلى بيت المقدس لتخليصه من أيديكم، فقد أجمع من معه على أن مصر أحق بالغزو، فهي بموقعها تحمى ظهر العرب ضد الفرنج بفلسطين والشام، وحدد بعضهم الاتجاه إلى دمياط بالذات، وهى مع كل ذلك ورقة رابحة، كما عرضه الكامل من قبل، فوق أن الاستيلاء عليها يمد البيوت التجارية الأوربية الكبيرة بمساعدة الحملة على النصر؛ فقد تمكن من مفتاح الشرق كله، وانتزاع ما بقي من بلاد الشام. وقد أحببت أن أخطركم بها، ولجأ بعدما استنفد وسائل الخداع إلى التهديد ولكن هيهات! وبعث معه برسالة تقدير للملك، ثم أمر بأن يطير الحمام توا بالخبر إلى مصر، بل سألت عن الوسيلة التي أسير بها! ولن يعوقني الداء مهما عظم! ولماذا خلق نجم الدين؟! خلق للجهاد في سبيل الله، أعز أمانيه أن يموت شهيدا بين الأسنة، فطعم الموت بينها أحلى من طعمه في الفراش، ولو كان لي جناح لطرت إلى مصر، يريدون -اعداء الله- ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره -رغما عنهم- ولو كره الكافرون . فسوف تكون سريرا ناعما، ويجعل الملح الأجاج عذبا سلسبيلا. لا بد أن أشهد المعركة على رأس جيشي، ولن يحرمني ربي من ذلك المنظر البهيج». ولمحه نجم الدين فقال باسما: «كنت خائفة أن يتخلف نجم الدين حتى يبرأ، نجم الدين ولد على صهوة جواد، لا تخافي فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين». ولم يشرق الصباح حتى كان نجم الدين في محفة على الأكتاف، ومن هناك يدير المعركة ضد العدوان.


Original text

ر
دخل الحاجب على الملك نجم الدين وهو في مخدعه بقلعة دمشق، قد برحت به العلة وألزمته الفراش، واستأذن لتاجر كبير من تجار جزيرة صقلة، أبى أن يصرح بما جاء من أجله، ولم يرض إلا بمقابلة الملك نفسه، والإفضاء إليه بما يريد.



  • وماذا يحمل هذا التاجر من البضائع ؟

  • لا شيء يا مولاي، سوى رسالة من ملك تلك البلاد!

  • وما شأن التجار والرسائل الملكية؟!

  • لعله يحمل توصية لمولاي في صفقة يريد أن يعقدها معنا!
    فعقبت شجر الدر قائلة: «ولعله جاء في أمر خطير غير التجارة، فقد يكون كبيرا من رجال ذلك الملك، أتى في زي التجار ليحكم التخفي، ويكون بعيدا عن مواطن الشبهات»

  • قال الملك وقد ارتاحت نفسه لهذا الرأي: «إذن يكون قد جاء لأمر مهم نافع، فليس بيننا وبين ملك صقلية غير المودة والعلاقات الطيبة، وهم يحترمون المعاهدة المعقودة بيننا وبينهم كما نحترمها نحن. أدخلوه». فلما مثل هذا المبعوث الصقلي بين يديه وحياه، قدم إليه الرسالة، ووقف ينتظر، ونجم الدين يقرأ في عجب:
    حملة فرنسية ضخمة متجهة إلى مصر، اشترك فيها الكثير من الفرنج الطامعين في بلادكم، مزودة بالسلاح والرجال والعتاد، يقودها لويس التاسع ملك فرنسا بنفسه، ومعه زوجته الملكة مرجريت، واثنان من إخوته: «روبرت ارتوا» و«شارل» كونت آنجوا، واثنان من أبناء عمومته، وكثير ممن اشتركوا في الحملات الفرنجية السابقة، جاءوا يغسلون العار الذي لحقهم من جراء هزائمهم المتكررة في الحروب التي شنوها عليكم، وما لا يحصى من المتطوعين والطامعين من أنحاء أوربا.
    فجعل الملك نجم الدين يتململ في فراشه والغضب يهزه، وهمّ بالجلوس فأسندته شجر الدر، وأعاد النظر في الرسالة، ومضى يقرأ في عجب:
    «لعب الشيطان برأس لويس، وخيل إليه أنه قادر على تحقيق ما أخفق فيه سواه، وهو يتحدث بغرور عن غزو مصر، بعدما كان الاتجاه إلى بيت المقدس لتخليصه من أيديكم، فقد أجمع من معه على أن مصر أحق بالغزو، فهي بموقعها تحمى ظهر العرب ضد الفرنج بفلسطين والشام، وتغذى بمواردها الهائلة جيوش العرب بالرجال والمال، وحدد بعضهم الاتجاه إلى دمياط بالذات، ليضربوا العرب فيها، وينتقموا من طردهم منها من قبل، وهى مع كل ذلك ورقة رابحة، يمكن استخدامها في المساومة عليها بمدينة القدس، إذا عرض السلطان الصلح، كما عرضه الكامل من قبل، فوق أن الاستيلاء عليها يمد البيوت التجارية الأوربية الكبيرة بمساعدة الحملة على النصر؛ لأن لعاب تلك البيوت يسيل عليها.
    لويس موقن من أنه إذا فتح مصر، فقد تمكن من مفتاح الشرق كله، فيسهل عليه بعدها فتح القدس، وانتزاع ما بقي من بلاد الشام.
    أبحرت الحملة أيها الملك، وقد أحببت أن أخطركم بها، لتأخذوا حذركم، ونحن معا على الوفاق واحترام العهد، فقد تعب لويس معي في نقض اتفاقي معكم والانضمام إليه، ولجأ بعدما استنفد وسائل الخداع إلى التهديد ولكن هيهات!

  • سلامي واحترامي للسلطان العظيم».
    فاض الغضب بنجم الدين وأخذ يهدد الفرنج ويتوعدهم، وشجر الدر شديدة الألم، خوفا من أن يجتمع الغضب عليه مع العلة، فيزيده مرضا، لكنه هدأ شيئا، والتفت إلى الرسول، وحمله جزيل الشكر لملكه الشجاع الأمين الوفي، وأمر له بجائزة كبيرة، وخلعة غالية، وبعث معه برسالة تقدير للملك، ثم أمر بأن يطير الحمام توا بالخبر إلى مصر، وأن ينادى في الجنود بالرحيل من الغد إلى دمياط، فخرج الرسول، وبقي هو وشجر الدر يتناجيان:
    قالت في إشفاق وعطف: «كيف يسير مولاي والطريق طويل، وهو في أعقاب علة شفاه الله منها؟!». فابتسم وقال: «بوركت يا شجر الدر! لم تسألي عن البقاء أو النهوض، بل سألت عن الوسيلة التي أسير بها! ولن يعوقني الداء مهما عظم!
    ولماذا خلق نجم الدين؟! خلق للجهاد في سبيل الله، أعز أمانيه أن يموت شهيدا بين الأسنة، فطعم الموت بينها أحلى من طعمه في الفراش، ولو كان لي جناح لطرت إلى مصر، وسوف نصل قبلهم بإذن الله، يريدون -اعداء الله- ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره -رغما عنهم- ولو كره الكافرون . وقد قررت يا شجر الدر أن أحمل في محفة. لا تخافي ولا تعجبي، فسوف تكون سريرا ناعما، لا أحس فيه بتعب ولا مشقة، فالإيمان القوى يذلل الصعاب ويحيل القتاد حريرا، ويجعل الملح الأجاج عذبا سلسبيلا.
    لا بد أن أشهد المعركة على رأس جيشي، أدفعه بروحي وعزمي، فروح الجيش من روح قائده!
    سأعيش يا شجر الدر حتى أشهد النصر العظيم، وأرى سيفي وهو يجز عنق لويس المغرور، وألقن الفرنج الدرس الأخير، ولن يحرمني ربي من ذلك المنظر البهيج».
    فتهلل وجه شجر الدر، ولمحه نجم الدين فقال باسما: «كنت خائفة أن يتخلف نجم الدين حتى يبرأ، نجم الدين ولد على صهوة جواد، وسيموت حيث ولد!
    لا تخافي فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين».
    ولم يشرق الصباح حتى كان نجم الدين في محفة على الأكتاف، يطوى الطريق مسرعا مع الجيش المشمر، حتى بلغ مصر، فاتجه إلى أشموم طناح، ليكون قريبا من دمياط، ومن هناك يدير المعركة ضد العدوان.


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

.ركز أبحاث العل...

.ركز أبحاث العلاج الجيني للصرع حاليًا على تخفيف الأعراض باستخدام ناقلات فيروسية مثل AAV، مع الاستفاد...

The book "Anima...

The book "Animal Farm" authored by George Orwell, written during the peak of World War II, functions...

قصة السلطة مع ا...

قصة السلطة مع الزنزانة وقصة الشيخ عيسى المؤمن مع القضبان، قصتان تنفرد كل قصة بأرضها وبنوعها وبفرادته...

كلمة رئيس قسم ب...

كلمة رئيس قسم بحوث ديدان اللوز "نعمل في قسم بحوث ديدان اللوز بجد وتفانٍ، مدركين الأهمية الاقتصادية ل...

تعد القيمة السو...

تعد القيمة السوقية من المؤشرات الأساسية التي تعكس قوة المراكز المالية للمصارف ومكانتها في السوق ومدى...

[المتحدث 3] Hel...

[المتحدث 3] Hello, and welcome to today's PMI research webinar. And as mentioned, I'm Daniel Nichols...

وأشار إلى أنّ ا...

وأشار إلى أنّ الفصل الثاني من اللائحة التنفيذية لقانون التسجيل العقاري حدد إجراءات الإفراز والتوحيد ...

في أكواخ الفقرا...

في أكواخ الفقراء مترجمة مضى الليل إلا قليلًا والظلام مخيمٌ على الكون بأجمعه، والكواكب متلفعة بأردية ...

الحمد لله الملك...

الحمد لله الملك المعبود ـ سبحانه ـ لا نُحصي ثناءً عليه هو كما أثنى على نفسه ـ وأصلي وأسلم على سيدنا ...

يسعى القسم إلى ...

يسعى القسم إلى الريادة في دراسة ومكافحة أمراض ما بعد الحصاد لحماية المنتجات الزراعية وتقليل الفاقد. ...

I think we migh...

I think we might be a little bit uncertain on the potential complications from after the surgery, li...

لخص في نقاط ...

لخص في نقاط طيب بسم الله الرحمن الرحيم والصلاه والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعل...