Online English Summarizer tool, free and accurate!
يتناول النص العوامل المؤثرة على السلوك الإجرامي، مُركزًا على الوراثة والجنس والعمر. فيما يخص الوراثة، يُناقش انتقال الصفات والخصائص من الآباء إلى الأبناء عبر الكروموزومات والجينات، مُوضحًا أنواع الوراثة (المباشرة/غير المباشرة، المرضية/التشويهية، التماثلية/التشابهية، الحقيقية/الحكمية). ويُشير إلى اختلاف آراء علماء الإجرام حول دور الوراثة في الإجرام، بين من يعتبره العامل الأساسي ومن ينفيه، مُفضلًا رأيًا وسطًا يُقرّ بإمكانية نقل استعداد إجرامي وراثيًا يتفاعل مع الظروف البيئية.
أما عامل الجنس، فيُبرز النص الاختلافات الكمية والنوعية بين إجرام الرجل والمرأة، مُرجعًا ذلك إلى الفروق الجسدية والنفسية، والوضع الاجتماعي للمرأة، وظروف الزمن. أما عامل السن، فيُحلل النص دوره عبر مراحل العمر المختلفة: الطفولة (غياب الإجرام)، المراهقة (ارتفاع احتمالية الإجرام بسبب التغيرات الجسدية والنفسية)، الشباب (أعلى نسبة إجرام)، الكهولة (انخفاض نسبة الإجرام مع التقدم في العمر)، والشيخوخة (تراجع احتمالية الإجرام مع احتمالية استمرارها بحسب الظروف). يُختم النص بالتأكيد على تداخل هذه العوامل وتأثيرها المُتضافر على السلوك الإجرامي.
عامل الوراثة
و يقصد بالوراثة ، تلك الصفات الوراثية التي تعمل على التشابه بين الإنسان مع من تربطه علاقة القرابة و تساهم في إثبات هذه العلاقة بينهم في حال ما إذا ثار حولها النزاع (1) كالآباء و الأبناء مثلا
و بالرجوع للعلماء الباحثين في مجال الإجرام ، فنجد أن مفهوم الوراثة عندهم ، يشمل الخصائص و الوظائف التي تنتقل من السلف إلى الخلف . و بالتالي يمكن تفسير ما إذا كانت هذه الخصائص و الوظائف الوراثية التي تنتقل من الأب إلى الإبن ، بإمكانها توجيه سلوك هذا الأخير إلى تكرار سلوك الأب الذي قد يكون سلوكا إجراميا (2) .
و عليه ، فإن العلماء الباحثين في مجال الإجرام ، حاولوا تفسير السلوك الإجرامي من خلال ربطه بعامل الوراثة ، و في هذا الإطار قاموا بإجراء دراسات و تجارب ركزوا من خلالها على عنصرين فمنهم من ركز دراسته على عنصر الجينات ، و مدى قدرة هذه الجينات في التأثير على سلوك الإنسان . في حين ركز بعضهم الآخر على الإستعانة بالهندسة الجينية في الزراعة لتطبيقها على الإنسان .
و مما يستشف من دراسات علماء الإجرام في ميدان الوراثة و مدى تأثيرها في السلوك الإجرامي ،
أنها :
تتم بإنتقال الصفات و الخصائص من الأصول إلى الفروع ، عن طريق عملية دقيقة معقدة تتم في خلايا جسم الإنسان ، التي تتكون كل خلية منها على 46 جزء دقيقا يكون نواة الخلية و تسمى " بالكروموزومات " ، التي تحمل الخصائص الفردية المنتقلة بالوراثة ، فإذا ما تم الإخصاب عن طريق تزاوج الرجل و المرأة ، و إتحدت الخلية الذكرية مع الخلية الأنثوية ليصبحا خلية واحدة ، نتج عن ذلك جنين متأثر بصفات الأب أو الأم أو كليهما و لما كان من الضروري ألا يزيد ما تحمله هذه الخلية المزدوجة على 46 كروموزوما شأنها في ذلك شأن باقي الخلايا، حتى تتسنى لها الحياة فإن خلية كل من الرجل و المرأة يجب أن تفقد قبل الإخصاب و حتى تكون صالحة لها نصف 12 الأجزاء ، لينشأ من تزاوجهما مجموعة كروموزومات في خلية واحدة يتكون منها الجنين ، و عليه فإن هذه الخلية المزدوجة تحمل 23 زوجا من الكروموزومات آتية من الأب و من الأم (1). و يطلق العلم على هذه الخصائص الوراثية إسم الجينات (2) .
و تجدر الإشارة في هذا الصدد ، إلى أن عامل الوراثة يظهر في عدة صور ، نوردها وفق
التفصيل الآتي :
الوراثة المباشرة أوغير المباشرة: حيث تنتقل الصفات الوراثية بطريقة مباشرة من الأصل إلى الفرع ، كما قد تنتقل بطريقة غير مباشرة إلى فرع أبعد عبر الفرع الأول الذي تكون الصفة الوراثية كامنة لديه (1).
الوراثة المرضية أو التشويهية: وتعني الوراثة المرضية إنتقال بعض الأمراض التي كان يعاني منها الأصل إلى الفرع ، أما الوراثة التشويهية فتعني إنتقال شذوذ في التكوين من السلف إلى الخلف
الوراثة التماثلية أو التشابهية و في الوراثة التماثلية تنتقل الصفة أو الخصيصة التي لدى
الأصل إلى الفرع بنفس الصورة التي كانت عليها لديه ، كأن يكون الأصل محرما فيصبح الفرع محرما كذلك ، أي إنتقال صفة الإجرام فحسب . و قد يمتد التماثل إلى النشاط المرتبط بهذه الصفة كأن يكون الأصل قاتلا أو لصا ، فيصبح الفرع كذلك . أما بالنسبة للوراثة التشابهية و لكن بصورة متشابهة كأن فتعني أن الصفة لا تنتقل من السلف إلى الخلف بنفس الصورة يكون الأصل مدمنا على المخدرات فلا يكون الفرع كذلك ، و لكن يظهر لديه عيب يشابه هذه الصفة كأن يكون لصا أو مزورا أو قاتلا ، وقد يكون الأصل محرما و لكن الفرع لا يصبح كذلك ، وإنما يصاب بنوع من الأمراض العقلية أو الصرع .
و قد إختلفت آراء علماء الإجرام وتباينت في تحديد الرابطة بين عامل الوراثة و السلوك الإجرامي ، فمنهم من يذهب إلى القول بأن السلوك الإجرامي في الأساس هو ذو طبيعة وراثية وعلى رأسهم العالم الإيطالي " سيزار لمبروزو (1) . في حين أن هناك من ينفي الصلة بين عامل الوراثة والجريمة. وأن هذه الأخيرة تتأثر بالعوامل البيئية المحيطة بالمحرم وحدها . (2)
إلا أن ما يؤخذ على العلماء الذين فسروا السلوك الإجرامي بالنظر إلى عامل الوراثة عن طريق ملاحظة إنتقال الخصائص الإجرامية من الأصل إلى الفرع إقرارهم المطلق بتأثير الوراثة على الإجرام ، ذلك أن قوة التشابه ين خصائص السلف والخلف ، مراده تأثر كل منهما بظروف بيئية واحدة هي التي دفعت بهم إلى المسلك الإجرامي ، و هي التي ستدفع فروعهم إليه في المستقبل إذا ظلوا تحت تأثير هذه الظروف ، و على رأس القائلين بهذا الرأي العالم الأمريكي
سدرلاند . (3)
و لعل الشق المعتدل في هذا الشأن ، هو الرأي المعتدل و الوسط بين الآراء المتضاربة فلا يعطي الوراثة قوة مطلقة في تفجير السلوك الإجرامي ، كما لا ينفي علاقة السببية بينها و بين هذا السلوك ، بحيث تنقل من الأصل إلى الفرع إمكانات وقدرات معينة تدفع الشخص الذي يصادف ظروفا معينة نحو إتيان السلوك الإجرامي ، و هو ما أطلق عليه " الاستعداد الاجرام " (2)
و نقصد هنا ، أن الميل أو التكوين الإجرامي لدى الفرع قد يكون وراثيا من الأصل و الذي قد ينعكس على سلوكياته . (1)
الفرع الثاني
عاملي الجنس و السن
64/91
لتعميق البحث في العوامل الداخلية للسلوك الإجرامي ، نتناول بالدراسة عامل الجنس في المقام الأول . ثم نتطرق إلى شرح عامل السن في المقام الثاني .
أولا / عامل الجنس :
إن الدراسات التي قام بها العلماء الباحثون في علم الإجرام فيما يخص تفسير السلوك الإجرامي بالنظر إلى عامل الجنس ، قد أفرزت عدة نتائج علمية نوردها وفق التفصيل الآتي :
1 - الإختلاف الكمي و النوعي بين إجرام الرجل و إجرام المرأة
فقد أثبتت الإحصائيات الجنائية في مختلف دول العالم وجود إختلاف كبير بين إجرام كل من المرأة و الرجل ، من حيث النوع و الكمية والجسامة ، و قد أرجعوه إلى عدة أسباب:
الفروق الكبيرة و الجوهرية بين تكوينهما العضوي والنفسي، حيث ينخفض معدل الجرائم
التي ترتكبها النساء و التي تتطلب جهدا بدنيا كبيرا كإستخدام العنف مثلا ، نظرا لكونها أضعف تكوينا من الرجل الذي غالبا ما يميل إلى العنف . (1) و هو ما يؤدي أيضا إلى القول بالإختلاف في نوع الجرائم التي يرتكبها الرجل عن تلك التي ترتكبها المرأة كونها تقتضي القوة مثلا. هذا من جهة و من جهة أخرى ، كما أن التكوين النفسي أيضا يلعب دورا في إحداث الفرق بين إجرام الرجل و المرأة ، حيث يرتفع معدل الجرائم التي ترتكبها النساء تبعا لمدى إضطراب عواطفهن و إشتداد غضبهن ، فالمرأة يغلبها الجانب العاطفي و الأحاسيس . و لذا فإن أي محفز خارجي يستفز مشاعرها و بجرحها ، أو التقليل من ذاتها ، أو بتعريض مصالحها للخطر مثلا قد يؤثر على سلوكها ، و هو ما يزيد من إحتمالية إرتكابها للجريمة .
ضف إلى ذلك ، فقد أثبتت الإحصائيات الجنائية التي قام بها علماء الإجرام في هذا الشأن أن إختلاف إجرام الرجل عن إجرام المرأة راجع أيضا إلى المركز الاجتماعي للمرأة داخل المجتمع إذ أن إحتكاكها بأفراد المجتمع ، والمشاركة مع الرجل في تحمل مشاق الحياة ، ناهيك عن دخول بعضهن في سن مبكر لميادين العمل ، قد يزيد من إحتمالية إرتكابها للجريمة ، كحالة الدفاع الشرعي مثلا . (2) ، كما أن مشاركة المرأة مرتبطة إلى حد كبير بنوع الجريمة المرتكبة كالإجهاض مثلا أو قتل الوليد حديث الولادة ... إلخ ، و يرتبط نوع الإجرام أيضا بفكرة الأسرة في المجتمعات المختلفة و التقاليد... (3) . هذا من جهة . و من جهة أخرى ، فمن العلماء من أرجع إختلاف نسبة الإجرام من المرأة إلى الرجل إلى عامل الزمن في فترات التوتر و الحروب و الظروف القاسية ، أين يتخلف الرجل عن الإلتزام بمسؤولياته وتحل المرأة مضطرة مكانه ما يجعلها معرضة لكثير من الضغوط التي تؤدي إلى زيادة نسبة الإجرام عندها (4) .
ثانيا / عامل السن :
يلعب عامل السن دورا مميزا و مهما في تفسير السلوك الإجرامي للإنسان ، نظرا لإتصاله بجميع المراحل العمرية للشخص بداية من مرحلة الطفولة ، مرورا بمرحلة الشباب ، وصولا لمرحلة الكهولة ، و إنتهاءا بمرحلة الشيخوخة . (1)
1 - مرحلة الطفولة و التي تبدأ من الميلاد إلى ما قبل البلوغ أي منذ ولادة الفرد حتى بلوغه سن السابعة (07) من عمره. ويرى علماء الإجرام أنه لا مجال للكلام عن الظاهرة الإجرامية في هذه المرحلة العمرية رغم أهميتها في تكوين شخصية الفرد إذ يقل فيها إدراكه ، و لا دور للجانب العضلي في الإجرام ، فهو يعتمد بصفة مطلقة على أمه ، و لا يفهم ما حوله . (2)
2 _ مرحلة الحداثة و هي مرحلة تتميز بعدة أطوار يتوسطها البلوغ ، ففيها طور ما قبل البلوغ الذي يمتد عند الإناث من سن 11 إلى 12 سنة ، و عند الذكور من 12 إلى 14 سنة ، و طور البلوغ يبدأ من سن 13 عند الإناث و سن 15 عند الذكور ، ثم طور ما بعد البلوغ الذي يبدأ فيه الحدث بالنضوج الجسدي تدريجيا حتى بلوغ سن 18 سنة ، و لقد دعى المختصون بضرورة مراعاة هذه المرحلة العمرية نظرا لتأثيرها على السلوك الإجرامي ، ذلك أن المراهق في هذه المرحلة يكون عرضة للتأثر بنموه الجسماني و التكوين النفسي و كذا الظروف الخارجية ، فقد تدفعه غرائزه و رغباته و عجزه عن ضبط عواطفه و نفسه إلى المغامرة مثلا ، ما من شأنه أن يرفع من إحتمالية إندفاعه نحو الإجرام . (3)
3 مرحلة الشباب والتي تمتد من سن 18 إلى 25 سنة ، و تعتبر هذه المرحلة من أنشط مراحل الحياة و أخطرها نظرا لارتباطها بالإضطرابات الفيزيولوجية والنفسية ذات الصلة بمرحلة المراهقة ، و تظهر خطورة هذه المرحلة في ارتفاع نسب إحتمالية إقتراف الجرائم . (1)
4 - مرحلة الكهولة : و تمتد هذه المرحلة من سن 25 إلى 50 سنة أين يقترب الفرد من الإكتمال الجسدي و العقلي و النفسي وتنقسم هذه المرحلة العمرية بدورها إلى مرحلتين (2) :
أ - مرحلة النضج المتوسط : و تمتد من سن 25 إلى 30 سنة . و التي تتسم بالنشاط والحيوية
و الحاجة إلى الاستقرار العاطفي
ب - مرحلة النضج الكامل : و تبدأ من سن 35 إلى 50 سنة . و تتسم بالنضج و الإستقرار
المهني و العاطفي ، وتنخفض فيها معدلات الجرائم
5 - مرحلة الشيخوخة : وتبدأ هذه المرحلة من سن 50 سنة ، و تتميز ببداية الوهن والضعف
و فيها الكثير من التغيرات الحاسمة كترك العمل (3) . و قد تبقى إحتمالية الإقدام على الإجرام
في هذه المرحلة في حالة ضعف الوازع الديني كما قد تتراجع ، علما أنها تختلف من مجتمع إلى آخر (4) . حيث أن هناك من يرى أن الإجرام يبدأ في الفتور عند التقدم بالسن ، أين يبدأ الإنسان بالتريث و إعادة التفكير والندم على الأخطاء السابقة، ناهيك عن عوامل و تغييرات أخرى بدنية ، نفسية ، و حتى بيئية . (5)
Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance
You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT
ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.
We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate
أولا شعر الحزب الزبيري بدا يتنصيب عبد الله بن الزبير نفسه خليفة على الحجاز، واستمر تسع سنوات، وانته...
ث- الصراع: يعتبر من المفاهيم الأقرب لمفهوم الأزمة، حيث أن العديد من الأزمات تنبع من صراع بين طرفين...
تعرض مواطن يدعى عادل مقلي لاعتداء عنيف من قبل عناصر مسلحة تابعة لمليشيا الحوثي أمام زوجته، في محافظة...
زيادة الحوافز والدعم المالي للأسر الحاضنة لتشجيع المشاركة. تحسين تدريب ومراقبة العاملين الاجتماعيين...
Because learning changes everything.® Chapter 13 Mutations and Genetic Testing Essentials of Biology...
ذكرت صحيفة نيويورك تايمز نقلا عن مصادر استخباراتية في الشرق الأوسط ومسؤولين إسرائيليين أن عز الدين ا...
تُعد طرائق التدريس من أهم العوامل التي تؤثر في جودة العملية التعليمية وفاعليتها. ومع تطور أساليب الت...
تعتبر بروفايلات الدول مهمة للغاية في تحسين الفهم والتواصل الثقافي والاقتصادي بين الدول، وكذلك بين ال...
هدفت هذه الدراسة إلى تحليل العلاقة بين السياحة والتنويع الاقتصادي وأثرهما المشترك على تحقيق النمو ال...
is a comprehensive document that outlines a business's goals, strategies, and operational structure....
شدد الفريق أول عبدالمجيد صقر، على أهمية التنسيق بين القوات المسلحة المصرية ونظيراتها الدولية من أجل ...
تواصل مليشيا الحوثي الإرهابية حملة ميدانية موسعة منذ أكثر من أسبوعين، استهدفت خلالها الباعة المتجولي...