Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (0%)

إن عملية الاتصال البشري تبدأ منذ ولادة الفرد وخروجه إلى الحياة ، فالصرخة الأولى للطفل تعبر تعبيرا رمزيا قويا على أولى الاتصال الذي يتم مع العالم الخارجي ، وبهذا المعنى يمكن أن نفهم أن الاتصال علاقة تقوم بين عنصرين مهما كان نوعهما وهذا ما سيتم معرفته باستعراض الفصل الرابع من هذا المقياس .1) مفهوم الاتصال وطبيعته : يبدو ميدان الاتصال واسع جدا ، فهم موضوع نجده ضمن العديد من العلوم وبمداخل منهجية مختلفة
وعلى اختلاف التناولات المتعددة للاتصال سيكون من الصعوبة تحديد مفهوم الاتصال وطبيعته تحديدا دقيقا ، ذلك أن كل العلوم تتناوله وفق مقاربتها الخاصة ومنهجيتها ، لكن هذه الأطر والمقاربات تتعرض لموضوع الاتصال منطلقة من زاوية واحدة هي: "اعتبار الاتصال ينطلق في المعالجة من اعتباره عملية من عمليات الربط بين عنصرين أو جماعتين أو مجموعة عناصر، وبذلك ترتد طبيعة الاتصال دائما إلى نوع أو طبيعة العناصر التي تقوم على أساسها عملية الاتصال". فقد نجد مثلا الاتصال في مجال المادة أو في مجال الحياة ومجال الحيوان، والذي يهمنا طبعا هو كيف يحدث الاتصال الإنساني أو البشري .1-1) الاتصال لغة : يعرف قاموس لاروس الصغير (1974) الاتصال بأنه :"القيام بإيصال شيء معين : رأي-رسالة-معلومة"
1-2) الاتصال اصطلاحا: يعرف شانون(SCHANON) 1949 الاتصال بأنه:" عبارة عن مرسل (E) يرسل رسالة (M) إلى مستقبل (R) في شكل رموز (cd) وبواسطة قناة(Cn)
تعريف بيرون (1968)(PIERON) : الاتصال هو نقل المعلومة معينة
تعريف موسكوفيسي (1984)(MOSCOVICI):" ظواهر الاتصال الاجتماعي هي تلك الرسائل اللغوية وغير اللغوية (صور-ايماءات) المتبادلة بين الأفراد والجماعات والاتصال وسيلة لنقل المعلومات والتأثير على الآخرين"
تعريف نوربار سيلامي(1996)(N.Silamy)يرى بأن الاتصال هو العلاقة بين الأفراد. فالاتصال هو قبل كل شيء إدراك ، ويستلزم نقل مقصود أو لا لمعلومات تهدف إلى الإخبار أو التأثير على الأفراد أو مجموعة من المستقبلين، لا يختزل الاتصال في نقل المعلومات بل يحدث أيضا رد فعل من المستقبل واستجابة من المرسل (أي كلاهما يؤثر في الآخر).يمكن تعريف الاتصال على أنه : انتقال المعلومة أو الأفكار أو الاتجاهات أو العواطف من شخص أو جماعة إلى شخص أو جماعة أخرى من خلال الرموز.2) أهمية الاتصال في التنشئة الاجتماعية : تزداد أهمية الاتصال في حياة الفرد داخل جماعته الأولية والثانوية تبعا للدور الذي يلعبه الاتصال في بناء علاقات الفرد داخل الجماعة الواحدة وبين الجماعات المختلفة . ويلعب الاتصال في ميدان التنشئة الاجتماعية الدور الأساسي في نقل ثقافة المجتمع نقلا صحيحا وسليما ، ويمكن إبراز ه>ه الأهمية بالنسبة لعملية
التنشئة الاجتماعية فيما يلي :
وهي كل رسالة تتضمن اتجاها نحو التأثير في المرسل إليه،* يحدث الاتصال التأثير في السلوك من خلال الكلام، الإشارة أو غيرها من أدوات الاتصال.* يتضمن الاتصال التفاعل الاجتماعي وبالتالي تتشكل عناصر ذات تنظيم نفسي-اجتماعي لدى الأفراد والجماعات مثل : الإحساس ، الإدراك ، التصورات،* الاتصال في المؤسسات التربوية ذو تأثير إيجابي إ> يقود إلى تكوين شكل من العلاقات بين القائمين على التنشئة الاجتماعية والمستهدفين منها.ومنه هنا يمكن أن نصل إلى استنتاج يتعلق بالاتصال كصيرورة من صيرورات التنشئة الاجتماعية باعتباره يقوم على ثلاث مستويات هي :
- الاتصال الشخصي : ويمثل التفاعل المتبادل بين شخصين أو ثلاثة
- الاتصال الجماهيري: ويرتبط بمواقف التفاعل بين عدد كبير من الأشخاص ويتجه عادة إلى جمهور كبير غير متجانس ويستعين بوسائل لنقل المضمون (كالصحف، الكتب،3) النظريات المفسرة للاتصال :
يُعد موضوع الاتصال من أهم المواضيع التي عني بها الكثير من العلماء على مختلف توجهاتهم العلمية وعلى اختلاف تخصصاتهم ، فهو موضوع مشترك بين الكثير من العلوم السلوكية وحتى الفيزيائية منها ، فنده في علم النفس كما نجده في علم الاجتماع ونجده في الاتصال كما نجده في الاقتصاد ، وجدير بالذكر في هذا المقام أن نشير إلى أن النظريات التي فسرت الاتصال كثيرة وما يهمنا هو عرضها في إطار المعرفة بها ، ومن أهم هذه النظريات :
نجد :
* نظرية هارولد لاسويل H.LASWEL: لقد حاول هارولد تشخيص الاتصال تبعا لعمله في مجال الدعاية سنة 1948،- القناة
- الجمهور (المستقبل)
- الأثر
حيث أن لاسويا لم يهمل القناة ولا الأثر حيث لاحظ العلماء أنه لم يَف جديدا في عملية الاتصال وإنما طور ما أتى به أرسطو ومن سبقوه في تناولهم لعملية الاتصال .* نظرية كلود شانون وويفر SHANNON et WEAVER:
قاما كلود شانون بدراسة المشكلات الهندسية لإرسال الإشارات في شركة "بيل للهاتف" ونشرا كتابهما الأول " النظرية الرياضية للاتصال" حيث يصفان الاتصال بكونه:" يستعمل بصورة واسعة لتشمل جميع الطرائق التي يمكن أن يؤثر بها عقل على آخر ، وهذا بالطبع لا يشمل الكلام المكتوب والمنطوق فحسب لكنه يشمل أيضا الموسيقى والفنون التصويرية….تظهر عملية الاتصال عند شانون وويفر بعناصر ستة :
- مصدر المعلومة
- المرسل
- القناة
- المستقبل
- الهدف
- مصدر الضوضاء
ويقصدان بذلك أن مصدر المعلومة هو الذي يختار رسالة معينة ، ثم يحول جهاز الإرسال تلك الرسالة
إلى رموز ترسل بواسطة قناة سلكية والإشارة تيار كهربائي متغير في السلك ، والمرسل هو مجموعة الأجهزة التي تحول الصوت إلى ذبذبات التيار الكهربائي ، حيث يقصدان أن أي تشويش يتداخل مع إرسال الإشارة من مصدرها إلى هدفها كالتشويش في جهاز الراديو أو الهاتف، أو الضباب ،لقد انطلقا في دراستهما في إشكالية مفادها أن المعلومات المقدمة عن طريق الوسائل الجماهيرية لا تصل كما ينبغي ،- من خلال محاولتهما في البحث عن سبب عدم وجود ذلك الأثر تمكن الباحثين من تطوير وجهة نظرهما التي توضح الصلة بين الحركة الديناميكية الذاتية ووسائل الاتصال الجماهيري . والأطفال بوالديهم …الخ
*الوسائل الجماهيرية
*قادة الرأي
*الجمهور
*المصدر
* نظرية ديفيد بيرلو Davids Berlo :
ويطلق عليها "عناصر الاتصال ، حيث يقدم ديفيد بيرلو في كتابه " عملية الاتصال " نموذجا بسيطا وشاملا لعملية الاتصال البشري حيث يستند على شكل SMCR التي تعبر على " المصدر، الرسالة ، قناة، المستقبل " ، حيث كل عنصر له تأثيرات مختلفة من العوامل التي تؤثر في حدوثه
- المصدر : source ويرمز له بالرمز (s) ويتضمن خمسة عوامل تؤثر فيه : هي
* المهاتات
* الاتجاهات النفسية
* مستوى المعرفة
* النسق الاجتماعي
* الثقافة
- الرسالة Message ويرمز لها بالرمز (M) وتتضمن هي الأخرى خمس عناصر :
* العناصر
* المحتوى
* الرمز أو الرموز
* المعالجة
- المستقبل Récépteure ويرمز له بالرمز (R) ويتضمن هذا العنصر القدرة على الإنصات بكل الوجدانات ، والقراءة بالتعاطف والتفكير بوضوح، وبالإضافة إلى اتجاهات المستقِبل نحو نفسه ونحو الرسالة ونحو المصدر أيضا , ، كما يتدخل في هذا العنصر مستوى معرفة المستقبل والنسق الثقافي والاجتماعي الذي يوجد فيه ، وكل هذه الأمور تؤثر في مدى مقدرة المستقٍبل على تفسير وفك رموز الرسالة .* نظرية تيودور نيوكومب Newcom في عام 1961 قام العالم تيودور بتطوير نموذج آخر للاتصال ونشره في كتابه" عملية التعرف " وكان هدفه من هذا النموذج أن يصف ما يحدث بين شخصين حدث تقارب بينهما، حيث انطلق من فكرة الاتساق أو التوازن المؤمنة بأن الناس بحاجة إلى المحافظة على انسجام مشاعرهم ومعتقداتهم وسلوكاتهم .تسمى بنموذج التتابع المتكامل أو المتسلسل ، عملية الاتصال في هذه النظرية تتضمن ست خطوات متسلسلة بالنسبة لشخصين على الأقل في موقف معين سواء كان يتحدثان أو يستخدمان الإشارات اليدوية أو
أية وسيلة أخرى للإتصال هي :
- خطوة التفكير : " لا يبدأ الحديث حتى يسبقه التفكير "
خطوة الترميز : " لا تنقل الرسالة حتى تقوم بترميزها "
- خطوة النقل : خطوة مسار الرسالة "اختر الوسيلة المناسبة والمتحررة من المشتتات لنقل الرسالة"
- خطوة الاستقبال: " لاترسل الرسالة لجمهور ما لا يحسن استقبالها "
- خطوة فك الرموز" لا ترسل رسالة لجمهور لا يشترك معك في رموزها "
- خطوة الفعل : " تأكد من وصول رسالتك بالرموز التي تقصدها"
* نظرية إيفيريت روجرز ولورانس كينكايد :
تعتبر نظرية روجرز وكينكايد من أحدث ما كُتب في مجال الاتصال حيث نشرا في كتابهما" شبكات الاتصال " نموذج التقارب الاتصالي الذي اصطلح عليه " نموذج التلاقي للاتصال" حيث ركزا على أهمية المعلومات والطريقة التي يرتبط بها الأفراد في شبكة اجتماعية ، وفي هذا الصدد وصفا الاتصال بأنه "العملية يختلق فيها الأفراد معلومات متبادلة ليصلوا إلى فهم مشترك ، وهذه العملية الدائرية تستدعي إعطاء معاني للمعلومات المتداولة بين اثنين أو أكثر من الأفراد أثناء تحركهم نحو التلاقي " .فالواقع أن عملية الاتصال حسب نموذج التلاقي أو التقارب الاتصالي تعبر على صيرورة لتبادل المعلومات بين طرفين أو مجموعة أطراف بغرض تحقيق هدف فهم مشترك بينهم ، وعليه يمكن إدراك العناصر الأساسية للاتصال ضمن سياق هذا النموذج :
- الفهم المشترك
- السياق العام أو سير عملية الاتصال
4) نموذج الاتصال الناجح أو العوامل العامة في عملية الاتصال:
4-1) الاتصال كوضع تقني:
لقد عرف النموذج الذي وضعه (SCHANON) عام 1952 في إطار نظرية الاتصال نجاحا كبيرا، أي كيف يمكن نقل رسالة بأقل تكلفة وأكبر نجاعة ممكنة .يعرف (SCHANON) الاتصال على أنه انتقال الرسالة من مكان إلى آخر ويمكن تمثيل هذه السيرورة في التصميم التالي:
*فك الشفرة
*مستقبل
*مرسل
*الأثر الرجعي
شكل -1- يمثل نظرية (SCHANON)
تفسير الشكل :
تثبت الرسالة وتنقل بواسطة سند مادي يدعى "قناة الاتصال" وهكذا تصل الرسالة إلى المستقبل الذي يقوم بعملية فك الشفرة فيتمكن من فهم الرسالة (Message) ولكي يكون هذا النسق فعالا لابد من توفر نوع من الضبط وتعديل معالجة الأخطاء ويتم هذا بواسطة الأثر الرجعي (Feed-back).نقد نموذج (SCHANON) : لقد وجه لهذا النموذج نقدين هما:
- هذا النموذج يتجاهل تماما أن الاتصال يقوم به الأفراد أو الجماعات أي يقوم به منفذين تتدخل على مستواهما عوامل نفسية وإلزام اجتماعي وأنساقا من القيم والمعايير .- يطرح هذا النموذج الاتصال كسيرورة خطية وتسلسلية .4-2 ) العوامل النفس-اجتماعية للاتصال:
الاتصال من وجهة نظر نفس– اجتماعية هو:" مجموعة السيرورات التي عن طريقها تحدث تبادل المعلومات والدلالات بين الأشخاص في وضعية اجتماعية معينة .وبما أن الحديث عن تبادل المعلومات والدلالات ؛ فسيرورات الاتصال هي بالتالي اجتماعية وهي تعتمد وتحدد من طرف ظواهر التفاعل .كل اتصال هو تفاعل ، وبالتالي فهو يتقدم في شكل ظاهر دينامية تحدث تحولا، أي أن الاتصال يدخل ضمن سيرورة تأثير بين الممثلين أو الفاعلين الاجتماعيين ، إذن لا يوجد هناك مرسل ومستقبل وإنما متحدثين في تفاعل. لا يمكن فهم الاتصال على أنه مجرد سيرورة بسيطة للإرسال ، ولأنه قائم على أساس التفاعل فهو دائما تعامل بين المتحدثين ، ويتم الإرسال والاستقبال في نفس الوقت (متواقتان ومتزامنان) فالمرسل هو في نفس الوقت مرسل ومستقبل ، وليس مرسلا أولا ثم مستقبلا لاحقا (والعكس صحيح) الاتصال هو فعل اجتماعي وقد يكون"إراديا" أو" لا إراديا" ، "شعوريا" أو"لا شعوريا" ومهما يكن فهو من بين الأفعال المؤسسة للرباط الاجتماعي(Lien social).4-3) العوامل المحددة للاتصال :
يسمى هؤلاء المرسل والمستقبل عند (SCHANON) أو المتخاطبين عند أصحاب النظرية النفسية الاجتماعية وهم معنيون بثلاث أنواع من العوامل :
كل فرد يتصل هو منخرط مباشرة في الوضعية فهو ملتزم ونسق حاجاته يحدد دوافعه(Feetchak,1996) وقد تكون هذه الدوافع ظاهرة أو ظمنية أو لا شعورية ولكي نفهم العوامل النفسية التي تؤثر على ممثلي الاتصال يمكن استوحاء النموذج الذي اقترحه Liwin (1959) لتفسير سلوكات الأفراد. فمبادئ النشاط النفسي حسب لوين Liwin المتأثر جدا بالنماذج النابعة من الفيزياء فكرة أن كل فرد يعمل كعضوية خاضعة لمجموعة من القوى ، وقد يكون مصدر هذه القوى خارجي (الضغوط التي يولدها المحيط) أو داخلي (مرتبط بتاريخ الشخص وانخراطه في الوضعية ) . إن مجموعة القوى الممارسة على الفرد تخلق حاجات وهذه الأخيرة تولد توترات فكل فرد يمكن اعتباره عضوية تحت الضغط والتوترات هي التي تنتج لنا السلوكات، وتهدف هذه الأخيرة إلى تقليص التوترات وإشباع الحاجات المولدة من طرف نسق القوى الخارجية والداخلية.قوى داخلية
حقل اجتماعي قوى خارجية حاجات توترات سلوك
شكل-2- يمثل مبدأ النشاط النفسي حسب Liwin
السلوك هو نتاج القوى التي تمارس على العضوية في لحظة معينة ، ويمكن أن تكون هذه القوى على طبيعتين:
1- قوى موجبة:
وتخلق هذه القوى توترات إيجابية ، ومن ثم نمط معين للسلوك يهدف إلى حل التوترات الايجابية، وهو سلوك الاقتراب .2- قوى سالبة :
تتمثل في حاجات التراجع عن المواضيع وعدم الالتقاء مع هذا الشخص أو ذاك أو عدم التعرض لحدث معين وتخلف هذه القوى السالبة سلوك التفادي .قوى موجبة توترات موجبة سلوك الاقتراب(C.d’aproche)
قوى سالبة توترات سالبة سلوك التفادي(C.d’evitement)
شكل-3- يمثل نمطا السلوك
وهكذا بالنظر إلى مجموع القوى الداخلية والخارجية ، الموجبة والسالبة ، الممارسة على الممثلين يمكن اعتبار أن هدف الممثلون في كل وضعية اتصال هو هدف مزدوج:
- الوصول إلى بعض الأهداف
- تفادي الوقوع في وضعية مهددة (لذاته ومركزه…الخ).ولفهم سلوك الممثلين أثناء الاتصال لابد من تحليل صعب يهدف إلى البحث عن الدوافع الحقيقية لسلوكاتهم أي الإجابة على هذين السؤالين :
- ما لذي يبغي الفرد الوصول إليه؟
- ما لذي يبغي الفرد تفاديه؟
إن الفرد الذي يبث رسالة قد يبثها للوصول، في آن واحد، إلى الهدف الظاهر للاتصال ولكن أيضا لتفادي بعض العناصر التي تخلق له مشكل، وهو سيقوم شعوريا أو لا شعوريا بانتقاء وترشيح المعلومة التي يود إرسالها. فالرسالة لا تصمم فقط وفق ما هو "هام للإرسال"وإنما أيضا وفق مشاكل المرسل نفسه. إن كل اتصال يعتمد أو ينتج نسق تحكم وتحويل وترشيح أو انتقاء للمعلومات وهو إن بدا"لاإراديا" إلا أنه في معظم الأحيان "لاشعوري" . ومن بين السيرورات المستعملة في الاتصال توجد اثنتان أكثر شيوعا وأهمية :
1- الميكانيزمات الإسقاطية :
تظهر ظواهر الإسقاط بشكلين في الاتصال :
- دمج تفكير الآخرين في تفكيره :
أي إسقاط أحاسيسه على الآخرين ويصبح يرى أن الآخرين يفكرون مثله ، وهذا النوع من الدمج هي إحدى الأسباب الأساسية في الـ:
"لا اتصال "(Non communication) فهو لم يعد يأخذ في الاعتبار اختلاف وخصوصية مخاطبه وبالتالي لا يعير الاهتمام لخصائصه المعرفية الوجدانية .- إعطاء الآخرين مواقف لتبرير أحاسيسه وسلوكاته نحوهم:
فقد يتهمهم بالعدوانية (غير موجودة في الحقيقة) وفي الواقع هي عدوانيته التي يسقطها عليهم حتى يبرر موقفه السلبي أو الرافض للاتصال .2-الميكانيزمات الدفاعية :
إذا كان إرسال أو استقبال معلومة معينة في وضعية معينة سيحدث خلل في التوازن الداخلي للفرد ،يقوم الفرد بتنظيم المعلومة أو الرسالة بالكيفية التي تلاءم البنية السابقة لمواقفه، بمعنى أن كل معلومة لا تتوافق مع نسق القيم والمعايير ونسق العلاقات المقبولة ، وتهدد نسق مواقفه الخاصة ، ونظرته للعالم ستؤدي لا محالة إلى ظهور ميكانيزم دفاع هدفه حماية النسق الوظيفي الشخصي أو الإيديولوجي، ويمكن ملاحظة أربعة ميكانيزمات دفاعية في وضعيات الاتصال وهي :
* الحذف:
scotomisation) هي السيرورة المتمثلة في حذف أو إزالة معلومة محرجة وذلك بعدم إدراكها على الإطلاق، والحذف يشبه المرشح الانتقائي الذي لا يسمح بمرور سوى المعلومات المتوافقة،* التذكر الانتقائي(Mémorisation sélective) :
هو ميكانيزم معروف أيضا إذ بمجرد استقبال المعلومة المسببة مشكل للشخص ، حتى تُنسى مباشرة، على أن ميكانيزمات الذاكرة ليست سيرورة بسيطة ،* التفسير الدفاعي(Interprétation défensive):
يتمثل في إعطاء معنى للمعلومة يختلف عن معناها الحقيقي ويكون متوافق مع ما يريده الشخص. وفي هذه الحالة تستقبل المعلومة وتخزن في الذاكرة لكنها تحول إلى معنى متوافق وتوقعات ونسق مواقف الشخص.* نفي سلطة المصدر (Négation de l’autorité de la source) :
إذا تسببت المعلومة في خلق مشكل لدى الفرد فسيقوم بالحط من قيمتها وذلك بالتشكيك في سلطة وكفاءة وحسن مرسلها (مصدر المعلومة) وتفقد المعلومة مكانتها لما يحط من قيمتها ويمكن بالتالي تجاهلها أو حذفها .ب‌) العوامل المعرفية :
ممثلو الاتصال هم من يحددون ، بفضل شخصيتهم ووجدانهم ونمط نشاطهم المعرفي النسق المعرفي ونسق التصور .النسق المعرفي :
بمعنى تنظيم نشاطهم العقلي والذهني فكل شخص محدد بنسقه المعرفي الخاص به أي بنمط معين من التفكير والتنظيم ومعالجة المعلومة .إن أصل هذا النسق المعرفي هو نمط التكوين الذي تلقاه فيما سبق وهو نشاط معرفي فردي واجتماعي.لقد أظهرت البحوث في العشريتين الماضيتين عن المعرفة الاجتماعية أن النشاط المعرفي مرتبط ارتباطا وثيقا بالسياق الاجتماعي الذي يوجد فيه، وأن تحليل المعلومة ذات الطبيعة الاجتماعية يقوم على قواعد خاصة (وجود وسائط معرفية سيرورة التصنيف الاجتماعي، نسب السببية…الخ ).وفي الاتصال يحدد النسق المعرفي للمتخاطبين اللغة المستعملة أي شفرة الاتصال، كما يحدد كذلك التنظيم المنطقي وتفسير الرسائل لكي يكون الاتصال فعالا لا بد أن يكون على الأكثر نمط النشاط المعرفي مشتركا.أما تصميم الرسالة فلا بد أن يعتمد على معرفة النسق المعرفي للشخص المستقبل
نسق التصور:
التصور هو المجموعة المنظمة من المعلومات والاعتقادات، والمواقف والآراء التي يكونها الفرد أو الجماعة حول موضوع معين ، التصور ناتج وسيرورة نشاط عقلي يقوم فيه الفرد أو الجماعة بإعادة تشكيل الواقع الذي يصادفه وإعطائه دلالة خاصة ، إذن لا يوجد في النشاطات الإنسانية واقعا موضوعيا ، فكل واقع هو تصور أي شيء ممتلك وأعيد بناؤه في النسق المعرفي .ت‌) العوامل الاجتماعية:
1- الأدوار والمكانة الاجتماعية :
تحدد المكانة الاجتماعية بالموضع الذي يأخذه الفرد في نسق اجتماعي معين وفي لحظة معينة ، فهي إذن موضع اجتماعي يمكن معلمته موضعيا . وحسب مكانته يطور الفرد عددا من الأدوار الاجتماعية ويطور السلوكات والمواقف والاتجاهات التي يراها مناسبة لمكانته ، وبالأحرى سيتبنى السلوكات التي ينتظرها الآخرون منه انطلاقا من مكانته.


Original text

إن عملية الاتصال البشري تبدأ منذ ولادة الفرد وخروجه إلى الحياة ، فالصرخة الأولى للطفل تعبر تعبيرا رمزيا قويا على أولى الاتصال الذي يتم مع العالم الخارجي ، وبهذا المعنى يمكن أن نفهم أن الاتصال علاقة تقوم بين عنصرين مهما كان نوعهما وهذا ما سيتم معرفته باستعراض الفصل الرابع من هذا المقياس .



  1. مفهوم الاتصال وطبيعته : يبدو ميدان الاتصال واسع جدا ، فهم موضوع نجده ضمن العديد من العلوم وبمداخل منهجية مختلفة
    ومنها : السيميائية ، علم اللغة ، علوم الإعلام، علم النفس ، علم الاجتماع ، علم النفس الاجتماعي، علم الجماهير (الحشد)، اللاسلكي …وغيرها من العلوم.


وعلى اختلاف التناولات المتعددة للاتصال سيكون من الصعوبة تحديد مفهوم الاتصال وطبيعته تحديدا دقيقا ، ذلك أن كل العلوم تتناوله وفق مقاربتها الخاصة ومنهجيتها ، لكن هذه الأطر والمقاربات تتعرض لموضوع الاتصال منطلقة من زاوية واحدة هي: "اعتبار الاتصال ينطلق في المعالجة من اعتباره عملية من عمليات الربط بين عنصرين أو جماعتين أو مجموعة عناصر، وبذلك ترتد طبيعة الاتصال دائما إلى نوع أو طبيعة العناصر التي تقوم على أساسها عملية الاتصال". فقد نجد مثلا الاتصال في مجال المادة أو في مجال الحياة ومجال الحيوان، والذي يهمنا طبعا هو كيف يحدث الاتصال الإنساني أو البشري .
1-1) الاتصال لغة : يعرف قاموس لاروس الصغير (1974) الاتصال بأنه :"القيام بإيصال شيء معين : رأي-رسالة-معلومة"


1-2) الاتصال اصطلاحا: يعرف شانون(SCHANON) 1949 الاتصال بأنه:" عبارة عن مرسل (E) يرسل رسالة (M) إلى مستقبل (R) في شكل رموز (cd) وبواسطة قناة(Cn)


تعريف بيرون (1968)(PIERON) : الاتصال هو نقل المعلومة معينة


تعريف موسكوفيسي (1984)(MOSCOVICI):" ظواهر الاتصال الاجتماعي هي تلك الرسائل اللغوية وغير اللغوية (صور-ايماءات) المتبادلة بين الأفراد والجماعات والاتصال وسيلة لنقل المعلومات والتأثير على الآخرين"


تعريف نوربار سيلامي(1996)(N.Silamy)يرى بأن الاتصال هو العلاقة بين الأفراد. فالاتصال هو قبل كل شيء إدراك ، ويستلزم نقل مقصود أو لا لمعلومات تهدف إلى الإخبار أو التأثير على الأفراد أو مجموعة من المستقبلين، لا يختزل الاتصال في نقل المعلومات بل يحدث أيضا رد فعل من المستقبل واستجابة من المرسل (أي كلاهما يؤثر في الآخر).


يمكن تعريف الاتصال على أنه : انتقال المعلومة أو الأفكار أو الاتجاهات أو العواطف من شخص أو جماعة إلى شخص أو جماعة أخرى من خلال الرموز.



  1. أهمية الاتصال في التنشئة الاجتماعية : تزداد أهمية الاتصال في حياة الفرد داخل جماعته الأولية والثانوية تبعا للدور الذي يلعبه الاتصال في بناء علاقات الفرد داخل الجماعة الواحدة وبين الجماعات المختلفة . ويلعب الاتصال في ميدان التنشئة الاجتماعية الدور الأساسي في نقل ثقافة المجتمع نقلا صحيحا وسليما ، ويمكن إبراز ه>ه الأهمية بالنسبة لعملية


التنشئة الاجتماعية فيما يلي :



  • يشكل الاتصال بمفهومه الواسع فرضية أساسية، وهي كل رسالة تتضمن اتجاها نحو التأثير في المرسل إليه، على الأقل من خلال تغيير نظرته أو اتجاهه أو شعوره.

  • يؤلف الاتصال عملية اجتماعية معقدة تنطوي على عملية أخرى هي التفاعل الاجتماعي.

  • يحدث الاتصال التأثير في السلوك من خلال الكلام، الإشارة أو غيرها من أدوات الاتصال.

  • يتضمن الاتصال التفاعل الاجتماعي وبالتالي تتشكل عناصر ذات تنظيم نفسي-اجتماعي لدى الأفراد والجماعات مثل : الإحساس ، الإدراك ، التصورات، والتفكير وما يترتب عن ذلك من تغيرات في سلوك الفرد والجماعة .

  • الاتصال في المؤسسات التربوية ذو تأثير إيجابي إ> يقود إلى تكوين شكل من العلاقات بين القائمين على التنشئة الاجتماعية والمستهدفين منها.


ومنه هنا يمكن أن نصل إلى استنتاج يتعلق بالاتصال كصيرورة من صيرورات التنشئة الاجتماعية باعتباره يقوم على ثلاث مستويات هي :



  • الاتصال الشخصي : ويمثل التفاعل المتبادل بين شخصين أو ثلاثة

  • الاتصال المجتمعي : ويرتبط بمواقف التفاعل بين عدد غير قليل من الأشخاص

  • الاتصال الجماهيري: ويرتبط بمواقف التفاعل بين عدد كبير من الأشخاص ويتجه عادة إلى جمهور كبير غير متجانس ويستعين بوسائل لنقل المضمون (كالصحف، الكتب، الإعلام ووسائله…)



  1. النظريات المفسرة للاتصال :


يُعد موضوع الاتصال من أهم المواضيع التي عني بها الكثير من العلماء على مختلف توجهاتهم العلمية وعلى اختلاف تخصصاتهم ، فهو موضوع مشترك بين الكثير من العلوم السلوكية وحتى الفيزيائية منها ، فنده في علم النفس كما نجده في علم الاجتماع ونجده في الاتصال كما نجده في الاقتصاد ، ونجده في العلوم السياسية مثلما نجده في علم الآثار، لكن تناوله من وجهة نظر علمية فتحدده طبيعة التخصص والإطار المرجعي الذي ينطلق منه الباحث أو العالم ، وجدير بالذكر في هذا المقام أن نشير إلى أن النظريات التي فسرت الاتصال كثيرة وما يهمنا هو عرضها في إطار المعرفة بها ، ومن أهم هذه النظريات :
نجد :



  • نظرية هارولد لاسويل H.LASWEL: لقد حاول هارولد تشخيص الاتصال تبعا لعمله في مجال الدعاية سنة 1948، حيث قدم منظورا عاما للاتصال تجاوز حدود العلوم السياسية ، ولخص عملية الاتصال في عبارة مختصرة :" من يقول ماذا؟ ولمن؟ وبأي وسيلة؟ وبأي أثر؟ "


حيث ترتكز هذه النظرية على الرسالة اللفظية وتهتم بعناصر الاتصال التي تتمثل في :



  • المتحدث (المرسل)

  • الرسالة

  • القناة

  • الجمهور (المستقبل)

  • الأثر


حيث أن لاسويا لم يهمل القناة ولا الأثر حيث لاحظ العلماء أنه لم يَف جديدا في عملية الاتصال وإنما طور ما أتى به أرسطو ومن سبقوه في تناولهم لعملية الاتصال .



  • نظرية كلود شانون وويفر SHANNON et WEAVER:


قاما كلود شانون بدراسة المشكلات الهندسية لإرسال الإشارات في شركة "بيل للهاتف" ونشرا كتابهما الأول " النظرية الرياضية للاتصال" حيث يصفان الاتصال بكونه:" يستعمل بصورة واسعة لتشمل جميع الطرائق التي يمكن أن يؤثر بها عقل على آخر ، وهذا بالطبع لا يشمل الكلام المكتوب والمنطوق فحسب لكنه يشمل أيضا الموسيقى والفنون التصويرية…. ويشمل في الحقيقة كل سلوك "


تظهر عملية الاتصال عند شانون وويفر بعناصر ستة :



  • مصدر المعلومة

  • المرسل

  • القناة

  • المستقبل

  • الهدف

  • مصدر الضوضاء


ويقصدان بذلك أن مصدر المعلومة هو الذي يختار رسالة معينة ، ثم يحول جهاز الإرسال تلك الرسالة
إلى رموز ترسل بواسطة قناة سلكية والإشارة تيار كهربائي متغير في السلك ، والمرسل هو مجموعة الأجهزة التي تحول الصوت إلى ذبذبات التيار الكهربائي ، والمستقبل هنا يعبر عن نوع من المرسل المعكوس يقوم بتغيير الإشارة المرسلة إلى رسالة مرة ثانية وينقل هذه الرسالة إلى الهدف.


فالجديد في نظريتهما هو إدخالهما لمصطلح الضوضاء في عملية الاتصال ، حيث يقصدان أن أي تشويش يتداخل مع إرسال الإشارة من مصدرها إلى هدفها كالتشويش في جهاز الراديو أو الهاتف، أو الضباب ، أو صفحات الجرائد غير الواضحة الكتابة….الخ



  • نظرية إلياهو كاتز و بول لازار سفليد KATZ et LAZARSFELD: وهما عالمان سياسيات ظهرت نظريتهما سنة 1955 التي تم نشرها في كتاب تحت عنوان "التأثير الشخصي " حيث تعبر هذه النظرية عن دراسة علمية تثير مشكلة الاتصال وتأثير قرار الناخبين في عملية التصويت .


لقد انطلقا في دراستهما في إشكالية مفادها أن المعلومات المقدمة عن طريق الوسائل الجماهيرية لا تصل كما ينبغي ، ولا يكون لها أثر على المستقبلين كما تزعم وجهات النظر السابقة عن الاتصال ، وقد توصلا في بحثهما هذا إلى مجموعة من النتائج أهمها :



  • أن الرسائل السياسية المذاعة والمطبوعات تبدو ذات تأثير ثانوي ضئيل على قرار الناخبين في عملية التصويت .

  • من خلال محاولتهما في البحث عن سبب عدم وجود ذلك الأثر تمكن الباحثين من تطوير وجهة نظرهما التي توضح الصلة بين الحركة الديناميكية الذاتية ووسائل الاتصال الجماهيري .

  • أن الناخبين المترددين في اتخاذ قرار الترشيح إنما يتأثرون بمن حولهم من الناس عادة أكثر مما يتأثرون بالمعلومات التي تقدم عن طريق وسائل الاتصال الجماهيرية ، فالأزواج يتأثرون ببعضهم ، والعمال بزملائهم، والأطفال بوالديهم …الخ

  • الأفكار دائما تنساب من المذياع أو عن طريق المطبوعات إلى قادة الرأي ومن منهم إلى من هم أقل نشاطا من قطاعات


*السكان

*الرسالة
*الوسائل الجماهيرية
*قادة الرأي
*الجمهور
*المصدر



  • نظرية ديفيد بيرلو Davids Berlo :


ويطلق عليها "عناصر الاتصال ، حيث يقدم ديفيد بيرلو في كتابه " عملية الاتصال " نموذجا بسيطا وشاملا لعملية الاتصال البشري حيث يستند على شكل SMCR التي تعبر على " المصدر، الرسالة ، قناة، المستقبل " ، حيث كل عنصر له تأثيرات مختلفة من العوامل التي تؤثر في حدوثه



  • المصدر : source ويرمز له بالرمز (s) ويتضمن خمسة عوامل تؤثر فيه : هي



  • المهاتات

  • الاتجاهات النفسية

  • مستوى المعرفة

  • النسق الاجتماعي

  • الثقافة



  • الرسالة Message ويرمز لها بالرمز (M) وتتضمن هي الأخرى خمس عناصر :



  • البنيان أو التنظيم

  • العناصر

  • المحتوى

  • الرمز أو الرموز

  • المعالجة



  • القناة Channel ويرمز لها بالرمز (C) وهي ناقلة الرسالة مهما كان نوعها (بصرية، سمعية، شمية، مذاق)

  • المستقبل Récépteure ويرمز له بالرمز (R) ويتضمن هذا العنصر القدرة على الإنصات بكل الوجدانات ، والقراءة بالتعاطف والتفكير بوضوح، وبالإضافة إلى اتجاهات المستقِبل نحو نفسه ونحو الرسالة ونحو المصدر أيضا , ، كما يتدخل في هذا العنصر مستوى معرفة المستقبل والنسق الثقافي والاجتماعي الذي يوجد فيه ، وكل هذه الأمور تؤثر في مدى مقدرة المستقٍبل على تفسير وفك رموز الرسالة .




  • نظرية تيودور نيوكومب Newcom في عام 1961 قام العالم تيودور بتطوير نموذج آخر للاتصال ونشره في كتابه" عملية التعرف " وكان هدفه من هذا النموذج أن يصف ما يحدث بين شخصين حدث تقارب بينهما، حيث انطلق من فكرة الاتساق أو التوازن المؤمنة بأن الناس بحاجة إلى المحافظة على انسجام مشاعرهم ومعتقداتهم وسلوكاتهم .




  • نظرية كيث ديفيز Keith Davis :




تسمى بنموذج التتابع المتكامل أو المتسلسل ، عملية الاتصال في هذه النظرية تتضمن ست خطوات متسلسلة بالنسبة لشخصين على الأقل في موقف معين سواء كان يتحدثان أو يستخدمان الإشارات اليدوية أو


أية وسيلة أخرى للإتصال هي :



  • خطوة التفكير : " لا يبدأ الحديث حتى يسبقه التفكير "
    خطوة الترميز : " لا تنقل الرسالة حتى تقوم بترميزها "

  • خطوة النقل : خطوة مسار الرسالة "اختر الوسيلة المناسبة والمتحررة من المشتتات لنقل الرسالة"

  • خطوة الاستقبال: " لاترسل الرسالة لجمهور ما لا يحسن استقبالها "

  • خطوة فك الرموز" لا ترسل رسالة لجمهور لا يشترك معك في رموزها "

  • خطوة الفعل : " تأكد من وصول رسالتك بالرموز التي تقصدها"



  • نظرية إيفيريت روجرز ولورانس كينكايد :


تعتبر نظرية روجرز وكينكايد من أحدث ما كُتب في مجال الاتصال حيث نشرا في كتابهما" شبكات الاتصال " نموذج التقارب الاتصالي الذي اصطلح عليه " نموذج التلاقي للاتصال" حيث ركزا على أهمية المعلومات والطريقة التي يرتبط بها الأفراد في شبكة اجتماعية ، وفي هذا الصدد وصفا الاتصال بأنه "العملية يختلق فيها الأفراد معلومات متبادلة ليصلوا إلى فهم مشترك ، وهذه العملية الدائرية تستدعي إعطاء معاني للمعلومات المتداولة بين اثنين أو أكثر من الأفراد أثناء تحركهم نحو التلاقي " .


فالواقع أن عملية الاتصال حسب نموذج التلاقي أو التقارب الاتصالي تعبر على صيرورة لتبادل المعلومات بين طرفين أو مجموعة أطراف بغرض تحقيق هدف فهم مشترك بينهم ، وعليه يمكن إدراك العناصر الأساسية للاتصال ضمن سياق هذا النموذج :



  • المعلومات

  • الفهم المشترك

  • السياق العام أو سير عملية الاتصال



  1. نموذج الاتصال الناجح أو العوامل العامة في عملية الاتصال:


4-1) الاتصال كوضع تقني:


لقد عرف النموذج الذي وضعه (SCHANON) عام 1952 في إطار نظرية الاتصال نجاحا كبيرا، وهذا النموذج ناتج عن البحوث التي أجراها مهندسون في الاتصال بمعاونة مختصين في الرياضيات ويجيب هذا النموذج على سؤال أساسي في صناعة الهاتف والتلغراف (البرق) أنذاك ومفاده : كيف يمكن تحسين انتقال المعلومة –الإشارة من نقطة إلى أخرى ، أي كيف يمكن نقل رسالة بأقل تكلفة وأكبر نجاعة ممكنة .
يعرف (SCHANON) الاتصال على أنه انتقال الرسالة من مكان إلى آخر ويمكن تمثيل هذه السيرورة في التصميم التالي:


*التشفير
*فك الشفرة
*مستقبل
*مرسل
*قناة
*الأثر الرجعي


شكل -1- يمثل نظرية (SCHANON)


تفسير الشكل :


يعتمد في هذا الشكل على وضع مرسل ومستقبل في علاقة يأمل المرسل إعطاء معلومة وبالتالي عليه ترجمتها في لغة مفهومة من المستقبل ومتفقة ووسائل الاتصال المستعملة وهذا ما يعرف بـ:" التشفير " أو " الترميز" (codage)


تثبت الرسالة وتنقل بواسطة سند مادي يدعى "قناة الاتصال" وهكذا تصل الرسالة إلى المستقبل الذي يقوم بعملية فك الشفرة فيتمكن من فهم الرسالة (Message) ولكي يكون هذا النسق فعالا لابد من توفر نوع من الضبط وتعديل معالجة الأخطاء ويتم هذا بواسطة الأثر الرجعي (Feed-back).


لقد عرف نموذج (SCHANON) النابع من السيبرنتيقا نجاحا كبيرا عند لسانيي تلك الفترة ومنهم جاكبسون(Jacabson)(1963).


نقد نموذج (SCHANON) : لقد وجه لهذا النموذج نقدين هما:



  • هذا النموذج يتجاهل تماما أن الاتصال يقوم به الأفراد أو الجماعات أي يقوم به منفذين تتدخل على مستواهما عوامل نفسية وإلزام اجتماعي وأنساقا من القيم والمعايير .

  • يطرح هذا النموذج الاتصال كسيرورة خطية وتسلسلية .


4-2 ) العوامل النفس-اجتماعية للاتصال:


الاتصال من وجهة نظر نفس– اجتماعية هو:" مجموعة السيرورات التي عن طريقها تحدث تبادل المعلومات والدلالات بين الأشخاص في وضعية اجتماعية معينة .


وبما أن الحديث عن تبادل المعلومات والدلالات ؛ فسيرورات الاتصال هي بالتالي اجتماعية وهي تعتمد وتحدد من طرف ظواهر التفاعل .كل اتصال هو تفاعل ، وبالتالي فهو يتقدم في شكل ظاهر دينامية تحدث تحولا، أي أن الاتصال يدخل ضمن سيرورة تأثير بين الممثلين أو الفاعلين الاجتماعيين ، إذن لا يوجد هناك مرسل ومستقبل وإنما متحدثين في تفاعل. لا يمكن فهم الاتصال على أنه مجرد سيرورة بسيطة للإرسال ، ولأنه قائم على أساس التفاعل فهو دائما تعامل بين المتحدثين ، ويتم الإرسال والاستقبال في نفس الوقت (متواقتان ومتزامنان) فالمرسل هو في نفس الوقت مرسل ومستقبل ، وليس مرسلا أولا ثم مستقبلا لاحقا (والعكس صحيح) الاتصال هو فعل اجتماعي وقد يكون"إراديا" أو" لا إراديا" ، "شعوريا" أو"لا شعوريا" ومهما يكن فهو من بين الأفعال المؤسسة للرباط الاجتماعي(Lien social).


4-3) العوامل المحددة للاتصال :


4-3-1) العوامل المؤثرة على ممثلي الاتصال (Acteurs de la communication)
يسمى هؤلاء المرسل والمستقبل عند (SCHANON) أو المتخاطبين عند أصحاب النظرية النفسية الاجتماعية وهم معنيون بثلاث أنواع من العوامل :


أ‌) عوامل نفسية :


كل فرد يتصل هو منخرط مباشرة في الوضعية فهو ملتزم ونسق حاجاته يحدد دوافعه(Feetchak,1996) وقد تكون هذه الدوافع ظاهرة أو ظمنية أو لا شعورية ولكي نفهم العوامل النفسية التي تؤثر على ممثلي الاتصال يمكن استوحاء النموذج الذي اقترحه Liwin (1959) لتفسير سلوكات الأفراد. فمبادئ النشاط النفسي حسب لوين Liwin المتأثر جدا بالنماذج النابعة من الفيزياء فكرة أن كل فرد يعمل كعضوية خاضعة لمجموعة من القوى ، وقد يكون مصدر هذه القوى خارجي (الضغوط التي يولدها المحيط) أو داخلي (مرتبط بتاريخ الشخص وانخراطه في الوضعية ) . إن مجموعة القوى الممارسة على الفرد تخلق حاجات وهذه الأخيرة تولد توترات فكل فرد يمكن اعتباره عضوية تحت الضغط والتوترات هي التي تنتج لنا السلوكات، وتهدف هذه الأخيرة إلى تقليص التوترات وإشباع الحاجات المولدة من طرف نسق القوى الخارجية والداخلية.


قوى داخلية
حقل اجتماعي قوى خارجية حاجات توترات سلوك


شكل-2- يمثل مبدأ النشاط النفسي حسب Liwin
السلوك هو نتاج القوى التي تمارس على العضوية في لحظة معينة ، ويمكن أن تكون هذه القوى على طبيعتين:


1- قوى موجبة:


تتمثل في حاجات التحقيق والوصول إلى بعض الأهداف، وتخلق هذه القوى توترات إيجابية ، ومن ثم نمط معين للسلوك يهدف إلى حل التوترات الايجابية، وهو سلوك الاقتراب .


2- قوى سالبة :


تتمثل في حاجات التراجع عن المواضيع وعدم الالتقاء مع هذا الشخص أو ذاك أو عدم التعرض لحدث معين وتخلف هذه القوى السالبة سلوك التفادي .


قوى موجبة توترات موجبة سلوك الاقتراب(C.d’aproche)
قوى سالبة توترات سالبة سلوك التفادي(C.d’evitement)


شكل-3- يمثل نمطا السلوك
وهكذا بالنظر إلى مجموع القوى الداخلية والخارجية ، الموجبة والسالبة ، الممارسة على الممثلين يمكن اعتبار أن هدف الممثلون في كل وضعية اتصال هو هدف مزدوج:



  • الوصول إلى بعض الأهداف

  • تفادي الوقوع في وضعية مهددة (لذاته ومركزه…الخ).


ولفهم سلوك الممثلين أثناء الاتصال لابد من تحليل صعب يهدف إلى البحث عن الدوافع الحقيقية لسلوكاتهم أي الإجابة على هذين السؤالين :



  • ما لذي يبغي الفرد الوصول إليه؟

  • ما لذي يبغي الفرد تفاديه؟
    إن الفرد الذي يبث رسالة قد يبثها للوصول، في آن واحد، إلى الهدف الظاهر للاتصال ولكن أيضا لتفادي بعض العناصر التي تخلق له مشكل، وهو سيقوم شعوريا أو لا شعوريا بانتقاء وترشيح المعلومة التي يود إرسالها. فالرسالة لا تصمم فقط وفق ما هو "هام للإرسال"وإنما أيضا وفق مشاكل المرسل نفسه. إن كل اتصال يعتمد أو ينتج نسق تحكم وتحويل وترشيح أو انتقاء للمعلومات وهو إن بدا"لاإراديا" إلا أنه في معظم الأحيان "لاشعوري" . ومن بين السيرورات المستعملة في الاتصال توجد اثنتان أكثر شيوعا وأهمية :


1- الميكانيزمات الإسقاطية :


تظهر ظواهر الإسقاط بشكلين في الاتصال :



  • دمج تفكير الآخرين في تفكيره :


أي إسقاط أحاسيسه على الآخرين ويصبح يرى أن الآخرين يفكرون مثله ، وهذا النوع من الدمج هي إحدى الأسباب الأساسية في الـ:


"لا اتصال "(Non communication) فهو لم يعد يأخذ في الاعتبار اختلاف وخصوصية مخاطبه وبالتالي لا يعير الاهتمام لخصائصه المعرفية الوجدانية .



  • إعطاء الآخرين مواقف لتبرير أحاسيسه وسلوكاته نحوهم:


فقد يتهمهم بالعدوانية (غير موجودة في الحقيقة) وفي الواقع هي عدوانيته التي يسقطها عليهم حتى يبرر موقفه السلبي أو الرافض للاتصال .


2-الميكانيزمات الدفاعية :


إذا كان إرسال أو استقبال معلومة معينة في وضعية معينة سيحدث خلل في التوازن الداخلي للفرد ، فسيظهر عندئذ ميكانيزمات تهدف إلى الحفاظ على هذا التوازن أو إعادته إلى حالته الأولى (إذا اختل) .
يقوم الفرد بتنظيم المعلومة أو الرسالة بالكيفية التي تلاءم البنية السابقة لمواقفه، بمعنى أن كل معلومة لا تتوافق مع نسق القيم والمعايير ونسق العلاقات المقبولة ، وتهدد نسق مواقفه الخاصة ، ونظرته للعالم ستؤدي لا محالة إلى ظهور ميكانيزم دفاع هدفه حماية النسق الوظيفي الشخصي أو الإيديولوجي، ويمكن ملاحظة أربعة ميكانيزمات دفاعية في وضعيات الاتصال وهي :



  • الحذف:


(scotomisation) هي السيرورة المتمثلة في حذف أو إزالة معلومة محرجة وذلك بعدم إدراكها على الإطلاق، والحذف يشبه المرشح الانتقائي الذي لا يسمح بمرور سوى المعلومات المتوافقة، والمحايدة والتي تكون درجة التهديد فيها ضعيفة.



  • التذكر الانتقائي(Mémorisation sélective) :


هو ميكانيزم معروف أيضا إذ بمجرد استقبال المعلومة المسببة مشكل للشخص ، حتى تُنسى مباشرة، وأحسن مثال على هذه الحالة المثل القائل:"تدخل من هذه الأذن وتخرج من الأخرى"ويتفق العلماء بمختلف اتجاهاتهم (معرفيين، ومحللين..) على أن ميكانيزمات الذاكرة ليست سيرورة بسيطة ، بل تحددها عوامل معرفية ووجدانية واجتماعية وإيديولوجية. ويمكن هكذا تخزين بعض العناصر أكثر من غيرها وذلك حسب الحالة الوجدانية ونمط النشاط المعرفي ونسق الاعتقادات والمعايير.



  • التفسير الدفاعي(Interprétation défensive):


يتمثل في إعطاء معنى للمعلومة يختلف عن معناها الحقيقي ويكون متوافق مع ما يريده الشخص. وفي هذه الحالة تستقبل المعلومة وتخزن في الذاكرة لكنها تحول إلى معنى متوافق وتوقعات ونسق مواقف الشخص.



  • نفي سلطة المصدر (Négation de l’autorité de la source) :


إذا تسببت المعلومة في خلق مشكل لدى الفرد فسيقوم بالحط من قيمتها وذلك بالتشكيك في سلطة وكفاءة وحسن مرسلها (مصدر المعلومة) وتفقد المعلومة مكانتها لما يحط من قيمتها ويمكن بالتالي تجاهلها أو حذفها .


ب‌) العوامل المعرفية :


ممثلو الاتصال هم من يحددون ، بفضل شخصيتهم ووجدانهم ونمط نشاطهم المعرفي النسق المعرفي ونسق التصور .


النسق المعرفي :


بمعنى تنظيم نشاطهم العقلي والذهني فكل شخص محدد بنسقه المعرفي الخاص به أي بنمط معين من التفكير والتنظيم ومعالجة المعلومة .إن أصل هذا النسق المعرفي هو نمط التكوين الذي تلقاه فيما سبق وهو نشاط معرفي فردي واجتماعي.لقد أظهرت البحوث في العشريتين الماضيتين عن المعرفة الاجتماعية أن النشاط المعرفي مرتبط ارتباطا وثيقا بالسياق الاجتماعي الذي يوجد فيه، وأن تحليل المعلومة ذات الطبيعة الاجتماعية يقوم على قواعد خاصة (وجود وسائط معرفية سيرورة التصنيف الاجتماعي، نسب السببية…الخ ).
وفي الاتصال يحدد النسق المعرفي للمتخاطبين اللغة المستعملة أي شفرة الاتصال، كما يحدد كذلك التنظيم المنطقي وتفسير الرسائل لكي يكون الاتصال فعالا لا بد أن يكون على الأكثر نمط النشاط المعرفي مشتركا.أما تصميم الرسالة فلا بد أن يعتمد على معرفة النسق المعرفي للشخص المستقبل


نسق التصور:


التصور هو المجموعة المنظمة من المعلومات والاعتقادات، والمواقف والآراء التي يكونها الفرد أو الجماعة حول موضوع معين ، التصور ناتج وسيرورة نشاط عقلي يقوم فيه الفرد أو الجماعة بإعادة تشكيل الواقع الذي يصادفه وإعطائه دلالة خاصة ، إذن لا يوجد في النشاطات الإنسانية واقعا موضوعيا ، فكل واقع هو تصور أي شيء ممتلك وأعيد بناؤه في النسق المعرفي .


ت‌) العوامل الاجتماعية:


1- الأدوار والمكانة الاجتماعية :


تحدد المكانة الاجتماعية بالموضع الذي يأخذه الفرد في نسق اجتماعي معين وفي لحظة معينة ، فهي إذن موضع اجتماعي يمكن معلمته موضعيا . وحسب مكانته يطور الفرد عددا من الأدوار الاجتماعية ويطور السلوكات والمواقف والاتجاهات التي يراها مناسبة لمكانته ، وبالأحرى سيتبنى السلوكات التي ينتظرها الآخرون منه انطلاقا من مكانته.


وفي التفاعل يمكن أن يظهر نوعين من الاضطرابات :




  • صراع الأدوار: عندما يتبنى الفرد سلوكا مختلفا عما ينتظر منه بحسب مكانته




  • صلابة الأدوار: عندما يحتفظ الفرد في وضعية اجتماعية جديدة دورا يناسب وضعية أخرى (الرئيس الذي يواصل دور الرئيس في وضعية تسلية).




2- الأحكام المسبقة والقولبات :


كل فرد منا يستعمل شعوريا أو لا شعوريا عددا من الأحكام المسبقة والقولبات الاجتماعية التي تسهل أو تخل بالاتصال وترتبط هذه الأحكام المسبقة بتاريخ الجماعة التي ينتمي إليها الشخص ، كما ترتبط بعوامل أخرى ، فمثلا تبرز الأحكام المسبقة الاجتماعية تجاه الأقلية العرقية أو تزداد بقوة في وضعيات الأزمة الاجتماعية أو الاقتصادية .
ومثال ذلك تجربة رازكان (Razkan)(1950) في أمريكا (تأثير القولبة) قدم للمختبرين مجموعة من 30صورة تمثل وجوها، ودية ومحايدة عرقيا وكانت المهمة هو صياغة أحكام حول كل صورة ، وذلك في 6خصائص (الودية- الجمال- الذكاء-قوة الطبع-الطموح-والمرح) . وبعد شهرين يطلب من المختبرين إجراء حكم جديد على نفس الصورة انطلاقا من نفس الخصائص مع فارق وحيد وهو أن في كل صورة وضع الاسم واللقب وهي أسماء وألقاب ليهود أو إيطاليين أو ايرلنديين أو أمريكيين حقيقيين، وكانت النتائج : ملاحظة تشابه (ثبات) في الأحكام بالنسبة لأسماء الأمريكيين ، ولكن لوحظت تغيرات كبيرة لباقي الصور .


4-3-2) العوامل التي تؤثر على الشفرة والقناة :


أ) المتغيرات الفيزيائية أو الموضوعية:


نوعية الاتصال مرتبطة كثيرا بنوعية وملائمة الشفرة المستعملة، تكون الشفرة أكثر فاعلية كلما كانت مكيفة لطبيعة المعلومة المتبادلة والغاية من الوضعية النهائية وخصائص الممثلين المعنيين بالوضعية .
كما اعتبر أن لكل اتصال شفرة دنيا(code optimal) أي شفرة تسمح بفهم أحسن للرسالة المرسلة وينبغي أن تصمم دائما حسب المستقبل .
تكون الشفرة أكثر فاعلية كلما كانت أقل غموضا ، فالتعددية الدلالية للشفرة وغموضها يكونان دائما مصادر لصعوبات الاتصال .
ويبدو أن تكييف اللغة حسب المستمع هو سلوك عفوي يظهر منذ سن مبكر جدا. لقد أظهر ماسير(Masur) (1978) أن أطفال في 4من عمرهم يعتبرون ويكيفون أسلوب كبيرهم المعتادون عليه لما يكونون مع أطفال أصغر منهم .


ب) المتغيرات النفسية والنفسية الدلالية :



  • أثر الهالة(Effets de halo) :


أنه الأثر المتولد من الرنين الرمزي الذي تبعثه هذه الكلمات أو تلك عند ممثلي الاتصال، بإمكان كلمة أو فكرة أو رسالة أن تخلق سلسلة من التداعيات الفردية أو الشخصية ، وهي في بعض الحالات تكبح أي اتصال ، وتسمى هذه الكلمات " الكلمات الصدمية" (Mots chocs) ويصعب جدا التحكم فيها لأنها مرتبطة في الغالب بالفرد المستقبِل. لكن أثر الهالة يعمل أيضا من وجهة نظر اجتماعية وجماعية ، فاستعمال هذا المصطلح أو ذاك في الاتصال يدل في الغالب على المواقف الإيديولوجية والعلاقات التي يربطها المرسل مع موضوع الرسالة ؛ المثال المعروف أكثر والبسيط هو "الكلمة المستعملة للتحدث عن الشرطة "Gardien de la paix, flics, forces de l’ordre".


*وزن الكلمات (Poids des mots):


عناصر الرسالة ليس لها نفس الوزن ، إذ توجد هناك هرمية بين العناصر،فالبعض يلعب دورا مركزيا لفهم الاتصال أو تفسيره ، لقد قام العالم آش (Asch)(1964) بإجراء تجربة بغية معرفة وزن الكلمات فقدم لأشخاص قائمة من الأوصاف خاصة بشخص وطلب منهم وصف هذا الأخير وتضم القائمة التي أعطاها لهم أوصاف "ذكي-كفء- حار…" وأعطى لفوج ثاني نفس القائمة مع تغيير كلمة "حار" بكلمة "بارد" وطلب منهم نفس ما طلبه للفوج الأول فتغير وصفهم للشخص من النقيض إلى النقيض .



  • ترتيب الكلمات :


يلعب ترتيب الكلمات دورا حاسما لإعطاء المعنى وهكذا فإن الكلمات الأولى لها قيمة أكبر من الكلمات التي تليها وهذا ما يعرف بـ:"أثر الأولية " كما تجد الكلمات الأخيرة أهميتها لأنها هي التي تبقى في الذاكرة وبالتالي يبقى تأثير الاتصال لفترة بعيدة المدى وهذا ما يعرف بـ:"أثر الحداثة " وهذان الأثران يفسران لماذا يختار رجال السياسة أو المحاورون الحديث في أول ونهاية النقاش ، مثال ذلك تجربة روم توايت (R.Tweit) (1971) حول المكان الذي يأخذه الاسم والأوصاف في
قائمة :



  • عندما يوضع الاسم أولا ثم سلسلة الأوصاف يمكن تخزين كل قائمة الأوصاف وخاصة الصفات الأكثر قربا منه .

  • عندما يوضع الاسم في آخر القائمة لا تخزن الأوصاف الأولى وتخزن الأوصاف الأخيرة القريبة من الاسم .



  • اختيار قناة الاتصال :



  • الصوت

  • الكتابة

  • الإيماءات

  • التموضع في الحيز (وجها لوجه – جنبا لجنب)

  • الشروط الفيزيائية التي يتم فيها التبادل

  • مكان اللقاء.



  • دور ممثلو الاتصال :


يملك المتحدث في وضعية الاتصال هامش حركة أوسع وحرية أكبر، فهو الذي يمكنه اختيار الكلمات واللغة التي يستعملها وينضدها وفق ترتيب معين ويرسلها باستعماله لقناة معينة.
فالمرسل كما يراه بلاكار (Blakar) (1979) هو خلاق مبدع.


2-3-3) عوامل السياق والمحيط :



  • دور السياق المادي والزمني :


إن التهيئة المادية للحيز والوقت والمكان محدد اجتماعيا (ترتيب طاولات في قسم دراسي مختلف عن ترتيبها في قاعة اجتماعات …)



  • دور السياق الاجتماعي :


المكانة والأدوار الاجتماعية وكذلك تأثير حضور جمهور أو ملاحظين للسلوك وهذا ما يعرف في علم النفس الاجتماعي بـ:"المشاركة في الفعل ".



  • دور السياق الثقافي والإيديولوجي:


هناك أمران مهمان في ذلك :



  • صعوبة الاتصال بين أفراد مختلفين ثقافيا بسبب نقص وسائل التشفير وحلها .

  • الثقافة الصغرى قد تستعمل جماعة ثقافية اتصال لا يستعمل عند جماعات أخرى .
    مثال ذلك تجربة ديما (Dumas) (1906) حول الدلالة الثقافية للابتسامة فوجد أنها تعني :

  • عند الأوربيين: موقف إصغاء.

  • اليابانيين : الضيق والحرج

  • قرى بورنيوس Coffres de BORN TOS: الاحتقار .


نموذج الاتصال الناجح :


يمكن أن نصل بعد عرض جملة العوامل المؤثر في عملية الاتصال إلى أن الاتصال الناجح يعتمد على مجموعة من الاعتبارات التي أكدها الكثير من العلماء ومنهم : خيري خليل الجميلي نوجزها فيما يلي:



  • وجود اتفاق فكري بين طرفي الاتصال

  • وجود لغة مشتركة تسهل فهم مضمون الرسالة وأبعادها على النحو الذي يقصده المرسل

  • درجة تقبل المستقبِل لمضمون الرسالة وفي ضوء حالته النفسية

  • إدراك المرسل لحقيقة ما يريد أن ينقله للغير وملما بأبعاد الرسالة ومضمونها وأهدافها.

  • هيبة المصدر ومظهره وأسلوبه يساعد على تشكيل صورة طيبة للمتكلم ويكون له تأثير أكبر على اتجاهات المستمع وسلوكه.

  • أن يتم الاتصال في الوقت المناسب وبالوسيلة المناسبة التي تمكن من إحداث الاتصال لأثره.
    أن يكون الاتصال محدودا ومباشرا ويعبر عن مستوى الفهم وفي إطار مجال من الخبرة المشتركة بين المرسل والمستقبل.



  1. معيقات الاتصال : تتعطل عملية الاتصال بواسطة ثلاثة أنماط من المعيقات هي


5-1) المعيقات الفيزيقية :


تنشأ هذه المعيقات تبعا للعوامل البيئية التي تحول دون الإرسال أو الاستقبال وما يشبه ذلك وتسمى أيضا بالمؤثرات الخارجية ومن أمثلة ذلك :



  • المدير الذي يعقد اجتماعا مع العاملين في قاعة قريبة من ورشة الحدادة أو النجارة أو غيرها من الورشات التي تعمل في الضجيج ، أو المدرسة التي تقع بالحي الذي يكثر فيه الضجيج والضوضاء بمعنى عدم فاعلية الاتصال ووسائله في نقل المعلومة .

  • الإفراط في استخدام وسائل الاتصال قد يكون عبئا كبيرا على المستقبِل

  • كبر الحيز الجغرافي للمستقبِل مقارنة بالمرسل


5-2) المعيقات الشخصية :


تنشأ هذه المعيقات عن مجموعة من العوامل منها :



  • الأحكام والانفعالات والقيم الاجتماعية للناس ، قد تؤدي إلى تباعد سيكولوجي بينهم

  • الحالة النفسية للمستقبل أو المرسل التي تؤدي إلى رد فعل ايجابي أو سلبي

  • الاتجاهات لها دور كبير في عملية الاتصال ، فالأفراد يميلون إلى رفض الأفكار الجديدة خاصة إذا تعارضت مع معتقداتهم السابقة .

  • التظاهر بفهم المعلومات المعروضة في الرسالة من جانب المرسل أو قلة معرفته بالمعلومات التي تتضمنها

  • سوء العلاقة وفقدان الثقة بين بعض المستويات المشتركة في عملية الاتصال


5-3) معيقات المعنى أو الرموز : تبرز من خلال القصور في نظام الرموز ووتمثل في :



  • عدم القدرة على التعبير بوضوح عن مضمون الرسالة

  • قد تتضمن الرسالة التي يتم استيعابها بعض الأخطاء وبعض المواد التي تقلل من وضوح الموضوع وينتج عن ذلك أن لا يكون المستقبل للرسالة على درجة كافية من يقينها وأن عدم تيقن المستقبِل للرسالة يحدث له التشويش مثلما يحدث في العوائق التي ترتبط بالمؤثرات الخارجية السابقة الذكر.


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

Multiculturalis...

Multiculturalism in literature has grown into a dynamic and influential force in the literary world....

In today's digi...

In today's digital age, smartphones have become ubiquitous, especially among teenagers. While some a...

نجد العديد من ا...

نجد العديد من الدراسات التي حققت في خطب الرؤساء بُغية استكشاف الاستراتيجيات الخفيّة والإيديولوجيات ا...

Le développemen...

Le développement du domaine de la chimie bioinorganique a augmenté parce que l'intérêt pour la base...

In conclusion, ...

In conclusion, the investigation of similes found in Quranic verses reveals the complex linguistic c...

تقول القصة أنه ...

تقول القصة أنه في القرن الخامس عشر، في قرية صغيرة بالقرب من نورمبرغ، ألمانيا، عاشت عائلة مكونة من 18...

- من الملاحظ تن...

- من الملاحظ تنامي المنافذ الإعلامية الإخبارية بشكل كبير خلال السنوات الماضية، يقابله ثبات أو انكماش...

Le développemen...

Le développement du domaine de la chimie bioinorganique a augmenté parce que l'intérêt pour la base...

מדיניות בריאות,...

מדיניות בריאות, פרקטיקות, מערכות, מוצרים וטכנולוגיות, שירותים ושיטות אספקה "חדשים או משופרים" שמביאי...

تعتمد المدرسة ل...

تعتمد المدرسة لتحقيق أهدافها اعتمادا كبيرا على مدير المدرسة، باعتباره محور العملية الإدارية و الركي...

منذ 10 غشت 1792...

منذ 10 غشت 1792 اعلنت الثوار عن قيام نظام الجمهوري ونجح ليعقوبة في فرض موقفهم وقرر اعدام الملك لويس ...

בעידן בו התפתחו...

בעידן בו התפתחות הטכנולוגיה מתקדמת בקצב מהיר, טכנולוגיות העתיד מהוות אתגרים והזדמנויות מגוונות שמשפי...