Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (50%)

د.يوسف بكّار - تعود صلة إحسان عبّاس بالنقد العربي قديمه وحديثه إلى بدايات العقد الخامس من القرن العشرين، فكان فارسَه المغوار، ومقيمَ كيانه المنيع بكتابه الفريد الذي لم يُكتب مثله إلى الآن والذي طُبع مرّات «تاريخ النقد الأدبي عند العرب: نقد الشعر» (1971) بدءاً من القرن الثاني الهجري وانتهاء بلسان الدين بن الخطيب (1). لقد اقتحم حماه مدجّجاً بعدّة معرفيّة متنوعة وأجهزة قرائيّة قديمة وحديثة، ومدفوعاً بمسوغات ومسببات عمليّة كشف عنها بقوله: «وقد كان يحدوني إلى هذا العمل شعوري بأن النقد عند العرب في حاجة إلى استئناف النّظر والتقييم إذا أنا قرأت ما كُتب عنه من مؤلفات حديثة، لقد أقام عبّاس لنقدنا القديم كياناً راسخاً وبنياناً شاملاً باعتماده هذه الأسس والقواعد: احتذاء منهج التدرج الزمني، وتناول المفاهيم النقديّة التنظيريّة والإجراءات التطبيقيّة معاً، الطريف اللافت حقّاً في هذا كلّه ريادته في دراسة بعض القضايا في ضوء «مفهومات النقد الحديث» من دون افتئات أو تطويع. فله فيها ستة كتب وعدد كبير من البحوث والمقالات، وأنه عبّد الطريق بالكتابة عن روّاد الشعر الجديد وشعرهم بما كتبه من مقالات مبكّرة عن نازك الملائكة، ناهيك بعدد آخر كبير من البحوث والمقالات والحوارات التي يضمّها غيرُ كتاب، ***على الرّغم من العُدّة المعرفية المكينة لإحسان عبّاس، والآخر أنه كان أُستاذاً والأستاذ الحقّ يحتاج إلى أن يُفهم طلبته كيف يمكن تطبيق المعلومات النقديّة التي يتعلمونها علماً أن النقد التطبيقي يحمل أيديولوجيا في طياته (4). بِ «يونغ» ومن ساروا على طريقه في اللاوعي الجمعي تأثّراً بنّاءً مارسه تطبيقاً، ولا يقلّ مشقة عن العمل الإبداعي(7)، وإن لم يبلغ أن يكون علماً واضح المعالم والحدود مستّقلاً في مصطلحه، حاسماً في اتخاذ قواعده وقوانينه؛ لأنه كان وما زال عالةً على العلوم الأُخرى (8). وعرّفه بأنّه «فعالية بينيّة وسطيّة بين فعالتين أو منطقتين. فهو الحلقة التي تتوسط بين الأدب والجمهور، وهو يستمد من الثقافات المعرفيّة وفنون الأدب. ومنطقة تطغى من جهة على العلم ومن جهة أُخرى على الفنّ، فهي الوسيلة لاختراق الرّكام من الكمّ إلى النوع، والقدرة على التحليل والتعليل وإفراز القيم العامّة التي تفوت التذوق العابر، والنظرة التي توجد القاسم بين الفئات المتفاوتة في أذواقها وثقافتها، فمنهج ابن طباطبا العلوي وقدامة بن جعفر من القدماء،


Original text

إحسان عبّاس والنقد العربي قديماً وحديثاً
12:00 5-7-2013 آخر تعديل : الجمعة
إحسان عبّاس والنقد العربي قديماً وحديثاً
د.يوسف بكّار - تعود صلة إحسان عبّاس بالنقد العربي قديمه وحديثه إلى بدايات العقد الخامس من القرن العشرين، واستمرت هذه الصلة طوال حياته.فأمّا النقد العربي القديم تحديداً، فكان فارسَه المغوار، ومؤرخَه الدقيق العميق، ومؤصِّلَه القدير البارع، ومقيمَ كيانه المنيع بكتابه الفريد الذي لم يُكتب مثله إلى الآن والذي طُبع مرّات «تاريخ النقد الأدبي عند العرب: نقد الشعر» (1971) بدءاً من القرن الثاني الهجري وانتهاء بلسان الدين بن الخطيب (1). لقد اقتحم حماه مدجّجاً بعدّة معرفيّة متنوعة وأجهزة قرائيّة قديمة وحديثة، ومدفوعاً بمسوغات ومسببات عمليّة كشف عنها بقوله: «وقد كان يحدوني إلى هذا العمل شعوري بأن النقد عند العرب في حاجة إلى استئناف النّظر والتقييم إذا أنا قرأت ما كُتب عنه من مؤلفات حديثة، وإحساسي وأنا أقرأ الكتب النقديّة القديمة المختلفة التي كتبها الأسلاف أن فيها ما يستحق بذل الجهد، ليعرض ذلك النقد بأمانة وإنصاف»(2).لقد أقام عبّاس لنقدنا القديم كياناً راسخاً وبنياناً شاملاً باعتماده هذه الأسس والقواعد: احتذاء منهج التدرج الزمني، والوقوف عند القضايا الكبيرة الأساسيّة والإعراض عن الجزئيات، وتناول المفاهيم النقديّة التنظيريّة والإجراءات التطبيقيّة معاً، والنظرة المتكاملة في دراسة القضية النقدية الواحدة كتعريف الشعر مثلاً. الطريف اللافت حقّاً في هذا كلّه ريادته في دراسة بعض القضايا في ضوء «مفهومات النقد الحديث» من دون افتئات أو تطويع.أمّا الدراسات الأدبيّة، والنقديّة النظريّة والتطبيقيّة في أدبنا الحديث، فله فيها ستة كتب وعدد كبير من البحوث والمقالات، حسْبه أنه تولى في بعضها ريادة الكتابة عن بعض الأنواع والأجناس الأدبيّة: «فنّ الشعر» (1953) و»فنّ السيرة» (1956)؛ وأنه عبّد الطريق بالكتابة عن روّاد الشعر الجديد وشعرهم بما كتبه من مقالات مبكّرة عن نازك الملائكة، وبكتابيه عن عبد الوهّاب البياتي والسيّاب: «دراسة في أباريق مهشمّة» (1955) و»بدر شاكر السيّاب» (1969)، وبكتابه اللاحق «اتجاهات الشعر العربي المعاصر» (1978). ناهيك بعدد آخر كبير من البحوث والمقالات والحوارات التي يضمّها غيرُ كتاب، والتي يستقي هذا البحث مادته من أكثرها، هي التي عُنيت بجلّها وجمعتُها ونشرتُها وأعرف ما فيها (3).***على الرّغم من العُدّة المعرفية المكينة لإحسان عبّاس، فإنّه، باعترافه هو، لم يكتب النقد النظري لسببين: أحدهما أنّه نشأ على الأيديولوجيا والنظريّات حتّى تشبّع منها وراح يملّ من تردادها؛ والآخر أنه كان أُستاذاً والأستاذ الحقّ يحتاج إلى أن يُفهم طلبته كيف يمكن تطبيق المعلومات النقديّة التي يتعلمونها علماً أن النقد التطبيقي يحمل أيديولوجيا في طياته (4).كانت المرجعيات النقديّة لعبّاس وتأثراته تمتح من النقدين القديم والحديث. يقول: «أجد ثلاثة أرباع أدواتي في نقد الشعر من ميراث الجرجاني -عبد القاهر- وغيره من النقّاد العرب، وربعها عند (كوليرج) و(إليوت) وغيرهما» (5) كما هو آت كذلك. بيد أنه لم ينكر تأثره، مثلاً، بِ «يونغ» ومن ساروا على طريقه في اللاوعي الجمعي تأثّراً بنّاءً مارسه تطبيقاً، لكنّه لم يكن «فرويديّاً» لأنه يكره أن تُفتَّت القصيدة لإثبات أنّ الشاعر كان شاذّاً مثلاً، ولأنه كان يريد أن يصل إلى الفنّ ولا يهمه الشخص (6).***كان إحسان عبّاس يرى أن النقد صعب، ومن أشقّ ضروب الكتابة، ولا يقلّ مشقة عن العمل الإبداعي(7)، وإن لم يبلغ أن يكون علماً واضح المعالم والحدود مستّقلاً في مصطلحه، حاسماً في اتخاذ قواعده وقوانينه؛ لأنه كان وما زال عالةً على العلوم الأُخرى (8). لكنه جازف، على الرّغم من هذا، وعرّفه بأنّه «فعالية بينيّة وسطيّة بين فعالتين أو منطقتين. فهو الحلقة التي تتوسط بين الأدب والجمهور، وهو يستمد من الثقافات المعرفيّة وفنون الأدب...؛ ومنطقة تطغى من جهة على العلم ومن جهة أُخرى على الفنّ،... وقائم بين اعتبارات موضوعيّة وأُخرى ذاتيّة... وإذا لم يستطع أن يحفظ التوازن الضروري بين المنطقتين الواقعتين على حدّيه تورّط في الخطأ أو الإخفاق» (9).الموضوعيّة عنده «أداة» لا مناص منها، فهي الوسيلة لاختراق الرّكام من الكمّ إلى النوع، والقدرة على التحليل والتعليل وإفراز القيم العامّة التي تفوت التذوق العابر، والنظرة التي توجد القاسم بين الفئات المتفاوتة في أذواقها وثقافتها، والرُّجحان الذي يخفّف من غلواء الانطباعيّة الذاتيّة في مجالَي الإعجاب المطلق والذّم المطلق؛ وهي الكشف البصير عن الخصائص المميزة.والنقد يقاس دائماً لا بمقياس الصّحة أو الملاءمة للتطبيق، إنّما بمدى التكامل في منهج صاحبه. فمنهج ابن طباطبا العلوي وقدامة بن جعفر من القدماء، مثلاً، قد يكون مؤسَّساً على الخطأ في تقويم الشعر وفق نظرتنا اليوم، غير أنّه جدير بالتقدير لأنه يرسم أبعاد موقفٍ


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

أهم المراكز الت...

أهم المراكز التجارية في الجزيرة ومن أشهر الأسواق التجارية في تلك الحقبة كانت سوق عكاظ التي كانت تقام...

ويُقال: لليلتين...

ويُقال: لليلتين خلتا منه، وقيل لاثنتي عشرة خلت منه وهو أصح ودفن ليلة الأربعاء وسط الليل وقيل ليلة ال...

ولا يخفى على ال...

ولا يخفى على اللبيب أن «النغمة» تمثِّلُ التحدي الأكبر للمترجِم؛ لأنها قد تعتمد على مصطلح اللغة الأصل...

كل لغة لها عيوب...

كل لغة لها عيوبها وقيودها. بعض الناس يشعرون بالإحباط الشديد من العيوب بأنفسهم! لقد كانت هناك أكثر من...

هي شركة متخصصة ...

هي شركة متخصصة في الأجهزة الكهربائية مثل الثلاجات والغسالات والمواقد من المحتمل أن تشارك Union Air ،...

Kate Chopin's "...

Kate Chopin's "The Story of an Hour" is a powerful and poignant tale that explores the complex emoti...

ولما بلغ ابن ال...

ولما بلغ ابن الدمينة شعر مزاحم ، أتي امرأته فقال لها : قد قال فيك هذا الرجل ماقال ، وقد بلغك ، قالت ...

المبيدات الحشري...

المبيدات الحشرية غير العضوية Inorganic Insecticides تستخدم معظم المبيدات الحشرية غير العضوية في مكاف...

غني عن الذكر أن...

غني عن الذكر أن المملكة العربية السعودية كانت هدفا للإرهاب منذ مرحلة مبكرة، ومن ذلك الاعتداء على الح...

الكترونية المتا...

الكترونية المتاجر: كتابة سياسية المتجر. كتابة سياسية الاستبدال والاسترجاع. ظبط الاعدادت الاسياسية ال...

المجاهد : محمد ...

المجاهد : محمد الزرقطوني ( رحمه الله )....​ ولد بالدار البيضاء سنة1925وترعرع في أحضان الحركة ​ الو...

محاضرات علم الس...

محاضرات علم السكان: محــــــــــــاضرة 1: أولا: مفهوم علم السكان قبل أن نقدم تعريفا دقيقا لعلم الس...