Lakhasly

الحمد لله الذي يسر بالخير الختام وأصلي وأسلم على البدر التمام محمد رسول الله وعلى آله وصحبه من خير الأنام، فإن لكل شيء بداية ولكل بداية نهاية ، وفي نهاية رسالتي يكمنئي أن أوجز بعض النتائج التي تمخضت من الدراسة وهي على النحو الآتي: اتضح لي من خلال الدراسة ان الآيات القرآنيه التي ورد فيها ذكر وجهه () في القرآن الكريم سبع مرات جاء ذلك تعظيما وتكريما له؛ لأن الوجه هو أشرف أعضاء جسم الإنسان ، فإذا خضع الوجه لشيء؛ خضع له سائر الجسد، وتقلب وجهه الشريف (5) أحدث أمراً عظيما في حياة المسلمين، وهو تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام وكان ذلك رغبة في نفس النبي (ﷺ) وتوحيد العبادة الله عز وجل والتمسك بالدين الإسلامي الحنيف، ونبذ الشرك والوثنية. اتضح لي أن الآيات القرانية التي ورد فيها ذكر عينيه () في القرآن الكريم وردت أربع مرات؛ لأن العين تطمح للشيء الذي تراه، وأنها هي التي ترسم الهيئة والمصاحبة والاهتمام والمبالغة؛ لأن العين لا تمتد وإنما يمتد البصر، ولكن الصورة جعلت العين نفسها هي الممدودة في زيادة الحسية، وأن ما يرى في هذه الدنيا من أموال وأولاد وزوجات وتكاثر وتفاخر الذي ينتهي بانتهاء هذه الحياة الدنيا؛ نهي الرسول () عن ذلك الذي لا يساوي عند الله جناح بعوضة، لما أعطى الله سبحانه وتعالى لرسوله () في الآخرة مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وكان ذلك جزاء على صبره (). تبين لي أن الآيات القرانية التي ورد فيها ذكر لسانه (3) في القرآن الكريم وردت أربع مرات تكريماً له ، وقد يراد باللسان العضو، وقد يراد به اللغة، وقد يراد به الثناء الحسن؛ وقد أكرم الله سبحانه وتعالى النبي (ﷺ) بهذه النعمة؛ ليكون كاملاً بكيانه، ويؤدي الغرض الأساسي الذي بعث من أجله؛ ليكون مبشراً ونذيراً بالنطق برسالة الإسلام وبالدعوة المحمدية؛ ليخرج الناس من ظلمات الدجى، إلى نور الصلاح والهدى توصلت إلى أن الآيات القرآنية التي ورد فيها ذكر صدر النبي (5) في القرآن الكريم وردت أربع مرات، حيث حضي صدر النبي (ﷺ) بالفسحة والانشراح حسياً؛ إذ شق صدره جبريل (عليه السلام) وغسله بماء زمزم و و بأبعاد الحرج والضيق عن صدره () فيقوم بأداء الرسالة بقلب ثابت ومن المعلوم قطعا ويقينا أن صدره () أطهر صدر في الكون من جميع الشوائب. اتضح لي أن الآيات القرآنية التي ورد فيها ذكر قلب النبي (ﷺ) في القرآن الكريم وردت أربع مرات تكريما لقلبه وتطهيراً له، لأن القلب هو موضع العقل والعلم وتلقي العلوم والمعارف، ولأنه مركز التحكم والسيطرة على الجسم، وأن كل ما نزل به جبريل عليه السلام على قلب النبي () هو صدق وحق؛ لأن قلبه () صادق ونقي وسليم من جميع الافتراءات ولم يكن قلبه () فظاً أو غليظاً، إنما اتصف بالرحمة واللين والرأفة، وكان رحيما ورؤوفاً بالمؤمنين فكانت هذه الصفات الحميدة سببا لنشر دعوته في مشارق الأرض ومغاربها، وأن الله تعالى اصطفاه وطهر قلبه ليكون محلاً لنزول القرآن الكريم عليه.

• تبين لي أن الآيات القرانية التي ورد فيها ذكر فؤاده (5) في القرآن الكريم وردت ثلاث مرات تثبيتاً لفؤاده الشريف () وتسكيناً وتطميناً؛ لأن كثرة الأدلة وتواردها أثبت للقلب وأرسخ للعلم، أو المعنى تثبيت قلبه لأداء الرسالة وتحمل الأذى من قومه في أيام نشر الدعوة الإسلامية، وتصديق فؤاده ليلة الإسراء والمعراج ظهر لي أن الآيات القرانية التي ورد فيها ذكر يد النبي (ﷺ) في القرآن الكريم وردت مرتين مرة تصريحاً بلفظ اليد في سورة الإسراء، ومرة بإيثار ذكر اليمين في سورة العنكبوت فالأولى علمنا قانون الإنفاق وهو وسطية الإنفاق وهو التوسط والاعتدال من غير بخل ولا إسراف، فإن الإسراف وإتلاف المال بغير حق يوقع المسرف في الحسرة والندامة والملامة وبالثانية ( إيثار لفظ اليمين لأنه يشمل أموراً عدة وكلها طيبة، كالبركة والقوة والشدة، ومن أجل ذلك عني الإسلام بالتيامن، فالإسلام لا يتحدث عن شيء إلا ويكون فيه الخير والبركة فاليمن هو البركة والفأل الحسن. تبين لي أن الآيات القرانية التي ورد فيها ذكر ظهره (3) في القرآن مرة واحدة، وذكره في مقام المنة والتكريم برفع الثقل، وكان الثقل معنوياً وهو كناية عن الهم والحزن الذي أصابه () من قومه؛ لأن الهم والحزن يقصم الظهر فرفع الله ذلك الثقل عن النبي (ﷺ)؛ لأنه لا يليق بحضرة النبي () مقام الهم والحزن، فرفع ذلك عن النبي (ﷺ) ليكون راضياً مطمئناً وتثبيتاً لنفسه، حتى امتلأ قلبه بعظمة الله وقدرته، واتجه إليه وحده، وترك كل ما عداه في سبيل، وصول رسالته إلى جميع مشارق الأرض ومغاربها.