Lakhasly

ن المتتبع للتطورات السريعة والمتلاحقة على مستوى العالم ومـدى انعكاسـها علـى كا
نظمة
الأ لاسيما النظام الاقتصادي الذي يعد أهم الأنظمة لما يتطلبه من تحديات فـي إدارة المـوارد
الاقتصادية والتخطيط لها والعمل على رقابتها بكفاءة وفعالية، خاصة مـع ازديـاد حـدة المنافـسة
وظهور التكتلات الاقتصادية، والتي أصبحت تهيمن على السوق، وتتحكم فـي الاقتـصاد المحلـي
للدول.
وفي ظل هذه البيئـة والتطـورات المتلاحقـة للنظـام الاقتـصادي الناجمـة عـن العولمـة
) (Globalizationفلم تعد أنظمة معلومات التكاليف والمحاسبة الإدارية قاصرة على قياس وتحليـل
التكلفة فحسب بل امتد هذا المفهوم إلى مفهوم أعمق وهـو إدارة التكـاليف )(Cost management
وذلك عن طريق استخدام مجموعة من الأنظمة الفرعية التي تساعد الإدارة في تخطـيط التكـاليف
تحكم
وال في حدوثها عبر دورة حياة المنتج أو الخدمة بما يساعد فـي تحقيـق الأهـداف المطلوبـة
فسة
لمواجهة المنا الحادة الناتجة عن العولمة.
ونتيجة للاعتبارات السابقة يخلص الباحث إلى أنه بات لزاماً على كل المتعاملين مـع الأنظمـة
المحاسبية الإدارية وواضعي السياسات المالية للنظام الاقتصادي في السلطة الوطنيـة الفلـسطينية،
للبحث عن دراسات جديدة في المحاسبة الإدارية تكون قادرة استيعاب التحـديات والمتغيـرات فـي
إدارة التكاليف، بداية من مرحلة التخطيط مروراً بمراحل التنفيذ الفعلي والرقابة واتخاذ القرارات.
ولما كانت الموازنة العامة للدولة واحدة من أهم أدوات السياسة الماليـة للدولـة وهـي وسـيلة
للتخطيط، ووسيلة لتخصيص الموارد المتاحة للدولة على الوحدات والأجهـزة الحكوميـة، وأيـضاً
وسيلة للرقابة وتقويم الأداء، لذا فهي نقطة الانطلاق الرئيسة لإحـداث التغيـر المخطـط المنـشود
لمواكبة التحديات المعاصرة خاصة موازنات البلديات المحلية وهي محور الاهتمام في هـذا البحـث
لما لها مـن دور مهـم فـي النـشاط الخـدمي الـذي يـشمل شـريحة واسـعة مـن المجتمـع
.(131 :2005 ،)حلس3
ولعل المتابع للموازنة العامة في السلطة الوطنية الفلسطينية القائمة على المدخل التقليـدي فـي
إعداد الموازنات التقليدية )موازنة البنود(، والتي تقوم في جوهرها على تقسيم النفقات علـى أسـاس
الوحدات الإدارية وتخصيص الاعتمادات على الأغراض المرصودة، أي أن النفقات تخصص وفـق
فها
أغراض صر .
نها
ويمكن تعريف الموازنة بشكل عام بأ "التعبير المالي لبرنامج العمل المعتمـد الـذي تعتـزم
الحكومة تنفيذه في السنة القادمة تحقيقاً للأهداف الاقتصادية والاجتماعية" )دراز وحجازي، .(1998
كما عرفها ) (Atkinson, et. aI, 2004: 400بأنها "تعبير كمي للتدفقات الداخلـة والخارجـة
والتي توضح خطة المستقبل للمنشأة بما يحقق أهداف المنشأة المالية".
ويمكن تعريف موازنة البنود بأنها "تلك الموازنة التي تأخذ بتقسيم نفقاتها على أسـاس الوحـدات
الإدارية للدولة، ثم يتم توزيع هذه النفقات داخل هذه الوحدات في فصول وأبـواب. وهـذا التوزيـع
يعتمد على تخصيص الاعتمادات على الأغراض المرصودة من أجلها هذه الاعتمادات في الموازنة.
فها
أي أن النفقات تخصص وفقا لأغراض صر " )شكري، .(155 :1999
وتعد الموازنة على أساس الأنشطة ) (ABBأحد الأساليب الإدارية الحديثة ذات الفائدة في إدارة
تكاليف الخدمات المعاونة والمشتركة في الشركات، ولكنه يحتاج إلى توافر عدد من المتطلبات لكـي
.(Mousatafa, 2005: 72) يكتب له النجاح
وقد عرف ) (NDMA Incالموازنة على أساس الأنشطة ) (ABBعلى أنها "تقوم على حـساب
التكلفة الحقيقية لكل مشروع بشكل دقيق ومحدد بالتوافق بين توقعات العملاء )احتياجات( والموارد".
كما يعرف ) (Mclemore, 2006الموازنة على أساس الأنشطة ) (ABBعلـى أنهـا "تقنيـة
لتحسين دقة التقديرات المالية ولزيادة إدراك المنظمة."
كما يعرف ) (Antos, 2005الموازنة على أساس الأنشطة ) (ABBبأنهـا "عمليـة تخطـيط
وتحكم في الأنشطة المتوقعة من المنظمة لاشتقاق موازنة فعالة التكاليف تعنى بحمل العمل المتنبأ به
يها
وتحقيق الأهداف الإستراتيجية المتفق عل ."4
ومن خلال التعريفات السابقة للموازنة التقليدية والموازنة على أساس النشطة ) ،(ABBنجد أن
الموازنة التقليدية تركز على توزيع النفقات على الوحدات الإدارية معتمدة على تخـصيص النفقـات
لفتها
بغض النظر عن تك ، في حين نجد أن الموازنة على أسـاس الأنـشطة ) (ABBتركـز علـى
تخفيض التكاليف وتحسين دقة التقديرات المالية و