Online English Summarizer tool, free and accurate!
المقدمة : عندما ننظر إلي الملامح العامة للتاريخ سنجد أن الفلسفة اليهودية في حقيقة الأمر لا تختلف عن الفلسفات الدينية الأخري بالأخص الفلسفة المسيحية والإسلامية . فإن السيرة الفكرية لكل دين من الأديان السماوية سوف تجعلنا نتطلع علي تيارات متناظرة ومنها : 1 – تيارات محافظة : تؤدي إلى الجمود ٢ – تيارات متحررة : تؤدي إلى الإلحاد والهرطقة تيارات متوسطة : فهي لا تغلو ولا تشتط وإنما تمسك العصا من المنتصف فلا تميل يميناً ولا يساراً منذ بداية حركة الميدراش وبدأ الدين اليهودي يتجه نحو دراسة التوراة وتأويله ونستطيع أن نلاحظ ذلك مع الفيلسوف جورج سانتيانا الذي وضح كيف أن الوحي الغامض في العهد القديم قد وجد له التفسير اللازم على يد الكهنة وعلماء اللاهوت . فنلاحظ التأثير الثقافي الذي بدأ أن يخضع له فكر الدين اليهودي منذ العصور القديمة فلا يجب أن نتعجب اذا وجدنا الفيلسوف اليهودي ( فيلون السكندري ) الذي قام بالمشاركة في حملات التبشير اليهودية حيث قام باستعارة لغة الفلسفة الأفلاطونية لكي يعبر بها عن الإيمان اليهودي وغيرها من ديانات الأسرار التي راجت في ذلك الوقت . فنجد أن هذه الطريقة التي اتبعها كل من ( موسي بن ميمون – ليفي – يهودا ها ( ولكن في إطار التفاعل مع الحضارة العربية الإسلامية في بلاد الأندلس حيث كانوا يخضعوا لتأثيرات مختلفة من تراث الفكر الإسلامي مثل ( ابن رشد وابن سينا وابن باجة ) . سبينوزا : سبينوزا هو الفيلسوف اليهودي الأول في العصر الحديث فنجد في فلسفته صدي العقل أثر التحولات الاجتماعية والسياسية الحادة التي بشرت بميلاد النظام الجمهوري كما نلمس الروح العلمية التي أخذت تسحب البساط من تحت أقدام الروح الدينية مما شجع بعض المفكرين الأحرار علي السير في الاتجاه النقدي وهذا ما فعله سبينوزا وتعرضت كتبه للمصادرة عندما برهن علي أن الاسفار الخمسة الأولي من العهد القديم ليست صحيحة مما ادي إلى بداية الفكر اليهودي الحديث علي يد هذا الهرطيق الكبير الذي عمق الصورة السلبية لليهودية في الفكر الحديث لقد بدأ إله الفلاسفة يحل بالتدريج محل الإله التقليدي وأخذ العقل منزلة الوحي فإن سلطان العقل عند سبينوزا لم يعد موضع جدال ومع ذلك لا نستطيع أن نسلم بنشأة قطيعة فلسفية تامة بين عصر سبينوزا في القرن الـ ۱۷ وبين عصر النهضة وذلك لأن إله الفلاسفة في هذا القرن لا يزال يمت إلى إله فلاسفة عصر النهضة ومتصوفيه بسبب متين فإن إله ديكارت على سبيل المثال هو غله لا حدود لقوته كما هو الحال عند إله أو كام وإله ليبنتز قد استطاع أن يخلق من كل العوالم الممكنة أفضلها كما هو الحال عند إله أبيلارد أما سبينوزا فقد ذهب مثل ويكليف فيري أن العالم القائم هو وحده الممكن من بين كل العوالم المفترضة الأخري وأن كل ما يحدث فهو يحدث بفعل الضرورة الإلهية. فإن سبينوزا قد استجاب لروح العصر بلا تردد فأصبح ابن لعصره أكثر من كونه ابن للتراث اليهودي فإن فلاسفة اليهود في القرن الت ۱۸ – ۱۹ سيكونون في الغالب كذلك. موسى مندلسون : هو أول فيلسوف يهودي في القرن الـ ١٨ الذي أثبت أن مساهمة اليهود في الثقافة العلمانية الحديثة لا تعني التنكر للدين اليهودي أو الانتماء إليه وبالرغم من ذلك . فقد أقام فلسفته على مبادئ العقل وحدها كما يظهر في تأملاته المتنوعة في علم الجمال ونظرية المعرفة والميتافيزيقا وعلم النفس ولا يلجأ إلى أي أدلة من الكتاب المقدس ولا يشير أبداً إلى الديانة اليهودية . حيث لجأ مندلسون في تأملاته الدينية إلى الاستفادة من افتراضات بالقائلين بالدين الطبيعي ومن أمثالهم الفيلسوف الانجليزي ( ديفيد هيوم ) . فإن اليهودية لا تعني لمندلسون شيء باعتباره فيلسوف لأنها مسألة شخصية ليس أكثر حيث لاقي مندلسون النقد من معاصريه الذين أخذوا عليه بسبب إخلاصه في الإيمان باليهودية مما يتعارض مع انتمائه لثقافة عصر التنوير فلن ينجح مندلسون في تجنب المواجهة المحتومة بمبدأ التسامح . حيث كتب دفاعه الشهير عن ولائه المزدوج للتنوير واليهودية في : نفس الوقت منطلقاً من مبدأ الحرية الدينية علي أن إيمان مندلسون باليهودية لا يتفق مع الإيمان الشائع فإن اليهودية عنده ليست دين . منزل وإنما هو مجرد شرائع وفي هذا السياق تبقي الحقائق المطلقة رهينة الجهد العقلي المستقل عن الوحي فإذا كانت المسيحية تقوم علي شيء من هذه الحقائق في شكل عقائد وآراء مذهبية يؤمن بها أتباعها ، ولكن اليهودية تتحرر من هذا العبء لأنها تقوم على الأوامر والوصايا والتعليمات الصادرة باسم إرادة الله وتمثل هذه الوصايا خاصة ما كان منها متعلق بالشعائر والطقوس أفعال رمزية تنبه الإنسان إلى الحقائق الأزلية الخاصة
المقدمة :
عندما ننظر إلي الملامح العامة للتاريخ سنجد أن الفلسفة اليهودية في حقيقة الأمر لا تختلف عن الفلسفات الدينية الأخري
بالأخص الفلسفة المسيحية والإسلامية .
فإن السيرة الفكرية لكل دين من الأديان السماوية سوف تجعلنا نتطلع علي تيارات متناظرة ومنها :
1 – تيارات محافظة : تؤدي إلى الجمود
٢ – تيارات متحررة : تؤدي إلى الإلحاد والهرطقة
تيارات متوسطة : فهي لا تغلو ولا تشتط وإنما تمسك العصا من المنتصف فلا تميل يميناً ولا يساراً منذ بداية حركة الميدراش وبدأ الدين اليهودي يتجه نحو دراسة التوراة وتأويله ونستطيع أن نلاحظ ذلك مع الفيلسوف
جورج سانتيانا الذي وضح كيف أن الوحي الغامض في العهد القديم قد وجد له التفسير اللازم على يد الكهنة وعلماء
اللاهوت .
فنلاحظ التأثير الثقافي الذي بدأ أن يخضع له فكر الدين اليهودي منذ العصور القديمة فلا يجب أن نتعجب اذا وجدنا
الفيلسوف اليهودي ( فيلون السكندري ) الذي قام بالمشاركة في حملات التبشير اليهودية حيث قام باستعارة لغة
الفلسفة الأفلاطونية لكي يعبر بها عن الإيمان اليهودي وغيرها من ديانات الأسرار التي راجت في ذلك الوقت .
فنجد أن هذه الطريقة التي اتبعها كل من ( موسي بن ميمون – ليفي – يهودا ها ( ولكن في إطار التفاعل مع
الحضارة العربية الإسلامية في بلاد الأندلس حيث كانوا يخضعوا لتأثيرات مختلفة من تراث الفكر الإسلامي مثل ( ابن
رشد وابن سينا وابن باجة ) .
سبينوزا :
سبينوزا هو الفيلسوف اليهودي الأول في العصر الحديث فنجد في فلسفته صدي العقل أثر التحولات الاجتماعية والسياسية الحادة التي بشرت بميلاد النظام الجمهوري كما نلمس الروح العلمية التي أخذت تسحب البساط من تحت أقدام الروح الدينية مما شجع بعض المفكرين الأحرار علي السير في الاتجاه النقدي
وهذا ما فعله سبينوزا وتعرضت كتبه للمصادرة عندما برهن علي أن الاسفار الخمسة الأولي من العهد القديم ليست
صحيحة مما ادي إلى بداية الفكر اليهودي الحديث علي يد هذا الهرطيق الكبير الذي عمق الصورة السلبية لليهودية في
الفكر الحديث
لقد بدأ إله الفلاسفة يحل بالتدريج محل الإله التقليدي وأخذ العقل منزلة الوحي فإن سلطان العقل عند سبينوزا لم يعد موضع جدال ومع ذلك لا نستطيع أن نسلم بنشأة قطيعة فلسفية تامة بين عصر سبينوزا في القرن الـ ۱۷ وبين عصر
النهضة وذلك لأن إله الفلاسفة في هذا القرن لا يزال يمت إلى إله فلاسفة عصر النهضة ومتصوفيه بسبب متين فإن إله ديكارت على سبيل المثال هو غله لا حدود لقوته كما هو الحال عند إله أو كام وإله ليبنتز قد استطاع أن يخلق من
كل العوالم الممكنة أفضلها كما هو الحال عند إله أبيلارد أما سبينوزا فقد ذهب مثل ويكليف فيري أن العالم القائم هو وحده الممكن من بين كل العوالم المفترضة الأخري وأن كل ما يحدث فهو يحدث بفعل الضرورة الإلهية. فإن سبينوزا قد استجاب لروح العصر بلا تردد فأصبح ابن لعصره أكثر من كونه ابن للتراث اليهودي فإن فلاسفة اليهود في القرن الت ۱۸ – ۱۹ سيكونون في الغالب كذلك.
موسى مندلسون :
هو أول
فيلسوف يهودي في القرن الـ ١٨ الذي أثبت أن مساهمة اليهود في الثقافة العلمانية الحديثة لا تعني التنكر للدين
اليهودي أو الانتماء إليه وبالرغم من ذلك .
فقد أقام فلسفته على مبادئ العقل وحدها كما يظهر في تأملاته المتنوعة في علم الجمال ونظرية المعرفة والميتافيزيقا وعلم النفس ولا يلجأ إلى أي أدلة من الكتاب المقدس ولا يشير أبداً إلى الديانة اليهودية .
حيث لجأ مندلسون في تأملاته الدينية إلى الاستفادة من افتراضات بالقائلين بالدين الطبيعي ومن أمثالهم الفيلسوف
الانجليزي ( ديفيد هيوم ) .
فإن اليهودية لا تعني لمندلسون شيء باعتباره فيلسوف لأنها مسألة شخصية ليس أكثر حيث لاقي مندلسون النقد من معاصريه الذين أخذوا عليه بسبب إخلاصه في الإيمان باليهودية مما يتعارض مع انتمائه لثقافة عصر التنوير فلن ينجح
مندلسون في تجنب المواجهة المحتومة بمبدأ التسامح . حيث كتب دفاعه الشهير عن ولائه المزدوج للتنوير واليهودية في : نفس الوقت منطلقاً من مبدأ الحرية الدينية علي أن
إيمان مندلسون باليهودية لا يتفق مع الإيمان الشائع فإن اليهودية عنده ليست دين . منزل وإنما هو مجرد شرائع وفي هذا
السياق تبقي الحقائق المطلقة رهينة الجهد العقلي المستقل عن الوحي
فإذا كانت المسيحية تقوم علي شيء من هذه الحقائق في شكل عقائد وآراء مذهبية يؤمن بها أتباعها ، ولكن اليهودية تتحرر من هذا العبء لأنها تقوم على الأوامر والوصايا والتعليمات الصادرة باسم إرادة الله وتمثل هذه الوصايا خاصة ما كان منها متعلق بالشعائر والطقوس أفعال رمزية تنبه الإنسان إلى الحقائق الأزلية الخاصة
بمملكة العقل مما يمنع وقوع اليهود في عبودية الأفكار الزائفة وهنا يكمن المعني الواسع لاصطفاء شعب إسرائيل الذي اختارته العناية الإلهية ليكون أمه من الكهنة تكرس نفسها لخدمة الله وتلفت الانتباه دائماً إلى صوته وتلبي نداءه .
وفي نفس الوقت الذي قام فيه مندلسون باختزال الدين اليهودي في مجموعة من القوانين والشرائع الشعائرية قام من جهة أخري بتوسيعها لكي تصبح دين عقلاني عالمي وهذا هو الهدف الأساسي في الفكر اليهودي الحديث الذي يتميز عن الفكر
اليهودي الوسيط فإنه لا يهتم بقضية التوفيق بين العقل والنقل .
نقد الفيلسوف كانط لمندلسون :
فإن اختزال مندلسون للدين اليهودي إلى مجرد شرائع وطقوس رمزية هذا لم يلقي ترحيب من فلاسفة القرن الـ ۱۸
خاصة عند الفيلسوف الألماني إيمانويل كانت صاحب كتاب الدين في حدود العقل وحده .
فيري كانط أن جميع الطقوس والشعائر هي أبعد ما تكون عن روح الدين الحقيقي فإن الأخلاق الذاتية هي الدعامة الأساسية التي لا يمكن أن يقوم الدين الحقيقي إلا عليها أما الشعائر فلا تعبر إلا عن صلة زائفة بالله ومن هنا كان رأي كانت السلبي في الدين اليهودي فلا يري فيه إلا مجرد وهم وكأن الصورة التي رسمها مندلسون وسبينوزا بقيت ماثلة أمام عينه .
رأي كانط السلبي في الدين اليهودي : يتلخص رأي كانط في كلمته الدالة التي أعلن فيها أنا لما كان اليهود باعتبارهم الشعب الوحيد المختار فكانوا أعداء لكل
الشعوب الأخري فقد أصبحوا هدف لعداوة لجميع الشعوب وهذا لم يكن رأي كانط وحده ولكن شارك فيه معظم المفكرين هذا الرأي ليس وليد النازية كما يقولون اليهود ولكنه رأي المستنيرين من مفكرين اليهود أنفسهم مثل ( الفرنسي
واللاهوتيين في عصره مثل ( زيملر – ريماروس )
برنار لازار ( والذي رأي قبل أن يتصهين أن اليهود أنفسهم هو السبب في ما يتعرضون له من عداء كما تطلع إلى حل المسألة اليهودية في إطار نظام المستقبل الذي ستنتهي فيه جميع الفئات والقوميات في بوتقة إنسانية واحدة .
رأي شيلنج في اليهودية :
قام شيلنج بالفصل بين مطلق الفلسفة من جهة وبين إله الدين من جهة أخري لأن هناك فارق بين فكرة المطلق والمطلق نفسه مما يترتب على ذلك عجز النظر العقلي عن إدراك ماهية الإله وليس مطلوباً من الدين أن يبحث في هذه الماهية بل
عليه فقط أن يقتصر على الأخلاق وحدها .
رأي هيجل في اليهودية :
يري هيجل أن اليهودية بها قصور عن التعبير عن الروح المطلق إلى آخر هذه الآراء التي ذاع عنها رواد المثالية الكبار
دون أن يملك مفكرين اليهود إلا أن يتأثروا بمناهجهم ويترسموا خطاهم .
حيث قامت المثالية عند ( شيلنج – وهيجل ( امتداد كبير للفكر اليهودي الإصلاحي خاصة في تأكيدها دور الحقائق الروحية الفعال في مسيرة التاريخ حيث وجد الاصلاحيون منظومة جاهزة من المفاهيم النظرية يمكن أن نستند عليها في
عملية الإصلاح .
فنجد من الاصلاحيين الذين وقع عليهم عبء التحدي منهم ( سليمان فورمستتشر – وصموئيل هيرش ) .
هرمان كوهين :
هو أول فيلسوف يهودي كبير بعد اسبينوزا ومندلسون فنجده يتعرض لموقف مماثل عندما اشتبك مع المؤرخ الألماني هينريش فون في جدل ساخن بحيث وجد كوهين نفسه في موقف دفاع أمام الاتهام الذي وجهه تريتشكه للمفكرين الألمان
من اليهود بأنهم اعداء للقومية الألمانية وللمسيحية .
في دفاع كوهين دلالات بالغة الأهمية تؤكد على ما سبق أن أشرنا إليه من سلطان كانط علي الفكر اليهودي فقد حاول في هذا الدفاع أن يثبت انتماء اليهود إلى الأمة الألمانية .
فيؤكد على أن الشرائع اليهودية بعد أن طهرها الأنبياء تتفق مع مذهب كانط ومثاليته الأخلاقية وأصبح يفسر الشرائع
اليهودية وتعاليم أنبياء اليهود علي ضوء المذهب الكانطي فأثار حفيظة المثقفين اليهود حتى لقد اتهمه البعض بمحاولة
التوفيق بين كانط وكارل ماركس فلسفة كوهين تساهم بالدعوة إلى تأسيس الأخلاق العقلانية انطلاقاً من مفاهيم عالمية فهو لا يأتي بجديد عن ما سبقوه فإن الجديد في فلسفته هو مفهوم التعالق أو العلاقة المتبادلة بين الله والإنسان .
يشير مفهوم التعالق إلى القداسة المشتركة بين الله والإنسان ولابد للإنسان لكي يشارك في هذه القداسة من أن يعي نعم الله
ويشعر بمحبته ثم يعيد تكريس نفسه لكي يحاكي في أفعالة هذه الصفات الإلهية السامية إلى آخر هذه الأفكار التي عبر عنها
في كتابه المهم وهو ( ديانة العقل بمعزل عن المصادر اليهودية )
حيث تركت هذه الأفكار وبالأخص فكرة التعالق أثر كبير علي مفكر يهودي كبير من مفكرين القرن الـ ٢٠ وهو :
) مارتن بوبر ) .
مارتن بوبر :
أخذ مارتن من كوهين فكرة التعالق واستوقفته فكرة الحوار بين الفرد والإله الشخصي الحي ولكنه لم يكن كانطياً جديداً مثله لذلك طرح كل التراث المثالي الذي انتهي بكوهين إلى تأسيس ديانة العقل وذهب يفتش في التراث الصوفي اليهودي
والمسيحي عن ما يروي عطشه الروحي .
فوجد شيء من ذلك عند متصوفين مسيحين توقف عندهم في أبحاثه الأكاديمية وهما :
1 – المتصوف الأول :
هو نيقولا دي كوسا ) صاحب كتاب سلام الإيمان ( الذي نادي فيه بوحدة الأديان بالأخص المسيحية واليهودية والإسلام
حاول نيقولا أن يضع دعائم الإيمان على أساس إنساني يتجاوز كل الخلافات الطائفية والمذهبية .
المتصوف الثاني :
هو يعقوب بوهمه الذي لا يزال تراثه حي وفاعلاً في الثقافة المعاصرة بأسلوبه الرمزي الشعري ومن خلال دعوته إلى
التجرد التام من العلائق الدنيوية في سبيل تحقيق تجربة الاتحاد بالله .
السيد ايكهرت :
ويمكن أن نضيف إليهما الصوفي المسيحي القديم المتهم بالهرطقة وهو السيد إيكهرت وبالأخص في احتقاره لطقوس
العبادة الشكلية واعتباره أن ما ورد في الكتاب المقدس عن المسيح يصدق بتمامه على كل مؤمن خير وليس معني هذا أن بوبر يخلط بين التراث المسيحي واليهودي ولكن هناك فارق أساسي بينهما عنده حيث تقوم اليهودية على الإيمان والثقة والحوار بين الشعب الإسرائيلي والله
أما المسيحية كما حددتها رسائل القديس بولس فهي تقوم على التصديق المشابه للتصديق المنطقي لذلك فقد توقف بوبر في مواجهة كل البروتستانت والكاثوليك .
كما تأثر بوبر بكل من " سورين كير كجارد – فريدريك نيتشه " في نفورهما العنيف من المطلق المطلقة هي سمة بارزة في شخصيته
الهيجلي إلى التجربة الحية والخبرة المعيشة حيث كان نفور بوبر من المفاهيم الفلسفية فهو مثلا في نظريته إلى مفهوم المقدس لم يقصد تجميده من خلال حصره في الغيبي كما فعل
اللاهوتي البروتستانتي ) رودلف أوتو ( وإنما جعله مفهوم متحرك تتغير دلالته وفق المواقف والقرائن من نص إلى نص ومن
سياق إلى سياق آخر أما الصوفي اليهودي المتمثل في ( القبالا ) وبصفة خاصة في ( الحسيدية ) فقد وجد فيه ما كان لا يزال باحثاً
التراث عنه فإنكب على تراث الحسيدية لكي يخرج عنها دراستين مهمتين وهما بمثابة المرجع الاساسي في هذا الموضوع . كما نظر في التراث الفلسفي اليهودي نظرة الخبير العارف والمحب المتعاطف فلم يتوقف عند كوهين وإنما توقف عند
مفكرين آخرين ومنهم ( سليمان لودفيج شتاينهايم ) والذي يعتبر اللاهوتي اليهودي الأول في العصر الحديث عند جوشام شوبس وصاحب السفر الضخم ذي المجلدات الاربعة الذي حاول فيه أن يحرر الدين من وصاية العقل التي
فرضها عليه الكانتيون والهيجليون من فلاسفة اليهود . ولأن الفلسفة ليست مجرد أفكار مبتكرة بل هي أيضاً لغة جديدة وصياغة متفردة لابد من أن يتميز بها الفيلسوف الحقيقي
كما يقول بول تيليش . حيث سعي بوبر إلى تكوين معجمه الفلسفي الخاص واستعان بما وصل إليه صديقه الذي اشترك معه في ترجمة
التوراة إلى اللغة الالمانية وهو الفيلسوف اليهودي فرانز روزينز صاحب كتاب نجمة الاخلاص الذي حاول فيه أن
يجعل الحب هو محور العلاقة بين الفرد ( الأنا ( المؤقت الزائل وبين الله أو ( الأنت ) . أما النزعات الإلحادية التي صادفها بوبر في رحلته الفلسفية فقد استوقفته أيضاً ولكن لكي ينتصر للإيمان من خلال دراستها وفهم الأسس الفكرية التي قامت عليها والظروف التي أدت إلى انتشارها
لم يكن بوبر موفقاً في فهم هذه الظروف بالأخص حين نجده يردد مع الفيلسوف المسيحي الوجودي نيقولا بيرديائيف أن البزوغ التاريخي للإلحاد الطبيعي من المطلق الهيجلي إنما تم بفعل قصاص العناية الإلهية من تحريف المفهوم اليهودي
والمسيحي عن الله . يوضح بوبر كيف أنه إذا كان أفول الشمس ليس واقعة تخص الشمس في ذاتها وإنما تخص العلاقة بين الشمس وعيوننا كذلك ( أقول الله ( ليس له أن يعني إلا أن علاقتنا بالله قد أصابها العطب بسبب غرورنا وإحساسنا الزائد المريض بذواتنا .
والحل الذي يطرحه بوبر طرحه بوبر من أجل إصلاح هذه العلاقة وإعادتها إلى سياقها الصحي يتمثل في مفهومه الجديد للتجربة الدينية علي أنها علاقة حوار حية حميمة ومتجددة بين الفرد والله أو بلغة بوبر ( الأنا والأنت ) أوضح بوبر ذلك في كتابه ( أنا وأنت ( الذي سجل به اسمه في مكان بارز على خريطة فلسفة الدين المعاصرة الفكرة الأساسية في كتاب أنا وأنت تقوم علي التفرقة بين علاقة " الأنا " من جهة وبين علاقة "الأنا وأنت" من جهة
أخري وتتسم العلاقة الأولي بسمات سلبية في نظر بوبر من حيث هي علاقة استحواذ واستغلال لذلك لا يستطيع أن نعتبرها
علاقة حوار وإنما هي علاقة ذات اتجاه واحد فقط من الذات إلى الموضوع أو من الأنا إلى الشيء وعلي العكس في النمط الثاني وهو علاقة الأنا أنت والتي هي اساس علاقة مزدوجة الاتجاه وهذا هو سر طبيعتنا الحوارية الحية إنها علاقة أخذ
وعطاء
علاقة حضور يتجه فيها الله ( الأنت السرمدي ) إلى الإنسان الفرد من خلال خبرات الحياة وتجاربها المتنوعة مهما بدت
أنها تافهة أو محدودة فإن هذه الخطوة من الله في اتجاه الكائن الإنساني تتطلب خطوة أخرى مماثلة من الطرف الآخر لكي تتحقق الاستجابة الحوارية وتأكد حضور الأنا الإنسانية في مقابل الأنت الإلهية . فلا يقصد بوبر تأطير هذه الاستجابة في صياغة محددة أو تعبير ثابت فهو حريص علي أن يحرر علاقة الإنسان بالله من
أي قيود كهنوتية أو شعائرية لإيمانه بأنها علاقة شخصية لا تكتمل فرادتها إلا بالعفوية .
ومن هنا فيري بوبر إلى أن الصلاة الحقيقية الله تتحقق فقط من خلال هذه الاستجابة العفوية للأنت السرمدي الذي يلتفت للفرد من خلال مواقف الحياة اليومية وبالرغم من أنه لم يرفض الصلاة والطقوس على اعتبار أنها من الممكن أن تجسد العلاقة العفوية ومن ثم الصادقة مع الله فإنه لم يعتبرها صيغة مثالية للحياة الدينية وإنما روحانية صوفية تتوسل
بالحدس العلمي وتعتمد علي الخبرة الوجودية . لقد استبدل بوبر الإنسانية العبرية بالقومية اليهودية ولقد ذهب في صهيونيته الروحية إلى إتباع اسلوب الحوار ورفض العنف وتبني فكرة الدولة مزدوجة القومية التي تضم العرب واليهود معاً مما أدي إلى جلب عداء الصهاينة
المتطرفين .
فإن بوبر كان مقيد بالروح العامة لليهودية في إيمانها بالوحي والخلق والخلاص ولا يحرره فهمه الوجودي للإيمان اليهودي إلا قليلاً وهنا يتضح الفرق بين بوبر وبين الفيلسوفة اليهودية ( حنا أرنت ) والتي بالرغم من ارتباطها بشعبها ولكنها رفضت أن تنضم إلى الصهيونية وتفضل أن تبقي حرة طليقة أو حسب تعبيرها تبقي منبوذة ولكنها كانت تستحق
وقفة خاصة هي والفيلسوف الأسترالي اليهودي المعروف وهو ( صموئيل ألكسندر)
Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance
You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT
ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.
We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate
CHAPITRE 02 : CULTURE ET COMMUNICATION CHAPITRE 02 : CULTURE ET COMMUNICATION Introduction La cultur...
تعترب الظاهرة السياسية امتداد طبيعي ملدى ارتباطها حبياة اإلنسانية و اجملتمعات ، كما ارتبط االهتمام ب...
وقت اجراء زكاة الفطر فرض الله تعالى هذهالزكاة تطهير الصائم من الاعمال والاقوال التي تنقص اجره اللغو ...
1- مفهوم المبدأ: عموما هوما يكتشف الفكر في نهاية تحليليه،أنه الول والصل، أو ما يضعه كقا...
Seatrest and Backrest Seatrest and Backrest are manufactured from polyurethane material in aluminum...
ماذا حصل ؟! لَطَالَما حَلَمْتُ بِحَدِيقَةٍ أُمَلِّي بِها نَظَرِي فَتَنْعِشُنِي، وَتَحْمِلُنِي إِلى ...
يوفر طلاء الرش المعدني الحراري القوسي مقاومة ممتازة للتآكل والتآكل والاهتراء لركائز الفولاذ. تعرضت ا...
يتدخل صناع القرار في التحكم بسوق العمل من خلال توفير البيئة المناسبة للشركات للنمو والتوسع الأمر الذ...
نظرية المعايير الثقافية : تفاعل القوى الاجتماعية و النفسية للمتلقي تشير هذه النظرية إلى أن وسائل الا...
ادر فشل الاصلاحات و انعقاد مؤتمر الجزيرة الخضراء سنة 1906 الذي اعطى الضوء الاخضر لاحتلال المغرب و ال...
2 أسباب ونتائج أزمة الصحافة المكتوبة: كانت المطبعة تكتب بشكل تقليدي، ويشير اسم "المطبعة" في حد ذاته...
اثر استسلام باي وهران للفرنسيين سعت القبائل الجزائرية في الغرب الجزائري الى مراسلة ومبايعة أقرب سلطة...