Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (50%)

لكنه سرعان ما أضحى خريفاً عربياً مستداماً، معظم أرجاء العالم العربي، منذراً بتبعات خطيرة ليس أقلها تفكيك بعض الجيوش العربية التي يُحسب لها حساب في منطقة الشرق الأوسط. فمنذ بداية عام 2011، وتزكّي أوارها القوى الكبرى وبعض دول الجوار. وهذا يعني أن استهداف بعض الجيوش العربية لا علاقة له بالشعارات الرنّانة المندرجة تحت مسمّى الربيع العربي، بل هو استكمال لمؤامرة كبرى تُحاك ضد العالم العربي وتنفيذ لمخطط الشرق الأوسط الجديد. وعلى ضوء ما يجري في بعض الدول العربية، أن استنزاف وإشغال الجيوش العربية وتفكيكها وإنهاكها الى أكبر حد ممكن هي مسألة خططت لها الإدارة الأميركية أو الاسرائيلية، ويتمثل الهدف الرئيسي لهذا المخطط في تحويل بلدان هذه الجيوش الى بلدان فاشلة عملياً وغارقة في الاضطرابات والقلاقل والاقتتالات، بحيث يسهل تفتيت هذه البلدان وتحويلها الى دويلات طائفية ومذهبية مما يتيح ارتهانها واستلاب مقدّراتها وبخاصة الثروة النفطية والحفاظ على أمن اسرائيل. والواقع أن هذا الوضع العربي الخطير هو نتاج عوامل وأسباب عديدة ومتنوعة، وتشكيل الجيوش لخدمة السلطان والتباعد بين العسكر والشعب بحيث تحولت هذه الجيوش الى أداة لقمع الشعب، أما الأسباب الخارجية فتتمثل في تدخل القوى الكبرى وبعض دول الجوار في شؤون العالم العربي وإزكاء نار الفتنة، خاصة مع بروز المنظمات الإرهابية المذهبية المتطرفة. وإذا سلمنا جدلاً بأن هيبة الدولة وسلطتها وأمنها واستقرارها مرهونة بتماسك جيشها وقوته (أجهزة وتجهيزاً)، فإن تفكيك الجيش وإنهاكه وإضعافه هو بمثابة تدمير لكيان الدولة بكل مقوماتها. وهذا ما قد يؤدي الى تفتيت الدولة- الأمة الى دويلات طائفية ( سنية وشيعية) او إثنية ( عرب وأكراد)، وبالتالي تفقد الدول العربية كامل مقدراتها. دون أن ننسى أن لبنان هو جزء من الكتلة العربية وواحد من دول الطوق. وفي حال استمرار استنزاف الجيوش العربية القوية، كيف سيكون مستقبل الصراع العربي- الإسرائيلي، وخاصة بالنسبة للبنان؟ علماً بأنه جرت عدة محاولات تستهدف تفكيك الجيش اللبناني (خاصة في معركة نهر البارد التي أبدى فيها هذا الجيش بطولات نادرة) والعودة به الى نموذج الحرب الأهلية ( 1975-1990). تكمن في تسليط الضوء على مشهد الصراع العربي- العربي، خاصة فيما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي، لأن تفكيك الجيوش العربية ذات الشأن وإضعافها يمنح إسرائيل دوراً فعالاً في منطقة الشرق الأوسط ويهمّش دور الدول العربية مجتمعة. خاصة في حال تحقق مشروع الشرق الأوسط الكبير وتشظت الدول العربية الى دويلات طائفية وإثنية. - تبيان الأسباب والعواقب الوخيمة ، خاصة حيال الصراع العربي- الإسرائيلي

  • المساهمة في تقديم توصيات ومقترحات قد تساعد على وقف النزف وإعادة اللحمة الى الجيوش العربية المتفككة والحؤول دون تفكك الجيوش العربية التي لم تدخل حتى الآن في صراعات مميتة، خاصة بالنسبة للجيش اللبناني. أما و بالنسبة للإشكالية فتكمن في القدرة على تحديد الأسباب الحقيقية وراء سقوط هذه الجيوش، خصوصاً وأنني محكومة بالإلتزام بالحدود المرسومة للرسالة ، وقد تمثلت الخطوات الأولى في تجميع أكبر عدد ممكن من المصادر والمراجع ( كتب، مع مراعاة تعددية واختلاف وجهات النظر. فكان ضمن المنهجية الآتية: و تغييب الذاتية إلا فيما يتعلق بمحبتي لوطني لبنان. - الوصفية: بمعنى استعراض كيفية إنهاك القوى العسكرية في بعض البلدان العربية، - الاستقراء والاستنباط: الاستقراء هو الانتقال من الجزئي الى الكلي او، الانتقال من حالة او عدة حالات وتعميمها. أما الاستنباط فيعني الانطلاق من العام الى الخاص، بعبارة أخرى، - حدود الرسالة: و هي ذات وجهين: مع الأخذ بعين الاعتبار عدم مسؤوليتي عن أية أحداث تستجد إثر الانتهاء من إعداد البحث. خاصة سوريا والعراق واليمن وليبيا. و إذ تناولت الدراسات الغزيرة والمتنوعة مجمل حيثيات "الربيع العربي". وبغية التقيد بحدودالرسالة، ارتأيت تقسيمها الى فصلين:
  • الفصل الأول ويتناول دوافع وأهداف الصراعات العربية واستنزاف جيوشها وإنهاكها. - الفصل الثاني ويتناول انعكاس هذه الصراعات على المواجهة العربية – الإسرائيلية ومصيرها و تداعي مقومات صمود الدول العربية. بكل موضوعية، كما أتقدم ايضاً بالشكر لكل من أسهم في مساعدتي على إنجاز هذا البحث، سواء كان ذلك بتزويدي بالمعلومات ذات الصلة أو بالدعم المعنوي الذي قدمته عائلتي الحبيبة. هذا من دون أن أنسى التقدم بالشكر من حضرتي المشرفين على الرسالة الدكتورين المحترمين المحامي انطوان سعد وفؤاد نهرا واللجنة الفاحصة الذين قدموا لي المشورة في كيفية إنجاز رسالتي هذه آملة" أن أكون قد التزمت بقواعد إعداد رسائل الماجستر وأديت الغاية منها وحققت أهدافها، وبين هذه وتلك ليس لنا إلا ان نؤمن ونجهد والله ولّي التوفيق. الفصل الأول: الصراعات العربية-العربية مما لا شك فيه أن الصراعات العربية الراهنة، خاصة أن ما يجري في بعض بلدانها حتى الآن يقابل بلا مبالاة الحكام العرب تجاه أوطانهم وشعوبهم، متجهة، في منطقة جيواستراتيجية واقتصادية شديدة الأهمية. وما انفكت الصراعات الأهلية تتفاقم، منذ بداية عام 2011، في ظل انهيار الدول العربية المركزية، وكما يحصل اليوم في سوريا واليمن وليبيا، والى حد ما مصر. الاقتصادية منها والاجتماعية والثقافية والديموغرافية، وبخاصة العسكرية. بدأت هذه الصراعات بما أطلقت عليه تسمية " الربيع العربي". لكن هذا الربيع لم يزهر ولم يثمر وفق تطلعات الشعوب العربية الطامحة الى الحرية والعيش الكريم، وكانت البداية يوم 17 كانون الأول عام 2010، في مدينة سيدي بوزيد التونسية، تضامنأ مع البوعزيزي، لتنتشر بعد ذلك في مصر وليبيا وسوريا واليمن. لكن تنحي الرئيس التونسي زين العابدين بن علي والرئيس المصري حسني مبارك خفف من وطأة العنف، فيما استمر العنف في الدول العربية الأخرى المذكورة. لم يقف الأمر عند حد الاحتجاجات السلمية، بل اشرأبت أعناق منظمات إرهابية متطرفة، مما اضطر جيوش هذه الدول الى مواجهتها. والتعليم، الخ. وقد يكون من المتعذر، لذلك، سوف نتناول في الفقرة الأولى من البحث مسألة تفكيك جيوش بعض الدول العربية ودوافعها، وفي الفقرة الثانية التداعيات الناجمة عن هذا الوضع. الفقرة الأولى: دوافع وأهداف تفكيك الجيوش العربية كثيرون من القادة والمفكرين والسياسيين العرب والمسلمين والأجانب ناقشوا نظرية المؤامرة التي تتعرض لها الدول العربية منذ مطلع القرن العشرين وما زالت تتعرض. وكثيرون أيضا رفضوا نظرية المؤامرة وأكدوا أن ما يتعرض له الوطن العربي إنما هو صنيع ونتاج العرب أنفسهم أنظمة وشعوباً بعد أن حصلت هذه الأنظمة العربية على حريتها واستقلالها من الإستعمار. وهناك تيار ثالث من المفكرين اتجه إلى الأخذ بحل وسط يرتكز على تضافر جهود الدول العظمى مع القادة العرب للوصول بالشعوب العربية إلى ما وصلت إليه بإعتبار أن هذه الأنظمة هي نتاج الإحتلال والإستعمار الذي قسم العالم العربي إلى دويلات وممالك وجمهوريات واخترعوا لها التسميات من إمارات وملكيات وجمهوريات بعضها ثوري وبعضها رجعي ولكن كل الأنظمة العربية تصف نفسها دائما بأنها ديمقراطية . هكذا وصفت مرجعية في شؤون سياسة الشرق الاوسط والتي تطرقت إلى بعض الوثائق السرية التي وضعتها الدول الغربية والإتفاقات التي توصلت إليها في مطلع القرن العشرين وتدرجت في استعراض بعض مراحل التاريخ العربي الحديث حتى نصل إلى المرحلة الراهنة التي صنفها سياسيو الغرب وعلى رأسهم الولايات المتحدة بأنها مرحلة «الربيع العربي» والفوضى الخلاقة والشرق الأوسط الجديد. الفقر، الخ. . وهذا ما يدفع الشعوب الى المطالبة بحقوقها بمختلف الوسائل. وفي مقدمتها مؤامرة تفعيل مخطط الشرق الأوسط الجديد، وأكدته كونداليزا رايس فيما بعد. وتفكيكها وإعادة تركيبها من جديد، وتأمين مصالح أميركا وروسيا ودول الجوار. فبمَ تتجلى هذه الدوافع والأهداف؟ من الواضح أن الأهداف الخارجية تتجلى بالآتي: يشكل مشروع الشرق الأوسط الجديد الهدف الرئيسي. فالأحداث الجارية اليوم في منطقة الشرق الأوسط تثبت ما طرحه هنري كيسنجر، حيث قال " بأنه سيجعل المنطقة تغرق في حروب عربية- عربية لا يُعرف فيها القاتل من المقتول. حيث يتم في هذه الحروب العربية المدعومة من حثالات الشعوب وأبالستها وثعابينها، من القاعدة ونصرة وتكفيريين ووهابيين، في تل أبيب، إلا أنه، وإن طال تحقيقه فقد أصبح هناك من يقرأ تفاصيل الأحداث في المنطقة العربية، وإن كان على مراحل (3). وبالفعل بدأ تحقيق هذا المشروع من خلال " الربيع العربي" . إذ تجد فيه مصلحتها التامة والنهائية. القائلة بخلق فوضى عارمة في الوطن العربي لمدة مئة عام، وهو ما يجري في دول عربية معينة كالعراق وليبيا وتونس والسودان ومصر وغيرها بالإضافة الى العمل على خلخلة وتدمير البيئة العسكرية العربية" (1). فلم تتردد الولايات المتحدة في تنفيذ مخططاتها الجهنمية، وجاءت البداية عام 2003، حلّ الجيش العراقي بغية إعادة تشكيله من جديد. وتم تدمير ما تبقى من كيان وهوية الدولة العراقية. وهذا المشروع يقضي بخلق قوس من عدم الاستقرار والفوضى والعنف، مروراً بدول شمال أفريقيا" (4). الضابط المتقاعد في الجيش الأميركي فقد كتب مقالاً " بعنوان " حدود الدم، ويذكر أهمها: الأكراد والشيعة العرب. وهو يتوقف ايضاً عند مسيحيي الشرق الأوسط، فمن أجل أن يعيش الشرق الأوسط في سلام، أن تعود الى حدود ما قبل 1967، بل إلــى الأراضي مــا حول القدس، ويقول إنـــه ما دامت المدينــة يعبق تاريــخها بالدم، فمشكلتها لن تُحل في حياتنا (5). أ)- تقسيم مصر: تقضي الخطة الإسرائلية – الأميركية بتقسيم مصر الى: (1)- سيناء وشرق الدلتا ( تحت النفوذ اليهودي)، وتتسع مرة أخرى لتضم ايضاً جزءاً من المنطقة الساحلية الممتدة حتى مرسى مطروح. (3)- دولة النوبة المتكاملة مع الأراضي الشمالية السودانية، (4)- مصر الإسلامية، تضم الجزء المتبقي من مصر، ويُراد لها أن تكون ايضاً تحت النفوذ الإسرائيلي، (1)- عام 1982، تنتهي الأولى عام 2020، وعليه فإن حوالي 65 في المئة من السكان لا نصيب لهم في السلطة التي تمسك بها نخبة من الأقلية السنية. وفضلاً عن ذلك، توجد في الشمال أقلية كردية". و بعد إخراج صدام من الحكم بات الشيعة يشكلون الأغلبية الحاكمة. بغداد، الموصل). وهذا يتم بفصل منطقة الجنوب الشيعية عن كل من منطقة السنة في الوسط، واعتبر أصحاب هذه الخطة أن أهمية تقسيم العراق تفوق أهمية تقسيم سورية، دولة سنية حول حلب، ولم يكن لبنان بمنأى عن هذا المخطط التقسيمي، عاصمتها بعلبك وخاضعة للنفوذ السوري، كانتون فلسطيني حول صيدا وحتى نهر الليطاني، ملحق "ب"). الخ. يحدونا التساؤل: هل يتحقق حلم الشرق الأوسط الجديد في ظل التدخلات الخارجية في الصراعات الدائرة في العالم العربي، وحتى الخطط الاستراتيجية تمر بشكل سلس، والثوابت هنا تعني المصالح (9). لذلك من المؤكد أن هناك خطوط من القرن الماضي استمرت والى الآن بين روسيا وأميركا حول المصالح واقتسام القضايا الموجودة في الشرق الأوسط. وبالتالي، فالسيناريو الموجود في سوريا هو جزء من خطة". بقيادة روسيا، ومعظم يهود إسرائيل وفدوا من الاتحاد السوفياتي. بعبارة أخرى، يبدو أن سياسة روسيا تجاه إسرائيل لم تتغير. وعليه، فبدل أن تدخل إسرائيل وأميركا في كل كبيرة وصغيرة في الملفات الساخنة داخل الدول العربية " المعادية" لإسرائيل، بينما هي في الحقيقة أكبر حلفاء إسرائيل، بحكم أن اللوبي الصهيوني هو من يدير أميركا وروسيا في آنٍ معاً. فهذا يعني أن روسيا تخفف الضغط عن أميركا وإسرائيل بطريقة تخدم المصلحة الروسية، الأميركية و الإسرائيلية (10) النبذة الثانية: دوافع وأهداف خارجية أخرى البند الأول: تعويم الكيان الصهيوني لم تشهد الدولة العبرية منذ قيامها عام 1948 مرحلة من السلام والطمأنينة بقدر ما هي عليه الحال اليوم. إن واقع الجيوش العربية هو أعظم هدية من الممكن أن تقدم لإسرائيل. جميع العرب متلهون بتصفية حسابات داخلية، البند الثاني: إزدهار تجارة السلاح جاءت أزمة الربيع العربي في حقبة كانت فيها مصانع السلاح التقليدي " تعاني من أزمات حادة في الإنتاج والتسويق. أدت المعارك بتلك الأسلحة التقليدية الى إعادة انتعاش هذه المصانع، عبر تكثيف المتدفقات التسليحية الى منطقة الشرق الأوسط. على سبيل المثال، استغلت الثورات العربية لتعزيز صادراتها من الأسلحة التقليدية الى المنطقة. وقد وصلت قيمة التعاقدات الأميركية والروسية والصينية مع دول المنطقة من العام 2010 وحتى العام 2014 الى نحو 460 بليون دولار أميركي (12). هذا إضافة الى ضخامة حجم مبيعات الأسلحة لدول الخليج العربي، نتيجة التهويل الغربي بالخطر الإيراني التي فاقت الألف مليار دولار أميركي. وحظر النفط العربي عن الغرب، عاشت الولايات المتحدة أسوأ أزمة نفطية في تاريخها. وقال كارتر إن تهديد منابع النفط يعني مباشرة تهديد الأمن القومي الأميركي، النبذة الثالثة: دوافع وأهداف داخلية ثمة العديد من الدوافع الداخلية التي أدت الى زعزعة الكيانات العربية المعنية بالدراسة. بيد أن المحللين يشددون على متغيرات النظام السياسي ونوعيته وعلى الظروف الاقتصادية السائدة. والملاحظ أن اشتداد المعارك وتفكيك الجيوش وانهيار الأمن القومي يتركز في البلدان العربية التي تتحكم بها السلطات العسكرية، يكشف لنا المشهد العربي الراهن أن الصراعات الأشد عنفاً تتركز في الدول التي وصل حكامها الى السلطة عبر الانقلابات العسكرية ( العراق، ليبيا واليمن)، وبالتالي بنوا جيوشاً قوية، وهذا ما قد يخلق أزمات اجتماعية وسياسية واقتصادية خطيرة تحول دون أي توجه ديمقراطي. ومن ناحية خطورتها، فالمساعدات الاقتصادية والسياسية والحربية التي تُعطى للزبائن الإقليميين مع التركيز على نقل السلاح بصفة أساسية تزيد الصراعات التهاباً. وهي الولايات المتحدة الأميركية وروسيا والعرب وإسرائيل. وليست ملكية عامة للدولة والأمة. وتحولت المؤسسة العسكرية العربية من جيش للشعب الى جيش لطبقة سياسية معينة. والعنجهية العسكرية المتمثلة بفوهة البندقية" (15). حسب نورفيل دي اتكن*، وايضاً انصراف الجيوش العربية الى تكريس نشاطها العسكري لحماية النظام السياسي القائم وليس لحماية تراب الوطن" (15). * نورفيل دي اتكن: ضابط أميركي متقاعد،


Original text

أرادوه ربيعاً عربياً، لكنه سرعان ما أضحى خريفاً عربياً مستداماً، بل جحيماً عربياً ألهب لظاه، بنسب متفاوتة، معظم أرجاء العالم العربي، منذراً بتبعات خطيرة ليس أقلها تفكيك بعض الجيوش العربية التي يُحسب لها حساب في منطقة الشرق الأوسط. فمنذ بداية عام 2011، دخلت هذه الجيوش في صراعات داخلية مريرة ما انفكت تدور رحاها حتى الساعة، وتزكّي أوارها القوى الكبرى وبعض دول الجوار. وهذا يعني أن استهداف بعض الجيوش العربية لا علاقة له بالشعارات الرنّانة المندرجة تحت مسمّى الربيع العربي، او الديمقراطية او التحرر، الخ...، بل هو استكمال لمؤامرة كبرى تُحاك ضد العالم العربي وتنفيذ لمخطط الشرق الأوسط الجديد.


وعلى ضوء ما يجري في بعض الدول العربية، بات من الواضح، وبصورة لا تقبل الشك، أن استنزاف وإشغال الجيوش العربية وتفكيكها وإنهاكها الى أكبر حد ممكن هي مسألة خططت لها الإدارة الأميركية أو الاسرائيلية، خاصة جيوش دول الطوق. ويتمثل الهدف الرئيسي لهذا المخطط في تحويل بلدان هذه الجيوش الى بلدان فاشلة عملياً وغارقة في الاضطرابات والقلاقل والاقتتالات، بحيث يسهل تفتيت هذه البلدان وتحويلها الى دويلات طائفية ومذهبية مما يتيح ارتهانها واستلاب مقدّراتها وبخاصة الثروة النفطية والحفاظ على أمن اسرائيل.


والواقع أن هذا الوضع العربي الخطير هو نتاج عوامل وأسباب عديدة ومتنوعة، داخلية وخارجية. نذكر من الأسباب الداخلية، على سبيل المثال، غياب الديمقراطية وسيطرة الاستبدادية في دول " الخريف" العربي، وتشكيل الجيوش لخدمة السلطان والتباعد بين العسكر والشعب بحيث تحولت هذه الجيوش الى أداة لقمع الشعب، وليس لحماية الوطن. أما الأسباب الخارجية فتتمثل في تدخل القوى الكبرى وبعض دول الجوار في شؤون العالم العربي وإزكاء نار الفتنة، خاصة الطائفية، في ربوعه، خاصة مع بروز المنظمات الإرهابية المذهبية المتطرفة.


وإذا سلمنا جدلاً بأن هيبة الدولة وسلطتها وأمنها واستقرارها مرهونة بتماسك جيشها وقوته (أجهزة وتجهيزاً)، فإن تفكيك الجيش وإنهاكه وإضعافه هو بمثابة تدمير لكيان الدولة بكل مقوماتها. وهذا ما قد يؤدي الى تفتيت الدولة- الأمة الى دويلات طائفية ( سنية وشيعية) او إثنية ( عرب وأكراد)، الخ. وبالتالي تفقد الدول العربية كامل مقدراتها. وفي ذلك تنفيذ لمشروع الشرق الأوسط الكبير الذي خططت له الولايات المتحدة، مما يجعل الكيان الصهيوني الدولة الأقوى في المنطقة، دون أن ننسى أن لبنان هو جزء من الكتلة العربية وواحد من دول الطوق.


تبعاً لذلك، وفي حال استمرار استنزاف الجيوش العربية القوية، كيف سيكون مستقبل الصراع العربي- الإسرائيلي، وخاصة بالنسبة للبنان؟ علماً بأنه جرت عدة محاولات تستهدف تفكيك الجيش اللبناني (خاصة في معركة نهر البارد التي أبدى فيها هذا الجيش بطولات نادرة) والعودة به الى نموذج الحرب الأهلية ( 1975-1990).


إن أهمية هذه الرسالة، تكمن في تسليط الضوء على مشهد الصراع العربي- العربي، والكشف عن مكامن الخطر، خاصة فيما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي، لأن تفكيك الجيوش العربية ذات الشأن وإضعافها يمنح إسرائيل دوراً فعالاً في منطقة الشرق الأوسط ويهمّش دور الدول العربية مجتمعة. خاصة في حال تحقق مشروع الشرق الأوسط الكبير وتشظت الدول العربية الى دويلات طائفية وإثنية.


وقد حددنا الأهداف المحددة لهذه الرسالة في النقاط الآتية:



  • إلقاء نظرة شمولية على الوضع الصراعي العسكري الحالي.

  • تبيان الأسباب والعواقب الوخيمة ، خاصة حيال الصراع العربي- الإسرائيلي

  • المساهمة في تقديم توصيات ومقترحات قد تساعد على وقف النزف وإعادة اللحمة الى الجيوش العربية المتفككة والحؤول دون تفكك الجيوش العربية التي لم تدخل حتى الآن في صراعات مميتة، خاصة بالنسبة للجيش اللبناني.


أما و بالنسبة للإشكالية فتكمن في القدرة على تحديد الأسباب الحقيقية وراء سقوط هذه الجيوش، هل هي بفعل المؤامرة الخارجية أم بفعل نمط الأنظمة الدكتاتورية التي ولّدت الفقر والبؤس والحرمان والإنفجارات الشعبية فتسللت من خلالها الأدوات و المصالح الخارجية فكان السقوط المدوّي.


و قد واجهتني صعوبات متمثلة في زخم المعلومات ذات الصلة، إذ أضحت أخبار " الربيع" العربي يومية، بل آنية. لذلك، كان لابد من إجراء عملية انتقاء دقيقة للمعلومات، خصوصاً وأنني محكومة بالإلتزام بالحدود المرسومة للرسالة ، وقد تمثلت الخطوات الأولى في تجميع أكبر عدد ممكن من المصادر والمراجع ( كتب، أبحاث ، مواقع أنترنت موثوقة...) ذات صلة بالرسالة هذه، مع مراعاة تعددية واختلاف وجهات النظر.


أما تقسيم هذه الرسالة وبغية تحقيق الأهداف المتوخاة منها، فكان ضمن المنهجية الآتية:



  • الموضوعية: من حيث استعراض وجهات النظر المتناقضة، من دون زياد او نقصان، و تغييب الذاتية إلا فيما يتعلق بمحبتي لوطني لبنان.

  • الوصفية: بمعنى استعراض كيفية إنهاك القوى العسكرية في بعض البلدان العربية، مع توخي الحياد الإيجابي.

  • الاستقراء والاستنباط: الاستقراء هو الانتقال من الجزئي الى الكلي او، بعبارة أخرى، الانتقال من حالة او عدة حالات وتعميمها. أما الاستنباط فيعني الانطلاق من العام الى الخاص، أي، بعبارة أخرى، الانتقال من نظرية عامة يمكن تطبيقها على حالات خاصة.

  • حدود الرسالة: و هي ذات وجهين:

  • الحدود الزمنية: منذ انطلاقة الربيع العربي حتى الساعة، مع الأخذ بعين الاعتبار عدم مسؤوليتي عن أية أحداث تستجد إثر الانتهاء من إعداد البحث.

    • الحدود المكانية: البلدان العربية التي تتعرض جيوشها للتفكك، خاصة سوريا والعراق واليمن وليبيا.




و إذ تناولت الدراسات الغزيرة والمتنوعة مجمل حيثيات "الربيع العربي". لكن رسالتي سوف تقتصر على تفكيك وإنهاك بعض الجيوش العربية. لذلك، وبغية التقيد بحدودالرسالة، ارتأيت تقسيمها الى فصلين:



  • الفصل الأول ويتناول دوافع وأهداف الصراعات العربية واستنزاف جيوشها وإنهاكها.

  • الفصل الثاني ويتناول انعكاس هذه الصراعات على المواجهة العربية – الإسرائيلية ومصيرها و تداعي مقومات صمود الدول العربية.


وأخيراً وليس آخراً أتقدم بالشكر الجزيل من ادارة الجامعة اللبنانية الكندية، إذ منحتني فرصة المشاركة في الإدلاء بدلوي والتعبير عن آرائي وأفكاري، بكل موضوعية، حيال موضوع الصراع العربي- العربي الراهن الذي لم يسبق له مثيل في عصرنا هذا. كما أتقدم ايضاً بالشكر لكل من أسهم في مساعدتي على إنجاز هذا البحث، سواء كان ذلك بتزويدي بالمعلومات ذات الصلة أو بالدعم المعنوي الذي قدمته عائلتي الحبيبة.


هذا من دون أن أنسى التقدم بالشكر من حضرتي المشرفين على الرسالة الدكتورين المحترمين المحامي انطوان سعد وفؤاد نهرا واللجنة الفاحصة الذين قدموا لي المشورة في كيفية إنجاز رسالتي هذه آملة" أن أكون قد التزمت بقواعد إعداد رسائل الماجستر وأديت الغاية منها وحققت أهدافها، وبين هذه وتلك ليس لنا إلا ان نؤمن ونجهد والله ولّي التوفيق.


الفصل الأول: الصراعات العربية-العربية


مما لا شك فيه أن الصراعات العربية الراهنة، من شأنها أن تؤدي الى تغيرات جيوسياسية جذرية، خاصة أن ما يجري في بعض بلدانها حتى الآن يقابل بلا مبالاة الحكام العرب تجاه أوطانهم وشعوبهم، متجهة، وبمشاريع إقليمية ودولية تتصارع وتساوم، على قاعدة مصالحها الذاتية المتضاربة، في منطقة جيواستراتيجية واقتصادية شديدة الأهمية.


وما انفكت الصراعات الأهلية تتفاقم، منذ بداية عام 2011، في ظل انهيار الدول العربية المركزية، كما حصل في العراق نتيجة الاحتلال الأميركي له، وكما يحصل اليوم في سوريا واليمن وليبيا، والى حد ما مصر. وتكشف بانوراما الصراعات العربية- العربية عن تدمير شبه كلي لمكوّنات هذه الدول، الاقتصادية منها والاجتماعية والثقافية والديموغرافية، وبخاصة العسكرية.


بدأت هذه الصراعات بما أطلقت عليه تسمية " الربيع العربي". لكن هذا الربيع لم يزهر ولم يثمر وفق تطلعات الشعوب العربية الطامحة الى الحرية والعيش الكريم، بل تحول الى صيف حار ما انفك سعيره يتفاقم حتى الساعة. وكانت البداية يوم 17 كانون الأول عام 2010، عندما أقدم محمد البوعزيزي، في مدينة سيدي بوزيد التونسية، على إحراق نفسه، جراء إقدام الشرطة التونسية على مصادرة عربة الخضار التي كانت مصدر رزقه، ومن ثم صفعه.


إثر ذلك، هبت احتجاجات في سيدي بوزيد، تضامنأ مع البوعزيزي، لم تلبث أن عمت تونس، لتنتشر بعد ذلك في مصر وليبيا وسوريا واليمن. لكن تنحي الرئيس التونسي زين العابدين بن علي والرئيس المصري حسني مبارك خفف من وطأة العنف، فيما استمر العنف في الدول العربية الأخرى المذكورة.


لم يقف الأمر عند حد الاحتجاجات السلمية، بل اشرأبت أعناق منظمات إرهابية متطرفة، مسلحة بأحدث الأسلحة وأكثرها تطوراً، مما اضطر جيوش هذه الدول الى مواجهتها. وهي مواجهة ما انفكت قائمة حتى اليوم. وفي ذلك ما فيه من إنهاك لهذه الجيوش وبالتالي تفكيكها، مع ما تطالعنا به الأخبار اليومية من تداعيات طالت- وتطال- البنى التحتية، والتهجير القسري، والاقتصاد، والتعليم، الخ.

إن جيوش الدول العربية المذكورة آنفاً تواجه اليوم تحديات خطيرة، قد تطاول ايضاً الدول العربية غير المعنية بالصراعات. وقد يكون من المتعذر، نتيجة خلط الأوراق التطرق إليها جميعاً في هذا البحث المتواضع. لذلك، سوف نتناول في الفقرة الأولى من البحث مسألة تفكيك جيوش بعض الدول العربية ودوافعها، وفي الفقرة الثانية التداعيات الناجمة عن هذا الوضع.


الفقرة الأولى: دوافع وأهداف تفكيك الجيوش العربية


كثيرون من القادة والمفكرين والسياسيين العرب والمسلمين والأجانب ناقشوا نظرية المؤامرة التي تتعرض لها الدول العربية منذ مطلع القرن العشرين وما زالت تتعرض. وكثيرون أيضا رفضوا نظرية المؤامرة وأكدوا أن ما يتعرض له الوطن العربي إنما هو صنيع ونتاج العرب أنفسهم أنظمة وشعوباً بعد أن حصلت هذه الأنظمة العربية على حريتها واستقلالها من الإستعمار.


وهناك تيار ثالث من المفكرين اتجه إلى الأخذ بحل وسط يرتكز على تضافر جهود الدول العظمى مع القادة العرب للوصول بالشعوب العربية إلى ما وصلت إليه بإعتبار أن هذه الأنظمة هي نتاج الإحتلال والإستعمار الذي قسم العالم العربي إلى دويلات وممالك وجمهوريات واخترعوا لها التسميات من إمارات وملكيات وجمهوريات بعضها ثوري وبعضها رجعي ولكن كل الأنظمة العربية تصف نفسها دائما بأنها ديمقراطية .


هكذا وصفت مرجعية في شؤون سياسة الشرق الاوسط والتي تطرقت إلى بعض الوثائق السرية التي وضعتها الدول الغربية والإتفاقات التي توصلت إليها في مطلع القرن العشرين وتدرجت في استعراض بعض مراحل التاريخ العربي الحديث حتى نصل إلى المرحلة الراهنة التي صنفها سياسيو الغرب وعلى رأسهم الولايات المتحدة بأنها مرحلة «الربيع العربي» والفوضى الخلاقة والشرق الأوسط الجديد.


ولقد وسمها أقطاب الإستراتيجية العظمى شرقاً وغرباً وعلى رأسهم الولايات المتحدة بأنها مرحلة حروب الجيل الرابع والتي ابتدأت فعليا في لبنان عام 2005 وتونس والسودان وليبيا واليمن ومصر، ولكن الدول التي انصب عليها الإهتمام وتم التركيز عليها من أجل تحطيم جيوشها وأجهزتها الأمنية وتدمير أنظمة الحكم فيها في وثيقة «الطوق النظيف» التي تم التوصل إليها بين الولايات المتحدة وإسرائيل وكان عرابها نائب الرئيس الأميركي السابق ديك شيني ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أجل تحطيم وتدمير الجيوش العربية في سوريا والعراق ومصر وهي الجيوش التي شاركت في كل الحروب العربية الإسرائيلية بدءاً من حرب 1948.


مما لا شك فيه أن دوافع وأهداف تفكيك الجيوش العربية منها ما هو داخلي ومنها ما هو خارجي والتي سوف نتناول الحديث عنها في النبذتين الآتيتين.


النبذة الأولى: دوافع وأهداف خارجية


لا يمكن الإنكار بأن استنزاف جيوش بعض الدول العربية مرده الى الأوضاع الداخلية المتردية في هذه البلدان (الاستبدادية في الحكم، الديمقراطية المزيفة، الفقر، البطالة، هشاشة البنى التحتية، الخ...). وهذا ما يدفع الشعوب الى المطالبة بحقوقها بمختلف الوسائل. بيد أن القوى الكبرى وبعض دول الجوار استغلت هذه الظروف تحقيقاً لأهداف عديدة، وفي مقدمتها مؤامرة تفعيل مخطط الشرق الأوسط الجديد، الذي لمّح إليه كيسنجر ( وزير الخارجية الأميركي الأسبق)، وأكدته كونداليزا رايس فيما بعد.
وتكمن خلاصة هذه المؤامرة في إضعاف جهاز هذه الدول المناعي، المتمثل في جيوشها، وتفكيكها وإعادة تركيبها من جديد، ما يؤدي الى ترسيخ أمن إسرائيل أولاً، وتأمين مصالح أميركا وروسيا ودول الجوار. فبمَ تتجلى هذه الدوافع والأهداف؟
من الواضح أن الأهداف الخارجية تتجلى بالآتي:


البند الأول: مشروع الشرق الأوسط الجديد


يشكل مشروع الشرق الأوسط الجديد الهدف الرئيسي. فالأحداث الجارية اليوم في منطقة الشرق الأوسط تثبت ما طرحه هنري كيسنجر، الأب المعاصر للصهيونية العالمية، إثر حرب تشرين عام 1973 وإيقاف ضخ النفط، حيث قال " بأنه سيجعل المنطقة تغرق في حروب عربية- عربية لا يُعرف فيها القاتل من المقتول... حيث يتم في هذه الحروب العربية المدعومة من حثالات الشعوب وأبالستها وثعابينها، من القاعدة ونصرة وتكفيريين ووهابيين، تحقيق الهدف الاستراتيجي- الصهيو-أميركي، وهو استئصال خلايا الأمل من دماغ المواطن العربي وضميره، وذلك عبر القضاء على ثلاثة جيوش عربية هي الهاجس الأكبر لدى أميركا وإسرائيل وهي الجيش السوري والعراقي والمصري" (1).


أما عبارة " الشرق الأوسط الجديد"( خريطة رقم (1)) فقد " رأت النور في شهر حزيران 2006، في تل أبيب، على لسان وزيرة الخارجية الأميركية كونداليزا رايس، التي قالت وسائل الإعلام الغربية عنها إنها استخدمت هذه العبارة لتحل مكان العبارة الأقدم "الشرق الأوسط الكبير" (2).


وقد قالت رايس في حينه "إن "مشروع الشرق الأوسط الجديد سيحقق- حسب تعبيرها- حلاً سحرياً لعلاج أزمات المنطقة المزمنة". إلا أنه، وإن طال تحقيقه فقد أصبح هناك من يقرأ تفاصيل الأحداث في المنطقة العربية، والتغيرات المتسارعة على أرض الواقع بأنها تصب في تحقيق مخطط "الشرق الأوسط الجديد"،وإن كان على مراحل (3). وبالفعل بدأ تحقيق هذا المشروع من خلال " الربيع العربي" .


حتماً، لم تكن إسرائيل بعيدة عن المشاركة بالتخطيط لهذا المشروع، إذ تجد فيه مصلحتها التامة والنهائية. وقد بعث شمعون بيريز بثلاث رسائل الى الصهاينة في البيت الأبيض الذين شاركوا في صياغة هذا المشروع للتأكيد على إنهاء تسمية الوجود القومي للأمة العربية وإلغاء دور الجيش العربي، لأن في ذلك تأجيج للوعي القومي ضد إسرائيل.


و هذا ما يتناغم مع تصريحات وزير الخارجية السابق هنري كيسنجر عام 1977، القائلة بخلق فوضى عارمة في الوطن العربي لمدة مئة عام، وهو ما يجري في دول عربية معينة كالعراق وليبيا وتونس والسودان ومصر وغيرها بالإضافة الى العمل على خلخلة وتدمير البيئة العسكرية العربية" (1).
فلم تتردد الولايات المتحدة في تنفيذ مخططاتها الجهنمية، حيث استطاع البنتاغون الأميركي أن يضع خططه من أجل الوصول الى تحقيق مشروع الشرق الأوسط الجديد وذلك من خلال " تدمير الجيوش العربية. وجاءت البداية عام 2003، حين قرر بول برايمر، أول حاكم أميركي للعراق، حلّ الجيش العراقي بغية إعادة تشكيله من جديد. إلا أن المخطط الأميركي زاد شراسة مع دخول تنظيم القاعدة الى الأراضي العراقية، وتم تدمير ما تبقى من كيان وهوية الدولة العراقية...


وقد حاولت الولايات المتحدة أن يكون لها حلفاء في حال حدوث ثورات عربية. وهذا المشروع يقضي بخلق قوس من عدم الاستقرار والفوضى والعنف، يمتد من لبنان الى فلسطين وسوريا والعراق والخليج العربي وإيران وصولاً الى حدود افغانستان الشرقية والشمالية، مروراً بدول شمال أفريقيا" (4).
أما رالف بيترز، الضابط المتقاعد في الجيش الأميركي فقد كتب مقالاً " بعنوان " حدود الدم، ما هو شكل شرق أوسط أفضل؟"، نشرته مجلة القوات المسلحة الأميركية في عدد حزيران 2006. وينطلق مشروع بيترز من اعتبارات الظلم الفادح الذي لحق بالأقليات حين تم تقسيم الشرق الأوسط سابقاً (يقصد سايكس- بيكو بالدرجة الأولى)، مشيراً الى هذه الأقليات بأنها الجماعات او الشعوب التي خُدعت حين تم التقسيم الأول. ويذكر أهمها: الأكراد والشيعة العرب. وهو يتوقف ايضاً عند مسيحيي الشرق الأوسط، والبهائيين والاسماعليين والنقشبنديين. وأما الأرمن فيشير الى أن المذابح الجماعية التي تعرضوا لها لا يمكن أن يُعوض عنها بمساحة من الأرض".
وإمعاناً في زرع الفتنة، " ينطلق المشروع أيضاً من افتراض وجود كراهية شديدة بين الجماعات في المنطقة تجاه بعضها البعض. لذلك، فمن أجل أن يعيش الشرق الأوسط في سلام، يجدر أن يُعاد تقسيمها انطلاقاً من ديموغرافيته القائمة على الأديان والمذاهب والقوميات".
أما بالنسبة لإسرائيل فيرى بيترز بأن على إسرائيل، كي تعيش في سلام مع جيرانها، أن تعود الى حدود ما قبل 1967، مع تعديلات اساسية مشروعة لا بد منها من أجل إسرائيل. ولا يشير المخطط الى القدس المحتلة ، بل إلــى الأراضي مــا حول القدس، ويقول إنـــه ما دامت المدينــة يعبق تاريــخها بالدم، وهي متنازع عليها، فمشكلتها لن تُحل في حياتنا (5).


البند الثاني: التقسيمات المقترحة


(أ)- تقسيم مصر: تقضي الخطة الإسرائلية – الأميركية بتقسيم مصر الى:
(1)- سيناء وشرق الدلتا ( تحت النفوذ اليهودي)، ليتحقق حلم اليهود من النيل الى الفرات.


               (2)- الدولة النصرانية، عاصمتها الإسكندرية، تمتد من جنوب بني سويف حتى جنوب أسيوط وتتسع غرباً لتضم الفيوم. ثم تمتد في خط صحراوي عبر وادي النطرون الذي يربط هذه المنطقة بالإسكندرية، وتتسع مرة أخرى لتضم ايضاً جزءاً من المنطقة الساحلية الممتدة حتى مرسى مطروح.

(3)- دولة النوبة المتكاملة مع الأراضي الشمالية السودانية، عاصمتها أسوان، تربط الجزء الجنوبي الممتد من صعيد مصر حتى شمال السودان باسم " بلاد النوبة" بمنطقة الصحراء الكبرى، لتلتحم مع دولة البربر التي سوف تمتد من جنوب المغرب حتى البحر الأحمر.

(4)- مصر الإسلامية، عاصمتها القاهرة، تضم الجزء المتبقي من مصر، ويُراد لها أن تكون ايضاً تحت النفوذ الإسرائيلي، إذ أنها تدخل في نطاق " إسرائيل الكبرى، كما رسم حدودها المشروع الصهيوني" (4)

(ب)- تقسيم العراق:

(1)- عام 1982، عقدت المنظمة الصهيونية العالمية بالتعاون مع منظمة " ايباك" الخاصة باليهود الأميركيين مؤتمراً لتفعيل العمل من أجل تقسيم الدول العربية على مرحلتين زمنيتين، تنتهي الأولى عام 2020، والثانية عام 2030، ابتداءً من الصومال وانتهاءً بالسعودية.

وبالنسبة للعراق " تشير الخطة الثانية الى أن العراق لا يختلف عن جيرانه من الدول العربية، رغم أن أكثريته من الشيعة. فالأقلية السنية كانت هي الحاكمة، وعليه فإن حوالي 65 في المئة من السكان لا نصيب لهم في السلطة التي تمسك بها نخبة من الأقلية السنية. وفضلاً عن ذلك، توجد في الشمال أقلية كردية". و بعد إخراج صدام من الحكم بات الشيعة يشكلون الأغلبية الحاكمة.


               (2)- وتعتبر الخطة أن تقسيم العراق على أساس طائفي ومذهبي وعرقي أمر واقعي وممكن. وعليه، فإن ثلاثاً او أكثر من الدويلات الطائفية يمكن أن تقوم في العراق حول المدن الرئيسية الثلاث ( البصرة، بغداد، الموصل). وهذا يتم بفصل منطقة الجنوب الشيعية عن كل من منطقة السنة في الوسط، ومنطقة الأكراد في الشمال، وبفصل الأخيرتين إحداهما عن الأخرى. 

والحرب الأهلية في العراق كفيلة بأن تبلور هذا الواقع وتجعله ممكناً. واعتبر أصحاب هذه الخطة أن أهمية تقسيم العراق تفوق أهمية تقسيم سورية، لأنه على المدى القريب فإن قوة العراق هي التي ستشكل الخطر على الدولة الإسرائيلية" (7).


    ج- يرى برنارد لويس أنه " سوف يتم تقسيم سوريا الى أقاليم متمايزة عرقياً أو دينياً أو مذهبياً الى أربع دويلات: دولة علوية شيعية، دولة سنية حول حلب، دولة سنية حول دمشق، دولة الدروز في الجولان ولبنان" (8). ولم يكن لبنان بمنأى عن هذا المخطط التقسيمي، حيث يصار الى " تقسيم لبنان الى ثمانية كانتونات عرقية ومذهبية ودينية: دويلة سنية في الشمال وعاصمتها طرابلس، دويلة مارونية شمالاً وعاصمتها جونية، دويلة سهل البقاع العلوية ، عاصمتها بعلبك وخاضعة للنفوذ السوري، بيروت الدولية، كانتون فلسطيني حول صيدا وحتى نهر الليطاني، كانتون كتائبي في الجنوب، ويشمل مسيحيين وأكثر من نصف مليون من الشيعة، ، دويلة درزية في أجزاء من الأراضي اللبنانية والسورية والفلسطينية المحتلة، كانتون مسيحي تحت النفوذ الإسرائيلي (8).( ملحق "ب"). هذا عدا التخطيط لتقسيم دول عربية أخرى كاليمن وليبيا والسعودية، الخ. لكن يبدو هذا التقسيم غير واقعي لا سيما في الكانتون الكتائبي الجنوبي غير الموجود أصلاً.

في نهاية المطاف، يحدونا التساؤل: هل يتحقق حلم الشرق الأوسط الجديد في ظل التدخلات الخارجية في الصراعات الدائرة في العالم العربي، وبخاصة التدخل الروسي؟ حول هذه النقطة، يؤكد الدكتور حيدر آل طعمة (كلية الإدارة والاقتصاد في بغداد وباحث في مركز الفرات) إن الاتفاق بين أميركا وروسيا هو الحقيقة الواقعة وأن الصراع الإعلامي الظاهر هو فقط لخلط الأوراق، وحتى الخطط الاستراتيجية تمر بشكل سلس، وهو جزء من الخطة، وإن المعلَن يختلف عن الثابت. والثوابت هنا تعني المصالح (9).


لذلك من المؤكد أن هناك خطوط من القرن الماضي استمرت والى الآن بين روسيا وأميركا حول المصالح واقتسام القضايا الموجودة في الشرق الأوسط. وبالتالي، فالسيناريو الموجود في سوريا هو جزء من خطة".


و لا يُخفى على أحد أن الإتحاد السوفياتي، بقيادة روسيا، كان من أوائل الدول التي اعترفت بالكيان الصهيوني في فلسطين، ومعظم يهود إسرائيل وفدوا من الاتحاد السوفياتي. بعبارة أخرى، يبدو أن سياسة روسيا تجاه إسرائيل لم تتغير. وعليه، فإن " حفاظ روسيا على حلفائها ودفاعها عنهم في الشرق الأوسط تحديداً هو أصلاً مطلب إسرائيلي- أميركي.


فبدل أن تدخل إسرائيل وأميركا في كل كبيرة وصغيرة في الملفات الساخنة داخل الدول العربية " المعادية" لإسرائيل، تستلم هذه المهمة من روسيا التي تظهر أنها معادية للسياسة الأميركية في الشرق الأوسط، بينما هي في الحقيقة أكبر حلفاء إسرائيل، وتربطها بأميركا علاقات مصالح كبيرة خلف الكواليس، بحكم أن اللوبي الصهيوني هو من يدير أميركا وروسيا في آنٍ معاً. وعندما تحتوي روسيا كل الدول العربية التي لم تظللها العباءة الأميركية في المنطقة العربية، فهذا يعني أن روسيا تخفف الضغط عن أميركا وإسرائيل بطريقة تخدم المصلحة الروسية، الأميركية و الإسرائيلية (10)


النبذة الثانية: دوافع وأهداف خارجية أخرى


لا تقتصر الدوافع و الأهداف من وراء تفكيك الجيوش العربية على ما تم ذكره و إنما تتخطاه لتحقيق النقاط الآتية:


البند الأول: تعويم الكيان الصهيوني


لم تشهد الدولة العبرية منذ قيامها عام 1948 مرحلة من السلام والطمأنينة بقدر ما هي عليه الحال اليوم. إن واقع الجيوش العربية هو أعظم هدية من الممكن أن تقدم لإسرائيل. جميع العرب متلهون بتصفية حسابات داخلية، خاصة في سوريا التي شهدت أشرس المعارك إطلاقاً.


والواقع أن " مصلحة إسرائيل تتعاظم مع استمرار أمد الصراع في سوريا دون حسمه لصالح أحد الأطراف حيث يعتبر إضعاف أطراف الصراع ( النظام والمعارضة) من أهم ما تسعى إليه إسرائيل. ذلك أن الجيش السوري يعتبر من أقوى الجيوش العربية، ويمثل خطراً على أمنها. فإضعاف سوريا يمكّن إسرائيل من تمرير " تسوية هزيلة" مع جميع أطراف الصراع العربي- الإسرائيلي، بما في ذلك الطرف الفلسطيني (11).


البند الثاني: إزدهار تجارة السلاح


جاءت أزمة الربيع العربي في حقبة كانت فيها مصانع السلاح التقليدي " تعاني من أزمات حادة في الإنتاج والتسويق. لذا، أدت المعارك بتلك الأسلحة التقليدية الى إعادة انتعاش هذه المصانع، عبر تكثيف المتدفقات التسليحية الى منطقة الشرق الأوسط.


فالولايات المتحدة وروسيا والصين، على سبيل المثال، استغلت الثورات العربية لتعزيز صادراتها من الأسلحة التقليدية الى المنطقة. وقد وصلت قيمة التعاقدات الأميركية والروسية والصينية مع دول المنطقة من العام 2010 وحتى العام 2014 الى نحو 460 بليون دولار أميركي (12). هذا إضافة الى ضخامة حجم مبيعات الأسلحة لدول الخليج العربي، نتيجة التهويل الغربي بالخطر الإيراني التي فاقت الألف مليار دولار أميركي.


البند الثالث: السيطرة علىى النفط العربي


إثر حرب اكتوبر 1973، وحظر النفط العربي عن الغرب، عاشت الولايات المتحدة أسوأ أزمة نفطية في تاريخها. لذا قررت السيطرة بطريقة او بأخرى على منابع النفط الأساسية في العالم، وبخاصة منطقة الخليج. وفي عهد الرئيس كارتر، تم إعداد خطة عام 1976، سميت خطة كارتر و التي تقول: إن أميركا على استعداد للتدخل الفوري والمباشر عسكرياً في أي نقطة من العالم تمثل تهديداً للنفط. وقال كارتر إن تهديد منابع النفط يعني مباشرة تهديد الأمن القومي الأميركي، وإننا على استعداد لندفع الدم مقابل ضمان استمرار تدفق النفط. وهكذا كان كارتر أول من صك عبارة " الدم مقابل النفط".


النبذة الثالثة: دوافع وأهداف داخلية


في الواقع، ثمة العديد من الدوافع الداخلية التي أدت الى زعزعة الكيانات العربية المعنية بالدراسة. بيد أن المحللين يشددون على متغيرات النظام السياسي ونوعيته وعلى الظروف الاقتصادية السائدة. والملاحظ أن اشتداد المعارك وتفكيك الجيوش وانهيار الأمن القومي يتركز في البلدان العربية التي تتحكم بها السلطات العسكرية، مما يترتب عليه القمع والاضطهاد وانهيار الاقتصاد القومي. فكيف تتجلى هذه المعطيات؟


يكشف لنا المشهد العربي الراهن أن الصراعات الأشد عنفاً تتركز في الدول التي وصل حكامها الى السلطة عبر الانقلابات العسكرية ( العراق، سورية، ليبيا واليمن)، والذين يسعون الى الحكم مدى الحياة والى " التوريث". وبالتالي بنوا جيوشاً قوية، إنما ليس للدفاع عن الوطن ضد الأخطار الخارجية، بل لحماية النظام. هذه الدول، بعبارة أخرى، يتحكم فيها نظام العسكرة حيث التسلط والقمع وتقييد الحريات. وهذا ما قد يخلق أزمات اجتماعية وسياسية واقتصادية خطيرة تحول دون أي توجه ديمقراطي.
فمن ناحية الحدة، تعتبر العسكرة " سبباً رئيساً في تصاعد النفقات الحربية وقلة النفقات التي توجه للتقدم والتنمية. ومن ناحية خطورتها، فإنها أدخلت الصراع الإقليمي الى المستوى النووي والى محاذير الاستقطاب، إذ أن تدخل القوى العظمى في صراعات الشرق الأوسط زاد من تعقدها وحدتها. فالمساعدات الاقتصادية والسياسية والحربية التي تُعطى للزبائن الإقليميين مع التركيز على نقل السلاح بصفة أساسية تزيد الصراعات التهاباً.


وأكبر مثل على ذلك العلاقة الرباعية للصراع التي تتمثل في الأطراف الأربعة في منطقة الشرق الأوسط، وهي الولايات المتحدة الأميركية وروسيا والعرب وإسرائيل. ويزداد الأمر تعقيداً في ظل التفرقة الدينية والعقائدية والعنصرية التي تتميز بها المنطقة. في هذا المناخ، تعيش دول المنطقة في مواجهات مستمرة وصراعات على المصالح وعداوات متصاعدة تقود جميعها الى انتشار استخدام القوة وعدم الاستقرار (14).


تبعاً لذلك، تبدو صورة المؤسسة العسكرية العربية وكأنها " مؤسسة من مؤسسات القطاع الخاص المملوكة للفريق السياسي الحاكم، وليست ملكية عامة للدولة والأمة. وتحولت المؤسسة العسكرية العربية من جيش للشعب الى جيش لطبقة سياسية معينة. وأخطر ما في هكذا مؤسسة عسكرية انعدام الفكر، والجهل بالسياسة، والعنجهية العسكرية المتمثلة بفوهة البندقية" (15).


وهذا ما أدى، حسب نورفيل دي اتكن*، الى خسارة الجيوش العربية الحروب مع إسرائيل. ومرد ذلك، يقول دي اتكن، إلى انخراط الجيوش العربية في السياسة والانقلابات العسكرية، وطمع كبار بالكراسي السياسية. وايضاً انصراف الجيوش العربية الى تكريس نشاطها العسكري لحماية النظام السياسي القائم وليس لحماية تراب الوطن" (15).



  • نورفيل دي اتكن: ضابط أميركي متقاعد، عاش ثماني سنوات في لبنان ومصر والأردن، ونال شهادات عليا في الدراسات العربية من الجامعة الأميركية في بيروت.


كل ذلك أبعد السلطة عن تطبيق الأمن بمفهومه الشامل ( العسكري، الاقتصادي، السياسي، الغذائي، البيئي، الخ.)، مما انسحب تدهوراً في مستويات المعيشة وانخفاض الخدمات الاجتماعية. وهذا ما " فرض عبئاً ثقيلاً على فقراء المدن والأرياف والأسر العاملة والشباب الذين يشكلون قطاعاً كبيراً من الشعب. ونجد نسبة البطالة بين الشباب قد بلغت 40%، وهو رقم مريع. ومن الصعب تصوير مدى خطورة الأوضاع الاجتماعية الاقتصادية السائدة في الأقطار العربية غير النفطية وكيفية تأثيرها على الوضع النفسي الجماعي (15).


في هذا المضمار، يقول روبرت ماكنمارا في كتابه " جوهر الأمن": " يؤدي الفقر الى القلاقل كما يؤدي الى ضمور وضعف الإمكانيات البشرية الضرورية للتنمية. والفقر ليس مفهوماً بسيطاً، فهو ليس مجرد عدم توافر الثروة، بل إنه شبكة من الأحوال التي تؤدي الى الضعف، وكل منها يشكل مع الآخر ما يشبه الخطوط العنكبوتية. فالأمية والمرض والجوع وانعدام الأمل تؤدي الى الهبوط بمطامح الإنسان وآماله، فيلجأ الى العنف والتطرف (14). وهذا ما آلت إليه حال بعض الدول العربية في إطار ما يُسمى بـ " الربيع العربي".


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

يعتبرديكارت أهم...

يعتبرديكارت أهمممثل للمذهبالعقلي في العصرالحديث)-1596 1650( إذ بين أن العقل ملكة فطرية. ويحتوي عل مب...

أين ال�سبيل للح...

أين ال�سبيل للحوار؟ يظهر من خالل ا�ستعرا�صنا لأهم املوانع التي تعرت�س �سبيل احلوار بني ُعيقات،التي ...

1/1 خلفية للدرا...

1/1 خلفية للدراسة: يتم تعريف عمل التحول عمومًا على أنه ساعات عمل مجدولة خارج وضح النهار. يعمل Shi...

أعتقد أنه ليس م...

أعتقد أنه ليس من العدل أن نقول "أنا فقط أفعل ما يقال لي" لأن كل شخص لديه عقل يفكر ويعرف ما إذا كان ه...

تلخيص على شكل ش...

تلخيص على شكل شرائح فيpower point الفصل الأوّل: مفهوم التّرجمة القانونيّة وأسسها يركّز هذا الفصل ع...

دور الترجمة في ...

دور الترجمة في ترجمة المصطلحات القانونية من خلال نماذج 1/ مفهوم الترجمة و أسسها 2 / خصائص المصطلحات...

انشـئت عمـادة ا...

انشـئت عمـادة البحـث العلمـي فـي جامعـة حائـل مـن أجـل توفيـر بيئـة جاذبـة ومحفـزة تدعـم التميـز وال...

00:00:15 ابنائي...

00:00:15 ابنائي بناتي اعزائي طلاب الصف الثالث الاعدادي مدارس القليوبيه الرسميه لغات مدارس القليوبيه ...

يُعد التحول نحو...

يُعد التحول نحو استغلال النفط والغاز من المكامن غير التقليدية مساهمةً حيويةً في سياسات الطاقة الأمري...

تُمثل ملكية قنا...

تُمثل ملكية قناة أبوظبي الفضائية أحد العناصر الأساسية التي تحدد هويتها واستراتيجياتها التشغيلية. تعو...

المحاضرة )01( ا...

المحاضرة )01( القائم باالتصال) المذيع، المفهوم، األصناف( في مجال اإلعالم يمكن التمييز بين عدة مفاهيم...

فعاليات الترجمة...

فعاليات الترجمة في فترة ما قبل العباسيين كانت الترجمة تمارس في الشرق الأدنى منذ الألف الثالث قبل ال...