Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (50%)

الواقعي (الحقيقي) في اللسانيات والعلوم الطبيعية ينطوي على فائدة فيقول: إن دوال الموجات واقعية (حقيقية) للسبب ذاته الذي تكون وفقاً له الكواركات والتناظرات واقعية (حقيقية) لأن من المفيد ضمها إلى نظریاتنا» (1992:79 , أي دراسة الكينونة الأحيائية اللغة الداخلية، بيد أن علماء اللسانيات يتشبثون في أكثر الأحيان بالمعايير الرفيعة التي يفرضها الفلاسفة والعلماء المعرفيون، بل أيضاً تلك التي يفرضها العديد من علماء اللسانيات الآخرين. فبعد أن يقيم علماء اللسانيات الدليل والحجج التي تبرهن على أن من المفيد ضم مفهوم لساني أو مبدأ لساني «إلى نظرياتنا»، وسوف نناقش مثالاً على هذا في مراجعة كالن مقين Colin McGinn لكتاب تشومسكي القواعد McGinn, 1981) Rules and Representations والتمثيلات ويورد مقن McGinn العديد من الفرضيات التشومسكية) نتطرق هنا لاثنتين منها : أ) يصف النحو البنية الداخلية للمبادئ الحاسوبية والتمثيلات. ب) تنتمي هذه البنية إلى «ذهن» المتكلم. يقبل مقن McGinn الفرضية (أ) ، بيد أنه بعد المناقشة يطرح استنتاجاً بشأن الفرضية (ب) فيقول: «ولذا لا أعتقد أن تشومسكي قد أثبت حتى الآن أنه مصيب في الزعم بأن النحو التوليدي واقعي ذهنياً»» (ص ۲۹۰). يستحق نحو أي لغة . تلك الدرجة الرفيعة من الواقعية» التي ينسبها عالم الفيزياء لنماذجه الرياضية للكون ونأمل على مستوى مناسب من التجريد أن نجد مبادئ ولا شيء غيرها، الأمثلات المتبناة، عنصر مهم من عناصر البنية الحقيقية للكائن الحي ويشير تشومسكي إشارة واضحة إلى أنه يستعمل مصطلح «ذهني» بالطريقة عينها التي يُستعمل بها مصطلح «كيميائي» أو «بصري» أو «كهربائي»: فلنضرب مثالاً بمصطلح «ذهن»، ولنتأمل كيف نستعمل مصطلحات مثل «كيميائي» أو «بصري» أو «كهربائي». كل ما في الأمر أن ثمة سمات متنوعة للعالم نختارها لتكون بؤرة اهتمامنا بغية استقصائها وتفسيرها. وسوف أتعامل مع مصطلح «ذهني بالطريقة عينها، مستنداً إلى مضمونه التقليدي، ومتجنباً مضمونه الماورائي، ومن غير الماح إلى أنه من المثمر تحديد المعيار الحقيقي أو السمة الحقيقية للذهني. من غير أن يقع في روعنا تحديد الفكرة بدقة، ومن غير أن نتوقع العثور على وحدة أو حدود ذات بال، سواء تعلق الأمر بهذا المصطلح أو غيره؛ فإن الفرضية التي يعزوها مقن McGinn إلى تشومسكي يمكن اختصارها كما يلي: اللغة الداخلية، على نحو أعم، ملكة اللغة مكون من مكونات الذهن / الدماغ. فمن الممكن على سبيل المثال، وليست في الواقع، أو الأصبع الكبير للقدم، إذ يفترض جمهورهم ذلك، بناءً على الكثير من البراهين الأخرى (1996 , تنظر المراجعة الواردة في كارامازا ( وعليه فإنه يمكن افتراض أن مقن McGinn يعتقد بفرضية أخرى أكثر اختلافاً - بل إنه يورد كلمة ذهني مكتوبة بخط مائل. بيد أننا الآن نعالج مصطلحاً فنياً، ألا وهو مصطلح ذهني، فقد كان بالإمكان كتابة الكلمة بالحروف الكبيرة MENTAL، أو كتابة جزء من الكلمة بالحروف الكبيرة وكتابة الجزء الآخر بالحروف الصغيرة mEntAL، أو باستعمال رموز مختلفة تماماً، ونحتاج من أجل تقييم هذه الفرضية إلى أمرين: نحتاج أولاً إلى وصف للذهني» و«اللواقعي ذهنياً»، ونحتاج ثانياً إلى من يطلعنا على السبب الذي يجعلنا نحفل لذلك الوصف؛ فقد قدم هو ورفيقاه بودولسكي Podolsky وروزن (Rosen) ما يلي: ۱) وصفاً للواقعية الموضوعية». وكان الوصف المعطى يقوم على تحديد قيم دقيقة لخصائص الجسيمات (كالإلكترونات) كالموضع والزخم momentum. وتمثلت الإشكالية المطروحة في تجربة محكمة تمخضت عما زُعم بأنها معضلة لديناميكا الكم، فقد شعر آينشتاين بأن تجربته المحكمة أظهرت بأن نظرية ديناميكا الكم ناقصة)). وحين أمكن لاحقاً بعد وفاة آينشتاين إجراء تجربة آينشتاين - بودولسكي - روزن)، أثبتت التجربة التي تنبأت ديناميكا الكم تنبؤ دقيقاً بنتائجها، ونحن بعيدون كل البعد عن تلك الحالة في ما يتعلق بمفهوم الواقعية الذهنية المشابه. فنحن لا نعرف بادئ ذي بدء، معنى المصطلح الفني ذهني»، كما ورد عند مقين McGinn. وما لم نعرف معنى هذا المصطلح فإنه لا يمكننا تقييم الفرضية التي مفادها أن اللغة واقعية ذهنياً». وأنه لا يمكن أن نجري تجارب محكمة عليها - فلابد أن يخبرنا أحد بما تعنيه تلك المصطلحات. ويتوقف الأمر على مقين McGinn ليخبرنا بماهية الواقعية الذهنية، ويتوقف كذلك على مقن MeGinn، فهو يزعم بأن الفرضية الثانية (٢)، بيد أن ذلك كان قبل أن يطرح جون بل Bell تحليله المفارقة أينشتاين بودولسكي -روزن)، وبذا يرهن بل Bell على أنه كانت ثمة، وأنه لو صحت كمياً الاستنتاجات التي طرحها علماء ميكانيكا الكم، أنه لا يوجد ذهن المتكلم)، ويزعم أن إحدى الإشكاليات تتمثل في أن الفرضية الثانية (۲) لا تقتضيها الفرضية الأولى (۱)، وينتهي مقن McGinn إلى أن: «ما نحن في حاجة إليه هو معيار نهتدي به لتحديد ما إذا كان نسق تمثيل وحوسبة ما جزءاً واقعياً ( حقيقياً) من الذهن أم لم يكن» (1981:290 , لكن تذكر بداية أن تشومسكي لم يكن هو من طرح الفرضية الثانية (٢). فإن عليه، ولا أحد سواه، أما تشومسكي، كما أشرنا آنفاً، ويزعم مقن McGinn، فضلاً عن ذلك، بأن «وصفاً فلسفياً أو بدهياً في واقع الأمر لحدود الذهن لابد أن يحترم الفروقات غير ذات الأهمية لعالم النفس المعرفي» (ص ۲۹۰). وصف فلسفي لحدود الذهن، فإنه يتساوى السبب الذي يجعل معنى المصطلح الفني ذهني» يعكس بدهيات جلية مع ذلك الذي يسمح لنظرية الديناميكا الحرارية بأن تجعل المصطلح الفني ((الاعتلاج) يعكس بدهيات جلية حول العمل والطاقة، يتبادر إلى الذهن مباشرة تساؤل حول السبب الذي يجعل المرء في حاجة إلى وصف فلسفي لحدود الذهن أو إلى معيار لتحديد ما إذا كانت س جزءاً واقعياً (حقيقيا) من الذهن أكثر من حاجته إلى وصف فلسفى الحدود الميكانيكي أو البصري». إذا ما قارن المرء بين الديناميكا النيوتنية Newtonian وبين علم البصريات الكلاسيكي، فسيجد أن الديناميكا تقدم صورة جزئية إذا ما قورنت بالبصريات وفي حين أن تلك الأخيرة (أي البصريات ظهرت في صيغتين، إلا أن تلك الأخيرة (أي صيغة الموجات) [كذا ] لا تتضمن مطلقاً أي جوانب ذات علاقة بالموجات. وعد ذلك هاملتن، والذي اعتقد بوحدة الطبيعة اعتقاداً اتسم بالحماس، خللاً في فيزياء نيوتن ينبغي التخلص منه، وخطى الخطوة الأولى في ذلك الاتجاه من خلال توسيع مفهوم البصريات الجسيمات البصريات الهندسية البصريات الفيزيائية الديناميكا الميكانيكية وعَمِدَ هاملتن، وتمثل المسوغ لذلك لدى هاملتن في أنه آمن إيماناً عميقاً بوحدة الطبيعة». ولكنه أثر تجاهل كافة الحدود المزعومة بين الميكانيكي والبصري، ولو أعدنا النظر في الجدول أعلاه لتكشف لنا جانب مضمر يتمثل في أن الكينونات الفيزيائية في الحقل الميكانيكي قد تتكشف عن سلوك جسيمي وموجي. وقد تنبأ في ما بعد بذلك لويس دي بروقلي Broglie تنبؤاً نظرياً في عام ۱۹۲۳م، وبرهن عليه كل من دافيسن Davisson وجير مر Germer، وتمثلت إحدى أهم الإضاءات التي قدمها إرون شرود نقر Schrödinger في أنه وببساطه تبنى صيغ هاملتن ففي مسح حديث لنظرية الأوتار كتب عالم الفيزياء إدوارد وتن Witten عن الأخبار غير السارة لنظرية الأوتار يقول: بيد أن الحقيقة هي أن كل شيء ينبثق من الوصف القائم على الموجات،


Original text

الواقعي (الحقيقي) في اللسانيات والعلوم الطبيعية


يقدم واينبرق Weinberg وصفاً للواقعي (الحقيقي) في العلوم الطبيعية


ينطوي على فائدة فيقول: إن دوال الموجات واقعية (حقيقية) للسبب ذاته الذي تكون وفقاً له الكواركات والتناظرات واقعية (حقيقية) لأن من المفيد ضمها إلى نظریاتنا» (1992:79 ,Weinberg). ويجدر بهذا الحكم المبني على التجربة أن يكون كافياً لأي دراسة للعالم الطبيعي، بما في ذلك اللسانيات الأحيائية، أي دراسة الكينونة الأحيائية اللغة الداخلية، ونحن هنا نفترض ذلك. بيد أن علماء اللسانيات يتشبثون في أكثر الأحيان بالمعايير الرفيعة التي يفرضها الفلاسفة والعلماء المعرفيون، بل أيضاً تلك التي يفرضها العديد من علماء اللسانيات الآخرين. فبعد أن يقيم علماء اللسانيات الدليل والحجج التي تبرهن على أن من المفيد ضم مفهوم لساني أو مبدأ لساني «إلى نظرياتنا»، يُطلب منهم القيام بأمر فلسفي إضافي أوسع يتمثل في إظهار أن المفهوم أو نظرياتنا»، يُطلب منهم القيام بأمر فلسفي إضافي أوسع يتمثل في إظهار أن المفهوم أو المبدأ «واقعي نفسياً» أو «واقعي عصبياً أو حتى واقعي ذهنياً». وسوف نناقش مثالاً على هذا في مراجعة كالن مقين Colin McGinn لكتاب تشومسكي القواعد


)McGinn, 1981) Rules and Representations والتمثيلات


ويورد مقن McGinn العديد من الفرضيات التشومسكية) نتطرق هنا لاثنتين منها :
11


(أ) يصف النحو البنية الداخلية للمبادئ الحاسوبية والتمثيلات.


(ب) تنتمي هذه البنية إلى «ذهن» المتكلم.


يقبل مقن McGinn الفرضية (أ) ، بيد أنه بعد المناقشة يطرح استنتاجاً بشأن الفرضية (ب) فيقول: «ولذا لا أعتقد أن تشومسكي قد أثبت حتى الآن أنه مصيب في الزعم بأن النحو التوليدي واقعي ذهنياً»» (ص ۲۹۰).


وعلى الرغم من ذلك، لم يزعم تشومسكي بأن النحو التوليدي واقعي ذهنياً على الإطلاق، على نحو يعلو على أي نموذج علمي للكون أو يتجاوزه


يستحق نحو أي لغة ... تلك الدرجة الرفيعة من الواقعية» التي ينسبها عالم الفيزياء لنماذجه الرياضية للكون ونأمل على مستوى مناسب من التجريد أن نجد مبادئ
تفسيرية عميقة ينهض عليها توليد الجمل من خلال النحو، وسوف يسوع اكتشاف تلك المبادئ، ولا شيء غيرها، الأمثلات المتبناة، وسوف يدل على أننا أمطنا اللثام عن. عنصر مهم من عناصر البنية الحقيقية للكائن الحي


ويشير تشومسكي إشارة واضحة إلى أنه يستعمل مصطلح «ذهني» بالطريقة عينها التي يُستعمل بها مصطلح «كيميائي» أو «بصري» أو «كهربائي»: فلنضرب مثالاً بمصطلح «ذهن»، أو لنضرب مثالاً قبل ذلك بغية التمهيد بمصطلح «ذهني». ولنتأمل كيف نستعمل مصطلحات مثل «كيميائي» أو «بصري» أو «كهربائي». فبعض الظواهر والأحداث والسيرورات والحالات توصف بأنها «كيميائية» (إلخ)، غير أن ذلك الاستعمال لا ينطوي على تقسيم ماورائي. كل ما في الأمر أن ثمة سمات متنوعة للعالم نختارها لتكون بؤرة اهتمامنا بغية استقصائها وتفسيرها. وسوف أتعامل مع مصطلح «ذهني بالطريقة عينها، مستنداً إلى مضمونه التقليدي، ومتجنباً مضمونه الماورائي، ومن غير الماح إلى أنه من المثمر تحديد المعيار الحقيقي أو السمة الحقيقية للذهني. يراد من مصطلح «الذهن» أن يُفهم فهماً مماثلاً: «فأنا أعني بمصطلح «الذهن» السمات الذهنية للعالم، من غير أن يقع في روعنا تحديد الفكرة بدقة، ومن غير أن نتوقع العثور على وحدة أو حدود ذات بال، سواء تعلق الأمر بهذا المصطلح أو غيره؛ فلا أحد يأبه لتحديد حدود "الكيميائي"».


بيد أنه إذا كان مصطلحا «ذهني» و «ذهن» يُفهمان على هذا النحو، فإن الفرضية التي يعزوها مقن McGinn إلى تشومسكي يمكن اختصارها كما يلي: اللغة الداخلية، أو، على نحو أعم، ملكة اللغة مكون من مكونات الذهن / الدماغ. وإذا ما عبرنا عن تلك الفرضية على هذا النحو العام فليس ثمة فائدة تذكر من وصف تلك الفرضية بأنها فرضية تشومسكية». فمن الممكن على سبيل المثال، وصفها أيضاً بأنها «فرضية ديكارتية». وليست في الواقع، الفكرة التي مفادها أن ملكة اللغة مكون من مكونات الذهن / الدماغ على وجه الخصوص فرضية جدلية، بل إنها تفترض افتراضاً ضمنياً في الكثير من البحوث التي تُجرى حول اللغة. وحين قام دمازيو Damasio ورفاقه بمسحطبقي لانبعاث الجسيمات الموجبة من الأشخاص قيد الدراسة وذلك من أجل تحديد موضع تخزين المقولات المعجمية أو المفاهيم الدلالية التي تتعلق بالأشخاص والحيوانات والأدوات وغيرها، لم يهدروا تجارب مسح الدماغ على الكلية، أو الأصبع الكبير للقدم، من أجل استبعاد إمكانية أن تكون ملكة اللغة موجودة فيهما، ولم يسوّغوا ترك تلك الضوابط، إذ يفترض جمهورهم ذلك، سواءً كان الافتراض صحيحاً أو خاطئاً، بناءً على الكثير من البراهين الأخرى (1996 ,.Damasio et al)؛ تنظر المراجعة الواردة في كارامازا (
وعليه فإنه يمكن افتراض أن مقن McGinn يعتقد بفرضية أخرى أكثر اختلافاً - بل إنه يورد كلمة ذهني مكتوبة بخط مائل. بيد أننا الآن نعالج مصطلحاً فنياً، ألا وهو مصطلح ذهني، وسنكون في حيرة من أمرنا إلى أن يفصح لنا "مقن" عما يعنيه ذلك المصطلح تماماً مثلما سنكون في حيرة من أمرنا في علم الفيزياء لو أننا لم تخبر بما تعنيه مصطلحات فنية مثل «العمل» و «الطاقة» و«الاعتلاج entropy). ومما تجدر ملاحظته هنا أنه لن تجدينا نفعاً حقيقة أن مقن McGinn يتبع في كتابة مصطلح ذهني mental طريقة التهجئة ذاتها المصطلح ذهني mental) التي يتبعها تشومسكي. فقد كان بالإمكان كتابة الكلمة بالحروف الكبيرة MENTAL، أو كتابة جزء من الكلمة بالحروف الكبيرة وكتابة الجزء الآخر بالحروف الصغيرة mEntAL، أو باستعمال رموز مختلفة تماماً، بغية التأكيد على أن المصطلح مصطلح فني. ونحتاج من أجل تقييم هذه الفرضية إلى أمرين: نحتاج أولاً إلى وصف للذهني» و«اللواقعي ذهنياً»، ونحتاج ثانياً إلى من يطلعنا على السبب الذي يجعلنا نحفل لذلك الوصف؛ أي أن يطلعنا على المنظرية اللسانية الأحيائية أو من الجهة الأخرى العلة التي تجعله يسبب اشكالات لتلك النظرية وسوف نوضح لاحقاً أن آينشتاين حين دعا إلى فكرة «الواقعية الموضوعية» قد اتبع بدقة الخطوتين المشار إليهما آنفاً. فقد قدم هو ورفيقاه بودولسكي Podolsky


وروزن (Rosen) ما يلي:


(۱) وصفاً للواقعية الموضوعية».


(۲) إشكالية اعتقدوا بأن ذلك الوصف يتسبب فيها لديناميكا الكم.


وكان الوصف المعطى يقوم على تحديد قيم دقيقة لخصائص الجسيمات (كالإلكترونات) كالموضع والزخم momentum. وتمثلت الإشكالية المطروحة في
تجربة محكمة تمخضت عما زُعم بأنها معضلة لديناميكا الكم، أي مفارقة (آينشتاين -بودولسكي روزن). فقد شعر آينشتاين بأن تجربته المحكمة أظهرت بأن نظرية ديناميكا الكم ناقصة)). وحين أمكن لاحقاً بعد وفاة آينشتاين إجراء تجربة آينشتاين - بودولسكي - روزن)، أثبتت التجربة التي تنبأت ديناميكا الكم تنبؤ دقيقاً بنتائجها، بأن تعريف آينشتاين بودولسكي-روزن) المعتدل للواقعية الموضوعية» ليس وارداً.


بذل آینشتاین و رفیقاه جهداً كبيراً لتحديد مفهوم «الواقعية الموضوعية الفني ولتبيين السبب الذي قادهم إلى الاعتقاد بأن ذلك المفهوم أفضى إلى مأزق في النظرية الفيزيائية المعاصرة. ونحن بعيدون كل البعد عن تلك الحالة في ما يتعلق بمفهوم الواقعية الذهنية المشابه. فنحن لا نعرف بادئ ذي بدء، معنى المصطلح الفني ذهني»، كما ورد عند مقين McGinn. وما لم نعرف معنى هذا المصطلح فإنه لا يمكننا تقييم الفرضية التي مفادها أن اللغة واقعية ذهنياً». وليس بإمكاننا كذلك أن نعرف ما إذا كان ذلك المصطلح مفيداً أو مناقضاً) للنظرية اللسانية الأحيائية. ويذهب تشومسكي إلى أن المصطلحات الفنية تتسم بالخاصيتين الآتيتين - أنه لا يمكن لنا أن تركن إلى الحدس بشأنها، وأنه لا يمكن أن نجري تجارب محكمة عليها - فلابد أن يخبرنا أحد بما تعنيه تلك المصطلحات. ويتوقف الأمر على مقين McGinn ليخبرنا بماهية الواقعية الذهنية، ويتوقف كذلك على مقن MeGinn، أو على من يرغب لينافح عن الفرضية التي مفادها أن للغة تلك الخاصية الملغزة. غير أنه لابد أن يقوم بتلك المهمة أحد، تماماً مثلما قام اینشتاین ورفيقاه بتلك المهمة في علم الفيزياء فحاولوا البرهنة على «الواقعية الموضوعية". وعلى أي حال فلا شأن لتشومسكي بالمنافسة عن تلك الـ (لا) فرضية.


لا يقدّم لنا مقن McGinn سوى القليل من التلميحات عما يدور في خَلَده. فهو يزعم بأن الفرضية الثانية (٢)، أي الفرضية التي مفادها أن (البنية [اللسانية] توجد في ويبدو أن باولي يقول عن الواقعية الموضوعية هنا أيضاً إنها : (بالتأكيد ليست خاطئة). بيد أن ذلك كان قبل أن يطرح جون بل Bell تحليله المفارقة أينشتاين بودولسكي -روزن)، والذي وضح فيه أنه كان من الممكن البت تجريبياً بطريقة أو بأخرى في سؤال آينشتاين حول «الواقعية الموضوعية:


وبذا يرهن بل Bell على أنه كانت ثمة، وإن كانت لدى باولي Pauli وجهة نظر معاكسة، ظروف كان بالإمكان في ظلها البت في السؤال المتعلق بما إذا كان شيء ما لا سبيل لنا أن نعرف عنه أي شيء يوجد بالرغم من ذلك، وأنه لو صحت كمياً الاستنتاجات التي طرحها علماء ميكانيكا الكم، لكانت الإجابة، بعكس ما كان يعتقد آينشتاين، أنه لا يوجد ذهن المتكلم)، تثير بعض القضايا العويصة، التي لا يبدو أن تشومسكي يحفل بها كما ينبغي». ويزعم أن إحدى الإشكاليات تتمثل في أن الفرضية الثانية (۲) لا تقتضيها الفرضية الأولى (۱)، والتي مفادها أن النحو بنية تركيبية، وإلا لكانت الكثير من الأشياء ذهنية - كالحاسبات وشبكيات العيون والأجهزة الهضمية». وينتهي مقن McGinn إلى أن: «ما نحن في حاجة إليه هو معيار نهتدي به لتحديد ما إذا كان نسق تمثيل وحوسبة ما جزءاً واقعياً ( حقيقياً) من الذهن أم لم يكن» (1981:290 ,McGinn).


لكن تذكر بداية أن تشومسكي لم يكن هو من طرح الفرضية الثانية (٢). ولذا فإن حاول أحد أن يستنتج الفرضية الثانية (۲) من الفرضية الأولى (۱) ولم يستطع في نهاية الأمر أن يميز بين اللسانيات والجهاز الهضمي، فإن عليه، ولا أحد سواه، أن يتصدى لإشكالية إيجاد معيار يمكن بناءً عليه التمييز بينهما. أما تشومسكي، كما أشرنا آنفاً، فإنه لم يقترح أن من المفيد محاولة تحديد المعيار الواقعي أو السمة الواقعية للذهني». ويزعم مقن McGinn، فضلاً عن ذلك، بأن «وصفاً فلسفياً أو بدهياً في واقع الأمر لحدود الذهن لابد أن يحترم الفروقات غير ذات الأهمية لعالم النفس المعرفي» (ص ۲۹۰). وليس لدينا، كما سبق وبينا، وصف فلسفي لحدود الذهن، إذ إن أحداً لم يخبرنا بمعنى المصطلح الفني «ذهن»، ولهذا ليس بمقدورنا معرفة حدوده.


وحتى لو أخبرنا أحد بمعناه، فإنه يتساوى السبب الذي يجعل معنى المصطلح الفني ذهني» يعكس بدهيات جلية مع ذلك الذي يسمح لنظرية الديناميكا الحرارية بأن تجعل المصطلح الفني ((الاعتلاج) يعكس بدهيات جلية حول العمل والطاقة، كما كان قد أشار بلانك.


وإلى هذا، يتبادر إلى الذهن مباشرة تساؤل حول السبب الذي يجعل المرء في حاجة إلى وصف فلسفي لحدود الذهن أو إلى معيار لتحديد ما إذا كانت س جزءاً واقعياً (حقيقيا) من الذهن أكثر من حاجته إلى وصف فلسفى الحدود الميكانيكي أو البصري». وعلى الأخص بالنظر إلى حقيقة أن من أهم مساعى الدمج الناجحة في الفيزياء كانت تلك التي تجاهلت الحدود بين الميكانيكي» و «البصري»، وقد وقع (السير) وليام روان هاملتن Sir William Rowan Hamilton في حيرة من أمره حول اللا تناظر المثير للفضول بين الميكانيكي والبصري


إذا ما قارن المرء بين الديناميكا النيوتنية Newtonian وبين علم البصريات الكلاسيكي، فسيجد أن الديناميكا تقدم صورة جزئية إذا ما قورنت بالبصريات وفي حين أن تلك الأخيرة (أي البصريات ظهرت في صيغتين، صيغة الكريات عند نيوتن (والتي تقول إن الضوء عبارة عن كريات وصيغة الموجات عند هايقنز Huygens ( وفحواها أن الضوء عبارة عن موجات)، إلا أن تلك الأخيرة (أي صيغة الموجات) [كذا ] لا تتضمن مطلقاً أي جوانب ذات علاقة بالموجات. وعد ذلك هاملتن، والذي اعتقد بوحدة الطبيعة اعتقاداً اتسم بالحماس، خللاً في فيزياء نيوتن ينبغي التخلص منه، وخطى الخطوة الأولى في ذلك الاتجاه من خلال توسيع مفهوم
( .الفعل ليشمل انتشار الضوء


اي أن هاملتن قد لاحظ ثغرة مثيرة للفضول:
البصريات


الجسيمات


الموجات


البصريات الهندسية


البصريات الفيزيائية


الديناميكا الميكانيكية
النظرية النيوتنية
وعَمِدَ هاملتن، من أجل دمج الديناميكا والبصريات، إلى اقتراض مبدأ الزمن الأدنى عند فيرما Fermat من علم البصريات وتعميمه لينسحب على مبدأ الفعل الأدنى.
وتمثل المسوغ لذلك لدى هاملتن في أنه آمن إيماناً عميقاً بوحدة الطبيعة». بيد أنه كان من الممكن أيضاً أن ينبذ الأمر برمته لو زعم أن الثغرة الغريبة كانت نتيجة معيار» غير معلوم ضَرَبَ «الحدود» بين «الواقع الميكانيكي» و«الواقع البصري». ولكنه أثر تجاهل كافة الحدود المزعومة بين الميكانيكي والبصري، ووفق إلى توحيد يتسم بأهمية كبيرة بين حقلين كان يظن بأنها منفصلان أحدهما عن الآخر. ولو أعدنا النظر في الجدول أعلاه لتكشف لنا جانب مضمر يتمثل في أن الكينونات الفيزيائية في الحقل الميكانيكي قد تتكشف عن سلوك جسيمي وموجي. وقد تنبأ في ما بعد بذلك لويس دي بروقلي Broglie تنبؤاً نظرياً في عام ۱۹۲۳م، وبرهن عليه كل من دافيسن Davisson وجير مر Germer، واللذين اكتشفا حيود diffraction الإلكترونات. وتمثلت إحدى أهم الإضاءات التي قدمها إرون شرود نقر Schrödinger في أنه وببساطه تبنى صيغ هاملتن
الجاهزة التي ناقشناها آنفاً لصياغة معادلة الموجات المشهورة في ديناميكا الكم والتي نقدم هنا حالةً من حالاتها (بصيغة هاملتن) (1994:268 Lines):


Ηφ = Εφ


ولا يقتصر الاهتمام بإشكاليات الدمج تلك على الجانب التاريخي فحسب. ففي مسح حديث لنظرية الأوتار كتب عالم الفيزياء إدوارد وتن Witten عن الأخبار غير السارة لنظرية الأوتار يقول:


لعل أكثر ما يبعث على عدم الرضا هو، إذا ما تحرينا المكاشفة الصريحة، وجود ثنائية الموجة - الجسيم في علم الفيزياء، بيد أن الحقيقة هي أن كل شيء ينبثق من الوصف القائم على الموجات، والتي تكمم في ما بعد لتولد الجسيمات. ولذلك فإن الجسيم الكلاسيكي غير ذي الكتلة دون الذري] يتبع معراجاً goodesic مشابهاً للضوء (أي الطريق الأقصر في الزمان - المكان المنحني) ، في حين أن الوصف الموجي لتلك الجسيمات يتضمن معادلات إما آينشتاين، أو ماكسويل Maxwell، أو يان ملز Yang Mills، والتي تتسم بأنها بلا ريب قريبة كل القرب من المفاهيم الجوهرية لعلم الفيزياء. ولا يُشاع
لسوء الحظ إلى يومنا هذا إلا الطرح الأقل جوهرية في نظرية الأوتار
صور وتن Witten تلك الحالة بالجدول (المعدل) الآتي:


المربع السحري لنظرية الأوتار (1996:28 ,Witten)


الجسيمات


الموجات


الفيزياء التقليدية


جسيم كلاسيكي ( على خط)


RA


( فعل اینشتاین - هلبرت


نظرية الأوتار


وتر (في أنبوب ) .


؟؟


وبعبارة أخرى نقول إنه مثلما شرع هاملتن في تعميم السمة الجسيمية للجسيمات النيوتنية على وصف موجي، يرى وتن Witten أن إحدى المهمات المناطة بنظرية الأوتار تتمثل في أن تعمم على الطرح الأكثر جوهرية للموجات (ص ۲۸) وبذا فإننا أمام إشكالية توحيد مألوفة أخرى، ليس فيها حديث عن «معيار» يتحدد من خلاله الفيزيائي، وليس فيها حديث عن «الحدود الفلسفية» لعالم الأوتار.


ونقول، ختاماً، إننا لا نرى سبباً يجعل اللسانيات الأحيائية تفترض حقائق نفسية» أو «عصبية» أو «ذهنية» أو يجعلها تطرح معياراً لتلك الحقائق أو توضححدودها. وثمة أدبيات فلسفية غزيرة مثل مؤلفات كواین Quine و بوتنم Putnam وديفيدسن Davidson وغيرها)، انتقد الكثير منها المقاربة اللسانية الأحيائية للغة، إذ إنّ تلك الأدبيات لا تقر بوجود تلك الحقائق المزعومة، وقد كتب تشومسكي مراجعات للكثير من تلك الأدبيات، وانتهى إلى أنها تمثل «ازدواجية منهجية عميقة الجذور؛ (وجهة النظر التي مفادها أننا يجب أن نطرح العقلانية العلمية حين ندرس البشر ما فوق الرقبة (مجازاً)، فنصبح صوفيين في هذا الحقل الفريد، ونطرحاشتراطات عشوائية ومطالب افتراضية غير متوقعة في العلوم أو أن نحيد عن المبادئ والقواعد المألوفة للبحث العلمي) (19946:182 ,Chomsky)


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

ترجع الجذور الف...

ترجع الجذور الفكرية للمدرسة الحديثة إلى التحولات الاقتصادية التي شهدها العالم منذ أواخر القرن التاس...

ها 1-الجذور الت...

ها 1-الجذور التاريخية لنشأة المدرسة الحديثة ترجع الجذور الفكرية للمدرسة الحديثة إلى التحولات الاقتص...

ها 1-الجذور الت...

ها 1-الجذور التاريخية لنشأة المدرسة الحديثة ترجع الجذور الفكرية للمدرسة الحديثة إلى التحولات الاقتص...

Literary device...

Literary devices are techniques that writers use to enhance their storytelling and communicate deepe...

لخصلي اهم عناصر...

لخصلي اهم عناصر الفصل في شكل مطات لكل عنوان مهم ممكن ؟ المبحث الأول: مفهوم الصيرفة الإسلامية وأسسه...

5. أنواع الحساب...

5. أنواع الحسابات المصرفية تنقسم الحسابات المصرفية إلى صنفين: أ. حسابات الودائع الجارية: وهي الحسابا...

حوالي العام 900...

حوالي العام 900، قاد أبو سعيد الحسن الجنابي ثورة القرامطة، وهي تمرد نُظّم من قِبَل طائفة إسماعيلية ن...

1-الجذور التاري...

1-الجذور التاريخية لنشأة المدرسة الحديثة التقليدية قادرة على تفسيرها أو التعامل معها بفعالية. في هذ...

00:00:01 بقوللك...

00:00:01 بقوللك ايه لو قلت لك يعني ايه نمو اقتصادي هيجي على طول في بالك ان الفلوس هتزيد طب لو قلتلك ...

خطوات حل االستش...

خطوات حل االستشارة القانونية يتطلب لحل االستشارة القانونية مرحلتين مهمتين تتمثالن في المرحلة التحضير...

النص 1. طَرَب...

النص 1. طَرَبْتُ وَمَا شَوْقًا إِلَى البِيضِ أَطْرَبُ وَلَا لَعِبًا مِنِّي وَذُو الشَّيبِ يَلْعَ...

حول موضوع البحث...

حول موضوع البحث أو للحصول علي معلومات لأغراض المقارنة والربط والتحليل والتفسير (4) . وعلي ذلك فان صف...