Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (16%)

وبالإضافة إلى الدستور الأردني لعام 2006، ولتعزيز السياسيات والبرامج المحسنة لوضع الأطفال في الأردن تعمل الحكومة وبالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات ومع الأسر ومسؤولي التربية على توفير الفرص المناسبة لتنمية قدرات الأطفال وتحقيق إمكانياتهم بشكل كامل ضمن المجالات الملاءمة لأعمارهم. يجد الآباء والأمهات أنفسهم في حيرة من أمرهم وبين مجموعة من الاختيارات المتعددة، ويقول الخزعلي إن التربية الإيجابية تسعى إلى بناء علاقة إيجابية ومتوازنة بين الطفل والمربي من خلال تعزيز قدراته ومهاراته في تنمية ذاته والتفاعل مع العالم من حوله، أو القدرة على تحمل المسؤولية في اتخاذ القرارات والذي يولد بدوره خفضا في تقدير الذات وسوء التوافق الشخصي والاجتماعي لديهم. من جهته يقول الأخصائي النفسي والتربوي والأسري د. والتي تعتمد بشكل كلي على وعي والديه أو مدى إدراك المسؤولين عن تربيته لذا لا بد من أن تكون مبنية على أسس واضحة واستراتيجيات محددة. إن التربية الصحيحة ترتبط بمدى سلامة الطفل أو المنتج الإجتماعي من الخصال المرضية وخلوه من المشاكل النفسية التي قد تعلق في شخصيته إثر السلوكيات الخاطئة في فترة تنشئته الأولى أو تشكيل شخصيته بمراحلها الأولية، أو قدرته على حل المشكلات والتعامل معها وقدرته على اتخاذ القرارات وتحمل تبعاتها والتعلم من أخطائه. من خلال تبني ذويهم لهذا النهج بشكل متكامل دون التركيز على جانب وإهمال" وتدعو الغزو إلى ضرورة التزام وتوافق الآباء والأمهات بالتعاون والتنسيق مع جميع أفراد الأسرة لتحقيق فعالية هذا النهج في تربية الأطفال. بل بالتقدم والتحسين المستمر والتعاون للاستفادة من التجارب والاستمتاع بها. فتلك نظريات تتعامل مع المجتمعات والبشر، وهي عينة تجربة مرنة متغيرة ليس فيها نسب ثابتة، إن المجلس يعمل على زيادة الوعي بالقضايا الأسرية المختلفة من خلال العمل على مؤسسة الإرشاد الأسري، لكن المؤسسات الحكومية والخاصة والمحلية والدولية بالإضافة إلى المراكز التدريبية على نظام المونتسوري جميعها تعمل على استمرار تحريك هذا المفهوم، قد يقتدي الطفل بذلك ويتعلم كيفية التعامل مع الآخرين بنفس الطريقة، لتشكيل شخصيات خالية من المشاكل والعقد النفسية حتى تستطيع تربية أطفال بطرق إيجابية، من خلال عقد جلسات توعوية للأهالي في المجتمع المحلي، وأشار الخريس إلى البرامج والأدلة المختلفة التي تقدمها الوزارة للتوعية بالقضايا الاجتماعية حسب اختصاصاتها على مدار العام وذلك بالتشبيك مع مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الدولية أو المحلية، استهدفت الواعظين والواعظات ومجموعة من القضاة ومفتيي المملكة حيث بلغ عدد المتدربين على محتويات الدليل 100 متدرب ومتدربة وسيتم استكمال التدريب على هذا الدليل هذا العام 2023 بحيث يستهدف مجموعة من الإعلاميين وطلبة الجامعات. بدوره أكد المركز الوطني لحقوق الإنسان بمناسبة اليوم العالمي للطفل للعام 2022 على أن الطفولة حظيت بحماية دستورية بموجب المادة السادسة من الدستور الأردني؛ حوار مع متدربة منتسوري، ماريا منتسوري منهج تعليمي يؤكد على ضرورة أن تهتم العملية التربوية بتنمية شخصية الطفل بصورة تكاملية في النواحي النفسية والعقلية والروحية والجسدية الحركية، لمساعدته على تطوير قدراته الإبداعية والقدرة على حل المشكلات. باعتباره يركز على تعزيز استقلالية الطفل وتطوير قدراته الذاتية، لجين جميل هل تُخبرينا كيف سمعتي عن نهج منتيسوري ، إضافة إلى أن المدرسة تتبنى نهج منتسوري ولكن ليس بشكل كليّ، مما يعني أن كل طفل يتقدم وفقا لقدراته الفردية دون أن يشعر بالضغط النفسي الناجم عن المقارنة، بالتأكيد حاولت استخدام نهج منتيسوري في حياتي اليومية عند تعاملي مع أطفالي، من خلال جعلهم يعتمدون على أنفسهم في الطعام والشراب، يتم تشجيع الأطفال على اكتشاف العالم بشكل طبيعي وتجربته بشكل إيجابي، يمكن للوالدين تعزيز السلوك الإيجابي لدى الأطفال وتنمية القدرة على التعاون و تشجيع الأطفال على التعامل مع الآخرين بلطف واحترام وتعزيز القيم الإيجابية لديهم. هناك معوقات أو تحديّات تقف في وجه ممارستك لهذا النهج أو تطبيقه؟
إضافة إلى عدم الفهم الإجتماعي لهذا النهج والضغوط المجتمعية اليومية للعودة وتبني الأساليب التقليدية. أريد القول أننا عندما نعمل على أي نهج تربوي وتعليمي نُدرك أن حياة الطفل عفويّة وغير قابلة للتوقعات، فقبل اعتماد أي نهج أو أسلوب لا بد من التعرّف إلى الطفل وفهم احتياجاته والاستماع إليه بشكل فعّال. لـ "كيان" أسرة إيجابية وطفل سويّ
لتحقيق الشهرة الواسعة والوصول إلى آلاف المتابعين وملايين المشاهدات. نتيجة تميّزها بباقتها البرامجيّة المُبتكرة والمتجددة في عرض المحتوى المرئي، والتي تكون "بالتأكيد" وفق كلام تربويين وأخصائيين نفسيين وأسرين، وأصبح الجميع يدرك أهميتها في تنمية الأطفال وتحسين صحتهم النفسية وعلاقاتهم الاجتماعية، وأرجعت اليونسيف في مقالها المنشور في يونيو من العام الماضي 2022 السبب وراء هذه النسبة إلى غياب الرعاية في مرحلة الطفولة المبكرة، ذكرت زين- وهو اسم مستعار- أن ذويها لا يعتمدون عليها في المهام المنزلية أو حتى الشخصية بالرغم أنهم يفعلون ذلك مع أختها الأصغر منها لاعتقادهم أنها غير قادرة على تحمل المسؤولية، ودعت والدتها إلى توخي الحذر في التعامل معها، وضرورة تعريضها للحوار والنقاش واتخاذ القرارات والحد من الحماية الزائدة أو التدخل في شؤونها دون إفساح المجال لها لممارسة حياتها الخاصة، 6 من الأطفال في الأردن إن الفئة العمرية من 8 إلى 17 عاما تعرضوا لشكل واحد من على الأقل من أشكال العنف الجسدي في حياتهم. إن كثيرا من الآباء والأمهات يلجئون للعنف مع أطفالهم إما لعدم قدرتهم على التعامل مع السلوكيات السلبية لأبنائهم، وتضيف السيلاوي أن العنف تجاه الأطفال يتخذ أشكالا عديدة فهو يتمثل بجميع الأشكال والممارسات المرتكبة بحق الفئة التي تقل فيها أعمارهم عن 18 عاما، ويعرف العنف الممارس ضدهم على أنه كل فعل أو عدم فعل يؤذيهم.


Original text

تقرير معمّق تحت عنوان: التربية الإيجابية .. وأين الأردن من تطبيقها؟
يعتبر الطفل ركيزة أساسية في المجتمع، وتشكل رعايته وتنميته قضية حيوية تلقى اهتماما بالغا حول العالم، إذ تعمل الجهات المعنية بالطفولة وبالتشبيك مع المؤسسات المختلفة وصولا إلى البيئة الأسرية المحيطة بالطفل على توفير رعاية شاملة من أجل نشأة صحية وتربية سليمة.
في الأردن يشكل الأطفال ما نسبته 40 % من السكان، إذ بلغ تعداد الأطفال دون سن ال 18 عاما نحو 4.6 ملايين طفل، حتى منتصف العام الحالي 2023، وفقا لإحصائية للمجلس الأعلى للسكان.
منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونسيف) اعتبرت إنه وبموجب اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل التي وقعت عليها المملكة عام 1991، وبالإضافة إلى الدستور الأردني لعام 2006، يتمتع الطفل في الأردن بحقوق محددة تشمل الحق في البقاء والتعليم والتنمية والحماية والمشاركة.
ولقد اهتم المشرع الأردني بالطفل وعني بحمايته والاهتمام بكافة حقوقه، ومن قبيل ذلك فقد نص المشرع في المادة ٥/ ب من قانون حقوق الطفل رقم 17 لسنة 2022 أن للطفل الحق بالرعاية وتهيئة الظروف اللازمة لتنشئته تنشئة سليمة تحترم الكرامة الإنسانية، في بيئة أسرية يتحمل الوالدان فيها المسؤولية الأساسية في تربية الطفل وتوجيهه وإرشاده والعناية به ونمائه وإحاطته بالرعاية اللازمة، وذلك إضافة إلى العديد من الحقوق الكثيرة التي نص عليها في هذا القانون وغيره من التشريعات القانونية .
ولتعزيز السياسيات والبرامج المحسنة لوضع الأطفال في الأردن تعمل الحكومة وبالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات ومع الأسر ومسؤولي التربية على توفير الفرص المناسبة لتنمية قدرات الأطفال وتحقيق إمكانياتهم بشكل كامل ضمن المجالات الملاءمة لأعمارهم.


التربية بين الإيجاب والتقليد
مؤخرا ومع تعدد المدارس التربوية وتغير المفاهيم التقليدية، يجد الآباء والأمهات أنفسهم في حيرة من أمرهم وبين مجموعة من الاختيارات المتعددة، خاصة في عالم تتطور وسائله التكنولوجية وتتفتح آفاقه على بعضها وكان آخرها ظهور مصطلح التربية الحديثة أو الإيجابية.
والتي يعرفها أستاذ العلوم التربوية في جامعة البلقاء التطبيقية الدكتور قاسم الخزعلي على أنها: "نهج تربوي يهدف إلى تعزيز التطور الشامل للطفل بشكل إيجابي وصحي، من خلال توفير بيئة تربوية داعمة ومحفزة لتشجيعه على التعلم، والنمو العاطفي، والاجتماعي، والمعرفي".
ويقول الخزعلي إن التربية الإيجابية تسعى إلى بناء علاقة إيجابية ومتوازنة بين الطفل والمربي من خلال تعزيز قدراته ومهاراته في تنمية ذاته والتفاعل مع العالم من حوله، لإحداث نمو صحي وتطور اجتماعي في شخصية الطفل.
وحول الأنماط الوالدية يقول المرشد والمعالج النفسي في عمادة شؤون طلبة جامعة اليرموك الدكتور أحمد التلاحمة إنها تبرز في ثلاثة أنماط: يعتمد النوع الأول منها على التسلط الأبوي وفرض الآراء دون إشراك الأبناء في عملية الحوار أو مراعاة حاجاتهم، بالإضافة إلى منعهم من إبداء آرائهم أو فرض شخصياتهم، مما يسبب لديهم شعورا بعدم الثقة بأنفسهم، أو القدرة على تحمل المسؤولية في اتخاذ القرارات والذي يولد بدوره خفضا في تقدير الذات وسوء التوافق الشخصي والاجتماعي لديهم.
أما النمط الثاني فيقول التلاحمة، إنه قائم على الحماية الزائدة عبر تدخل مسؤولي التربية أو الآباء في شؤون أبنائهم بشكل مستمر من خلال تجنيبهم الاختيار أو اتخاذ القرار بالإضافة إلى سلبهم استقلالية شخصياتهم، مما يخلق لديهم نوع من التعلق غير الآمن بالأبوين، وعدم القدرة على تحمل المسؤولية وتنمية الطباع السيئة لديهم.
ويبين التلاحمة النمط الديموقراطي أو الإيجابي المشجع وهو النوع الثالث بأنه قائم على احترام شخصيات الأبناء، واعطائهم الفرصة لممارسة حياتهم الخاصة برفقة أقرانهم بشكل مستقل، مع تقديم التوجيهات والنصائح لتقويم سلوكياتهم وتهذيبها بما يحفظ لهم كرامتهم ونموهم السليم.
من جهته يقول الأخصائي النفسي والتربوي والأسري د. موسى الطراونة إن تنشئة الطفل تبدأ في السنوات الثلاث الأولى من حياته، والتي تعتمد بشكل كلي على وعي والديه أو مدى إدراك المسؤولين عن تربيته لذا لا بد من أن تكون مبنية على أسس واضحة واستراتيجيات محددة.
ويضيف الطراونة أن التنشئة العشوائية للطفل أو تعريضه لأساليب تربوية قديمة غير مناسبة للمستقبل والبيئة التي تنتظره، هو السبب الحقيقي وراء الأزمة التربوية التي تعاني منها المجتمعات الأردنية، والتي تتسب بتزايد نسب جرائم القتل والعنف والسلوكيات العدوانية والإيذاء.


مجالات التربية
إن التربية الصحيحة ترتبط بمدى سلامة الطفل أو المنتج الإجتماعي من الخصال المرضية وخلوه من المشاكل النفسية التي قد تعلق في شخصيته إثر السلوكيات الخاطئة في فترة تنشئته الأولى أو تشكيل شخصيته بمراحلها الأولية، حسب ما تقوله الاستشارية والمدربة التربوية د. عبير الغزو.
وتشير الغزو إلى أن معرفة سلامة "المنتج" تظهر بمدى تقبل الطفل للآخر، وكيفية تكيفه مع المتغيرات، أو قدرته على حل المشكلات والتعامل معها وقدرته على اتخاذ القرارات وتحمل تبعاتها والتعلم من أخطائه.
وتضيف الغزو: "إن التربية الإيجابية نهج شامل، يركز على تعزيز السلوك المرغوب وتحسين العلاقة بين الأهل والأطفال، من خلال تبني ذويهم لهذا النهج بشكل متكامل دون التركيز على جانب وإهمال" وتدعو الغزو إلى ضرورة التزام وتوافق الآباء والأمهات بالتعاون والتنسيق مع جميع أفراد الأسرة لتحقيق فعالية هذا النهج في تربية الأطفال.
أما أستاذ العلوم التربوية في جامعة البلقاء التطبيقية الدكتور قاسم الخزعلي فيقول إن أهمية التربية تكمن بسبب تداخلها في جميع مجالات الحياة الخاصة بالطفل، بدءا من المجال العاطفي والاجتماعي واثرائها لكيفية تفاعله مع الآخرين، ومن ثم مدى التطور المعرفي والذهني والحركي والجسمي السليم بالنسبة له، وكذلك بكيفية تكوينه لمنظومة القيم والأخلاق مع وجود التعددية الثقافية والفكرية لديه، كما تدخل التربية في الإدارات المالية والاقتصادية، وتشمل مواكبته للتطورات الإعلامية والتكنولوجية، مما يجعلها معززة في التنمية الشاملة للطفل ومساعدة بشكل فعال في بناء طفل إيجابي متفائل في المجتمع.


هوس الإيجابية
تقول الإخصائية والمرشدة النفسية سخاء المومني، إن التربية الإيجابية لا تشجع على الهوس بالكمال، لكن بعض المؤثرين من مستشاري التربية أو من يدعون ذلك على منصات التواصل الاجتماعي يفعلون، خاصة من لم يكونوا من ذوي الخبرة في هذا المجال، فالكمال والمثالية صفات جاذبة للجمهور المتلقي في حالة الرخاء، فكيف سينجح ذلك في حالة التعب أو الإرهاق التي يمر بها الآباء ولأمهات في أحيان كثيرة.
تشير المومني إلى أن التربية الإيجابية بالواقع تشجع على قبول الأخطاء والتعلم منها وتعزز فكرة أن النجاح ليس مرتبطا بالكمال، بل بالتقدم والتحسين المستمر والتعاون للاستفادة من التجارب والاستمتاع بها.
ففي مقال نشره الكاتب المصري عبد الرحمن ضاحي على مدونة الجزيرة يقول: "إن الأصل في النظريات الاجتماعية أن تحتمل في تطبيقها الخطأ؛ مثل النظريات السياسية والاقتصادية والتربوية، فتلك نظريات تتعامل مع المجتمعات والبشر، وهي عينة تجربة مرنة متغيرة ليس فيها نسب ثابتة، بعكس نظريات العلوم الكمية كالفيزياء والرياضيات؛ إذ إن تحقيق 70 % أو 80 % من النظريات التربوية المطروحة لا يعتبر فشلا، بل هو النجاح بعينه."
من جهته يؤكد الأستاذ في علم النفس التربوي عبد الناصر العزام، أن التربية الإيجابية كغيرها من المفاهيم والأساليب يكتنفها بعض السلبيات المحتملة للتربية الإيجابية، والتي قد تحدث تشويه في شخصية الطفل، مثل اتباع النمط المتسيب من خلال التهويل الزائد للإيجابيات أو تجنب العواطف السلبية وتجاهل التحديات الحقيقية، بدلا من مواجهتها.
ويضيف العزام: أن تعزيز الاعتماد الشديد على المكافأة والثناء قد يؤدي إلى ربط السلوك الإيجابي بالحوافز الخارجية، بدلا من تعزيز القيم الشخصية للقيام بهذا السلوك، إضافة إلى أن التركيز الشديد على التشجيع قد لا يؤدي بالضرورة إلى تطوير شخصية الطفل الحقيقية، لذا لا بد من الالتزام بالأسلوب المتبع بحكمة واتزان واهتمام بتنمية شاملة للطفل.


تطبيق الأسرة الأردنية للتربية الإيجابية
تقول مديرة الإعلام والاتصال في المجلس الوطني لشؤون الأسرة الأستاذة خديجة العلاويين، إن المجلس يعمل على زيادة الوعي بالقضايا الأسرية المختلفة من خلال العمل على مؤسسة الإرشاد الأسري، والحماية من العنف وتنفيذ دراسات وبرامج خاصة بهذه الجوانب.
وتضيف العلاويين: "في الجانب الإرشادي تم إعداد استراتيجية وطنية للإرشاد الأسري بالتعاون مع عدد من المؤسسات الوطنية، ترتكز رؤيتها على تأسيس أسرة آمنة وفاعلة منفتحة على الحضارات والثقافات الإنسانية ومحافظة في الوقت ذاته على ثقافتها وهويتها.
لكن أستاذ العلوم التربوية في جامعة البلقاء التطبيقية الدكتور قاسم الخزعلي أشار إلى أن صعوبة تطبيق مبادئ وأسس التربية الإيجابية تكون بسبب العادات والتقاليد أو الضغوط الاجتماعية التي يتعرض لها الوالدان، لكن المؤسسات الحكومية والخاصة والمحلية والدولية بالإضافة إلى المراكز التدريبية على نظام المونتسوري جميعها تعمل على استمرار تحريك هذا المفهوم، وتعزيزه ليصير صالح للتطبيق في كل زمان ومكان.
وحسب تجربتها تعتقد السيدة أميرة عاشور أن أفضل أسلوبا اتبعته في تربية أطفالها هو النموذج الحسن، أو القدوة الإيجابية، عبر قيام المربي بعرض السلوك والسمات التي يود أن يحاكيها ويتبعها طفله بنفسه، بدلا من إعطاء توجيهات فقط دون ممارستها.
وتضيف عاشور:" فعندما تتعاملين بلطف واحترام مع الآخرين وتظهرين العطف والتفهم، قد يقتدي الطفل بذلك ويتعلم كيفية التعامل مع الآخرين بنفس الطريقة، فالأمهات والآباء يلعبون دورا هاما في تشكيل شخصية طفلهم وتطويرها بشكل إيجابي ".
وترجع عاشور ذلك إلى الانفتاح الثقافي الكبير والتعددية في المصادر التربوية، التي جعلت من أساليب التربية التقليدية لا تجدي نفعا فالبيئات المحيطة صارت أكثر تأثيرا في حياة الأطفال.
من جهتها تدعو المدربة بنظام المونتسوري لينا الخلايلة، مسؤولي التربية إلى ضرورة الالتحاق بهذا الدبلوم، لما له من انعكاسات إيجابية على طرق تعاملهم مع أطفالهم فهو يعزز احترام الطفل وينمي ذكاءه العاطفي من خلال منحه الحرية والحوار.
وتضيف الخلايلة أن النظام يبدأ من الإعداد الروحي للموجهين، ليتخلصوا من مخلفات اللاوعي ومشاعر الخوف والحزن لديهم، لتشكيل شخصيات خالية من المشاكل والعقد النفسية حتى تستطيع تربية أطفال بطرق إيجابية، باعتبار" أن الموجه هو قدوة للطفل في حركته وكلامه وحتى ردود أفعاله".


الدور الحكومي والمؤسسي في تعزيز مفهوم التربية الإيجابية
تزايد الاهتمام الأردني بمفهوم التربية الإيجابية على مستوى الأسرة والمجتمع والمؤسسات المدنية وحتى الحكومية، باعتباره نهجا تربويا يستند إلى البحوث والدراسات التي تركز على تعزيز القدرات والمهارات الإيجابية للأفراد، من خلال تعزيز نمو وتطور الأطفال والشباب بشكل صحي وإيجابي.
يقول الناطق الرسمي باسم وزارة التنمية الاجتماعية أشرف الخريس ، أن الوزارة تنفذ برنامجا توعويا تحت عنوان "بيتنا السعيد" منذ 2020، بهدف إكساب أولياء الأمور المعرفة والمهارات اللازمة فيما يتعلق بالخصائص النمائية للأطفال حسب الفئات العمرية المختلفة، من خلال عقد جلسات توعوية للأهالي في المجتمع المحلي، كالآباء والأمهات والأجداد والجدات والأخوال والأعوام وغيرهم من مسؤولي التربية.
يضيف الخريس أنه في العام الماضي 2022 نفذت الوزارة 85 دورة توعوية بواقع 13 جلسة، استفاد منها 1308 أشخاص موزعين على محافظات المملكة، إضافة إلى تدريب 21 مثقفا على برنامج "بيتنا السعيد" لتنفيذه بشكل مستمر حتى 2024.
وأشار الخريس إلى البرامج والأدلة المختلفة التي تقدمها الوزارة للتوعية بالقضايا الاجتماعية حسب اختصاصاتها على مدار العام وذلك بالتشبيك مع مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الدولية أو المحلية، كان أبرزها دليلا "كيفية بناء روابط متينة مع أطفالنا" و "كيف نساعد أطفالنا على التعلم والنجاح" و "التأديب الإيجابي" وغيرها الكثير.
من جهتها قالت مديرة الإعلام والاتصال في المجلس الوطني لشؤون الأسرة خديجة علاويين ، إن المجلس لديه أذرع تنفيذية في 10 مراكز للإرشاد الأسري والموزعة على خمس محافظات حول المملكة، وأنه قام بعقد وتنفيذ دورات تدريبه لما يقارب الألفي واعظة وواعظ ومفتيين وعدد من ممثلي مؤسسات المجتمع المدني وأكاديميين ومربي أسر ومرشدين على محتوى كتاب الإرشاد الأسري الصادر عن المجلس.
وأوضحت علاويين أن المجلس ومنذ 2017 قام بمؤسسة العمل عبر تنفيذه لعدد من الحملات الإعلامية الهادفة إلى الحد من العنف ضد الأطفال مثل حملة علم ولا تعلم، وتعزيز قيم التربية الإيجابية عبر مهرجان "لوني بالوني"، بالإضافة إلى محاربة التنمر الإلكتروني، وذلك بالتعاون مع مؤسسات محلية ومنظمات دولية، وشارك في هذه الحملات أكثر من 4 آلاف شخص، حيث تم الوصول إلى اليافعين عبر منصتهم المفضلة "التيك توك" والتي زاد عدد متابعيها بنسبة 25 % من الشباب والمراهقين حسب هيئة تنظيم قطاع الاتصالات.
ومؤخرا تقول علاويين إن المجلس استطاع خلال 2021-2022 إعداد دليل استرشادي توعوي حول حماية الأسرة من العنف تضمن مجموعة من الرسائل، استهدفت الواعظين والواعظات ومجموعة من القضاة ومفتيي المملكة حيث بلغ عدد المتدربين على محتويات الدليل 100 متدرب ومتدربة وسيتم استكمال التدريب على هذا الدليل هذا العام 2023 بحيث يستهدف مجموعة من الإعلاميين وطلبة الجامعات.


بدوره أكد المركز الوطني لحقوق الإنسان بمناسبة اليوم العالمي للطفل للعام 2022 على أن الطفولة حظيت بحماية دستورية بموجب المادة السادسة من الدستور الأردني؛ والتي نصت على أن "الأسرة أساس المجتمع، قوامها الدين والأخلاق وحب الوطن، يحفظ القانون كيانها الشرعي ويقوي أواصرها وقيمها، ومن ثم بالتأكيد على وجوب أن يحمي القانون الأمومة والطفولة ويرعى النشء ويمنع الإساءة والاستغلال.
من جهته يدعو المركز إلى اتخاذ برامج وقائية وعلاجية تضمن حياة أسرية خالية من العنف، مع ضرورة التوسع في إدخال مفاهيم حقوق الطفل وحمايته من العنف في المناهج المدرسية والكتب الجامعية.


حوار مع متدربة منتسوري، أم توأم، ومعلمة تحت عنوان: تحدّيات التربية الإيجابية ونظام منتسوري
على الرغم من أن التربية الإيجابية أسلوب تربوي ونظام منتسوري منهج تعليمي، إلا أن هناك تداخل كبير بين المبادئ والقواعد الأساسية، كالاحترام المتبادل، وتعزيز ثقة الطفل بنفسه، والتركيز على تدريب الطفل لاتخاذ قرارته بمفرده، وتحمّل مسؤوليتها وعواقبها.
أسست الطبيبة والعالمة الإيطالية د. ماريا منتسوري منهج تعليمي يؤكد على ضرورة أن تهتم العملية التربوية بتنمية شخصية الطفل بصورة تكاملية في النواحي النفسية والعقلية والروحية والجسدية الحركية، لمساعدته على تطوير قدراته الإبداعية والقدرة على حل المشكلات.
تزايدت شعبية منتسيري الذي أسسته الطبيبة الإيطالية في العديد من البلدان حول العالم، باعتباره يركز على تعزيز استقلالية الطفل وتطوير قدراته الذاتية، وتبرز أهميته في توظيف مبادئ التربية الإيجابية في إطارٍ تعليمي.
وفي هذا السياق قمنا بإجراء حوار مع السيدة لجين جميل لتخبرنا عن تحديات ومعوقات التربية الإيجابية وتطبيقها في بيتها ومدرستها، فهي أم لطفلين توأم، ومتدربة على نظام مونتيسوري إلى جانب عملها كمعلمة لغة إنجليزية في مدرسة إعدادية.
لجين جميل هل تُخبرينا كيف سمعتي عن نهج منتيسوري ، ولماذا قررتي أن تعتمديه في حياتك كمعلمة؟
قبل بداية عملي كمعلّمة في مدرستي الحالية، سمعت كحال الكثيرين عن نهج منتسيوري عبر منصات التواصل الإجتماعي والمؤثرين عليها، قرأت عن بعض الأسس والقواعد التي يقوم عليها للتعرّف على الفرق بينه وبين أي نهج تربوي أو تعليمي مُتبَّع، بعض مستشاري التربية الذين يقدمون محتواهم على الانترنت شرحوا كيفية تطبيقه وذكروا قصص نجاح لأطفال واجهوا صعوبات في التعليم التقليدي.
وعند ممارستي لمهنة التعليم أدركت أن التعليم المدرسي التقليدي ليس جيدا للحد الكافي، فوجود فروقات فرديّة بين الطلاب لم يجعلني قادرة على تنمية مهاراتهم وتحقيق الفهم والتواصل الذي أريده، إضافة إلى أن المدرسة تتبنى نهج منتسوري ولكن ليس بشكل كليّ، لذا قررت في بداية هذا العام الإلتحاق بدبلوم تدريبي حول النهج.
لاحظت أنه داعم قوي في مجال التدريس، حتّى لو لم تكن المدرسة التي أعمل بها تعتمده بشكل كامل في تصميم وترتيب صفوفها، وجدت أن استخدام بعض الوسائل التعليمية المختلفة تساعدني بتقديم المنهاج بطريقة تعتمد على تقوية مهارات الطفل وجعله جزءا من العملية التعليمية وليس متلقي فقط، من خلال التركيز على تعليمه بوتيرة طبيعية له، مما يعني أن كل طفل يتقدم وفقا لقدراته الفردية دون أن يشعر بالضغط النفسي الناجم عن المقارنة، وهذا ساعدني في بناء ثقة الطفل بنفسه وتحفيزه للاستمرار وحب عملية التعلم معي.
حضرتك أم لطفلين توأم، هل حاولتي الإستفادة من هذا النهج في بيتك؟ وكيف يتلاقى مع نظام التربية الإيجابية؟
بالتأكيد حاولت استخدام نهج منتيسوري في حياتي اليومية عند تعاملي مع أطفالي، فأقوم بتطوير مهاراتهم وتنمية تفاعلهم، من خلال جعلهم يعتمدون على أنفسهم في الطعام والشراب، وأطلب منهم مساعدتي في الأشغال الخفيفة من الترتيب والتنظيف، وأعلّمهم الأرقام والألوان والأحرف بأدوات بسيطة وهم يشعرون بالاستمتاع، كما أنني اعطيتهما فرصًا للاختيار والاستكشاف، حيث قمت بتوفير مواد تعليمية متنوعة ومناسبة لمرحلة عمرهما لتشجيع فضولهم وتعلمهم النشط.
من واقع تجربتي وجدت أن التربية الإيجابية تتلاقى بشكل جيد مع نهج مونتيسوري، حيث يركز كل منهما على تعزيز تنمية الطفل بشكل إيجابي واحترام احتياجاته ورغباته، ففي نهج منتيسوري، يتم تشجيع الأطفال على اكتشاف العالم بشكل طبيعي وتجربته بشكل إيجابي، مما يؤدي إلى تعزيز رغبتهم في التعلم وبناء الثقة بالنفس.
أخبرتنا المدرّبة خلال الدبلوم التدريبي إنه ومن خلال استخدام تقنيات التوجيه الإيجابي في نهج مونتيسوري، يمكن للوالدين تعزيز السلوك الإيجابي لدى الأطفال وتنمية القدرة على التعاون و تشجيع الأطفال على التعامل مع الآخرين بلطف واحترام وتعزيز القيم الإيجابية لديهم.
هناك معوقات أو تحديّات تقف في وجه ممارستك لهذا النهج أو تطبيقه؟
في الحقيقة هناك العديد من التحديات التي قد تمنعكِ وتقف عائقا في وجه ممارستك لنهج ما أو نظام معيّن، فكأي شيء جديد هناك خوف وقلق نفسي، بسبب التغيير في العادات التقليدية التي تربينا عليها ومحاولة التأقلم مع الأساليب الجديدة، ولأن لدي طفلين توأم فأعاني من تحدٍ زمني وتنظيمي في التخطيط وإدارة الوقت خصوصا أن نهج منتسيري بحاجة لتحقيق توازن بين الحياة المهنيّة والشخصية وإعطاء أطفالي وقتهم الكافي، وكذلك في المدرسة هناك وقت محدد للإنتهاء من المنهج، ناهيك عن التحدي المالي المرتبط بشرء مواد تعليمية خاصة، إضافة إلى عدم الفهم الإجتماعي لهذا النهج والضغوط المجتمعية اليومية للعودة وتبني الأساليب التقليدية.
اختم بسؤال تقليدي صار لزاما في المقابلات، ما هي النصائح المقدمة من واقع خبرتك لمسؤولي التربيّة أو معلمي المدارس؟
أريد القول أننا عندما نعمل على أي نهج تربوي وتعليمي نُدرك أن حياة الطفل عفويّة وغير قابلة للتوقعات، فقبل اعتماد أي نهج أو أسلوب لا بد من التعرّف إلى الطفل وفهم احتياجاته والاستماع إليه بشكل فعّال.
ومنهج مونتيسوري كأي نظام تربويّ لا يمكننا اتقانه وفهم مبادئه بمجرد دورة تدريبية محدودة، بل هو تعلم مستمر طوال الحياة، يتطلب التعمق في فهم النهج، والتدريب المستمر لتطبيقه بشكل صحيح، فهو يركز على إعداد الطفل على مدار مراحل حياته، منذ الولادة وحتى سن الـ 18 عامًا.
وأضيف أننا كأمهات أو آباء صار لزاما علينا عندما نواجه التحديات التي سبق ذكرها، أن نتغلب عليها من خلال التخطيط المستدام والبحث عن الدعم والمشورة، يمكننا أيضًا الاستفادة من التواصل مع أمهات أخريات يتبعن نفس النهج لتبادل الخبرات والنصائح. من خلال هذا الشبكة الداعمة، يمكننا التعلم والنمو معًا وتجاوز التحديات التي قد تواجهنا في تطبيق نهج مونتيسوري أو أي أسلوب تربوي آخر.


تقرير تحت عنوان: منصة بثّ .. لـ "كيان" أسرة إيجابية وطفل سويّ

تعمل العديد من المؤسسات الإعلامية في الأردن على تقديم محتوى مرئي أو مسموع أو مقروء، بهدف عرضه عبر منصات التواصل الإجتماعي المتعددة، لتحقيق الشهرة الواسعة والوصول إلى آلاف المتابعين وملايين المشاهدات.
أما "عرمرم" فتهافت عليها جمهورها من الآباء والأمهات ومسؤولو التربيّة والمعلمين وغيرهم من المهتمين والمتفاعلين مع ما تطرحه، لتحقق وصولا عاليا وبأهداف ساميّة ومحتوى مميز.
ففي عام 2009، بُثّت عرمرم كأول محطّة تلفاز عربيّة عبر الإنترنت من العاصمة الأردنية عمّان، بجهود مجموعة من المخرجين والصحفيين والمنتجين، الذين اجتمعوا معا لتقديم أفكارا جديدة ضمن مساحة تعبيرية مفتوحة ومتاحة لإشراك الشباب العربيّ.
خلال 14 عاما عُرفت عرمرم على مستوى الشرق الأوسط، نتيجة تميّزها بباقتها البرامجيّة المُبتكرة والمتجددة في عرض المحتوى المرئي، من خلال اعتمادها أساليب تواصل جذابة ولافتة لانتباه المشاهد، يسعى من خلالها فريق العمل إلى تحقيق تأثير إيجابي على المتلقين وتوجيه رسائل مؤثرة تدفع بالمجتمع نحو التغيير الإيجابي والتطور.
وضمن رحلتها في التميّز أطقلت عرمرم قبل خمس سنوات برنامجا توعويا هادفا يحاكي مفهوما تربويا لاقى شعبية عربيّة في السنوات الأخيرة، فأطلقت "كيان" الذي جاء لتعزيز مفهوم التربية الإيجابية من خلال التركيز في محتواه على مجموعة من القيّم الأسرية والمواضيع المرتبطة بتطوير الطفل وخلق بيئة أسرية آمنه لتشكيل شخصيته وتحفيز نموه الشامل.
تقول المسؤولة عن كيان نور الكاشور إن الهدف الرئيسي تقديم محتوى تربوي قيم على منصات التواصل الاجتماعي لدعم مربي الأسر، وتعزيز المهارات الحياتية والتفكير النقدي لديهم وجعلهم قادرين على تحقيق التواصل الجيّد مع ابنائهم.
وتضيف الكاشور أن قصة كيان بدأت بسلسلة متواصلة من مقاطع الفيديو أو الحلقات بعنواين تربوية مختلفة لطرح كل ما هو جديد في عالم التربية، من نصائح وتوجيهات لتعزيز فهم سلوكيات الأطفال والتعامل معها بالطريق المثلى، ومساعدتهم على حلّ المشاكل التي تواجههم في رحلتهم التربوية بدءا من ميلاد الطفل وحتّى سن الـ 18 عاما.


تشير الكاشور إلى أن محتوى كيان يعبّر عن المواقف التربوية التي تواجه الآباء والأمهات خلال سلاسل مصوّرة متعددة أبرزها "الخصائص النمائية" والتي تتضمن أبرز النصائح لدعم الطفل في مراحله العمرية المختلفة، وسلسلة "التواصل الفعّال" التي تتناول الأساليب الحديثة للتعامل مع الأطفال، ومؤخرا كانت سلسلة "التربيّة الإيجابية" والتي تقدّم للأهل طرقا لعيش حياة إيجابية مع ابنائهم.
توضّح الكاشور إن ما تبثّه المنصة من نصائح وطرق وأساليب هي وسائل دعم فعّالة للآباء والأمهات فيما يعيشونه مع أبنائهم، والتي تكون "بالتأكيد" وفق كلام تربويين وأخصائيين نفسيين وأسرين، أو حسب كتب ودراسات عربية وأجنبية أو بالاعتماد على مواقع معتمدة في هذا المجال.
من جهتها تقول السيدة سجى المومني إنها تعرّفت على منصة كيّان وقامت بمتابعتها عام 2020 عبر محتوى لاقى رواجا واسعا عن القلق الناتج عن جائحة كورونا وكيفية السيطرة عليه والتعامل معه.
وتضيف المومني أنها استمرت بمتابعة المنصة عبر الفيس بوك بشكل أكبر بعد انجابها طفلها الأول، لأنها تبثّ مشاكل أسرية وتربوية حقيقية لآباء وأمهات وتتيح فرصة للنقاش وتبادل الآراء لطرح حلول مقترحة ومن ثم تقوم ببث حلقة أو مقطع يرّد عليها بأسلوب علميّ مبسّط واقعي وبعيد عن المثاليات، التي "تسبب لنا قلقا عند عدم قدرتنا على تطبيقها كأمهات جدد"

وبيّنت المومني أن طفلها البالغ من العمر سنتان تصيبه نوبات غضب بشكل متكرر، بفضل كيّان لم تعد تعتبرها شيئا يدعو للحرج أو الخجل حتّى وإن حصلت بمكان عام، فالطفل يبقى طفل وبحاجة إلى أن يحظى بالرعاية الدائمة وأن يشعر بأنه بمأمن ووسط بيئة داعمة حتّى عند شعوره بالإحباط أو الخوف أو الملل والتي تكون أسبابا منطقية لهذه النوبات المفاجئة، والتي صارت تحاول تجنّبها أو تجنّب ما يؤدي إليها.
وحول نوعية المحتوى الذي تبثّه كيّان تقول الكاشور إن المحتوى التربوي إذا لم يكن موجه بطريقة صحيحة وسويّة ولم يستوعبه الآباء أو الأمهات، قد يُستهلك بطريقة خاطئة تضر بالطفل، وقد لا يكون ضررا بسيطا فهو في مرحلة حساسة يمتص كل ما حوله، لذا كيان تكون حذرة من بث محتوى قد يُفهم بشكل خاطئ، أو يحمل وجهتي نظر متناقضات من خلال تبسيط المفاهيم وشرحها من خلال أمثلة أو المواقف التي تواجه الوالدين بشكل متكرر.


مقال تحت عنوان: التربية الإيجابية: استنهاض فكرة قديمة .. بمعانٍ ووسائل جديدة
يعيش الآباء والأمهات سلسلة صراعات متكررة وتحديات لا تنتهي مع أطفالهم في مراحلهم العمرية المختلفة، نشهد حلقة من هذه السلسلة في مراكز التسوق والمطاعم والحدائق وحتّى الشارع، دون أي مقدمات، يفترش الطفل الأرض باكيًا للحصول على لعبة أرادها، ويصرخ طفل آخر بلا توقف لأنه لا يرغب بالجلوس في مكان ما أولا يريد الاستماع إلى تعليمات والديه.
تسبب نوبات غضب الأطفال المفاجئة إحراجا لذويهم، ويجعل بعضهم خاضعا لطفله، ومستسلما لرغباته غير المنطقية في ذلك الوقت، أو يشعرون بالعجز والحيرة أمام تصرفه، وتتعقد المسألة حين يفقد الأهل أعصابهم وثباتهم، عندما يجدون كائنا صغيرا لا يستجيب لأوامرهم، أو ينفذ تعليماتهم، فيعلو صوت الصراخ، وتبدأ الممارسات السلطوية الأبوية كالعقاب والضرب والإهانة، مع دراية الكثير منهم أن هذا الأسلوب لا يساعد على التربية بل على العكس تماما هذا وإن لم يترك ندوبا في شخصياتهم، أو يسبب لهم اضطرابات نفسية.
ولإيجاد مقابل للعقاب والسلطة الأبوية المبادئ الأساسية التي تقوم عليها التربية التقليدية، لاقت التربية الحديثة أو الإيجابية القائمة على التعاون والاحترام وإشراك الطفل في تحمّل المسؤولية، اهتماما متزايدا إذ يُعتقد أنها أكثر فاعلية في تقويم سلوك الأطفال دون إهمال تعزيز التنمية الشخصية والنمو الإيجابي لديهم، وذلك نتيجة الآثار السلبية التي تُحدثها التربية التقليدية في شخصية الطفل ونموه السليم.
شاعت التربية الإيجابية خلال السنوات الأخيرة، فبدا أن هذا المفهوم ابتكار حديث في عالم التربية، ولكن في الحقيقة إن مصطلح التربية الإيجابية ليس إلا استنهاضًا لفكرة قديمة، فهي ترتكز على وعي ودراية الوالدين وبسبب ذلك بالتأكيد مارسها بعض الأسر في الماضي مما انعكس إيجابيا على شخصية ونمو أبنائهم من الأجيال السابقة، حتّى وإن لم يكن المفهوم شائعا حينها.
تطور مفهوم التربية الإيجابية في عشرينيات القرن الماضي بفعل النمساويين المتخصصين في علم النفس الفردي، ألفرد أدلر ورودولف دريكرز، وأعادت قراءتها وتقديمها في الثمانينيات إحدى مؤسسات منظمة التربية الإيجابية لين لوت ومؤلف كتاب الانضباط الإيجابي جين نيلسن، وتقوم هذه الطريقة في التربية على تعليم الطفل أن تصرفاته قد يكون لها تأثير إيجابي أو سلبي على حياته بالتالي يتطور ليصبح شخصا ناضجا مستقلا وسعيدا، من خلال تدريبه على قواعد الأمان حيث يكون ملتزما بهذه القواعد بناءً على مسؤوليته الشخصية وليس بالإكراه.
يعد العقاب أكثر الوسائل تأثيرا في الطفل حسب الاعتقاد السائد، وهو صحيح لكنّه على المدى القصير فقط، يعتقد ألفرد أدلر أن المنع والاضطهاد لا يوفران البيئة المناسبة التي تجعل الطفل راغبا في تغيير سلوكه، وكان يرى أن الأطفال في حاجة إلى وسيلة أو نظام آخر يجعلهم يشعرون بأكثر مسؤولية وحرية ليكونوا مواطنين مسؤولين يشاركون في مجتمعهم.
حظي المفهوم بشهرة واسعة نظرًا للنتائج الإيجابية التي أظهرتها التجارب والدراسات، وأصبح الجميع يدرك أهميتها في تنمية الأطفال وتحسين صحتهم النفسية وعلاقاتهم الاجتماعية، وبفضل الأبحاث والمناهج العلمية، تم تأطير مبادئ التربية الإيجابية وتبنيها من قبل المدارس والمجتمعات بهدف تحقيق تطور شامل ومستدام في تنشئة الأجيال القادمة.
مؤخرا وكغيره من الاصطلاحات الحديثة حتّى وإن كانت تحمل مضمونا قديما، امتدت شعبية التربية الإيجابية إلى وسائل التواصل الاجتماعي باعتبارها أداة نشر للمعلومات والتوجيهات والنصائح للأهل والمربين، لكن مستشاري التربية الإيجابية هم في نهاية الأمر مجرد أفراد يتبعون تدريبات محددة، ولديهم تجاربهم الشخصية، فقد تختلف آراؤهم ومنهجياتهم عن بعضهم البعض، لذا من الضروري أن يكون المربيّ حذرا ومدركا وعقلانيا في استيعاب المعلومات والنصائح المقدمة، عبر تحليلها بشكل مستقل، إضافة إلى ضرورة التأكد من موثوقية الخلفية التعليمية والاعتماد في الشهادات التدريبية الحاصل عليها المستشار التربوي، قبل قبول كل ما يقوله.
ولا بد من معرفة المربيّ أن النصائح المتناقضة لدى المستشارين هي نتيجة طبيعية لأن الطرق التربوية ليست قضية ثابتة، بل قابلة للتعديل وفقا للاحتياجات والظروف الفردية، فالنصائح المناسبة لطفل قد لا تناسب طفل آخر، لذا يتوجب على المربيّ أن يتوخى الحذر ويعتمد على السياق والخبرة الشخصية والرؤية الفردية عند مواجهة تناقضات في النصائح.
استطاعت التربية الإيجابية الاستدامة والتطور منذ عشرينيات القرن الماضي، لأنها تمتلك قاعدة فلسفية شاملة وقوية، واكبت من خلالها التطور التقني لتعزيز انتشارها وتمكين المجتمعات من إيصال رسائلها القائمة على التواصل وتبادل الخبرات والمعارف، لذا فإن الاعتماد على مصادر موثوقة في تعلّم أسسها يسهم في نجاح تطبيقها بشكل جيّد وسليم.


تقرير تحت عنوان: الأساليب التربوية الجيدة .. صحة نفسية لدى الأطفال
يعاني أكثر من 1.75 مليون شخص في الأردن من اضطرابات نفسية، أي أكثر من 20٪ من السكان، وأرجعت اليونسيف في مقالها المنشور في يونيو من العام الماضي 2022 السبب وراء هذه النسبة إلى غياب الرعاية في مرحلة الطفولة المبكرة، باعتبارها أحد الدوافع الرئيسية لمشاكل الصحة النفسية التي تتجلى في مرحلة المراهقة والشباب.
إن عملية تقديم الرعاية للأطفال أو التربية باختلاف أساليبها أو أنماطها ليست بالمهمة السهلة فهي ترتبط ارتباطا وثيقا بعدة جوانب وتشتمل مجالات حياتية مختلفة، كان أبرزها الصحة النفسية لما لها من تأثير على النمو الجسدي والعقلي والعاطفي السليم لدى الأطفال.
تقول إحدى مراجعات قسم الإخصائية النفسية لدى مستشفى الملك عبد الله المؤسس، والتي فضلت عدم ذكر اسمها، أن طفلتها البالغة من العمر 9 سنوات تراجع مستواها الدراسي مؤخرا، بسبب عدم قدرتها على التركيز في دراستها، نتيجة انشغالها بالتفكير وتشتتها ذهنيا، إضافة إلى خوفها وتعلقها الشديد بوالديها.
وأثناء جلسة العلاج أو الاستشارة لدى الإخصائية، ذكرت زين- وهو اسم مستعار- أن ذويها لا يعتمدون عليها في المهام المنزلية أو حتى الشخصية بالرغم أنهم يفعلون ذلك مع أختها الأصغر منها لاعتقادهم أنها غير قادرة على تحمل المسؤولية، وذكرت زين أن والدتها أخبرتها برغبة أولاد عمها الذين لا يحبونها بضربها أو رميها في "الزبالة" على حد قولها، نتيجة مشاكل كثيرة تجمعها مع أهل والدها.
شخصت الإخصائية النفسية زين باضطراب القلق، ودعت والدتها إلى توخي الحذر في التعامل معها، وضرورة تعريضها للحوار والنقاش واتخاذ القرارات والحد من الحماية الزائدة أو التدخل في شؤونها دون إفساح المجال لها لممارسة حياتها الخاصة، وذلك لإنتاج شخصية مستقلة عن والديها.
من جهته يقول الاستشاري النفسي والتربوي والأسري د. حسن المطارنة إن التربية الإيجابية تبدأ بالأسرة عبر التوعية الوالدية من خلال تعزيز معارف ومهارات مقدمي الرعاية بهدف دعم نماء أطفالهم وتطورهم في مرحلة الطفولة المبكرة، بطرق فعالة ومحفزة مبنية على المدح والثناء تمكنهم من حل مشكلاتهم والخوض في حوارات بحب وسعادة دون خوف.
يضيف المطارنة أن للتربية أساليب مختلفة تتغير بتغير المجتمع والأسرة وحتى الزمن، لذا فإن النمط الاجتماعي المحيط والمعتقدات والمبادئ والتقاليد الموجودة في البيئة المحيطة بالطفل تؤثر في تربيته، حتى لو لم يحتك بها احتكاكا مباشرا عبر وعي ودراية وفهم والديه لأساليب التربية وتطوير هذا الفهم لإعداده إعدادا تربويا صحيحا، للخروج بشخصية قوية قادرة على التكيف مع الشخصيات الأخرى والتعامل معها عند اختلاطه مع أقرانه في البيئات المدرسية أو الأقارب والجيران.
ويشير المطارنة إلى ضرورة حذر الآباء أو الأمهات من التربية العشوائية، التي لا تبنى على أسس أو أنظمة ولا يكون فيها استراتيجيات أو خطط أو أولويات، لأنها لا تكون صالحة لبناء مفاهيم واضحة وراسخة في نفس الطفل.
يقول المطارنة إن الانفتاح الثقافي الكبير الذي يعشيه العالم اليوم نتيجة تعددية الوسائل التكنولوجية، جعل أساليب التربية التقليدية، كالانغلاق أو التعنيف لم تعد تجدي نفعا فالبيئات المحيطة صارت متعددة وأكثر تأثيرا.
ودعا المطارنة إلى ضرورة توظيف الأساليب التربوية الجديدة القائمة على الانفتاح والحوار واحترام الطرف الآخر حتى ولو كان مجرد طفل، لتحفيز بناء شخصيته بشكل مستقل، إضافة إلى إدراك الأهل أو مسؤولي التربية، أن وظيفتهم هي المساندة النفسية لأطفالهم من خلال المتابعة والتحفيز وليس السلطوية والتعنيف.
بدورها أظهرت الدراسة الوطنية حول العنف ضد الأطفال الصادرة عن اليونسيف في 2020، إن ما نسبته % 74.6 من الأطفال في الأردن إن الفئة العمرية من 8 إلى 17 عاما تعرضوا لشكل واحد من على الأقل من أشكال العنف الجسدي في حياتهم.
بدورها تقول الإخصائية في تربية الطفل رنيم السيلاوي، إن كثيرا من الآباء والأمهات يلجئون للعنف مع أطفالهم إما لعدم قدرتهم على التعامل مع السلوكيات السلبية لأبنائهم، أو لأنهم استنفدوا كل الحلول التي لديهم أو لأنهم يتعرضون لضغط نفسي يجعلهم أقل صبرا على هذه السلوكيات.
وتضيف السيلاوي أن العنف تجاه الأطفال يتخذ أشكالا عديدة فهو يتمثل بجميع الأشكال والممارسات المرتكبة بحق الفئة التي تقل فيها أعمارهم عن 18 عاما، سواء أكان من قبل مقدمي الرعاية أو الأقران وغيرهم أو الأقران، ويعرف العنف الممارس ضدهم على أنه كل فعل أو عدم فعل يؤذيهم...
وتشير السيلاوي إلى ضرورة رفع الوعي حول مفاهيم وأساليب التربية الحديثة لدى الأهالي وتعزيز ثقافة استخدامها باعتبارها أسلوبا تربويا فعالا لجميع الأطفال، من خلال التركيز على أهمية التعليم والتوجيه بدلا من العقاب للتقليل من حالات العنف ضد الأطفال، التي قد تسبب تشوهات في شخصية الطفل أو ضررا جسديا أو لفظي قد يصل في بعض الأحوال إلى الوفاة.


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

In the upper re...

In the upper reaches of a stream, weathering processes such as physical weathering (freeze-thaw cycl...

تتمتع الهندسة ا...

تتمتع الهندسة الوراثية والتكنولوجيا الحيوية بالقدرة على تحسين صحة الإنسان بشكل كبير من خلال تطوير عل...

Almost everyone...

Almost everyone has indulged in gossiping about other people at some time. Gossiping seems to be par...

conclusion: The...

conclusion: The significance of time management is unmistakably evident in the success of any projec...

مفهوم النظم الإ...

مفهوم النظم الإدارية تشنير النظظم الإدا رينة ةلنم النياكنل والعملينا والأدوا التني تسنتخدمنا الم...

Mercury is a he...

Mercury is a heavy metal of known toxicity, noted for inducing public health disasters in Minamata B...

تعريف نظم المع...

تعريف نظم المعلومات الادارية: هي : مجموعة من العناصر ( آليه وغير آليه ) وشبكات متناسقة من الاجراءات...

مفهوم الثقافة ...

مفهوم الثقافة ‏يعد مفهوم الثقافة من المفاهيم المحوريه في علم الاجتماع بصفة عامة و الأنثروبولوجيا ا...

القانون التجاري...

القانون التجاري: إن القانون التجاري ال يعد مجرد قانون استثنائي بالقياس إلى القانون المدني بل هو قانو...

RÉSEAU HYDRAULI...

RÉSEAU HYDRAULIQUE Le réseau est l’ensemble des structures hydroagricoles que l’on doit réaliser dan...

الفصل التمهيدي ...

الفصل التمهيدي يقدم نظرة عامة على أساليب شغل الوظائف العامة في القانون المصري، يتم التركيز على مادة ...

في عصر السرعة ا...

في عصر السرعة الذي نعيش فيه، انتشرت مطاعم الوجبات السريعة بشكل كبير، ويعتقد الكثير أن الوجبات السريع...