Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (27%)

النعمة المكلفة
ومغفرة
وحيث
وحيث ان الثمن
فماذا تكون النعمة لولم تكن ”رخيصة"
ونظن ان قبول هذه الفكرة
واعتناقها عقليا كاف خ حد ذاته لنوال غفران الخطايا. التي تتمسك بالتعليم الصحيح عن النعمة، بل هي
النعمة الرخيصة" تعني تبرير الخطية بدون تبرير الخاطئ. فان
وبهذا يمكن
ان يظل كل شيء كما هو بدون تفيير، عينها، بل يجب ان يحترس المسيحي من التمرد ضد
وان لا يحاول انشاء ديانة
والمسيحي يعرف ذلك جيدا، ويقولون بالطبع نحن نريد ان
نفعل شيئا عظيما خارقا، يتطلب شيئا كثيرا من ضبط النفس، اهل العالم فانه يحتم على المسيحي ان يمارس انكار ارادته هو. والا فانه يفسد ايمان العالم خ هبة الله
وليس لاجل النعمة. وبدلا من
ان يسعي المسيحي لاتباع المسيح عليه ان يتمتع ببركات النعمة و تعزياتها هذا ما نقصده بالنعمة الرخيصة النعمة التي تعني تبرير الخطية بدون تبرير الخاطئ التائب الذي يترك خطيته و خطيته تتركه. وهي نعمة
انها مكلفة لانها
فالنعمة
المكلفة هي تجسد الله. والقلب المنسحق. وهي نعمة لان المسيح يقول
مناسبتين مختلفتين سمع بطرس، وكانت هذه
٢٢:٢١‏
ودعاه المسيح مرة اخرى
بين هاتين الدعوتين قامت حياة بجملتها، ويخ مرحلة متوسطة بينهما، ويا كل مرة نجد نعمة المسيح نفسها تدعو بطرس ان يتبع المسيح
فلقد نال نعمة مكلفة. وبدأ ادراك تكاليف
وهناك الاديرة تركوا
لكن
وقد نجحت
وقد صورت
الرهبنة كحركة فردية شخصية، لا ينتظر من جمهور المسيحيين الاقتداء
الذي
نجدها من الناحية الاخري، مبررا قاطعا للحياة الدنيوية الكنيسة. واذا درسنا الرهبنة جملة
بوضعها نفسها كبلوغ فردي
وترك لوثر كل شيء ليتبع المسيح طريق
وقد تعلم
الطاعة للمسيح ولكنيسته، دعوة لوثر الى حياة الدير تتطلب منه تسليم حياته تسليما تاما. أفقد أراه الكتاب المقدس ان اتباع المسيح
إليس عمل الصفوة المختارة او نصيبها وحدها، ان الرهبنة قد حولت عمل التتلمذ المتواضع
يتميز به التتلمن، تلك الحلة المفضوحة
وقد زحف العالم بل دخل الى قلب حياة
النعمة المكأغة
وفيما
صالحة. كله تحطيما تاما. عندما ترك كل شيء خلفه، عدا نفسه التقية البارة. منه. بل
كانت فقط بنعمة الله. قد غفر كل شيء، فتستطيع ان تبقى كما انت، وتتمتع بتعزيات الغفران". وكان تركه كل شيء ضحى به اولا عندما صار راهبا
مثل لعبة اطفال اذا ما قورن بما كان عليه ان يقوم به عندما رجع الى
والى جبهة الحرب الامامية. ١أفان‏ الطريقة الوحيدة لاتباع المسيح انما تتم بالعيشة ذ العالم الى ذلك
الحياة اليومية والاعمال اليومية. ولذلك وجد صراع دائم بين حياة
المسيحي وحياة العالم اشد صوره واشكاله. وكان صراعا دائما مريبا
متواصلا بين المسيحي وبين العالم. برا وقداسة. العمل من احتجاج جنذري نهائي ضد العالم. بهذا المقدار عينه
ينال المسيحي من الانجيل مسحه قدسية وتبريرا. الخطية" هو ما اخرج لوثر من الدير الى العالم بل "تبرير الخاطئ". لقد كانت نعمة لاتها كلفت اعظم
كلفة، - تبرير الخاطئ. بل نصرة الفريزة الدينية الانسان وتيقظها
بطريقة حكيمة
لانه اعماقه يطلب دائما ما هو لنفسه. عمق بؤسه وشقائه، كلفته حياته نفسها، وبدلا من
ان تعفيه هذه النعمة من تكاليف الاثباع، انها كلفته حياته، للطاعة التامة للمسيح. التعليم أوصاروا يرددونه كلمة كلمة، وهي
فانه كان دائما يتكلم كشخص اقتادته النعمة الى
منيعا لا يمكن مهاجمته، الى
وبذلك تحولت النعمة المكلفة الى نعمة رخيصة
الحياة التي نحياها صالحة. لكنه تكلم
ان
لانه اذ تمسك بغفران الله ترك حياته التي سيطرت عليها
ارادته هو، وكان ينظر الى نعمة الله)
وهذا كان
سر البلاء. وهي هبة اتحياة
اما
قدر ما اشاء، لان كل العالم مبرر بموجب هذا المبدآ. يعيش به عامة الناس وابقى، متأكدا ان نعمة الله
لقد جعل العالم "مسيحيا" تحت تأثير هذا التعليم الخطأ عن
لكن ذلك كان على حساب تحويل الديانة المسيحية الى دنيوية
كثر مما اي وقت مضى. لعيشة ذ العالم مثل حياة اهل العالم. وذلك لاجل النعمة لئلا يظن البعض
ن التبرير هو بواسطة الاعمال التي تختلف عن اعمال العالم. لهذا التعليم صار كل واجبي كمسيحي ان اهريب من العالم تحو ساعة چخ
صباح الاحد، وان اذهب الى الكنيسة لاتأكد ان كل خطاياي قد غفرت. حاجة بي ان اسعى لاتباع المسيح، ‎١‏ التي تعتبر جواب الله لمشكلة الانسان وعجزه فهي نعمة مكلفة. انه لمن
سليم. سوء استعمال هذه الصيفة يؤدي الى اضاعة جوهرها ضياعا تاما. " هذا هو جواب لمشكلة، هذه
هي نتيجة اختبار طويل. لكن الامر كما لاحظ "كيركيغارد" يختلف عن
ويستخدم
فاذا نظرنا الى التعبير
ولكن اذا نظرنا اليه باعتباده
مبدا اساسيا وجدناه يحمل نوعا من خداع النفس وتضليلها. لان العلم
المستوعب لا يمكن فصله عن الوجود الذي استوعب فيه ولا يحق لاحد
ان يقول باستحالة المعرفة ما لم يكن قد بذل جهده سبيل كسب
المعرفة. ‏هو الانسان الذي ترك الكل سبيل اثباع المسيح وهو الذي يعلم ان
فانما يخدعون انفسهم. اكثر؟ انك خاطئ على كل حال ولا تستطيع ان تفعل شيئا لاصلاح الحال. فسواء كنت راهبا او رجلا من اهل العالم، سواء كنت متدينا او شريرا، لا
‏لا سيما وانت تعتمد على عمل النعمة٠‏ أليس هذا الموقف مناداة صريحة
بجرأة اعتمادا على النعمة التي اعطانا اياها الله أليس قانون الايمان
بل فصل الخطاب والكلمة النهائية الموضوع. كلمتي "اخطئ بجرأة" مبدأ عاما يصبح مبدأ اخلاقيا اي مبدأ نعمة
الامر الذي يقلب
قص لوثر رأسا على عقب، بل كان تصريحا بنعمة الله التي
ومع ذلك فان تلك
يستطيع ان يسمع هذا الكلام دون ان يعرض ايمانه للخطر، قالها لوثر، اذا فسرت على هذا النحو، وتكون %
نهاية المطاف، فتكون عبارة، عزاءنا الضيق، التي تغفر الخطايا حقا، وتحرر الخاطئ حقا. اكراما لا يباري يذ البلاد المسيحية بجملتها، الحقيقة الى مركز الله نفسه. ظنا منهم انه
يجب ان نؤيد تراثنا بجعل هذه النعمة ميسورة للجميع بأرخص الشروط
وابسطها. للناموسيين والكلفينيين والمتحمسين - وكل هذا لاجل النعمة. وكانت النتيجة اننا غدونا كنيسة انجيلية اسمية وبلادنا مسيحية ولوثرية، كان الثمن المطلوب ارخص جدا مما
وقد ربحت النعمة الرخيصة" الصفقة. الوحيدة الحتمية لسياستنا العقيمة، الاثمان للجميع. وحللنا امة بجملتها، على احد شروطا قاسية لقد قادتنا عاطفتنا الانسانية الخيرية ان نعطيا
والتي مكثت الكنيسة من اقامة
حراسة منيعة لتحفظ الحدود الفاصلة بينها وبين العالم، لوثر ضد الكرازة بالانجيل بطريقة تجعل الناس يطمئنون الى حياتهم
افظع واسوأ من هذه الطريقة؟ أية مقارنة بين قتل تشارمان ثلاثة
لقد
ولا رحمة فيها اطلاقا على
فانها بدلا من ان تفتح الطريق للمسيح اقفلتها. وبدلا من ان تدعونا
لاتباع المسيح قست قلوبنا خ اطاعته. واذا
بنا نجد انفسنا امام رسالة النعمة الرخيصة. ولا
وخدعتنا حتى نكتفي بمستوى العالم الحقير، واطفأت من نفوسنا
شعلة الفرح بالاتباع، طريق اخترناه لانفسنا، وكل
اذ ان خلاصنا
ولا شفقة. كلمة النعمة الرخيصة كانت سببا خراب عدد من المسيحيين اكثتر
وسنحاول % الفصول التالية ان نجد رسالة للذين تزعجهم هذه
ويجب ان نفعل هذا
ولاجل اولئك الذين يسلمون بان النعمة الرخيصة قد


Original text

الفصل الأول
النعمة المكلفة


"النعمة الرخيصة" هي العدو المميت لكنائسنا. لذلك نجاهد اليوم


"النعمة الرخيصة" تعني النعمة التي تباع السوق، كبضائع البائع
لطواف الرخيصة. وما ارخص ما تباع الفرائض المقدسة، ومغفرة
لخطايا، وتعزيات الدين باثمان منخفضة. وكثيرا ما تمثل النعمة بانها
خزينة الكنيسة التي لا تفرغ، والتي منها تنثر بركاتها بايادي سخية، دون
ن تسأل احدا سؤالا، او تضع لتوزيعها حدودا. انها نعمة بدون ثمن، نعمة
بدون كلفة. وجوهر النعمة، كما نعتقد، هو ان ثمنها قد دفع مقدما، وحيث
نه دفع مقدما، فكل شيء يمكن الحصول عليه مجانا. وحيث ان الثمن
كان غير محدود فامكانيات استخدام النعمة وانفاقها غير محدودة.
فماذا تكون النعمة لولم تكن ”رخيصة"


"النعمة الرخيصة" تعني النعمة كتعليم او عقيدة او مبدأ او نظام.
انها تعني غفران الخطايا، اذ ينادى به كحقيقة عامة، او محبة الله اذ
تعلم باعتبارها "الفكر" المسيحي عن الله. ونظن ان قبول هذه الفكرة
واعتناقها عقليا كاف خ حد ذاته لنوال غفران الخطايا. والكنيسة
التي تتمسك بالتعليم الصحيح عن النعمة، تظن انها تملك فعلا وحتما
جزءا من تلك النعمة. ولذلك يجد العالم خ كنيسة كهذه سترا رخيصا
لخطاياه، فلا تطلب منه ندامة ولا حزنا، ولا رغبة حقيقية للنجاة من
الخطية. ان النعمة الرخيصة اذن، هي انكار لكلمة الله الحية، بل هي
الحقيقة انكار لتجسد ابن الله.


النعمة الرخيصة" تعني تبرير الخطية بدون تبرير الخاطئ. فان
الدعاة المروجين لها يقولون ان النعمة وحدها تفعل كل شئي، وبهذا يمكن
ان يظل كل شيء كما هو بدون تفيير، فيظل العالم خ طرقه القديمة
عينها، ونظل نحن خطاة كما كنا "حتى ى افضل حياة" كما قال لوثر.
وبهذا يتشجع المسيحي ان يعيش كما يعيش باقي اهل العالم، ويكيف حياته
حسب معايير العالم كل دوائر العالم، ولا يطمح برغبته ان يجيا وهو
تحت، النعمة حياة تختلف، هضن حياته العتيقة وهو تحت الخطظية، كما فعل
الهراطقة والمتحمسون. بل يجب ان يحترس المسيحي من التمرد ضد
النعمة المجانية غير المحدودة ومن الازدراء بها، وان لا يحاول انشاء ديانة
جديدة، ديانة الحرف، بسعيه ان يحيا حياة الطاعة لوصايا يسوع المسيح.
هم يقولون، لقد تبرر العالم بالنعمة، والمسيحي يعرف ذلك جيدا، ويقبله
جديا. وهويعلم انه يجب عليه ان لا يجاهد ضد هذه النعمة التي لا يستغنى
عنها. لذلك فليحي كما يحيا اهل العالم. ويقولون بالطبع نحن نريد ان
نفعل شيئا عظيما خارقا، لكن علينا ان نكف عن هذه المحاولة، مع ان ذلك
يتطلب شيئا كثيرا من ضبط النفس، وان نقنع انفسنا بان نحيا كما يجيا
اهل العالم فانه يحتم على المسيحي ان يمارس انكار ارادته هو. عليه ان
يجعل النعمة هي النعمة وحدها، والا فانه يفسد ايمان العالم خ هبة الله
المجانية. لذا فليقنع المسيحي بحياته العالمية، ويرفض كل مقياس اعلى
من مقابيس العالم. لانه اذا طلب مقياسا اعلى من مقاييس العائم، يفعل
ذلك لاجل العالم، وليس لاجل النعمة. فليرفض ذلك، ويتشجع ويسترح
متيقنا امتلاكه لهذه النعمة، لان النعمة وحدها تفعل كل شيء. وبدلا من


ان يسعي المسيحي لاتباع المسيح عليه ان يتمتع ببركات النعمة و تعزياتها هذا ما نقصده بالنعمة الرخيصة النعمة التي تعني تبرير الخطية بدون تبرير الخاطئ التائب الذي يترك خطيته و خطيته تتركه.ان النعمة
الرخيصة ليست النعمة التي تغفر خطايانا وتحررنا من متاعبها، بل
هي النعمة التي نسبغها نحن على انفسنا.


‎١ هذه "النعمة الرخيصة" هي الكرازة بمغفرة بدون حاجة للتوبة،
وبمعمودية بدون تأديب كنسي، وبشركة بدون اعتراف، وبمحو بدون
ندامة، النعمة الرخيصة هي نعمة بدون تتلمن، نعمة بدون صليب، نعمة
بدون يسوع المسيح الحي والمتجسد.


‏اما " لنعمة المكلفة" فهي الكنز المخفي ا حقل، الذي من اجله يمضي
الانسان فرحا ويبيع كل ما له. انها اللؤلؤة الكثيرة الثمن، التي من اجلها
يبيع التاجر كل ما عنده. انها حكم المسيح الملكي، الذي من اجله يقلع
الانسان عينه ان كانت تعثره. انها دعوة يسوع المسيح، التي لاجلها يترك
التلميذ شباكه ويتبعه.


‎٠ ‏لنعمة المكلفة" هي الانجيل الذي يجب ان يطلب مرة بعد اخر:‎ ١
‏والعطية التي يجب ان تسأل، والباب الذي يجب ان يقرع.‎


‏هذه النعمة "مكلفة" لانها تدعونا للاتباع، وهي "نعمة" لانها تدعونا
الاتباع يسوع المسيح. إانها مكلفة، لانها تكلف الانسان حياته، وهي نعمة
لانها تعطي الانسان الحياة الحقيقية الوحيدة. انها مكلفة لانها تدين
الخطية، وهي نعمة لانها تبرر الخاطئ. وفوق الكل، انها مكلفة لانها
كلفت الله حياة ابنه:"قد اشتريتم بثمن" وهي نعمة.لان الله لم يحسب


‏ابنه اعز من ان يقدمه ثمنا لحياتنا، بل اسلمه لاجلنا اجمعين. فالنعمة
ا
المكلفة هي تجسد الله.


"النعمة المكلفة" هي قدس الله، فيجب ان تحرس من العالم، وان لا
تطرح للكلاب. انها الكلمة الحية، كلمة الله، التي تكلم بها كما يشاء.
هذه النعمة المكلفة تتحدانا كدعوة مجيدة ان نتبع المسيح، وهي تأتي الينا
ككلمة الففران، للروح المنكسرة، والقلب المنسحق. ان النعمة مكلفة لانها
تلزم الانسان ان يحمل نير المسيح ويتبعه، وهي نعمة لان المسيح يقول
"نيري هين وحملي خفيف".


مناسبتين مختلفتين سمع بطرس، الدعوة "اتبعني". وكانت هذه
اول كلمة وآخر كلمة وجهها يسوع لتلميذه )مرقس ‎١٧:١‏ ويوحنا ‎.٢٢:٢١‏
‏وبين هاتين الدعوتين تقوم حياة بجملتها. كانت المرة الاولى عند بحيرة
جنيسارت، وعند ذلك ترك بطرس شباكه وعمله وتبع يسوع لما سمع
كلمته. وي المرة الثانية وجده الرب المقام يعود الى عمله القديم. وكانت
هذه المرة الثانية ايضا عند بحيرة جنيسارت، ودعاه المسيح مرة اخرى
قائلا له "تبعني". بين هاتين الدعوتين قامت حياة بجملتها، حياة التتلمذ
واتباع المسيح. ويخ مرحلة متوسطة بينهما، جاء اعتراف بطرس، الذي
فيه اعترف ان يسوع هو مسيح الله. ثلاث مرات اذن سمع بطرس نفس
النداء بأن المسيح هو ربه والهه، البداية وي النهاية ويخ قيصرية
فيلبس، ويا كل مرة نجد نعمة المسيح نفسها تدعو بطرس ان يتبع المسيح
وتعلن نفسها له اعترافه.


هذه النعمة كانت بكل تأكيد من الخارج، ولم تكن من بطرس نفسه.
كانت نعمة المسيح نفسه، تارة تسيطر على التلميذ وتجعله يترك كل
شيء ويتبع المسيح، وتارة تعمل فيه فتنشئ ذلك الاعتراف الذي لابد انه


بدا للعالم كتجديف فظيع، وطورا تدعو بطرس الى شركة الاستشهاد
السامية، ليقدم نفسه عن الرب الذي انكره، وتعلن بذلك انها سامحته
بكل خطاياه. ونرى النعمة والاتباع حياة بطرس توأمين غير منفصلين.
فلقد نال نعمة مكلفة.


وبانتشار المسيحية، صارت الكنيسة اكثر دنيوية، وبدأ ادراك تكاليف
النعمة يقل تدريجيا. لقد انتشرت المسيحية غ العالم، وصارت النعمة
ملكا مشاعا للجميع. وكان يسهل الحصول عليها بأرخص الاثمان. الا ان
كنيسة رومه لم تفقد رؤياها الاولى فقدانا تاما. ومما تجدر ملاحظته
بامعان خ هذا الصدد ان الكنيسة كانت حاذقة وفطنة بدرجة كافية
حتى اوجدت مجالا لحركة الرهبنة والاديرة، وحفظتها من الانزلاق
لى الانشقاق والخروج عنها. ففي هذه الحركة حفظت الرؤيا القديمة،
حية باقية على الهامش الخارجي. ففي الاديرة وجد اناس يذكرون ان
لنعمة تكلف، وان النعمة تعني اتباع المسيح. وهناك الاديرة تركوا
كل شيء لاجل المسيح، وبذلوا جهدهم كل يوم لممارسة وصايا المسيح
لصعبة القاسية، بهذا اصبحت الرهبثة احتجاجاا حيا صأرخا:ضبد صبخ
لمسيحية بصبفة دنيوية، وضد جعل النعمة رخيصة بخسة القيمة. لكن
لكنيسة كانت فطنة بدرجة كافية حتى سمحت ببقاء هذا الاحتجاج
لصارخ، ومنعته من ان يتطور الى نتيجته المنطقية المحتومة. وقد نجحت
% جعله ثانويا بل استخدامه لتبرير حياتها الدنيوية. وقد صورت
الرهبنة كحركة فردية شخصية، لا ينتظر من جمهور المسيحيين الاقتداء
بها. انما عندما حددت الكنيسة تطبيق وصايا المسيح. على فئة معينة من
الاختصاصيين، ارتكبت خطأ فتاكا، هو خطأ المقياس الازدواجي، الذي
وضعت فيه مقياسا اعلى ومقياسا ادنى للطاعة المسيحية. وحينما اتهمت


الكنيسة بانها دنيوية اكثر مما ينبغي لها، كانت تشير دائما الى الرهبنة،
باعتبار انها فرصة للحياة الاسمى داخل الحظيرة، وبذلك كانت تبرر
امكانية عيشة الاخرين حسب مستوى الحياة الادنى. وبهذا نجد نتيجة
الرهبنة لفزا غريبا. فاذ كانت رسالتها من ناحية حفظ الادراك المسيحي
الاول كنيسة رومه لتكاليف النعمة، نجدها من الناحية الاخري، تقدم
مبررا قاطعا للحياة الدنيوية الكنيسة. واذا درسنا الرهبنة جملة
وتفصيلا، نجد غلطتها القاتلة، ل١خ‏ صرامتها وقسوتها (ولوانه يبدو
ذلك سوء فهم لحقيقة ارادة يسوع) انما كانت غلطتها الكبرى خ مدى
انحرافها عن المسيحية الاصلية الصادقة، بوضعها نفسها كبلوغ فردي
شخصي من نصيب الصفوة المختارة، وبهذا ادعت لنفسها فضلا خاصا
من امتيازها هي دون سواها.


فلما جاء الاصلاح، اقامت عناية الله مارتن لوثر ليعيد نجيل النعمة
النقية الصافية المكلفة". اجتاز لوثر حياة الدير، فكان راهبا، وكان كل
ذلك جزءا من الخطة الالهية. وترك لوثر كل شيء ليتبع المسيح طريق
الطاعة التامة. لقد ترك العالم، حتى يجيا حياة المسيجية،. وقد تعلم
الطاعة للمسيح ولكنيسته، لان لا يستطيع ان يؤمن الا المطيع. كانت
دعوة لوثر الى حياة الدير تتطلب منه تسليم حياته تسليما تاما. لكن
الله حطم كل آماله وامانيه.أفقد أراه الكتاب المقدس ان اتباع المسيح
إليس عمل الصفوة المختارة او نصيبها وحدها، بل هو واجب مطلوب
من كل مسيحي بدون فرق. ان الرهبنة قد حولت عمل التتلمذ المتواضع
الى مجهود القديسين الاصفياء المستحقين، وقلبت انكار النفس الذي
يتميز به التتلمن، الى الغرور او الاعتداد بالنفس، تلك الحلة المفضوحة
التي اقتصرت على"المتدينين". وقد زحف العالم بل دخل الى قلب حياة
النعمة المكأغة


الرهبنة ولبها، فأجرى فيها الخراب والفساد مرة اخرى. إومحاولة
الراهب للهروب من العالم تحولت الى صورة ماكرة من حب العالم. فلما
أنتزع لب الحياة الدينية، وضع لوثر يده على النعمة وتمسك بها. وفيما
كان يرى الرهبنة بجملتها تتحطم وتنهار وتتناثر حواليه، رأى الله ،
المسيح يمد يده للخلاص. فمد لوثر يده بالايمان وامسك بيد الله واثقا انه
١"لا‏ قيمة لأي شيء نستطيع آن تحمله، مهما كانت الحياة التي نحياها
صالحة."إوكانت النعمة التي منحت ذاتها له نعمة مكلفة، فحطمت كيانه
كله تحطيما تاما. وكان عليه مرة اخرى ان يترك شباكه ويتبع المسيح.
لقد تبعه المرة الاولى عندما دخل الدير، عندما ترك كل شيء خلفه، ما
عدا نفسه التقية البارة. ويخ هذه المرة كان عليه ان يتركها، بل قد اخذت
منه. واطاع الدعوة، لا كأن طاعته كانت نتيجة صلاح ذاتي يخ نفسه، بل
كانت فقط بنعمة الله. ولم يسمع لوثر القول "لقد اخطأت طبعا، لكن الآن
قد غفر كل شيء، فتستطيع ان تبقى كما انت، وتتمتع بتعزيات الغفران".
‎١‏ بل كان على لوثر ان يترك الدير ويرجع الى العالم، ليس لان العالم صالح
ومقدس حد ذاته، بل لان الدير نفسه انما كان جزءا من العالم١‏


كان رجوع لوثر من الدير الى العالم اشد ضربة تلقاها العالم، منذ
يام المسيجية الاولى. وكان تركه كل شيء ضحى به اولا عندما صار راهبا
مثل لعبة اطفال اذا ما قورن بما كان عليه ان يقوم به عندما رجع الى
لعالم. ها هويأتي بذلك الى مقدمة الهجوم، والى جبهة الحرب الامامية.
١أفان‏ الطريقة الوحيدة لاتباع المسيح انما تتم بالعيشة ذ العالم الى ذلك
لوقت الحياة المسيحية عمل القلة المختارة، التي تعيش الدير حياة
لرهبنة، خ ظروف مواتية جدا. والآن قد اصبحت هذه الحياة المسيحية


الحياة اليومية والاعمال اليومية. ولذلك وجد صراع دائم بين حياة
المسيحي وحياة العالم اشد صوره واشكاله. وكان صراعا دائما مريبا
متواصلا بين المسيحي وبين العالم.


من الخطأ الفاحش ان نظن ان عمل لوثر، اكتشافه ”انجيل النعمة
النقية الصافية"، قم حلا عاما يعفي الانسان من الطاعة لامر يسوع، او
ان الاكتشاف العظيم الذي جاء به الاصلاح عن نعمة الله الفافرة، منح
العالم بطريقة عفوية تلقائية، برا وقداسة. لا بل على نقيض ذلك، كان
لوثر يعتقد ان عمل المسيحي % العالم يتقدس بمقدار ما يسجله هنا
العمل من احتجاج جنذري نهائي ضد العالم. فانه بمقدار ما يمارسه
المسيحي ي عمله ومهنته العالم من اتباع المسيح، بهذا المقدار عينه
ينال المسيحي من الانجيل مسحه قدسية وتبريرا. فلم يكن ”تبرير
الخطية" هو ما اخرج لوثر من الدير الى العالم بل "تبرير الخاطئ".
فقد كانت النعمة التي نالها نعمة مكلفة. لقد كانت نعمة كمياه مروية
لارض ناشفة، فيها عزاء الضيق، وفيها حرية من عبودية اختارتها
النفنن لذاتهاة وفيها غفران لكل خطايا: وكاننا أنعمة مكلفة، ثم تعشه
من الاعمال الصالحة، بل دعته بالاحرى ان يأخذ دعوة الاثباع بطريقة
جدية اكثر من ذي قبل بما لا يقاس. لقد كانت نعمة لاتها كلفت اعظم
كلفة، وكلفت اعظم كلفة لانها كانت نعمة. هذا هو سر انجيل الاصلاح



  • تبرير الخاطئ.


الا ان نتيجة الاصلاح لم تكن نصرة فهم لوثر وادراكه للنعمة خ كمال
نقاوتها ويخ كل تكاليفها، بل نصرة الفريزة الدينية الانسان وتيقظها
لمعرفة المكان الذي يمكن الحصول فيه على النعمة بأرخص ثمن. وكل
ما يحتاج اليه لتحقيق هذا الهدف هو تغيير التشديد، بطريقة حكيمة
‎‏النعمة المكلفنة


ماهرة. لقد علم لوثر ان الانسان لا يستطيع ان يقف امام الله، مهما
كانت طرقه واعماله الدينية، لانه اعماقه يطلب دائما ما هو لنفسه.
وقد تمسك لوثر بالايمان، عمق بؤسه وشقائه، وبغفران كل خطاياه،
المقدم له مجانا بدون قيد ولا شرط. وقد علمه الاختبار ان هذه النعمة
كلفته حياته نفسها، ولا بد من ان تكلفه هذا الثمن يوما بعد يوم. وبدلا من
ان تعفيه هذه النعمة من تكاليف الاثباع، جعلته تلميذا اكثر غيرة واشد
حماسة فلما كان لوثر يتكلم عن النعمة، كان دائما يعني ضمنا كنتيجة
ملآزمة، انها كلفته حياته، الحياة التي صارت الان لاول مرة خاضعة
للطاعة التامة للمسيح. على هذا النحو فقط كان يتكلم عن النعمة.
١كان‏ لوثر يقول ان النعمة وحدها تقدر أن تخلص: واخذ اتباعه عنه هذا
التعليم أوصاروا يرددونه كلمة كلمة، ولكنهم تركوا النتيجة الملازمة، وهي
التزامات الاتباع، وما كان عند لوثر حاجه ان يذكر دائما هذه النتيجة
الملازمة باكثر ايضاح، فانه كان دائما يتكلم كشخص اقتادته النعمة الى
اتباع المسيح بأدق ما تعنيه الكلمة من معنى. وقد كان تعليم اتباع لوثر
منيعا لا يمكن مهاجمته، اذا ما قيس بمقياس تعليم لوثر نفسه، الا ان
تعليمهم الارثوذ كسي قضى على الاصلاح وافسد غايته التي ترمي الى
اعلان نعمة الله المكلفة على الارض. فهبط تبرير الخاطئ ي العالم، الى
تبرير الخطية والعالم. وبذلك تحولت النعمة المكلفة الى نعمة رخيصة
بدون الاتباع.


قال لوثر: "ان كل ما نستطيع ان نفعله لا يجدي شيئا، مهما كانت
الحياة التي نحياها صالحة.،" وقال ايضا ان لا شيء ينفعنا ي نظر الله
سوى "النعمة والرضى الالهي الذي يمنح غفران الخطية". لكنه تكلم
بذلك كشخص ادرك يا اللحظة الحاسمة التي فيها اختبر النعمة، ان


عليه ان يترك مرة قانية كل شيء ويتبع امننتيي فكان اعترافه بنعمة الله
المجانية هو الترك النهائي لخطيته الكبري، ولكنه لم يكن قط تبريرا
لتلك الخطية. لانه اذ تمسك بغفران الله ترك حياته التي سيطرت عليها
ارادته هو، تركها لكي يتبع المسيح اتباعا جديا. وكان ينظر الى نعمة الله)
( الفافرة كجواب لعجز الآنسان عن ادرات البر٠إاما‏ اتباع لوثر فيما بعد
فجعلوا هذا ”الجواب" مبدأ اساسيا منه استنتجوا تعليما آخر. وهذا كان
سر البلاء. ان كانت النعمة جواب اله شكنة الاخمان، وهي هبة اتحياة
المسيحية، فلا يمكننا ان نتأخر لحظة عن اتباع المسيح اتباعا تاما. اما
ان كانت النعمة مبدأ لحياتي المسيحية فمعناه اني احيا حياتي العالم
وكل خطاياي مبررة سلفا، واني استطيع ان امضي طريقي واخطئ
قدر ما اشاء، وان اعتمد على هذه النعمة التي تغفر لي مهما كان الامر،
لان كل العالم مبرر بموجب هذا المبدآ. واستطيع ان اعيش بالمقياس الذي
يعيش به عامة الناس وابقى، كما كنت من ذي قبل، متأكدا ان نعمة الله
ستسترني. لقد جعل العالم "مسيحيا" تحت تأثير هذا التعليم الخطأ عن
لنعمة، لكن ذلك كان على حساب تحويل الديانة المسيحية الى دنيوية
كثر مما اي وقت مضى. ولم يبق هناك فرق بين الحياة المسيحية
والحياة العادية المحترمة، اذ ان الحياة المسيحية قد اصبحت تعني مجرد
لعيشة ذ العالم مثل حياة اهل العالم. بل ان هذا التعليم يمنع المسيحي ان
تكون حياته مختلفة عن حياة العالم، وذلك لاجل النعمة لئلا يظن البعض
ن التبرير هو بواسطة الاعمال التي تختلف عن اعمال العالم. ونتيجة
لهذا التعليم صار كل واجبي كمسيحي ان اهريب من العالم تحو ساعة چخ
صباح الاحد، وان اذهب الى الكنيسة لاتأكد ان كل خطاياي قد غفرت. لا
حاجة بي ان اسعى لاتباع المسيح، لان النعمة الرخيصة - وهي الد اعداء
‎١‏ التي تعتبر جواب الله لمشكلة الانسان وعجزه فهي نعمة مكلفة. انه لمن
المخيف جدا ان نرى الى اي حد يمكن ان يساء استعمال تعليم انجيلي
سليم. فالصيغة الحالتين واحدة وهي " لتبرير بالايمان وحده" انما
سوء استعمال هذه الصيفة يؤدي الى اضاعة جوهرها ضياعا تاما.


‏بعد ان انفق "فاوست" حياته كلها طلب المعرفة اعترف وقال:
"الان أرى اننا لا نستطيع ان نعرف شيئا." هذا هو جواب لمشكلة، هذه
هي نتيجة اختبار طويل. لكن الامر كما لاحظ "كيركيغارد" يختلف عن
ذلك كل الاختلاف عندما يدخل طالب جديد الى الجامعة، ويستخدم
هذه العبارة وهذه العاطفة ليبرر كسله وتراخيه. فاذا نظرنا الى التعبير
اعلام كنتيجة سمي جدي نراه صوابا تاما.) ولكن اذا نظرنا اليه باعتباده
مبدا اساسيا وجدناه يحمل نوعا من خداع النفس وتضليلها. لان العلم
المستوعب لا يمكن فصله عن الوجود الذي استوعب فيه ولا يحق لاحد
ان يقول باستحالة المعرفة ما لم يكن قد بذل جهده سبيل كسب
المعرفة. إوالانسان الوحيد الذي له الحق ان يقول انه مبرر بالنعمة وحدها


‏هو الانسان الذي ترك الكل سبيل اثباع المسيح وهو الذي يعلم ان
الدعوة للاتباع هبة من النعمةم وان هذه الدعوة لا تنفصل عن النعمةإ
اما الذين يحاولون ان يستخدموا هذه النعمة للتتصل من اثباع المسيح
فانما يخدعون انفسهم.
ولكن نسأل: ألم يعرض لوثر نفسه لخطر هذا التحريف خ فهمه
للنعمة ماذا يعني قوله: "اخطئ بجرأة لكن آمن وتهلل بالمسيح بجرأة
اكثر؟ انك خاطئ على كل حال ولا تستطيع ان تفعل شيئا لاصلاح الحال.


فسواء كنت راهبا او رجلا من اهل العالم، سواء كنت متدينا او شريرا، لا
يمكن ان تنجو من متاعب الحياة ومصاعبها لهذا واجه الامر بشجاعة، ‎٢‏
‏لا سيما وانت تعتمد على عمل النعمة٠‏ أليس هذا الموقف مناداة صريحة
بنعمة رخيصة و"بطاقة بيضاء" لارتكاب الخطية وقضاء مبرما على كل
اتباع حقيقي للمسيح؟ أليس هذا تجديفا يشجع على ارتكاب الخطية
بجرأة اعتمادا على النعمة التي اعطانا اياها الله أليس قانون الايمان
الكاثوليكي على حق ا الحكم على هذا الموقف بانه تجديف على الروح
القدس؟


يتوقف فهمنا لهذا القول الذي نطق به لوثر على اتمييزنا بين النعمة
كجواب الله لمشكلة الانسان والنعمة كمبدأ نستنتج منه تعاليمنا الاخرى.
فاذا اعتبرنا قول لوثر مبدأ نستنتج منه تعليما نكون من المنادين بنعمة
رخيصة.إولكن قول لوثر ينبفي ان يعتبر خاتمة ونتيجة وجوابا لمشكلة
وعجز، بل فصل الخطاب والكلمة النهائية الموضوع. واذا اعتبرنا


كلمتي "اخطئ بجرأة" مبدأ عاما يصبح مبدأ اخلاقيا اي مبدأ نعمة
يوازيه مبدأ "اخطئ بجرأة" ويعني هذا تبرير الخطية، الامر الذي يقلب
قص لوثر رأسا على عقب، اذ لا يمكن ان تكون عبارة "اخطئ بجرأة"
بالنسبة الى لوثر الا نتيجة الاختبار الطويل والعزاء للشخص الذي علمته
محاولاته اتباع المسيح انه لا يمكن ان يكون بلا خطية، فييأس من
نعمة الله خوفا من خطيته. نظر لوثر لم يكن القول "اخطئ بجرأة"
استسلاما جذريا لواقعية حياة عاصية، بل كان تصريحا بنعمة الله التي
.امامها نحن دائما خطاة كل ظرف وي كل حال. ومع ذلك فان تلك
النعمة تفتش عنا وتبررنا. لذلك يقول لوثر: تشجع، اعترف بخطيتك،
ولا تحاول ان تهرب منها، لكن تشجع اكثر فآمن. انت خاطئ فكن خاطئا
النعمة المكلفة


كما انت، ولا تحاول ان تكون غير نفسك او ان تتظاهر بما لست عليه. نعم
تعال ولو كنت خاطئا مرة بعد اخرى كل يوم، وكن جريئا شجاعا ذلك.
وبديهي ان هذه الكلمات لا يمكن ان توجه لسوى الذين يتركون خطاياهم
كل يوم من اعماق قلوبهم ويتخطون كل حاجز يمنعهم من اتباع المسيح،
اولثك الذين مع كل ذلك تزعجهم خطاياهم وعدم امانتهم اليومية. من
يستطيع ان يسمع هذا الكلام دون ان يعرض ايمانه للخطر، الا الذي
يسمعه فيقبله ويتعزى به كنداء متجدد لاثباع المسيح؟ ان هذه العبارة التي
قالها لوثر، اذا فسرت على هذا النحو، كانت شهادة على النعمة المكلفة،
بل على كلفة النعمة، وهي النوع الوحيد الصحيح من النعمة.


اما اذا فسرت النعمة على انها مبدأ، وضسرت عبارة لوثر، ”اخطئ
بجرأة" على انها مبدآ، فتكون النعمة رخيصة بخسة الثمن، وتكون %
نهاية المطاف، ناموسا جديدا، لا يحمل معه معونة ولا حرية. لكن اذا
اخذنا النعمة على انها الكلمة الحية، فتكون عبارة، "اخطئ بجرأة"
عزاءنا الضيق، ودعوة لنا للاتباع، وتكون النعمة المكلفة هي النعمة
الوحيدة النقية الصافية، التي تغفر الخطايا حقا، وتحرر الخاطئ حقا.


نحن الذين نتمسك بمبدأ الخلاص بالنعمة الرخيصة قد تجمعنا
حولها تجمع النسور حول الجيفة، وشربنا منها السم الذي قتل حياة
الاتباع الصحيحة. صحيح اننا اكرمنا بالطبع تعليم النعمة الصافية
اكراما لا يباري يذ البلاد المسيحية بجملتها، ورفعنا هذا التعليم وعظمناه
الحقيقة الى مركز الله نفسه. وقد كررت صيفة لوثر وترددت مرارا
ا كل مكان، لكن حقها الاصيل قد حرف الى خداع النفس وتضليلها.
فكم قيل انه ما دامت كنيستنا تتمسك بتعليم التبرير الصحيح، فلا شك
اطلاقا انها كنيسة متبررة. هكذا قالوا، وهكذا زعموا، ظنا منهم انه


يجب ان نؤيد تراثنا بجعل هذه النعمة ميسورة للجميع بأرخص الشروط
وابسطها. ان نتمسك بهذا المبدأ يعني انه يجب ان نترك اثباع المسيح
للناموسيين والكلفينيين والمتحمسين - وكل هذا لاجل النعمة. لقد بررنا
العالم، وحكمنا على الذين يجتهدون ان يتبعوا المسيح بأنهم هراطقة.
وكانت النتيجة اننا غدونا كنيسة انجيلية اسمية وبلادنا مسيحية ولوثرية،
ولكن على حساب الاثباع الحقيقي. كان الثمن المطلوب ارخص جدا مما
ينبفي. وقد ربحت النعمة الرخيصة" الصفقة.


لكن هل ادركنا ان هذه "النعمة الرخيصة" ترجع علينا بمفعولها؟
والنتيجة التي وصلنا اليها من تدهور خ الدين المنظم هي النتيجة
الوحيدة الحتمية لسياستنا العقيمة، ا تقديم نعمة رخيصة جدا بأبخس
الاثمان للجميع. لقد قدمنا الرسالة والفرائض بالجملة، وعمدنا وثبتنا،
وحللنا امة بجملتها، دون ان نسأل احدا اسئلة محرجة، ودون ان نضع
على احد شروطا قاسية لقد قادتنا عاطفتنا الانسانية الخيرية ان نعطيا
القدس للمستهزئين وغير المؤمنين) لقد قدمنا للناس انهارا لا نهاية لها
من النعمة: نكننا لم تسنعهه معها دهوة تذ كر لاتباع امسيط:: اين تلاى
الحقائق التي حدت بالكنيسة الاولى ان تنشي نظاما وتهيئ دروسا لتعليم
طالبي العماد والانضمام الى الكنيسة، والتي مكثت الكنيسة من اقامة
حراسة منيعة لتحفظ الحدود الفاصلة بينها وبين العالم، ولتقدم وسائل
الحماية الكافية للنعمة المكلفة؟ ماذا حدث لكل التحذيرات التي قدمها
لوثر ضد الكرازة بالانجيل بطريقة تجعل الناس يطمئنون الى حياتهم
الشريرة؟ هل هناك مثال على تدهور المسيحية، وجعل العالم مسيحيا
اسميا، افظع واسوأ من هذه الطريقة؟ أية مقارنة بين قتل تشارمان ثلاثة
آلاف سكسوني، وبين قتل الملايين روحيا بلادنا اليوم لقد ثبت لنا


بأصدق دليل افتقاد ذنوب الاباء ي الابناء الجيل الثالث والرابع. لقد
برهنت النعمة الرخيصة انها قاسية جدا، ولا رحمة فيها اطلاقا على
كنائسنا الانجيلية.


ولم تكن "النعمة الرخيصة" اقل اتلافا لحياتنا الروحية شخصيا.
فانها بدلا من ان تفتح الطريق للمسيح اقفلتها. وبدلا من ان تدعونا
لاتباع المسيح قست قلوبنا خ اطاعته. ربما سمعنا مرة الدعوة المجيدة
لاتباعه، وربما اتخذنا الخطوات الاولى القليلة يخ سبيل التتلمن، واذا
بنا نجد انفسنا امام رسالة النعمة الرخيصة. ألم يكن هذا قاسيا، ولا
رحمة فيه؟ ولم يكن من تأثير لهذه الرسالة سوى انها اقفلت امامنا سبيل
التقدم، وخدعتنا حتى نكتفي بمستوى العالم الحقير، واطفأت من نفوسنا
شعلة الفرح بالاتباع، اذ اخبرتنا ان سلوكنا خ طريق الاتباع هو اتباع
طريق اخترناه لانفسنا، وانفاق قوتنا خ تدريب انفسنا تدريبا باطلا، وكل
هذا ليس فقط عبثا وبلا جدوي، بل هو خطر بالغ الخطورة، اذ ان خلاصنا
سبق ان تم بنعمة الله. فبهذا تكون الفتيلة المدخنة قد اطفئت بلا رحمة
ولا شفقة. ولم يكن من الاحسان خ شيء ان نكلم الناس بهذه الصورة،
لان هذه النعمة الرخيصة انما تتركهم متحيرين ومضطربين، وتبعدهم
عن السير الطريق الذي دعاهم اليه المسيح. فاذا تمسكوا بالنعمة
الرخيصة منعوا الى الابد من معرفة النعمة المكلفة. وبهذا ضعف الناس
وخدعوا وشعروا انهم اقوياء بحصولهم على هذه النعمة الرخيصة، مع
انهم % الحقيقة فقدوا القوة التي بها يحيون حياة الاتباع والطاعة. ان
كلمة النعمة الرخيصة كانت سببا خراب عدد من المسيحيين اكثتر
كثيرا من ايه وصية من وصايا الاعمال.


وسنحاول % الفصول التالية ان نجد رسالة للذين تزعجهم هذه


المشكلة وللذين فقدت كلمة النعمة معناها عندهم. ويجب ان نفعل هذا
باسم الحق، ولاجل اولئك الذين يسلمون بان النعمة الرخيصة قد
اضلتهم واعاقتهم عن اتباع المسيح وحرمتهم من معرفة النعمة المكلفة.
ومع اننا نعترف ان كنيستنا قويمة مستقيمة تعليمها عن النعمة، الا اننا
لا نجزم اننا اعضاء كنيسة تتبع ربها تماما. لذلك يجب ان نبذل جهدنا
لنعيد الفهم الصحيح للعلاقة المتبادلة بين النعمة والاتباع. وهذا امر لا
مفر منه. فان المشكلة التي تزداد وضوحا وجلاء كل يوم، المشكلة الملحة
التي تجابه الكنيسة هي هذه: كيف نستطيع ان نحيا الحياة المسيحية %
العالم المعاصرة


ما اسعد الذين وصلوا الى نهاية الطريق التي نسعى الان ان نخطو
فيها. اولئك الذين اكتشفوا الحق الواضح جليا للعيان، وهو ان النعمة
مكلفة لانها نعمة الله المسيح يسوع. ما اسعد اتباع المسيح البسطاء
الذين غلبتهم نعمته، والذين يستطيعون ان ينشدوا تسابيح نعمة
المسيح الكافية كل الكفاية، والتي تقود القلب الى الاتضاع. ما اسعد
الذين بسبب معرفتهم تلك النعمة، يستطيعون ان يعيشوا العالم
دون ان يكونوا من العالم، الذين باتباعهم المسيح يتأكدون من رعويتهم
السماوية، لدرجة معها يستطيعون ان يتمتعوا بحرية كاملة ان يحيوا
حياتهم هذا العالم. ما اسعد الذين يعرفون ان اتباع المسيح انما يعني
الحياة النابعة من النعمة، وان النعمة تعني الاتباع. ما اسعد الذين صاروا
مسيحيين بهذا المحنى، لان كلمة "النعمة" قد اصبحت نبع رحمة لهم



Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

resresources an...

resresources and references Previous reference, pp. 8-9. - King Saud University’s participation in t...

ما على المرء ال...

ما على المرء التحلي به هو التصالح مع نفسه و مع من حوله ، عليه نشر الطاقة الايجابية لعالمه ،قد تكون ن...

Steam Distillat...

Steam Distillation: Steam distillation is employed when the components to be separated are volatile ...

فالفعل يكون مبا...

فالفعل يكون مباحاً إذا وقع استعمالاً لحق يقرره القانون لفاعله. وهذا الاستعمال ليس مطلقاً فهو مقيد با...

1 المزيج التر...

1 المزيج الترويجي الإعلام كافة أوجه النشاط الاتصال ي ، والتي تستهدف تزويد الجمهور بكاف...

‏Every language...

‏Every language has its flaws and limitations. Some people have been so frustrated with the imperfec...

يكشف هذا الاختب...

يكشف هذا الاختبار عن وجود دماء في موقع الجريمة وذلك عن طريق خلط محلول الفينولفثالين مع بيروكسيد الهي...

- تطبيق مبادئ ا...

- تطبيق مبادئ المدونة العالمية لآداب السياحة: - 1) )ينبغي لأصحاب المصلحة في التنمية السياحية، سواء م...

تحدثنا في مقال ...

تحدثنا في مقال سابق عن القلب، وعلمنا أنه ليس مجرد مضخة للدم، بخلاف ما كان قد استقر لدى علماء الغرب ل...

صراع الاقدام - ...

صراع الاقدام - الاحجام يحدث هذا النوع من الصراع عندما يرغب الكائن الحي في أن يقترب وأن يحجم في نفس ...

زيادة كفاءة وفع...

زيادة كفاءة وفعالية العمليات: يسهم التحول الرقمي في تحسين كفاءة وفعالية عمليات الإدارة الجبائية. من ...

‌ه- وفي ظلِ اشت...

‌ه- وفي ظلِ اشتعالِ الحربِ على الدّولارِ الأميركيِ في التبادلِ التجاريِ الدوليِ في عصرٍ يفوحُ بالرّق...