Lakhasly

إن مفردة الإرهاب في اللغة لها معان عدة منها : الخشية، ومنها : الرعب والخوف قال تعالى : قال ألقوا فلما ألقوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم (الأعراف : ١١٦)، وفي معاجم اللغة العربية، كان القاسم المشترك فيما يتعلق بمشتقات كلمة ( رهب) الخوف والتخويف والفزع. وجاء بمعنى العنف والذعر والفزع واستخدام القوة. الإرهاب في الاصطلاح ليس هناك اتفاق على تعريف واحد للإرهاب، الإرهاب: هو عنف منظم ومتصل بقصد خلق حالة من التهديد العام الموجه إلى دولة أو جماعة سياسية، العمل الإرهابي هو : فعل إجرامي تحركه دوافع دنيئة، يرتكبه فرد أو جماعة من الأفراد بأسلوب يعتمد على نشر الرعب في النفوس ، ويلاحظ في هذا التعريف عنصر «الرعب» وهو جوهر الفعل الإرهابي، ومن ثم فلا يشترط دائماً أن يكون الهدف من الفعل الإرهابي سياسياً، فقد يكون اجتماعياً أو ثقافياً أو اقتصادياً أو دينياً عقائدياً . كما أنه لا يشترط أن يكون الفعل الإرهابي عنيفاً، فقد يقع عمل إرهابي أشد ضراوة وأكثر خطورة دون استخدام العنف، ولا حتى التهديد به مثل تلويث مصادر المياه بالأوبئة والجراثيم والكيميائيات، وتسيير بعض السحب المحملة بالإشعاع فوق عواصم معينة (محب الدين ١٤١٩، الإرهاب كل اعتداء على الأرواح والممتلكات العامة، سواء قام به فرد أو جماعة أو دولة، يمكن القول إن هناك إشكاليات حقيقية ثلاثا بين المتخصصين الأولى بشأن تعريف الإرهاب، والتعاون الدولي والحلول والعلاج وأياً كانت دواعي وفلسفات هذه الإشكاليات فإن ثمة حقيقة مفادها صعوبة اتفاق على تعريف جامع مانع ومتفق عليه للإرهاب. ومع هذا قد يكون بداية الاتجاه السليم نحو تقريب وجهات النظر إزاء تعريف موحد للإرهاب، ما جاء في الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب، التي جاءت بتعريف موحد للإرهاب توصل إليه وزراء الداخلية والعدل العرب في عام ١٤١٨هـ ١٩٩٨ ينص على أن: الإرهاب هو : كل فعل من أفعال العنف أو التهديد به أياً كانت بواعثه أو أغراضه يقع تنفيذاً لمشروع إجرامي فردي أو جماعي ويهدف إلى إلقاء الرعب بين الناس أو ترويعهم بإيذائهم أو تعريض حياتهم أو حريتهم أو أمنهم للخطر، أو إلحاق الضرر بالبيئة أو بأحد المرافق أو الأملاك العامة أو الخاصة، ترتكب تنفيذا لغرض إرهابي في أي من الدول المتعاقدة، أو على رعاياها أو ممتلكاتها أو مصالحها يعاقب عليها قانونها الداخلي، عدا ما استثنته منها تشريعات الدول المتعاقدة أو التي لم تصادق عليها وهي: . اتفاقية طوكيو الخاصة بالجرائم والأفعال التي ترتكب على متن الطائرات والموقعة بتاريخ ١٩٦٣/٩/١٤م. اتفاقية اختطاف واحتجاز الرهائن في ۱۹۷۹/۱۲/۱۷م. دخلت بريطانيا في سلسلة الأعمال الإرهابية الخطيرة من جانب جيش إيرلندا الجمهوري IRA . ظهرت في أوروبا خلال السنوات القليلة الماضية مشكلة العنف الإرهابي المتطرف للجماعات اليمينية، ففي سنة ۱۹۹۲م شنت أكثر من ألفي هجمة من جانب جماعات اليمين المتطرف خلفت (۱۷) قتيلاً وأكثر من ألفي مصاب، وقدر وزير داخلية ألمانيا الجماعات اليمينية المتطرفة فيها بأنها تزيد على ٧٥ جماعة نشطة ينخرط فيها ( ٦٥٠٠٠) عضو نشط (۱۰) منهم لهم سابقة استعمال العنف، وفيما بين ۱۹۹۱ و ۱۹۹۳م قتلت الجماعات المتطرفة اليمينية (۳۰) شخصاً . ظهرت الأنشطة الإرهابية للأجنحة العسكرية اليسارية في كل من فرنسا وبلجيكا وإن كانت قد قلت الآن نتيجة لنشاط الأجهزة الأمنية في كلتا الدولتين (عيد، ١٤٢٠هـ). فضلاً عما تقوم به أجهزة العدالة الجنائية والأجهزة التشريعية من تدابير. ظهر الجيش الأحمر الألماني ومجموعة بادر ما ينهوف في ألمانيا التي خطفت هانز مارتن شلوبر رئيس اتحاد المقاولين سنة ١٩٧٧م واغتالته . ولا يمكن أن تنسب بحال من الأحوال إلى أديان تلك الشعوب، وفي الوقت نفسه لا يمكن أن ينسب ما يحصل ممن يحسبون على المسلمين إلى الإسلام، والإسلام من أعمالهم الإرهابية براء، وإلا لجاز تسمية المتطرفين من الكاثوليك والبروتستانت والبوذيين وغيرهم بأديانهم، ومثال ذلك ما حدث في المبنى الإداري في أوكلاهوما سيتي عام ۱۹۹٥م، ومن ثم حاصرته القوات الأمريكية في مزرعته ومعه أتباعه وذلك في عام ۱۹۹۳م، وعندما رفض التسليم هاجمته القوات الأمريكية واشتعلت النيران في المعسكر فمات دافيد كورش و ٧٥ شخصاً من أتباعه بينهم نساء وأطفال. وفي عام ۱۹۷۸م أقدمت جماعة متطرفة أمريكية على الانتحار الجماعي لأكثر من ۷۷۵ شخصاً أمريكياً ينتمون لطائفة معبد الشمس التي تزعمها جيم جونز، وهي طائفة اعتزلت المجتمع الأمريكي. وهناك جماعة الحقيقة المطلقة (أوم) اليابانية التي وضعت غاز السارين في أنفاق طوكيو فقتل ۱۲ شخصاً وأصيب ۵۵۰۰ وكانوا يخططون لقتل أربعين ألف شخص من مستخدمي مترو الأنفاق، وكان ذلك عام ١٩٩٥م إلى غير ذلك مما حصل في التاريخ الغربي والشرقي من تصفيات وثورات. والناظر في الواقع والأحداث التاريخية يجد أنه بعد غزو الاتحاد السوفييتي السابق لأفغانستان في بدايات الثمانينيات من القرن الماضي، ولدوافع سياسية لدى البعض الآخر. كما قامت الدول العربية والإسلامية على الإجمال بالتدخل في هذا الصراع إلى أن تحقق النصر على السوفييت وإيديولوجيته. (الوسط، نمت ظاهرة ما يطلق عليهم «الأفغان العرب» الذين استقطبوا من مختلف شرائح المجتمعات. أو تلك التي غير ذلك تقاطعت مصالحها معهم إبان الحرب ضد الشيوعيين في أفغانستان، ع(۱۱۲۲۹). مع جهل بالواقع والتاريخ والسير، وبروز التناقضات في حياتهم، (ناجح ل أربعين والشريف، لابد من تقسيمهم إلى طبقتين رئيستين هما : وطبقة الأعضاء المنفذين وينقسم كل منهما أيضاً إلى قسمين ، فهناك نوعان من القادة هما: في حين هناك نوعان من الأعضاء، والأعضاء الاستقطابيون وقد اتضح من خلال تحليل السير الذاتية للقادة والمنظرين، أو الميدانيين لهذه الجماعات يقعون في الفئات العمرية (٢٥ ٥٠٠) سنة. في حين أن القادة الميدانيين بعضهم أو الكثير منهم لا يحمل شهادة جامعية، إلا أن لديهم تدريباً عالياً وخبرات قتالية، وقد برع بعضهم في علوم الحاسب وقاموا بتصميم بعض المواقع الجهادية وكان لهم نشاط ملموس في توظيف الشبكة العالمية للإنترنت لخدمة الجماعات ونشر فكرها عالمياً. أو المنظرين الشرعيين لهذه الجماعات متزوجون وبعضهم لديهم أبناء، هذا بالإضافة إلى أن بعضهم كان ملتحقاً بالعمل الحكومي. كما تبين أيضاً أن نسبة كبيرة وخصوصا من القادة الميدانيين الذين سبق لهم الجهاد في أفغانستان، قد تلقوا دورات مكلفة في العلوم العسكرية، إضافة إلى أن بعضهم لديه دورات عالية في صنع المتفجرات، حيث تتراوح أعمارهم بين السابعة عشرة، وتبين هذه النتيجة أن الكثير من المنتمين إلى هذه الجماعات قد تم التغرير بهم من قبل بعض مروجي الفكر سواء كانوا معلمين، فإنه يهمل ولا يحرص على استقطابه . والميدانيون هذه الخاصية لدى الشباب فيغرونهم بالحور العين ويخبرونهم أن زوجاتهم من الحور ينتظرونهم في الجنة وأن ليس بينهم وبينهن إلا ثوان معدودة. ولا يحمل هماً تجاه هذا الأمر أو خوفاً عليهم بعد وفاته (الخليفة، أو لديه شهادة جامعية. حيث إن اجتماع صغر السن، وتدني المستوى التعليمي يجعل هذه الفئة سهلة الانقياد والتوجيه، على أنه لابد من الإشارة إلى أن الكثير من المغرر بهم من دول مجلس التعاون على وجه الخصوص، وأن منهجهم مضاد لمنهج السلف الصالح سرعان ما يتراجعون للحق والوسطية، خاصة بعد المناصحة بالتي هي أحسن. لاشك أن الإسلام والإرهاب نقيضان لا يجتمعان، فالإسلام رحمة ونور ولين ورفق واعتدال ونظام وإصلاح وسلام، بينما الإرهاب بما هو متعارف عليه الآن على النقيض من ذلك: قسوة وظلام وشدة وعنف وغلو وتطرف وهدم وإفساد، والإرهابيون يتعاونون على الإثم والعدوان، والإرهابيون قساة أفظاظ ، غلاظ القلوب على نقيض الرحمة واللين ورهافة الحس ورقة القلب، والإرهابيون يبغون الفساد في الأرض، ويقول صلى الله عليه وسلم: ((من خرج على الطاعة وفارق الجماعة فميتته جاهلية)) (رواه مسلم)، ويقول صلى الله عليه وسلم: ستكون بعدي هنات وهنات فمن أراد أن يفرق أمر المسلمين وهم جميع، وقال تعالى في حكم البغاة وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين) (سورة الحجرات، ومن السنة النبوية قوله صلى الله عليه وسلم: ((من أتاكم وأمركم جميعًا، يريد أن يفرق جماعتكم فاقتلوه))، قوم يحسنون القول ويسيئون العمل، يمرقون عن الدين كما يمرق السهم من الرمية، طوبى لمن قتلهم أو قتلوه ما يدعون إلى الله وليسوا منه في شيء من قتلهم كان أولى بالله منهم)) (رواه البخاري ومسلم). وقال عليه الصلاة والسلام )) لزوال الدنيا وما عليها أهون عند الله من قتل رجل مسلم )) (رواه أبو داود والترمذي ) ، وقال عليه الصلاة والسلام من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما)) (في الصحيحين من حديث عبد الله بن عمر بن العاص)، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية)) (رواه مسلم في صحيحه) وعن ابن عمر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من خلع يداً في طاعة لقي الله يوم القيامة ولا حجة له، وبناء عليه ولكون الإرهاب أحد التهديدات الرئيسة للسلم والأمن الدوليين، فإن الإسلام يرفض الإرهاب وهو بريئ مما ينسب اليه اعدائه وان الأحكام الشرعية تدور من حيث الجملة على وجوب حماية الضرورات الخمس الدين النفس العرض، ولذلك قرر العلماء مايلي : انه من ثبت شرعاً انه قام بعمل من أعمال التخريب والإفساد في الأرض التي تزعزع الأمن بالإعتداء على الأنفس والممتلكات الخاصة أو العامة فإنه يعاقب بالعقوبة المقررة شرعاً بعد استكمال الإجراءات الثبوتية اللازمة من جهة المحاكم الشرعية وهيئات التمييز،

ماهية الإرهاب
الإرهاب في اللغة
إن مفردة الإرهاب في اللغة لها معان عدة منها : الخشية، ومنها : الرعب والخوف قال تعالى : قال ألقوا فلما ألقوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم (الأعراف : ١١٦)، وقال تعالى: (ترهبون به عدو الله وعدوكم) (الأنفال : ٦٠)، وفي معاجم اللغة العربية، كان القاسم المشترك فيما يتعلق بمشتقات كلمة ( رهب) الخوف والتخويف والفزع.
وجاء بمعنى العنف والذعر والفزع واستخدام القوة. (ابن منظور، ج ۱، ص ٤٣٦ : الجوهري في الصحاح، ص ٥٦).

الإرهاب في الاصطلاح
ليس هناك اتفاق على تعريف واحد للإرهاب، بل تعاريف عدة نورد منها ما يلي:
الإرهاب: هو عنف منظم ومتصل بقصد خلق حالة من التهديد العام الموجه إلى دولة أو جماعة سياسية، والذي ترتكبه جماعة منظمة بقصد تحقيق أهداف سياسية)) (عز الدين، ١٩٨٦ ، ص ۲۵).

الإرهاب: (( التهديد الناشئ عن عنف من قبل أفراد أو جماعات)) (شكري ١٩٩١ ، ص ٤٥).

العمل الإرهابي هو : فعل إجرامي تحركه دوافع دنيئة، يرتكبه فرد أو جماعة من الأفراد بأسلوب يعتمد على نشر الرعب في النفوس ، بغية تحقيق هدف معين أياً كان (محب الدين، ١٤١٩ ، ص ٢١٤). ويلاحظ في هذا التعريف عنصر «الرعب» وهو جوهر الفعل الإرهابي، وهو ما يميزه عن غيره من الأفعال المشابهة، ومن ثم فلا يشترط دائماً أن يكون الهدف من الفعل الإرهابي سياسياً، فقد يكون اجتماعياً أو ثقافياً أو اقتصادياً أو دينياً عقائدياً ... إلخ. كما أنه لا يشترط أن يكون الفعل الإرهابي عنيفاً، فقد يقع عمل إرهابي أشد ضراوة وأكثر خطورة دون استخدام العنف، ولا حتى التهديد به مثل تلويث مصادر المياه بالأوبئة والجراثيم والكيميائيات، وتلويث الأطعمة والأغذية بمواد الإشعاع والكيميائيات ودفن النفايات الذرية، وإلقاء بعض الخلايا البكتيرية في مياه الأنهار. وتسيير بعض السحب المحملة بالإشعاع فوق عواصم معينة (محب الدين ١٤١٩، ص ٢١٥).

الإرهاب كل اعتداء على الأرواح والممتلكات العامة، سواء قام به فرد أو جماعة أو دولة، كما يشمل أيضاً أعمال التفرقة العنصرية التي تباشرها بعض الدول (سرحان، ۱۹۷۳ ، ص) .

ومن خلال استعراض التعاريف السابقة، يمكن القول إن هناك إشكاليات حقيقية ثلاثا بين المتخصصين الأولى بشأن تعريف الإرهاب، والمفاهيم Concepts والمعاني Meaning والأطر Paradgin ، والثانية حول الطرح المنهجي Methodology ، أما الإشكالية الثالثة فتنحصر في الموضوعية والتفسيرات المتباينة في مسائل التعاريف، والتعاون الدولي والحلول والعلاج وأياً كانت دواعي وفلسفات هذه الإشكاليات فإن ثمة حقيقة مفادها صعوبة اتفاق على تعريف جامع مانع ومتفق عليه للإرهاب.

٣.١٠٣ التعريف المختار
إن الإجماع الدولي على تعريف موحد للإرهاب فيه صعوبة، ومع هذا قد يكون بداية الاتجاه السليم نحو تقريب وجهات النظر إزاء تعريف موحد للإرهاب، ما جاء في الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب، التي جاءت بتعريف موحد للإرهاب توصل إليه وزراء الداخلية والعدل العرب في عام ١٤١٨هـ ١٩٩٨ ينص على أن:
الإرهاب هو : كل فعل من أفعال العنف أو التهديد به أياً كانت بواعثه أو أغراضه يقع تنفيذاً لمشروع إجرامي فردي أو جماعي ويهدف إلى إلقاء الرعب بين الناس أو ترويعهم بإيذائهم أو تعريض حياتهم أو حريتهم أو أمنهم للخطر، أو إلحاق الضرر بالبيئة أو بأحد المرافق أو الأملاك العامة أو الخاصة، أو احتلالها أو الاستيلاء عليها، أو تعريض أحد الموارد الوطنية للخطر». (مجلس وزراء الداخلية العرب، ۱۹۹۸ ، ص ۳). أما الجريمة الإرهابية وطبقاً للاتفاقية فهي : « أية جريمة أو شروع فيها، ترتكب تنفيذا لغرض إرهابي في أي من الدول المتعاقدة، أو على رعاياها أو ممتلكاتها أو مصالحها يعاقب عليها قانونها الداخلي، كما تعد الجرائم المنصوص عليها في الاتفاقيات التالية من الجرائم الإرهابية، عدا ما استثنته منها تشريعات الدول المتعاقدة أو التي لم تصادق عليها وهي: . اتفاقية طوكيو الخاصة بالجرائم والأفعال التي ترتكب على متن الطائرات والموقعة بتاريخ ١٩٦٣/٩/١٤م.

اتفاقية لاهاي بشأن مكافحة الاستيلاء غير المشروع على الطائرات والموقعة بتاريخ ١٩٧٠/١٢/١٦م. . اتفاقية مونتريال الخاصة بقمع الأعمال غير المشروعة الموجهة ضد سلامة الطيران المدني الموقعة في ۱۹۷۱/۹/۲۳م، والبروتوكول الملحق بها والموقع في مونتريال في ١٩٨٤/٥/١٠م. . اتفاقية نيويورك الخاصة بمنع ومعاقبة الجرائم المرتكبة ضد الأشخاص المشمولين بالحماية الدولية بمن فيهم الممثلون الدبلوماسيون والموقعة في ١٩٧٣/١٢/١٤م.
اتفاقية اختطاف واحتجاز الرهائن في ۱۹۷۹/۱۲/۱۷م.
اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار لسنة ١٩٨٦م وما تعلق منها بالقرصنة البحرية.
دخلت بريطانيا في سلسلة الأعمال الإرهابية الخطيرة من جانب جيش إيرلندا الجمهوري IRA . ظهرت في أوروبا خلال السنوات القليلة الماضية مشكلة العنف الإرهابي المتطرف للجماعات اليمينية، ففي سنة ۱۹۹۲م شنت أكثر من ألفي هجمة من جانب جماعات اليمين المتطرف خلفت (۱۷) قتيلاً وأكثر من ألفي مصاب، وقدر وزير داخلية ألمانيا الجماعات اليمينية المتطرفة فيها بأنها تزيد على ٧٥ جماعة نشطة ينخرط فيها ( ٦٥٠٠٠) عضو نشط (۱۰) منهم لهم سابقة استعمال العنف، وفيما بين ۱۹۹۱ و ۱۹۹۳م قتلت الجماعات المتطرفة اليمينية (۳۰) شخصاً .
ظهرت الأنشطة الإرهابية للأجنحة العسكرية اليسارية في كل من فرنسا وبلجيكا وإن كانت قد قلت الآن نتيجة لنشاط الأجهزة الأمنية في كلتا الدولتين (عيد، ١٤٢٠هـ).

ظهرت الفيالق الحمراء الإيطالية (الألوية الحمراء) التي خطفت رئيس الحكومة الدومورو في مارس ۱۹۷۸م واغتالته . وقد اتخذت الشرطة تدابير فعالة لمكافحة هجمات هذه الفيالق، فضلاً عما تقوم به أجهزة العدالة الجنائية والأجهزة التشريعية من تدابير.

ظهر الجيش الأحمر الألماني ومجموعة بادر ما ينهوف في ألمانيا التي خطفت هانز مارتن شلوبر رئيس اتحاد المقاولين سنة ١٩٧٧م واغتالته .
إن المنظمات والحركات الإرهابية المتطرفة كثيرة في الغرب، ولا يمكن أن تنسب بحال من الأحوال إلى أديان تلك الشعوب، وفي الوقت نفسه لا يمكن أن ينسب ما يحصل ممن يحسبون على المسلمين إلى الإسلام، والإسلام من أعمالهم الإرهابية براء، وإلا لجاز تسمية المتطرفين من الكاثوليك والبروتستانت والبوذيين وغيرهم بأديانهم، ومثال ذلك ما حدث في المبنى الإداري في أوكلاهوما سيتي عام ۱۹۹٥م، الذي تم تفجيره وأسفر عن قتل ١٦٨ شخصاً وإصابة المئات من الأشخاص. ومجموعة دافيد كورش الذي زعم أنه المسيح وتحدى الحكومة الأمريكية، ومن ثم حاصرته القوات الأمريكية في مزرعته ومعه أتباعه وذلك في عام ۱۹۹۳م، وعندما رفض التسليم هاجمته القوات الأمريكية واشتعلت النيران في المعسكر فمات دافيد كورش و ٧٥ شخصاً من أتباعه بينهم نساء وأطفال. وفي عام ۱۹۷۸م أقدمت جماعة متطرفة أمريكية على الانتحار الجماعي لأكثر من ۷۷۵ شخصاً أمريكياً ينتمون لطائفة معبد الشمس التي تزعمها جيم جونز، وهي طائفة اعتزلت المجتمع الأمريكي. وهناك جماعة الحقيقة المطلقة (أوم) اليابانية التي وضعت غاز السارين في أنفاق طوكيو فقتل ۱۲ شخصاً وأصيب ۵۵۰۰ وكانوا يخططون لقتل أربعين ألف شخص من مستخدمي مترو الأنفاق، وكان ذلك عام ١٩٩٥م إلى غير ذلك مما حصل في التاريخ الغربي والشرقي من تصفيات وثورات.

لقد أوضحت إحصاءات نشرتها الحكومة الأمريكية أنه قد وقع خلال عام ٢٠٠٢م ٥,٣ مليون جريمة عنف و ۱۷٫۵ مليون جريمة تعد راح ضحيتها ۲۳ مليون ضحية، و ١٦,١١٠ قتلى وأظهرت الأرقام أن 7% من كل ضحايا جرائم العنف تعرضوا لمعتدين مسلحين بأسلحة نارية. (جريدة الرياض ع ١٢٨٤٦).
يقول المفكر الفرنسي روجيه جار ودي في كتابه «حرب العصر» (إن الغرب مارس التطرف من خلال الغزو والاستعمار، ويرى أنه يتفوق على سائر البشرية، وأن واجبه نشر ديانته التي اعتبرها أعلى درجة من باقي الأديان). (التركي، ١٤٢٤ ، ص ٢٣).
الإرهاب في المجتمعات الإسلامية
والناظر في الواقع والأحداث التاريخية يجد أنه بعد غزو الاتحاد السوفييتي السابق لأفغانستان في بدايات الثمانينيات من القرن الماضي، غضب العالم الإسلامي وتفاعل مع هذا الحدث لدوافع دينية لدى بعض الدول، ولدوافع سياسية لدى البعض الآخر. وقد استغلت الولايات المتحدة العداء التقليدي بين المسلمين و الاتحاد السوفييتي الراعي آنذاك للأيديولوجية الشيوعية الماركسية فانحازت لدوافع جيوبولوتيكية إلى المسلمين في مقاومة السوفييت. كما قامت الدول العربية والإسلامية على الإجمال بالتدخل في هذا الصراع إلى أن تحقق النصر على السوفييت وإيديولوجيته. (الوسط، العدد (۲۲۲). وبعد خروج الاتحاد السوفيتي السابق من أفغانستان، وقيام الدولة ثم نجاح حركة طالبان فيما بعد، نمت ظاهرة ما يطلق عليهم «الأفغان العرب» الذين استقطبوا من مختلف شرائح المجتمعات. وتغيرت الأهداف والإستراتيجيات ارين في والخطط، لتصبح موجهة إلى بعضها أو إلى الدول التي قدموا منها، أو تلك التي غير ذلك تقاطعت مصالحها معهم إبان الحرب ضد الشيوعيين في أفغانستان، بل أدخل الكثير من الشباب العربي في الصراعات الفكرية والقتالية المختلفة في أفغانستان وأصبحت الأهداف غير الأهداف التي ذهبوا من أجلها بعلم أو دون علم السديري الجزيرة، ع(۱۱۲۲۹). وفي هذه الأثناء برز على الساحة الغلو والتطرف والتكفير من بعضهم لأسباب عدة منها : ضعف الحصانة الذاتية، وكون أولئك الشباب لم يأخذوا العلم الشرعي من أهله مباشرة، وتجرأ بعض رموزهم في الإفتاء بالحلال والحرام من خلال تأويل الآيات، وتنصيب أنفسهم قضاة على المجتمعات بعيداً عن منهج الدعوة الإسلامية الحق، إضافة إلى الزعم بأنهم يمتلكون الحقيقة، مع جهل بالواقع والتاريخ والسير، وبروز التناقضات في حياتهم، والإحباطات إلى غير ذلك مما أحدثته الصراعات الدولية، والنزاعات الإقليمية، وتبدل مصالح الدول الكبرى وبخاصة الولايات المتحدة الأمريكية التي كانت في فترة من الفترات تشجع القوى والتيارات والجماعات الإسلامية التي كانت تحارب ضد الروس. (ناجح ل أربعين والشريف، ٢٠٠٢؛ البهنساوي، ١٤٠٥؛ الجحني، ١٤٢١، ص ٣٤).

السمات العامة للإرهابيين
عند التحدث عن سمات المنتمين إلى الفكر التكفيري في المجتمعات العربية والإسلامية، لابد من تقسيمهم إلى طبقتين رئيستين هما :
القادة والمنظرون، وطبقة الأعضاء المنفذين وينقسم كل منهما أيضاً إلى قسمين ، فهناك نوعان من القادة هما:
القادة المنظرون، والقادة الميدانيون . في حين هناك نوعان من الأعضاء، هما: الأعضاء التنفيذيون، والأعضاء الاستقطابيون وقد اتضح من خلال تحليل السير الذاتية للقادة والمنظرين، سواء ما ينشر منها في مجلاتهم، وخصوصا ما يذكر في مقالات التائبين أو التي تكتب بعد وفاة أحدهم، أو ما نشر من معلومات في الصحافة، أن معظم القادة المنظرين، أو الميدانيين لهذه الجماعات يقعون في الفئات العمرية (٢٥ ٥٠٠) سنة. كما أن معظم القادة المنظرين يحملون الشهادات الجامعية، أو الشهادات العليا بعضها ذات تخصصات شرعية. في حين أن القادة الميدانيين بعضهم أو الكثير منهم لا يحمل شهادة جامعية، حيث يقتصر تعليمهم على الشهادة الثانوية فما دون، إلا أن لديهم تدريباً عالياً وخبرات قتالية، وقد برع بعضهم في علوم الحاسب وقاموا بتصميم بعض المواقع الجهادية وكان لهم نشاط ملموس في توظيف الشبكة العالمية للإنترنت لخدمة الجماعات ونشر فكرها عالمياً. (عسيري الجحني، ١٤٢٦ هـ ). كما أن معظم طبقة القادة الميدانيين، أو المنظرين الشرعيين لهذه الجماعات متزوجون وبعضهم لديهم أبناء، هذا بالإضافة إلى أن بعضهم كان ملتحقاً بالعمل الحكومي. كما تبين أيضاً أن نسبة كبيرة وخصوصا من القادة الميدانيين الذين سبق لهم الجهاد في أفغانستان، أو البوسنة، أو الشيشان، قد تلقوا دورات مكلفة في العلوم العسكرية، والتدريبات التكتيكية، إضافة إلى أن بعضهم لديه دورات عالية في صنع المتفجرات، والتشريك (الخليفة، ١٤٢٥هـ).
أما طبقة الأعضاء المنفذين منهم، والمستقطبين فتبين أن غالبيتهم يتصفون من حيث العمر بصغر السن، حيث تتراوح أعمارهم بين السابعة عشرة، والخامسة والعشرين. وتبين هذه النتيجة أن الكثير من المنتمين إلى هذه الجماعات قد تم التغرير بهم من قبل بعض مروجي الفكر سواء كانوا معلمين، أو أصدقاء، أو أقارب أو غير ذلك. مما يمكن اعتبارهم (ضحايا)، ذلك أن مروجي الفكر يعرفون أن صغار السن فريسة سهلة وعجينة خام طرية بالإمكان تشكيلها وقولبتها وفق الكيفية التي يرغب من يريد تطويعها كيفما يشاء بالهيئة التي تحقق مقاصده ومآربه. هذا مع الأخذ في الحسبان أنهم يحرصون على اختيار الشباب المطيع الذي لا يناقش، ولا يسأل، ولا يتردد في تنفيذ الأوامر، أما من يخالف ذلك، فإنه يهمل ولا يحرص على استقطابه . أما من حيث الحالة الاجتماعية فغالبية هذه الفئة غير متزوجين، ويعد هذا الأمر ميزة للعضو التنفيذي خاصة، حيث يستغل القادة التنظيريون، والميدانيون هذه الخاصية لدى الشباب فيغرونهم بالحور العين ويخبرونهم أن زوجاتهم من الحور ينتظرونهم في الجنة وأن ليس بينهم وبينهن إلا ثوان معدودة. كما أن عدم الزواج يجعل الشباب متحرراً من مسؤولية الأسرة والأبناء، ولا يحمل هماً تجاه هذا الأمر أو خوفاً عليهم بعد وفاته (الخليفة، ١٤٢٥هـ).

أما المستويات التعليمية فغالبيتهم من حملة المؤهلات الثانوية فما دون، وقليل منهم من التحق بالجامعة، أو لديه شهادة جامعية. وتعد هذه الخاصية في غاية الأهمية ، حيث إن اجتماع صغر السن، والجهل الشرعي، وتدني المستوى التعليمي يجعل هذه الفئة سهلة الانقياد والتوجيه، على أنه لابد من الإشارة إلى أن الكثير من المغرر بهم من دول مجلس التعاون على وجه الخصوص، ما أن يتضح لهم خطأ أسلوبهم، وأن منهجهم مضاد لمنهج السلف الصالح سرعان ما يتراجعون للحق والوسطية، خاصة بعد المناصحة بالتي هي أحسن.

الإسلام ضد الإرهاب
لاشك أن الإسلام والإرهاب نقيضان لا يجتمعان، فالإسلام رحمة ونور ولين ورفق واعتدال ونظام وإصلاح وسلام، بينما الإرهاب بما هو متعارف عليه الآن على النقيض من ذلك: قسوة وظلام وشدة وعنف وغلو وتطرف وهدم وإفساد، قال تعالى: (ولا تعاونوا على الإثم والعدوان (المائدة آية: (٢)، والإرهابيون يتعاونون على الإثم والعدوان، ويفعلون نقيض الآية. وقال تعالى: (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك) (آل عمران: ١٥٩)، والإرهابيون قساة أفظاظ ، غلاظ القلوب على نقيض الرحمة واللين ورهافة الحس ورقة القلب، ويقول عز من قائل: ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين) (القصص: (۷۷)، والإرهابيون يبغون الفساد في الأرض، يفعلون ما هو عكس الآية وضدها ونقيضها . (البشر وآخرون، ١٤٢٥هـ).

والرسول صلى الله عليه وسلم يعلن، فيقول: ((من حمل علينا السلاح فليس منا) (رواه البخاري)، ويقول صلى الله عليه وسلم: ((من خرج على الطاعة وفارق الجماعة فميتته جاهلية)) (رواه مسلم)، ويقول صلى الله عليه وسلم: ستكون بعدي هنات وهنات فمن أراد أن يفرق أمر المسلمين وهم جميع، فاضربوه بالسيف كائناً من كان)) (رواه مسلم). وقال تعالى في حكم البغاة وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين) (سورة الحجرات، الآية: (٩).

ومن السنة النبوية قوله صلى الله عليه وسلم: ((من أتاكم وأمركم جميعًا، يريد أن يفرق جماعتكم فاقتلوه))، وقوله: ((سيكون في أمتي اختلاف وفرقة، قوم يحسنون القول ويسيئون العمل، يمرقون عن الدين كما يمرق السهم من الرمية، لا يرجعون حتى يرتد قومهم هم شر الخلق والخليقة، طوبى لمن قتلهم أو قتلوه ما يدعون إلى الله وليسوا منه في شيء من قتلهم كان أولى بالله منهم)) (رواه البخاري ومسلم). وقال صلى الله عليه وسلم ((لم يزل المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً)) (رواه البخاري، ۱۸۷/۱۲ ، ٦۸٦۲)، وقال عليه الصلاة والسلام )) لزوال الدنيا وما عليها أهون عند الله من قتل رجل مسلم )) (رواه أبو داود والترمذي ) ، وقال عليه الصلاة والسلام من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما)) (في الصحيحين من حديث عبد الله بن عمر بن العاص)، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية)) (رواه مسلم في صحيحه) وعن ابن عمر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من خلع يداً في طاعة لقي الله يوم القيامة ولا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية)) (رواه مسلم في صحيحه)، وقال عليه الصلاة والسلام : ((من أشار إلى أخيه بحديده، فإن الملائكة تلعنه حتى ينزع وإن كان أخاه لأبيه وأمه)) (رواه مسلم). وبناء عليه ولكون الإرهاب أحد التهديدات الرئيسة للسلم والأمن الدوليين، فإن الإسلام يرفض الإرهاب وهو بريئ مما ينسب اليه اعدائه وان الأحكام الشرعية تدور من حيث الجملة على وجوب حماية الضرورات الخمس الدين النفس العرض، العقل، المال، ولذلك قرر العلماء مايلي : انه من ثبت شرعاً انه قام بعمل من أعمال التخريب والإفساد في الأرض التي تزعزع الأمن بالإعتداء على الأنفس والممتلكات الخاصة أو العامة فإنه يعاقب بالعقوبة المقررة شرعاً بعد استكمال الإجراءات الثبوتية اللازمة من جهة المحاكم الشرعية وهيئات التمييز، ومجلس القضاء.