لخّصلي

ينظر دائما للياقة البدنية كهدف أساسى ، للتربية البدنية ، إلا أن خلال السنوات ، قد تغير جوهرياً تعريف اللياقة البدنية وبعض أهداف البرنامج التعليمية . في العصر الحاضر ، تواصل نماذج التربية للياقة أن تظهر تغييراً هاماً في فلسفة التربية البدنية وفى المعتقدات التربوية للمربين المسئولين عن تطوير منهج التربية البدنية .

(أولا ) برامج اللياقة البدنية قديما :
إن حركة اللياقة البدنية في الولايات المتحدة قدمها Dr. William Anderson في أكاديمية Adelphin ببروكلين ( ١٨٨٥) ، كان د. أندرسون مدرس للتمرينات السويدية الطبية ، والذى وجه دعوة إلى ( ٤٩) قائد) الحضور مؤتمر، أقيم بغرض الأخذ في الاعتبار المدخل العلمي لتنمية اللياقة البدنية ، ونتيجة مناقشتهم فى هذا المؤتمر ، نظم المؤتمرون الجمعية الأمريكية التعزيز التربية البدنية والتي أصبحت حديثاً الاتحاد الأمريكي للصحة والتربية البدنية والترويح والرقص (AAHPERD) .
كان الاهتمام العام للصحة ولياقة الشعب الأمريكي هي القوة من وراء إدخال التربية البدنية في المنهج المدرسي . وقد استمر تشجيع اهتمامات متجددة في أهداف اللياقة ، وتطوير برامج اللياقة البدنية بالمدرسة في فترات معينة من تاريخ الولايات المتحدة متضمنة العصر الحالي . أثناء النصف الأول من القرن العشرون للتربية البدنية المنظمة في الولايات المتحدة ، اتسع مفهوم التربية البدنية ليتضمن اللياقة الحركية Motor Fitness والقدرات الرياضية العامة ، وبالتدريج انخفض تأكيد منهج اللياقة حيث تغير محور البرامج المدرسية إلى تطوير المهارات الأساسية والحركات الانسانية ومهارات الأداء الرياضي . وفي ( ۱۹۳۰ ) أغلب بر

امج المدارس الثانوية والكليات والتربية البدنية بالجامعة وجهت نحو تعلم الأنشطة الرياضية المحببة .

وليس مفاجئاً ، أن خوض الولايات المتحدة الحرب الثانية قد أدى تأكيداً متجدداً على اللياقة البدنية فى أوائل ١٩٤٠ . ففي عديد من البرامج المدرسية، أظهرت التعريفات المعدلة للياقة اهتمامات القوات المسلحة ، وأدمجت في التريبة البدنية أنشطة متعددة، طورت لبرامج التدريب لمصلحة الخدمات العسكرية . وبالتدريج بعد الحرب العالمية الثانية ، عاد النقص في الاهتمام باللياقة البدنية ، وتحركت أغلب المدارس نحو الألعاب والرياضات .

إن التفسيرات المتداولة العامة للياقة البدنية كهدف هام للتربية البدنية بالمدرسة ، ابتدأ أن يبزغ فى منتصف ( ١٩٥٠) . فكان هناك اهتمام متسع كثيراً للبحث العلمي Kraus and Hirchland ( ١٩٥٣ ) معلنين عن النماذج السلبية لاختبار اللياقة للشباب الأمريكي مقارنة بعينة من شباب بلاد أوروبية مختارة . في (١٩٥٦) أسس الرئيس أيزنهور مجلس رئاسي للياقة الشباب ، وبدعم شخصى من الرئيس كينيدى للياقة البدنية ، أعطى الحركة دفعة قومية . ومقالته بعنون و الأمريكاني الناعم ، Soft American (١٩٦٠) ، اتسع قراءتها ، وأعطت معلومات نافذة المفعول ، لكسب دعم عام التربية بدنية أكثر في المدارس . وقد شجع استمرارية اختبار اللياقة منذ ذلك الوقت من جانب المجلس الرئاسي وكذلك من AAHPERD .

إن تطوير أدوات البحث مثل الطاحونة الدوارة (tread Mill) وتقنيات القياس المتطورة لتقييم التأثيرات الفسيولوجية للتمرين قد نبهت اهتمام المتخصصين والعامة نحو التمرين واللياقة أثناء الثلث الأخير من القرن العشرون. إن تطوير هذه الأدوات جعلت من الممكن إظهار دور التمرين في تحصيل اللياقة المرتبطة بالصحة والاحتفاظ بها ، كما أن نتائج الأبحاث التي ساندت أهمية إسهام التمرين فى الصحة ، قد أصبحت أيضاً عاملاً هاماً في التأثير على المهن الطبية وصناعة التأمين ليعطى دفعة إضافية لحركة اللياقة.

( ثانيا ) المسلفة والتوجه القيمي :

إن الفلسفة التربوية المساندة لاستخدام نموذج التربية للياقة من أجل تصميم مناهج التربية البدنية ، تعتبر كإسهامات محتملة للتربية البدنية لها الأسبقية الأولى نحو تحسين نوعية حياة الفرد من خلال تنمية مهارات النشاط البدني للفرد ، ومعارف اللياقة ، واتجاهات الالتزام نحو أسلوب حياة نشطة

إن الأهداف الصحية القومية لعام ( ۲۰۰۰) ( قسم الخدمات الصحية والإنسانية بالولايات المتحدة ۱۹۹۰ ) قررت لتأكيد اجتناب المشاكل الصحية وليست علاجها فقط . وأغلب هذه الأهداف تتجه نحو أطفال وتلاميذ المدارس تحقيقاً لهذا المجهود القومى لتقليل المرض وعدم القدرة . والمجالات الأولى لتعزيز الصحة، يتضمن النشاط البدني واللياقة . والمربون في التربية البدنية الذين يتقبلون هذه الأولوية كمحور لبرامجهم ، يحتاجون إلى نموذج منهج تربوى لتنفيذ هذه الفلسفة التربوية .

وهؤلاء الذين يخططون المناهج مستخدمين التربية للياقة ، يفترضون أن الأنشطة البدنية لها أهميتها لأسلوب حياة صحية ، وأن تنمية مثل هذا الأسلوب للحياة ، يتطلب معارف عن علاقة النشاط بالصحة ، ومهارات في الأنشطة التي لها مزايا صحية ، وتعهد لأهمية التمرين . ويعتقد المؤيدون في الأهمية لتربية بدنية يومية ، والتأكيد على النشاط الهوائي القوى ، واستخدام منتظم لاختبار اللياقة لتوجيه التلميذ ومحاسبة المعلم ، وبناء برامج لياقة شخصية، تبنى على أساس تقييم حالة اللياقة وصحة الفرد وأهداف اللياقة .

إن التوجه القيمي المفهوم ضمناً فى النموذج العام لمنهج التربية للياقة هو التمكن الانضباطي ، . فتكون اللياقة لها الأولوية في محتوى المادة الدراسية، ومن المتوقع أن يتقن التلميذ مهارات في أنشطة اللياقة ، وأن يحصل مستويات راسخة لحالة اللياقة ، والتمكن من معارف اللياقة متفق عليه أيضاً . وفي برامج قليلة بنيت على أساس نموذج التربية للياقة في العقد الماضي ، يمكن أن تعين توجهات قيم أخرى . فالبرنامج التفريدي الذي يركز على

-تنمية القوى الكاملة لكل متعلم ، والذى يستخدم باتساع أنشطة لياقة عنيفة . يمكن أن يدرك على أنه يعكس توجه لقيمة و تحقيق الذات ، ، فيمكن الدليل المنهج أن يوجه إلى نموذج تربية للياقة ، وبالرغم من ذلك ، إن التوجه القيمة : تحقيق الذات ) ، عادة ما يؤدى إلى نموذج النموى . إن الفلسفة التي تساند حرية التلميذ للاختيار ، وتنمية مسئولية الفرد ، والإدارة الذاتية ، والمداخل الابداعية لاكتشاف معنى في تصميم برامج تمرين شخصية ، قد تبدو أنها تؤدى إلى منظور ( التكامل الأيكولوجي ) ، ومع ذلك ، قد تبدو أنشطة وخبرات اللياقة البدنية المخططة تشابه للتي تستخدم في مناهج أخرى للتربية للياقة.

‏Goals and Desired Outcomes الأهداف والحصائل

في أغلب الأحوال ، إن أهداف مناهج التربية البدنية التي تبنى على أساس نموذج التربية للياقة ، ترتبط بتحسين حالة اللياقة للتلميذ ، ومع ذلك ، يحدث منوعات هامة في المحتوى ، ومنوعات في الحصائل المطلوبة ، وفقا لتغيير تعريفات اللياقة . وفى نفس الوقت ، جميع مناهج التربية للياقة ، تصمم لتنمية معارف حول اللياقة ومهارات في الأنشطة التي ! لها مزايا صحية ، وعادات التمرين المنتظم .

( أولا ) حالة لياقة التلميذ :

تقريباً ، جميع مناهج التربية البدنية بالمدرسة تحدد اللياقة في بعض التعريفات كهدف للبرنامج . ومع ذلك قليل من المربين في التربية البدنية يشيرون ، على وجه الحصر إلى أهداف اللياقة ، وفى الحقيقة ، توحى الممارسة السائدة أن الأغلبية ترى اللياقة كجزء من منهج التربية البدنية وليس كله . ففى بعض البرامج تحتل اللياقة مكانة منخفضة في أهداف المدارس الابتدائية ، ويظهر أنها تحتل مكانة عالية في المدارس الثانوية ، ولكنها ليست الهدف الوحيد بالبرنامج .

إن نموذج التربية للياقة يعزز برامج اللياقة المدرسية المركزة على هدف أساسي لتحسين حالة اللياقة البدنية لجميع التلاميذ . وعادة ما تستخدم الاختبارات الموضوعية مرتين على الأقل في العام الدراسي بغرض التقييم .