لخّصلي

يشهد العالم اليوم تطورات هائلة ومتعددة الأوجه والجوانب تشمل كافة مرافق الحياة بمفاصلها المختلفة وعلومها المتعددة ومن ضمنها علم التسويق بكافة أبعاده ومداخله وفلسفاته المتعددة.
إن تبني المفاهيم والمداخل الحديثة لفلسفة التسويق يعتبر الحجر الأساسي لأي نجاح لمنظمات الأعمال على الصعيد المحلي أو الخارجي، لذا فإن المنظمة التي ترغب في الوصول إلى أهدافها وتحقيق رسالتها لا بد لها أن تفهم بعمق وبنظرة شاملة ومتكاملة لفلسفة التسويق الحديثة بمختلف مداخلها ومفاهيمها خاصة في هذا الوقت الذي يشهد اتجاهات نحو العالمية (العولمة) وبالأخص عولمة التسويق.
فالتسويق اليوم يحتل مكانة استثنائية في الهياكل التنظيمية للمؤسسات البسيطة والمتوسطة والكبيرة، ويندر أن نجد نشاطاً إبداعياً لا يشكل التسويق شريانه الحيوي، فالإبداع في التسويق يأتي من حقيقة مفادها أن المستهلكين قد أصبحوا سادة السوق لأنهم هم الذين يحددون الإستراتيجيات والنشاطات التسويقية، وفي ضوء رغبات واحتياجات المستهلك تحدد وترسم الأهداف التسويقية، بمعنى أنه على المنتجين لكي يحققوا البقاء والنمو في أعمالهم عليهم أن يدرسوا احتياجات أسواقهم حتى يتمكنوا من مدها بالسلع التي تتطلبها بأكثر الطرق كفاءة وأقل تكلفة ممكنة.
وتطور التسويق من مفهومه البيعي إلى مفهومه التسويقي والذي يعتمد أساساً على دراسة حاجات ورغبات المستهلكين له أثره الكبير في انتقال السلع والخدمات من المنتج إلى المستهلك، إذ أن المنتج أصبح يتمحور نشاطه ليس فقط في إيجاد توليفة مثلى للإنتاج، بل تعدى ذلك في البحث عن المستهلك لسلعته وكيفية إيصالها له بالطريقة التي تضمن للمشروع تحقيق أهدافه، هذا من جهة ومن جهة أخرى فقد أصبح المستهلك يبحث عن منتج لسلعة يحتاجها لإشباع حاجاته الملائمة وبأقل التكاليف وبالكمية والسعر المناسبين، ومن هنا وجب الجمع بين مراكز الإنتاج ومراكز الاستهلاك من خلال القيام ببعض الأنشطة، وهذا ما يقودنا إلى الاهتمام برابع عنصر من المزيج التسويقي وهو التوزيع، هذا النشاط الذي لا يتم إلا من خلال أنظمة لها عدة مؤشرات وعوامل داخلية وخارجية تحاول المؤسسة من خلالها إحكام خططها التوزيعية معتمدة في ذلك على القواعد العلمية والفنية الصحيحة.
حيث تلعب سياسة التوزيع دورا حاسما في تحسين الأداء التسويقي لأي مؤسسة فهي تشير
إلى الاستراتيجيات والقرارات التي تتخذها الشركة بشأن كيفية توزيع منتجاتها أو خدماتها للعملاء
يهدف الهدف الأساسي لسياسة التوزيع إلى ضمان توافر المنتجات أو الخدمات في مكان المناسب وفي الوقت المناسب وبالكمية المطلوبة لتلبية احتياجات العملاء وتحقيق أهداف التسويق.
ولإثبات ذلك ارتأينا إسقاط دراستنا على المؤسسة العمومية الاستشفائية ” عاشور زيان ″ ب أولاد جلال ، والتي من خلالها يمكن إظهار أهمية وضرورة التركيز على هذا العنصر "التوزيع" من المزيج التسويقي، ومدى تأثيره على نشاط المؤسسة ، وصولاً بذلك إلى بعض التوصيات للمؤسسة لتحقيق إستراتيجية فعالة تساعد المؤسسة على تحقيق رضى العملاء و متطلباتهم.