لخّصلي

ملخص لشخصية ميرسو

1. شخصية
   مورسو الحسية حساسة جدًا للطبيعة المحيطة به، وللتغيرات في الضوء، وللرسائل التي ترسلها إليه حواسه الخمس. على سبيل المثال، الفصل الثاني من الجزء الأول: يواصل تقديم ملاحظات بشأن الأرصاد الجوية: "كان جميلاً"، "كان العصر جميلاً"، "أظلمت السماء، واعتقدت أننا سنواجه عاصفة صيفية". »، “لقد أصبح الهواء باردًا وشعرت بالبرد قليلاً”. بالإضافة إلى ذلك، فهو يقضي وقته في النظر إلى الأشخاص الذين يسيرون في الشارع ويصفهم بدقة شديدة: "صبيان صغيران يرتديان بدلات بحار، سراويلهما فوق الركبة، متشابكة قليلاً في ملابسهما القاسية، وفتاة صغيرة ذات ثوب وردي كبير". أحذية براءات الاختراع القوس والأسود. وخلفهم أم ضخمة ترتدي ثوبًا حريريًا بنيًا […]. » من المناسب أن نضيف إلى هذا كل الإثارة الجنسية التي تجلبها شخصية ماري إلى النص، بدءًا من المداعبات التي تم استحضارها بوضوح إلى "رائحة الملح التي تركها شعرها" في السرير. يمكن أن يكون مورسو سجينًا لحواسه : أحياناً تكون الأحاسيس قوية لدرجة أنها تطغى عليه وتكاد تقضي عليه: هذا هو الحال في جنازة أمه، وعلى الشاطئ عندما يقتل العربي "بسبب الشمس". السماء، الشمس حاضرة في كل مكان. جميع الحلقات تقريبًا: يشبه ميرسو مقياسًا للكون المادي.


2. رجل غير مبال؟
   إن ميرسو ليس سوى حساسية، واتصال بالطبيعة، لكنه مجبر على العيش بين البشر. وهو يفشل في "لعب اللعبة الاجتماعية". ما يتوقعه المجتمع منه لا يعرف كيف يعطيه. كان يجب أن يبكي في جنازة والدته، لا أن يدخن، أو يطلب رؤية الجثة، الخ. لكنه فعل ما شعر أنه يميل إليه أو قادر على فعله. وهذا ما سيلام عليه ويؤدي به إلى الموت. لم يكن عليه أن يذهب لمشاهدة فيلم لفرناندل في المساء التالي، ولا كان عليه أن يبدأ "قضية غير نظامية"، كما سيتهمه المدعي العام. هل هو غير مبال؟ الأمر ليس بهذه البساطة: فهو يقدر ماري، ويجدها "جميلة جدًا" (الجزء الثاني)، حتى لو لم يكن قادرًا على إخبارها بذلك. لم ينادي والدته أبدًا بأي شيء آخر غير "أمي"، وهي مصطلح المودة. في أعماقه، يرغب في إعطاء الآخرين ما يطلبونه منه، لكنه لا يعرف كيف يفعل ذلك. ويجيبه رئيسه الذي يشعر بالقلق من غيابه بغباء إلى حد ما: "هذا ليس خطأي. » (ط 1) لماري التي تطلب منه الزواج منها، يجيب بنعم، ولكن يخبرها أنه لا يحبها وأنه كان سيجيب نفس الشيء على شخص كان سيطلب منه في نفس الظروف. يوافق على جميع طلبات ريموند، مع العلم أن الأخير لا يساوي الكثير .
   إنه لا يعرف قواعد اللعبة الاجتماعية، وتبدو له غير مهمة، بل ولا قيمة لها: فشخصية سالامانو مع كلبه تكشف بشكل كبير عن هذا الافتقار إلى المعنى: فهو لا يتوقف أبدًا عن إهانة الحيوان وإساءة معاملته، ولكن بمجرد لقد فقدها، وبقي بلا عزاء.
   مورسو هو لغز حي للآخرين أولاً: دهشة وسخط الآخرين بسبب لا مبالاته بالحب، حتى الموت، فضيحة لقاضي التحقيق الذي يعامله كعدو للمسيح، للمدعي العام الذي يحكم على رجل بلا قلب، بلا دموع أمام عينيه. قبر أمه... لكنه لغز بالنسبة لنفسه: في السجن، في قاع وعاءه، بالكاد يتعرف على انعكاس صورته. إن استحالة "التفكير" بكلا معني الكلمة، أي إعادة الصورة والتفكير، تجعله أعمى: "طريق الرجل الأعمى" كما يقول هو نفسه. وهكذا، أثناء المحاكمة، ومن خلال تأثير مضاعف غريب، بينما كان يحدق في الجمهور، كان لديه "انطباع غريب بأنني أراقبه بنفسي".


3. رجل سخيف
   يتحملهم لفترة طويلة ويتظاهر بينما يدرك سخافتهم. لكن في النهاية طُلب منه بشدة أن يلعب اللعبة، فيرفض. تمرده يتصاعد بشكل غير محسوس أثناء محاكمته. وتصل اللعبة الاجتماعية إلى ذروتها: فالجانب المسرحي للمناقشات القانونية، خاصة عندما يتعلق الأمر بتوريط أصدقائه وعشيقته، لا يطاق بالنسبة له.
   لكن في نهاية المطاف، هناك جانب آخر من هذه اللعبة الاجتماعية، تمامًا مثل المؤسسة القضائية التي "سوف تفجر شيئًا ما في [له]"، أي الدين. وحالما تم اعتقاله تقريباً، أصبح على اتصال بالتعصب الديني، في شخص قاضي التحقيق. وفي نهاية الرواية، فإن قسيس السجن هو الذي أطلق الإدراك النهائي. في الواقع، هاتان الشخصيتان، وكل من التقى بهم أيضًا، يحثون مورسو على إيجاد معنى للعالم. وهو يرفض بعناد. أولاً بنوع من الجمود (طالما أنه حر، فإنه يُظهر شكلاً من أشكال السلبية تجاه الكائنات والأشياء)، ثم في تمرد عنيف في الفصل الأخير. بالنسبة لمورسو، العالم ليس له معنى، بل هو مجرد أحاسيس. وهو يرفض العودة إلى هذه الطريقة في رؤية العالم. وأخيراً يقبل الموت ليظل صادقاً مع نفسه، فهو يريد أن يموت أحمقاً بأي ثمن.
   الوقت: يخضع مورسو للوقت الحاضر، وغير قادر على إبراز نفسه في المستقبل: في الفصل الخامس، يحدد الخطط المستقبلية لرئيسه، و"خطيبته". أثناء تقديم لائحة الاتهام، يفهم المدعي العام عمله لكنه يفشل في شرحه: "لقد كنت دائمًا منبهرًا بما سيحدث". في عزلته في زنزانته، يواجه مشكلة الوقت وجهاً لوجه "المسألة برمتها، مرة أخرى، كانت قتل الوقت" وبفضل إعادة خلق ذكريات الحرية ينتهي به الأمر إلى العثور على "الرجل الوحيد الذي كان سيعيش تلك اللحظة". يمكن أن يعيش اليوم بسهولة مائة عام في السجن. ربما يكون هذا "السجن" هو مورسو نفسه، لكي نفهم بشكل أفضل، يجب أن نشير إلى المقال الذي كتبه كامو في نفس العام الذي كتب فيه "الغريب، أسطورة سيزيف". يقدم الشخصية من الأساطير اليونانية كرمز لسخافة العالم. في مواجهة هذا الأخير، يرى كامو، لكل إنسان واعي، ثلاثة احتمالات: البطل العبث (دون جوان هو المثال)، والانتحاري، والمؤمن: البطل العبث يواجه عبثية الحياة. بل إنه يذهب أبعد من ذلك إلى حد تقديره، ويبحث دائمًا عن نفس الشعلة، نفس العاطفة التي تحركه، كما يفعل دون جوان عندما يبحث دائمًا عن هذا الشغف الأول من امرأة إلى أخرى.* لم يعد الشخص الانتحاري يرى أي معنى في ذلك. حياته ويحقق "القفزة الكبرى". أما المؤمن، من جانبه، فيكرس نفسه بالكامل لقضية ما، وربما يشبه مورسو الانتحار، لأنه يقبل الموت الذي يفرضه المجتمع الذي يرفض الالتزام بمعاييره. ومع ذلك، حتى لو لم يكن بطلاً بالمعنى الكامل للكلمة، فإن اهتمامه بالحقيقة، الموضوعة فوق كل شيء، هو الذي يدينه، وهو أمر لا يخلو من العظمة المأساوية. مورسو ليس شخصًا يائسًا قد يقمع نفسه بسبب التشاؤم، بسبب القلق في مواجهة عذابات الوجود الذي لا يقدم له ما يرغب فيه، في مواجهة عالم سخيف وبالتالي يائس. يقول مورسو إنه كان سعيدًا حتى جريمة القتل، وربما لم يكن سعيدًا بعد أن سُجن، فهو مثل سيزيف يدرك تمامًا ما يهمه. إنها وهو ما يفسر ها الثورة النهائية ضد القسيس .


4. ما المعاني التي ينبغي أن تعطي لعنوان الرواية؟

• من أمة أخرى: ميرسو فرنسي يعيش في الجزائر. * لا ينتمي إلى مجموعة (اجتماعية، عائلية) (مختلفة، متميزة، معزولة): ميرسو لا يحترم الأعراف الاجتماعية (الحداد، يدخن في الجنازة). ، العلاقة مع ماري والتصوير في اليوم التالي).* غريب لشخص ما، غير معروف: يبدو مورسو غريبًا بالنسبة لنا (يختلف عن "الغريب"): نحن لا نعرفه جيدًا في النهاية والشخصيات الأخرى لا تعرفه أكثر. إنه غريب عن نفسه (لا يتعرف على نفسه في المرآة، جدي وهو يبتسم، يده غريبة عن قلبه وعقله عندما يطلق النار على العربي).


• أجنبي عن شيء ما: غير مبال أمام رئيسه، أمام ماري، يربك محاميه، يبدو غير مبال بوفاة والدته.
  لكن، قبل حكمه، لا يشعر ميرسو بأنه غريب: فهو في وئام مع الطبيعة (يحب البحر والشمس). لا يطرح أسئلة عن العلاقات الإنسانية، بل يعيشها ويتفاجأ بها (عندما يعرض عليه ريموند صداقته أو ماري حبها). قد تبدو لنا سلبيته غريبة (يقضي أياماً كاملة في شرفته؛ روتين الأكل في المكتب؛ يعيش في غرفة واحدة فقط؛ لا ينزل ليشتري الخبز...).
  التغيير مع المحاكمة: يشعر "مورسو" وكأنه غريب، ولديه انطباع بأن القضية يتم التعامل معها خارجًا عنه. يحضر محاكمته كالمسرح، وهو مشوش لأنه لم يكن مستعدًا لها (وهو غريب عن هذه القضية). يتم إبقاؤه جانبًا عندما يجب أن يكون له الدور القيادي (هجاء العدالة الذي يعمل من خلال تجاهل الطرف المعني الرئيسي). وكما أنه لم يكن هو نفسه أثناء القتل، فقد غيرته الشمس.

5. الراوي ميرسو
   تقدم الرواية نفسها كنوع من الاعتراف. لكن مورسو لا يسعى إلى تبرير أفعاله وسلوكه. إنها وثيقة أولية (حتى في أسلوبها الرصين والمنفصل) تعكس في حقيقتها ماهية مورسو. إنه يفتح نفسه للقارئ، ويظهر أنه لم يتنازل أبدًا. إذا لم يتمكن القارئ من قبول وجهة نظر القضاة والقسيس، فلا يمكنه أن يطالبه بإعادة الدخول إلى المجال الاجتماعي أيضًا. لا يسعنا إلا أن نتمنى أنه يحتفظ بأصالته .