لخّصلي

الفصل األول: مقدمة الدليل
، دليالً )االسم أصدرت اليونيسف في األردن عام 3002 للمهارات الحياتية بالتعاون مع مركز األميرة بسمة
بالكامل(، بهدف الترويج لمهارات الحياة األساسية وإظهار أهميتها في حياة اليافعين والشباب. استخدم الدليل
في األردن والمنطقة العربية وطّوعته جهات مختلفة لخدمة برامجها الشبابية. وبالبناء على تجربة عشرة
سنوات والتطورات المحلية واإلقليمية والعالمية وما تطرحه من تحديات على المجتمعات واألفراد، وخاصة
اليافعين منهم، عمدت اليونيسف، بالتشاور والتعاون مع مجموعة استشارية تضم شباباً وعاملين في برامج
شبابية، إلى إعداد دليل جديد يتفاعل مع احتياجات المرحلة الحالية في االردن والعالم. فصدر هذا الدليل
باللغتين العربية واإلنكليزية ليصل إلى قطاع أوسع من الشباب والعاملين معهم. لذلك صمم هذا الدليل ليشمل
أربع مجموعات من المهارات )تضم كل منها 6-4 مهارات(، وهي مهارات إدارة الذات والمهارات اإلدراكية
والمهارات اإلجتماعية ومهارات العمل المشترك. وفي معالجة كل مهارة، قدم الدليل:
.1 موقفاً حياتياً؛
.3 فقرة تظهر لليافع كيف يمكنه التعامل مع الموقف الحياتي؛
.2 مجموعة من التمارين واألنشطة التي يمكن للمدرب، اليافع أو األكبر سنا،ً أن يستخدمها في مساعدة
اليافعين الكتساب المهارة في التعامل مع المواقف الحياتية المختلفة؛ و
.4 معلومات إضافية للميسر أو المدرب.
يقدم دليل "مهارات أساسية لليافعين في أوضاع حياتية مختلفة" اقتراحات عملية تساعد الشبان والشابات
وتوجههم لمساعدة من هم من جيلهم على تعلم المهارات الحياتية، العتماد نمط حياة صحي وسليم وتعزيز
مشاركتهم الفاعلة في الحياة المجتمعية والمدنية واإلقتصادية، فانقسم الدليل في استعراضه لكل من المهارات
السابقة الذكر، إلى خمسة فصول تعد الشبان والشابات للتعامل مع أربعة أوضاع حياتية مختلفة، هي الحياة
العادية )الفصل الثاني( والحياة في ظروف إنسانية صعبة )الفصل الثالث( والحياة المدنية )الفصل الرابع(
وحياة العمل بأجر )الفصل الخامس(، كالتالي:

• يشكل الفصل االول مقدمة للدليل، فيحدد منطلقاته واألسس العلمية التي يستند إليها ويستعرض أجزاءه.


• يتمحور الفصل الثاني حول تفاعل اليافعين بإيجابية مع أنفسهم، ويروج الحترام الذات وتوكيد الهوية
  واحترام اآلخر المختلف، كما يوفر مقدمة في الجاهزية للمواطنة والتفاعل مع قضايا المجتمع.
  إنسانية صعبة، بالقيم وبمهارات تعزز المرونة


• أما الفصل الثالث، فيمد الشباب الذين يعيشون ظروفاً
  والقابلية على التأقلم، مما يساعدهم في تبني موقف مسؤول تجاه نمائهم وصحتهم وصحة اآلخرين واحترام
  التنوع االجتماعي، وااللتزام بالمشاركة المدنية، وتبعدهم عن العنف والنزاعات المسلحة.


• ويعتمد الفصل الرابع مقاربة في التربية على المواطنة )education citizenship )تتعدى المادة
  الجافة في تعلم معاني الحكم والدستور وقانون االنتخاب إلى المهارات واالستعداد للسلوك المدني التي تشمل
  مهارات ذهنية واجتماعية. ويركز هذا الفصل أيضاً على نظرية التغيير وخطوات العمل على التغيير
  المجتمعي، من تحديد القضايا والمشاكل وانتهاكات الحقوق إلى تحليلها فالعمل عليها ومن ثم التأمل باإلنجاز.
  5


• يأتي في النهاية الفصل الخامس ليروج لقيم العمل ويتعرض إلى مهارات التشغيل أو االستعداد لحياة
  العمل.
  كما ألحق في فصول الدليل، دليل للمدرب، يقدم مادة تدريب المدربين كاملة ويستعرض نماذج مختلفة
  الستخدام مادة الدليل في التدريب بحسب المجموعة الشبابية المستهدفة وحاجتها، كما يقدم أدوات أساسية
  لقياس النتيجة المباشرة للتدريب من اكتساب المعرفة والمهارات لدى الشابات والشبان المتدربين، واألثر
  البعدي في تبني المواقف والسلوك الذي يخدم مصلحتهم الفضلى ويساهم بإيجابية في التغيير المجتمعي البناء.
  منطلقات الدليل:
  وتنطلق فكرة الدليل من حقيقة أن الشباب طاقات وخبرات وبالتالي فهناك أهمية للبناء على خبرة ومعلومات
  كل منهم في إطار من العمل الجماعي الذي يتعامل مع همومهم ويتناولها بحلول ونشاطات تساهم في حياة
  أفضل لهم. كما ينطلق من قناعة أن فرص نجاح الطفل، فالشاب، في الحياة تزداد كلما ازداد فهمه لذاته
  واستطاع تحديد احتياجاته ومعرفة حقوقه والدفاع عنها وتبني أهداف له مبنية على فهمه الواضح لذاته.
  ولكن غالبا ما يصعب على االنسان نفسه، في بداية حياته، أن يفهم تصرفاته ونتائجها. وحتى نساعده على
  فهم ذاته وتقدير قيمتها واحترام المجتمع لها، يتوجب علينا توفير فرص أمامه للمشاركة اجتماعيا واقتصاديا،
  في
  وبالتالي تطوير قدراته ضمن بيئة آمنة وداعمة، ال في ظروف الحياة الطبيعية فحسب وإنما أيضاً
  الظروف اإلنسانية الصعبة وحاالت التهميش والفقر والهجرة. إذ يحتاج الشباب )الشبان والشابات( إلى فهم
  البيئة االجتماعية والثقافية والسياسية من حولهم وتأثيرها عليهم، مما يوفر للشباب فرصة النظر بإيجابية إلى
  أنفسهم والتفاعل مع البيئة عبر مشاركتهم في أطر الحياة المختلفة مثل البيت والمدرسة والحي وعبر
  مشاركتهم في نشاطات مجتمعية.
  أما المنطلق اآلخر للدليل فهو أن دعم الشباب في تثقيف غيرهم من الشباب والمجتمع عامة أثبت نجاحه في
  الكثير من البلدان في العالم، فكانوا قدوة لغيرهم في العمل على تعزيز الصحة بتعريفها الشامل الذي يغطي:


• الجسدي )القدرة على القيام بوظائف الجسم الميكانيكية، بحالة قصوى من اللياقات البدنية(،


• والعقلي )القدرة على التفكير بوضوح وتناسق وتحمل المسؤولية وحسم الخيارات واتخاذ القرارات(،


• والنفسي )القدرة على التعرف إلى المشاعر والتعبير عنها، أي الشعور بالسعادة والراحة النفسية(،


• واإلجتماعي )القدرة على إقامة عالقات مع اآلخرين واالستمرار فيها(.


• والروحي )القدرة على اعتماد منظومة قيم توفر الراحة والسالم مع النفس(،


• والمجتمعي )القدرة على التفاعل اإليجابي مع كل ما يحيط المرء من مادة وأشخاص وقوانين وأنظمة(.
  ينطلق الدليل أيضا من إجماع النظريات التربوية والتنموية على أهمية "مقدرات الشباب التنموية"
  )assets development youth )والتي تأتي مهارات الحياة األساسية في أساسها لتدمج الشباب في
  مجتمعهم وتوفر لهم فرص النماء والصحة والفاعلية اإلجتماعية واالقتصادية. وأهم هذه المقدرات:


• مهارات الحياة األساسية الخاصة بالقدرة على التواصل مع اآلخرين والبناء اإليجابي للذات،
  6


• القدرة على اعتماد أنماط حياة صحية،


• التواصل األسري،


• التفاعل اإليجابي والبناء بين األقران،


• القدرة على صياغة عالقة الشباب مع الكبار )المعلمين والعاملين في البرامج الشبابية( بغرضتشكيل نموذج "لقدوة حسنة" جديرة باألتباع،


• استخدام الوقت بجدوى عالية للشاب والمجتمع،


• والمشاركة المجتمعية التطوعية في خدمة اآلخرين.
  ورغم توجه الدليل للشباب، إال أنه ال بد من تعزيز القدرات التنموية المتعلقة بالتواصل األسري عبر العمل
  مع األهل وإمدادهم بمهارات الحياة األساسية ليتفاعلوا بإيجابية مع أبنائهم الذين تمكنوا من هذه المهارات.
  كذلك ال يغفل القائمون على البرامج الشبابية التي تروج لمهارات الحياة األساسية دور المعلمين والعاملين
  مع الشباب في تعزيز مقدرات الشباب التنموية، وبالتالي فال بد من إشراكهم في التدرب على المهارات التي
  بين الشباب ليتمكنوا من أن يصبحوا قدوة حسنة للشباب بدل أن يشكلوا عائقاً تروج أمام ممارسة الشباب لما
  يتعلمونه من مهارات، وترجمته في سلوكهم اليومي في الحياة.
  وينطلق الدليل أخيرا من أهمية المهارات الحياتية لزمن االقتصاد المعرفي والعولمة، حيث يحتاج المرء إلى
  استعمال األفكار أكثر من القدرات الجسدية. ويحتاج الشباب للتعامل مع التحديات التي يفرضها االقتصاد
  المستند إلى تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت، ومع الفرص التي يوفرها، لذلك تتبدى الحاجة إلى "قدرات
  عملية منافسة" حتى يساهم الشباب اجتماعيا ت، متفادين المشاكل ومحافظين على ً واقتصادياً ويحقق نجاحا
  مستوى صحي جيد. ويعتبر توفير المهارات الحياتية للشباب استجابة مالئمة توفر للشباب القدرة على
  التعامل مع هذا المجتمع سريع التغير ومع ما يترتب على ضغوط العولمة.
  النظريات النفسية والتربوية
  تسعى النظريات النفسية والتربوية إلى فهم التغييرات المعقدة البيولوجية واالجتماعية والمعرفية، التي تحدث
  توازنه المعرفة االجتماعية
  أساسياً
  بيولوجياً
  خالل المرحلة العمرية 10 – 11 سنة، إذ يش ّكل البلوغ تغُّيراً
  المتمثلة في فهم المرء لذاته، ولآلخرين، وللعالقات من حوله. ومن أهم ميزات الشباب هي الحاجة إلى
  نفسيا دون أن يؤثروا في استقالليتهم، كذلك يحتاج الشباب
  جماعة من الكبار واألقران، يؤمنّون لهم استقراراً
  إلى نظام ضبط يتم تطويره معهم ويوافقون عليه فيلتزمون به.
  .1 نظرية نماء الطفل واليافع:
  تتطور في مرحلة المراهقة المقدرة على فهم العالقات وح ّل المشكالت )بياجيه(، ويقل تفاعل اليافعين مع
  أطول مع األقران، ويتفاعلون مع الجنس اآلخر.
  أفراد األسرة ويقضون وقتا ويبدأ اليافعون في تبني معايير ً
  للموازنة بين مصالحهم الخاصة ومصالح اآلخرين. تركز هذه النظرية على البيئة المدرسية، إذ تعتبر مرحلة
  7
  عاماً المراهقة المبكرة )حتى 11 ( مرحلة مؤاتية الكتساب المهارات والعادات اإليجابية. لذلك يعتبر تطوير
  م بمجملها. وتختلف
  ُّ
  لتنمية إحساس الشاب بذاته كفرد مستقل، ولعملية التعل
  القيم والمهارات أساسياً و ُمهماً
  مهارات اليافعين من فرد إلى آخر، فال بَّد لألنشطة من أن تكون مالئمة لمرحلة النماء المحددة.
  .2 أنماط الذكاء المتعددة:
  طور هوارد غاردنر نظرية وجود ثمانية أنماط ذكاء تشمل أنماط الذكاء اللغوي، والمنطقي/الرياضي،
  والموسيقي، والمكاني، والجسدي، والطبيعي، والمرتبط بالعالقات بين األشخاص، والداخلي للشخص.
  وتقول النظرية إن األنماط الثمانية تولد مع الجميع، ولكن كال منها يتطور بدرجة متفاوتة، فتختلف من
  ّهم للمشكالت، يستعملون أنماط الذكاء بطرق
  شخص إلى آلخر، وأن األفراد في تطويرهم لمهاراتهم أو حل
  مختلفة. وتشير هذه النظرية إلى أهمية استعمال أساليب التعليم المختلفة وإلى أن القدرة على إدارة المشاعر
  ُّمها كما القراءة والحساب. وإذا لم تتوافر للشباب فرص
  وتف ُّهمها ضرورة أساسية للتنمية البشرية، ويمكن تعل
  م مهارات حياتية داخل المدرسة، فمن األهمية بمكان اللجوء الستعمال البيئة الال مدرسية لتعليمهم ذلك.
  ّ
  لتعل
  .3 نظرية التعلُّم االجتماعي:
  استنتج ألبرت باندورا من خالل بحوثه العلمية أن األطفال يتعلمون كيفية التص ُّرف من خالل التعليم
  ُم بها اآلبا ُء والمعلمون السلوك والت َّصرف لألبناء والطال َب. أما
  ّ
  والمراقبة. والتعليم هو الكيفية التي ُيعل
  المراقبة، فهي كيفية تعلم اليافعين من مراقبة سلوك الكبار واألقران ومن ردود فعل اآلخرين على تصرفهم،
  فيتعزز السلوك لديهم أو يعدل. لذلك يعتبر المعلمون والراشدون اآلخرون قدوة ُي ْحتذى بها، فَيضعون
  م وتشكيل السلوك. أما التعزيز السلبي أو التصحيحي فيجري
  ّ
  المعايير ويستخدمون التعزيز اإليجابي في التعل
  تطبيقه على السلوكات التي تحتاج إلى تعديل لبناء المزيد من اإليجابية.
  نظرية السلوك اإلشكالي:
  ترى هذه النظرية سلوك اليافع كنتاج لتفاعالت معقدة بينه وبيئتهم وتؤكد على العالقة بين ثالث متغيرات
  نفسية إجتماعية، هي: 1( النظام الشخصي، ويشتمل على القيم والمعتقدات، والمواقف تجاه الذات والمجتمع،
  و3( النظام البيئي، ويشتمل اإلدراك الحسي لمواقف األصدقاء واألهل نحو السلوكات، و2( النظام السلوكي،
  . و تتأثر السلوكات بقيم الفرد ومعتقداته ومواقفه وبتصّور
  ويشمل السلوكات المقبولة وغير المقبولة اجتماعياً
  األصدقاء واألسرة لهذه السلوكات. ومن هنا تأتي أهمية تعزيز مهارات التفكير الناقد )بما في ذلك القدرة
  على تقييم الذات وقيم البيئة االجتماعية(، واالتصال الفَّعال والتفاوض.
  .5 نظرية األثر االجتماعي:
  نظرية األثر االجتماعي بأن األطفال واليافعين يخضعون للضغوط، فينخرطون في سلوكات تتَّ تؤكد سم
  بالمخاطر، مثل تعاطي التبغ، أو المجازفة في تحدي القواعد المجتمعية. لذلك يجدر تعريف اليافعين بهذه
  الضغوط، وبطرق مقاومتها قبل تع ّرض الشباب لمخاطرها. وعادًة ما تستهدف هذه البرامج مخاطر محَّددة،
  في برامج المهارات الحياتية.
  ويش ّكل التدريب على مقاومة الضغوط االجتماعية في العادة عنصراً مركزياً
  8
  وتروج النظرية للوقاية المبكرة بدالً من التدخل المتأخر، فيعتبر تعليمهم مهارات المقاومة أكثر فعالية في
  تقليل السلوكات اإلشكالية من مجرد توفير المعلومات أو استثارة مشاعر الخوف من نتائج السلوكات.
  .6 الحلُّ المعرفي للمشكالت:
  َ يدور َّن تعليم الشباب مهارات حل المشكالت في
  بناء الكفاءات في نظريات الوقاية األساسية حول مقولة أ
  س ٍّن مبكرة يمكن أن يشجع لديهم الحلول التي تحمي الذات وتكون وتقل السلبية. فتبرز الحاجة إلى ِّل السلوكات
  شمول البرامج التربوية الموجهة للشباب على هذه المهارات، إضافة إلى مهارات االتصال ووعي الذات
  ّل أو يمنع السلوكات اإلشكالية.
  وإدارة الذات، مثل إدارة الغضب أو التح ُّكم في االنفعاالت، مما ُيقل
  .7 نظرية المرونة والتكّيف مع الوضع
  تتفحص هذه النظرية عوامل الحماية والرعاية لليافعين وتفاعلها على نحو يتيح التكّيف اإليجابي للمع ّرضين
  للخطر منهم. وتقول "نظرية المرونة والتكيف مع الوضع" أ ّن هناك عوامل داخلية وخارجية تتفاعل فيما
  بينها وتتيح للناس التغل الداخلية تقدير الذات، والح ّس ُّب على ما يحيق بهم من مخاطر. وتشمل العوامل
  بمعنى الحياة ومغزاها. أما العوامل الخارجية فتتمحور حول وجود أسرة حانية تضع حدوداً ومعايير
  واضحة غير عقابية، وتوفر الجو الصحي )في البيت أو خارجه(، والروابط القوية مع مجتمع المدرسة،
  والعالقة مع األقران ذوي السلوك اإليجابي. وير ِّكز البحث العلمي حالياً على تحديد البرامج التي تتيح
  الفرصة للتكّيف المرن الذي يعيد األمور إلى نصابها بالرغم من وجود المرء في ظروف سيئة غير مؤاتية.
  .8 نظرية العمل المبني على ال ُح ّجة والمنطق، ونموذج اإليمان الصحي
  تستند هذه النظرية إلى البحث العلمي الذي قام ب ين )
  ه فيشباين وأ ْجز 1791(، وهي تنظر إلى نّية الفرد في ِ
  القيام بسلوك ما على أنه َج ْمٌع بين "موقفه/اتجاهه" نحو القيام بالسلوك وبين ما يعتقد اآلخرون أنه يتوجب
  عليه عمله. وإذا ما تصّور شخص أن نتيجة القيام بسلوك ما يعتبر أمرا وك. ً سلبيا،ً فلن يندفع للقيام بذلك السل
  .9 نظرية مراحل التحول
  تستند هذه النظرية إلى نموذج طّوره بروشا ْسكا )،1797 وديكليمنتي 1713(، يحّدد ست مراحلرئيسية
  لعملية التحول وهي: ما قبل التأ ّمل والتف ّكر )ليس هناك رغبة في تغيير السلوك(، والتأ ّمل والتف ّكر )النَّية
  لتغيير السلوك(، واإلعداد )النَّية إلحداث التغيير في السلوك خالل الشهر التالي(، والعمل )خالل ستة أشهر
  من العمل إلحداث تغيير في السلوك(، والمحافظة على ما أنجز )المحافظة على التغيير في السلوك لمدة
  تصل إلى عدة سنوات(، واإلنهاء والتوق يتوجب إذن تحديد وتف ُّهم ّف )تبنّي سلوك مرغوب بصورة دائمة(.
  المراحل ألن من غير المتوقع أن يكتب للتدخالت التي تتعامل مع مرحلة غير مالئمة النجاح. فعلى سبيل
  المثال، لن يكتب النجاح لبرنامج لوقف التدخين ألناس ال يُدخنون، أو أنهم يدخنون ولكن ال يرغبون في
  التغيير.
  .10 نموذج برونفنبرينير للنماء الكلي
  9
  طور يوري برونفنبرينير)1917-2005( نظرية النماء الكلي أو نظرية النظم االيكولوجية التي تقول بتأثير
  كل ما في بيئة الطفل على نموه وتطوره، وقسمت البيئة إلى أربعة مستويات:


• الميكروسيستم أو البيئة الضيقة المباشرة التي يعيش فيها الطفل وتشمل العالقات المباشرة أو المؤسسات
  التي يتفاعل معها، مثل العائلة أو مقدمي الرعاية أو المدرسة أو مركزالرعاية.


• الميزوسيستم أو البيئة الوسطى وما يشمله ذلك من عالقات على مستوى األسرة والمدرسة وتفاعلها مع
  بعضها، من مثل مقدمي الرعاية للطفل الذين يقومون بدور نشط مما يضمن نموه بشكل عام، أو إيصال
  رسائل متضاربة للطفل من كال األبوين مما يعيق نموه.


• ويشمل مستوى اإلكزوسيستم أوالبيئة الخارجية، الناس واألماكن التي قد ال يتفاعل معها الطفل مباشرة في
  كثير من األحيان ولكن ال يزال لديها كبير األثر عليه، مثل األسرة الممتدة وعمل الوالدين والحي، فإذا لم
  ة من العمل لمجالسة طفلها المريض، سيؤثر ذلك سلبياً تستطع األم تحصيل إجاز عليه.


• والمستوى الكلي أو الماكروي وهو أبعدها عن الطفل ولكن له تأثيرا كبيرا عليه، مثل الحريات النسبية
  والقيم الثقافية واالقتصاد والحروب، وتأثيرها على الطفل سلبا أو إيجابا.
  تجمع معظم هذه النظريات على أن احتياجات الشباب في هذه المرحلة تتمحور حول:


• معرفة الذات وتقديرها والتي تأتي على شكل بحث عن قيم. وغالبا ما يتبنى الشباب قيم المجتمع
  المحيط وذلك بهدف كسب تقدير من يحيطون بهم من كبار وشباب. فكلما شعروا بالرضا، كّونوا
  صورة أكثر إيجابية عن أنفسهم توصلهم إلى االستقاللية وتحمل المسؤولية والفخر والتعامل مع
  اإلحباط على نحو بناء ومساعدة اآلخرين. أما إذا كّون الشباب صورة سلبية عن أنفسهم بسبب
  الضغوط المحيطة، فسوف يتحاشون تجربة األشياء الجديدة ويلومون اآلخرين على أخطائهم،
  باإلحباط، كما يحطون من قدر أنفس
  ويتأثرون سلبا هم ويكونون سهلي االنقياد للكبار كما لآلخرين ً
  من سنهم.


• التعبير عن هذه الذات


• الحاجة إلى نظام ال يمس االستقاللية الشخصية والحاجة إلى الجماعة الشبابية


• توفير مناخ مؤات لبناء الشخصية والعدالة ولحماية الشباب من المخاطر التي قد يقعون فيها نتيجة
  قلة الخبرة ولمساعدتهم على تحديد سلم القيم وتنظيم أنفسهم.
  مهارات الحياة األساسية
  عرفت منظمة الصحة العالمية المهارات الحياتية بأنها القدرات التي تمكن األفراد من القيام بسلوك تكيفي
  وإيجابي يجعلهم قادرين على التعامل الفعال مع الحياة اليومية وتحدياتها. وهي مهارات بالغة األهمية
  لمواجهة مواقف الحياة المختلفة بشكل ايجابي وللمشاركة في العالم الحديث. وتعمل المهارات الحياتية عبر
  تعزيز السلوكات الشخصية اإليجابية والتكيف االجتماعي والمواطنة والموقف اإليجابي من العمل. وتعد
  في حصول الفرد على فرص عمل مناسبة.
  المهارات الحياتية عامالً حاسما ، واالفتقار إلى المهارات الحياتية ً
  يعتبر واحداً من األسباب التي تساق في إنهاء عقود العمل لألفراد الذين ال يمتلكون هذه المهارات.
  و همية المهارات الحياتية، ولذلك تسعى منظمة األمم المتحدة
  َ
  قر بأ
  َ
  تجدر اإلشارة إلى أن المجتمع الدولي أ
  للطفولة )يونيسف( ومنظمات أخرى إلى نشرها وتعميمها، كعنصر أساسي في التربية، ألن واضعي
  السياسات واإلداريين ومشرفي البرامج يحتاجون إلى فهم هذه المهارات، لتخطي التقليدية في برامجهم