لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (50%)

لمبدأ الأول: ح ّد علم الحديث د َرا َية
الحديثفيلسانالعرب:الجديدمنالأشياء، ومنهقولهتعالى:(َوَمْنَأْصَدُقِمَناللهِ َح ِديث ًا) [النساء: 87]، ٍ ِ
وسائر أخبارهr قبلالبعثةوبعدها، وماأضيفإلىالصحابةوالتابعينمنأقوالهموأفعالهم. "وهذاالتعريفيشتملعلى المرفوع والموقوف والمقطوع (1). والمضاف وهو المصطلح يخدم المضاف إليه وهو الحديث. ال ِّد َرايةلغة:اسممأخوذمنالفعل«درى»ومعناه:علمبالخبروتفكرفيهبإمعانالنظروالتأملفيهبالبحثعن حالةوالوقوفعلىأسراره، فال ّدرايةهي:العلمالمقتبسمنقواعدالعقلبعدحصولمقدمات(2). شرح التعريف:
قوله: (معرفة القواعد) المعرفة تشمل القطع والظن، فمعرفة القواعد قد يكون يقيني ًا وقد يكون ظن ًّيا. وقوله: (القواعد) جمع قاعدة، 1(اختارهالطيبيوابنحجر، ورّجحهالّسخاويواّلسيوطيوغيرهم. 2( «الوسيط « (1/ 28). (3( «النكت على ابن الصلاح» (225/1)، 57
الثقافة الإسلامية بين الأصالة والمعاصرة - المستوى الأول - مبادئ وآداب
ورده إن كان غير ذلك، ورده إن كان دون ذلك. من حيث الصحة والحسن والضعف والرفع والوقف والقطع والعلو والنزول وكيفية التحمل والأداء وصفات الرجال وما أشبه ذلك (1). المبدأ الثالث: ثمرة علم الحديث ِد َرا َية
1- كانعلماءالحديثيعتنونبالمتنوالسندجميعًا، 2
وقد نظم ذلك السيوطي فقال ( ): علُمالحديِثذوقوانَينَُتحّد *** ُيدرىبهاأحواُلُمتٍنوسند
فذانكالموضوُعوالمقصوُد ***أنُيعرفالمقبولوالمردود
2- حفظ سنة النبي صلى الله عليه وسلم من أن يدخل فيها ما ليس منها، فيعمل بما صح منها ويترك ما خالف ذلك. قالالإمامعليبنالمديني(ت234هـ):«الَّتفقهفيمعانيالحديثنصفالعلم، ومعرفة الحديث نصف العلم» (3)، وقال
البقاعي (ت 885هـ): «معرفة ما ُي ْق َب ُل من ذلك ليعمل به، وما ُي َر ّد ل ُيجتنب» (4). 3- الاحتراز عن الخطأ في نقل ما أضيف إليه صلى الله عليه وسلم،  (2( «الألفية» (ص: 3). (3( أخرجه ال َّرامه ْر ُمزي في «المحدث الفاصل» (ص: 320)، وإسناده صحيح. 
الثقافة الإسلامية بين الأصالة والمعاصرة - المستوى الأول - مبادئ وآداب
مصدا ًقا لقوله تعالى:﴿ئوئۇئۇئۆئۆئۈئۈئېئېئېئىئىئىی ی ی ی ئج ﴾[الأحزاب: 21]. المبدأ الرابع: فضل علم الحديث ِد َرا َية
فهوعلمحريبالعناية، والأقوال الموقوفة والمقطوعة. قال الخطيب البغدادي (ت 463هـ): «طاعة الله في طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، ومن عدل عنها ضل وغوى، ومركز المؤمنين في الأعمال؛ ولا ثبات للإيمان إلا بانتحالها، وجب الاجتهاد في علم أصولها، ولزم الحث على ما عاد بعمارة سبيلها» (1). وأجّل المعارفوأسناها، كمقاديرأوقاتالصلاةوأعدادركعاتهاوكمّياتهاوكيفّياتها وفرائضها ونوافلها وهيئآتها وآدابها وأوضاعها وصفاتها، وأعظمهمعنداللهمنزلةومنزلاً، وحفظةالأحاديثوعاقلوأسرارها، ومدققو معانيها وأصحاب درايتها، وهم الطائفة المنصورة المشيدة لمباني الح ّق والمسالك، وقال الحافظ ابن رجب (ت 795هـ): «فالعلم النّافع من هذه العلوم كلها ضبط نصوص الكتاب والسنة وفهم معانيها، (2( «الكواكب ال ّدراري في شرح البخاري»؛ مق ّدمة الكتاب (ص:2). 59
تمييزصحيحهمنسقيمهأولاً، وفيذلككفايةلمن عقل، وشغل لمن بالعلم النافع عني واشتغل». وقال: «ويحتاج من أراد جمع كلامهم إلى معرفة صحيحه من سقيمه، وذلك بمعرفة الجرح والتعديل والعلل، ويلتبس
فبهيعرفالمرادمنكلامالله عزوجل، وجلالةوُنب ًلا، أنيكونفيسلسلةآِخُرهاالرسولعليه الصلاةوالسلام، ولذلكقالبعضأهلالعلم:«أشُّدالبواعثوأقوىالَّدواعيليعلىتحصيلعلم
الحديث لفظ (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم )». وكفى بذلك شرفًاللحديثوحملته، وما ذاك إلا لما فيه من بيان القرآن، والتأسي به، ولو لم يحصل لأهله من الفضل إلا كثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم التي ورد فيها ما ورد من الفضل الجزيل؛ كقوله صلى الله عليه وسلم: «أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم ع َّلي صلاة» (2)، وأهل الحديث هم أكثر الأمة صلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. وعلم الحديث منأشرفالعلوموأعلاهاويكفيكماقيلفيقولهتعالى:(َيْوَمَنْدُعو ُكَّلُأَنا ٍسبِإَِماِمِهْم):«ليسلأهل
وآثارغزيرة، حتىصنفالخطيبالبغداديكتابًافيذلك بعنوان: «شرف أصحاب الحديث». ويكفيأهَلالحديثشرفًاوفض ًلادخولهمفيدعوةالنبيصلى الله عليه وسلمحينقال:«نَّضاللامرأسمعمّناحديثًا فحفظه حتى يب ّلغه، فر َّب حامل فق ٍه إل من هو أفقه منه، ور َّب حامل فقه ليس بفقيه» (4)، 1( «بيان فضل علم ال َّسلف على علم ا َلخ َلف» (ص: 148-150). (3( «تدريب الراوي» (2/ 126) بتصرف. (4( «سنن أبي داود» (ح: 3660)، «المسند» (ح: 21590). (5( «تدريب الراوي» (2/ 126). 
الثقافة الإسلامية بين الأصالة والمعاصرة - المستوى الأول - مبادئ وآداب
كما أن الاشتغال بعلم الحديث تبليغ عن رسول لله صلى الله عليه وسلم وامتثال لأمره، حين قال: «بلغوا عني ولو آية» (1). - وهذا شعبة بن الحجاج (ت 160هـ) يقول: «إنما يعلم صحة ا ْلح ِديث بصحة الإسناد» 2 . - وقالسفيانالثوري(ت161هـ):«الملائكةحراسالسماء، - َوَقاَل َعْبداللهبنالمبارك(ت181هـ):«الإسنادمنالدين، ولولاالإسنادلقالمنشاءماشاء»(4). - وقالالشافعي(ت204هـ):«أهُلالحديثفيكلزمانكالصحابةفيزمانهم، وكانيقول:إذا رأي ُت صاح َب حدي ٍث فكأني رأيت أح ًدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم» (5). - وقال ال ُقومس أبو عامر الحسن بن محمد (6): أهل الحديث ه ُم أهل النب ِّي وإن *** لم يصحبوا ن ْفسه أنفا َسه ص ِحبوا
َلما كان يدري من غدا متفقها *** صحيح حديث من سقيم وباطل ولم يستبن ما كان في الذكر مجملا *** ولم ندر فرضـا من عموم النوافل لقــد بذلوا فيه نفوسا نفيســــــــة *** وباعوا بحظ آجــل كل عاجـــــــل فحبهم فرض على كل مسلــــــم *** وليس يعاديهم ســــوى كل جاهـــل
(2( «التمهيد» (1/ 57). (3( «السير» (7/ 274). (4( «مقدمة صحيح مسلم» (1/ 15) باب: بيان أن الإسناد من الدين. 
61
المبدأ الخامس: نِ ْس َبة علم الحديث ِد َرا َية
فهومنعلومالوسائلالتيتستعملللكشف عنالُّسننالَّصحيحةالمروَّيةعنرسولاللهصلى الله عليه وسلممنبيننْقلكثيراختلطفيهالغُّثبالَّسمين، وكما هو خادم لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلاقة العلوم والفنون ببعضها علاقة تباين وترادف، وإما علوم آلة: كأصول التفسير وأصول الحديث وأصول الفقه، وعلوم الآلة هذه بينها علاقة، وعلاقتها على وجهين علاقة ترادف وعلاقة تباين:
مسائل علم الحديث المطروقة في بابه ليست كمسائل العقيدة، فمسائل العقيدة تختلف عن مسائل علم الحديث، وأبواب المعتقد تختلف عن أبواب علم الحديث، وكذلك أبواب الفقه تختلف عن أبواب علم الحديث ونحو ذلك، هذه هي علاقة التباين بين علوم الآلة. وأما علاقة الترادف: فوجود الأشياء المشتركة بين علوم الآلة، فمثلا هناك علاقة مشتركة بين علم الحديث وبين علم أصول الفقه، مع أن جل أبوابهما مختلفة ولكن بينهما علاقة، فعلى سبيل المثال يطرق في علم الحديث بعض مباحث علم أصول الفقه كالناسخ والمنسوخ ومشكل الحديث وغريبه، وضبط الراوي وأدوات الاحتمال والأداء ونحو ذلك، فهذه أبواب تشترك بين علم الحديث وعلم أصول الفقه، علمالحديثدرايةكأيعلمآخر، العلل» للإمام الترمذي، من أوائل المؤلفات التي أثارت بعض قضايا هذا الف ّن. فقد كان على ع ّدة مراحل:

الثقافة الإسلامية بين الأصالة والمعاصرة - المستوى الأول - مبادئ وآداب
1- (مرحلة الجمع) وهي على ثلاث مراحل: ً
المرحلة الثانية: بدأت مع كتاب «معرفة علوم الحديث» للحاكم النيسابوري (ت 405هـ)، وهو كتاب نفيس، المرحلة الثالثة: بدأت مع تآليف الخطيب البغدادي (ت 463) وعلى رأسها وأجلها «الكفاية فيمعرفةأصولعلمالرواية»؛ إْذبدأالفّنيستقّرعلىيديه؛ حتى صار من بعده عالة على كتبه (1). في كتابه المبارك «معرفة علوم الحديث» المشهور
لذا عني به العلماء عناية كبيرة؛ وهو شرحممتعجدًا. والحافظ ابن كثير، 3- (مرحلةالتوسع):تعُّدمنظومةالعراقي(الألفّية)والأعمالالتيلحقتها، حيث اعتنى بهذه المنظومة الكثير من أهل العلم: فقام بشرحها العراقي نفسه، والجلال السيوطي، وإبراهيم الحلبي، وأبو الفداء ابن جماعة الكتاني، وشمس الدين السخاوي في (فتح المغيث)، وغيرهم. 
الثقافة الإسلامية بين الأصالة والمعاصرة - المستوى الأول - مبادئ وآداب
قام فيها بتحرير المصطلحات الحديثية، وتنقيحها، وأكثرالعناية فيه كانت في ُمصطلحاته، حتى غلب على هذه العلوم تسمية (مصطلح الحديث). 1- علمدرايةالحديث:وهيتسميةقديمةجاءتالإشارةإليهافيأقدمكتبالفّنللرامهرمزي (1)، قال الصنعاني: «علوم الحديث وهو علم دراية لا
وعّرفوهبأّنه:«علميعرفمنهحقيقةالروايةوشروطهاوأنواعهاوأحكامها، وحالالرواة وشروطهم، وأصناف المرويات وما يتعلق بها» (3). 2- علومالحديث:وهيمنأوائلالألقابالتي ُعرفبهاهذاالعلم، وأكثرهاانتشارًا، فيعصر ابن الصلاح ومن جاء بعده. ومن هنا ُس ّميت بعض الكتب بهذا الاسم ككتاب الحاكم «معرفة علوم الحديث» وكتاب ابن الصلاح المق ّدمة أسماه بعضهم «علوم الحديث»(4). 312). (2( «توضيح الأفكار» (1/ 6). (3( «النكت الوف ّية» (63/1)، (4( قال الحافظ العراقي في «التقييد والإيضاح» (ص: 11): «إ ّن أحسن ما صنّف أهل الحديث في معرفة الاصطلاح كتاب علوم الحديث لابن الصلاح». َفَهِذِهاَلمَقاِصُداُلمِهَّمْه*** ُتْوِضُحِمْنِعْلِمالحِدْيِثَرْسَمْه
َِِِ ُِِِِْْْ َنظْمُتَهاَتْبصرًةللُمبَتدْي*** َتذكـــَِرًةللُمنَْتــهيوالمـْسند
4- أصولعلمالحديث:وهذهتسميةمتقّدمةجاءذكرهافيمقّدمةكتابالخطيبالبغدادي «الكفاية في معرفة أصول الرواية»: «وأنا أذكر بمشيئة الله تعالى وتوفيقه في هذا الكتاب: ما
من بيان أصول علم
ولهذهالتسميةأصلفقدوسمالحافظابنحجرمختصرهفيهذاالفّنبـ«نخبةالفكرفي
مصطلح أهل الأثر». من كلام المحدثين واصطلاحاتهم، أو أواخرها، ونحو ذلك، ّ المبدأ التاسع: حكم علم الحديث ِد َرا َية
وفيه الفوز بالدارين إذا صلحت النية، 
65
وهي أنواع الحديث، وكل نوع تحته تفاصيل، وعللالحديث، وغيرها. ثاني ًا: مبادئ علم الحديث ِر َواية

الثقافة الإسلامية بين الأصالة والمعاصرة - المستوى الأول - مبادئ وآداب
ثاني ًا: مبادئ علم الحديث ِر َواية
المبدأ الأول: ح ّد علم الحديث ِر َواية
علم الحديث رواية تمييز محول عن المضاف إليه والأصل فيه: «علم رواية الحديث». وللماءالعذب(ال ّرواء). وهذاالنقلقديكونحسي ًا؛ اصطلاحًا:«ماأضيفإلىالنبيصلى الله عليه وسلمأومندونهمنصحابيأوتابعي، منجهةالعنايةبنقلذلكوضبطه وتحرير ألفاظه». وبعبارة أخرى: «هو العناية بمتن الخبر من جهة ن ِّصه خاصة» (1). المبدأ الثان: موضوع علم الحديث ِر َواية
وتقريراته، وصفاته، 2- (الموقوف) عن الصحابة رضي الله عنهم من قول أو فعل أو تقرير، والصحابهو:«منلقيالنبيصلى الله عليه وسلم، وماتعلىالإسلام:ولوتخللترّدةعلى

وماتعلىالإسلام». هذاهوالمختار، خلافًالمناشترط في التابعي طول الملازمة أو صحة السماع أو التمييز. والمعاجم، والأجزاء الحديثية، وكتب التفسير المسندة كتفسير «جامع البيان عن تفسير آي القرآن» لابن جرير الطبري، أو «تفسير ابن أبي حاتم» و «تفسير ابن المنذر» وغيرها. فائدة هذا العلم: معرفة وضبط حديث النبي صلى الله عليه وسلم، ومعرفة أفعالهوأحوالهللاقتداءبهوالفوزبالنجاةوالسعادةفيالدارين، فضلهعظيموشأنهجليل، فهوالعلمالذييتلقىمنهالشرعوتبنىعليهالأحكامكالقرآن، فالّسنة هيالوحيالثانيمناللهتعالىكماقالعَّزشأنه:﴿ڀڀڀٺٺٺٺٿٿٿٿ ﴾ سورة النجم: 3 - 4، ولهذا ألزم الله تعالى باتباعها والأخذ بها؛ قال تعالى: ﴿ٱٻٻٻ ٻپپپپڀڀڀڀٺٺٺٺٿٿٿٿٹٹٹٹ ڤ﴾ سورة الأحزاب: 36، وقال تعالى: ﴿ئۈئېئېئېئىئىئىییی یئجئحئمئىئيبجبحبخبمبىبيتجتحتختمتىتيثجثمثى﴾ سورة النساء: 59، وقال تعالى: ﴿ ںڻڻڻڻۀۀہہہہ

ھھھھےےۓ ﴾ سورة الحشر: 7، وقال تعالى: ﴿ڦڦڦڦڄڄڄ ڄ ڃ ڃ ڃ ڃ چ چ چ چ ﴾ سورة آل عمران: 31 . وَعِناْلمِْقَداِمْبِنَمْعِدي َكِرَباْلِكنِْدِّيرضياللهعنهَقاَل:َقاَلَرُسوُلاللهِصلى الله عليه وسلم:«َأَلاإِِّنيُأوتِيُتاْلِكَتاَب َو ِم ْث َل ُه َم َع ُه، َوَماَوَجْدُتْمفِيِهِمْن َحَراٍمَفَحِّرُموُه. » (1). قال الأوزاعي (ت 157هـ): «الكتاب أحوج إلى ال ُّسنّة من ال ُّسنّة إلى الكتاب». وتبين المراد منه». والحاصل أن ثبوت حجية السنة المطهرة واستقلالها بتشريع الأحكام ضرورة دينية، ولا يخالف في ذلك إلا من لا حظ له في دين الإسلام (2). وإنجزءًاكبيرًامنالفقهإنماهوثمرةللحديث؛ فالحديث مصدر من مصادر التشريع الإسلامي كالقرآن، بعضه يستقل بالتشريع، وبعضه الآخر شارح للقرآن مبين لما جاء فيه، جميع العلوم الشرعية
1( أخرجه أحمد في «المسند» (ح: 17174)؛ 
69
الثقافة الإسلامية بين الأصالة والمعاصرة - المستوى الأول - مبادئ وآداب
المبدأ السادس: واضع علم الحديث ِر َواية َ
نشأ علم الحديث رواية في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، إِِّنيَأْسَمُعِمنَْكَأْشَياَء، النَّبِِّيصلى الله عليه وسلمَأَحٌدَأْكَثَرَحِديًثاَعنُْهِمنِّي، قال النووي: «وكان بين السلف من الصحابة والتابعين خلاف في جواز كتابة الحديث، ثم أجمعت الأمة
على جوازها واستحبابها» (4). وإنكانالأمراستقروالإجماعانعقدعلى
جواز كتابة العلم، المبدأ السابع: اسم علم الحديث ِر َواية
5). 2- علم الحديث رواية. أوفعٍل، أوِصفة َخ ْل ِق ِّية أو ُخ ُل ِق ّي ٍة أو ِس ْيرة» (7). ومسلم (ح: 3371). (7( «علوم الحديث» (ص: 12). الثقافة الإسلامية بين الأصالة والمعاصرة - المستوى الأول - مبادئ وآداب
والحديثأعُّممنالُّسنّةلأنالُّسنّةتطلقعلىماقصدبهالّتأسيوالتشريع، والحديثيطلق على ما هو أع ُّم من ذلك مما يفعله على سبيل العادة أو ا ِلجب ّلة ونحوها. وقددّونالمحدثونهذهالّسنّةجميعهاوتلكالأقساموحفظوهافيأمهاتكتبالّسنّة ومصادر السيرة النبوية الشريفة التي تشهد جهدهم وجهادهم في حفظ هذا الدين. - أقسامالُّسَّنة(1) لها ع ّدة تقسيمت باعتبارات مختلفة:
1- باعتبار ذاتها: وتنقسم إل قول ّية وفعل ّية وتقريرية: 2 ال ُّس َّنة القولية: كقوله صلى الله عليه وسلم: «خيركم من تع ّلم القرآن وع ّلمه» ( )
أوإظهار
الرضا عنه واستحسانه. ومن ال ُّس َّنة: ما يتع ّلق بخصائصه وخصائله وشمائله وصفاته وأخلاقه صلى الله عليه وسلم. وتشمل السنة في اصطلاح المحدثين صفاته الخَ ْلقية وهي هيأته التي خلقه الله عليها وأوصافه الجسمية والبدنية، وصفاته الخُ ُلقية وهي ما جبله الله عليه من الأخلاق والشمائل والخصائل والخصائص، 2- باعتبار علاقتها بالقرآن: وهي على ثلاثة أقسام: ُس ّنة مؤكدة: وهي الموافقة لما جاء في القرآن من كل وجه؛ ُس ّنة م َب ّينة: وهي ا ُلم َف ِّسرة لما جاء في القرآن؛ كصفة الصلاة، 70

71
وهو مقطوع بصحته، وحجة في باب العقائد. وفيه المقبول والمردود، بحسب توفر شروط الحديث الصحيح؛ المبدأ الثامن: استمداد علم الحديث ِر َواية
- يستمد هذا العلم من: أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم، وآثار الصحابة والتابعين. المبدأ التاسع: حكم علم الحديث ِر َواية
وهيالقولية، والصفات الخَلقية والخُلقية للنبي صلى الله عليه وسلم.


النص الأصلي

لمبدأ الأول: ح ّد علم الحديث د َرا َية
الحديثفيلسانالعرب:الجديدمنالأشياء،نقيضالقديم؛وُيطَلقعلىالكلام،قليلهوكثيره؛لأنه
يحدثويتجَّددشيًئافشيًئا،وجمعهأحاديث.ويطلقعلىالخبر.ومنهقولهتعالى:(َوَمْنَأْصَدُقِمَناللهِ َح ِديث ًا) [النساء: 87]، وقوله: ( َف َج َع ْلنَا ُه ْم َأ َحا ِدي َث)ٍ [ َس َبأ: 19]. ٍ ِ
وفياصطلاحعلمئه:«ماأضيفإلىالنّبيصلى الله عليه وسلممنقول،أوفعٍل،أوتقرير،أوصفةَخْلقّيةأوُخُلقّية،وسائر أخبارهr قبلالبعثةوبعدها،وماأضيفإلىالصحابةوالتابعينمنأقوالهموأفعالهم."وهذاالتعريفيشتملعلى المرفوع والموقوف والمقطوع (1).
أما علم الحديث دراية فهو علم (مصطلح الحديث)، وهو المقصود بالشرح والبحث، فهو مركب من كلمتين مضاف ومضاف إليه، فالمضاف المصطلح، والمضاف إليه الحديث، والمضاف وهو المصطلح يخدم المضاف إليه وهو الحديث.
ال ِّد َرايةلغة:اسممأخوذمنالفعل«درى»ومعناه:علمبالخبروتفكرفيهبإمعانالنظروالتأملفيهبالبحثعن حالةوالوقوفعلىأسراره،فال ّدرايةهي:العلمالمقتبسمنقواعدالعقلبعدحصولمقدمات(2).
اصطلاح ًا: «معرف ُة القواع ِد التي ُيتو ّص ُل بها إل معرفة حال ال َّراوي والمرو ّي» (3).
شرح التعريف:
قوله: (معرفة القواعد) المعرفة تشمل القطع والظن، فمعرفة القواعد قد يكون يقيني ًا وقد يكون ظن ًّيا.
وقوله: (القواعد) جمع قاعدة، والمراد بها هنا الطرق والأسس التي وضعها علماء الحديث لمعرفة قبول الحديث أو َر ّده.
(1(اختارهالطيبيوابنحجر،وعزاهالنوويإلىالّسلفوجماهيرالخلف،ورّجحهالّسخاويواّلسيوطيوغيرهم.ينظر:«تدريب الراوي» (1/ 40) وما بعدها، «فتح المغيث» (1/ 137)، «المنهاج» (1/ 23).
(2( «الوسيط « (1/ 28). (3( «النكت على ابن الصلاح» (225/1)، «فتح المغيث» (22/1) قال الحافظ ابن حجر: «وهو أولى التعاريف لعلم الحديث».
56

57
الثقافة الإسلامية بين الأصالة والمعاصرة - المستوى الأول - مبادئ وآداب
وقوله:(ُيتوّصُلبهاإلمعرفةحالالَّراويوالمروّي)يعنيهذهالقواعدالتيوضعهاعلماءالحديث لمعرفة الإسناد والمتن من حيث قبول الراوي إذا كان عدلاً، ورده إن كان غير ذلك، وقبول المروي إن كان صحيح ًا أو حسن ًا، ورده إن كان دون ذلك.
المبدأ الثان: موضوع علم الحديث ِد َرا َية
الّراوي(الّسند)،والمروي(المتن)؛منحيثالقبولوالّرد.أوبمعنىآخر:السندوالمتنوأحوالهما؛ من حيث الصحة والحسن والضعف والرفع والوقف والقطع والعلو والنزول وكيفية التحمل والأداء وصفات الرجال وما أشبه ذلك (1).
المبدأ الثالث: ثمرة علم الحديث ِد َرا َية
1- كانعلماءالحديثيعتنونبالمتنوالسندجميعًا،وهومايعرففيأيامناهذهبالنّقدالداخليأي (المتن)،والخارجيأي(الّسند).للتمييزبينالأحاديثالصحيحةالمقبولةوبينالأحاديث
الضعيفة المردودة. 2
وقد نظم ذلك السيوطي فقال ( ): علُمالحديِثذوقوانَينَُتحّد *** ُيدرىبهاأحواُلُمتٍنوسند
فذانكالموضوُعوالمقصوُد ***أنُيعرفالمقبولوالمردود
2- حفظ سنة النبي صلى الله عليه وسلم من أن يدخل فيها ما ليس منها، فيعمل بما صح منها ويترك ما خالف ذلك.قالالإمامعليبنالمديني(ت234هـ):«الَّتفقهفيمعانيالحديثنصفالعلم،
ومعرفة الحديث نصف العلم» (3)، أراد بمعرفة الحديث: تمييز صحيحه من سقيمه. وقال
البقاعي (ت 885هـ): «معرفة ما ُي ْق َب ُل من ذلك ليعمل به، وما ُي َر ّد ل ُيجتنب» (4).
3- الاحتراز عن الخطأ في نقل ما أضيف إليه صلى الله عليه وسلم، ومعرفة كيفية الاقتداء به في أفعاله وصفاته؛
(1( «توجيه النظر» لطاهر الجزائري (792/1). (2( «الألفية» (ص: 3). (3( أخرجه ال َّرامه ْر ُمزي في «المحدث الفاصل» (ص: 320)، ومن طريقه: الذهبي في «السير» (11/ 47 -48)؛ وإسناده صحيح. (4( «النكت الوف ّية» للبقاعي (63/1).

الثقافة الإسلامية بين الأصالة والمعاصرة - المستوى الأول - مبادئ وآداب
مصدا ًقا لقوله تعالى:﴿ئوئۇئۇئۆئۆئۈئۈئېئېئېئىئىئىی ی ی ی ئج ﴾[الأحزاب: 21].
المبدأ الرابع: فضل علم الحديث ِد َرا َية
فضلهذاالعلمعظيملأنحفظحديثسيدالمرسلينصلى الله عليه وسلمحفظللّدين،فهوعلمحريبالعناية،وسلامة الأحكام المستنبطة متوقفة على ثبوت أدلتها من الأحاديث المرفوعة، والأقوال الموقوفة والمقطوعة.
قال الخطيب البغدادي (ت 463هـ): «طاعة الله في طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم في إتباع سننه إذ هي النّور البهي، والأمر الجلي، والحجة الواضحة، والمحجة اللائحة، من تمسك بها اهتدى، ومن عدل عنها ضل وغوى، ولما كان ثابت السنن والآثار وصحاح الأحاديث المنقولة والأخبار ملجأ المسلمين في الأحوال، ومركز المؤمنين في الأعمال؛ إذ لا قوام للإسلام إلا باستعمالها، ولا ثبات للإيمان إلا بانتحالها،
وجب الاجتهاد في علم أصولها، ولزم الحث على ما عاد بعمارة سبيلها» (1).
وقالالعلامةالكرمان(ت786هـ):«إّنعلمالحديثبعدالقرآنهوأفضلالعلوموأعلاها،وأجّل المعارفوأسناها،منحيثأّنهبهيعلممراداللهتعالىمنكلامه،ومنهيظهرالمقاصدمنأحكامه؛لأّن أحكام القرآن ج ّلها بل ك ّلها كل ّيات، والمعلوم منه ليس إلاّ أمور إجمال ّيات، كقوله: (أقيموا ال ّصلاة وآتوا الزكاة)،فإّنالسنّةهياُلمعِّرفةبجزئّياتها،كمقاديرأوقاتالصلاةوأعدادركعاتهاوكمّياتهاوكيفّياتها وفرائضها ونوافلها وهيئآتها وآدابها وأوضاعها وصفاتها، وهي الموضحة لمعضلاتها كأقدار نصب الزكاة وأنواعمايجبفيهاوأوقاتالأداء،ومنوجبتعليهوماوجبمنهاوهلّمجّرًا.ولذلككانأعلى العلماءقدرًا،وأنورهمبدرًا،وأفخمهمخطرًا،وأنبلهمشأنًا،وأعظمهمعنداللهمنزلةومنزلاً،وأكرمهم مكانةومكانًا:حملةالسنّةالنبوّية،وناقلوأخبارها،وحفظةالأحاديثوعاقلوأسرارها،ومحققوألفاظها وأرباب رواياتها، ومدققو معانيها وأصحاب درايتها، وهم الطائفة المنصورة المشيدة لمباني الح ّق والمسالك،
وقال الحافظ ابن رجب (ت 795هـ): «فالعلم النّافع من هذه العلوم كلها ضبط نصوص الكتاب والسنة وفهم معانيها، والتقيد في ذلك بالمأثور عن الصحابة والتابعين وتابعيهم؛ في معاني القرآن والحديث، وفيما ورد عنهم من الكلام في مسائل الحلال والحرام والزهد والرقائق والمعارف وغير ذلك، والاجتهاد على
(1( «الكفاية» (ص: 3). (2( «الكواكب ال ّدراري في شرح البخاري»؛ مق ّدمة الكتاب (ص:2).
ولن يزالوا ظاهرين عليه ح ّتى يأتي أمر الله وهم على ذلك» (2).
58

59
الثقافة الإسلامية بين الأصالة والمعاصرة - المستوى الأول - مبادئ وآداب
تمييزصحيحهمنسقيمهأولاً،ثمالاجتهادعلىالوقوفعلىمعانيهوتفهمهثانيًا،وفيذلككفايةلمن عقل، وشغل لمن بالعلم النافع عني واشتغل». وقال: «ويحتاج من أراد جمع كلامهم إلى معرفة صحيحه من سقيمه، وذلك بمعرفة الجرح والتعديل والعلل، فمن لم يعرف ذلك فهو غير واثق بما ينقله، ويلتبس
ولاشكأنعلمالحديثمنأجلالعلوموأشرفهاوأعظمهاعنداللهقدرًا،فبهيعرفالمرادمنكلامالله عزوجل،وبهيطلعالعبدعلىأحوالنبيهصلى الله عليه وسلموشمائله،وحسبكبعلٍمالنبُّيصلى الله عليه وسلمبدايته،وإليهمستنُده وغايته،وحسبالراويللحديثشرًفاوفض ًلا،وجلالةوُنب ًلا،أنيكونفيسلسلةآِخُرهاالرسولعليه الصلاةوالسلام،ولذلكقالبعضأهلالعلم:«أشُّدالبواعثوأقوىالَّدواعيليعلىتحصيلعلم
الحديث لفظ (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم )».
فمن تح ّمل الحديث واشتغل بتعلمه وتعليمه، كان له الحظ الأوفر من هذا المدح للعلماء، وكفى بذلك شرفًاللحديثوحملته،بلإنصرفالعمرفيتعلمالحديثونشرهأفضلمنالاشتغالبنوافلالقربات، وما ذاك إلا لما فيه من بيان القرآن، وإحياء سنة النبي صلى الله عليه وسلم، والتأسي به، ولو لم يحصل لأهله من الفضل إلا كثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم التي ورد فيها ما ورد من الفضل الجزيل؛ كقوله صلى الله عليه وسلم: «أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم ع َّلي صلاة» (2)، وأهل الحديث هم أكثر الأمة صلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. وعلم الحديث منأشرفالعلوموأعلاهاويكفيكماقيلفيقولهتعالى:(َيْوَمَنْدُعو ُكَّلُأَنا ٍسبِإَِماِمِهْم):«ليسلأهل
وقدقيلالكثيرفيفضلهذاالعلموأهلهالمشتغلينبه،نثرًاوشعرًا،وقدجاءتالُّسنّةنفسهاببيانفضل أهلالحديثوشرفهم؛فيأحاديثكثيرة،وآثارغزيرة،حتىصنفالخطيبالبغداديكتابًافيذلك بعنوان: «شرف أصحاب الحديث».
ويكفيأهَلالحديثشرفًاوفض ًلادخولهمفيدعوةالنبيصلى الله عليه وسلمحينقال:«نَّضاللامرأسمعمّناحديثًا فحفظه حتى يب ّلغه، فر َّب حامل فق ٍه إل من هو أفقه منه، ور َّب حامل فقه ليس بفقيه» (4)، قال سفيان بن ُع َيينة (ت 198هـ): «ليس من أهل الحديث أحد إلا وفي وجهه ُن ْضة لهذا الحديث» (5).
(1( «بيان فضل علم ال َّسلف على علم ا َلخ َلف» (ص: 148-150). (2( أخرجه الترمذي (ح: 484)، وقال: «حسن غريب». (3( «تدريب الراوي» (2/ 126) بتصرف. (4( «سنن أبي داود» (ح: 3660)، «سنن الترمذي» (2656)، «المسند» (ح: 21590). (5( «تدريب الراوي» (2/ 126).
حقه بباطل ولا يثق بما عنده من ذلك» (1).
الحديث منقبة أشرف من هذه، لأنه لا إمام لهم غيره صلى الله عليه وسلم » (3).

الثقافة الإسلامية بين الأصالة والمعاصرة - المستوى الأول - مبادئ وآداب
كما أن الاشتغال بعلم الحديث تبليغ عن رسول لله صلى الله عليه وسلم وامتثال لأمره، حين قال: «بلغوا عني ولو آية» (1).



  • وهذا شعبة بن الحجاج (ت 160هـ) يقول: «إنما يعلم صحة ا ْلح ِديث بصحة الإسناد» 2 . َْ

  • وقالسفيانالثوري(ت161هـ):«الملائكةحراسالسماء،وأصحابالحديثحراسالأرض»(3).

  • َوَقاَل َعْبداللهبنالمبارك(ت181هـ):«الإسنادمنالدين،ولولاالإسنادلقالمنشاءماشاء»(4).

  • وقالالشافعي(ت204هـ):«أهُلالحديثفيكلزمانكالصحابةفيزمانهم،وكانيقول:إذا رأي ُت صاح َب حدي ٍث فكأني رأيت أح ًدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم» (5).

  • وقال ال ُقومس أبو عامر الحسن بن محمد (6): أهل الحديث ه ُم أهل النب ِّي وإن *** لم يصحبوا ن ْفسه أنفا َسه ص ِحبوا

  • وفي فضل أهل الحديث قال محمد بن الكمال ال ُش ُمني المغربي المالك ٌي شعر ًا: جزى الله أصحاب الحديث مثوبة *** وبوأهم في الخــلد أعلى المنــازل فلولا اعتناهم بالحديث وحفظه *** ونفيهم عنه ضروب الأباطــــل
    َلما كان يدري من غدا متفقها *** صحيح حديث من سقيم وباطل ولم يستبن ما كان في الذكر مجملا *** ولم ندر فرضـا من عموم النوافل لقــد بذلوا فيه نفوسا نفيســــــــة *** وباعوا بحظ آجــل كل عاجـــــــل فحبهم فرض على كل مسلــــــم *** وليس يعاديهم ســــوى كل جاهـــل
    (1( «صحيح البخاري» (3416)، «سنن الترمذي» (ح: 2669)، «المسند» (6486). (2( «التمهيد» (1/ 57). (3( «السير» (7/ 274). (4( «مقدمة صحيح مسلم» (1/ 15) باب: بيان أن الإسناد من الدين. (5( «المستخرج على المستدرك» لزين الدين العرافي (1/ 13) وما بعدها. (6( «طبقات الفقهاء الشافعية» لابن الصلاح (1/ 357).
    ()
    60
    
    61
    الثقافة الإسلامية بين الأصالة والمعاصرة - المستوى الأول - مبادئ وآداب
    المبدأ الخامس: نِ ْس َبة علم الحديث ِد َرا َية
    هذاالعلميخدمحديثالنبيصلى الله عليه وسلممنحيثقبولهورّده،فهومنعلومالوسائلالتيتستعملللكشف عنالُّسننالَّصحيحةالمروَّيةعنرسولاللهصلى الله عليه وسلممنبيننْقلكثيراختلطفيهالغُّثبالَّسمين،وأَّلففيه منالمؤلفاتمايْعُسرعُّده.
    ُ
    وكما هو خادم لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو كذلك خادم لبقية العلوم.
    وعلاقة العلوم والفنون ببعضها علاقة تباين وترادف، إ ْذ العلوم إما علوم أصل: كالكتاب والسنة، وإما علوم آلة: كأصول التفسير وأصول الحديث وأصول الفقه، وعلوم الآلة هذه بينها علاقة، وعلاقتها على وجهين علاقة ترادف وعلاقة تباين:
    فأما علاقة التباين: فعلى سبيل المثال؛ مسائل علم الحديث المطروقة في بابه ليست كمسائل العقيدة، فمسائل العقيدة تختلف عن مسائل علم الحديث، وأبواب المعتقد تختلف عن أبواب علم الحديث، وكذلك أبواب الفقه تختلف عن أبواب علم الحديث ونحو ذلك، هذه هي علاقة التباين بين علوم الآلة.
    وأما علاقة الترادف: فوجود الأشياء المشتركة بين علوم الآلة، فمثلا هناك علاقة مشتركة بين علم الحديث وبين علم أصول الفقه، مع أن جل أبوابهما مختلفة ولكن بينهما علاقة، فعلى سبيل المثال يطرق في علم الحديث بعض مباحث علم أصول الفقه كالناسخ والمنسوخ ومشكل الحديث وغريبه، وضبط الراوي وأدوات الاحتمال والأداء ونحو ذلك، فهذه أبواب تشترك بين علم الحديث وعلم أصول الفقه،
    فالعلاقة إ ًذا من هذه الجهة علاقة ترادف.
    المبدأ السادس: واضع علم الحديث ِد َرا َية ُ
    علمالحديثدرايةكأيعلمآخر،سبقوجودهتدوينقواعده،حيثكانالمحّدثونالأوليحتكمون إلىمجموعةمنالقواعدوالأصولفيتعاملهممعالأحاديثقبولاًأورّدًا،ولكنكانتتلكالقواعد عندهمغيرمدونة،ويمكنأننعّد«الرسالة»للإمامالشافعي،و»مقدمةصحيحالإماممسلم»،و»كتاب
    العلل» للإمام الترمذي، من أوائل المؤلفات التي أثارت بعض قضايا هذا الف ّن.

  • وأما تدوين هذا الف ّن كعل ٍم مستق ٍل بذاته؛ فقد كان على ع ّدة مراحل:
    
    الثقافة الإسلامية بين الأصالة والمعاصرة - المستوى الأول - مبادئ وآداب
    1- (مرحلة الجمع) وهي على ثلاث مراحل: ً
    المرحلةالأول:أولمنصنّففيعلمالحديثاستقلالاهوالقاضيأبومحمدالّرامُهْرُمزّي (ت360هـ)فيكتابه«المحّدثالفاصلبينالراويوالواعي»وهوأولكتابجامعفي مصطلح الحديث.
    المرحلة الثانية: بدأت مع كتاب «معرفة علوم الحديث» للحاكم النيسابوري (ت 405هـ)، وهو كتاب نفيس، وقد عقب عليه الحافظ أبو نعيم في «المستخرج على علوم الحديث».
    المرحلة الثالثة: بدأت مع تآليف الخطيب البغدادي (ت 463) وعلى رأسها وأجلها «الكفاية فيمعرفةأصولعلمالرواية»؛إْذبدأالفّنيستقّرعلىيديه؛فقدأّلففيمختلفعلومهذا الف ّن، حتى صار من بعده عالة على كتبه (1).
    2- (مرحلةالتهذيب):جاءالحافظأبوعمروابنالّصلاح(ت643هـ)فجمعشتاتماتفرق من مباحث هذا العلم في كتب الخطيب وغيره؛ في كتابه المبارك «معرفة علوم الحديث» المشهور
    بمقدمة ابن الصلاح. وأضحى هذا الكتاب مدار التآليف في هذا العلم. فقد ذاع صيته، وانتشر ذكره، واشتهر فضله؛ لذا عني به العلماء عناية كبيرة؛ فاختصره النووي في «الإرشاد»
    ثم اختصر «الإرشاد» في «التقريب» وهو الذي شرحه السيوطي في «تدريب الراوي»، وهو شرحممتعجدًا.وللحافظالسخاويأيضاشرحعلىالتقريب.واختصرهالقاضيالبدرابن جماعة، والحافظ ابن كثير، وغيرهم. ون ّكت عليه بعضهم كالحفاظ: العراقي والبلقيني وابن
    حجر وغيرهم. ونظمه بعضهم كالحافظ العراقي والحافظ السيوطي وغيرهما.
    3- (مرحلةالتوسع):تعُّدمنظومةالعراقي(الألفّية)والأعمالالتيلحقتها،أحدأكبرمصادر هذا العلم، حيث اعتنى بهذه المنظومة الكثير من أهل العلم: فقام بشرحها العراقي نفسه، وشيخ الإسلام زكريا الأنصاري، وزين الدين عبد الرحمن العيني، والجلال السيوطي، وإبراهيم الحلبي، وأبو الفداء ابن جماعة الكتاني، وقطب الدين محمد بن محمد الدمشقي،
    وشمس الدين السخاوي في (فتح المغيث)، وغيرهم. وقد لخصها نظ ًما: العلامة ابن الحاج الفاسي.
    4- (مرحلةالتحرير):أوالمصنّفاتالمحّررةعلىاعتبارأنهاتمثلمرحلةالاستقرارالنّهائي (1( قال الحافظ ابن حجر في «نزهة النّظر» (ص: 33): «كل من أنصف علم أ ّن المح ّدثين بعد الخطيب عيا ٌل عليه».
    62
    
    63
    الثقافة الإسلامية بين الأصالة والمعاصرة - المستوى الأول - مبادئ وآداب
    لقواعد هذا العلم واصطلاحاته. وأشهر من يمثلها «نخبة الفكر» مع شرحه «نزهة النّظر» وكلاهما للحافظ ابن حجر، قام فيها بتحرير المصطلحات الحديثية، وتنقيحها، وبيان الراجح في تعريف كل نوع من أنواع علوم الحديث.
    واستمّرعندالمحّققينفيهذاالعلمالَّتحريروالَّتقريبوالَّتيسير،إلـىزماننا،وأكثرالعناية فيه كانت في ُمصطلحاته، حتى غلب على هذه العلوم تسمية (مصطلح الحديث).
    المبدأ السابع: اسم علم الحديث ِد َرا َية
    ُعرفهذاالعلمبأسماءعديدةكّلهامتقاربة،تدلعلىمعنىواحد،ولامشاحةفيالاصطلاح،أشهرها ما يلي:
    1- علمدرايةالحديث:وهيتسميةقديمةجاءتالإشارةإليهافيأقدمكتبالفّنللرامهرمزي (1)، ولم ينتشر هذا اللقب انتشار غيره. قال الصنعاني: «علوم الحديث وهو علم دراية لا
    رواية ... وأ ّما الحديث فهو علم رواية» (2).
    وعّرفوهبأّنه:«علميعرفمنهحقيقةالروايةوشروطهاوأنواعهاوأحكامها،وحالالرواة وشروطهم، وأصناف المرويات وما يتعلق بها» (3).
    ويرى البعض بأن (علم دراية الحديث) هو ما يتعلق بالمتن، و(علم رواية الحديث) ما يتعلق بالسند. والأمر في هذا واسع.
    2- علومالحديث:وهيمنأوائلالألقابالتي ُعرفبهاهذاالعلم،وأكثرهاانتشارًا،فيعصر ابن الصلاح ومن جاء بعده. ومن هنا ُس ّميت بعض الكتب بهذا الاسم ككتاب الحاكم «معرفة علوم الحديث» وكتاب ابن الصلاح المق ّدمة أسماه بعضهم «علوم الحديث»(4).
    3- علم الحديث: وهذه تسمية مشهورة ذكرها الحافظ العراقي في مطلع «ألفيته»:
    (1( «المح ّدث الفاصل بين الراوي والواعي» (ص: 219، 312). (2( «توضيح الأفكار» (1/ 6). (3( «النكت الوف ّية» (63/1)، «تدريب الرواي» (1/ 25). (4( قال الحافظ العراقي في «التقييد والإيضاح» (ص: 11): «إ ّن أحسن ما صنّف أهل الحديث في معرفة الاصطلاح كتاب علوم الحديث لابن الصلاح».
    
    الثقافة الإسلامية بين الأصالة والمعاصرة - المستوى الأول - مبادئ وآداب
    َفَهِذِهاَلمَقاِصُداُلمِهَّمْه*** ُتْوِضُحِمْنِعْلِمالحِدْيِثَرْسَمْه
    َِِِ ُِِِِْْْ َنظْمُتَهاَتْبصرًةللُمبَتدْي*** َتذكـــَِرًةللُمنَْتــهيوالمـْسند
    4- أصولعلمالحديث:وهذهتسميةمتقّدمةجاءذكرهافيمقّدمةكتابالخطيبالبغدادي «الكفاية في معرفة أصول الرواية»: «وأنا أذكر بمشيئة الله تعالى وتوفيقه في هذا الكتاب: ما
    بطالب الحديث حاجة إلى معرفته، وبالمتفقه فاقة إلى حفظه ودراسته، من بيان أصول علم
    الحديث وشرائطه، وأشرح من مذاهب سلف الرواة والنقلة في ذلك ما يكثر نفعه» (1).
    5- مصطلحالحديث:غلبهذاالاسموشاعفيالعصرالحاضر،حتىغّطىعلىألقابهالأخرى. ولهذهالتسميةأصلفقدوسمالحافظابنحجرمختصرهفيهذاالفّنبـ«نخبةالفكرفي
    مصطلح أهل الأثر».
    المبدأ الثامن: استمداد علم الحديث ِد َرا َية
    من كلام المحدثين واصطلاحاتهم، إما في كتب مستقلة، أو أثناء كلامهم على الحديث، أو في مقدمة الكتب، أو أواخرها، ونحو ذلك، فهو مستمد من كلام الأئمة من أهل الحديث.
    ّ المبدأ التاسع: حكم علم الحديث ِد َرا َية
    حكم تعلمه فرض كفاية، لأنه لا يمكن أن يمحص كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بهذا العلم، فتعلمه عبادة، وفيه الفوز بالدارين إذا صلحت النية، وحسن القصد. قال الحافظ العراقي (ت 806هـ): «علم الحديث خطيروقعه،كبيرنفعه،عليهمدارأكثرالأحكام،وبهيعرفالحلالوالحرام،ولأهلهفيهاصطلاحلابّد
    (1( «الكفاية» (ص: 7). (2( مقدمة الحافظ العراقي لشرح ألفيته (ص: 36).
    َ
    للطالب من فهمه» (2).
    64
    
    65
    الثقافة الإسلامية بين الأصالة والمعاصرة - المستوى الأول - مبادئ وآداب
    المبدأ العاشر: مسائل علم الحديث ِد َرا َية
    المقصود بمسائله الجزئيات التي يتكون منها هذا العلم، وهي أنواع الحديث، وكل نوع تحته تفاصيل، فمسائله تتعلق بالإسناد من حيث الاتصال والانقطاع والتدليس وما شابه ذلك، وتتعلق بالمتن من حيث القلب والشذوذ وهكذا.
    ويندرجتحتهأيضًا:تمييزالمقبولمنالمردود،وعلمالجرحوالَّتعديل،وتواريخالرواة،وعللالحديث، وغيرها.
    وقد أوصل ابن الصلاح -رحمه الله- في مقدمته أنواع علوم الحديث إلى خمسة وستين نوع ًا.
    ثاني ًا: مبادئ علم الحديث ِر َواية
    
    الثقافة الإسلامية بين الأصالة والمعاصرة - المستوى الأول - مبادئ وآداب
    ثاني ًا: مبادئ علم الحديث ِر َواية
    المبدأ الأول: ح ّد علم الحديث ِر َواية
    علم الحديث رواية تمييز محول عن المضاف إليه والأصل فيه: «علم رواية الحديث».
    تعريف ال ِّرواية لغة: الرواية اسم مأخوذ من الفعل (روى) بمعنى: حمل ونقل. ويختص بحمل ونقل الماء ومن ذلكقيلللإبلالحاملةللماء(ال ّراوية)،وللماءالعذب(ال ّرواء).
    وهذاالنقلقديكونحسي ًا؛كقولك:«رويتالأرضبالماء»أي:حملتونقلتالماءلها. وقديكونمعنوياكقولك:«رويتالحديثأوال ِشعر»أي:نقلتهإلىالغير.
    اصطلاحًا:«ماأضيفإلىالنبيصلى الله عليه وسلمأومندونهمنصحابيأوتابعي،منجهةالعنايةبنقلذلكوضبطه وتحرير ألفاظه». وبعبارة أخرى: «هو العناية بمتن الخبر من جهة ن ِّصه خاصة» (1).
    المبدأ الثان: موضوع علم الحديث ِر َواية
    موضوع علم الحديث رواية هو: مباحث المتن الثلاثة:
    1- (المرفوع) عن النبي صلى الله عليه وسلم من حيث أقواله، وأفعاله، وتقريراته، وصفاته، وروايتها وضبطها وتحرير ألفاظها.
    2- (الموقوف) عن الصحابة رضي الله عنهم من قول أو فعل أو تقرير، تصريح ًا أو حك ًما. والصحابهو:«منلقيالنبيصلى الله عليه وسلم،مؤمنًابه،وماتعلىالإسلام:ولوتخللترّدةعلى
    الأصح.
    3- (المقطوع) عن التابعين رحمهم الله ومن دونهم من أتباع التابعين فمن بعدهم من قول أو فعل أو نحو ذلك.
    (1( «تحرير علوم الحديث» (1/ 23)، «أصول الحديث» (ص: 9).
    66
    
    67
    الثقافة الإسلامية بين الأصالة والمعاصرة - المستوى الأول - مبادئ وآداب
    والتابعيهو:«منلقيالصحابي،وماتعلىالإسلام».هذاهوالمختار،خلافًالمناشترط في التابعي طول الملازمة أو صحة السماع أو التمييز.
    فهو علم يشتمل على ضبط الحديث ونقله وروايته وتحرير ألفاظه.
    ومن كتب هذا النوع: الصحيحان، والسنن الأربعة، والمسانيد، والموطآت، والمصنّفات، والمعاجم، والأجزاء الحديثية، وكتب التفسير المسندة كتفسير «جامع البيان عن تفسير آي القرآن» لابن جرير الطبري، أو «تفسير ابن أبي حاتم» و «تفسير ابن المنذر» وغيرها.
    المبدأ الثالث: ثمرة علم الحديث ِر َواية
    فائدة هذا العلم: معرفة وضبط حديث النبي صلى الله عليه وسلم، وتحرير ألفاظه، وبيان كيفية الاقتداء به صلى الله عليه وسلم، ومعرفة أفعالهوأحوالهللاقتداءبهوالفوزبالنجاةوالسعادةفيالدارين،تحقيقًالقولهتعالى:﴿ئوئۇئۇئۆ ئۆ ئۈ ئۈ ئې ئې ئې ئى ئى ئى ی ی ی ی ئج ﴾ الأحزاب: 21.
    المبدأ الرابع: فضل علم الحديث ِر َواية
    فضلهعظيموشأنهجليل،فهوالعلمالذييتلقىمنهالشرعوتبنىعليهالأحكامكالقرآن،فالّسنة هيالوحيالثانيمناللهتعالىكماقالعَّزشأنه:﴿ڀڀڀٺٺٺٺٿٿٿٿ ﴾ سورة النجم: 3 - 4، ولهذا ألزم الله تعالى باتباعها والأخذ بها؛ قال تعالى: ﴿ٱٻٻٻ ٻپپپپڀڀڀڀٺٺٺٺٿٿٿٿٹٹٹٹ ڤ﴾ سورة الأحزاب: 36، وقال تعالى: ﴿ئۈئېئېئېئىئىئىییی یئجئحئمئىئيبجبحبخبمبىبيتجتحتختمتىتيثجثمثى﴾ سورة النساء: 59، وقال تعالى: ﴿ ڑککککگگگگڳڳ ڳڳ﴾ سورة النور: 63، وقال تعالى: ﴿ ںڻڻڻڻۀۀہہہہ
    
    الثقافة الإسلامية بين الأصالة والمعاصرة - المستوى الأول - مبادئ وآداب
    ھھھھےےۓ ﴾ سورة الحشر: 7، وقال تعالى: ﴿ڦڦڦڦڄڄڄ ڄ ڃ ڃ ڃ ڃ چ چ چ چ ﴾ سورة آل عمران: 31 .
    وَعِناْلمِْقَداِمْبِنَمْعِدي َكِرَباْلِكنِْدِّيرضياللهعنهَقاَل:َقاَلَرُسوُلاللهِصلى الله عليه وسلم:«َأَلاإِِّنيُأوتِيُتاْلِكَتاَب َو ِم ْث َل ُه َم َع ُه، َأ َلا إِ ِّني ُأوتِي ُت ا ْل ُق ْرآ َن َو ِم ْث َل ُه َم َع ُه، َأ َلا ُيو ِش ُك َر ُج ٌل َينْ َثنِي َش ْب َعا ًنا َع َلى َأ ِري َكتِ ِه َي ُقو ُل: َع َل ْي ُك ْم بِاْلُقْرآِن،َفَماَوَجْدُتْمفِيِهِمْن َحَلاٍلَفَأِحُّلوُه،َوَماَوَجْدُتْمفِيِهِمْن َحَراٍمَفَحِّرُموُه...» (1).
    قال الأوزاعي (ت 157هـ): «الكتاب أحوج إلى ال ُّسنّة من ال ُّسنّة إلى الكتاب».
    وقال يحيى بن أبي كثير (ت 129هـ): «ال ُّسنّة قاضية على الكتاب».
    قال ابن عبد البر (ت 463هـ): «إنها تقضي عليه، وتبين المراد منه».
    والحاصل أن ثبوت حجية السنة المطهرة واستقلالها بتشريع الأحكام ضرورة دينية، ولا يخالف في ذلك إلا من لا حظ له في دين الإسلام (2).
    المبدأ الخامس: نِ ْس َبة علم الحديث ِر َواية
    نسبة علم الحديث رواية إلى العلوم الأخرى نسبة تكامل وتوافق؛ فهو علم تستنبط منه الأحكام كالقرآن، وهومبينلإجماله،وإنجزءًاكبيرًامنالفقهإنماهوثمرةللحديث؛ومنهناكانعلمالحديثرواية منأشرفالعلوموأجّلها،بلهوأجّلهاعلىالإطلاقبعدالعلمبالقرآنالكريمالذيهوأصلالدين ومنبع الطريق المستقيم، فالحديث مصدر من مصادر التشريع الإسلامي كالقرآن، بعضه يستقل بالتشريع، وبعضه الآخر شارح للقرآن مبين لما جاء فيه، قال تعالى: ﴿ ٿٹٹٹٹڤڤ ڤڤڦڦ﴾ سورة النحل: 44، فهو دليل من أدلة الشرع، جميع العلوم الشرعية
    بحاجة إليه غير منفكة عنه.
    (1( أخرجه أحمد في «المسند» (ح: 17174)؛ بإسناد صحيح. وصحح إسناده الشيخ الألباني في «الحديث حجة بنفسه» (ص: 32). (2( ينظر: «إرشاد الفحول» للشوكاني (1/ 97) بتصرف.
    68
    
    69
    الثقافة الإسلامية بين الأصالة والمعاصرة - المستوى الأول - مبادئ وآداب
    المبدأ السادس: واضع علم الحديث ِر َواية َ
    نشأ علم الحديث رواية في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كان الصحابة يكتبون الحديث في عهده صلى الله عليه وسلم، فعن أبي ُهَرْيَرَةرضياللهعنَقاَل:َقاَلَرُسوُلاللهِصلى الله عليه وسلم:«اْكُتُبوالأَِبيَشاٍه»(1)،وعنَعْبِداللهِْبِنَعْمِروْبِناْلَعاِص رضياللهعنهَقاَل:«ُقْلُت:َياَرُسوَلاللهِ،إِِّنيَأْسَمُعِمنَْكَأْشَياَء،َأَفَأْكُتُبَها؟َقاَل:َنَعْم،ُقْلُت:ِفياْلَغَض ِب َوالِّرَضا؟َقاَل:َنَعْم،َفإِِّنيَلاَأُقوُلفِيِهَماإَِّلا َحًّقا»(2)،وَعْنَأِبيُهَرْيَرَةرضياللهعنهقال:«َماِمْنَأْصَحاِب
    النَّبِِّيصلى الله عليه وسلمَأَحٌدَأْكَثَرَحِديًثاَعنُْهِمنِّي،إِلاََّماَكاَنِمْنَعْبِداللهِْبِنَعْمٍروَفإَِّنُهَكاَنَيْكُتُبَولاََأْكُتُب»(3). قال النووي: «وكان بين السلف من الصحابة والتابعين خلاف في جواز كتابة الحديث، ثم أجمعت الأمة
    على جوازها واستحبابها» (4). قالالحافظابنحجر:«السلفاختلفوافيذلكعم ًلاوتركًا،وإنكانالأمراستقروالإجماعانعقدعلى
    جواز كتابة العلم، بل على استحبابه بل لا يبعد وجوبه على من خشي النسيان ممن يتعين عليه تبليغ العلم»
    المبدأ السابع: اسم علم الحديث ِر َواية
    (5).
    له ع ّدة أسمء أبرزها ما يلي: 1- علم الحديث. 2- علم الحديث رواية. 6 3- ال ُّس ّنة. وهي في اللغة: الطريقة والسيرة والأسلوب والنّهج ( ).
    وفيالاصطلاح:«ماصدرعنالنّبيصلى الله عليه وسلمغيرالقرآن؛منقوٍل،أوفعٍل،أوتقريٍر،أوِصفة َخ ْل ِق ِّية أو ُخ ُل ِق ّي ٍة أو ِس ْيرة» (7).
    (1( متفق عليه؛ أخرجه البخاري (ح: 2434)، ومسلم (ح: 3371). (2( أخرجه أحمد في «المسند» (ح: 7020). وهو صحيح بمجموع طرقه؛ ينظر: «السلسلة الصحيحة» (ح: 2026). (3( أخرجه البخاري (ح: 113). (4(»المنهاج» (245/1). (5(»فتح الباري» (204/1). (6( «النهاية» (409/2)، «المعجم الوسيط» مادة (س ّن) (456/1). (7( «علوم الحديث» (ص: 12).
    
    الثقافة الإسلامية بين الأصالة والمعاصرة - المستوى الأول - مبادئ وآداب
    والحديثأعُّممنالُّسنّةلأنالُّسنّةتطلقعلىماقصدبهالّتأسيوالتشريع،والحديثيطلق على ما هو أع ُّم من ذلك مما يفعله على سبيل العادة أو ا ِلجب ّلة ونحوها.
    وقددّونالمحدثونهذهالّسنّةجميعهاوتلكالأقساموحفظوهافيأمهاتكتبالّسنّة ومصادر السيرة النبوية الشريفة التي تشهد جهدهم وجهادهم في حفظ هذا الدين.

  • أقسامالُّسَّنة(1) لها ع ّدة تقسيمت باعتبارات مختلفة:
    1- باعتبار ذاتها: وتنقسم إل قول ّية وفعل ّية وتقريرية: 2 ال ُّس َّنة القولية: كقوله صلى الله عليه وسلم: «خيركم من تع ّلم القرآن وع ّلمه» ( )
    ال ُّس َّنة العمل ّية: كأفعاله في وضوئه وصلاته وح ّجه صلى الله عليه وسلم. الُّسَّنةالتقريرية:وهيماأقّرهصلى الله عليه وسلممماصدرعنأصحابهمنقولأوفعلبسكوته،أوإظهار
    الرضا عنه واستحسانه.
    ومن ال ُّس َّنة: ما يتع ّلق بخصائصه وخصائله وشمائله وصفاته وأخلاقه صلى الله عليه وسلم.
    وتشمل السنة في اصطلاح المحدثين صفاته الخَ ْلقية وهي هيأته التي خلقه الله عليها وأوصافه الجسمية والبدنية، وصفاته الخُ ُلقية وهي ما جبله الله عليه من الأخلاق والشمائل والخصائل والخصائص، وتشمل كذلك سيرته صلى الله عليه وسلم وغزواته وأخباره قبل البعثة وبعدها.
    2- باعتبار علاقتها بالقرآن: وهي على ثلاثة أقسام: ُس ّنة مؤكدة: وهي الموافقة لما جاء في القرآن من كل وجه؛ كوجوب الصلوات
    الخمس. ُس ّنة م َب ّينة: وهي ا ُلم َف ِّسرة لما جاء في القرآن؛ كصفة الصلاة، والزكاة ونحوها. ُس ّنة استقلالية: وهي التي تأتي بحكم سكت عنه القرآن؛ كميراث الج ّدة ونحو ذلك.
    (1( «مقدمة في أصول الحديث» لعبد الحق الدهلوي (ص: 37)، «توجيه النظر» للجزائري (ص: 2). (2( «صحيح البخاري» (ح: 4739).
    70
    
    71
    الثقافة الإسلامية بين الأصالة والمعاصرة - المستوى الأول - مبادئ وآداب
    3- باعتبار وصولها إلينا وتعدد الطرق؛ وتنقسم إل قسمين: حديث متواتر: وهو ما رواه عدد كثير تحيل العادة تواطأهم على الكذب عن مثلهم
    وأسندوه للح ّس. وهو مقطوع بصحته، ويفيد العلم اليقيني، وحجة في باب العقائد. خبر الآحاد: وهو مالم يجمع شروط التواتر.
    وفيه المقبول والمردود، بحسب توفر شروط الحديث الصحيح؛ لذا لا يفيد العلم اليقينيوليسبحجةفيبابالعقائدإلاإذاصّحسندهواحتفتبهالقرائنالتي ترجح صدقه وصحته.
    المبدأ الثامن: استمداد علم الحديث ِر َواية

  • يستمد هذا العلم من: أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم، وآثار الصحابة والتابعين. المبدأ التاسع: حكم علم الحديث ِر َواية

  • حكم تعلمه: فرض كفاية، وفرض عين على العالم في المسألة التي سيجتهد فيها. المبدأ العاشر: مسائل علم الحديث ِر َواية

  • المقصودبمسائلهالجزئياتالتييتكونمنهاهذاالعلم،وهي:أنواعالُّسنّة؛وهيالقولية، والفعلية، والتقريرية، والصفات الخَلقية والخُلقية للنبي صلى الله عليه وسلم. وسبق بيانها.
    ويندرج تحته أصناف من علوم الحديث، منها: “المرفوع، والموقوف، والمقطوع، وغريب الحديث، ومختلف الحديث، ومشكل الحديث”.


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

إن التطورات الج...

إن التطورات الجسدية والإدراكية التي تطرأ على الطفل أثناء النمو لها أنماط مختلفة في المراحل الأولى من...

المقاربة الثالث...

المقاربة الثالثة : البناء الاجتماعي للمخاطر وعلم اجتماع شرح المخاطر إذا كانت المقاربتان السابقتان قد...

Who Was the Ter...

Who Was the Term's Originator? Software testing, to put it simply, is the process of determining if ...

ألعاب التوصيل ل...

ألعاب التوصيل للأطفال بعمر 3 سنوات: تُعدّ ألعاب التوصيل خيارًا تعليميًا وترفيهيًا ممتازًا للأطفال ب...

Water pricing g...

Water pricing guarantees sustainable management by promoting efficient usage and conservation. It al...

موضوع فيلم "ممر...

موضوع فيلم "ممرات الزمن: الزوار 2" (1998) هو استمرار لمغامرات جودفروي دي مونتميرايل، فارس من العصور ...

Russian Foreign...

Russian Foreign Policy: A Quest for Great Power Status in a Multipolar World 111 been important to R...

The graph shows...

The graph shows the following: To the right, element B is 100% (thus the ratio of element A is equal...

يقوم المنهج على...

يقوم المنهج على فلسفة تربوية تنبثق عن فلسفة المجتمع وتكون متصلة به اتصالاً وثيقاً وتنبني الأنشطة الت...

د - مرحلة التفا...

د - مرحلة التفاعل: وعادة ما لا تتضح المشكلة تمام الوضوح في هذه المرحلة المبكرة من العملية الإرشادية...

I hate gossip. ...

I hate gossip. I find it boring and destructive. Yet, so much in the media, in publications, and on ...

ابوظبي في 20 ين...

ابوظبي في 20 يناير /وام/ أصدر مكتب شؤون الأعلام بمكتب سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجل...