لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (50%)

أَخيرًا تَقْتَرِبُ الرِّحْلَةُ مِنْ رُبْعِهَا الْأَخِيرِ، عَبْرَ نَافِذَةِ الْمَرْكَبَةِ الْفَضَائِيَّةِ أَتَأَمَّلُ سَوادَ
أَتَذَكَّرُ كَيْفَ كَانَ بَيْتِي في حالَةِ طَوارِيَّ؛ مُتَعَجِّلُونَ كُلٌّ مِنْهُمْ فِي شَأْنٍ الْجَمِيعُ يُعِدُّ الْعُدَّةَ لِلْهِجْرَةِ إِلَى كَوْكَبِ الْأَرْضِ!
كَيْفَ أَتْرُكُ كَافَّةَ ذِكْرَياتِي لِأَرْحَلَ عَنْ مَوْطِني؟ عُمُرِي اثْنَا عَشَرَ عَامًا، وَأَسَدِيَ الْأَلِيفُ ذو اللُّبْدَةِ الْبَنَفْسَجِيَّةِ، الْجَميلَةُ؛ لَا أَعْلَمُ عَنْهُ شَيْئًا؟! نَعَمْ، لا بَأْسَ بِأَنْ
أَذْهَبَ أَنا إِذَنْ إِلى مَجْمُوعَةِ الْأَفْلامِ الْعِلْمِيَّةِ الَّتِي زَوْدَتْني بِها أُمي
وَالَّتي طالَما أَلَحَتْ عَلَيَّ أَنْ أَشاهِدَها وَأَتَعَرَّفَ إلى الْكَوْكَبِ الَّذِي نَذْهَبُ
هَذِهِ مَرْكَبَةٌ
صَغِيرَةً لا تَسَعُ سِوى ثَلاثَتِنا، وَيَنْحَصِرُ غَرَضُها فِي التَّأَكْدِ الْمَيْدَانِيُّ الأَخير
اصطحابي، أَجْلِسُ فَوْقَ مَقْعَـدٍ
لِيُشَغْلَ حَيْزُ
عَرْضاً ثلاثي الْأَبْعادِ لِلْمَادَّةِ الْعِلْمِيَّةِ الْمَلْفُوظَةِ. وَالَّذِي يُطْلِقُ عَلَيْهِ سُكَانُهُ اسْمَ الْأَرْضِ)، في هذا الْعَرْضِ سَتَكونُ بِتَعابيرِ أَهْلِ ذلِكَ الْكَوْكَبِ". تَظْهَرُ أمامي صورَةٌ لِكُتَل أَشْبَهَ بِالْغَمامِ الدَّاكِنِ فِي الْقَضاءِ، الشَّمْسِ. واضِحٌ أَنَّ هذا الفيلمَ نَتيجَةُ تَجْميعِ مَادَّةٍ عِلْمِيَّةٍ مُتَرَاكِمَةٍ عَبْرَ
أَرى كُتَلًا ضَخْمَةً غَازِيَّةً تَنْفَصِلُ تِباعًا، أَلْمَحُ بجوار إحدى هذِهِ الْكُتَلِ
اسْمَ كَوْكَبِ الْأَرْضِ، أَسْتَطيعُ تَفَهُم وحْداتِهِمُ الزَّمَنِيَّةِ، وَحَوْلَ شَمْسِهِ في دَوْراتٍ تَقْتَرِبُ لِلْعَايَةِ مِنْ نَظِيرَاتِها لَـدى
أَقْصِدُ كَوْكَبَ الْأَرْضِ. ثُمَّ بَرَدَتْ تَدْرِيجِيَّا
لِتَتَكَوَّنَ قِشْرَةُ الْيَابِسَةِ. وَمَعَ بُرودَةِ الْقِشْرَةِ الْيَابِسَةِ يَتَكَاثَفُ
فَتَتَكَوَّنُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَالْبِحَارُ، فَيَظَلُّ عَلى شَكْلِ صَحارٍ وَجِبَالٍ وَبَراكَينَ وَدُروبٍ
أَكْبَرُ مِنْ كَوْكَبِنَا بِمَرَاحِلَ، يَبْدو لي
هذا مُثيرًا. أَنْتَبِهُ بِكُلِّ حَواسَيَ لِلْعَرْضِ، وَعَيْنايَ مُعَلَّقَتانِ بِمَشَاهِدِ أَحْجَارٍ
نَيْزَكِيَّةٍ تَضْرِبُ الكَوْكَبَ الْجَديدَ مِنَ الْواضِح أنَّ الضَّرَبَاتِ كَانَتْ قَويةً
لِدَرَجَةِ إِحْداثِ فَجَواتٍ عَمِيقَةٍ يَخْرُجُ مِنْها ما يُشْبِهُ ثَوْراتِ الْبَرَاكِينِ إِذْ
أَقْرَأْ مُلاحظات جانِبيَّةً تُجاوِرُ الصُّوَرَ، فَجْأَةً. وَيَسودُ الظَّلامُ، مَعَ وَميضِ مَصابيحَ مُنْذِرَةٍ، فَأُهْرَعُ إِلى
وَعِنْدَما أَطالِعُ ما يَجْري. لِأَجِدَ
مَرْكَبَتَنَا تَسْبَحُ وَسْطَ آلافِ الصُّحُورِ الْجَلِيدِيَّةِ مُتَنَوِّعَةِ الْأَحْجَامِ وَالْأَشْكَالِ. لي أَعْدادُها لا نِهَائِيَّةً أَسْمَعُ صَوْتًا آلِيَّا يُدَوّي عَبْرَ مُكَبَّرَاتِ الصَّوْتِ: "تَمرُّ
الْأَرْضِ، هَذَا النِّطَاقُ الْخَطِرُ يَبْدَأُ بِكَوْكَبِ
بلوتو)، وَيَنْتَهِي بِكَوْكَبِ (نِبْتون)". أَشْعُرُ بِصُعوبَة فِي الْحِفاظِ عَلَى تَوازُنِي مَعَ
بِعَناءٍ أَعودُ إلى مَقْعَدي، وَأَصِيحُ بِصَوْتِ عالِ: "مَسارُ الرِّحْلَةِ الْحالِيُّ"، أَلْمَحُ كَوْكَبًا قَزَمًا بِالْقِياسِ لِمَا
يُجاوره، اسْمُهُ (ماكيماكي)، سَرِيعًا يَخْرُجُ أَبي بَمَهاراتِهِ الْمَعْرُوفَةِ مِنْ هذا النّطاق الْخَطِر. أَنَّنا تَخَطَّيْنا أخيرًا ( حِزامَ كايْبِرُ الَّذي يَعُجُ بِالنَّازِكِ وَالْكُوَيْكِباتِ
أَنْظُرُ مِنَ النَّافِذَةِ فَأرِي الصَّفَاءَ الْأَسْوَدَ
بَعْدَ وَهْلَةٍ يَدْفَعُني الْفُضولُ لِمُتابَعَةِ تاريخ كَوْكَبِ الْأَرْضِ، بِمُواصَلَةِ الْعَرْضِ. تَعودُ فَوْرًا الصُّوَرُ الْمُجَسَّمَةُ، أَتَعَجَّبُ قَائِلًا: "سَبْعُمِنَةِ مِلْيونِ سَنَةٍ مَرَّتْ عَلى هذا الْكَوْكَبِ حَتَّى ظَهَرَتْ
تَتَسارَعُ الصُّوَرُ؛ الْبِكْتيريا، كانَتْ هَذِهِ
"رودينيا". الصورَةُ لِلتَّسارُعِ واتابِعُ بِشَغَفَ؛ دَرَجاتُ الْحَرارَةِ. هَطَلَتْ أَمْطارٌ شَديدَةُ الغَزارةِ، بِالتَّزامُنِ مَعَ تَشَكُلِ طَحالِبَ
بَدَأَتْ كَائِنَاتٌ صَغيرَةُ رُباعِيَّةُ الأطْرافِ بِالظُّهورِ، يُطْلِقُ عَلَيْهَا أَهْلُ الْأَرْضِ
اسْمَ الْبَرْمَائِيَّاتِ. يَجْذِبُ انْتِباهي عِبارَةُ قَبْلَ مِنَتَيْ مِلْيونِ سَنَةٍ مِنَ الْآنَ أَنْتَبِهُ إلى
بَدَأَتْ
جانِحَةً تِجاهَ الْجَنوب
فيا
أرى فَوْقَهَا اسْمَ (أَمْرِيكا الشَّمَالِيَّةِ). تعودُ الصُّوَرُ لتَتَسارَعَ؛ تَطَوَّرَتِ الْكائِناتُ عَلى هذا الْكَوْكَبِ الْجَميلِ، وَأَشاهِدُ مَبْهورًا ما يُطْلِقونَ عَلَيْهِ فِي الْأَرْضِ اسْمَ الديناصوراتِ، أَمْتَارٍ، بَغْتَةً، تَرْتَجُ الْمَرْكَبَةُ ارْتِجاجَةً عَظيمَةً ، أَشْعُرُ بِالْهَلَعِ. أُخْرى، أَعْنَفَ مِنَ الأولى، حينَها أُدْرِكُ أَنَّ ثَمَّةَ شَيْئًا شَدِيدَ السّوءِ يَجْرِي فِي الْخارِجِ. أَتَمالَكُ نَفْسي لَمْ أَشَأْ أَنْ أَرْكُضَ إِلى أَبَوَي، آخِرُ مَا يَحْتاجانِهِ الْآنَ أَنْ أُشَتَّتَ
تَرْكيزَهُما أَثْناءَ قِيادَةِ الْمَرْكَبَةِ. أَحْكِمُ رَبْطَ أَحْزِمَةِ الْأَمانِ الْإِضافِيَّةِ، بِصَوْتِ واضِحِ النَّبْراتِ: "مَسارُ الرَّحْلَةِ الْحالِيُّ " . وَالْمِرْيخَ الْمَسْأَلَةُ أنَّ هذه الْمَسافَةَ تَغُصُّ بعشرات الآلاف مِنَ الْكُوَيْكِبات
مُخْتَلِفَةِ الْأَحْجامِ، مُتَداخِلَةً، خاصَّةً مَعَ سُرْعَةِ مَرْكَبَتِنا الْعالِيَةِ. هذا الْحِزامُ مِنَ الْكُوَيْكِباتِ هُوَ ما
مَيَّزَهُ عُلَماؤُنا كَحَلٌّ فاصِلٍ بَيْنَ النِّظامِ الشَّمْسِيِّ الدّاخِلِيُّ، وَالْخارِجِيَّ. يُصِيبُ جانِبَ الْمَرْكَبَةِ شَيْءٌ ما، وَالْوُصولَ إِلى كَوْكَبِ الْأَرْضِ، بِالْعَوْدَةِ، فَفِي الْواقِعِ، الْمُشْكِلَةُ في كُلّ ما سَبَقَ وَإِنّما في نَيْزَكَ هائِلِ الْحَجْمِ يَتَّجِهُ ناحِيَتَنا
أَحْتَفِظُ بِتَوازُني بِصُعوبَةٍ مَعَ الْمُناوَراتِ الَّتِي يُجْرِيها أَبَوَايَ
وَلكِنْ يَتَّضِحُ لِي أَنَّ حَجْمَهُ أَكْبَرُ مِنْ كُلِّ تِلْكَ
فَأُدْرِكْ أَنَّهُ يَقْتَرِبُ مِنَا، يُصِيبُنِي الْهَلَعُ مِنَ احْتِمَالِيَّةِ
وَرُغْمَ فَزَعِي مِنْ قُرْبِ النَّهايَةِ، بِالإِشْفَاقِ عَلَى بَقِيَّةِ سُكّانِ كَوْكَبِنا، وأَمانِيَّهُمْ فِي مُغادَرَةِ كَوْكَبِنا الَّذِي أَنْهكَهُ التَّلَوُّتُ، أَفْتَقِدُ أَبي وَأُمّي، وَلَكِنَّ الْأَمْرَ يَطولُ، أَرْمُقُ مَسارَ الرَّحْلَةِ، لِلْمَرْكَبَةِ، لَمْ أَفْهَمْ مُعْظَمَهَا، بِنَظْرَةٍ وَاحِدَةٍ إِلى
اللَّوْنِ الْأَخْضَرِ الْمُجاوِر لِكُلِّ بَنْدِ، نَجَحَ وَالِدَايَ فِي الْمُرُوقِ بِالْمَرْكَبَةِ بِسَلَامٍ. أُفَكِّرُ في الذهاب إلَيْهما، بَدْءًا
الْجَزيرَةِ الْهِنْدِيَّةِ فِي الْوَقْتِ الْحَالِيُّ. أَتَّجِهُ بِعَيْنَيَّ لِما
فأرى الْعَرْضَ التَّسْجِيلِيَّ يُوْضِحُ تَزَحْزُحَهَا هِيَ الْأُخْرَى غَرْبًا، بَعِيدًا عَنْ قارَّة
شَعَرْتُ بِالِامْتِنَانِ لِتَقَدِّم
خِلالَ الْعَرْضِ التَّسْجِيلِيُّ، أَرى شَمَالَ تِلْكَ الْقارَةِ، أَعْتَدِلُ فِي مَكانِي وَأَنا أرى الظهورَ الْأَوَّلَ لِلْفِيَلَةِ وَالْقِرَدَةِ قَبْلَ
خَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ مِلْيونَ عَامٍ الْكَائِناتُ الَّتِي يُطْلِقونَ عَلَيْهَا أَفْيالًا، لَدَيْنَا مَا
يُشْبِهُها، فَلا نَظِيرَ لَهَا عِنْدَنَا. تَلَى ذَلِكَ سِتَّةُ عُصورٍ جَلِيدِيَّةٌ، وَالْحَجْمِ؛ فَأَلْوانُ شُعورِنا إِمَّا زَرْقَاءُ
أَحْجَامُنا عَنِ الثَّلاثِينَ سَنْتِيمِتْرَا بِمَقاييسِهِمْ!
وَتُقْبِلُ عَلَيَّ أُمّي تُشير إلى النّافِذَةِ باسِمَةً لِأَرَى الْكَوْكَبَ الْجَدِيدَ عَنْ
أَتَأَمَّلُ الْمَشْهَدَ مَبْهُورًا، أَغْلَبُها تَنْحَصِرُ فِي
الْأَلْوانِ. أَنْتَبِه إِلى نَبْرَةِ صَوْتِهِ الْقَلِقَةِ حِينَها تُهرَعُ أُمّي عَائِدَةً إِلَيْهِ، وَأُمّي تَشْرَحُ لَهُ: "أَجْهِزَةُ التَّسْجِيلِ فِي الْمَرْكَبَةِ تُسَجِّلُ
مُعَدَّلَاتِ تَلَوُّتٍ في هذا الْكَوْكَبِ، تَوَقَعْناها، يَزْفِرُ والِدي: "كَانَ الْقادَةُ مُحِقِّينَ في عَدَمِ الِاعْتِمَادِ الصِّرْفِ عَلَى مُراقَبَةِ
تُغَمْغِمُ وَالِدَتِي بِصَوْتٍ حَافِتٍ: "لَوْ أَنَّ الْجَميعَ أَتى إلى هُنا مُباشَرَةً، رُغْمَ كُلِّ شَيْءٍ، مِنَ
الْواضِحِ أَنَّ سُكَانَ هذا الْكَوْكَبِ يَبْذُلُونَ جهودًا حَثِيثَةً لِكَبْحِ هَذا التَّلَوُّثِ، كَمَا
يَتَّضِحُ مِنَ الْأَرْقامِ الَّتِي تَتَغَيَّرُ أَمامِي كُلَّ ثانِيَةٍ". لَا تَكْفِي جُهودُهُم
لِلتَّحَسُّنِ رَيْثَما يَأْتي بَقِيَّةٌ سُكَانِ كَوْكَبِنا يَبْدو أَبي مُحْبَطًا وَهُوَ يَتَهَيَّأْ لِمُعاوَدَةِ
وإِبلاغهم بِالْمُسْتَجَدّاتِ". أقول بأسف: "هذا كَوْكَبٌ جَميلٌ يا أبي، أَخْشَى عَلَيْهِمْ مِنْ مَصِيرِنَا ذَاتِهِ إِنِ
إِنَّهُمْ يُقَاوِمُونَ". تُعَلِّقُ أُمّي مُتَسَائِلَةً: "الْكَوْكَبُ الْفَيْروزِيُّ؟". أصيحُ بِحَمَاسَةٍ: "تَقْصِدُونَ كَوْكَبَ (كِبْلَرْ - ٢٢ بي)
كَما يُسَمّيهِ أَهْلُ الْأَرْضِ؟". يَلْتَفِتُ إِلَيَّ أَبِي، وَيَقُولُ: "سَيُرْسِلُونَ إِلَيْهِ رِحْلَةً اسْتِكْشَافِيَّةً أُخْرِى بِالنِّسْبَةِ لَنَا،


النص الأصلي

أَخيرًا تَقْتَرِبُ الرِّحْلَةُ مِنْ رُبْعِهَا الْأَخِيرِ، عَبْرَ نَافِذَةِ الْمَرْكَبَةِ الْفَضَائِيَّةِ أَتَأَمَّلُ سَوادَ
الْفَضاءِ سَاهِمًا. أَتَذَكَّرُ كَيْفَ كَانَ بَيْتِي في حالَةِ طَوارِيَّ؛ أَفْرادُ عَائِلَتي
مُتَعَجِّلُونَ كُلٌّ مِنْهُمْ فِي شَأْنٍ الْجَمِيعُ يُعِدُّ الْعُدَّةَ لِلْهِجْرَةِ إِلَى كَوْكَبِ الْأَرْضِ!
كانَ الْكُلُّ مُتَوَثِّرًا، وَمُتَحَمْسًا أَنِ اتَّخِذَ الْقَرارُ أَخيرا، إِلَّا أَنا.
كَيْفَ أَتْرُكُ كَافَّةَ ذِكْرَياتِي لِأَرْحَلَ عَنْ مَوْطِني؟ عُمُرِي اثْنَا عَشَرَ عَامًا، لَدَيَّ
أَصْدِقائي، وَأَلْعابي، وَأَسَدِيَ الْأَلِيفُ ذو اللُّبْدَةِ الْبَنَفْسَجِيَّةِ، وَطُرُقُ مَدِينَتِنا
الْجَميلَةُ؛ كَيْفَ أَتْرُكُ كُلَّ ذلِكَ لِأَذْهَبَ إِلى كَوْكَبٍ جَدِيدٍ، لَا أَعْلَمُ عَنْهُ شَيْئًا؟! نَعَمْ، ما دُمْنا نَقْتَرِبُ مِنَ الْكَوْكَبِ الْجَدِيدِ عَلى أَيَّةِ حال، لا بَأْسَ بِأَنْ
أَذْهَبَ أَنا إِذَنْ إِلى مَجْمُوعَةِ الْأَفْلامِ الْعِلْمِيَّةِ الَّتِي زَوْدَتْني بِها أُمي
وَالَّتي طالَما أَلَحَتْ عَلَيَّ أَنْ أَشاهِدَها وَأَتَعَرَّفَ إلى الْكَوْكَبِ الَّذِي نَذْهَبُ
إِلَيْهِ. أَجولُ بِبَصَرِي فِي الْمَرْكَبَةِ الْفَضائِيَّةِ الِاسْتِكْشَافِيَّةِ. نَعَمْ، هَذِهِ مَرْكَبَةٌ
صَغِيرَةً لا تَسَعُ سِوى ثَلاثَتِنا، وَيَنْحَصِرُ غَرَضُها فِي التَّأَكْدِ الْمَيْدَانِيُّ الأَخير
مِنْ مَدى صَلاحِيَّةِ كَوْكَبِ الْأَرْضِ لِنُزوحِ سُكّانِ كَوْكَبِي إِلَيْهِ وَالِدَايَ



  • وَبِحُكْمِ وَظيفَتَيْهِما - مُكَلَّفَانِ بِهذِهِ الْمَهَمَّةِ، وَلَمْ يَشَاء تَرْكي؛ قَرّرا
    اصطحابي، فَأَنا وَحِيدُهُما. بِكُلِّ تَأْفُفٍ أَذْهَبُ إِلى حُجْرَةِ الْمُطالَعَةِ فِي الْمَرْكَبَةِ، أَجْلِسُ فَوْقَ مَقْعَـدٍ
    وثيرٍ، أَلْفِظُ بِوُضوحٍ عِبارَةَ: "كَوْكَبُ الْأَرْضِ الْبِداياتُ"، لِيُشَغْلَ حَيْزُ
    الْهَواءِ بَغْتَةً، عَرْضاً ثلاثي الْأَبْعادِ لِلْمَادَّةِ الْعِلْمِيَّةِ الْمَلْفُوظَةِ. يَبْدَأُ الْعَرْضُ
    بِهَذِهِ الْعِبارَةِ: "نَظَرًا إِلى أَنَّ مُسْتَقْبَلَ شَعْبِنا سَيَكونُ عَلَى الْكَوْكَبِ الْأَزْرَقِ،
    وَالَّذِي يُطْلِقُ عَلَيْهِ سُكَانُهُ اسْمَ الْأَرْضِ)، فَإِنَّ كُلَّ الْأَسْمَاءِ وَالْمُصْطَلَحاتِ
    في هذا الْعَرْضِ سَتَكونُ بِتَعابيرِ أَهْلِ ذلِكَ الْكَوْكَبِ". يَنْتَابُنِي الْفُضول
    تَظْهَرُ أمامي صورَةٌ لِكُتَل أَشْبَهَ بِالْغَمامِ الدَّاكِنِ فِي الْقَضاءِ، فِي مَرْكَزِها
    الشَّمْسِ. واضِحٌ أَنَّ هذا الفيلمَ نَتيجَةُ تَجْميعِ مَادَّةٍ عِلْمِيَّةٍ مُتَرَاكِمَةٍ عَبْرَ
    مراصدنا. أَرى كُتَلًا ضَخْمَةً غَازِيَّةً تَنْفَصِلُ تِباعًا، أَلْمَحُ بجوار إحدى هذِهِ الْكُتَلِ
    اسْمَ كَوْكَبِ الْأَرْضِ، وَبِجِوارِ الِاسْمِ تاريخَ أَرْبَعَةٍ وَنِصْفِ مِلْيَارِ عَامٍ.
    أُطْلِقُ صَفيرًا طويلًا، أَسْتَطيعُ تَفَهُم وحْداتِهِمُ الزَّمَنِيَّةِ، فَكَوْكَبُنَا يَدورُ
    حَوْلَ مِحْوَرِهِ، وَحَوْلَ شَمْسِهِ في دَوْراتٍ تَقْتَرِبُ لِلْعَايَةِ مِنْ نَظِيرَاتِها لَـدى
    هذا الْكَوْكَبِ الْأَزْرَقِ، أَقْصِدُ كَوْكَبَ الْأَرْضِ.
    تَتَسارَعُ الصّورَةُ لِأَرى هذِهِ الْكُتْلَةَ الْغازِيَّةَ تَتَكَوَّرُ بِفِعْلِ الْجَاذِبِيَّةِ، لِتَنْتَقِلَ
    مِنْ حالَتِها الْغازِيَّةِ إِلى السَّائِلَةِ، كانَتْ كَبِحارٍ مِنْ نارٍ، ثُمَّ بَرَدَتْ تَدْرِيجِيَّا
    لِتَتَكَوَّنَ قِشْرَةُ الْيَابِسَةِ. يَزْدادُ مُعَدَّلُ تَسارُعِ الصُّوَرِ، لِيَبْدَأَ الْجَيُّ المُحيط بِالْأَرْضِ بِالتَّكاثف.
    وَيَصيرَ كَأَنَّهُ غِلافٌ مِنَ الْبُخَارِ، وَمَعَ بُرودَةِ الْقِشْرَةِ الْيَابِسَةِ يَتَكَاثَفُ
    الْبُخَارُ، وَيَسْقُطُ مَطَرًا عَلَى الْأَرْضِ، فَتَتَكَوَّنُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَالْبِحَارُ، أَمَّـا مـا
    يَتَبَقَى مِنَ الْأَرْضِ، فَيَظَلُّ عَلى شَكْلِ صَحارٍ وَجِبَالٍ وَبَراكَينَ وَدُروبٍ
    بركانِيَّةٍ تَتَصَاعَدُ مِنْهَا الْأَبْخِرَةُ.
    أَكْتَشِفُ أَنَّ هذا الْكَوْكَبَ ضَخْمُ جِدًّا، أَكْبَرُ مِنْ كَوْكَبِنَا بِمَرَاحِلَ، يَبْدو لي
    هذا مُثيرًا. أَنْتَبِهُ بِكُلِّ حَواسَيَ لِلْعَرْضِ، وَعَيْنايَ مُعَلَّقَتانِ بِمَشَاهِدِ أَحْجَارٍ
    نَيْزَكِيَّةٍ تَضْرِبُ الكَوْكَبَ الْجَديدَ مِنَ الْواضِح أنَّ الضَّرَبَاتِ كَانَتْ قَويةً
    لِدَرَجَةِ إِحْداثِ فَجَواتٍ عَمِيقَةٍ يَخْرُجُ مِنْها ما يُشْبِهُ ثَوْراتِ الْبَرَاكِينِ إِذْ
    تَنْدَفِعُ حِمَمٌ وَغازاتٌ كَثِيرَةٌ لِتُكَوِّنَ غِلافاً بِدائِيًّا مُحِيطًا بِالْأَرْضِ.
    أَقْرَأْ مُلاحظات جانِبيَّةً تُجاوِرُ الصُّوَرَ، تُفيدُ بِخُلُو هَواءِ الْأَرْضِ وَقْتَهَا مِنَ
    الْأُكْسِجينِ، وَلكِنَّهُ يَحْتَوِي عَلَى بُخارِ الْمَاءِ. فَجْأَةً... يَخْتَفي الفيلمُ التَّعْليمِيُّ، وَيَسودُ الظَّلامُ، أتَلَفَتُ حَوْلِي مُنْدَهِشَا بِالتَّزامُنِ
    مَعَ وَميضِ مَصابيحَ مُنْذِرَةٍ، وَرُغْمَ أَنَّ قَواعِدَ الْأَمانِ تَقْضِي بِأَنْ أَلْتَزمَ
    مَقْعَدي، وَأَحْكِمَ رَبْطَ أَحْزِمَةِ الْأَمانِ، إِلَّا أَنَّ فُضولِي يَغْلِبُنِي، فَأُهْرَعُ إِلى
    أَقْرَب نافِذَةٍ فِي الْمَرْكَبَةِ، وَعِنْدَما أَطالِعُ ما يَجْري...
    تَتَّسِعُ عَيْنايَ ذُعْرًا! عَبْرَ النَّافِذَةِ يَأْخُذُ الْفَراغُ الْأَسْوَدُ الْمُمَيَّزُ لِلْفَضاءِ طَوالَ الرَّحْلَةِ بالاِخْتِفاءِ، لِأَجِدَ
    مَرْكَبَتَنَا تَسْبَحُ وَسْطَ آلافِ الصُّحُورِ الْجَلِيدِيَّةِ مُتَنَوِّعَةِ الْأَحْجَامِ وَالْأَشْكَالِ. تَبْدو
    لي أَعْدادُها لا نِهَائِيَّةً أَسْمَعُ صَوْتًا آلِيَّا يُدَوّي عَبْرَ مُكَبَّرَاتِ الصَّوْتِ: "تَمرُّ
    الْمَرْكَبَةُ الْآنَ في النّطاق الْخارِجِيِّ الْمُحيطِ بِالْمَجْمُوعَةِ الشَّمْسِيَّةِ لِكَوْكَبِ
    الْأَرْضِ، يُطْلِقونَ عَلى هذا النّطاقِ اسْمَ حِزامِ كَايْبِرْ)، هَذِهِ مِنْطَقَةٌ شَائِكَةٌ
    مُزْدَحِمَةٌ بِالصُّخورِ وَالْكُوَيْكِباتِ الْمُفَتَتَةِ، هَذَا النِّطَاقُ الْخَطِرُ يَبْدَأُ بِكَوْكَبِ
    (بلوتو)، وَيَنْتَهِي بِكَوْكَبِ (نِبْتون)". أَشْعُرُ بِصُعوبَة فِي الْحِفاظِ عَلَى تَوازُنِي مَعَ
    الْمُناوَراتِ الَّتي يُجْريها أَبي بِالْمَرْكَبَةِ لِيَتَفادى الِاصْطِدَامَ بِهِذِهِ الْأَجْرامِ.
    بِعَناءٍ أَعودُ إلى مَقْعَدي، وَأَصِيحُ بِصَوْتِ عالِ: "مَسارُ الرِّحْلَةِ الْحالِيُّ"، تَنْبَثِقُ
    فَوْرًا صورَةٌ مُجَسَّمَةٌ لِمَرْكَبَتِنا بَيْنَ الْأَجْرامِ، أَلْمَحُ كَوْكَبًا قَزَمًا بِالْقِياسِ لِمَا
    يُجاوره، اسْمُهُ (ماكيماكي)، وَنَحْنُ نَمْرُقُ جوارَهَ بِسُرْعَةٍ خَاطِفَةٍ.
    سَرِيعًا يَخْرُجُ أَبي بَمَهاراتِهِ الْمَعْرُوفَةِ مِنْ هذا النّطاق الْخَطِر. مُتَهَيِّبًا أَرى كَوْكَبَ نِبْتون) وَنَحْنُ نَتَخَطَّاهُ بِسُرْعَتِنا الْفَائِقَةِ، أَعْلَمُ حِينَها
    أَنَّنا تَخَطَّيْنا أخيرًا ( حِزامَ كايْبِرُ الَّذي يَعُجُ بِالنَّازِكِ وَالْكُوَيْكِباتِ
    الْمُتَجَمِّدَة.
    ألْبَتُ حينًا حَتَّى أَسْتَرِدَّ أَنْفاسِي، أَنْظُرُ مِنَ النَّافِذَةِ فَأرِي الصَّفَاءَ الْأَسْوَدَ
    قَدْ َعادَ إلى الْفَضاءِ الْمُحيط، فَيُعاودني الاسترخاء. بَعْدَ وَهْلَةٍ يَدْفَعُني الْفُضولُ لِمُتابَعَةِ تاريخ كَوْكَبِ الْأَرْضِ، فَأَصِيحُ آمِرًا
    بِمُواصَلَةِ الْعَرْضِ. تَعودُ فَوْرًا الصُّوَرُ الْمُجَسَّمَةُ، وَأَرى مَشَاهِدَ لِأَوَّلِ أَشْكالِ
    الْحَياةِ الْبَسيطَةِ فَوْقَ هذا الْكَوْكَبِ: بِكْتيريا وَكَائِناتٌ وَحيدَةُ الْخَلِيَّةِ.
    أَتَعَجَّبُ قَائِلًا: "سَبْعُمِنَةِ مِلْيونِ سَنَةٍ مَرَّتْ عَلى هذا الْكَوْكَبِ حَتَّى ظَهَرَتْ
    عَلَيْهِ أَوَّلُ أَشْكالِ الْحَياةِ!". تَتَسارَعُ الصُّوَرُ؛ أَرى أَشْكالًا أُخْرى مِنَ
    الْبِكْتيريا، وَبِجِوارِها عِبارَةُ: بَعْدَ مِئَتَيْ مِليون عامٍ أُخْرى، كانَتْ هَذِهِ
    الْبِكْتيريا أَوَّلَ ما أَنْتَجَ الْأُكْسِجينَ عَلى هذا الْكَوْكَبِ". مَرَّ مِلْيارانِ
    وَخَمْسُمِنَةِ عَامٍ حَتَّى تَجَمَّعَتِ الْيَابِسَةُ لِتَكونَ كُتْلَةً واحِدَةً، يُحيط بها
    الْماءُ مِنْ كُلِّ جانبٍ، فَوْقَ الْيَابِسَةِ اسْمُ الْقارَةِ الأولى؛ "رودينيا". تعود
    الصورَةُ لِلتَّسارُعِ واتابِعُ بِشَغَفَ؛ تَعاقَبَتِ الْعُصَورُ الْجَلِيدِيَّةُ وَانْخَفَضَتْ
    دَرَجاتُ الْحَرارَةِ. تَشَقَّقَتِ الْقارَّةُ الأولى وَتَكَوَّنَتْ قَارَّةٌ جَديدَةٌ تُسَمّى
    "بانجيا". هَطَلَتْ أَمْطارٌ شَديدَةُ الغَزارةِ، بِالتَّزامُنِ مَعَ تَشَكُلِ طَحالِبَ
    زَرْقاءَ، تُطْلِقُ غازَ الْأَكْسِجينِ الَّذِي انْتَشَرَ فِي الْجَوِّ بِشَكْلٍ مُتَرَابِدٍ. بَدَأَتْ كَائِنَاتٌ صَغيرَةُ رُباعِيَّةُ الأطْرافِ بِالظُّهورِ، يُطْلِقُ عَلَيْهَا أَهْلُ الْأَرْضِ
    اسْمَ الْبَرْمَائِيَّاتِ. كَانَ عُمُرُ الْأَرْضِ وَقْتَها أَرْبَعَةَ مِلْيَارَاتٍ وَثَلاثَمِئَةِ مِلْيونِ
    عام. يَجْذِبُ انْتِباهي عِبارَةُ قَبْلَ مِنَتَيْ مِلْيونِ سَنَةٍ مِنَ الْآنَ أَنْتَبِهُ إلى
    تَشَقُقِ مِساحَةٍ شاسِعَةٍ مِنْ قارَّةِ "بانجيا"، الشَّمالَ الْغَرْيُّ تَحْدِيدًا. بَدَأَتْ
    هذه الكتلة في التَّصَدُّع وَالِانْفِصالِ تَدْريجيا، جانِحَةً تِجاهَ الْجَنوب
    فيا
    الْغَرْبِيُّ، أرى فَوْقَهَا اسْمَ (أَمْرِيكا الشَّمَالِيَّةِ).
    تعودُ الصُّوَرُ لتَتَسارَعَ؛ تَطَوَّرَتِ الْكائِناتُ عَلى هذا الْكَوْكَبِ الْجَميلِ،
    وَأَشاهِدُ مَبْهورًا ما يُطْلِقونَ عَلَيْهِ فِي الْأَرْضِ اسْمَ الديناصوراتِ، وَقَدْ
    بَلَغَتْ أَوْجَ قَوَّتِها وَضَحَامَتِها قَبْلَ مِنَةٍ وَخَمْسَةٍ وأَرْبَعين مليون عام.
    أَنْدَهِشُ جِدًّا! الدَّيْناصوراتُ عِنْدَهُمْ ضَخْمَةٌ، تَصِلُّ أَطْوالُهَا إِلى عَشَرَةِ
    أَمْتَارٍ، بَيْنَما عِنْدَنا في كَوْكَبِنا لا تَتَخَطَى الْعِشْرِينَ سَنتيمترا بحال ! مــا
    أَشاهِدُهُ فِي الْعَرْضِ أَنَّها بَرِّيَّةٌ مُتَوَحِّشَةٌ، فيما هِيَ عِنْدَنـا كائِنَاتٌ داجِنَةٌ
    أليفَةٌ تُطْلِقُ أَصْواتًا طَريفَةً. بَغْتَةً، تَرْتَجُ الْمَرْكَبَةُ ارْتِجاجَةً عَظيمَةً ، أَشْعُرُ بِالْهَلَعِ. تَرْتَجُ مَرْكَبَتُنَا ارْتِجَاجَةً
    أُخْرى، أَعْنَفَ مِنَ الأولى، ثُمَّ تَدورُ بَعْدَها حَوْلَ نَفْسِها.
    حينَها أُدْرِكُ أَنَّ ثَمَّةَ شَيْئًا شَدِيدَ السّوءِ يَجْرِي فِي الْخارِجِ. أَتَمالَكُ نَفْسي لَمْ أَشَأْ أَنْ أَرْكُضَ إِلى أَبَوَي، آخِرُ مَا يَحْتاجانِهِ الْآنَ أَنْ أُشَتَّتَ
    تَرْكيزَهُما أَثْناءَ قِيادَةِ الْمَرْكَبَةِ. أَحْكِمُ رَبْطَ أَحْزِمَةِ الْأَمانِ الْإِضافِيَّةِ، وَأَنا أَصِيحُ
    بِصَوْتِ واضِحِ النَّبْراتِ: "مَسارُ الرَّحْلَةِ الْحالِيُّ " . تَنْبَثِقُ صورَةٌ مُجَسَّمَةٌ تُظهرُ
    مَرْكَبَتَنا فِي مَسارِها أَراها واقِعَةً فِي الْمَسافَةِ بَيْنَ الْكَوْكَبَيْنِ الْحَامِسِ وَالرّابِعِ،
    بِحَسَبِ الْبُعْدِ عَنِ الشَّمْسِ أَقْرَأَ اسْمَهُما فَوْقَ الصّورَةِ الْمُجَسَّمَةِ الْمُشْتَرَيَ
    وَالْمِرْيخَ الْمَسْأَلَةُ أنَّ هذه الْمَسافَةَ تَغُصُّ بعشرات الآلاف مِنَ الْكُوَيْكِبات
    مُخْتَلِفَةِ الْأَحْجامِ، أَغْلَبُها هَائِلُ الْحَجْمِ مُقارَنَةً بِحَجْمٍ مَرْكَبَتِنا، تَتَّخِذُ مَسارَاتٍ
    مُتَداخِلَةً، خاصَّةً مَعَ سُرْعَةِ مَرْكَبَتِنا الْعالِيَةِ. هذا الْحِزامُ مِنَ الْكُوَيْكِباتِ هُوَ ما
    مَيَّزَهُ عُلَماؤُنا كَحَلٌّ فاصِلٍ بَيْنَ النِّظامِ الشَّمْسِيِّ الدّاخِلِيُّ، وَالْخارِجِيَّ.
    أَقْرَأْ بَياناتِ هذا النّطاقِ وَأَنا أَحْبِسُ أَنْفاسي، يُصِيبُ جانِبَ الْمَرْكَبَةِ شَيْءٌ ما،
    تُدَوِّي أَبْواقُ الْإِنْدَارِ قَوِيَّةً مُرَوّعَةً. أَقولُ لِنَفْسي : "حَتَّى إِنِ اسْتَطَعْنا الْخُروجَ مِنْ حِزامِ الْكُوَيْكِباتِ هذا،
    وَالْوُصولَ إِلى كَوْكَبِ الْأَرْضِ، لا أَظُنُّ الْمَرْكَبَةَ سَتَكونُ بِحالَةٍ تَسْمَحُ لَها
    بِالْعَوْدَةِ، وَمُعاوَدَةِ الْمُرُورِ عَبْرَ هَذِهِ الْمَناطِقِ ذاتِهَا، فَفِي الْواقِعِ، لَمْ تَكُنِ
    الْمُشْكِلَةُ في كُلّ ما سَبَقَ وَإِنّما في نَيْزَكَ هائِلِ الْحَجْمِ يَتَّجِهُ ناحِيَتَنا
    مُباشَرَةً". أَحْتَفِظُ بِتَوازُني بِصُعوبَةٍ مَعَ الْمُناوَراتِ الَّتِي يُجْرِيها أَبَوَايَ
    لِلْمُرُوبٍ مِنْ نِطاقِهِ، وَلكِنْ يَتَّضِحُ لِي أَنَّ حَجْمَهُ أَكْبَرُ مِنْ كُلِّ تِلْكَ
    الْمُحاولات. تَبْدَأُ الْحَرارَةُ بالارْتِفاعِ، فَأُدْرِكْ أَنَّهُ يَقْتَرِبُ مِنَا، يُصِيبُنِي الْهَلَعُ مِنَ احْتِمَالِيَّةِ
    الاِصْطِدَامِ الْوَشْيكِ. وَرُغْمَ فَزَعِي مِنْ قُرْبِ النَّهايَةِ، إِلَّا أَنَّني عَلَى الْعَكْسِ، أَشْعُر
    بِالإِشْفَاقِ عَلَى بَقِيَّةِ سُكّانِ كَوْكَبِنا، الَّذِينَ يُعَلِّقُونَ آمَالَهُمْ عَلَى نَجَاحِ رِحْلَتِنا،
    وأَمانِيَّهُمْ فِي مُغادَرَةِ كَوْكَبِنا الَّذِي أَنْهكَهُ التَّلَوُّتُ، بِالْهِجْرَةِ إِلى كَوْكَبِ الْأَرْضِ
    الْجَميلِ.
    أَفْتَقِدُ أَبي وَأُمّي، أَغْمِضُ عَيْنَيَّ بِقَوَّةٍ وَكَأَنَّني أَنْتَظِرُ النَّهَايَةَ. وَلَكِنَّ الْأَمْرَ يَطولُ،
    أَفْتَحُ جَفْنَيَّ لِأُدْرِكَ مُنْدَهِشًا أَنَّ الْوَمِيضَ قَدْ تَوَقَّفَ، وَدَوِيَّ الْإِنْدَارِ قَدْ سَكَتَ.
    أَرْمُقُ مَسارَ الرَّحْلَةِ، فَأَجِدُ أَنَّ والِدَيَّ قَدْ نَجَحا فِي الْهُرُوبِ مِنْ مَسارِ النَّيْزَكِ
    الْعِمْلاقِ، بَلْ وَتَجاوَرًا أخيرًا مِنْطَقَةَ حِزامِ الْكُوَيْكِبَاتِ الْواقِعَةِ بَيْنَ كَوْكَبَيِّ
    الْمُشْتَرِي وَالْمِرْيخ.
    أَصِيحُ: "حالَةُ الْمَرْكَبَةِ". تَتَرَاضٌ أَمامي في لَحْظَةٍ أَرْقَامٌ تَدُلُّ عَلَى الْحَالَةِ الْفَنِّيَّةِ
    لِلْمَرْكَبَةِ، بِحُكْمِ سِنْيَ الصَّغِيرَةِ، لَمْ أَفْهَمْ مُعْظَمَهَا، وَلَكِنْ، بِنَظْرَةٍ وَاحِدَةٍ إِلى
    اللَّوْنِ الْأَخْضَرِ الْمُجاوِر لِكُلِّ بَنْدِ، أَدْرَكْتُ أَنَّ حَالَةَ الْمَرْكَبَةِ مُسْتَقِرَّةٌ. إِذَنْ، نَجَحَ وَالِدَايَ فِي الْمُرُوقِ بِالْمَرْكَبَةِ بِسَلَامٍ.
    أُفَكِّرُ في الذهاب إلَيْهما، وَلكِنْ يَغْلِبُني فُضولي لِمُتابَعَةِ الفيلم التسجيلي
    لِلأَرْضِ الَّتي نُشارِفُ عَلى الوُصولِ إِلَيْها أخيراً. أصيحُ آمِرًا: "مُتابَعَةُ
    تاريخ الْأَرْضِ".
    تَنْبَيقُ الصُّوَرُ الْمُجَسَّمَةُ لِأَرى أَنَّ فَوْقَ رُقْعَةٍ شَاسِعَةٍ مِنَ الْأَرْضِ اسْمَ
    الْهِنْدِ: كانَتْ شِبْهَ مُلْتَحِمَةٍ بِشَرْقِ قارة أفريقيا، ثُمَّ تَزَحْزَحَتْ شَرْقًا، بَدْءًا
    مِنْ مِنَتَيْ مِليون سَنَة إلى مِنَةٍ وَعَشَرَةِ مَلايينَ سَنَةٍ مَضَتْ فِي حَرَكَةٍ
    =
    بِاتِّجاه الشَّمالِ الشَّرْقِيّ، حَتَّى الْتَحَمَتْ بِجَنوبِ قَارَّة آسيا، لِتَصِيرَ شِبْهَ
    الْجَزيرَةِ الْهِنْدِيَّةِ فِي الْوَقْتِ الْحَالِيُّ.
    أطالع خريطة هذا العالَمِ الَّذي تَتَغَيَّرُ جُغْرَافِيَّتُهُ مُحْتارًا. أُفَكِّرُ: "تُرى
    أَيْنَ يَنْوي والدايَ الِاسْتِقْرَارَ في أَي مِنْ هذِهِ الْقارَاتِ؟". أَتَّجِهُ بِعَيْنَيَّ لِما
    يُطْلَقُ عَلَيْهِ قَارَّةُ أَمْرِيكا الْجَنوبِيَّةِ. فأرى الْعَرْضَ التَّسْجِيلِيَّ يُوْضِحُ تَزَحْزُحَهَا هِيَ الْأُخْرَى غَرْبًا، بَعِيدًا عَنْ قارَّة
    أَفْرِيقْيا، قَبْلَ مِئَةٍ وَخَمْسِينَ مِلْيونَ سَنَةٍ. أَفَكِّرُ فِي الِاسْتِقْرارِ فِي قارةِ أَفْرِيقْيا، في
    تِلْكَ الْقارَةِ الَّتِي تَبْتَعِدُ عَنْهَا الْقارَاتُ شَرْقًا وَغَرْبًا، فَأَنْدَهِشُ لِرُؤْيَةِ شَمَالِها قَبْلَ
    ست وسِتِّينَ مِلْيونَ سَنَةٍ، وَقَدْ غَطَّاهُ الْبَحْرُ بِالْكَامِلِ. كَانَتِ الصُّوَرُ الَّتِي
    الْتَقَطَتْها مَراصِدُنا فَائِقَةَ الْوُضوح، شَديدَةَ الْجاذِبِيَّةِ؛ شَعَرْتُ بِالِامْتِنَانِ لِتَقَدِّم
    كَوْكَبِنا عِلْمِيًّا إِلى هَذِهِ الدَّرَجَةِ.
    خِلالَ الْعَرْضِ التَّسْجِيلِيُّ، أَرى شَمَالَ تِلْكَ الْقارَةِ، وَقَدْ تَبَخَّرَتِ الْمِيَاهُ الَّتِي
    غَمَرَتْهُ كُلَّيَّا، بَعْدَ أَنْ سادَ الْمُناخُ الدَّافِيُّ الْأَرْضَ لِتَكْتَسِيَ هَذِهِ الْمِنْطَقَةُ
    بالغاباتِ الْكَثِيفَةِ. أَعْتَدِلُ فِي مَكانِي وَأَنا أرى الظهورَ الْأَوَّلَ لِلْفِيَلَةِ وَالْقِرَدَةِ قَبْلَ
    خَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ مِلْيونَ عَامٍ الْكَائِناتُ الَّتِي يُطْلِقونَ عَلَيْهَا أَفْيالًا، لَدَيْنَا مَا
    يُشْبِهُها، أَمَا تِلْكَ الْقُرودُ، فَلا نَظِيرَ لَهَا عِنْدَنَا.
    يوضح الفيلمُ أَنَّ الزَّمَنَ الْحَدِيثَ لِلْأَرْضِ يَبْدَأُ مِنْ أَرْبَعَةِ مَلايينَ سَنَةٍ مَضَتْ
    حينَ اسْتَقَرَّتِ الْأَرْضُ جُغْرافِيًّا وَمُناخِيًّا. تَلَى ذَلِكَ سِتَّةُ عُصورٍ جَلِيدِيَّةٌ، بَيْنَ كُلِّ عَصْرِ وَآخَرَ فَتْرَةٌ دَفِينَةٌ. ثُمَّ عَرَضَ الفيلْمُ
    الظُّهورَ الْأَوَّلَ لِسَيْدِ هذا الْكَوْكَبِ قَبْلَ مِئَتَيْ عَامٍ فِي شَكْلِهِ الْحَالِيِّ؛ الْإِنْسَانِ.
    تَتَّسِعُ عَيْنايَ وَأَنا أَرى صورَتَهُ!
    يَبْدُونَ مُماثِلِينَ لَنا فِي الشَّكْلِ عَلَى نَحْوِ مُدْهِشِ،
    لا يَخْتَلِفونَ عَنَّا فِي الْواقِعِ، سِوى فِي شَيْئَيْنِ اثْنَيْنِ؛
    لَوْنِ الشَّعْرِ، وَالْحَجْمِ؛ فَأَلْوانُ شُعورِنا إِمَّا زَرْقَاءُ
    أَوْ خَضْراءُ. أَمَّا أَحْجَامُهُمْ فَمُدْهِشَةٌ، فَنَحْنُ لَا تَزِيدُ
    أَحْجَامُنا عَنِ الثَّلاثِينَ سَنْتِيمِتْرَا بِمَقاييسِهِمْ!
    وَمَعَ انْدِماجي فِي الْمُشاهَدَةِ لَمْ أَشْعُرْ بِضَوْءِ النَّهَارِ
    الْأَبْيَضِ الَّذِي غَمْرَ وَجْهِيَ. أَلْتَفِتُ لِأَعْلَمَ أَنَّنا قَدْ وَصَلْنا
    إِلَى الْكَوْكَبِ الْجَدِيدِ أَخيرا،
    مُعَلَّقِينَ فِي سَمائِهِ الْعُلْيا تَحْدِيدًا، وَتُقْبِلُ عَلَيَّ أُمّي تُشير إلى النّافِذَةِ باسِمَةً لِأَرَى الْكَوْكَبَ الْجَدِيدَ عَنْ
    قُرْبٍ. أَتَأَمَّلُ الْمَشْهَدَ مَبْهُورًا، ثَمَّةَ فُروقاتٌ عَنْ كَوْكَبِي، أَغْلَبُها تَنْحَصِرُ فِي
    الْأَلْوانِ. أَسْمَعْ صَوْتَ أَبي يَتَرَدَّدُ عَبْرَ مُكَبِّراتِ الصَّوْتِ مُنادِيًا أُمّي، لَمْ
    أَنْتَبِه إِلى نَبْرَةِ صَوْتِهِ الْقَلِقَةِ حِينَها تُهرَعُ أُمّي عَائِدَةً إِلَيْهِ، فيما أَنا
    مازِلْتُ أَتَابِعُ الْمَشْهَدَ عَبْرَ النَّافِذَةِ.
    أَكْتَفي مِنَ الْمُشاهَدَةِ ثُمَّ أُهَرُولُ إلى حُجْرَةِ الْقِيَادَةِ، حَيْثُ أَبَوايَ.
    أجد أبي عابسًا، وَأُمّي تَشْرَحُ لَهُ: "أَجْهِزَةُ التَّسْجِيلِ فِي الْمَرْكَبَةِ تُسَجِّلُ
    مُعَدَّلَاتِ تَلَوُّتٍ في هذا الْكَوْكَبِ، أَكْبَرَ بِكَثِيرٍ مِنَ الْمُعَدَّلَاتِ الَّتِي
    تَوَقَعْناها، أَجْسادُنا لَنْ تَسْتَطِيعَ تَحَمُّلَ هذِهِ النِّسْبَةِ، سَتَقْضِي عَلَيْنا".
    يَزْفِرُ والِدي: "كَانَ الْقادَةُ مُحِقِّينَ في عَدَمِ الِاعْتِمَادِ الصِّرْفِ عَلَى مُراقَبَةِ
    أَجْهِزَتِنا لهذا الْكَوْكَبِ عَنْ بُعْدٍ َكانَ لا بُدَّ مِنْ رِحْلَتِنا الْمَيْدَانِيَّةِ هَذِهِ
    للتأكد النهائي". تُغَمْغِمُ وَالِدَتِي بِصَوْتٍ حَافِتٍ: "لَوْ أَنَّ الْجَميعَ أَتى إلى هُنا مُباشَرَةً، لَكَانَتْ
    كارثة".
    يَقولُ أَبي وَهُوَ يُتابِعُ بَعْضَ الْأَرْقامِ بِاهْتِمَامِ: "وَلَكِنْ، رُغْمَ كُلِّ شَيْءٍ، مِنَ
    الْواضِحِ أَنَّ سُكَانَ هذا الْكَوْكَبِ يَبْذُلُونَ جهودًا حَثِيثَةً لِكَبْحِ هَذا التَّلَوُّثِ، كَمَا
    يَتَّضِحُ مِنَ الْأَرْقامِ الَّتِي تَتَغَيَّرُ أَمامِي كُلَّ ثانِيَةٍ".
    تَقولُ أُمّي بِحَسْمٍ: وَلكِنْ حَتَّى مَعَ هَذِهِ الْمُعَدَّلَاتِ، لَا تَكْفِي جُهودُهُم
    لِلتَّحَسُّنِ رَيْثَما يَأْتي بَقِيَّةٌ سُكَانِ كَوْكَبِنا يَبْدو أَبي مُحْبَطًا وَهُوَ يَتَهَيَّأْ لِمُعاوَدَةِ
    الْقِيادَةِ: "عَلَيْنا العودةَ فَوْرًا إِذَنْ، وإِبلاغهم بِالْمُسْتَجَدّاتِ".
    أقول بأسف: "هذا كَوْكَبٌ جَميلٌ يا أبي، أَخْشَى عَلَيْهِمْ مِنْ مَصِيرِنَا ذَاتِهِ إِنِ
    اسْتَمَرَّتْ مُعَدَّلَاتُ التَّلَوُّثِ لَدَيْهِمْ بِالتَّدَهْوُرِ".
    تُرَبِّتُ أُمّي عَلى شَعْرِيَ الْأَخْضَرِ بِرِفْقِ: "لا تَقْلَقْ يَا صَغيرِي، إِنَّهُمْ يُقَاوِمُونَ".
    وَيَقولُ أَبي عابسًا: "لَعَلَّ قادَتَنا يُفَكِّرُونَ الْآنَ فِي اللُّجوء إلى الْخُطَّةِ الِاحْتِيَاطِيَّةِ". تُعَلِّقُ أُمّي مُتَسَائِلَةً: "الْكَوْكَبُ الْفَيْروزِيُّ؟". أصيحُ بِحَمَاسَةٍ: "تَقْصِدُونَ كَوْكَبَ (كِبْلَرْ - ٢٢ بي)
    كَما يُسَمّيهِ أَهْلُ الْأَرْضِ؟". يَلْتَفِتُ إِلَيَّ أَبِي، وَيَقُولُ: "سَيُرْسِلُونَ إِلَيْهِ رِحْلَةً اسْتِكْشَافِيَّةً أُخْرِى بِالنِّسْبَةِ لَنَا،
    مَهَمَّتُنَا انْتَهَتْ".
    وَتَهْتِفُ فِي أُمّي بِلُطْفٍ وَهِيَ تَأْخُذُنِي مِنْ يَدي إِلى غُرْفَتِي بِالْمَرْكَبَةِ: "سَعِيدَةُ
    أَنَّكَ قَدْ دَرَسْتَ مَجَرَّةَ دَرْبِ التَّبَانَةِ جَيْدًا". تَتَأَكَّدُ مِنْ إِحْكامِي لِرَبِّطِ أَحْزِمَتِي
    ثُمَّ تُلَوْحُ بِكَفِّهَا لِتُهَرُولَ إلى مَكَانِها جوارَ أَبي.
    وَمَعَ انْطِلَاقِ الْمَرْكَبَةِ بِسُرْعَتِهَا الْقُصْوى تَتَعلَقُ عَيْنَايَ فِي أَسَفٍ بِكَوْكَبِ الْأَرْضِ
    الجميل الذي شَرَعَ يَبْتَعِدُ، وَيَبْتَعِدُ.


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

هلا بنت مزيد بن...

هلا بنت مزيد بن محمد التويجري، (1977 -) رئيس هيئة حقوق الإنسان في السعودية منذ 22 سبتمبر 2022، وهي أ...

من هذه الخصائص ...

من هذه الخصائص ما يلي :- 1- إنها إنسانية أي خاصة بالإنسان فقط فهي من صنع الإنسان . 2- مشبعة لحاجات ...

مؤّش األداء الر...

مؤّش األداء الرئيسة أمًرا بالغ األهمّية. ففي العالم السريع التغّير خاّصًة بعد وباء يع ّد اإلطار العم...

مقدّمة: ي...

مقدّمة: يعتبر المعجم من أهم روافد اللغة والمعرفة ويمثل ذاكرة الشعوب، وقد اعتنى اللغويون العرب ...

US Army soldier...

US Army soldiers wear a uniform for everyday work. In the year 2004, the Army made some important ch...

) بدراسة هدفت إ...

) بدراسة هدفت إلى تقييم المستوى التحصـيلي لمعلمـي الأطفال ذوي الحاجات الخاصة ومدى امتلاكهم للكفايات ...

عم التعاون بين ...

عم التعاون بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لإحباط أنشطة حزب الله الإجرامية والإرهابية وتقديم ...

الملفات معلقة، ...

الملفات معلقة، غير قابلة للإضافة من طرف الجهة المنتجة تحفظ الملفات في هذا العمر في مصلحة الضغط المؤق...

مهام موظف الاست...

مهام موظف الاستقبال المكتب موظف الاستقبال في المكتب هو الشخص الذي يمثل واجهة المكتب ويستلم المكالمات...

تم إنشاء خليج ا...

تم إنشاء خليج البحرين للتكنولوجيا المالية لتعزيز تطوير التقنيات المالية والابتكار في البلاد. - يمكن ...

3 Literature Re...

3 Literature Review This section discusses the connection between memory and landscape, “landscap...

عندما شرع آرون ...

عندما شرع آرون رالستون البالغ من العمر 27 عاماً في التسلق في منطقة بلو جون كانيون النائية في ولاية ي...