لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (5%)

وأما الأساليب فكانت متكلفة ، السلاسل الممقوتة من البديع الذى لا تقبله النفس، الفني كان واحداً ، وكان هذا الذوق عند الشاعر ومن يستمعون إليه لا يقوم
أصبحت هذه الطرق الرديئة الملتوية هي كل المهارة التي تطلب من الشعراء ،


النص الأصلي

الشعر وتطوّره
1
استمرار التقليد
كان الشعر يجرى فى مصر فى أثناء النصف الأول من القرن التاسع عشر على
الصورة السيئة التى كان يجرى عليها في أثناء العصر العثماني ، وهي صورة رديئة
مسفة سواء فى الأغراض والمعاني والأساليب ، أما الأغراض فكانت ضيقة
تافهة ، وكانت المعانى مبتذلة ساقطة ، وأما الأساليب فكانت متكلفة ، مثقلة
بأغلال البديع وما يتصل بها من حساب الجمل الذي كانوا يؤرخون به حوادث
شعرهم وقصيدهم .
ولم يكن أمام الشعراء مثل فنية عليا يحلمون بها ، إنما كل ما كان يحلم به
الشاعر أن يتعلم فن العروض وصياغة النظم ، ثم يعالج هذه الصناعة على نحو
ما يعالج طلاب المدارس الثانوية تمارين النحو والبلاغة ، فشعرهم أشبه ما يكون
بكراريس التطبيق ، ليس فيه روح ولا حياة ولا عاطفة حقيقية أو شعور ،
وإنما فيه المحاكاة والتقليد .
ونحن حين نقرأ هذا الشعر الآن لا نقرؤه لنجد فيه متعة أدبية، ولا لنغدى
عواطفنا ومشاعرنا ، ولا لتزيد من ثروتنا الذهنية ، وإنما لتؤرخ طوراً من أطوار
حياتنا الأدبية. وكان المظنون أن يتغير شعراؤنا منذ الحملة الفرنسية ومنذ أخذنا
نتصل بالحياة الغربية ونكون لأنفسنا حياة عقلية جديدة، ولكن يظهر أن هذه الحياة
لم تتعمق إحساس الشعراء ، فظلوا فى حياتهم الفنية مع القديم، وظلوا يحجلون في هذه
السلاسل الممقوتة من البديع الذى لا تقبله النفس، ولا يطمئن إليه الذوق ، ولا۳۹
يأنس له العقل ، لأنه لا يحوى معنى، وإنما هو زخارف لفظية تخنق الشعور،
وتقتله قتلا
أخذت
وقد
مصر مع أوائل القرن التاسع عشر في النهوض ، ولكن
محمد على وجه هذا النهوض إلى العلم والفن التطبيقي ولم يعن بالشعر والشعراء ،
فقد كان تركيا في ثياب مصرية بل لقد كان تركيا في ثياب تركية ،
فكسد الشعر في سوقه وسوق خليفتيه : عباس وسعيد ، وأيضاً فإنه قتل الروح
المصرية الناشئة ، ونقصد الروح القومية ، فلم تتفتح عيون المصريين لعهده
على حياة كريمة .
ومن أجل ذلك لم يتحرر ، في رأينا ، الشعر المصرى من قيوده الغليظة ، إذ لم توجد
بواعث تدفعه إلى هذا التحرر ، لا بواعث من قبل حرية قومية ولا من قبل حرية
شخصية ، فإن المصريين أخذت أراضيهم ، إذ ألغي محمد على الملكية الزراعية
وسخرهم فى الأرض يفلحون ويزرعون ، وكأنهم ليسوا أكثر من أدوات إلغاء تاماً، تستغل لضرائبه ورغباته .
ومعنى ذلك أن المصريين لم يفرغوا الحياة روحية أو بعبارة أخرى لحياة أدبية ،
فقد كان الحاكم يضيق عليهم فى الرزق ، ولم يكن يتيح لهم ما ينبغى من حرية،
فطبيعي أن لا تنهض حياتهم الفنية حينئذ ، لأنها لا تزال تسير في نفس الدروب
والمسالك الضيقة التي كانت تسير فيها في أثناء الحكم العثماني ، ولا يزال الشعراء
يشعرون بكثير من الضنك والفقر والبؤس
ولا بد لجودة الإنتاج الأدبى أو لنهوضه أن ييسر لأصحابه شيء من لين
العيش ويسر الحياة ، وشيء من الحرية الفردية التي ترد إليهم كرامتهم ، وتشعرهم
أحياء ، وهي حرية تستمد من حرية الشعب نفسه تلك الحرية التي أنهم تمكنه من تحقيق آماله و مطامحه واعتداده بوجوده ، فيحس كل شخص أنه يعيش معيشة كريمة ، ويتعاون مع مواطنيه فى بعث الحياة في كل مرفق وكل شأن من شئون أمته وقد حقق محمد على لمصر كثيراً مما كانت تحلم به في السياسة والعلمولكنه لم يكن يريد بذلك مصر، إنما كان يريد شخصه ومطامعه في تحقيق
إمبراطورية ضخمة ، فلم تكن مصر هي الموضوعة نصب عينيه ، إنما كانت
التي تدفعه إلى النهوض بالجيش وإعداد حياة علمية
أحلامه هی من أجله
،ولذلك لم يحقق للمصريين حرياتهم الفردية والسياسية ، ولا حقق لهم رخاء مادياً
إلى رخاء أدبى ، فوقف الأدب ووقف الشعر معه عند حياة جامدة بهم ينتهي خاملة
.واقرأ في دواوين الشعراء الذين عاصر وا محمد على وعباساً الأول وسعيداً من مثل
إسماعيل الخشاب والشيخ حسن العطار والشيخ محمد شهاب الدين والسيد
الدرويش ؛ فلن تجد سوى صور لفظية قد تدثرت بثياب غليظة من محسنات
البديع ، ولن تجد شعوراً ولا عاطفة . وقيم الشعور والعاطفة وكل شيء في
الحياة المصرية خامد هامد ؟ لقد تبلدت الحياة ، ولم تصب فيها تيارات قومية
ولا نفسية جديدة ، فجمد الشعر والشعراء ، ولم يعد هناك إلا التقليد ،
تقليد قاصر يقف عند النماذج العثمانية وما يقترب منها ، تقليد يشهد بقصور
الأدب وضعف الذوق والعجز عن التعبير الحر الصادق
وعن وهو
أي شيء يعبر الشاعر وكل ما يتصوره من الشعر أنه نظم المعان وإضافة
معروفة ، وكل ما له من فضل تكديس ألوان البديع بل أثقاله
أثقال جديدة من مثل أن ينظم الشاعر قصيدة من حروف معجمة أو مهملة
أو تقرأ أبياتها من آخرها إلى أولها على نحو ما تقرأ من أولها إلى آخرها، أو ينظم
أوائل الحروف في أبياتها أبياتاً أخرى ، أو يستخرج منها
قصيدة تأتلف من تاريخاً بحساب الجمل .
وليس وراء هذا جميعه إلا الفساد ، فقد أصبح الشعر حساباً وأرقاماً وتمارين هندسية عسيرة الحل ، فإن ترك ذلك الشاعر فإلى الاقتباس والتضمين
والتشطير والتخميس لقصائد معروفة . وليس للشاعر مفضل في هذا العمل إلا أنه يجرى كلاماً على آلات العروض والقوافي ، وهو كلام مفكك ، يرص الشاعر الألفاظ على نحو ما يصنع عمال المطابع ، فتتألف صناديق من الحروف ، ولكن لا تتألف أبيات من الشعر، وإنما تتألف ألعاب بهلوانية .
إذولا تستطيع في أثناء هذا العبث أن تقرأ معنى مبتكراً ، بل لا تستطيع أن
تقرأ لفظاً جميلا ، فتلك مرتبة عليا كانت تستعصى على الشعراء في ذلك الحين .
بهم لأن الذوق
.ومن الغريب أن معاصريهم مع هذا الإسفاف كانوا يعجبون
الفني كان واحداً ، وكان هذا الذوق عند الشاعر ومن يستمعون إليه لا يقوم
الشعر تقويماً صحيحاً ، إذ كان يقومه بمقدار ما يتضمن من
أغلال البديع
والألعاب اللفظية المختلفة. فكان ذلك مقياس الشاعر والشاعرية ، وكأنما
أصبحت هذه الطرق الرديئة الملتوية هي كل المهارة التي تطلب من الشعراء ،
فالناس لا يطلبون منهم ما يمتعون به أنفسهم أو يغذون به عواطفهم ، إنما
يطلبون هذا التكلف العقيم ، وهو تكلف سقطت فيه حقائق الشعراء الذاتية ،
فقد أصبحوا أمثلة متشابهة ، لا يتميز منهم شاعر عن شاعر لا بوجهة عاطفية،
ولا بنزعة فكرية ، ولا بسمة شخصية
.


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

Tradition: Trad...

Tradition: Tradition (Graburn, 2000) is a difficult term. It is somehow implicit but, at a closer lo...

شكلت قضية اللاج...

شكلت قضية اللاجئين منذ نشوئها محور القضية الفلسطينية، وأصبحت النكبة التي أحدثتها العصابات الصهيونية ...

الغرض الشعري، و...

الغرض الشعري، وخصوصية التجربة هذه القصيدة تمثل غرضا من الأغراض الشعرية التي هام بها الشعراء الرومان...

المقدمة يعتبر ت...

المقدمة يعتبر تحقيق التنمية المستدامة أحد أهم أهداف الدول من أجل الحفاظ على الموارد الطبيعية وتخفيض ...

ويرتبط تطور الع...

ويرتبط تطور العلوم الطبيعية والتكنولوجيا بتطور العلوم الإنسانية، والفكر العقلاني يقوم على الفلسفة وا...

الفرع الثاني ت...

الفرع الثاني تدويل النزاعات المسلحة غير الدولية بتدخل منظمة دولية لا تستند فكرة تدويل النزاعات المس...

كثيرا ما سمعت ن...

كثيرا ما سمعت نادية خلال طفولتها كلمة "قرينة" باعتبارها إهانة عندما تسيء التصرف أو لا تُرغب في موقف ...

إن الحق الذي لا...

إن الحق الذي لا تحميه الدعوى لا قيمة له لذلك ذهب الفقه التقليدي إلى قول بأن الدعوى عنصر من عناصر الح...

المبحث الثاني ...

المبحث الثاني ضرورة تحديد مجال تطبيق الجباية العقارية إن الملاحظ لعدد الض ارئب والرسوم ال...

ظهر الجيل األول...

ظهر الجيل األول من تقنيات الهاتف الالسلكي واالتصاالت المتنقلة في ثمانينات القرن الماضي وشاع استخدامه...

جتماعياً تبعاً ...

جتماعياً تبعاً لبعض المعايير المتعارف عليها، والمعيار الشائع كما تحدده جماعة الرفاق والراشدين هو الت...

ABSTRACT Object...

ABSTRACT Objectives: This study is conducted to compare the three different frequency of the physica...