لخّصلي

بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
يتناول هذا الكتاب الجوانب الجغرافية الطبيعية بالدراسة الوصفية التحليلية
المدعومة بوسائل المعالجة الحديثة .
وكان السبب في تأليف هذا الكتاب بهذا الشكل ما لمسه المؤلف من نقص
،
واضح في المكتبة الجغرافية العربية فى مثل هذه النوعية من الدراسة التي تعطى طالب الجغرافيا أسسا علمية متقدمة فى مجال الجغرافيا الطبيعية يبنى عليها قدراته العلمية فى دراسته المتخصصة فى كل المجالات الجغرافية الطبيعية .
وينقسم هذا الكتاب إلى ستة فصول: يتضمن الأول منها - معالجة مفهوم الطاقة والنظام وأهمية دراستهما بالنسبة للجغرافيا الطبيعية، مع تأكيد ذلك من خلال عرض أمثلة لأشكال تحول الطاقة والأنواع منها التي ترتبط بالعمليات الطبيعية في الجغرافيا وكذلك يهتم هذا الفصل بتحديد مفاهيم النظم وخصائصها وأنواعها مع الإشارة إلى أمثلة من النظم الجغرافية الطبيعية
ويتناول الفصل الثاني - دراسة الغلاف الغازى من خلال دراسة تركيب الأرض الداخلى ودراسة صخور القشرة الأرضية بأنواعها المختلفة ومعالجة الحركات التكتونية من حيث طبيعتها وأسبابها والظاهرات الناتجة عنها مع الاهتمام بدراسة نظرية الألواح التكتونية لما لها من أهمية في تفسير العديد أشكال سطح
الأرض البنائية .
من
ويعالج المؤلف فى الفصل الثالث - عوامل تشكيل سطح الأرض والعمليات المرتبطة بها والأشكال الناتجة عنها مثل : التجوية والعمليات المرتبطة بتطور السفوح والأنهار وعملها الجيومورفولوجي، والعمليات الهوائية وما يرتبط بها
من
أشكال،

•
ويتناول الفصل الرابع - الغلاف الغارى من خلال دراسة مكونات الغلاف الغازي وتركيبه ودراسة ميزان الطاقة الأرضية وانتقال الحرارة من خط الاستواء إلى القطبين، وعلاقة اليابس والماء بالطاقة الإشعاعية وأثر الإنسان على الميزان الحراري، ودراسة الرطوبة فى الجو والرياح وما يرتبط بها من ظاهرات جوية وينتهى بدراسة مناخ العالم .
ويتناول الفصل الخامس - دراسة الغلاف المائى فى كل من المحيطات
والغطاءات الجليدية والمياه الجوفية.
أما الفصل السادس والأخير من هذا الكتاب - فيتناول بالدراسة الغلاف الحيوى من خلال تعريفه ودراسة تفصيلية نوعا ما لعناصره الرئيسية في دوراتها بسطح الأرض، وهى الكربون والماء والأكسوجين ويتناول أيضا بالدراسة نظم البيئة Ecosystems من حيث مفهومها وضوابطها، وخصائصها من حيث الشكل والتنوع فى عناصرها الحيوية. وينتهى هذا الفصل بدراسة تفصيلية لكل من التربة والنبات باعتبارهما العناصر الرئيسية فى النظم البيئية الطبيعية
والمخرجات outputs من الطاقة والمادة على المدى القصير (خلال يوم أو أسبوع أو شهر مثلا) ولكن قد يحدث هذا التوازن على المدى البعيد .
٣ - في كل من النظامين المفتوح والمغلق نجد أن الطاقة الحرارية الناتجة عن تحول الطاقة من نوع إلى آخر تخرج من النظام في العادة إلى الغلاف الغازى ومن ثم إلى الفضاء، وتعوض من خلال طاقة تأتيها من خارج النظام، على سبيل المثال نجد أن هذه الطاقة تأتى إلى النظم البيئية في شكل إشعاع شمسي .
٤ - رغم ثبات المدخلات من الطاقة الكامنة إلى النظم المفتوحة إلا أن التحولات النهائية للطاقة فى الطبيعة تنتج طاقة حرارية heat energy عديمة القيمة لدرجة أن الجهد المبذول من خلال الطاقة الكامنة القادمة يكون محدودا جدا.
حدود النظام System boundaries :
إن الخطوة الأساسية في تحليل أى نظام طبيعي تتمثل (إن أمكن) في قياس حركة تبادل الطاقة والمادة بين النظام والبيئة، وحركة الطاقة والمادة داخل حدود النظام ذاته مثل هذه القياسات لا تقود فقط لفهم كيفية قيام النظام بعمله بشكل طبيعى ولكنها أيضا تمكن العلماء من قياس وتفسير المؤثرات الناتجة عن التغيرات في الضوابط الخارجية عليه ومعظمها يأتى من التدخلات البشرية .
مائي .
.
مثال ذلك البحيرات كنظام محدد جيدا أو غابة صغيرة أو حوض تصريف
أساسيا
ففى حوض النهر - على سبيل المثال - نجد أن حركة الطاقة والمادة تتم باتجاه المصب down stream أما عن حدوده فتنطبق مع مناطق تقسيم المياه water sheds التي يمكن تحديدها بسهولة وتعد الروافد المختلفة داخل الحوض بمثابة المسالك الرئيسية داخل النظام النهرى.
أما النظام الساحلى فهو من النظم صعبة الدراسة لأن حدوده مؤقتة، إلى جانب أن حركة الرواسب تتم فى اتجاهات مختلفة، وتأتى مدخلات النظام أيضا بصور وأشكال مختلفة كما سيتضح ذلك بالتفصيل فيما بعد (الجزء الخاص بالتعرية