لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (التلخيص باستخدام خوارزمية التجزئة)

المبحث الأول: مقدمة في بيان خصائص هذا الدين.
خصائص الدين الإسلامي :
والمراد هنا: الميزات والصفات التي ينفرد بها دين الإسلام عن غيره من الديانات والمناهج الأخرى.
يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الأخرة من الخسرين .
تميز الدين الإسلامي بصفائه عن سائر المناهج والأديان بخصائص كالتالي:
ه الخصيصة الأولى: دين إلهي.
• الخصيصة الرابعة: الوسطية.
ه الخصيصة الثانية: دين شامل.
ه الخصيصة الخامسة: دين العلم.
ه الخصيصة السادسة: دين الأخلاق.
ه الخصيصة الثالثة: دين الفطرة,
الخصيصة الأولى: دين إلهي:
قال تعالى: { إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) وقال ﷺل عن نبيه محمد ﷺ: ( وما ينطق عن الهوى - إن هو إلا وحي يوحى ) .
فكما أن مصدره من عند الله تعالى فكذلك غايته وهدفه تحقيق مرضاة الله وعل والقيام بعبادته،
كما قال : { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون (2) ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون " إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين .
ولهذه الخصيصة ثمرات منها:
1. أن الدين الإسلامي يبين الحقائق الكبرى التي لا يستطيع الإنسان معرفتها إلا بالوحي المعصوم؛
٢. أنه دين من عند الله تعالى سالم من النقص والتعارض والهوى قال تعالى: * اليوم أكملت لكم دينكم وأتمت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ،
أفلا يتدبرون القرءان ولوكان من عند غير الله أوجدوا فيه أخيلها كثيرا .
بل صان العقل حيث نهى عن البدع والخرافات والأساطير،
القرآن جاءت محرضة للعقل على التدبر والتفكر والتأمل.
فعندما نزل قول الله تعالى عن اليهود والنصارى و اتخذوا أخبارهم ورهبتهم أربابا من دون الله - سمع عدي بن حاتم ،
فهو دين الله الذي خلق الإنسان ويعلم ما يتناسب مع هذه النفس البشرية: ( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير .
ه الخصيصة الثانية: دين شامل:
يقول الله : ( ونزلنا عليك الكتب ببيننا لكل شيء ،
من بعثة نبينا محمد ﷺ إلى قيام الساعة.
دين شامل في توجيه نظر الإنسان إلى الدنيا والآخرة فهما داران متكاملتان،
تصيبك من الدنيا ) وبهذا يتأكد للمسلم أنه ما من شأن من شؤونه ولا تصرف من تصرفاته إلا والله تعالى فيه حكم وقضاء،
فيرد بذلك على كل من يعترض على نظرة الإسلام الشمولية لشؤون الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأدبية وغيرها؛
ويقولون تؤمن ببعض وتكثر بعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا - أوليك هم الكفرون حقا وأعتدنا للكفرين عذابا مهينا .
الخصيصة الثالثة: دين الفطرة:
لاعترف بدين الإسلام وأنه الدين الحق: * فأتم وجهك للذين حنيفاً فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الذين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون .
عن أبي هريرة * قال: قال رسول الله ﷺ: "ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه ومجسائه،
ثم يقول أبو هريرة ه: واقرأوا إن شـتثم: * فطرت الله التي قطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم - متفق عليه.
ويعتبر ذلك عبادة * وابتع فيما اتك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحيـن كما أحسن الله إليك ولا تبع الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين ﴾ [سورة القصص: 77].
وكذلك جعلتكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على النّاس ويكون الرسول عليكم شهيدا ؟ يقول الإمام ابن جرير -: (إنما وصفهم الله - تعالى ذكره - بأتهم وسط لتوسطهم في الدين) ،
ومن صور الوسطية: ما رواه أنس بن مالك * قال: جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي * يسألون عن عبادة النبي * فلما أخبروا،
الخصيصة الخامسة: دين العلم:
ويكفي في ذلك أن أول كلمة نزلت على نبينا * قوله: ( أقرأ » دين يحترم العلم ويجل العلماء،
أمر الله نبيه = بالاستزادة من شيء سوى العلم كما *: * وقل رب زدني علما ،
ولذا فهناك فرق شاسع بين موقف الإسلام من العلم وخاصة العلوم التجريبية،
الخصيصة السادسة: دين الأخلاق:
فما من حكم شرعي في دين الإسلام إلا ويلتي مقصدا لخلقيا حميدا للإنسان،
ولهذا كان قول نبينا محمد ﷺ: "إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاقي" أخرجه البخاري ،
وقوله: "إن من أحبكم إلي وأفريكم مني مجلسا يوم القيامة؛
وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني يوم القيامة؛
وقال ﷺ عن عباد الرحمن: {إليه من قبل وجعل لله أنداد الضل عن سبيله،
ويقول ﷺ : "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده" متفق عليه،
كما قال : {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب * } [سورة الزمر : 10 ] .
أن المسلم وهو في أقسى المواقف وأشد الأوقات في الحرب وحين يطرب ضجيج السلاح أسماع الأبطال،
فقد كان * إذا بعث أميرا على جيش أو سرية أوصاه في خاصته بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرا،
اغزوا ولا تعلوا ولا تغيروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا.
المبحث الثاني: مبادئ في علم العقيدة.
أولا : تعريف العقيدة:
قال الله تبارك وتعالى: لا يواحدكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان [المائدة: 89].
ثانيا: أهمية العقيدة الإسلامية
أن شرف العلم بشرف موضوعه وموضوع العقيدة هو العلم بالله وأسمائه وصفاته وأفعاله،
كما قال : "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله" متفق عليه كما قال تعالى: * قل تعالوا أقل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا .
وقال تعالى: * وعد الله الذين ءامنوا منكم وعملوا الصلحت ليستخلفتهم في الأرض كما أستخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركوت بي شيئا ؟ ه.
العقيدة الإسلامية هي أساس قبول العمل قال تعالى : { ولقد أوحى إليك وإلى الذين من قبلك لين أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخسرين وقال ﷺ عن صاحب العقيدة الفاسدة: * وجوه يومين خليعة عاملة ناصية تصلى نارا حامية .
. فساد المعتقد سبب لدخول النار قال تعالى في حق المشرك: - إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأونه النار وما للظالمين من أنصار .
ثالثا: خصائص العقيدة عند أهل السنة والجماعة.
الخاصية الأولى: سلامة المصدر.
أما أهل السنة فهم -بحمد الله - معتصمون بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم،
وأي معتقد يستمد من غير هذه المصادر إنما هو ضلال وبدعة.
أو عن طريق أشخاص يزعمون لهم العصمة (غير الأنبياء) أو الإحاطة بعلم الغيب (من أئمة أو رؤساء أو أولياء أو أقطاب أو أغواث أو نحوهم)،
ونقول لمن زعم ذلك كما قال الله تعالى لمن قال عليه بغير علم: «قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين * [البقرة: 111].
وقد أثنى الله تعالى على الذين يؤمنون بالغيب ،
ريب فيه هدى يتلقين الذين يؤمنون بالعيب ويقيمون الصلوة ومما رزقهم ينفقون - والغيب لا تدركه العقول ولا تحيط به،
الخاصية الثالثة: اتصال سندها بالرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين وأئمة الهدى قولاً
فلا يوجد - بحمد الله - أصـل من أصول عقيدة أهل السنة والجماعة ليس له أصـل وسـند وقدوة من الصحابة والتابعين،
الخاصية الرابعة: الوضوح والبيان.
بينما المعتقدات الأخرى هي من تخليط البشر أو تأويلهم وتحريفهم،
لاسيما وأن العقيدة توقيفية غيبية لا مجال للاجتهاد فيها كما هو معلوم.
أصـدق مثال على ذلك: ما حصل لكثير من أئمة علم الكلام والفلسفة والتصوف،
ومن ذلك أيضـا سـلامة أتباعها -في العموم -من التلبس بالبدع والشركيات والأثام والكبائر،
أما الذنوب والمعاصي والكبائر فقد يقع فيها طوائف منهم لكنها فيهم أقل من غيرهم،
رابعا: منهج أهل السنة والجماعة في تلقي مسائل الاعتقاد
كما أن لعقيدة أهل السنة والجماعة ميزات تمتاز بها عن غيرها من العقائد فكذلك لأهل السنة خصائص وميزات يمتازون بما عن غيرهم من أهل الملل والنحل،
والمتصوفة الأصل عندهم الكشف ومن نحا نحوهم.
۲. قبول كل ما صح عن الرسول ﷺ في العقيدة سواء كان متواتراً أو أحاداً،
أنهم لا ينتسبون لمقالة معينة ولا لشخص معين غير الرسول ﷺ فانتسابهم للسنة والحديث،
قال ابن قدامة: (وكل متسم بغير الإسلام والسنة مبتدع كالرافضة،
) فليس لأهل السنة إمام معظم يأخذون كلامه كله ويدعون ما خالفه إلا الرسول ﷺ،
أما غير الرسول فإنهم يعرضون كلامه على الكتاب والسنة فما وافقهما قبل وإلا فلا،
قال الإمام الشافعي -: (إذا رأيتم قولي خالف حديث رسول 4.
ويرون أن طريقتهم هي الأسلم والأحكم والأعلم.
الله ﷺ فاضربوا بقولي عرض الحائط).
سلامتهم من تكفير بعضهم لبعض،
بخلاف الخوارج الذين يكثر فيهم التكفير والتضليل.
ربنا إنك رؤوف رحيم .
المبحث الثالث: مصطلحات العقيدة أولاً: مصطلحات لمسمى العقيدة الإسلامية الحقة:
التوحيد في اللغة: مشتق من وحد الشيء إذا جعله واحداً،
وقد يفرق بينهما اصطلاحا باعتبار أن علم التوحيد هو العلم الذي يقتدر به على إثبات العقائد الدينية بالأدلة المرضية،
وتكون العقيدة أعم موضـوعا من التوحيد لأنها تقرر الحق بدليله وترد الشبهات وقوادح الأدلة وتناقش الديانات والفرق،
أصول الدين: أصول الدين:
فيكون المعنى المركب (أصول الدين): هي المبادئ العامة والقواعد الكلية الكبرى التي بما تتحقق طاعة الله ورسوله والاستسلام لأمره ونهيه.
وتعدد معاني هذا الاسم بحسب الاصطلاحات،
وعند علماء العقيدة الصحيحة ملحوظة فيها أن السنة من مصادر التلقي للعقيدة الصحيحة وطريق من طرق إثباتها.
والاتباع يعبر عن طريق التلقي ومنهجه.
وهي اتباع العقيدة الصحيحة الثابتة بالكتاب والسنة" بالإضافة إلى أن السنة في اللغة الطريقة والمنهج فأطلقت على عقيدة السلف؛
ومن استعمل هذا اللفظ الإمام أحمد بن حنبل في كتابه "السنة" فقد ضمته العقيدة الصحيحة الثابتة بنقل العدول عن الرسول - وأصحابه.
إخراجاً للفقه الأصغر وهو علم الحلال والحرام وعلم الفروع.
حيث سمى الإمام أبو حنيفة جملة اعتقادات السلف: الفقه الأكبر،
لغة: التصديق قال تعالى: * وما أنت بمؤمن لنا ولو كناصيقين » ،
وأطلق هذا المصطلح على القضايا العقدية،
مثال ذلك: "كتاب الإيمان" لابن منده.
لغة: من الشرع وهو السن والبيان والمورد والطريق.
ثانياً: مصطلحات تتعلق بالقدوة والمنهج :
وسموا (الجماعة): وهذه التسمية وصف صادق يميز أهل العقيدة الصحيحة عن الفرق الأخرى: كالتي تأخذ عقائدها من عقول البشر وكلام فلاسفة اليونان فيقدمونها على كلام الله ورسوله،


النص الأصلي

المبحث الأول: مقدمة في بيان خصائص هذا الدين.


خصائص الدين الإسلامي :



  • الخصائص: جمع خصيصة، قال الراغب: تفرد بعض الشيء بما لا يشاركه فيه غيره. والمراد هنا: الميزات والصفات التي ينفرد بها دين الإسلام عن غيره من الديانات والمناهج الأخرى. - تعريف الإسلام اصطلاحاً: هو الاستسلام الله بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة، والبراءة من الشرك وأهله. والإسلام هو الدين الذي ارتضاه الله تعالى للعالمين، وأخبر سبحانه أنه لا يقبل من أحد سواه، فقال : ومن


يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الأخرة من الخسرين .


تميز الدين الإسلامي بصفائه عن سائر المناهج والأديان بخصائص كالتالي:


ه الخصيصة الأولى: دين إلهي.


• الخصيصة الرابعة: الوسطية.


ه الخصيصة الثانية: دين شامل.


ه الخصيصة الخامسة: دين العلم.


ه الخصيصة السادسة: دين الأخلاق.


ه الخصيصة الثالثة: دين الفطرة,


الخصيصة الأولى: دين إلهي:


هذه الخصيصة أعظم خصائصه وأسها؛ وهي وإن كان يشترك معه دين عيسى ال ودين موسى عليه، إلا أنهما قد بدلا وحرفا، والله ل هو الذي أنزل دين الإسلام، وهو المتكفل بحفظه، قال تعالى: { إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) وقال ﷺل عن نبيه محمد ﷺ: ( وما ينطق عن الهوى - إن هو إلا وحي يوحى ) . وجانب آخر من إلهية هذا الدين؛ فكما أن مصدره من عند الله تعالى فكذلك غايته وهدفه تحقيق مرضاة الله وعل والقيام بعبادته، فهذه الغاية التي من أجلها خلق الله الجن والإنس، كما قال : { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون (2) ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون " إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين ..


ولهذه الخصيصة ثمرات منها:



  1. أن الدين الإسلامي يبين الحقائق الكبرى التي لا يستطيع الإنسان معرفتها إلا بالوحي المعصوم؛ كمعرفة الخالق وصفاته، وشرعه، وبداية الخليقة، والغاية من خلقها.


٢. أنه دين من عند الله تعالى سالم من النقص والتعارض والهوى قال تعالى: * اليوم أكملت لكم دينكم وأتمت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ، قال ابن عباس - في هذه الآية: (أخبر الله نبيه * والمؤمنين أنه أكمل لهم الإيمان، فلا يحتاجون إلى زيادة أبداً، وقد أتمه الله فلا ينقصه أبداً، وقد رضيه فلا يسخطه أبدا) ، ويقول الله تعالى :


أفلا يتدبرون القرءان ولوكان من عند غير الله أوجدوا فيه أخيلها كثيرا ..



  1. موافقته للعلم الصحيح، والعقل السليم، بل صان العقل حيث نهى عن البدع والخرافات والأساطير، وغالب نصوص


القرآن جاءت محرضة للعقل على التدبر والتفكر والتأمل. 4. تحرير الإنسان من عبودية الإنسان والهوى؛ فيخلص في عبادته الله، ويعمل وفق شرعه. فعندما نزل قول الله تعالى عن اليهود والنصارى و اتخذوا أخبارهم ورهبتهم أربابا من دون الله - سمع عدي بن حاتم ، النبي ﷺ يقول: "أما إنهم لم يكونوا يعبدونهم، ولكنهم كانوا إذا أخلوا لهم شيئاً استحلوه، وإذا حرموا عليهم شيئاً حرموه" أخرجه الترمذي، وحسنه الألباني. ه. تلبية مطالب النفس البشرية، بتشريع ما يصلح لها وما يصلحها، فهو دين الله الذي خلق الإنسان ويعلم ما يتناسب مع هذه النفس البشرية: ( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ..


ه الخصيصة الثانية: دين شامل:


يقول الله : ( ونزلنا عليك الكتب ببيننا لكل شيء ، ، وتتضح شمولية الإسلام في صور منها: 1. أنه دين شامل للتقلين: الجن والإنس، يقول سبحانه: ( قل يأيها الناس إلى رسول الله إليكم جميعا . ويقول الله تعالى: * وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون .. ٢. أنه دين شامل للزمان كله؛ من بعثة نبينا محمد ﷺ إلى قيام الساعة. ۳. دين شامل للمكان؛ فليس خاصا بإقليم دون آخر. 4. دين شامل في توجيه نظر الإنسان إلى الدنيا والآخرة فهما داران متكاملتان، للإنسان في كل منهما نصيب، فالدنيا مزرعة للآخرة، يزرع فيها ما يرغب جنيه في الآخرة، يقول الله ﷺ : * وابتع فيما اتك الله الدار الآخرة ولا تنس


تصيبك من الدنيا ) وبهذا يتأكد للمسلم أنه ما من شأن من شؤونه ولا تصرف من تصرفاته إلا والله تعالى فيه حكم وقضاء، وأن دين الإسلام منهج حياة مهيمن على كل تصرفات الإنسان. فيرد بذلك على كل من يعترض على نظرة الإسلام الشمولية لشؤون الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأدبية وغيرها؛ ممن يرددون مقالات مستوردة؛ كقولهم: (دغ ما الله الله وما لقيصر لقيصر)، وقولهم: (لا سياسة في الدين، ولا دين في السياسة).


ويقال لهم بأن الله كل أمر ونهي وتدبير وحكم وقضاء، « قل إن الأمر كله لله ، ويقول جل وعلا: والله الأمر من قبل ومن بعد . وقد أنكر الإسلام أشد الإنكار على من يأخذ من الدين ما يهوى، ويدع ما لا يوافق هواه، وينسى أن الإسلام كل لا يتجزأ، يقول الله ﷺ: ( إن الذين يكفرون بالله ورسله، ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله، ويقولون تؤمن ببعض وتكثر بعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا - أوليك هم الكفرون حقا وأعتدنا للكفرين عذابا مهينا ..


الخصيصة الثالثة: دين الفطرة:


الإسلام هو الدين الذي جبل الله الناس عليه، وهيأهم لقبوله والعمل به. فلا يتعارض مع طبيعة الإنسان ولا يتضاد مع رغباته؛ فلو تجرد الإنسان من الهوى والعناد وسـلم من الآفات والتقليد، لاعترف بدين الإسلام وأنه الدين الحق: * فأتم وجهك للذين حنيفاً فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الذين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون ...


عن أبي هريرة * قال: قال رسول الله ﷺ: "ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه ومجسائه، كما تنتج البهيمة ميمة جمعاء، هل تحتـون فيها من جدعاء؟". ثم يقول أبو هريرة ه: واقرأوا إن شـتثم: * فطرت الله التي قطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم - متفق عليه. ه الخصيصة الرابعة: دين الوسطية:


الإسلام دين الوسط في كل الأمور عقيدة وشريعة وأخلاقا، وهو وسط بين غلو الديانات الأخرى وتفريطها، وهو وسط يجمع بين مطالب الروح والجسد والفرد والمجتمع. وكما يأمر بالعبادة والعمل للدار الآخرة يوجه إلى السعي في طلب الرزق والمعاش في الدنيا، ويعتبر ذلك عبادة * وابتع فيما اتك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحيـن كما أحسن الله إليك ولا تبع الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين ﴾ [سورة القصص: 77].


وأمة الإسلام أمة وسط ، وكذلك جعلتكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على النّاس ويكون الرسول عليكم شهيدا ؟ يقول الإمام ابن جرير -: (إنما وصفهم الله - تعالى ذكره - بأتهم وسط لتوسطهم في الدين) ، ومن صور الوسطية: ما رواه أنس بن مالك * قال: جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي * يسألون عن عبادة النبي * فلما أخبروا، كأنهم تقالُوها فقالوا: وأين نحن من النبي ﷺ قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، قال أحدهم: أما أنا فإني أصـلي الليل أبدا. وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر. وقال آخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدا. فجاء رسول الله ﷺ إليهم فقال: "أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟ أما والله إني لأخشاكم لله، وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني". وقال رسول الله ﷺ: "هلك المتنطعون" قالها ثلاثاً. متفق عليه. ورأى النبي ﷺ حبلاً ممدودا بين ساريتين فسأل عنه، فأخبر أنه لزينب < تتمسك به إذا كسلت عن الصلاة، فأمر * بإزالته وقال: "ليصل أحدكم نشاطة فإذا فتز فليفعل" متفق عليه.


الخصيصة الخامسة: دين العلم:


للعلم في الإسلام مكانة سامية، ويكفي في ذلك أن أول كلمة نزلت على نبينا * قوله: ( أقرأ » دين يحترم العلم ويجل العلماء، ويرى أن العلم طريق للخشية والخضوع كما قال سبحانه، إنما يخشى الله من عباده العلموا ) ، دين يرفع من . شأن العلم: { قل هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألبب » ، وقد أرشد الله تعالى إلى أن العلم الصادق يزيد
الإيمان في النفس، فقال : سنريهم ايتنا في الأفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل


شي و شهيد » [سورة فصلت: 53]. أمر الله نبيه = بالاستزادة من شيء سوى العلم كما *: * وقل رب زدني علما ، ولذا فهناك فرق شاسع بين موقف الإسلام من العلم وخاصة العلوم التجريبية، وموقف الكنيسة من ذلك، خاصة ما كان في أوربا قبل الثورة الفرنسية.


الخصيصة السادسة: دين الأخلاق:


الإسلام دين الأخلاق، فما من حكم شرعي في دين الإسلام إلا ويلتي مقصدا لخلقيا حميدا للإنسان، ولهذا كان قول نبينا محمد ﷺ: "إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاقي" أخرجه البخاري ، وقوله: "إن من أحبكم إلي وأفريكم مني مجلسا يوم القيامة؛ أحاسنكم أخلاقاً، وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني يوم القيامة؛ الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون". قالوا: يا رسول الله قد علمنا الترثارون والمتشدقون، فما المتفيهقون؟ قال: "المتكبرون" أخرجه الترمذي وهو حسن، وفي الحديث: "إن من خياركم أحاسنكم أخلاقا" متفق عليه .


وقال ﷺ عن عباد الرحمن: {إليه من قبل وجعل لله أنداد الضل عن سبيله، قل تمتع بكفرك قليلا إنك من أصحاب النار (2) أمن هو فيت اناء اليل ساجدا وقايما يحذر الآخرة ويرجوا رحمة ربه قل هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا


الألبب ( قل يعباد } [سورة الفرقان : 63-67]. قال - : "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يود جاره؛ ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليكرم ضيفة؛ ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيراً أو ليصمت" متفق عليه، ويقول ﷺ : "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده" متفق عليه، وهو دين الصدق؛ كما قال الله ﷺ : * يأيها الذين ءامنوا اتقوا الله وكونوا مع الصديقين ) ، وهو دين الصبر؛ كما قال : {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب * } [سورة الزمر : 10 ] .


هو دين التسامح والعفو؛ * خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجهلين .. وهو دين التعاون والنصرة، في وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ... وهو دين الوفاء؛ ويأيها الذين امنوا أوفوا بالعقود . إن من دلائل أخلاقية الإسلام، أن المسلم وهو في أقسى المواقف وأشد الأوقات في الحرب وحين يطرب ضجيج السلاح أسماع الأبطال، وحين تحمل الأرواح على الأكف، وحين يتقابل المسلم مع الكافر في الحرب، تتجلى أخلاقية الإسلام ، وقتلوا في سبيل الله الذين يقتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين ، ويقول : ( ولا يحرمنكم شتان قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إنّ الله شديد العقاب و


ولقد كان من سمن رسول الله ﷺ ووصاياه لمن يبعثهم من جند الإسلام، ما فيه سمو أخلاق هذا الدين؛ فقد كان * إذا بعث أميرا على جيش أو سرية أوصاه في خاصته بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرا، ثم قال: "اغزوا باسم الله، في سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله، اغزوا ولا تعلوا ولا تغيروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا.." الحديث. أخرجه مسلم .
المبحث الثاني: مبادئ في علم العقيدة.


أولا : تعريف العقيدة:


العقيدة في اللغة: من العقد؛ وهو الربط، والإبرام، والإحكام، والتوثق، والشد بقوة، والتماسك، والمراصة، والإثبات؛ ومنه اليقين والجزم. والعقد نقيض الحل، ويقال: عقده يعقده عقداً، ومنه عقدة اليمين والنكاح، قال الله تبارك وتعالى: لا يواحدكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان [المائدة: 89]. - تعريف العقيدة في الاصطلاح العام: العقيدة مشتقة من العقد؛ وهو الربط والشد، والاعتقاد: هو الحكم الذهني


الجازم، فإن طابق الحق فصحيح، وإلا ففاسد . - العقيدة الإسلامية: هي الإيمان الجازم بالله وبما يجب له من التوحيد، والإيمان بملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره، وبما يتفرع من هذه الأصول ويلحق بها مما هو من أصول الدين . - موضوع علم العقيدة: اعتقاد أهل السنة والجماعة يشمل ثلاثة أصول: الأول: العقيدة العامة في الله جل وعلا وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، الثاني: مسائل الإمامة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وما يتصل بذلك من الكلام في الصحابة ... الثالث: الكلام في أخلاق أهل السنة والجماعة .


ثانيا: أهمية العقيدة الإسلامية


تظهر أهمية العقيدة الإسلامية من خلال أمور كثيرة منها ما يلي: 1. أن شرف العلم بشرف موضوعه وموضوع العقيدة هو العلم بالله وأسمائه وصفاته وأفعاله، وهذا أشرف المطالب. ٢. أن العقيدة الإسلامية هي أعظم الواجبات وأكدها؛ لذا فهي أول ما يطالب به الناس، كما قال : "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله" متفق عليه كما قال تعالى: * قل تعالوا أقل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا .. 3. أن العقيدة الإسلامية هي العقيدة الوحيدة التي تحقق الأمن والاستقرار، والسعادة والسرور. كما قال تعالى بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجرة عند ربه، ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ، وهي التي تحقق العافية والرخاء، قال تعالى : ( ولو أن أهل القرى ءامنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركت من السماء والأرض -
4. أن العقيدة الإسلامية هي السبب في حصول التمكين في الأرض، وقيام دولة الإسلام قال تعالى: ( ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصلحون ) ، وقال تعالى: * وعد الله الذين ءامنوا منكم وعملوا الصلحت ليستخلفتهم في الأرض كما أستخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركوت بي شيئا ؟ ه. العقيدة الإسلامية هي أساس قبول العمل قال تعالى : { ولقد أوحى إليك وإلى الذين من قبلك لين أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخسرين وقال ﷺ عن صاحب العقيدة الفاسدة: * وجوه يومين خليعة عاملة ناصية تصلى نارا حامية . 6. بتحقيق العقيدة الصحيحة يكون دخول الجنة قال ﷺ: "من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، والجنة حق، والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل" أخرجه البخاري. . فساد المعتقد سبب لدخول النار قال تعالى في حق المشرك: - إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأونه النار وما للظالمين من أنصار .. 8. العقيدة هي الغاية التي خلق لأجلها الخلق كما قال تعالى: * وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )


ثالثا: خصائص العقيدة عند أهل السنة والجماعة.


تمهید:


إن المتأمل المنصف، لو قارن بين المعتقدات السائدة بين الناس اليوم ؛ لوجد للعقيدة الإسلامية - المتمثلة في عقيدة أهل السنة والجماعة - خصائص وسمات تميزها وأهلها بوضوح عن المعتقدات الأخرى من ديانات أو فرق أو مذاهب أو غيرها. وذلك باعتمادها على الكتاب والسنة وإجماع السلف، وأقوالهم فحسب. وهذه الخاصية لا توجد في مذاهب أهل الكلام والمبتدعة والصوفية، الذين يعتمدون على العقل والنظر، أو على الكشف والحدس والإلهام والوجد، وغير ذلك من المصادر البشرية الناقصة التي يحكمونها أو يعتمدونها في أمور الغيب،


الخاصية الأولى: سلامة المصدر.


(والعقيدة كلها غيب). أما أهل السنة فهم -بحمد الله - معتصمون بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وإجماع السلف الصالح وأقوالهم، وأي معتقد يستمد من غير هذه المصادر إنما هو ضلال وبدعة.
فالذين يزعمون أنهم يستمدون شيئاً من الدين عن طريق العقل والنظر، أو علم الكلام والفلسفة، أو الإلهام والكشف والوحد، أو الرؤى والأحلام، أو عن طريق أشخاص يزعمون لهم العصمة (غير الأنبياء) أو الإحاطة بعلم الغيب (من أئمة أو رؤساء أو أولياء أو أقطاب أو أغواث أو نحوهم)، أو يزعمون أنه يسعهم العمل بأنظمة البشر وقوانينهم، من زعم ذلك فقد افترى على الله أعظم الفرية، ونقول لمن زعم ذلك كما قال الله تعالى لمن قال عليه بغير علم: «قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين * [البقرة: 111]. وأنى له أن يأتي إلا يشبه الشيطان. وهذه الميزة والخصيصة - أعني الاعتماد على الكتاب والسنة، ومنهج السلف الصالح - سمة من سمات أهل السنة، لا تكاد تتخلف في كل مكان وزمان والحمد لله. الخاصية الثانية: قيامها على التسليم الله ولرسوله. أنها تقوم على التسليم الله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم؛ لأنها غيب الغيب: ما غاب عن الحس، فلا يدرك بشيء من الحواس الخمس. وعليه فإن جميع أمور ومسائل العقيدة الإسلامية التي يجب على العبد أن يؤمن بها ويعتقدها غيبية، كالإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر، وعذاب القبر ونعيمه، وغير ذلك من أمور الغيب التي يعتمد في الإيمان بها على ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله . وهو يقوم ويعتمد على التسليم والتصديق المطلق الله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم، فالتسليم بالغيب من صفات المؤمنين


وقد أثنى الله تعالى على الذين يؤمنون بالغيب ، فقال جل في صدر سورة البقرة: -- المر ذلك الكتب لا


ريب فيه هدى يتلقين الذين يؤمنون بالعيب ويقيمون الصلوة ومما رزقهم ينفقون - والغيب لا تدركه العقول ولا تحيط به، ومن هنا، فأهل السنة يقفون في أمر العقيدة على ما جاء عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم بخلاف أهل البدع والكلام، فهم يخوضون في ذلك رجماً بالغيب، وأنى لهم أن يحيطوا بعلم الغيب، فلا هم أراحوا عقولهم بالتسليم، ولا عقائدهم وذممهم بالاتباع، ولا تركوا عامة أتباعهم على القطرة التي فطرهم الله عليها


الخاصية الثالثة: اتصال سندها بالرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين وأئمة الهدى قولاً


وعملاً وعلماً واعتقادا


فلا يوجد - بحمد الله - أصـل من أصول عقيدة أهل السنة والجماعة ليس له أصـل وسـند وقدوة من الصحابة والتابعين، وأئمة الدين إلى اليوم، بخلاف عقائد المبتدعة التي خالفوا فيها السلف، فهي محدثة، ولا سند لها من كتاب أو سنة، أو عن الصحابة والتابعين، وما لم يكن كذلك فهو بدعة، وكل بدعة ضلالة.


الخاصية الرابعة: الوضوح والبيان.


تمتاز عقيدة أهل السنة والجماعة بالوضوح والبيان، وخلوها من الغموض، والفلسفة والتعقيد في ألفاظها ومعانيها، لأنها مستمدة من كلام الله المبين، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ومن كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى. بينما المعتقدات الأخرى هي من تخليط البشر أو تأويلهم وتحريفهم، وشتان بين المشربين، لاسيما وأن العقيدة توقيفية غيبية لا مجال للاجتهاد فيها كما هو معلوم.


الخاصية الخامسة: سلامتها من الاضطراب والتناقض واللبس. والكبائر هي في أهل الافتراق أكثر من غيرهم في الجملة.


فإن العقيدة الإسلامية الصافية لا اضطراب فيها ولا التباس، وذلك لاعتمادها على الوحي، وقوة صلة أتباعها بالله، وتحقيق العبودية له وحده، والتوكل عليه وحده، وقوة يقينهم بما معهم من الحق، وسلامتهم من الحيرة في الدين، ومن القلق والشك والشبهات، بخلاف أهل البدع فلا تخلو أهدافهم من علة من هذه العلل. أصـدق مثال على ذلك: ما حصل لكثير من أئمة علم الكلام والفلسفة والتصوف، من اضطراب وتقلب وندم، بسبب ما حصل بينهم من مجانية عقيدة السلف، ورجوع كثير منهم إلى التسليم، وتقرير ما يعتقده السلف، خاصة عند


التقدم في السن، أو عند الموت. كما حصل للإمام أبي الحسن الأشعري، حيث رجع إلى عقيدة أهل السنة والجماعة في (الإبانة) بعد الاعتزال ثم التلفيق. والباقلاني (ت 403هـ) في (التمهيد). ومثله أبو محمد الجويني (ت 438هـ)، والد إمام الحرمين في (رسالة في إثبات الاستواء والفوقية). ومثله إمام الحرمين (ت 478هـ) في (الرسالة النظامية). والشهرستاني، (ت 548هـ) في (نهاية الإقدام). والرازي (فخر الدين) (ت 606هـ) في (أقسام الملذات) وغيرهم كثيرون .


ومن ذلك أيضـا سـلامة أتباعها -في العموم -من التلبس بالبدع والشركيات والأثام والكبائر، فأهل السنة في عمومهم، هم أسلم الناس من الوقوع في البدع، ولا تكون فيهم الشركيات، أما الذنوب والمعاصي والكبائر فقد يقع فيها طوائف منهم لكنها فيهم أقل من غيرهم، وغيرهم لا يسلم من علة من هذه العلل البدعية والشـركية، كما أن المعاصي


فالمتكلمة من المعتزلة، وكثير من الأشاعرة ونحوهم قالوا في الله بغير علم، وخاضوا في الغيب بغير علم، والمتصوفة والمقابريون وسائر أهل البدع عبدوا الله بغير ما شرع، والرافضة، والباطنية ونحوهم كذبوا على الله تعالى وافتروا على رسوله صلى الله عليه وسلم حتى صار الكذب ديناً لهم، والخوارج تشددوا في الدين فشدد الله عليهم


رابعا: منهج أهل السنة والجماعة في تلقي مسائل الاعتقاد


كما أن لعقيدة أهل السنة والجماعة ميزات تمتاز بها عن غيرها من العقائد فكذلك لأهل السنة خصائص وميزات يمتازون بما عن غيرهم من أهل الملل والنحل، فمن تلك الخصائص ما يلي:


۱. اعتبار الكتاب والسنة أصلاً يحاكم إليه، فما وافقه قبل وما خالفه رد؛ خلافاً للمتكلمين فالأصل عندهم العقل،


والمتصوفة الأصل عندهم الكشف ومن نحا نحوهم.


۲. قبول كل ما صح عن الرسول ﷺ في العقيدة سواء كان متواتراً أو أحاداً، خلافاً للمتكلمين. 3. أنهم لا ينتسبون لمقالة معينة ولا لشخص معين غير الرسول ﷺ فانتسابهم للسنة والحديث، قال ابن قدامة: (وكل متسم بغير الإسلام والسنة مبتدع كالرافضة، والجهمية والخوارج ...) فليس لأهل السنة إمام معظم يأخذون كلامه كله ويدعون ما خالفه إلا الرسول ﷺ، أما غير الرسول فإنهم يعرضون كلامه على الكتاب والسنة فما وافقهما قبل وإلا فلا، قال الإمام الشافعي -: (إذا رأيتم قولي خالف حديث رسول 4. تعظيم السلف الصالح والاقتداء والاهتداء بهم، ويرون أن طريقتهم هي الأسلم والأحكم والأعلم. ه. الجمع بين النصوص في المسألة الواحدة، ورد المتشابه إلى المحكم؛ حتى يصلوا إلى الحق في المسألة. 6. الوسطية بين الفرق في مسائل العقيدة. 7. لا يوالون ولا يعادون إلا على أساس الدين؛ فلا ينتصرون لحزب أو مذهب، ولا يغضبون له.


الله ﷺ فاضربوا بقولي عرض الحائط).


. سلامتهم من تكفير بعضهم لبعض، بخلاف الخوارج الذين يكثر فيهم التكفير والتضليل. ۹. سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله ﷺ فقلوبهم عامرة بحبهم والثناء عليهم والدعاء لهم كما قال : - والذين جاءو من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخوينا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا علا للذين ءامنوا


ربنا إنك رؤوف رحيم ...


المبحث الثالث: مصطلحات العقيدة أولاً: مصطلحات لمسمى العقيدة الإسلامية الحقة:


ة التوحيد:


التوحيد في اللغة: مشتق من وحد الشيء إذا جعله واحداً، فهو مصدر وحد يوحد، أي: جعل الشيء واحداً. وفي الشرع: إفراد الله - سبحانه - بما يختص به من الربوبية والألوهية والأسماء والصفات


العلاقة بين التوحيد والعقيدة: علم العقيدة وعلم التوحيد مترادفان عند أهل السنة، وإنما سمي علم التوحيد بعلم العقيدة: ه بناء على الثمرة المرجوة منه، وهي انعقاد القلب انعقادا جازما لا يقبل الانفكاك. وهو من باب تسمية الشيء بأشرف أجزائه. وقد يفرق بينهما اصطلاحا باعتبار أن علم التوحيد هو العلم الذي يقتدر به على إثبات العقائد الدينية بالأدلة المرضية، وأن علم العقيدة يزيد عليه برد الشبهات وقوادح الأدلة الخلافية، فيجتمعان في معرفة الحق بدليله، وتكون العقيدة أعم موضـوعا من التوحيد لأنها تقرر الحق بدليله وترد الشبهات وقوادح الأدلة وتناقش الديانات والفرق، وقد جرى السلف على تسمية كتبهم في التوحيد والإيمان بكتب العقيدة، كما فعل أبو عثمان الصابوني رحمه الله في كتابه (عقيدة السلف أصحاب الحديث) ، والإمام اللالكائي رحمه الله في (شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة) .


أصول الدين: أصول الدين:


هذا المصطلح مركب من مضاف، ومضاف إليه، فيعرف باعتبار مفرديه أولاً. - الأصول لغة: جمع أصل، وهو ما يبنى عليه غيره، اصطلاحاً: القواعد الكلية والأسس العامة. -الدين لغة: هو الذل والخضوع، شرعاً: هو امتثال المأمور واجتناب المحظور، أو طاعة الله ورسوله. فيكون المعنى المركب (أصول الدين): هي المبادئ العامة والقواعد الكلية الكبرى التي بما تتحقق طاعة الله ورسوله والاستسلام لأمره ونهيه. السبب في إطلاق هذه التسمية على العقيدة؛ لأنها القاعدة التي يقوم عليها الدين. وقد صنفت بعض كتب العقيدة بهذا المسمى، ومن ذلك كتاب: "الشرح والإبانة عن أصول السنة والديانة" لابن بطة، ويسمى الإبانة الصغرى.


ة السنة:


وتعدد معاني هذا الاسم بحسب الاصطلاحات، فكل أهل علم إسلامي اصطلحوا على دلالة متناسبة وطبيعة هذه


العلوم. فعلماء الحديث السنة عندهم: ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو وصف. وعند


علماء أصول الفقه : ما أمر به الشارع لا على سبيل الإلزام. هي وعند علماء الفقه: هو ما يثاب فاعله ولا يعاقب تاركه.


وعند علماء العقيدة الصحيحة ملحوظة فيها أن السنة من مصادر التلقي للعقيدة الصحيحة وطريق من طرق إثباتها. ولذا جعل بعض السلف السنة هي الاتباع، وجعلها بعضهم الإسلام، والقولان غير متنافرين ولا متعارضين لأن


الإسلام هو تعبير عن العقيدة الصحيحة، والاتباع يعبر عن طريق التلقي ومنهجه.


فصار معنى السنة: "ما يضاد البدعة، وهي اتباع العقيدة الصحيحة الثابتة بالكتاب والسنة" بالإضافة إلى أن السنة في اللغة الطريقة والمنهج فأطلقت على عقيدة السلف؛ لاتباعهم طريقة النبي ﷺ والصحابة في الاعتقاد خاصة، واستفاض هذا المصطلح في الناس حتى إذا قيل: فلان صاحب سنة، كان معناه أنه على معتقد سلفي, ومن استعمل هذا اللفظ الإمام أحمد بن حنبل في كتابه "السنة" فقد ضمته العقيدة الصحيحة الثابتة بنقل العدول عن الرسول - وأصحابه. وكذا فعل عبد الله بن الإمام أحمد في كتابه (السنة) ومنه أيضا كتاب (السنة) لابن أبي عاصم.


الفقه الأكبر:


الفقه لغة: الفهم، وأضيف إلى الأكبر؛ إخراجاً للفقه الأصغر وهو علم الحلال والحرام وعلم الفروع. وهو اصطلاح عرف في القرن الثاني الهجري، حيث سمى الإمام أبو حنيفة جملة اعتقادات السلف: الفقه الأكبر، إشارة إلى أنه أعظم ما في شريعة الإسلام ولا يتحقق هذا اللقب إلا على علم العقيدة.


الإيمان:


لغة: التصديق قال تعالى: * وما أنت بمؤمن لنا ولو كناصيقين » ، أي: مصدق لنا، اصطلاحاً: هو اعتقاد القلب، وإقرار اللسان، وعمل الجوارح، وأطلق هذا المصطلح على القضايا العقدية، فصنف السلف كتباً في العقيدة باسم الإيمان، مثال ذلك: "كتاب الإيمان" لابن منده.


ة الشريعة:


لغة: من الشرع وهو السن والبيان والمورد والطريق.


اصطلاحاً: ما شرع الله لعباده من الأحكام التي جاء بما نبي من الأنبياء سواء كانت متعلقة بكيفية عمل أو اعتقاد. ثم أطلقت الشريعة أخيراً بإطلاق أخص كما قال ابن تيمية ~: (على العقائد التي يعتقدها أهل السنة من الإيمان، مثل اعتقادهم أن الإيمان قول وعمل وأن الله موصوف بما وصف به نفسه ووصفه به رسوله * وأن القرآن كلام الله غير مخلوق ...)، والشريعة كالسنة قد يراد بها ما شرعه الله وسنه من العقائد أو الأعمال أو كلاهما. وألف بعض العلماء كتباً في الاعتقاد تحمل اسم الشريعة منها: الشريعة لأبي بكر الأجري


ثانياً: مصطلحات تتعلق بالقدوة والمنهج :


وهذه المصطلحات هي عبارة عن أسماء تحمل صفات الفرقة الناجية، ومن هذه الأسماء: وسموا (أهل السنة): لتمسكهم بسنة النبي ﷺ ؛ عملاً بقوله: "عليكم بسنتي" أخرجه البزار وهو صحيح. وسموا (الجماعة): وهذه التسمية وصف صادق يميز أهل العقيدة الصحيحة عن الفرق الأخرى: كالتي تأخذ عقائدها من عقول البشر وكلام فلاسفة اليونان فيقدمونها على كلام الله ورسوله، ويردون النصوص الشرعية الثابتة أو يؤولونها. ومن هذه الفرق: الفلاسفة، والقدرية، والمعت


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

4.5 : توصيات ت...

4.5 : توصيات تصميم شبكة التنقيط يختلف من منطقة الى منطقة حسب مساحة الأرض المستهدفة والطوبوغرافية لذ...

The usage of so...

The usage of social media platforms such as Facebook, Twitter has been major source of news consumpt...

Constitutionali...

Constitutionalists focsed on basic principles of legal security country that does practise morality ...

هذا العصر نما ا...

هذا العصر نما الفقه وترعرع وزاد واشتهر تأصيلاً، وتقعيداً وكان لأبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد ،والأو...

Application Of ...

Application Of Hg in Bio-inorganic Chemistry Mercury Mercury is a chemical element with the symbol ...

الفرعية.والأودي...

الفرعية.والأودية الفرعية. اتوجد مناطق العلمية الأودية عادة في مناطق مرتفعة في جبال السراوات ونصب مي...

Learning a seco...

Learning a second language at an early age has both advantages and disadvantages. On the positive si...

Adolf Hitler: L...

Adolf Hitler: Leader of Nazi Germany. Adolf Hitler was born in 1889 in Austria. He joined the Nation...

C-Control-4 To...

C-Control-4 To ensure that the new HVAC system is meeting the needs of both customers and staff, w...

يسعى التربويون ...

يسعى التربويون لإدخال التكنولوجيا في تطوير تدريس الرياضيات والاحصاء، وذلك بتوفير وسائل وتقنيات تهدف ...

النكرة : اسم ش...

النكرة : اسم شاع في جنس موجود أو مقدر، وهي نوعان: الأول: ما يقبل «أل» المؤثرة للتعريف، والثاني: ما ...

Publishing an a...

Publishing an academic paper in developing world is a major challenge in the circle of academi...