لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (64%)

وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9)
لكن هل كان هذا فعلا ما يريده معاوية؟ وهل هذا فعلا ما كان معاوية يخطط له؟
رأينا المفترى: كلا وألف كلا. وما أن أدرك معاوية أن عائشة قد أصبحت في منتصف الطريق، ولما أدرك أنها لا تستطيع الآن العود إلى الوراء، حتى عمد إلى فعل أمرين اثنين متزامنين:
1. الإشاعة بين الناس أن خروج عائشة قد جاء بطلب منه
2. إحداث الاقتتال قبل وصول عائشة إليهم
السؤال: لماذا فعل معاوية ذلك؟
رأينا: لم يكن معاوية (كسياسي يخطط لينجح) ليخطئ هدفه، فهو يعلم العلاقة التاريخية السابقة بين عائشة وعلي، فالعامة من الناس لم ينسوا بعد موقف عليّ من عائشة في حديث الإفك. فانطلت الخطة المحكمة التي دبّرها معاوية على عامة المسلمين، ولازالت تنطلي عليهم حتى يومنا هذا. فهم لازالوا يدافعون عن معاوية ويكأنه صاحب حق تاريخي في خصامه مع عليّ. السؤال: من الذين لم تنطلي عليهم "خطة معاوية هذه"؟
رأينا المفترى: نحن نكاد نجزم الظن أن الذين لم تنطلي عليهم خطة معاوية وأدركوا على الفور مقصده من وراء ذلك كله هم بعض كبار الصحابة اللذين كانوا في صفه من ذي قبل كطلحة والزبير وعمار. السؤال: لماذا؟
رأينا: لمّا كان طلحة والزبير صادقين في مسعاهما، ولمّا كانا يظنان صادقين أن على عليّ أن يسرع في أخذ القصاص العادل من قتلة عثمان، فهو بالنسبة لهم من كبار الصحابة اللذين لا يجب التهاون في دمهم، خرجا فعلا في بداية الأمر على عليّ، ولكن لما وجدا بعد ذلك أن الأمر لم يعد عفويا صادقا، وإنما أصبح مدبرا من أهل الدهاء في السياسة كمعاوية، تراجعا إلى الوراء على الفور، ولكن كان ذلك قد حصل – للأسف- بعد فوات الأوان، أي بعد أن أعمل السيف بالسيف، وحصل الاقتتال بين الطرفين. ما الذي فعلته عائشة؟
رأينا المفترى: نحن نظن جازمين أن عائشة لم تكن خارجة مع معاوية (بطلب منه) لتناصب عليّا العداء، وإنما خرجت (نحن نؤمن) بطلب من معاوية لحضور التحكيم في الأمر بهدف الإصلاح بين الطائفتين من المؤمنين. عندها فقط أدركت أن الخدعة قد انطلت عليها، كما انطلت من ذي قبل على كثير من صحابة الرسول كأمثال طلحة والزبير وعمار بن ياسر، فلقد استطاع معاوية (بدهائه وذكائه السياسي) أن يوقعهم جميعا في شرك لم يستطيعوا الخروج منه إلا بعد فوات الأوان. فالغاية قد أدركت والوسيلة قد نفذت، فقد أصبحت المعركة هي معركة جملها، وقت أصبحت المعركة هي صفينها الذي بلغته. السؤال: دعنا نصدّق هذه التخيلات التي افتريتها من عند نفسك، يقول صاحبنا، فهل كان في ذلك خير للمؤمنين حينئذ؟ وهل كان في ذلك خير للمؤمنين في كل وقت وحين؟ كيف سنقتنع أن في ذلك خير للمؤمنين وقد قُتل في تلك المعارك (كما تقول بعض روايات أهل العلم) أكثر من سبعين ألفا من المسلمين؟
جواب: نعم. نحن نظن أن ذلك هو الخير كل الخير، فكيف ذلك؟
رأينا المفترى: غالبا ما تساءل كثير من الناس عن الفرق بين العيش في زمن الأنبياء أنفسهم والعيش في زمن غير زمن الأنبياء، فغالبا ما ظن العامة من الناس أن من عاشوا في زمن الأنبياء كان لهم ميّزة على من لم يدركهم، وقلّ من يدرك الحكمة الإلهية من وراء ذلك، وكثيرا ما سمعنا من يجهر بالقول: لِم لم أتواجد في زمن الرسول مثلا؟ ألن أرى بأم عيني معجزات تصدق ظني بمحمد؟ فما بال قوم موسى مثلا يرون الآيات التي جاء بها موسى بأم أعينهم بينما حُرِمنا نحن منها؟ وما بال بعض بني إسرائيل يسمعون المسيح يحدثهم في المهد؟ وما بال البعض الآخر منهم يرون بأم أعينهم كيف كان يحيي الموتى بإذن الله ويشفي الأبرص والأكمة وينبئهم بما يدخرون في بيوتهم؟ أليست تلك ميّزات لهم علينا نحن اللذين لم نراها بأم أعيننا؟
رأينا المفترى: نحن نظن أن من العدل الإلهي أن يتساو الناس جميعا، فلا يكون لمن عاصر رسولا (أي عاش في زمنه) فضلا أو ميزة على من جاء بعده. فكيف سيتحقق العدل الإلهي في ذلك؟
جواب مفترى من عند أنفسنا خطير جدا: إنها الفتنة. فانظر – إن شئت- في الآيات الكريمة التالية:
وَكَذَٰلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لِّيَقُولُوا أَهَٰؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّن بَيْنِنَا ۗ أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ (53)
إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ مَن يَكْفُلُهُ ۖ فَرَجَعْنَاكَ إِلَىٰ أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ ۚ وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا ۚ فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَىٰ قَدَرٍ يَا مُوسَىٰ (40)
قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِن بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ (85)
وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3)قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَىٰ نِعَاجِهِ ۖ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ ۗ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ ۩ (24)
وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَىٰ كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ (34)
وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ (17)
وَاخْتَارَ مُوسَىٰ قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِّمِيقَاتِنَا ۖ فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّايَ ۖ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا ۖ إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَاءُ وَتَهْدِي مَن تَشَاءُ ۖ أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۖ وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ (155)
فنحن نفتري الظن إذن بأن الله هو من يحدث الفتنة، كما نفتري القول بأن الإله يحدث الفتنة في كل وقت وفي كل حين، وأن ذلك يصيب الناس جميعا، مؤمنهم وكافرهم، فحتى موسى نفسه أصابته فتنة الله (وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا)، ونحن على العقيدة التي مفادها أن الهدف من إحداث الفتنة هو ابتلاء ما في الصدور وتمحيص ما في القلوب:
ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا يَغْشَىٰ طَائِفَةً مِّنكُمْ ۖ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ ۖ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الْأَمْرِ مِن شَيْءٍ ۗ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ ۗ يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لَا يُبْدُونَ لَكَ ۖ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا ۗ قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَىٰ مَضَاجِعِهِمْ ۖ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (154)
وأن هذا التمحيص يكون للمؤمنين حقا:
وأن السنّة الإلهية مطلقة العدل تقتضي أن لا يترك أحدا دون هذا التمحيص، ليحصل العلم الإلهي بالجميع:
أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِن دُونِ اللَّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً ۚ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (16)


النص الأصلي

وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9)
لكن هل كان هذا فعلا ما يريده معاوية؟ وهل هذا فعلا ما كان معاوية يخطط له؟


رأينا المفترى: كلا وألف كلا. فما أن ركبت عائشة جملها وخرجت بناء على طلب مباشر من معاوية، وما أن أدرك معاوية أن عائشة قد أصبحت في منتصف الطريق، لم تصل بعد إلى الموقع التحكيم وتحاول درء الفتنة الكبرى، ولما أدرك أنها لا تستطيع الآن العود إلى الوراء، حتى عمد إلى فعل أمرين اثنين متزامنين:




  1. الإشاعة بين الناس أن خروج عائشة قد جاء بطلب منه




  2. إحداث الاقتتال قبل وصول عائشة إليهم




السؤال: لماذا فعل معاوية ذلك؟


رأينا: لم يكن معاوية (كسياسي يخطط لينجح) ليخطئ هدفه، فهو يعلم العلاقة التاريخية السابقة بين عائشة وعلي، وهو يستطيع الآن ترويج الشائعات كما يحلو له، ولن يجد كثير عناء في إقناع كثير من الناس (خاصة العوام منهم) على أن عائشة (مادام أنها قد وافقت على الخروج بطلب من خصم علي وهو معاوية نفسه) فهي إذن تناصب عليا العداء، فالعامة من الناس لم ينسوا بعد موقف عليّ من عائشة في حديث الإفك. فانطلت الخطة المحكمة التي دبّرها معاوية على عامة المسلمين، ولازالت تنطلي عليهم حتى يومنا هذا. فهم لازالوا يدافعون عن معاوية ويكأنه صاحب حق تاريخي في خصامه مع عليّ.


السؤال: من الذين لم تنطلي عليهم "خطة معاوية هذه"؟


رأينا المفترى: نحن نكاد نجزم الظن أن الذين لم تنطلي عليهم خطة معاوية وأدركوا على الفور مقصده من وراء ذلك كله هم بعض كبار الصحابة اللذين كانوا في صفه من ذي قبل كطلحة والزبير وعمار.


السؤال: لماذا؟


رأينا: لمّا كان طلحة والزبير صادقين في مسعاهما، ولما كانا من المسلمين الذين دخل الإيمان في قلوبهم حقا، ولمّا كانا يظنان صادقين أن على عليّ أن يسرع في أخذ القصاص العادل من قتلة عثمان، فهو بالنسبة لهم من كبار الصحابة اللذين لا يجب التهاون في دمهم، خرجا فعلا في بداية الأمر على عليّ، ولكن لما وجدا بعد ذلك أن الأمر لم يعد عفويا صادقا، وإنما أصبح مدبرا من أهل الدهاء في السياسة كمعاوية، تراجعا إلى الوراء على الفور، ولكن كان ذلك قد حصل – للأسف- بعد فوات الأوان، أي بعد أن أعمل السيف بالسيف، وحصل الاقتتال بين الطرفين.


ما الذي فعلته عائشة؟


رأينا المفترى: نحن نظن جازمين أن عائشة لم تكن خارجة مع معاوية (بطلب منه) لتناصب عليّا العداء، وإنما خرجت (نحن نؤمن) بطلب من معاوية لحضور التحكيم في الأمر بهدف الإصلاح بين الطائفتين من المؤمنين. ولكنها ما أن وجدت نفسها في ذلك الوادي حتى أدركت المنزلق الخطير الذي نصبه لها ابن أبي سفيان، خاصة عندما عمد نفر من الصحابة إلى تذكيرها بما قاله النبي يوما من أمر خروجها في جيش الفئة التي ستقاتل عليّا، عندها فقط أدركت أن الخدعة قد انطلت عليها، كما انطلت من ذي قبل على كثير من صحابة الرسول كأمثال طلحة والزبير وعمار بن ياسر، فلقد استطاع معاوية (بدهائه وذكائه السياسي) أن يوقعهم جميعا في شرك لم يستطيعوا الخروج منه إلا بعد فوات الأوان. فحاولت الرجوع إلى الوراء إلا أن ذلك لم يعد ضروريا بالنسبة لمعاوية، فالغاية قد أدركت والوسيلة قد نفذت، وما عاد رجوعها أو تقدمها يفيد في شيء، فقد أصبحت المعركة هي معركة جملها، وقت أصبحت المعركة هي صفينها الذي بلغته.


السؤال: دعنا نصدّق هذه التخيلات التي افتريتها من عند نفسك، يقول صاحبنا، فهل كان في ذلك خير للمؤمنين حينئذ؟ وهل كان في ذلك خير للمؤمنين في كل وقت وحين؟ كيف سنقتنع أن في ذلك خير للمؤمنين وقد قُتل في تلك المعارك (كما تقول بعض روايات أهل العلم) أكثر من سبعين ألفا من المسلمين؟


جواب: نعم. نحن نظن أن ذلك هو الخير كل الخير، وأن هذه هي حكمة الله في فتنة الناس في كل وقت وحين. فكيف ذلك؟


رأينا المفترى: غالبا ما تساءل كثير من الناس عن الفرق بين العيش في زمن الأنبياء أنفسهم والعيش في زمن غير زمن الأنبياء، فغالبا ما ظن العامة من الناس أن من عاشوا في زمن الأنبياء كان لهم ميّزة على من لم يدركهم، وقلّ من يدرك الحكمة الإلهية من وراء ذلك، وكثيرا ما سمعنا من يجهر بالقول: لِم لم أتواجد في زمن الرسول مثلا؟ ألن أرى بأم عيني معجزات تصدق ظني بمحمد؟ فما بال قوم موسى مثلا يرون الآيات التي جاء بها موسى بأم أعينهم بينما حُرِمنا نحن منها؟ وما بال بعض بني إسرائيل يسمعون المسيح يحدثهم في المهد؟ وما بال البعض الآخر منهم يرون بأم أعينهم كيف كان يحيي الموتى بإذن الله ويشفي الأبرص والأكمة وينبئهم بما يدخرون في بيوتهم؟ أليست تلك ميّزات لهم علينا نحن اللذين لم نراها بأم أعيننا؟


رأينا المفترى: نحن نظن أن من العدل الإلهي أن يتساو الناس جميعا، فلا يكون لمن عاصر رسولا (أي عاش في زمنه) فضلا أو ميزة على من جاء بعده. فكيف سيتحقق العدل الإلهي في ذلك؟


جواب مفترى من عند أنفسنا خطير جدا: إنها الفتنة.


أما بعد،


نحن على العقيدة التي مفادها أن الله هو الفتّان (جملة ذهبية لأهل السرقات الأدبية اللذين يلصقون العبارات المسروقة خارج سياقها الذي وردت فيه)، فانظر – إن شئت- في الآيات الكريمة التالية:


وَكَذَٰلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لِّيَقُولُوا أَهَٰؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّن بَيْنِنَا ۗ أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ (53)
إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ مَن يَكْفُلُهُ ۖ فَرَجَعْنَاكَ إِلَىٰ أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ ۚ وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا ۚ فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَىٰ قَدَرٍ يَا مُوسَىٰ (40)
قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِن بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ (85)
وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3)قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَىٰ نِعَاجِهِ ۖ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ ۗ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ ۩ (24)
وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَىٰ كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ (34)
وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ (17)
وَاخْتَارَ مُوسَىٰ قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِّمِيقَاتِنَا ۖ فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّايَ ۖ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا ۖ إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَاءُ وَتَهْدِي مَن تَشَاءُ ۖ أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۖ وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ (155)


فنحن نفتري الظن إذن بأن الله هو من يحدث الفتنة، كما نفتري القول بأن الإله يحدث الفتنة في كل وقت وفي كل حين، وأن ذلك يصيب الناس جميعا، مؤمنهم وكافرهم، فحتى موسى نفسه أصابته فتنة الله (وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا)، وربما حصل ذلك لداوود وسليمان كما حصل لآل فرعون.


ونحن على العقيدة التي مفادها أن الهدف من إحداث الفتنة هو ابتلاء ما في الصدور وتمحيص ما في القلوب:


ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا يَغْشَىٰ طَائِفَةً مِّنكُمْ ۖ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ ۖ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الْأَمْرِ مِن شَيْءٍ ۗ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ ۗ يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لَا يُبْدُونَ لَكَ ۖ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا ۗ قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَىٰ مَضَاجِعِهِمْ ۖ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (154)
وأن هذا التمحيص يكون للمؤمنين حقا:


وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ


وأن السنّة الإلهية مطلقة العدل تقتضي أن لا يترك أحدا دون هذا التمحيص، ليحصل العلم الإلهي بالجميع:


أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِن دُونِ اللَّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً ۚ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (16)


وأن هذا التمحيص لا شك يحصل سواء كان الرسول موجودا بين ظهرانيهم أم لم يكن متواجدا فيهم. فالله هو من فتن بني إسرائيل في غياب موسى ووجود هارون بين ظهرانيهم:


قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِن بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ (85)


وهذه الفتنة قد حصلت للجميع مادام أن الغرض هو واحد: أن يعلم الله. قال تعالى:


وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3)


السؤال: كيف لازالت فتنة الله جارية حتى يومنا هذا ليعلم الذين صدقوا ويعلم المنافقين؟


رأينا: إنه حديث الإفك. نعم نحن نفتري الظن بأن حديث الإفك هو فتنة الله لهذه الأمة بأكملهما منذ أن جاءت الرسالة الخالدة وحتى يرث الله الأرض ومن عليها. فكيف يكون ذلك؟


رأينا: بداية، لابد من أن نلفت انتباه القارئ الكريم إلى جملة من الثوابت نلخصها بما يلي:


أولا، ما سنفتريه بعد قليل من قول لا يتعدى أن يكون أكثر من رأي فكري شخصي قابل للتصحيح إن ثبت خطأه. لذا يجب أن يُفهم كلامُنا كلُّه في سياق البحث الأكاديمي، وليس في سياق تشريع العقائد للناس.


ثانيا، نحن نرى أن لا يُلزم القارئُ الكريم نفسَه بما نفتري من قول من عند أنفسنا، لأننا ببساطة غير مسئولين عمن يتخذ من كلامنا هذا منهجا، فهو نفسه من يتحمل تبعات القرار الذي يتخذه.


رابعا، نحن نرى ضرورة عدم الترويج لهذا المنطق المفترى من عندنا بين الناس، فمن أحب الإطلاع على رأينا فعليه أن يقرأه كما نسطره بأيدينا، لأننا غير مسئولين عمّا يخرج من أفواه من ينقل هذا الكلام بلغته الخاصة.


الخ.


أما بعد،


السؤال الأول: أين العدالة الإلهية في الفتنة في ضوء وجود أو عدم وجود الرسول بين ظهرانينا اليوم؟


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

ـ حفظ النظام دا...

ـ حفظ النظام داخل الصف: يحتاج المعلم والتلاميذ إلى جو يتسم بالهدوء، حتى يتم التفاعل المثمر بني المع...

)     ...

)      )$   ) $7$   )   $7 $  ...

وثَمَّة تأكيد ع...

وثَمَّة تأكيد على أنَّ إحدى نقاط القوة الرئيسية للنظام المزدوج تتمثل في الدرجة العالية من المشاركة و...

• السيطرة على ا...

• السيطرة على العواطف دائم ً ا • تقديم النفس بشكل احترافي • جمع المعلومات من العميل • التحدث مباشرة...

يعتبر الإداري ا...

يعتبر الإداري المبدع شخصا مخالفا في تصرفاته للنحو التقليدي من الناس الذي يكرهون التغيير ويفضلون الا...

Now begin the p...

Now begin the process of turning the requirements into functional models • Models are logical; i.e.,...

عناصر حق الملكٌ...

عناصر حق الملكٌة: ٌقصد بها السلطات التً ٌخولها هذا الحق لصاحبه على ملكه، وهً ثلاث كماٌلً: أــ سلطة ...

Communication l...

Communication languages ​​are considered one of the oldest means of communication in human history a...

"يقول الدكتور ص...

"يقول الدكتور صبحي سكيك مدير مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني بغزة، إنه من بين مرضى السرطان الذين يقد...

ويعرفه الأستاذ ...

ويعرفه الأستاذ عبدالسلام هارون بأنه تغيُّر في الكلام ينشأ من تشابه صور الخط تصحيفًا؛ فالتصحيف خاص با...

البراغماتية وال...

البراغماتية والروح العلمية الجديدة 5"إن عمل باشلار هو من البداية إلى النهاية التماس حتى يتمكن الإحسا...

‎لم تغير السمكة...

‎لم تغير السمكة خط سيرها ولا اتجاهها ابدا طوال تلك الليلة وأمسى الطقس باردا غياب الشمس فاخذ الكيس ال...