لخّصلي

مُقدمــــــــــــــــــــــــــــة: بسم الله الرَّحمـــــــــن الرّحيم، خلـق الانسان علمه البيان والصــــــلاة والسّلام على نبيه العدنان صاحب الحكمة والبرهان. تُعــــــد نظرية الحقول الدلالية من أهم النظريات التي أسهمت في فهم الكلمات ومعانيها وهــــي عبارة عن مجموعة من الكلمات تحمل معنى واحداً داخل حقل معين هذا ما نجده مجسداً في قصــائد الشعر العربي القديم كقصـــــــيدة. ويسعى أيضا إلـى توضيح معاني الكلمات داخل النص وربط أفكاره المختلفة فيما بينها. كما يهدف هذا البحث إلى تحليل النّص الشعري بانت سعاد وفق نظرية الحقول الدلالية، مع إبراز دور هذه الحقول وتعزيز فهم النصوص الشعرية القديمة. ويستعرض البنية الدلالية التي اعتمد عليها الشاعر في ايصال رسالته كما يكشف عن العلاقات الدلالية بين الكلمة والحقل الذي تنتمي إليه. المدخــــــــــل المدخل: يُّعدُ التحليل اللغوي جزاء من التحليل اللساني حيث إنه يهتم بدراسة بنية اللغة عبر مستويات وهي: أ/المستوى الصوتي: "يعد أول مراحل التحليل اللغوي التي يتبعها علم اللغة الحديث في دراسة اللغة فالوحدة الصّوتية تمثل البنى الأولى في النظام اللغوي. " أي أنه يهتم بتحليل الكمة إلى عدة فونيمات. ب/المسّتوى الصرفي: يقوم هذا المستوى" بتجزئة النّص إلى وحدات دالة ترتبط فيما بينها داخل نظام وبمجرد إجراء هذا التقييّم ينتهي التعامل مع النص ليحل محله التعامل مع قائمة منظمة من الوحدات. " ج/المستوى النحوي أو التركيبي: "يختص بتنظيم الكلمات في جمل أو مجموعات كلامية(مثل نظام الجملة: ضرب موسى عيسى. التي تفيد عن طريق وضع الكلمات في نظام معين أن موسى هو الضارب وعيسى هو المضروب. د/المستوى الدلالي: "يختص بدراسة معاني الكلمات" وهو أكثر المستويات أهمية لكونه يجمع المستويات السابقة في اطار واحد. و باعتبار أنّ التحليل اللغوي يدرس تحليل البنية اللغوية فإنّ التحليل الدّلالي يدرس تحليل المعاني وهو فرع من علم اللغة يتعامل مع المعاني وكيفية ارتباط الكلمات بالجمل. " يقوم على تحليل المعنى في عدة مستويات أهمها تحليل كلمات الحقل وبيان العلاقات الدّلالية بينهما، وتحليل المشترك اللفظي وتحليل المعنى الواحد إلى عناصره المميزة. "
كما تعددت نظريات التحليل الدّلالي منها: وهذه المفردات تُعد وحدات معجمية. ويطلق بعض اللغويين مثل "هاليدي الامريكي" على هذه الوحدات المجموعة المفتوحة أي أن المجموعة قابلة لزيادة. " وتصنف نظرية السّياق الدلالي في تحليل المعنى إلى نوعين: *السّياق اللغوي :"ويقصد به التركيب أو النظام اللّفظي وما يضفيه على الوحدة اللّغوية من تحديد دلالي. " *السياق المقام: "ويسمى بسياق الموقف أو الحال ويقصد به الوضعية والظروف التّي رافقت المتكلم وقت الكلام الفعلي. 2_النظرية التحليلية: وهي من أهم النظريات علم الدلالة التي "حاولت دراسة طريقة تحصيل المعنى، ويعني دراسة المكونات الدالة لوحدة لسانية، ويتعلق بمعرفة الكيفية التي تتم بها ربط الكلمات فيما بينها ابتداء من تكوينها الدلالي. " نظرية الحقول الدلالية وأهميتها أولا: نظرية الحقول الدلالية أ/مفهوم نظرية الحقول الدلالية ب/أهمية نظرية الحقول الدلالية أولا: نظرية الحقول الدلالية ويعبر عن مجال صغير من الخبرة. " كما عرفه جورج مونان (G. Monan) أيضاً بقوله: "هو مجموعة من المفاهيم تبنى على علائق لسانية مشتركة ويمكن لها أن تكون بنية من بنى النظم اللساني كحقل الألوان، حقل مفهوم الزمان، حقل مفهوم الكلام وغيرها. " الحقل الدّلالي أو المعجمي" هو مجموعة متكاملة من الكلمات ترتبط دلالتها بمجال يعبر مجموعها عنه. ضمن حقل شامل لها تجمع بينهما علاقة كأن نقول مثلا: حقل التعليم، حقل الالوان، حقل الإنسان، حقل الطبيعية. ب/نشأة نظرية الحقول الدلالية " ظهرت الحقول الدلالية في العشرينيات للقرن 20 تقريبا، وتأصلت أسسها و تبلورت أفكارها مع مطلع الثلاثينيات" وتقوم هذه النظرية على جمع المفردات في حقل دلالي واحد كحقل الجامعة: ( مدير، طلاب، كلية، محاضرات.
" ويعود الفضل الأول في التفكير في هذا المجال إلى العالم ذي سوسير Ferd Saussure فيما يخص الاتجاهين الأساسين في أبحاث علم الدلالة" " أما في أمريكا فقد اهتم علماء الانثروبولوجيا بعمل دراسات تطبيقية حول فكرة الحقول الدلالية و كان تركيزها في مجالات القرابة النبات، و الألوان و الأمراض». " *الحقول الدلالية عند العرب: عبد الملك قريب الأصمعي) 216هـا ( الذي قام بتأليف مجموعة من الرسائل اللغوية التي جاءت كل واحدة منها بمثابة حقل دلالي (كتاب الإبل)، ويعد تأليفا معجميا في اطار الحقول الدلالية التي تنتسب لحقل الموجودات. " وقد ألف «محمد بن المستنتر الملقب بقطرب (ت 206ه) كتابا يعنوان الأضداد تناول فيه كلمات الأضداد في اللغة العربية و استشهد عليها بكثير من الأبيات الشعرية و القرآن الكريم و الأمثال العربية».
"
و من بين جهود علماء العرب في إطار الحقول الدلالية نجد: الأصمعي (216ه): كتاب الخير، كتاب خلق الإنسان، ابن السكيب (244ه): كتاب الأضداد. أبو زكريا يحي بن زياد الفراء (207ه): كتاب الأيام و الليالي و الشهور. إسحاق بن براهيم (ابن الأجدبي)(920ه): كتاب الأزمنة و الأنواء. أبو زيد سعيد بن أوس الأنصاري (214ه): كتاب النوادر في اللغة. أبو عبد القاسم بن سلام (224ه): كتاب الغريب المنصف. أبو هلال العسكري (395ه): كتاب التلخيص في معرفة أسماء الأشياء. أبو عبدالله بن عبدالله الخطيب الأسكتي (421ه): كتاب مبادئ اللغة. ألف منصور عبد الملك بن محمد ابن إسماعيل الثعالبي(429ه): فقه اللغة و سر العربية. يمكن القول بأن جهود علماء العرب في نظرية الحقول الدلالية لم يتبعوا منهجا معينا في تأليف المعاجم. تانيا: نظرية الحقول الدلالية مبادئها و أهميتها ب/مبادئ نظرية الحقول الدلالية: تقوم نظرية الحقول الدلالية على المبادئ التالية:

1. إن الوحدات المعجمية lexicd itens أو lexenes (ألفاظ أو كلمات) تؤلف فيما بينها نسكة من العلاقات الدلالية وليست وحدات مستقلة عن بعضها. 3. قد يكون لعدة وحدات معجمية مدلول واحد أو شبه واحد وهو الترادف. كما يتفق أصحاب هذه النظرية إلى جانب ذلك على مبادئ أخرى وهي : • لا وحدة معجمية تنتمي إلى حقل معين. • لا يصح إغفال السياق الذي نرد فيه الكلمة. • استحالة دراسة المفردات مستقلة عن تركيبها النّحوي. • "يمكن تقسيم مفردات لغة ما إلى قطاعات أو حقول معجمية يمثل كل حقل تصورا أو مجالا دلاليا لخبرة من خبرات الحياة" • "الكلمات داخل الحقل المعجمي ليست متناثرة لكنها ترتبط معا بعلاقات دلالية رأسية وأفقية. • القيمة الدلالية للكلمة تحدد من خلال دراستها بين مجموعة من الكلمات ترتبط بها عن طريق علاقات دلالية. ب/أهمية نظرية الحقول الدلالية: تكمن أهمية نظرية الحقول الدلالية في: "تكشف هذه النظرية عن البنية الثقافية لدى أصحاب اللغة التي تتمثل في التصورات و المفاهيم التي تحملها ألفاظ اللغة بوجهها المادي و الروحي"

• «إن هذه النظرية تضع اللغة في شكل تجمعي تركيبي ينفي عنها التسبب المزعوم».
• «أسهمت نظرية الحقول الدلالية في الكشف عن أوجه التشابه و الاختلاف بين الكلمات المدرجة ضمن حقل واحد». • «ساعدت الباحثين على تصنيف اللغات إلى مجموعات معجمية وفق رؤية دلالية بدل الاعتماد على الزوايا الشكلية في عملية التصنيف».
• «إن تطبيق هذه النظرية يكشف عن كثير من العموميات و والأسس المشتركة التي تحكم اللغات في تصنيف مفرداتها كما تبين أوجه الاختلاف بين اللغات بهذا الخصوص»،

• «إن الحقل الدلالي ركيزة أساسية في إعداد المعاجم الدلالية الخاصة».
تعد الحقول الدلالية مجموعة من الكلمات أو المفردات ذات صلة بحقل معين تنطوي داخله، التي بدأت على يد الغربيين على رأسهم دي سوسير و تطورت عند العرب على شكل معاجم ك« معجم العين» للفراهيدي، حيث تطرقنا إلى مبادئها و أهميّتها.   ب/ مناسبة النص وخصائصه الشكلية أ/ التعريف بصاحب النّص وهو شاعر مخضرم عاش بين العصر الجاهلي والإسلام، "تتلمذ كعب بن زهير على يد والده زهير وحين راه يلقه مبكراً حذره فالبداية من ذلك خشية أن يأتي منه ما لا خير فيه فيكون سبة له ولأسرته ذات التاريخ الشعري العريق. لكن كعب لم يتوقف عن محاولاته مما دفع والده إلى امتحانه لتأكد من موهبته وقدرته، "
كما كان لكعب تأثير كبير في الشّعر العربي حيث جعل من قصائده مرجعاً في الأدب العربي. وله ديوان يحمل اسمه تنوعت فيه الموضوعات بين المدح والهجاء والغزل والرثاء، ومن أشهر قصائده لاميته( بانت سعاد)، " فلما قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم للمدينة منصرفا من الطائف كتب بجير إلى أخيه (أن النبي صلى الله عليه و سلم يهم بقتل كل من يؤذيه من شعراء المشركين و أن ابن الزبعرى و هبيرة بن أبي وهب قد هربا, فإن كان لك في نفسك حاجة فأقدم إلى رسول الله صلى الله عليه و سام, و إن أنت لم تفعل فانج إلى نجاتك من الأرض). و قد أختلف في تحديد عدد أبياتها. لقد جاءت هذه القصيدة على نهج الشعراء القدامى في النظم و الشكل, إذ قال: ثم انتقل إلى وصف الحيوان: فقال عن الجمل : تسعى الوشاة جنابيها و قولهم إنك يا ابن أبي سلمى لمقتول. منتقلا إلى وصف الأسد: بَانَتْ سُعَا دُفقَلْ بِلْ يَوْمَ مت بُولُوْ مُتَيْيَمُنْ إِثْرُهَا لَمْ يَفْدَ مكْ بُوْلُوْ /0/0//0 ///0/0/0//0 /0/0 //0// 0 /0//0 /0/0//0 /0/0 مسْتفعلن فَعلنْ مُسْتفْعلُن فَعْلُنْ مُتَفْعِلُن. البحر البسيط. الرّوي: حرف اللّم. الوصل: حرف الواو. الرّسول, مكبول, تكرار الصوت: استخدام كعب بن زهير تكرار الأصوات في شعره لإضفاء جمالية الوزن على القصيدة، فنجده قد كرر الاصوات التالية( ب، . تكرار الحرف: نجد أن حروف الجر قد تم تكرارها كثيراً( من، واسم(رسول) وقد ذكر في سياقات مختلفة في المدح والاعتذار. كأنـه، أبوها، الضمير المنفصل(هو)، الضمير المستتر(تدوم، تكون، قال.
2) التّــــــــــــضاد: "هو نوع من العلاقة بين الألفاظ والمعاني المحمولة فيها. " فنلاحظ أن كعب بن زهير قد وظفه في قصيدته: (هيفاء مقبلة عجزاء مدبرة/ طول وقصر/ الليل والنهار/ السود والبيض/ يستضاء والظلام/ عيش والموت) استخدمه بشكل محدود حيث أن الكلمات المستخدمة تحمل دلالات متنوعة مثلا: (الليل والنهار) دلالة على الوقت و(السود والبيض) دلالة على الألوان. فالهدف من استخدام التضاد هو تعزيز المعنى وتقويته وتوضيح معاني الكلمات. 3) الترادف: وظف كعب بن زهير الترادف وهذا ما نجده. موضح في القصيدة( مهند=سيف)، ممّا أدى توضيح فكرة الشاعر التي يريد التعبير عنها وتجنباً لتـــــــكرار. 4) الترابط النصي:
الترابط الموضوعي: تناولت القصيدة عدة موضوعات الغزل انتقلا إلى الاعتذار والمدح وصولا إلى الفخر والشجاعة مما أدى إلـى ترابط أفكار وانسجام النّص. الترابط الدلالي: يعتبر أهم عنصر في ايجاد المعنى داخل النّص مع ترابط المعاني فيما بينها وذلك لفهم البنيات الصغرى للنّص وصولا إلى البنية العميقة التي تجعل النص متماسك. 5) الصـــورة الشعرية:
يمكن تحديد الصور الشّعريّة من خــــــــــــلال القصيدة التشبيه: (كأنـــه منهل) شبه قلبه بالمنهل وهو تشبيـــــــــــــــــــــــه بليـــــــــــــــــــــــــــغ.
الكناية: لا تأخذني بأقوال الوشاة ولم أذنب ولو كثرت عني الأقــــــــاويل

مُقدمــــــــــــــــــــــــــــة  
مُقدمــــــــــــــــــــــــــــة:
بسم الله الرَّحمـــــــــن الرّحيم، خلـق الانسان علمه البيان والصــــــلاة والسّلام على نبيه العدنان صاحب الحكمة والبرهان.
تُعــــــد نظرية الحقول الدلالية من أهم النظريات التي أسهمت في فهم الكلمات ومعانيها وهــــي عبارة عن مجموعة من الكلمات تحمل معنى واحداً داخل حقل معين هذا ما نجده مجسداً في قصــائد الشعر العربي القديم كقصـــــــيدة.
يسعى موضوع البحث إلى تعزيز فهم الحقول الدلالية في القصيدة، ويسعى أيضا إلـى توضيح معاني الكلمات داخل النص وربط أفكاره المختلفة فيما بينها. كما تعتبر القلب النابض لعلم اللغـــة.
كما يهدف هذا البحث إلى تحليل النّص الشعري بانت سعاد وفق نظرية الحقول الدلالية، مع إبراز دور هذه الحقول وتعزيز فهم النصوص الشعرية القديمة. ويستعرض البنية الدلالية التي اعتمد عليها الشاعر في ايصال رسالته كما يكشف عن العلاقات الدلالية بين الكلمة والحقل الذي تنتمي إليه.
وما

المدخــــــــــل

المدخل:
يُّعدُ التحليل اللغوي جزاء من التحليل اللساني حيث إنه يهتم بدراسة بنية اللغة عبر مستويات وهي:
أ/المستوى الصوتي: "يعد أول مراحل التحليل اللغوي التي يتبعها علم اللغة الحديث في دراسة اللغة فالوحدة الصّوتية تمثل البنى الأولى في النظام اللغوي." أي أنه يهتم بتحليل الكمة إلى عدة فونيمات.
ب/المسّتوى الصرفي: يقوم هذا المستوى" بتجزئة النّص إلى وحدات دالة ترتبط فيما بينها داخل نظام وبمجرد إجراء هذا التقييّم ينتهي التعامل مع النص ليحل محله التعامل مع قائمة منظمة من الوحدات."
ج/المستوى النحوي أو التركيبي: "يختص بتنظيم الكلمات في جمل أو مجموعات كلامية(مثل نظام الجملة: ضرب موسى عيسى. التي تفيد عن طريق وضع الكلمات في نظام معين أن موسى هو الضارب وعيسى هو المضروب."
د/المستوى الدلالي: "يختص بدراسة معاني الكلمات" وهو أكثر المستويات أهمية لكونه يجمع المستويات السابقة في اطار واحد.
و باعتبار أنّ التحليل اللغوي يدرس تحليل البنية اللغوية فإنّ التحليل الدّلالي يدرس تحليل المعاني وهو فرع من علم اللغة يتعامل مع المعاني وكيفية ارتباط الكلمات بالجمل.
" يقوم على تحليل المعنى في عدة مستويات أهمها تحليل كلمات الحقل وبيان العلاقات الدّلالية بينهما، وتحليل المشترك اللفظي وتحليل المعنى الواحد إلى عناصره المميزة."

كما تعددت نظريات التحليل الدّلالي منها:
1_ النّظرية السّياقية: يعني المعجم بدراسة المفردات وبيان أصولها ومعانيها وتحديد بدايتها ونهايتها وذكر دلالتها المختلفة، وهذه المفردات تُعد وحدات معجمية. ويطلق بعض اللغويين مثل "هاليدي الامريكي" على هذه الوحدات المجموعة المفتوحة أي أن المجموعة قابلة لزيادة."
وتصنف نظرية السّياق الدلالي في تحليل المعنى إلى نوعين:
*السّياق اللغوي :"ويقصد به التركيب أو النظام اللّفظي وما يضفيه على الوحدة اللّغوية من تحديد دلالي."
*السياق المقام: "ويسمى بسياق الموقف أو الحال ويقصد به الوضعية والظروف التّي رافقت المتكلم وقت الكلام الفعلي."
2_النظرية التحليلية: وهي من أهم النظريات علم الدلالة التي "حاولت دراسة طريقة تحصيل المعنى، وتعتمد هذه النظرية في دراستها للمعنى إلى دراسة البنية الداخلية لمداول الكلمات (...) ويعني دراسة المكونات الدالة لوحدة لسانية، ويتعلق بمعرفة الكيفية التي تتم بها ربط الكلمات فيما بينها ابتداء من تكوينها الدلالي."
 

نظرية الحقول الدلالية وأهميتها

أولا: نظرية الحقول الدلالية
أ/مفهوم نظرية الحقول الدلالية
ب/نشأت الحقول الدلالية

ثانيا: مبادئ الحقول الدلالية و أهميتها
أ/مبادئ نظرية الحقول الدلالية
ب/أهمية نظرية الحقول الدلالية

أولا: نظرية الحقول الدلالية
أ/ مفهوم نظرية الحقول الدلالية
لقد اختلاف علماء اللغة في تحديد مفهوم نظرية الحقول الدلالية فنجد من بينهم أحمد مختار عمر يعرفها بقوله: "الحقل الدّلالي semantic field)) أو الحقل المعجمي وهو مجموعة من الكلمات ترتبط دلالتها وتوضع عادة تحت لفظ عام يجمعها."
ويعرفها أولمان(uman) بقوله: "هو قطاع من المادة اللغوية، ويعبر عن مجال صغير من الخبرة."
ويقول نيدا(Nida): "أنه مجموعة المعاني المشتركة في مكونات دلالية بعينها."
كما عرفه جورج مونان (G. Monan) أيضاً بقوله: "هو مجموعة من المفاهيم تبنى على علائق لسانية مشتركة ويمكن لها أن تكون بنية من بنى النظم اللساني كحقل الألوان، حقل مفهوم الزمان، حقل مفهوم الكلام وغيرها."
الحقل الدّلالي أو المعجمي" هو مجموعة متكاملة من الكلمات ترتبط دلالتها بمجال يعبر مجموعها عنه..... وعلاقة هذه النظرية بالمعنى أن معرفة الحقل الذي تنتمي إليه الكلمة ويساعد في تعريف معناها"

وورد في كلام أهل اللغة أنها "مجموعة من المعاني الكلمات المتقاربة التي تتميز بوجود عناصر أو ملامح دلالية مشتركة وبذلك تكتسب الكلمة معنها في علاقتها بالكلمات الاخرى"
من خلال التعاريف السابقة فالحقول الدلالية هي عبارة عن مجموع كلمات أو مفردات، ضمن حقل شامل لها تجمع بينهما علاقة كأن نقول مثلا: حقل التعليم، حقل الالوان، حقل الإنسان، حقل الطبيعية....
ب/نشأة نظرية الحقول الدلالية
*نظرية الحقول الدلالية عند الغرب:
" ظهرت الحقول الدلالية في العشرينيات للقرن 20 تقريبا، وتأصلت أسسها و تبلورت أفكارها مع مطلع الثلاثينيات" وتقوم هذه النظرية على جمع المفردات في حقل دلالي واحد كحقل الجامعة: ( مدير، مقاييس، طلاب، كلية، محاضرات...)
" ويعود الفضل الأول في التفكير في هذا المجال إلى العالم ذي سوسير Ferd Saussure فيما يخص الاتجاهين الأساسين في أبحاث علم الدلالة"
" أما في أمريكا فقد اهتم علماء الانثروبولوجيا بعمل دراسات تطبيقية حول فكرة الحقول الدلالية و كان تركيزها في مجالات القرابة النبات، الحيوان، و الألوان و الأمراض».
" أما في فرنسا حيث اهتم العلماء بدراسة دلالات تركيبية حيث ركز العالم ماتور Martore و أتباعه على دراسة الحقول الدلالية التي تتغير ألفاظها إلى دلالات أخرى."
قد كانت إرهاصات نظرية الحقول الدلالية عند الغربيين عبر مراحل لتتطور عند علماء العرب و كان تطورها عبارة عن إنجازات تكمن في تأليف معاجم و رسائل لغوية.

*الحقول الدلالية عند العرب:
لقد لقيت نظرية الحقول الدلالية اهتماما من قبل علماء العرب ومن بينهم:
عبد الملك قريب الأصمعي) 216هـا ( الذي قام بتأليف مجموعة من الرسائل اللغوية التي جاءت كل واحدة منها بمثابة حقل دلالي (كتاب الإبل)، ويعد تأليفا معجميا في اطار الحقول الدلالية التي تنتسب لحقل الموجودات. "
وقد ألف «محمد بن المستنتر الملقب بقطرب (ت 206ه) كتابا يعنوان الأضداد تناول فيه كلمات الأضداد في اللغة العربية و استشهد عليها بكثير من الأبيات الشعرية و القرآن الكريم و الأمثال العربية».

«عبد الرحمان بن عيسى الهمذاني (ت 320ه) الذي قدم لنا كتابا في إطار الحقول الدلالية كتاب الألفاظ الكتابية و قد بلغت أبوابه 366 بابا."

و من بين جهود علماء العرب في إطار الحقول الدلالية نجد:
الأصمعي (216ه): كتاب الخير، كتاب الفرق، كتاب خلق الإنسان، كتاب النبات و الشجر.
ابن السكيب (244ه): كتاب الأضداد.
أبو الطيب (351ه): كتاب الأتباع.
أبو زكريا يحي بن زياد الفراء (207ه): كتاب الأيام و الليالي و الشهور.
أبو علي أحمد بن محمد بن الحسن مرزوقي( ): كتاب لأزمنة و الأمكنة.
إسحاق بن براهيم (ابن الأجدبي)(920ه): كتاب الأزمنة و الأنواء.
إبراهيم السامرائي( ): كتاب المذكر و المؤنث.
أبو زيد سعيد بن أوس الأنصاري (214ه): كتاب النوادر في اللغة.
أبو عبد القاسم بن سلام (224ه): كتاب الغريب المنصف.
أبو هلال العسكري (395ه): كتاب التلخيص في معرفة أسماء الأشياء.
أبو عبدالله بن عبدالله الخطيب الأسكتي (421ه): كتاب مبادئ اللغة.
ألف منصور عبد الملك بن محمد ابن إسماعيل الثعالبي(429ه): فقه اللغة و سر العربية.
يمكن القول بأن جهود علماء العرب في نظرية الحقول الدلالية لم يتبعوا منهجا معينا في تأليف المعاجم.

تانيا: نظرية الحقول الدلالية مبادئها و أهميتها
ب/مبادئ نظرية الحقول الدلالية:
تقوم نظرية الحقول الدلالية على المبادئ التالية:

1. إن الوحدات المعجمية lexicd itens أو lexenes (ألفاظ أو كلمات) تؤلف فيما بينها نسكة من العلاقات الدلالية وليست وحدات مستقلة عن بعضها.


2. إن هذه الوحدات المعجمية يجمعها سياق دلالي خاص بها.


3. قد يكون لعدة وحدات معجمية مدلول واحد أو شبه واحد وهو الترادف.
   كما يتفق أصحاب هذه النظرية إلى جانب ذلك على مبادئ أخرى وهي :
   • لا وحدة معجمية عضو في أكثر من حقل.
   • لا وحدة معجمية تنتمي إلى حقل معين.
   • لا يصح إغفال السياق الذي نرد فيه الكلمة.
   • استحالة دراسة المفردات مستقلة عن تركيبها النّحوي.
   • "يمكن تقسيم مفردات لغة ما إلى قطاعات أو حقول معجمية يمثل كل حقل تصورا أو مجالا دلاليا لخبرة من خبرات الحياة"
   • "الكلمات داخل الحقل المعجمي ليست متناثرة لكنها ترتبط معا بعلاقات دلالية رأسية وأفقية."
   
   • القيمة الدلالية للكلمة تحدد من خلال دراستها بين مجموعة من الكلمات ترتبط بها عن طريق علاقات دلالية.
    
   ب/أهمية نظرية الحقول الدلالية:
   تكمن أهمية نظرية الحقول الدلالية في:
   "تكشف هذه النظرية عن البنية الثقافية لدى أصحاب اللغة التي تتمثل في التصورات و المفاهيم التي تحملها ألفاظ اللغة بوجهها المادي و الروحي"
   • «إن تجميع الكلمات داخل حقل دلالي و توزيعها للكشف عن الفجوات المعجمية التي توجد داخل الحقل الدلالي».
   
   • «إن هذه النظرية تضع اللغة في شكل تجمعي تركيبي ينفي عنها التسبب المزعوم».
   • «تساعدنا على تحديد قيود الاختيار التي يتطلبها المعمول في كل موضوع من موضوعاته».
   
   • «أسهمت نظرية الحقول الدلالية في الكشف عن أوجه التشابه و الاختلاف بين الكلمات المدرجة ضمن حقل واحد».
   • «ساعدت الباحثين على تصنيف اللغات إلى مجموعات معجمية وفق رؤية دلالية بدل الاعتماد على الزوايا الشكلية في عملية التصنيف».
   
   • «إن تطبيق هذه النظرية يكشف عن كثير من العموميات و والأسس المشتركة التي تحكم اللغات في تصنيف مفرداتها كما تبين أوجه الاختلاف بين اللغات بهذا الخصوص»،
   
   • «يساعد الحقل الدلالي في تنمية الثروة اللفظية المكتسبة عن طريق ممارسة قراءة اللغة المكتوبة بطرقة خاصة».

• «إن الحقل الدلالي ركيزة أساسية في إعداد المعاجم الدلالية الخاصة».

ملخص الفصل الأول:
تعد الحقول الدلالية مجموعة من الكلمات أو المفردات ذات صلة بحقل معين تنطوي داخله، التي بدأت على يد الغربيين على رأسهم دي سوسير و تطورت عند العرب على شكل معاجم ك« معجم العين» للفراهيدي، حيث تطرقنا إلى مبادئها و أهميّتها.  

الفصل الثاني

دراسة نصية تحليلية

اولا: نص "بانت سعاد" خصائصه وتحليله دلاليا.
أ/ التعريف بصاحب النّص
ب/ مناسبة النص وخصائصه الشكلية

ثانيا: تحليل نص بانت سعاد
أ/ البنية الدلالية لنص
ب/ تحليل المكونات الدلالية
 
أولا: نص بانت سعاد خصائصه وتحليله دلاليا
أ/ التعريف بصاحب النّص
اسمه ونسبه:
"كعب بن زهير بن ربيعة المعروف بأبي سُلمى، ابن رياح بن قرط بن الحارث بن مازن بن ثعلبة بن ثور بن هزمة بن لأم بن عثمان بن مزينة وأم كعب امرأة من بني عبد الله بن غطفان يقال لها كبشة بنت عمار بن عدي ابن سحيم، وهي أم سائر أولاد زهير"

وهو شاعر مخضرم عاش بين العصر الجاهلي والإسلام، معروف بمكانته العالية في الشعر العربي وهو من عائلة شعرية.
"تتلمذ كعب بن زهير على يد والده زهير وحين راه يلقه مبكراً حذره فالبداية من ذلك خشية أن يأتي منه ما لا خير فيه فيكون سبة له ولأسرته ذات التاريخ الشعري العريق. لكن كعب لم يتوقف عن محاولاته مما دفع والده إلى امتحانه لتأكد من موهبته وقدرته، فسمح له بالانطلاق فيه فكان من المبرزين المقدمين"

حياته وشعره:
"ولد كعب في الجاهلية وسمع عن النبي صلى الله عليه وسلم عندما بدأت دعوته بالانتشار، كان لديه رغبة في معرفة المزيد عن النبي صلى الله عليه وسلم حيث اختلف الرواة في تعليل هذه الرغبة فمنهم أبا زهير والد كعب كان لديه رؤية في منامه تشير إلى حدث قادم من السّماء عندما احتضر قص رؤياه ونصح ولده بتمسك هذا الأمر."

كما كان لكعب تأثير كبير في الشّعر العربي حيث جعل من قصائده مرجعاً في الأدب العربي.
وله ديوان يحمل اسمه تنوعت فيه الموضوعات بين المدح والهجاء والغزل والرثاء، ومن أشهر قصائده لاميته( بانت سعاد)، وقصيدة( بان الشباب وأمسى الشيب). يعتبر كعب بن زهير الشاعر الذي استطاع أن يوازن بين ماضيه الجاهلي ومبادئ الاسلام.
"توفي نحو26ه/٦٤٥م" تاركا وراه إرثاً شعرياً كبير.

ب/مناسبة القصيدة و خصائصها الشكلية:
*منـــــــــاسبة القصيدة
تعد قصيدة بانت سعاد من أشهر القصائد التي أنشدت في مدح النبي صلى الله عليه و سام و التي نظمها كعب بن زهير.
لما علم كعب بإسلام أخيه بجير بهجائه و هجاء الرسول صلى الله غليه و سلم.
" فلما قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم للمدينة منصرفا من الطائف كتب بجير إلى أخيه (أن النبي صلى الله عليه و سلم يهم بقتل كل من يؤذيه من شعراء المشركين و أن ابن الزبعرى و هبيرة بن أبي وهب قد هربا, فإن كان لك في نفسك حاجة فأقدم إلى رسول الله صلى الله عليه و سام, فإنه لا يقتل أحدا جائه تائبا, و إن أنت لم تفعل فانج إلى نجاتك من الأرض). "
لما علم كعب بالخبر ذهب إلى الرسول صلى الله عليه و سلم مستعينا بأخيه بجير للاعتذار من النبي صلى الله عليه و سلم لأنه هجاه في قصائده قديما فألقى عليه قصيدته التي مطلعها:
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول متيم إثرها لم يفد مكبول.
ثم انتقل في أبياتها إلى مدح الرسول صلى الله عليه و سلم ,حيث قال:
إن الرسول لسيف يستضاء به مهند من سيوف الله مسلول.

• الخصائص الشكلية للقصيدة:
  تنتمي قصيدة بانت سعاد ( البردة) إلى المدائح النبوية, كما تعتبر من قصائد الشعر عصر صدر الإسلام, و قد أختلف في تحديد عدد أبياتها.
  لقد جاءت هذه القصيدة على نهج الشعراء القدامى في النظم و الشكل, حيث بدأها كعب بالمقدمة الغزلية و هو مدخل تقليدي في الشعر العربي القديم, إذ قال:
  بانت سعاد فقلبي اليوم متبول متيم إثرها لم يفد مكبول
  و ما سعاد غداة البين إذ رحلوا إلا أغن غضيض الطرف مكحول.
  ثم انتقل إلى وصف الحيوان:
  فقال عن الجمل :
  تسعى الوشاة جنابيها و قولهم إنك يا ابن أبي سلمى لمقتول.
  و قال عن في وصف الفيل: لو يقوم الفيل أو الفيالة ذل عن مثل مقام و زحل.
  منتقلا إلى وصف الأسد:
  من خادر من ليوث الأسد مسكن من بطن عثر غيل دونه غيل.
  ثم عبر عن خوفه من العقاب بتقديم أبيان للاعتذار قائلا:
  أن الرسول لسيف يستضاء به مهند من سيوف الله المسلول.
  تضمنت القصيدة وحدة الموضوع: أي يمكن التقديم و التأخير و الحذف.
  نُظمت هذه القصيدة على بحر البسيط و هي لامية الروي.
  بَانت سُعَادُ فَقَلبِي اليَومَ مَـــتْبُولُ مُتَيَّمٌ إِثرِهَا لَم يُفدَ مكْبُولُ
  بَانَتْ سُعَا دُفقَلْ بِلْ يَوْمَ مت بُولُوْ مُتَيْيَمُنْ إِثْرُهَا لَمْ يَفْدَ مكْ بُوْلُوْ
  /0/0//0 ///0/0/0//0 /0/0 //0// 0 /0//0 /0/0//0 /0/0
  مسْتفعلن فَعلنْ مُسْتفْعلُن فَعْلُنْ مُتَفْعِلُن. فَاعلُنْ مُسْتَفْعِلُن فِعْلُنْ
  البحر البسيط.
  القافية: بُوْلُوْ.
  الرّوي: حرف اللّم.
  الوصل: حرف الواو.
  و هي قافية مطلقة.
  "تميّزت لغة الشّاعر بين الغرابة و الغلظة, و بين السّلاسة و اللّين (سعاد السّيف, الرّسول, متيّم, مكبول, يعاليل....)."
  
  تضمنت القصيدة العديد من الصّور البيانيّة التي تعززُ معانيها. و من بينها:
  التشبيه: هيفاء مقبلة عجزاء مدبرة.
  تشبيه بليغ: شبه سعاد بأنّها هيفاء، و شبهها أيضاً بأنّها عجزاء, فحذف أداة التشبيه و وجه الشبه.
  الاستعارة: فقلبي اليوم متبول.
  شبه الشّاعر القلب بالإنسان المريض فجذف المشبه به و أبقى على صفة من صفاته (متبول), على سبيل الاستعارة مكنيــة.
  نوعهــا: استعارة مكنية.
  لقد كرر الشّاعر بعض الألفاظ مثل سعاد الذي يعززّ من التّأثير العاطفي, و هو رمزاً للشّوق ى الفراق.
  ثانيا: تحليل نص بـــــــــــانت سعاد
  أ/ البنية الدلالـــــــــــية لنص(بانت سعاد)
  البنية الدلالية هي عبارة عن نظام المعنى الذي يتم التعبير عنه من خلال اللغة، تدرس الأدوات التي تكون سبباً في ترابط معاني النّص. فالقصيدة تحتوي على علاقات دلالية متعددة منها:

1. التكــــــــــــــرار: نجد في قصيدة بانت سعاد أن التكرار قد استعمل بتكرار اللفظ أو الصوت والحرف
   تكرار الصوت: استخدام كعب بن زهير تكرار الأصوات في شعره لإضفاء جمالية الوزن على القصيدة، فنجده قد كرر الاصوات التالية( ب، س، ف، م، ل، ت....).
   تكرار الحرف: نجد أن حروف الجر قد تم تكرارها كثيراً( من، عن، في) وحروف العطف
   ( الفاء والواو) ممّا أدى إلـى تماسك المعنى في القصيدة.
   تكرار الاسم: إن في القصيدة قد تم تكرار اسم(سعاد) عدة مرات حيث يظهر الشاعر عاطفته اتجاها.
   واسم(رسول) وقد ذكر في سياقات مختلفة في المدح والاعتذار.
   إنّ تكرار الاسم في قصيدة بانت سعاد عكس مشاعر الشاعر وقد عبر عن الحب والمدح.
   تكرار الفعل: تكرر في القصيدة أفعال كثيرة ماضية ومضارعة فنجد فعل (قال، تمشي) استخدمه لتأكيد على مشاعره وأفكاره.
   تكرار الضمير: الضمير المتصل( قلبي، كأنـه، أبوها، يغرنك، أخوها).
   الضمير المنفصل(هو)، الضمير المستتر(تدوم، تكون، قال..)


2. التّــــــــــــضاد: "هو نوع من العلاقة بين الألفاظ والمعاني المحمولة فيها." فنلاحظ أن كعب بن زهير قد وظفه في قصيدته: (هيفاء مقبلة عجزاء مدبرة/ طول وقصر/ الليل والنهار/ السود والبيض/ يستضاء والظلام/ عيش والموت) استخدمه بشكل محدود حيث أن الكلمات المستخدمة تحمل دلالات متنوعة مثلا: (الليل والنهار) دلالة على الوقت و(السود والبيض) دلالة على الألوان...
   فالهدف من استخدام التضاد هو تعزيز المعنى وتقويته وتوضيح معاني الكلمات.


3. الترادف: وظف كعب بن زهير الترادف وهذا ما نجده. موضح في القصيدة( مهند=سيف)، ممّا أدى توضيح فكرة الشاعر التي يريد التعبير عنها وتجنباً لتـــــــكرار.


4. الترابط النصي:
   
   الترابط الموضوعي: تناولت القصيدة عدة موضوعات الغزل انتقلا إلى الاعتذار والمدح وصولا إلى الفخر والشجاعة مما أدى إلـى ترابط أفكار وانسجام النّص.
   الترابط الأسلوبي: اشتملت القصيدة التكرار والصور البيانية مما أدى إلـى زيادة وضوح النّص وتماسكه وتعزيـز معانيه.
   الترابط الدلالي: يعتبر أهم عنصر في ايجاد المعنى داخل النّص مع ترابط المعاني فيما بينها وذلك لفهم البنيات الصغرى للنّص وصولا إلى البنية العميقة التي تجعل النص متماسك.


5. الصـــورة الشعرية:
   
   يمكن تحديد الصور الشّعريّة من خــــــــــــلال القصيدة
   التشبيه: (كأنـــه منهل) شبه قلبه بالمنهل وهو تشبيـــــــــــــــــــــــه بليـــــــــــــــــــــــــــغ.
   استعارة: (شّد النهار ذراعا) شبه النهار بالإنسان وحذف المشبه به وأبقى على أحد لوازمه (ذراع) على سبيل استعارة تصريحية.
   
   الكناية: لا تأخذني بأقوال الوشاة ولم أذنب ولو كثرت عني الأقــــــــاويل
   كناية عن صفة وهو الاعتراف بالذنب.
   المقابلة: هيفاء مقبلة عجزاء مدبرة.
   الرمز الشعري: تميزت القصيدة باستخدام الرموز الشعرية والتي تعكس المعاني العميقة.
   سعاد: دلت عن المحبوبة، الفقد والبعد.
   الناقة: دلالة على الرحلة والتعب وانتقال الشاعر من الضلال إلـى الهداية.
   الرسول: يرمز إلى الممدوح والرحمة والمغفرة.
   السيف: دل على العقاب، المصيــر والعفو.
   أسهمت البنية الدلالية في تماسك وانسجام النّص من خلال التكرار والتضاد، والترابط النصي، الصور البيانية مما جعل القصيدة أكثر ترابط في تنظيم معانيها.

ب) تحليل المكوّنات الدّلاليّة في القصيدة:
تعتمد قصيدة بانت سعاد على قول دلاليّة متعددة تعكس الموضوعات الحبّ، و المدح، و الاعتذار، و الغزل يمكنُ تحليلها كما يلي:
الحقل العاطفيّ (الغزل و الحبّ):يظهر في وصفه لسعاد في بداية القصيدة حيث يستحضر جمالها و رشاقتها و حركتها الفاتنة، كما عبر كعب بن زهير عن مشاعر الحبّ العميق و الشّوق لسعاد، حيث تتجلّى عواطفه من خلال ذكره لمواقف معينة و أحاسيس تتعلق بلقائها؛ و من الأمثلة الدّالة على هذا الحقل (متبول، متيم، إثرها، مكبول، غضيض، هيفاء، عجزاء، تبدي، شجت، آمال، مشغول).
الحقل الطّبيعيّ: يستخدم كعب بن زهير عناصر الطّبيعة كوسيلة للتعبير عن مشاعره تتجلى في وصفه للمناظر الطّبيعيّة ؛ مثل: (سعاد، ماء، الرّياح، أرض، النّخل، الشّمس، النّهار، الفيل، الأسد....)، حيث يضيف هذا الوصف عُمقاً شعرياً و يعكس تأثير الطّبيعة على النّص.
الحقل الوجدانيّ(الخوف و الاعتذار): يتجلى في شعور الشّاعر بالخوف من عقاب النّبي محمد صلّى الله غليه و سلّم بعد هجائه له، و محاولته للاعتذار و التّوسل منه؛ و من الأمثلة(العفو، خليلي، يرعدُ، تتويل، القيلُ...).
الحقل الدّينيّ(المدح): يتضمن هذا الحقل الإشارة إلى مدح النّبي مجمد صلّى الله عليه وسلّم بعد إسلامه، حيث برزُ الشّاعر صفات النّبي و يعبر عن إعجابه بشخصيته و من الأمثلة(يستضاء به، مهنّد، سيف، كرم، أخو ثقة....).
حقل الحرب و القوة: يظهر في وصف الصّحابة و شجاعتهم في القتال و استعدادهم لمواجهة الأعداء، و من الأمثلة(حياض الموت، الطّعن، رماح، سيوف....).
تكشف الحقول الدّلاليّة في القصيدة عن رحلة الشّاعر من الغزل و الحبّ إلى وصف الطّبيعة، ثمّ إلى الخوف و الاعتذار، منتقلا إلى المدح، ثمّ إلى الحرب و القوة، حيث إنّ هذه الحقول تُبرزُ التّغيُرات الاجتماعيّة و الدّينيّة التي عاشها الشّاعر.

 
ملخص الفصل:
تناولنا في هذا الفصل نبذة عن الشّاعر كعب بن زهير وهو شاعر مخضرم, حيث جاءت قصيدته في سياق الاعتذار للرّسول صلّى الله عليه و سلّم بعد أن هجاه و هجا الملسمين في بداية الدّعوة الإسلاميّة,كما تمل في طياتها ألفاظ دلاليّة محكمة يث استخدم الشّاعر التّكرار في بغض الكلمات و الحروف ممّا أسهم قي ترسيخ المعاني و تأكيدها, و استخدم الصّور البيانيّة لتعبير عن مشاعره و في وصف المواقف التي عاشها, كما تحمل في طياتها دلالات متعددّة هي الغزل و الخوف و الاعتذار و المدح و الحرب, حيث كشفت عن عمق النّص من يث المعاني و الرّسائل التي يحملها.

 
خاتمة:
بعد استعراض قصيدة بانت سعاد لكعب بن زهير بن أبي سلمى و تحليلها دلالياً, نستنتج مايلي:
إنّ الحقول الدّلاليّة هي مجموعة من الكلمات تنطوي تحت حقل دلاليّ واحد.
إنّ قصيدة بانت سعاد
نظم كعب بنزهير هذه القصيدة للاعتذار من الرّسول صلّى الله عليه وسلّم بعد إن هجاه في قصائده القديمة قبل الإسلام.
كشفت القصيدة عن الحقول الدّلاليّة الرّئيسيّة, كالحقل الّينيّ الذي بُرز من الإشارات إلى التّوبة, و الحقل العاطفيّ الذي عكس مشاعر الخوف و الاعتذار, و الحقل الطّبيغيّ الذي عكس البيئة الثّقافيّة و الاجتماعيّة للشّاعر.
ساعدت هذه الحقول الدّلاليّة على فهم معاني مفردات القصيدة.
ساهمت في بناء المعنى الكليّ للقصيدة بطريقة تعكس مهارة الشّاعر في اختيار الألفاظ و المفردات التي تحمل دلالات متعدد{ة.
تمكّنا من استكشاف العلاقات بين الكلمات و المفاهيم التي أدت إلى ترابط أفكار القصيدة.
توصلنا إلى أنّ نظريّة الحقول الد{لاليّة لا تُسهم فقط في تديد معاني الكلمات بل تلعب دوراً هاماً في بناء السّياق العام للقصيدة.
ساعدتنا هذه الدّراسة في فهم طيف أن الشّاعر استخدم الصّور البلاغيّة و الرّموز لتعزيز مشاعره التي عبّر عنها.
من خلال تداخل المكونات الدّلاليّة في القصيدة تمكنّا منفهم مشاعر الشّاعر و تجاربه.
و في نأمل أن تفت هذه المذكرة آفاقاً لدراسات مستقبليّة تُسهم في إثراء السّاحة الادبيّة, و نسأل الله التّوفيق و السّداد.