لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (50%)

عالم الغيب وعالم الشهادة، وبعبارة أخرى عالم المادة وعالم الروح. ويخالق جميع العوالم وفي هذه الحلقة أضيف إلى ما تقدم مباحث أخرى ونتائجها مما تقر به عين المؤمن المخلص، وتسخن به عين المكابر المتعسف. قال الأستاذ فريد وجدي : من بين الدافعين صدر الإلحاد في أوربا والطاعنين كبده العلامة الفلكي الطبيعي الشهير كامل غلامريون، ويردها إلى القوانين والنواميس المعروفة، موجودة وجود كائن مستقل عن للجسم. 3- يمكن الروح أن تؤثر أو تثأثر من بعد بدون إعانة الحواس. 4- المستقبل مقدر من قبل وقوعه ومحدد بأسباب ستحدثه فيما بعد. وكل كما لا يعمله وما لا يستطيع أن يفهمه، فإنا نعتبر هذا خرافة محضة مع أننا قد شاهدنا بأنفسنا من مدة ليست ببعيدة مولودا ولد كيتا، فلنكتنف بقولنا : أن المشاهدات التي نقلناها هنا مطابقة للأسلوب التجريبي نفسه تمام المطابقة. نقول هذا كله يدل على أن في الوجود حركة اعتقادية مهمة جدا ستؤدي إلى نتيجة غير منتظرة تحقيقا لوعد الله (كتب الله لأغلبن أنا، إن هؤلاء الرجالات العظام الذين نقلنا أقاويلهم في مكالمة الأرواح، لو قبل لأحدهم قبل ردح من الزمن قصير، ولأبي أن يحاوره في هذه المسألة إلا بالنكثة اللطيفة تمضية للوقت، ثم ينبري للطعن فيما كان يقول به بالأمس طعن المنتصر لحق على الباطل، ونقيمه على نهج السبيل ووضح المحجة. تخيل قوما رأوا ما وقع فيه الأقدمون من الخيالات وما حملوه عواتقهم من الأوهام وما استلزم ذلك من بعدهم عن الحقيقة التي هي ضالة الإنسانية، وما استدعاه من عشوتهم عن تنور الظواهر الجلية لما ران على ألبابهم من تلك القواعد الاعتقادية، قلنا تخيل قوما رأوا ذلك بأعينهم ثم انظر كيف يكون مبلغ كراهتهم لبنات الأفكار التي لا يؤيدها من الواقع دليل ولا يعززها من الحس برهان. وقد ثبت أن مدارك العقل كثيرا ما تحيد عن الجادة وتلقي بالإنسان إلى متائه من الأضاليل لا يميز فيها بين الحقائق والأباطيل، ما الذي أوقع الأقدمين في أوهاق الخرافات فحرموا بذلك أنفسهم أنوار العرفان ؟ ما الذي دهورهم في تيهور المدركات السالفة، وما يتقاسمه من الأعراض التي تجعله في واد والحقيقة في واد. فلا سبيل إلى معرفة الحقيقة الصحيحة إلا إذا سندها من الحس دعامة ركينة، وكان لها من الواقع شهادة قوية. فهم إذن لا يسلمون بغير امتحان، ولا يخضعون لغير المحسوسات وينبدون كل بحث يتعلق بمنشأ الوجود ومصير الإنسان كما نقلنا ذلك في الفصل السابق عن أحد زعمائهم الأستاذ (ليتريه). ثم ذهبوا إلى أن المعارف تقطع في ارتقائها ثلاثة أدوار مهمة. قل لي بريك إذا كان هؤلاء لا يريدون أن يعتقدوا وجود أصل من الأصول، أن الذي خلق الإنسان على هذه الصورة من الطماح الفكري والجماح الحسي لا يعجزه أن يرده إلى العدل كلما جار، ويلفته إلى الهدى كلما ضل، إن الذي قال في محكم كتابه (كتب الله لأغلبن أنا ورسلي، وبأي وسيلة تلجأ تلك الحياة العالية إلى السجود والإخبات أمام عظمته وجبروته. سبحان ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى الذي حلق كل شيء فقدره تقديرا) الذي أمهل هؤلاء الطغاة حتى ملأوا الكون صياحا، واستنفدوا كل وسعهم وجهودهم في الحملة على العقائد الفطرية حتى ظنوا ملكوا زمام مشاعر البشر بما شنوه من الشنه والشكوك، وأنهم توصلوا إلى إطفاء نور العقائد من القلوب، فقلبت كل ما أقاموه رأسا على عقب، فأبوا إلى عقولهم وحشو أهابهم الندم والحسرة على ما غلوا فيه من قبل، وإن للإنسان روحا ستخرج من الجسد إلى عالم ينتظرها فيه عذاب أليم أو نعيم مقيم. وأي إحساس بشري لا يتضلع يقينا وثباتا حينما يرى بعينيه أن أستذة الماديين قاموا يجأرون إلى الله منيبين إليه ملتجئين إلى جنابه مقرين بسابق غلطاتهم، وأسمى نفسا من أن يأسرها لدين من الأديان. ونده العلامة (داروين) في تأسيس مذهبه الذي كفر الملايين من العالم. قلنا من كان يصدق أن مثل هذا الأستاذ الكبير يرجع بعد تلك الكبرياء فيقول : لقد كنت دهريا صريا مقتنعا بمذهبي تمام الاقتناع، ولم يكن في دهني أدنى محل للتصديق بحياة روحية، ولا بوجود عامل في هذا الكون كله غير المادة وقوتها، فإنها قد قهرتني وأجبرتني على اعتبارها أشياء محسوسة قبل أن أعتقد روحانيتها بمدة مستطيلة، ولقد مر بك من مثل هذه الشهادات ما لا يمكن الزيادة عليه في مثل هذا المختصر وكل تلك الشهادات منسوبة لكبار أساطين العلم ورجال المعارف، فانظر رحمك الله كيف يداوي الله تعالى أمراض القلوب ويعالج جراح العواطف. وقالوا ما دام عليم الغيب مستورا عنا، وأعطاهم القوة على تحقيقه الحس والمشاهدة (لكيلا يكون للناس على الله حجة) كل ذلك رحمة منه تعالى بهذا النوع الإنساني الذي جعله قمة إبداعه وغاية اختراعه. كنت وعدت القراء فيما مضى أن أذكر لهم شيا وتبعهم كثير من الباحثين في البلاد العربية، جاء في دوائر المعارف ما نصه : (اسبرتزم) هو فن استحضار أرواح الموتى، يقول أشياعه : أن الحد الفاصل بين الأحياء والأموات ليس على ما يظنه الناس من الخطارة، فإن الموت ليس في ذاته إلا انتقالا من حال مادي جسدي إلى حال مادي آخر، فإنهم يعتقدون أن للروح جسما ماديا شفافا لطيفا ألطف من هذه المادة بكثير، ولذلك لا تسري عليه قوانينها. ويقلون : إن الموتى بعد الموت مباشرة يكونون في عالمنا بين أيدينا وعن أيماننا وشمائلنا، ولا يزالون كلك مدة تختلف باختلاف درجتهم الروحية، ثم ينتقلون إلى حال لرقى من هذا، فإن العوالم في نظرهم اختلاف حالات ومقامات لا اختلاف جهات وأمكنة. وهي في حالها الأول بعد خروجها من الجسد يمكن مكالمتها، بل ورؤيتها مجسمة بواسطة شخص يكون فيه الاستعداد لأن يقع في خدر عام عند إرادته تحضير الروح، فتستفيد الروح من استعداده فتكلم الناس بفمه بلغات يجهلها كل الجهل، وقد تستولي على يده فتكتب وعيناه مغمضتان صحفا ورسائل. على حين يكون الواسطة ملقى أمام المجربين مكتوفا على كرسيه، والواسطة مربوطا على كرسيه بأربطة متينة مسمرة أطرافها بالأرض. وأوصل بيده سلكا كهربائيا متصلا بجلوانومتر ليسجل عليه كل حركة وكل نفس، تبتدئ أولا بشكل سحابة منيرة ثم تأخذ في التشكل شيئا فشيئا حتى تصير على شكل إنسان منير، فتقف أمامهم وتطوف حولهم عالية بقدميها عن الأرض قليلا، لابسة هيئة عربية بدوية لدرجة أن الإنسان لو ضغط يدها بين أصبعيه تنبعج يدها بينهما حتى يتلاقيا كأنهما عجين ذو قوام متماسك، فلما ذهبت الروح عاد إليها. هذه الأمور جريت في كل عاصمة وتولى شأنها العلماء الأعلام من كل قبيل فلم تزد على مر الأيام إلا انتشارا وثبوتا، وقد بلغ عدد أشياعها كما روته مجلة المجلات الفرنسية نقلا عن الأستاذ (روسل ولاس) أكبر الفيزيولوجيين الإنكليز إلى عشرين مليونا. 1- قول كامل غلا مريون في الروح : وهي متمتعة بخصائص لم تزل للآن مجهولة لدى العلم. يتلقاه المسلم بالترحيب والإجلال والاغتباط، قل الروح من أمر ربي، قال الإمام ابن حزم في كتابه (الملل والنحل) بعد سرد مذاهب شتى : وذهب سائر أهل الإسلام والملز المقرة بالمعاد إلى أن النفس جسم طويل عريض عميق ذات مكان، قال : وبهذا نقول. والنفس والروح اسمان لمسمى واحد، ثم قال : وأما من ذهب إلى أن النفس ليست جسما فقول يبطل بالقرآن والسنة، فأما القرآن فإن الله عز وجل قال : (هنالك تبلو كل نفس ما أسلفت) وقال تعالى : (اليوم تجزى كل نفس ما كسبت لأظلم اليوم) وقال تعالى : (كل امرئ بما كسب رهين) فصح أن النفس هي الفعالة الكاسبة المجزية المخطئة. وقال تعالى : (إن النفس لأمارة بالسوء) وقال تعالى (ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات، بل أحياء ولكن لا تشعرون) وقال تعالى (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا، منها ما يعرض على النار قبل يوم القيامة فيعذب، ويكون مسرورا قبل يوم القيامة. ولا شك أن أجساد آل فرعون وأجساد المقتولين في سبيل الله، فصح أن الأنفس منقولة من مكان إلى مكان، وصح أنها تنتقل في الأماكن قائمة بنفسها، وقوله عليه السلام (إن نفس المؤمن إذا قيضت عرج بها إلى السماء وفعل بها كذا. ونفس الكافر إذا قبضت فعل بها كذا). فصح أنها معذبة ومنعمة ومنقولة في الأماكن، فلا اختلاف بين أحد من أهل الإسلام في أن أنفس العباد منقولة بعد خروجها من الأجساد، إلى نعيم أو إلى صنوف ضيق وعذاب. وهذه صفة الأجسام ثم قال : ومعنى قول الله تعالى : (ويسألونك عن الروح، قل الروح من أمر ربي) إنما هو لأن الجسد مخلوق من تراب، وإنما قال الله تعالى آمرا له بالكون (كن فيكون) فصح أن النفس والروح والنسمة أسماء مترادفة لمعنى واحد، ثم قال ابن حزم أيضا ك صح أن الله عز وجل خلق الأرواح جملة، وقال شيخ الإسلام أحمد بن تيمية في تفسير سورة الإخلاص بعد أن ذكر نزاع المتكلمين المتفلسفة في الملائكة هل هي متحيزة أم لا ؟ وكذلك نزاعهم في روح الإنسان التي تفارقه بالموت، عل قول الجمهور الذين يقولون : هي عين قائمة بنفسها ليست عرضا من أعراض البدن كالحيوان وغيرها. لكن هذا مخالف للكتاب والسنة وإجماع السلف والخلف. ولقول جماهير العقلاء من جميع الأمم. وهذا مما استطال به الفلاسفة على كثير من أهل الكلام. قال أبو المعالي : إن الروح أجسام لطيفة مشابكة للأجسام محسوسة. أن الروح عين قائمة بنفسها تفارق البدن، وأقوال علماء الإسلام وفلاسفته في مباحث الروح كثيرة. وقد ألف فيها الإمام شمس الدين محمد بن قيم الجوزية مجلدا وهو مطبوع. ومعلوماتهم الخاصة التي أفنوا فيها أعمارهم هو عين ما توصل إليه فلاسفة الإسلام بأفكارهم الثاقبة، أولئك آبائي فجئني بمثلهم إذا جمعتنا يا جرير المجامع والقردة المحاكية التي تقلد الإنسان،


النص الأصلي

ذكرت فيما مضى أقوال طائفة كبيرة من علماء أوربا وأمريكا جماعات وأفرادا، طلهم أطالوا البحث والتنقيب في العالمين المادي والروحي، وانتهت مباحثهم بنتيجة واحدة، لا يختلفون فيها، وهي أن هناك عالمين، عالم الغيب وعالم الشهادة، وبعبارة أخرى عالم المادة وعالم الروح. ونتائج البحوث الباهرة أرغمت أشد الماديين عنادا أن يومن بعالم الروح، ويخالق جميع العوالم وفي هذه الحلقة أضيف إلى ما تقدم مباحث أخرى ونتائجها مما تقر به عين المؤمن المخلص، والباحث المنصف، وتسخن به عين المكابر المتعسف.
قال الأستاذ فريد وجدي : من بين الدافعين صدر الإلحاد في أوربا والطاعنين كبده العلامة الفلكي الطبيعي الشهير كامل غلامريون، فإن كتبه في هذه المواضيع أشهر من أن تذكر، من بينها كتاب نشره تحت عنوان (المجهول والمسائل الروحية) بمجرد ما طبع هذا الكتاب أكب الناس على مطالعته حتى توالت منه عدة طبعات في أيام معدودة، لأن الكاتب عالم طبيعي من الطبقة الأولى وفيلسوف حسي، شديد العارضة فما زال في كتابه يحاكم المشاهدات ويقارن أحوالها المختلفة، ويردها إلى القوانين والنواميس المعروفة، حتى اتضح له صحة أربع نظريات وضوحا محسوسا أتى بها في كتابه نتائج لمقدماته السابقة، تلك النظريات هي:
1- الروح، موجودة وجود كائن مستقل عن للجسم.
2- وهي متمتعة بخصائص لم تزل لآن مجهولة لدى العلم.
3- يمكن الروح أن تؤثر أو تثأثر من بعد بدون إعانة الحواس.
4- المستقبل مقدر من قبل وقوعه ومحدد بأسباب ستحدثه فيما بعد. فالروح قد أدرك هذا القدر قبل وقوعه أحيانا.
هذه هي النظريات الأربع التي برهن الأستاذ الفرنسي على حقيتها ببراهين حسنة مهمة. ومن ضمن ما طالعناه في ذلك الكتاب قوله في ص 246 (الإنسان مسوق بطبعه لإنكار كل ما يظهر أنه مشكوك فيه، وكل كما لا يعمله وما لا يستطيع أن يفهمه، فإننا إذا قرأنا فيما كتبه (هيرودوت) أو (بلين) أن امرأة كان لها أدي في فخذها الأيسر، وكانت تغذي ولدها منه، نضحك ونستهزئ، ومع ذلك، فإن مثل هذه المشاهدات قد تقررت صحتها في جمعية العلماء الفرنسية في باريس بجلستها المنعقدة في 25 يونيو سنة 1827 وأن أخبرنا مخبر بأن رجلا وجد في أحشائه ولد بعد تشريحه، وأن هذا الولد كان توأما لذلك الرجل ومحبوسا في جثمانه، وأنه قد شاخ فيه والتحى، فإنا نعتبر هذا خرافة محضة مع أننا قد شاهدنا بأنفسنا من مدة ليست ببعيدة مولودا ولد كيتا، وله من العمر (56) سنة.
قال أحد مترجمي كتب (هيردورت) أن زعمهم أن روكسان (امرأة الإسكندر) ولدت طفلا بغير رأس بعد من الأشياء المنافية للعقل الني نتيجتها أن تهبط من شرف كيزياس (مؤرخ يوناني) ومع ذلك، فإن جميع النواميس الطبيعية في هذا العصر تثبت الأطفال الذين يولدون بغير رؤوس.
كل هذه الأمثلة وكثير غيرها تدعونا إلى الاحتياط والتبصر، فإن الذين ينكرون الأشياء بدون تحفظ هم الأغبياء الجاهلون، وقد يمكننا أن نكثر من هذه الأمثلة، ولكن رأينا أن ذلك غير مفيد لقرائنا الأفاضل، فلنكتنف بقولنا : أن المشاهدات التي نقلناها هنا مطابقة للأسلوب التجريبي نفسه تمام المطابقة.
نقول هذا كله يدل على أن في الوجود حركة اعتقادية مهمة جدا ستؤدي إلى نتيجة غير منتظرة تحقيقا لوعد الله (كتب الله لأغلبن أنا، ورسلي، إن الله قوي عزيز).
سبحانك الله ما أكبر سلطانك، إن هؤلاء الرجالات العظام الذين نقلنا أقاويلهم في مكالمة الأرواح، لو قبل لأحدهم قبل ردح من الزمن قصير، إن له روحا لضحك من عقل مخاطبه واستهزأ به، وعده واحدا من المتأخرين في العلم، ولأبي أن يحاوره في هذه المسألة إلا بالنكثة اللطيفة تمضية للوقت، لكن انظر هم الآن تجدهم يثبتون لك ما يترفع أن يقوله أحد جهلة الشرقيين، ويمضي أحدهم ثلاثين سنة من عمره في بحث واستحضار وأخذ ورد، ثم يؤلف كتابا عقب ذلك يقر فيه أمام الملأ أنه كان ماديا كافرا فأصبح الآن بفضل الاسبرتزم روحيا مؤمنا، ثم ينبري للطعن فيما كان يقول به بالأمس طعن المنتصر لحق على الباطل، والمغلب للفضائل على الرذائل أليس هذا بعجيب.
نعم جلت رحمة ربي وعظمت حكمته، كم له في تأديب البشر من وسائل، وفي كبح عرامهم من ذرائع لو تدبرها الإنسان لرأى بعين بصيرته يد العناية الرحمانية ترفع الإنسان مما يرتطم فيه من مهاوي سقطاته، ونقيمه على نهج السبيل ووضح المحجة.
تخيل قوما رأوا ما وقع فيه الأقدمون من الخيالات وما حملوه عواتقهم من الأوهام وما استلزم ذلك من بعدهم عن الحقيقة التي هي ضالة الإنسانية، وما استدعاه من عشوتهم عن تنور الظواهر الجلية لما ران على ألبابهم من تلك القواعد الاعتقادية، قلنا تخيل قوما رأوا ذلك بأعينهم ثم انظر كيف يكون مبلغ كراهتهم لبنات الأفكار التي لا يؤيدها من الواقع دليل ولا يعززها من الحس برهان. قالوا، ماذا يفيد الدليل والبرهان أن كانا عقليين، وقد ثبت أن مدارك العقل كثيرا ما تحيد عن الجادة وتلقي بالإنسان إلى متائه من الأضاليل لا يميز فيها بين الحقائق والأباطيل، ما الذي أوقع الأقدمين في أوهاق الخرافات فحرموا بذلك أنفسهم أنوار العرفان ؟ ما الذي دهورهم في تيهور المدركات السالفة، والتصورات النازلة، فسدوا دونهم طريق الحقيقة التي هي الغاية لمحاولات الإنسان ؟ ولعقولهم حرية الجزم في الأحكام ؟ أليس لأنهم أطلقوا لأفكارهم عنان الجولان، ولعقولهم حرية الجزم في الأحكام ؟ أليس لأنهم عموا عما يتنازع الوجدان من المؤثرات، وما يتقاسمه من الأعراض التي تجعله في واد والحقيقة في واد.
ثم قالوا إذا كان الأمر كذلك، وكان محض الدليل العقلي غير كاف في إثبات شيء أو نفيه، فلا سبيل إلى معرفة الحقيقة الصحيحة إلا إذا سندها من الحس دعامة ركينة، وكان لها من الواقع شهادة قوية. فهم إذن لا يسلمون بغير امتحان، ولا يخضعون لغير المحسوسات وينبدون كل بحث يتعلق بمنشأ الوجود ومصير الإنسان كما نقلنا ذلك في الفصل السابق عن أحد زعمائهم الأستاذ (ليتريه). وعليه فمدار فلسفتهم على العلوم الحقيقية التي موضوعها الموجودات والنواميس التي تتسلط عليها. فقسموا العلوم إلى ستة أقسام، الفلك والطبيعيات، والكمياء والرياضيات، وعلم الحياة والهيأة الاجتماعية. وقالوا، إن العلوم سلسلة مؤلفة من حلقات، متصلة بعضها ببعض، لا تدرك الواحد حتى تدرك ما قبلها من الحلقات وأولها الرياضيات، ثم ذهبوا إلى أن المعارف تقطع في ارتقائها ثلاثة أدوار مهمة. الأول الدور الديني. الثاني دور ما فوق الطبيعة. الثالث دور العلوم الحسية، وهو دور الإنسان الحالي.
قل لي بريك إذا كان هؤلاء لا يريدون أن يعتقدوا وجود أصل من الأصول، أو حقيقة نظرية من النظريات إلا إذا كان لمشاعرهم الظاهرة سلطان على تحقيقها، فكيف يمكنك مهما أوتيت من مواهب الجدل ودقة التعبير وحسن صياغة البراهين أن تثبت لأحدهم أن له روحا، وأنه سيحيا بعد أن يموت في عالم غير هذا العالم ؟ وكيف تستطيع مهما كنت بليغا أن تقنع أحدهم بوجود عوالم نورانية كعالم الملائكة وأشياء أخرى وراء ما ندركه بمشاعرنا الغليظة ما دام لا يريد أن يصدق بعقله إلا ما إذا لمس بيده ؟
عنت الوجوه للحي القيوم، وقد خاب من حمل ظلما، أن الذي خلق الإنسان على هذه الصورة من الطماح الفكري والجماح الحسي لا يعجزه أن يرده إلى العدل كلما جار، ويلفته إلى الهدى كلما ضل، سنة بالغة وحكمة غير متناهية.
إن الذي قال في محكم كتابه (كتب الله لأغلبن أنا ورسلي، إن الله قوي عزيز) يعرف من أين نقتاد
العقول المستعصية، وكيف تستلان القلوب القاسية، وبأي وسيلة تلجأ تلك الحياة العالية إلى السجود والإخبات أمام عظمته وجبروته.
(سبحان ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى الذي حلق كل شيء فقدره تقديرا) الذي أمهل هؤلاء الطغاة حتى ملأوا الكون صياحا، واستنفدوا كل وسعهم وجهودهم في الحملة على العقائد الفطرية حتى ظنوا ملكوا زمام مشاعر البشر بما شنوه من الشنه والشكوك، وأنهم توصلوا إلى إطفاء نور العقائد من القلوب، ثم أرسل عليهم آية من آيات القهر والجبروت، فقلبت كل ما أقاموه رأسا على عقب، وحولت مجرى أفكارهم دفعة واحدة إلى ما زعموا أنهم أرفع من الخوض فيه، فأبوا إلى عقولهم وحشو أهابهم الندم والحسرة على ما غلوا فيه من قبل، وعلموا أن للوجود إلها تعنو له الجباه الشم، وتستخذي أمام عرشه الهمم القعساء، وإن للإنسان روحا ستخرج من الجسد إلى عالم ينتظرها فيه عذاب أليم أو نعيم مقيم.
بالله أي فؤاد لا يمتلئ إيمانا، وأي إحساس بشري لا يتضلع يقينا وثباتا حينما يرى بعينيه أن أستذة الماديين قاموا يجأرون إلى الله منيبين إليه ملتجئين إلى جنابه مقرين بسابق غلطاتهم، بعد أن كانوا بالأمس، وليس العهد ببعيد يشمخون بأنوفهم كبرا وعتوا، ويتبجحون بأنهم أرفع مقاما من أن يأخذوا بعقيدة من العقاد، وأسمى نفسا من أن يأسرها لدين من الأديان.
من كان يصدق أن مثل الأستاذ العلامة (روسل ولاس) الإنكليزي، وهو أكبر فسيولوجي في العصر، ومكتشف أعظم نواميس الطبيعة، وهو ناموس الانتخاب الطبيعي، ونده العلامة (داروين) في تأسيس مذهبه الذي كفر الملايين من العالم. قلنا من كان يصدق أن مثل هذا الأستاذ الكبير يرجع بعد تلك الكبرياء فيقول : لقد كنت دهريا صريا مقتنعا بمذهبي تمام الاقتناع، ولم يكن في دهني أدنى محل للتصديق بحياة روحية، ولا بوجود عامل في هذا الكون كله غير المادة وقوتها، ولكني رأيت أن المشاهدات الحسية لا تغالب، فإنها قد قهرتني وأجبرتني على اعتبارها أشياء محسوسة قبل أن أعتقد روحانيتها بمدة مستطيلة، ثم أخذت هذه المشاهدات مكانا من عقلي شيئا فشيئا، ولم يكن ذلك بطريقة نظرية تصورية، ولكن بتأثير المشاهدات التي كان يتلو بعضها بعضا بطريقة لا يمكن التخلص منها بطريقة أخرى (أي بغير لأرواح الموتى).
ولقد مر بك من مثل هذه الشهادات ما لا يمكن الزيادة عليه في مثل هذا المختصر وكل تلك الشهادات منسوبة لكبار أساطين العلم ورجال المعارف، فانظر رحمك الله كيف يداوي الله تعالى أمراض القلوب ويعالج جراح العواطف.
لما قام هؤلاء يقولون، نحن لا نصدق إلا ما نحس به، وقالوا ما دام عليم الغيب مستورا عنا، ولا يمكن تحقيقه فهو ليس بموجود إلا في الوهم، وتذرعوا بذلك لإطفاء نور العقائد، فتح الله لهم نافذة صغيرة من نوافذ ذلك العالم المغيب عن المشاعر، وأعطاهم القوة على تحقيقه الحس والمشاهدة (لكيلا يكون للناس على الله حجة) كل ذلك رحمة منه تعالى بهذا النوع الإنساني الذي جعله قمة إبداعه وغاية اختراعه. وكم في المستقبل من آيات سيظهرها الله لعباده تحقيقا لوعده (سنريهم آياتنا في الآفاق، وفي أنفسهم).


أسبرتزم – علم استحضار الأرواح والتحدث معها
كنت وعدت القراء فيما مضى أن أذكر لهم شيا وتبعهم كثير من الباحثين في البلاد العربية، وألفوا في ذلك كتبا، وذكروا الوقائع التي شاهدوها كالأستاذ محمد فريد وجدي، فإنه ألف كتابا سماه (على أطلال المذهب المادي) ورجال دار الهلال في مصر على ما أذكر، وقد قدمت أن أقول أولئك الرجال وبراهينهم حجة قاطعة على كل غراب ناعب من الأسيويين والإفريقيين، إنما يصولون على خصومهم بما يزعمون أنهم أخذوه من علماء أوربا وأمريكا، فإذا رأى القراء الأعزاء أن كبار علماء أوربا وأمريكا على خلاف ما نسبه إليهم أولئك الغربان سقط في أيدي الغربان، واستحقوا الاحتقار، ولا يلزم المحتج عليهم بذلك أن يكون معتقدا له، أو قائلا به.
وبيان ذلك أن كل من احتج علينا معشر المسلمين بدلائل القرآن أو السنة الصحيحة لزمنا قبول احتجاجه، وإن كان المحتج غير مسلم.
جاء في دوائر المعارف ما نصه : (اسبرتزم) هو فن استحضار أرواح الموتى، يقول أشياعه : أن الحد الفاصل بين الأحياء والأموات ليس على ما يظنه الناس من الخطارة، فإن الموت ليس في ذاته إلا انتقالا من حال مادي جسدي إلى حال مادي آخر، ولكن أرق منه وألطف بكثير، فإنهم يعتقدون أن للروح جسما ماديا شفافا لطيفا ألطف من هذه المادة بكثير، ولذلك لا تسري عليه قوانينها.
ويقلون : إن الموتى بعد الموت مباشرة يكونون في عالمنا بين أيدينا وعن أيماننا وشمائلنا، ولا يزالون كلك مدة تختلف باختلاف درجتهم الروحية، ثم ينتقلون إلى حال لرقى من هذا، وإن كانوا لا يبرحون هذا العالم، فإن العوالم في نظرهم اختلاف حالات ومقامات لا اختلاف جهات وأمكنة.
ويقلون : إن الروح، وهي في حالها الأول بعد خروجها من الجسد يمكن مكالمتها، بل ورؤيتها مجسمة بواسطة شخص يكون فيه الاستعداد لأن يقع في خدر عام عند إرادته تحضير الروح، فتستفيد الروح من استعداده فتكلم الناس بفمه بلغات يجهلها كل الجهل، وتنبئ عن أمور للحاضرين من أقاربها وخاصتها، لا يدري الواسطة منها شيئا، بل وتكشف من أسرار العلم والفلسفة والرياضيات العويصة ما يجهله الواسطة والسامع، ولا يدركه ممن فوق سطح الأرض إلا نفر يسير، وقد تستولي على يده فتكتب وعيناه مغمضتان صحفا ورسائل.
وقد تظهر بجسم مادي محسوس، على حين يكون الواسطة ملقى أمام المجربين مكتوفا على كرسيه، وسبب ربطه هكذا أن الذين يبحثون في هذه الأمور المدهشة من العلماء ملحدون ماديون لا يعتقدون بشيء، ولأجل أن يثقوا من صدق مشاهدتهم التي تهدم لها كل مقررات فلسفتهم لا يرضون في حالة تجسد الروح إلا أن تكون الغرفة مغلقة والفرش مفتشة، والواسطة مربوطا على كرسيه بأربطة متينة مسمرة أطرافها بالأرض. ولا يكتفون بذلك أيضا، بل منهم من وضعه في قفص حديدي، ووضع كرسيه على سطح مائي، وأوصل بيده سلكا كهربائيا متصلا بجلوانومتر ليسجل عليه كل حركة وكل نفس، ولم يكتف بذلك، بل أرصد له من يراقبه من إخوانه العلماء. ورغما عن ذلك كله تظهر الروح مجسمة، تبتدئ أولا بشكل سحابة منيرة ثم تأخذ في التشكل شيئا فشيئا حتى تصير على شكل إنسان منير، ثم تتكاثف حتى تصير دما ولحما وعظما أمام أعينهم، فتقف أمامهم وتطوف حولهم عالية بقدميها عن الأرض قليلا، لابسة هيئة عربية بدوية لدرجة أن الإنسان لو ضغط يدها بين أصبعيه تنبعج يدها بينهما حتى يتلاقيا كأنهما عجين ذو قوام متماسك، ولكن شوهد أن لها نبض وقلبا وتنفسا وكل ما للجسم الحي.
وحين تسأل من أين لها هذا الجسد تقول : إنها استعارته من جسم الواسطة وفي الواقع إذا وزنت الواسطة وجدت أن جسمها قد نقص وزنه، وقد شوهد أن الجزء الأسفل من الواسطة تلاشى بالمرة وصار لا وجود له، فلما ذهبت الروح عاد إليها.
هذه الأمور جريت في كل عاصمة وتولى شأنها العلماء الأعلام من كل قبيل فلم تزد على مر الأيام إلا انتشارا وثبوتا، وقد بلغ عدد أشياعها كما روته مجلة المجلات الفرنسية نقلا عن الأستاذ (روسل ولاس) أكبر الفيزيولوجيين الإنكليز إلى عشرين مليونا.


تعليقــات
1- قول كامل غلا مريون في الروح : وهي متمتعة بخصائص لم تزل للآن مجهولة لدى العلم. يتلقاه المسلم بالترحيب والإجلال والاغتباط، لأنه تفسير لقوله تعالى في سولا الإسراء (85) (ويسألونك عن الروح، قل الروح من أمر ربي، وما أوتيتم من العلم إلا قليلا).
قال الإمام ابن حزم في كتابه (الملل والنحل) بعد سرد مذاهب شتى : وذهب سائر أهل الإسلام والملز المقرة بالمعاد إلى أن النفس جسم طويل عريض عميق ذات مكان، عاقلة مميزة مصرفة للجسد. قال : وبهذا نقول. والنفس والروح اسمان لمسمى واحد، ومعناهما واحد.
ثم قال : وأما من ذهب إلى أن النفس ليست جسما فقول يبطل بالقرآن والسنة، وإجماع الأمة، فأما القرآن فإن الله عز وجل قال : (هنالك تبلو كل نفس ما أسلفت) وقال تعالى : (اليوم تجزى كل نفس ما كسبت لأظلم اليوم) وقال تعالى : (كل امرئ بما كسب رهين) فصح أن النفس هي الفعالة الكاسبة المجزية المخطئة. وقال تعالى : (إن النفس لأمارة بالسوء) وقال تعالى (ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات، بل أحياء ولكن لا تشعرون) وقال تعالى (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا، بل أحياء عند ربهم يرزقون، فرحين بما آتاهم الله من فضله) فصح أن الأنفس، منها ما يعرض على النار قبل يوم القيامة فيعذب، ومنها ما يرزق وينعم فرحا، ويكون مسرورا قبل يوم القيامة.
ولا شك أن أجساد آل فرعون وأجساد المقتولين في سبيل الله، قد تقطعت أوصالها وأكلها السباع
والطير وحيوان الماء، فصح أن الأنفس منقولة من مكان إلى مكان، ولا شك في أن العرض لا يلقى العذاب ولا يحس، فليست عرضا. وصح أنها تنتقل في الأماكن قائمة بنفسها، وهذه صفة الجسم لا صفة الجوهر عند القائل به، فصح ضرورة أنها جسم.
وأما من السنن فقول النبي (ص) : (إن الروح الشهداء في حواصل طير خضر في الجنة) فصح أن الأنفس مرئية في أماكنها. وقوله عليه السلام (إن نفس المؤمن إذا قيضت عرج بها إلى السماء وفعل بها كذا. ونفس الكافر إذا قبضت فعل بها كذا). فصح أنها معذبة ومنعمة ومنقولة في الأماكن، وهذه صفة الأجسام ضرورة.
وأما من الإجماع، فلا اختلاف بين أحد من أهل الإسلام في أن أنفس العباد منقولة بعد خروجها من الأجساد، إلى نعيم أو إلى صنوف ضيق وعذاب. وهذه صفة الأجسام ثم قال : ومعنى قول الله تعالى : (ويسألونك عن الروح، قل الروح من أمر ربي) إنما هو لأن الجسد مخلوق من تراب، ثم من نطفة، قم من علقة، ثم من مضغة، ثم عظما، ثم لحما، ثم أمشاجا. وليس الروح كذلك. وإنما قال الله تعالى آمرا له بالكون (كن فيكون) فصح أن النفس والروح والنسمة أسماء مترادفة لمعنى واحد، وقد يقع الروح أيضا على غير هذا. فجبريل عليه السلام الروح الأمين، والقرآن روح من عند الله.
ثم قال ابن حزم أيضا ك صح أن الله عز وجل خلق الأرواح جملة، وهي الأنفس، وكذلك أخبر عليه السلام (أن الروح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف) وهي العاقلة الحساسة. اهـ.
وقال شيخ الإسلام أحمد بن تيمية في تفسير سورة الإخلاص بعد أن ذكر نزاع المتكلمين المتفلسفة في الملائكة هل هي متحيزة أم لا ؟ وكذلك نزاعهم في روح الإنسان التي تفارقه بالموت، عل قول الجمهور الذين يقولون : هي عين قائمة بنفسها ليست عرضا من أعراض البدن كالحيوان وغيرها. ولا جزءا البدن كالهواء الخارج منه، فإن كثيرا من المتكلمين زعموا أنها عرض قائم بالبدن، أو جزء من أجزاء البدن. لكن هذا مخالف للكتاب والسنة وإجماع السلف والخلف. ولقول جماهير العقلاء من جميع الأمم. ومخالف للأدلة، وهذا مما استطال به الفلاسفة على كثير من أهل الكلام. اهـ.
قال أبو المعالي : إن الروح أجسام لطيفة مشابكة للأجسام محسوسة. أجرى الله العادة بحياة الأجساد ما استمرت مشابكتها لها. فإذا فارقتها تعقب الموت الحياة في استمرار المادة. ومذهب الصحابة والتابعين لهم بإحسان، وسائر سلف الأمة وأئمة السنة، أن الروح عين قائمة بنفسها تفارق البدن، وتنعم وتعذب، ليست هي البدن ولا جزءا من أجزائه كالنفس المذكور. اهـ.
وأقوال علماء الإسلام وفلاسفته في مباحث الروح كثيرة. وقد ألف فيها الإمام شمس الدين محمد بن قيم الجوزية مجلدا وهو مطبوع. وفيما ذكرته ما يدل بغاية الوضوح على أن ما توصل إليه فلاسفة أوربا وأمريكا في القرن التاسع عشر بتاريخ النصارى بتجاربهم المكتسبة ممن تقدمهم، ومعلوماتهم الخاصة التي أفنوا فيها أعمارهم هو عين ما توصل إليه فلاسفة الإسلام بأفكارهم الثاقبة، وتحقيقاتهم البالغة، مع زيادة تفصيل عند الأوربيين والأمريكيين، يخرج المطلع عليه من دائرة المعقولات إلى دائرة المحسات التي لا تمكن المكابرة معها. أفلا يحق للمسلم الحنيف المتمسك بدينه أن يفتخر بأولئك الأقطاب الذين سبقوا الزمن، ووصلت لأفكارهم إلى حقائق لم يكتشفها العلم الحديث إلا بعد مآت السنين مضت على وفاتهم.


              أولئك آبائي فجئني بمثلهم              إذا جمعتنا يا جرير المجامع

فهل بقي للضفادع البشرية التي تنق بالهذيان، والقردة المحاكية التي تقلد الإنسان، هل بقي لهم في مسألة وجود عالم الروح ما يهرفون به، بل نقذف بالجق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق، ولهم الويل مما يصفون.


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

حيث تم التركيز ...

حيث تم التركيز على أهمية الموازنة بين المساءلة وإعادة التأهيل. من المتوقع أن تسفر نتائج البحث عن فهم...

تُعتبر المملكة ...

تُعتبر المملكة العربية السعودية واحدة من أهم الدول في العالم العربي والإسلامي، حيث تحتل موقعًا جغراف...

This study expl...

This study explores university students' experiences and perceptions of using artificial intelligenc...

1 تجارب تهدف ال...

1 تجارب تهدف الى اكتشاف الظواهر الجديدة 2 تجارب التحقق تهدف لاثبات او دحض الفرضيات وتقدير دقتها 3 ال...

طالبت الولايات ...

طالبت الولايات المتحدة الأميركية، يوم الأربعاء، مجلس الأمن الدولي بإنهاء مهمة بعثة الأمم المتحدة لدع...

تعاني المدرسة م...

تعاني المدرسة من مجموعة واسعة من المخاطر التي تهدد سلامة الطلاب والطاقم التعليمي وتعوق العملية التعل...

يهدف إلى دراسة ...

يهدف إلى دراسة الأديان كظاهرة اجتماعية وثقافية وتاريخية، دون الانحياز إلى أي دين أو تبني وجهة نظر مع...

‏تعريف الرعاية ...

‏تعريف الرعاية التلطيفية‏ ‏وفقا للمجلس الوطني للصحة والرفاهية ، يتم تعريف الرعاية التلطيفية على النح...

Risky Settings ...

Risky Settings Risky settings found in the Kiteworks Admin Console are identified by this alert symb...

الممهلات في الت...

الممهلات في التشريع الجزائري: بين التنظيم القانوني وفوضى الواقع يخضع وضع الممهلات (مخففات السرعة) عل...

Lakhasly. (2024...

Lakhasly. (2024). وتكمن أهمية جودة الخدمة بالنسبة للمؤسسات التي تهدف إلى تحقيق النجاح والاستقرار. Re...

‏ Management Te...

‏ Management Team: A workshop supervisor, knowledgeable carpenters, finishers, an administrative ass...