لخّصلي

ظهرت الفلسفة منذ نشاتها الأولى نتيجة لاحتياجات تربوية، حيث حرص سقراط ومن بعده أفلاطون وارسطو على معالجة مشكلات الواقع المؤلم في أثينا خاصة وبلاد اليونان عامة، عن طريق إعادة بناء أي تربية" المواطن اليوناني وإصلاح المجتمع الأثيني بعد أن مزقته الأنانية والفردية والحرية الغير منضبطة والتي انقلبت إلى فوضي وإباحية وجرى وراء الملذات والشهوات. والمتصفح لفلسفة أفلاطون يجدها تدور حول مفهوم العدل ومنه إلى الفضيلة وينتهي صرح فلسفة فلاطون بوضع نظام تربوي لتطبيق تلك الرؤية عن المجتمع الفاضل، وهنا ننتقل إلى جاتب آخر من جوانب العلاقة بين الفلسفة والتربية وهو أن الفلسفة أي فلسفة" تحتاج إلى تربية لنشر تعاليمها وتوضيحها وكسب أنصار لها لتبريرها وتعميق الإيمان .بها وقبولها بين أكثر عدد من الناسفافاسفة دون التربية فكر بلا وظيفة.. وبالمثل فإن التربة بلا فلسفة تتحول إلى عمل عشواني غير منظم وغير هادف وبالطبيعي يكون مصيره إلى الفشل ولذلك قال دوي إن الفلسفة هي النظرية العامة للتربية وأن التربية هي التطبيق العملي للفلسفة والأدلة على ذلك كثيرة قديما وحديثة فمحاورات أفلاطون في مدرسته وأرسطو عندما نشا مدرسته Academy الأكاديمية كلها علامات Lycuim الخاصة المعروفة باسم ليسيم تدل على أن أية فلسفة لا يقدر لها أن تتشر إلا .بالتربية

وهناك جانب ثالث من جوانب تلك العلاقة وهو أن قضايا الفلسفة تهم التربية وقضايا التربية غالبة ما تكون قضايا فاسفية، فالفلسفة والتربية كلاهما يسعي لمعرفة طبيعة الإنسان ويتخذ موقفا من طبيعة الحياة والكون والمعرفة والقيم فهذه محاولات تهم الفلسفة كما تهم التربية أيضا، واإذا كان البحث في طبيعةالمعرفة يعتبر من أهم محاولات الفلسفة فإن المعرفة ذاتها تمثل أحد الأركان الرئيسية في عملية التربية فالفكر التربوي نفسه معرفة تستخدم الفلسفة طريقة والتربية مجالا كما أن المنهج الدراسي في جزء منه يعتمد على ما وصل إليه المفكرون من معرفة وكذاك الحال فيما يتعلق بالقيم المالية، والأخلاقية ومما لا شك فيه أن كلا من التربية والفلسفة يعطي موضوع .القيم هذا اهتماما كبير في دراساته وإذا انتقلنا من التشابه في الموضوع والمجال والاهتمامات نجد تشابهأ أخر بين الفلسفة والتربية من حيث الأهداف والوظاف فعلا من الفلسفة والتربية يسعى إلى الارتقاء بالإنسان الفرد وتنمية قدراته .وتحقيق القدم للمجتمع ومساعدته في حل مشكلاته وتتمث العلاقة بين القلسفة والتربية أيضا فيما تقدمه الفلسفة لنا من مساعدات كبيرة تزيد من قدرتنا على فهم التربية، فالفاسفة تقوم بتوضيح المفاهيم التربويةالأساسية وتحديد المصطلحات الرئيسية في علم التربية، كالذكاء والدافعية ومفهوم التربية نفسه والميل والاتجاه وغيرها، كما تقوم بدراسة وتحليل المسلمات التي تقوم عليها النظريات التربوية، كل ذلك بقصد توجيه العمل التربوي وحل مشكلاته في الواقع الميدائي، ومن خلال التطبيق يظهر ما قد يكون في الفكر الفلسفي الموجه من ثغرات فتعذى الفلسفة بمادة التطوير أفكارها وهكذا فان هذه العلاقة تودي إلى مزيد ،من الفاندة والنمو المستمر لكل من التربية والفلسفة حلك العلاقة هي التي دفعت فيلسوفة مثل فخته

إلىقل يةنلة Fichte

الوضوح التام بدون مساعدة الفلسفة، وأن كلا منهما .ناقص بدون الآخر

وهكذا فان تلك العلاقة الوثيقة بين القلسفة والتربية قدمت لنا مجالا من الفكر يجمع بينهما في إطار واحد وهو مجال فلسقة التربية فماذا نقصد بفلسفة التربية؟