لخّصلي

ويعرف جيلفورد( الاختبار النفسي بأنه أداة لفحص عينة من سلوك الفرد في موقف مقنن).
فالاختبار النفسي هو مقياس موضوعي مقنن لعينة من السلوك يتم اختيارها بدقة بحيث تمثل السلوك المراد اختياره تمثيلاً دقيقاً. ويطلب من المفحوص القيام بعمل معين في هذا الموقف، ثم تقدر النتيجة على أساس صحة الاستجابة ومقدارها.
يستخدم الأخصائي النفسي الاختبارات لتقدير إمكانيات الفرد وفي التشخيص والتنبؤ والتوجيه والإرشاد النفسي، ويمكن الإفادة منها في دراسة مجال واسع من السلوك البشري للحصول على معلومات هامة عن شخصية الفرد.
مما سبق يتبين ان الاختبارات النفسية ظهرت نتيجة للتفاعل الذي حدث بين حاجت المجتمع ومطالبه وقد انتشرت في معظم بلاد العالم منذ انشأ فونت (Wondt) أول معمل لعلم النفس التجريبي عام 1879 في مدينة ليبزج الألمانية وكان يهدف فونت وتلامذته إلى الوصول إلى أوصاف أو قوانين عامة للسلوك البشري، وقد أسهمت محاولاتهم أسهاما كبيراً في تشجيع حركة القياس. ذلك أن تلك التجارب تطلبت استخدام مجموعة من الاختبارات التي ركزت على الظواهر الحسية البسيطة وكانت تلك الاختبارات بمثابة اللبنة الأولى أو المؤشر الأول لظهور حركة القياس ومهدت السبيل لظهور الاختبارات المقننة والتي تعتبر الإنجاز الأكبر من إنجازات هذه الحركة. جاء بعد فونت فرانسیس جالتون (Francis Galton) عالم البيولوجيا الإنجليزي الشهير (1822) (1911) الذي اهتم بدراسة الوراثة عند الإنسان وقام بعدة دراسات حول الصفات المختلفة عند التوائم والأقارب والأشخاص غير المرتبطين بالمفحوص وبهذا اكتشف بدقة درجة تشابه الذرية أو الإخوة والأخوات وأولاد وبنات العم أو الخال أو التوائم (Twins).

وفي سنة (1882) أنشأ معملاً لعلم الإنسان القياسي وفيه تمكن من قياس حدة البصر والسمع والقوة العضلية وزمن الرجع ووظائف حسية حركية بسيطة أخرى. وقد جمع أول وأضخم مجموعة من البيانات عن الفروق الفردية في العمليات النفسية البسيطة. وصمم بنفسه في معمله اختبارات بسيطة طبقها ويطبقها البعض أما في صورتها الأصلية أو المعدلة، ومن الأمثلة على اختباراته عمود جالتون (Galton Bar) للتمييز البصري للأطوال وصفارة جالتون (Galton Whistle) لتحديد أعلى نبرة في السمع وبعض اختبارات التمييز الحسي كوسائل لقياس ذكاء الفرد.
وكان جالتون أيضا سباقاً في تطبيق مقاييس التقدير (Rating Scales) واستخدام منهج التداعي الحر (Free Association وله جهد كبير في تطوير الطرق الإحصائية لتحليل البيانات عن الفروق الفردية، وقد عمل تلاميذه من بعده على دفع ما بدأه أستاذهم إلى الأمام وكان من أشهرهم كارل بيرسون (Karl.(شخص
وفي الولايات المتحدة الأمريكية أسهمت أعمال وجهود عالم النفس الأمريكي جيمس ماكين كاتل 1860-1944) اسهاماً كبيراً في تطوير حركة القياس النفسي وعلم النفس( )James Mckeen Cattlle( التجريبي. وقد تتلمذ كاتل على يد (فونت) في ألمانيا وعمل في جامعة كمبردج) في بريطانيا مما أدى إلى
نشوء علاقة بينه وبين (جالتون). كان كاتل أول من استخدم مصطلح الاختبار العقلي (Mental Test) عام (1890) وأشار إلى أن الوظائف العقلية يمكن أن تقاس عن طريق اختبارات التمييز الحسي وزمن الرجع (Reaction time). يعد كاتل بحق مؤسس حركة التجريب والقياس النفسي في الولايات المتحدة الامريكية وزعيمها الأول وقد أخذ عنه تلميذه كارل بيرسون الشيء الكثير. ومن تلاميذ كاتل ادوارد ثورندايك وهو أول من استخدم القياس الإحصائي في مجال التعليم حيث انطلق من المبدأ الذي يقول إن ما يوجد يوجد بمقدار وما يوجد بمقدار يمكن قياسه.
ويقول لورد كلفن (Kelvin) (1824 - 1907) إذا كنت تستطيع أن تقيس ما تتكلم عنه وأن تعبر عنه أيضاً برقم فإنك بهذا تعرف شيئاً عن موضوعك وإلا فإن معلوماتك ذات نوع قصير وهزيل وقليل جداً ماهي معلومات مرضية.
وفي نهاية القرن التاسع عشر بذلت جهود القياس وظائف أكثر تعقيداً في اختبارات القراءة والتداعي اللفظي والذاكرة والحساب البسيط وفي سنة (1893)، دعا جاسترو (Jastrow) إلى القيام باختبارات للعمليات الحركية والحسية والادراكية البسيطة وإلى الاهتمام بالمعايير Norms) وفي هذا القرن أيضا بدأ الاهتمام بتصنيف وتدريب ضعاف العقول. وقد ظهرت الحاجة الماسة إلى اختبار لتشخيص وتصنيف حالات الضعف العقلي وقد بدا سكيرول (Esquirol) طبيب فرنسي سنة (1838) بتقسيم الضعف العقلي إلى مستويات ثلاثة تبدأ بالعته.
أما سيجون (Seguin) طبيب فرنسي فهو رائد تدريب ضعاف العقول وقد أنشأ سنة (1837) أول مدرسة لضعاف العقول من الأطفال وقد ساهم في اختبارات ذكاء الأداء (Performance). وفي سنة (1895) أشار (بينيه) إلى الحاجة إلى إعداد اختبارات للعمليات العقلية الأكثر تعقيداً من العمليات الحسية - الحركية.
يعتبر الفرد بينيه (Alfred Binet) أول من بنى مقياساً عملياً للذكاء وذلك حينما كلف من قبل سلطات التعليم في باريس بإيجاد طريقة لتمييز القاصرين عقلياً من الطلبة، إذ لوحظ وجود عدد كبير من طلبة مدارس باريس مقصرين
عمل بينيه مع زميله سيمون عشر سنوات لحل هذه المعضلة وفي سنة (1905) نشرا مقياسهما المكون من ثلاثين اختباراً، وأعيد النظر في مقياسهما عام (1908) وعام (1911) وأجرى له تعديل عام (1916) في جامعة ستانفورد وعرف المقياس باسم ستانفورد - بينيه وقد قام علماء كثيرون بتطويره. ساعدت محاولات بينيه على ظهور وتطور وصياغة العديد من الاختبارات الذكاء القدرات الخاصة الاستعدادات الميول والاتجاهات والقيم والتحصيل.
أما اختبارات الذكاء الجمعية فقد كانت بدايتها مع بدء الحرب العالمية الأولى حيث تكونت لجنة عسكرية مؤلفة من يركيز Yarkes وآرثر اوتس (Arther Atis) وعملت على ظهور اختبارات الذكاء العسكرية ألفا وبيتا Army Alpha - Army Beta) لفرز المجندين وانتقاء القادة ورج + ال المهمات الخاصة.
أما اختبارات الاستعداد فقد كان للحرب العالمية الأثر الكبير في ظهورها حيث نشر - العالم سيشور
(Seashor) نتائج أعماله عن الموهبة الموسيقية.
وفي عام (1922) قدم فريد (Fred) اختباراً للميول المهنية وجاء بعده اختبار سترونج للميول
لاختبار الميول المهنية الذي )Kuder( عام (1927). وفي عام (1942) توصل كودر )Strong Vocational Test( يستخدم في العيادات للتوجيه الفني والمهني والتربوي. وفي عام (1923) استطاع العالم (ستنكويست) من التوصل إلى عدد كبير من المقاييس المرتبطة بالقدرة الميكانيكية (Mechanical Abllity).