لخّصلي

تُعرف القيم بأنها تفضيلات ترتبط بالأشياء أو الأفكار، وتُحددها معايير المجتمع، ما يجعلها إطارًا مرجعيًا مشتركًا. وهي قوانين ومقاييس تحكم سلوك الأفراد، وتُعتبر مرجعًا للحكم على الأفعال، هدفًا إنسانيًا ينظم المجتمع، ودافعًا اجتماعيًا يحفز على العمل. كما تُشكل إطارًا معرفيًا يساعد الأفراد على حل مشاكلهم واتخاذ القرارات. يكتسب الفرد القيم تدريجيًا من خلال التنشئة الاجتماعية، بدءًا من الأسرة والمؤسسات المختلفة، مستخدمًا الثواب والعقاب. تتشكل هذه القيم بشكل تلقائي في السنوات الأولى، ثم تأخذ مضمونًا إدراكيًا ووجدانيًا مع تقدم العمر، مما يؤدي إلى تطورها من الخصوصية للعمومية، ومن البساطة للتعقيد، لتُصبح في النهاية مقوّمًا أساسياً للسلوك ومعيارًا للحكم.

• القيم :

تعبر القيم عن التفضيل والامتياز أو درجة من التفضيل والامتياز التي ترتبط بالأشخاص أو

الأشياء أو المعاني أو أوجه النشاط كما ترتبط بالأحكام التي يصدرها الفرد على شيء ما معتمدا

على مجموعة من المبادئ والمعايير التي أقرها المجتمع الذي يعيش فيه والذي يحدد ما هو

مرغوب فيه وما هو غير مرغوب فيه بحيث هناك أنساق للقيم داخل كل مجتمع وهذه القيم تعمل

كإطار مرجعي مشترك الأفراد المجتمع.

ويمكن تعريف القيم بأنها مجموعة من القوانين والمقاييس التي تنشأ في جماعة ما بحيث يتخذون منها معايير للحكم على الأفعال والأعمال المادية والمعنوية بحيث يصبح لها من قوة وتأثيرها على الجماعة صفة الإلزام والضرورة والعمومية وأي خروج أو مخالفة على اتجاهاتها يصبح خروجا

عن مبادئ الجماعة وأهدافها ومثلها العليا.

و خصائص القيم :

• تعتبر مرجع للحكم على سلوك الفرد وفقا للبيئة التي يتواجد فيها والتي تقرر كيفية الحكم على الأشياء فيما إذ كان ضارا أو نافعا.

هي هدف إنساني ينظم المجتمع ويحافظ على تماسكه.

تعتبر دافعا اجتماعيا للعمل حيث تحفز الفرد وتحركه لبذل المزيد من الجهد من أجل تحقيق الرفاهية والتطور للجماعة.

تمثل إطارا معرفيا في إدراك الفرد للأشياء والاهتمام بها فالأفراد الذين يتأثرون لقيمة من القيم

يدركون ويتعرفون على قيمة ومعنى الشيء.تساعد القيم الفرد في حل مشاكله عبر اتخاذ قرارات مناسبة لمواجهته بما يرضي نفسه

معنا.

10- تطور القيم :

يتعلم الفرد القيم ويكتسبها ويستخدمها تدريجيا أثناء عملية التطبيع الاجتماعي ويضيفها إلى إطاره المرجعي للسلوك حيث تكتسب القيم الاجتماعية من عدة طرق بدءا من تعليم الوالدين للطفل حول

ما هو صواب وما هو خاطئ مرورا بمساعدة المؤسسات الاجتماعية الأخرى مثل الأسرة الممتدة

والحي و المدرسة و المؤسسة الدينية مستندة في ذلك على الثواب والعقاب.

فغالبا ما تتشكل القيم لدى الفرد منذ السنوات الأولى حيث تتسم بالتلقائية دون إدراك كلي ووعي

بمضامينها وأبعادها ومع مرحلة المراهقة والرشد تأخذ القيم مضمونها الإدراكي والوجداني حيث

تصبح محكا مرجعيا مهما لقرار الفرد فتكون أكثر طواعية للتشكل والتغير من خلال معايشة

الخبرات الحياتية فمع نمو الفرد تحدث عمليات اكتساب لقيم جديدة والتخلي عن قيم أخرى فيتجه

النسق القيمي خلال مرحلة النمو من الخصوصية إلى العمومية ومن البساطة إلى التعقيد ومن

الوسيلة إلى الغاية مما يؤدي إلى الثبات النسبي للقيم حتى تصبح مقوما أساسيا للسلوك ومعيارا

واعيا للحكم على الأشياء والأفكار والعمل بمقتضياتها بحيث أن لكل فرد بناءه القيمي الخاص الذي

تتحدد في إطاره اختياراته وتفضيلاته ونظرته للأفكار والأشياء والسلوكيات.