لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (50%)

وتشاؤم وافتخار بنفسه. وأبو الطيب كنيته اما لقبه فهو المتنبي واسمه أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكوفي الكندي ولد سنة 303 هـ الموافق 915 م بـ الكوفة في محلة تسمي كندة (وهم ملوك يمنيون) التي انتسب إليها وقضى طفولته فيها (304-308 هـ الموافق 916-920م). قتله فاتك بن أبي جهل الأسدي غربي بغداد سنة 354 هـ الموافق 965 م. وبخاصة شعر أبي نواس وابن الرومي ومسلم بن الوليد وابن المعتز. وعني على الأخص بدراسة شعر أبي تمام وتلميذه البحتري. لم يستقر أبو الطيب في الكوفة، أدرك بما يتملك من طاقات وقابليات ذهنية أن مواجهة الحياة تزيد من تجاربه ومعارفه، فرحل إلى بغداد برفقة والده، ورحل بعدها برفقة والده إلى بادية الشام يلتقي القبائل والأمراء هناك، يتصل بهم و يمدحهم، وفي بادية الشام والبلاد السورية التقي الحكام والأمراء والوزراء والوجهاء ، اتصل بهم ومدحهم، وتنقل بين مدن الشام يمدح الأمراء والوزراء وشيوخ القبائل والأدباء . المتنبي و سيف الدولة الحمداني
ظل باحثاً عن أرضه وفارسه غير مستقر عند أمير ولا في مدينة حتى حط رحاله في إنطاكية حيث أبو العشائر ابن عم سيف الدولة سنة 336 هـ، واتصل بسيف الدولة بن حمدان، فوفد عليه المتنبي وعرض عليه أن يمدحه بشعره على ألا يقف بين يديه لينشد قصيدته كما كان يفعل الشعراء فأجاز له سيف الدولة أن يفعل هذا واصبح المتنبي من شعراء بلاط سيف الدولة في حلب، وأجازه سيف الدولة على قصائده بالجوائز الكثيرة وقربه إليه فكان من أخلص خلصائه وكان بينهما مودة واحترام، غير أن المتنبي حافظ على عادته في إفراد الجزء الأكبر من قصيدته لنفسه وتقديمه إياها على ممدوحة، فكان أن حدثت بينه وبين سيف الدولة جفوة وسعها كارهوه وكانوا كثراً في بلاط سيف الدولة . ازداد أبو الطيب اندفاعاً وكبرياء واستطاع في حضرة سيف الدولة أن يلتقط أنفاسه، إلى المجد الذي لا يستطيع هو نفسه أن يتصور أبو الطيب المتنبي حدوده، وسيف الدولة يحس بطموحه العظيم، وقد ألف هذا الطموح وهذا الكبرياء منذ أن طلب منه أن يلقي شعره قاعداً وكان الشعراء يلقون أشعارهم واقفين بين يدي الأمير، أحس الشاعر بأن صديقه بدأ يتغير عليه، وكانت الهمسات تنقل إليه عن سيف الدولة بأنه غير راض، وعنه إلى سيف الدولة بأشياء لا ترضي الأمير. وبدأت المسافة تتسع بين الشاعر والأمير، وأخذت الشكوى تصل إلى سيف الدولة منه حتى بدأ يشعر بأن فردوسه الذي لاح له بريقه عند سيف الدولة لم يحقق السعادة التي نشدها. وأصابته خيبة الأمل لاعتداء ابن خالويه عليه بحضور سيف الدولة حيث رمى دواة الحبر على المتنبي في بلاط سيف الدولة ، فلم ينتصف له سيف الدولة ، بعد تسع سنوات ونيف في بلاط سيف الدولة جفاه الامير وزادت جفوته له بفضل كارهي المتنبي ولأسباب غير معروفة قال البعض أنها تتعلق بحب المتنبي المزعوم لخولة شقيقة سيف الدولة التي رثاها المتنبي في قصيدة ذكر فيها حسن مبسمها ، وكان هذا مما لا يليق عند رثاء بنات الملوك . انكسرت العلاقة الوثيقة التي كانت تربط سيف الدولة بالمتنبي . فارق أبو الطيب سيف الدولة وهو غير كاره له، فجعل الشاعر يحس بأن هوة بينه وبين صديقة يملؤها الحسد والكيد، وجعله يشعر بأنه لو أقام هنا فلربما تعرض للموت أو تعرضت كبرياؤه للضيم. وبقيت الصلة بينهما بالرسائل التي تبادلاها حين عاد أبو الطيب إلى الكوفة وبعد ترحاله في بلاد عديده بقي سيف الدولة في خاطر ووجدان المتنبي . المتنبي و كافور الإخشيدي
الشخص الذي تلا سيف الدولة الحمداني أهمية في سيرة المتنبي هو كافور الإخشيدي. فقد فارق أبو الطيب حلباً إلى مدن الشام ومصر وكأنه يضع خطة لفراقها ويعقد مجلساً يقابل سيف الدولة. و كان مبعث ذهاب المتنبي إليه على كرهه له لأنه طمع في ولاية يوليها إياه. و لم يكن مديح المتنبي لكافور صافياً، بل بطنه بالهجاء و الحنين إلى سيف الدولة الحمداني في حلب ، فكان مطلع أول قصيدته مدح بها كافور:
فكأنه جعل كافورا الموت الشافي والمنايا التي تتمنى ومع هذا فقد كان كافور حذراً، بل إن وشاة المتنبي كثروا عنده، و هجا كافور و مصر هجاء مرا ومما نسب إلى المتنبي في هجاء كافور:
من علم الأسود المخصي مكرمة أقومه البيض أم آباؤه السود
أم أذنه في يد النخاس دامية أم قدره وهو بالفلسين مردود
و استقر في عزم أن يغادر مصر بعد أن لم ينل مطلبه، و قال يومها قصيدته الشهيرة التي ضمنها ما بنفسه من مرارة على كافور و حاشيته، عيد بأية حال عدت يا عيد بما مضى أم لأمر فيك تجديد
إذا أردت كميت اللون صافية وجدتها وحبيب النفس مفقود
وفي القصيدة هجوم شرس على كافور وأهل مصر بما وجد منهم من إهانة له وحط منزلته وطعنا في شخصيته المجنونة ثم إنه بعد مغادرته لمصر قال قصيدةن يصف بها منازل طريقه وكيف أنه قام بقطع القفار والأودية المهجورة التي لم يسلكها أحد قال في مطلعها:
وكل ناجة بجاوية خنوف وما بي حسن المشى
وقال يصف ناقته: ضربت بها التيه ضرب القمار إما لهذا وإما لذا لإذا فزعت قدمتها الجياد وبيض السيوف وسمر القنا
وهي قصيدة يميل فيها المتنبي إلى حد ما إلى الغرابة في الألفاظ ولعله يرمي بها إلى مساواتها بطريقه
فقد قصد امراء الشام و العراق وفارس، فمدح عضد الدولة ابن بويه الديلمي في شيراز و ذالك بعد فراره من مصر إلى الكوفة ليلة عيد النحر سنة 370 هـ. فلما كان المتنبي عائدًا يريد الكوفة، وكان في جماعة منهم ابنه محشد وغلامه مفلح، وكان في جماعة أيضًا. فاقتتل الفريقان وقُتل المتنبي وابنه محشد وغلامه مفلح بالنعمانية بالقرب من دير العاقول غربيّ بغداد. اتهرب وأنت القائل
فرجع فقاتل حتى قتل
ولهذا اشتهر بأن هذا البيت هو الذي قتله. شعره وخصائصه الفنية
وحياته، واضطرابات، وخصب أخيلته، اشتهر بالمدح، وثغرُكَ باسم
الوصف
كما صور نفسه وطموحه. لها ثمر تشـير إليك منـه *** بأَشربـةٍ وقفن بـلا أوان
إذا غنى الحمام الوُرْقُ فيها *** أجابتـه أغـانيُّ القيـان
وقال يهجو طائفة من الشعراء الذين كانوا ينفسون عليه مكانته:
وأَتْعَبُ مَن ناداك من لا تُجيبه *** وأَغيظُ مَن عاداك مَن لا تُشاكل
الرثاء
للشاعر رثاء غلب فيه على عاطفته، وانبعثت بعض النظرات الفلسفية فيها. بكيتُ عليها خِيفة في حياتهـا *** وذاق كلانا ثُكْلَ صاحبه قِدما
أتاها كتابي بعد يأس وتَرْحَـة *** فماتت سروراً بي ، ويردد نوازعها وآلامها. ومن حكمه ونظراته في الحياة:
ومراد النفوس أصغر من أن *** نتعادى فيـه وأن نتـفانى
غير أن الفتى يُلاقي المنايـا *** كالحات ، ويلاقي الهـوانا
ولـو أن الحياة تبقـى لحيٍّ *** لعددنا أضلـنا الشجـعانا
وإذا لم يكن من الموت بُـدٌّ *** فمن العار أن تموت جبانا
فقد حفظ أبو الطيب المتنبي كتاباً بمجرد أن نظر إليه، فقد كان عدد صفحات الكتاب 30 صفحة. رحلته في بادية الشام:- كان أبو الطيب المتنبي على اتصال بالأمراء والقبائل التي توجد في بادية الشام فقد كان يمدحهم. و كان أبو الطيب المتنبي لديه قضية تشغل تفكيره وأراد أن يعلن عنها من خلال شعره بشكل صريح حتى وصل الأمر أن أصدقائه قامو بتحذيره بسبب هذه القضية. وفشل أبو الطيب المتنبي في أن أن يقوم بتنفيذ القضية التي تشغل تفكيره مما أدى إلى دخوله إلى السجن . وكان لدخوله السجن أثر سلبي واضح عليه فأدرك أبو الطيب المتنبي انه ليس الوحيد الذي لم يستطع الوصول إلى حلمه فقد كان يريد ان يُنهي الفساد الذي يوجد في المجتمع . حياة المتنبي بعد خروجه من السجن:- عادت حياة أبو الطيب المتنبي كما كانت مليئة بالقلق والخوف وذهب إلى طبريا ( وهي من أقدم المدن الفلسطينية ) وألتقى بشخص يدعى بدر بن عمار( وهو أمير طبريا ) وأخذ أبو الطيب المتنبي يمدح فيه ولكنه أحس ان بدر بن عمار لن يستطيع أن يساعده في تحقيق أحلامه . وظل أبو الطيب المتنبي ينتقل من بلد إلى أخرى حتى أستقر في أنطاكيا (تركيا حالياً) وأصبح على أتصال مع سيف الدولة ورحل معه إلى حلب. فأصبح المتنبي هو الذراع الأيمن لسيف الدولة فقد كان المتنبي يشارك سيف الدولة كل أنتصاراته. ومن خلال مساعدة وحب سيف الدولة لأبو الطبيب المتنبي أستطاع المتنبي أن يعيش عيشه كريمة وكان من أكثر الشعراء تميزاً عن غيره، هذا الأمر الذي جعل العديد من الشعراء يحسدوه والقيام بالعديد من المحاولات حتي يتم الوقيعة بين المتنبي و سيف الدولة، وعلى أثره ترك أبو الطيب المتنبي سيف الدولة وظل يعاتبه في قصائده. وبسبب أن أبو الطيب المتنبي كان صريحاً وكان غير قادراً على السيطرة على لسانه كان هذا هو الدافع الذي يجعل منافسيه يقوموا بتدبير الوقيعة بينه وبين والي مصر وقتها وهو ” كافور “. وبالفعل حدثت الوقيعة بينهم ولم ينال المتنبي مراده في الولاية فقام المتنبي بهجاءه هجاءً لاذعا. من أشهر أقواله :-
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته . وإن انت أكرمت اللئيم تمردا. مقتله :- بعد أن حدثت الوقيعة بينه وبين كافور، ولاذ المتنبي بالفرار بسبب أنتصار فريق الأسدي، فرد عليه المتنبي قائلاً: قتلتني قتلك الله. لا تقل شأنًا عن ناحيته السياسية والحربية، وقد وردت في ذلك أخبار متفرقة تدل عليه. رغم النزعة الشائعة؛ إذ ذاك في كراهيته، فيروي صاحب اليتيمة أن سيف الدولة أمر بضرب دنانير للصلات في كل دينار منها عشرة مثاقيل وعليه اسمه وصورته، أبدع من هذه الدنانير لم
يجر قديمًا في خاطر الكرم
في دهرنا عُوذَةً من العدم
وأدل على ذلك ما ذكره المتنبي في صفة خيمة لسيف الدولة، ففيها صورة روضة بديعة لم يحكها السحاب وإنما حاكها النساج، وملك الروم يسجد لسيف الدولة، ويخضع له ويتذلل، إذ لا يقدر على تقبيل كمه ويده لارتفاع مكانه. وفي حواشي الخيمة لآلئ من النسيج تكاد لا تختلف عن اللآلئ الحقة إلا أنها لم تنظم ولم تثقب، ففي ذلك يقول المتنبي:
عليها رياض لم تحكها سحابة
وأغصان دوحٍ لم تغن حمائمه
من الدر سمط لم يثقبه ناظمه
ترى حيوان البر مصطلحًا بها
وفي صورة الرومي ذي التاج ذلة
لأبلج لا تيجان إلا عمائمه
تقبل أفواه الملوك بساطه
ويكبر عنها كمه وبراجمه
ومن بين أذني كل قرمٍ مواسمه
قبائعها تحت المرافق هيبة
ثم أولع بالموسيقى، فأسمعه الفارابي من قانونه خيرًا مما سمع. وأنمى من هذا وأظهر ناحية سيف الدولة الأدبية، ولم يذكر المؤرخون لنا كيف ثقف وكيف عُلِّم، كما كان يعرف أيام قبيلته (تغلب) ومفاخرها. يقول فيه المتنبي:
ومن مظاهر حبه للأدب وسعة اطلاعه وحسن ذوقه أنه كان كثيرًا ما يتمثل بأبيات قديمة، وتعجبه أبيات يرددها، فمرة — مثلًا— ورد على خاطره بيتان للعباس بن الأحنف:
أمِنِّي تخاف انتشار الحديث
ولو لم أصنه لبقيا عليـ
ـك نظرت لنفسي كما تنظر
فقال المتنبي أبياته المشهورة:
وسرك سري فما أظهر إلخ
ثم مجلسه الأدبي الحافل في حلب، والذي قل أن يكون له نظير؛ فالشعراء والأدباء في مجلسه يثيرون الموضوعات المتنوعة، ويساهم فيها سيف الدولة، وأحيانًا يسألهم إجازة الشعر، لك جسمي تُعِلُّه
ويطلب من أبي فراس أن يجيزه، فيقول:
فلي الأمر كله
ومرة يسأل المتنبي أن يعيد إنشاد قصيدته:
على قدر أهل العزم تأتي العزائم
فلما وصل إلى قوله:
وقفت وما في الموت شك لواقف
كأنك في جفن الردى وهو نائم
ووجهك وضاحٌ وثغرك باسم
قال سيف الدولة: قد انتقدنا عليك هذين البيتين؛ كأنك في جفن الردى وهو نائم
وسأل سيف الدولة مرة من في مجلسه: هل تعلمون اسمًا ممدودًا وجمعه مقصور؟ فلم يحيروا جوابًا إلا ابن خالويه فقال: عذراء وعذارى، وصحراء وصحارى، فلعله كان يتغنى بها فيظن بعض الناس أنها له، فتمنيت أن تكوني بعيدًا
والذي بيننا من الود باق
تجنى عليَّ الذنب والذنبُ ذنبُه
فهلا جفاني حين كان لي القلب
إذا برم المولى بخدمة عبده
تجنى له ذنبًا وإن لم يكن ذنب
كان المتنبي بعد خروجه من سجنه لدعواه النبوة، أو لما قيل من دعواه النبوة بائسًا فقيرًا ناقمًا على الزمان وأهله، يشعر بعظمته وعلو نفسه؛ فهو يتردد على من يسميهم الناس عظماء، فيمدحهم فلا يجد عندهم تقديرًا لنفسه ولا لشاعريته، حتى رووا أنه مدح علي بن منصور الحاجب بقصيدته التي مطلعها:
وقالوا: إن أكثر ما نال على شعره قبل اتصاله بسيف الدولة كان مائة دينار، فكان اتصاله بسيف الدولة صفحة جديدة في أدبه، ومدحه بقصائد كثيرة، شاعر المجد خدنه شاعر اللفـ
ـظ كلانا رب المعاني الدقاق
لم تزل تسمع المديح ولكـ
ـن صهيل الجياد غير النهاق
وكان بها أبو الطيب، وكان قد سمع سيف الدولة به وبشعره، ورأى أن يُزين به بلاطه، وعرض عليه أن يكون شاعره. ويرى أن ذلك أمنية الأماني وسعادة الدهر، وأداه تردده أن يشترط، لم يشترط مالًا يُعطاه، ولا جائزة ينالها، وهو لهذا ضامن، ولكنه اشترط ألا يُعامل معاملة سائر الشعراء؛ بل شاعرًا وعظيمًا، وقد سمع أن الشعراء يذلون لسيف الدولة ذلة لا يرضاها لنفسه؛ وأنهم ينشدون شعرهم وهم وقوف أمامه؛ إنما يكون «ملك الشعراء يمدح ملك الناس»؛ فإذا كان سيف الدولة راكبًا مدحه المتنبي وهو راكب، لبث المتنبي مع سيف الدولة نحو عشر سنين من سنة ٣٣٧ إلى سنة ٣٤٦ أغلبها في حلب، وأجود شعره كيفًا. لم يَجُدْ شعر المتنبي في زمن جودته أيام سيف الدولة لأسباب: أهمها أن المتنبي لم يجد ما يُغذي نفسه وعواطفه في نواحيها المختلفة كما وجدها في هذه الأيام، ويقول في أبياته:
فسأل سيف الدولة المتنبي ما تقول؟ فقال:


النص الأصلي

أبو الطيب أحمد المتنبي، شاعر حكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي، له الأمثال السائرة والحكم البالغة المعاني المبتكرة. في شعره اعتزاز بالعروبة، وتشاؤم وافتخار بنفسه. و تدور معظم قصائده حول مدح الملوك. ترك تراثاً عظيماً من الشعر، يضم 326 قصيدة، تمثل عنواناً لسيرة حياته، صور فيها الحياة في القرن الرابع الهجري أوضح تصوير. قال الشعر صبياً. فنظم أول اشعاره و عمره 9 سنوات . اشتهر بحدة الذكاء واجتهاده وظهرت موهبته الشعرية باكراً.
وأبو الطيب كنيته اما لقبه فهو المتنبي واسمه أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكوفي الكندي ولد سنة 303 هـ الموافق 915 م بـ الكوفة في محلة تسمي كندة (وهم ملوك يمنيون) التي انتسب إليها وقضى طفولته فيها (304-308 هـ الموافق 916-920م). قتله فاتك بن أبي جهل الأسدي غربي بغداد سنة 354 هـ الموافق 965 م.
نشأته و تعليمه
نشأ بـ الشام ثم تنقل في البادية السورية يطلب الأدب وعلم العربية. ثم عاد إلى الكوفة حيث أخذ يدرس بعناية الشعر العربي، وبخاصة شعر أبي نواس وابن الرومي ومسلم بن الوليد وابن المعتز. وعني على الأخص بدراسة شعر أبي تمام وتلميذه البحتري. انتقل إلى الكوفة والتحق بكتاب (309-316 هـ الموافق 921-928م) يتعلم فيه أولاد أشراف الكوفة دروس العلوية شعراً ولغة وإعراباً. لم يستقر أبو الطيب في الكوفة، فقد اتجه إلى الشام ليعمق تجربته في الحياة وليصبغ شِعره بلونها، أدرك بما يتملك من طاقات وقابليات ذهنية أن مواجهة الحياة تزيد من تجاربه ومعارفه، فرحل إلى بغداد برفقة والده، وهو في الرابعة عشرة من عمره، قبل أن يتصلب عوده، وفيها تعرف على الوسط الأدبي، وحضر بعض حلقات اللغة والأدب، ثم احترف الشعر ومدح رجال الدولة . ورحل بعدها برفقة والده إلى بادية الشام يلتقي القبائل والأمراء هناك، يتصل بهم و يمدحهم، فتقاذفته دمشق وطرابلس واللاذقية وحمص وحلب . دخل البادية فخالط الأعراب، وتنقل فيها يطلب الأدب واللغة العربية وأيام الناس، وفي بادية الشام والبلاد السورية التقي الحكام والأمراء والوزراء والوجهاء ، اتصل بهم ومدحهم، وتنقل بين مدن الشام يمدح الأمراء والوزراء وشيوخ القبائل والأدباء .
المتنبي و سيف الدولة الحمداني
ظل باحثاً عن أرضه وفارسه غير مستقر عند أمير ولا في مدينة حتى حط رحاله في إنطاكية حيث أبو العشائر ابن عم سيف الدولة سنة 336 هـ، واتصل بسيف الدولة بن حمدان، امير وصاحب حلب ، سنة 337 هـ وكانا في سن متقاربه، فوفد عليه المتنبي وعرض عليه أن يمدحه بشعره على ألا يقف بين يديه لينشد قصيدته كما كان يفعل الشعراء فأجاز له سيف الدولة أن يفعل هذا واصبح المتنبي من شعراء بلاط سيف الدولة في حلب، وأجازه سيف الدولة على قصائده بالجوائز الكثيرة وقربه إليه فكان من أخلص خلصائه وكان بينهما مودة واحترام، وخاض معه المعارك ضد الروم، وتعد سيفياته أصفى شعره. غير أن المتنبي حافظ على عادته في إفراد الجزء الأكبر من قصيدته لنفسه وتقديمه إياها على ممدوحة، فكان أن حدثت بينه وبين سيف الدولة جفوة وسعها كارهوه وكانوا كثراً في بلاط سيف الدولة .


ازداد أبو الطيب اندفاعاً وكبرياء واستطاع في حضرة سيف الدولة أن يلتقط أنفاسه، وظن أنه وصل إلى شاطئه الأخضر، وعاش مكرماً مميزاً عن غيره من الشعراء في حلب . وهو لا يرى إلا أنه نال بعض حقه، ومن حوله يظن أنه حصل على أكثر من حقه. وظل يحس بالظمأ إلى الحياة، إلى المجد الذي لا يستطيع هو نفسه أن يتصور أبو الطيب المتنبي حدوده، إلى أنه مطمئن إلى إمارة حلب العربية الذي يعيش في ظلها وإلى أمير عربي يشاركه طموحه وإحساسه. وسيف الدولة يحس بطموحه العظيم، وقد ألف هذا الطموح وهذا الكبرياء منذ أن طلب منه أن يلقي شعره قاعداً وكان الشعراء يلقون أشعارهم واقفين بين يدي الأمير، واحتمل أيضاً هذا التمجيد لنفسه ووضعها أحياناً بصف الممدوح إن لم يرفعها عليه. ولربما احتمل على مضض تصرفاته العفوية، إذ لم يكن يحس مداراة مجالس الملوك والأمراء، فكانت طبيعته على سجيتها في كثير من الأحيان.
خيبة الأمل وجرح الكبرياء
أحس الشاعر بأن صديقه بدأ يتغير عليه، وكانت الهمسات تنقل إليه عن سيف الدولة بأنه غير راض، وعنه إلى سيف الدولة بأشياء لا ترضي الأمير. وبدأت المسافة تتسع بين الشاعر والأمير، ولربما كان هذا الاتساع مصطنعاً إلا أنه اتخذ صورة في ذهن كل منهما. وظهرت منه مواقف حادة مع حاشية الأمير، وأخذت الشكوى تصل إلى سيف الدولة منه حتى بدأ يشعر بأن فردوسه الذي لاح له بريقه عند سيف الدولة لم يحقق السعادة التي نشدها. وأصابته خيبة الأمل لاعتداء ابن خالويه عليه بحضور سيف الدولة حيث رمى دواة الحبر على المتنبي في بلاط سيف الدولة ، فلم ينتصف له سيف الدولة ، ولم يثأر له الأمير، وأحس بجرح لكرامته، لم يستطع أن يحتمل، فعزم على مغادرته، ولم يستطع أن يجرح كبرياءه بتراجعه، وإنما أراد أن يمضي بعزمه. فكانت مواقف العتاب الصريح والفراق، وكان آخر ما أنشده إياه ميميته في سنة 345 هـ ومنها: (لا تطلبن كريماً بعد رؤيته). بعد تسع سنوات ونيف في بلاط سيف الدولة جفاه الامير وزادت جفوته له بفضل كارهي المتنبي ولأسباب غير معروفة قال البعض أنها تتعلق بحب المتنبي المزعوم لخولة شقيقة سيف الدولة التي رثاها المتنبي في قصيدة ذكر فيها حسن مبسمها ، وكان هذا مما لا يليق عند رثاء بنات الملوك . انكسرت العلاقة الوثيقة التي كانت تربط سيف الدولة بالمتنبي .


فارق أبو الطيب سيف الدولة وهو غير كاره له، وإنما كره الجو الذي ملأه حساده ومنافسوه من حاشية الأمير. فأوغروا قلب الأمير، فجعل الشاعر يحس بأن هوة بينه وبين صديقة يملؤها الحسد والكيد، وجعله يشعر بأنه لو أقام هنا فلربما تعرض للموت أو تعرضت كبرياؤه للضيم. فغادر حلب ، وهو يكن لأميرها الحب، لذا كان قد عاتبه وبقي يذكره بالعتاب، ولم يقف منه موقف الساخط المعادي، وبقيت الصلة بينهما بالرسائل التي تبادلاها حين عاد أبو الطيب إلى الكوفة وبعد ترحاله في بلاد عديده بقي سيف الدولة في خاطر ووجدان المتنبي .
المتنبي و كافور الإخشيدي
الشخص الذي تلا سيف الدولة الحمداني أهمية في سيرة المتنبي هو كافور الإخشيدي. فقد فارق أبو الطيب حلباً إلى مدن الشام ومصر وكأنه يضع خطة لفراقها ويعقد مجلساً يقابل سيف الدولة. من هنا كانت فكرة الولاية أملا في رأسه ظل يقوي. دفع به للتوجه إلى مصر حيث (كافور الإخشيدي) . و كان مبعث ذهاب المتنبي إليه على كرهه له لأنه طمع في ولاية يوليها إياه. و لم يكن مديح المتنبي لكافور صافياً، بل بطنه بالهجاء و الحنين إلى سيف الدولة الحمداني في حلب ، فكان مطلع أول قصيدته مدح بها كافور:
كفى بك داء أن ترى الموت شافياً وحسب المنايا أن يكن أمانيا
فكأنه جعل كافورا الموت الشافي والمنايا التي تتمنى ومع هذا فقد كان كافور حذراً، فلم ينل المتنبي منه مطلبه، بل إن وشاة المتنبي كثروا عنده، فهجاهم المتنبي، و هجا كافور و مصر هجاء مرا ومما نسب إلى المتنبي في هجاء كافور:
لا تشتري العبد إلا والعصا معه إن العبيد لأنجــاس مناكــيد
نامت نواطير مصر عن ثعالبها وقد بشمن وما تفنى العناقيد
لا يقبض الموت نفسا من نفوسهم إلا وفي يده من نتنها عود
من علم الأسود المخصي مكرمة أقومه البيض أم آباؤه السود
أم أذنه في يد النخاس دامية أم قدره وهو بالفلسين مردود
و استقر في عزم أن يغادر مصر بعد أن لم ينل مطلبه، فغادرها في يوم عيد، و قال يومها قصيدته الشهيرة التي ضمنها ما بنفسه من مرارة على كافور و حاشيته، و التي كان مطلعها:
عيد بأية حال عدت يا عيد بما مضى أم لأمر فيك تجديد
ويقول فيها أيضا:
إذا أردت كميت اللون صافية وجدتها وحبيب النفس مفقود
ماذا لقيت من الدنيا وأعجبه أني لما أنا شاكٍ مِنْهُ مَحْسُودُ
وفي القصيدة هجوم شرس على كافور وأهل مصر بما وجد منهم من إهانة له وحط منزلته وطعنا في شخصيته المجنونة ثم إنه بعد مغادرته لمصر قال قصيدةن يصف بها منازل طريقه وكيف أنه قام بقطع القفار والأودية المهجورة التي لم يسلكها أحد قال في مطلعها:
ألا كل ماشية الخيزلى فدى كل ماشية الهيدبى
وكل ناجة بجاوية خنوف وما بي حسن المشى
وقال يصف ناقته: ضربت بها التيه ضرب القمار إما لهذا وإما لذا لإذا فزعت قدمتها الجياد وبيض السيوف وسمر القنا


وهي قصيدة يميل فيها المتنبي إلى حد ما إلى الغرابة في الألفاظ ولعله يرمي بها إلى مساواتها بطريقه
لم يكن سيف الدولة وكافور هما من اللذان مدحهما المتنبي فقط، فقد قصد امراء الشام و العراق وفارس، فمدح عضد الدولة ابن بويه الديلمي في شيراز و ذالك بعد فراره من مصر إلى الكوفة ليلة عيد النحر سنة 370 هـ.


فلما كان المتنبي عائدًا يريد الكوفة، وكان في جماعة منهم ابنه محشد وغلامه مفلح، لقيه فاتك بن أبي جهل الأسدي، وهو خال ضبّة، وكان في جماعة أيضًا. فاقتتل الفريقان وقُتل المتنبي وابنه محشد وغلامه مفلح بالنعمانية بالقرب من دير العاقول غربيّ بغداد.
قصة قتله أنه لما ظفر به فاتك... أراد الهرب
فقال له ابنه... اتهرب وأنت القائل
الخيل والليل والبيداء تعرفني والسيف والرمح والقرطاس والقلم
فقال المتنبي: قتلتني ياهذا, فرجع فقاتل حتى قتل
ولهذا اشتهر بأن هذا البيت هو الذي قتله. بينما الأصح أن الذي قتله هو تلك القصيدة
شعره وخصائصه الفنية
المتنبي كان صورة صادقة لعصره، وحياته، فهو يحدثك عما كان في عصره من ثورات، واضطرابات، ويدلك على ما كان به من مذاهب، وآراء، ونضج العلم والفلسفة. كما يمثل شعره حياته المضطربة: فذكر فيه طموحه وعلمه، وعقله وشجاعته، وسخطه ورضاه، وحرصه على المال، كما تجلت القوة في معانيه، وأخيلته، وألفاظه، وعباراته.وقد تميز خياله بالقوة والخصابة فكانت ألفاظه جزلة، وعباراته رصينة، تلائم قوة روحه، وقوة معانيه، وخصب أخيلته، وهو ينطلق في عباراته انطلاقاً ولا يعنى فيها كثيراً بالمحسنات والصناعة.


أغراضه الشعرية
المدح
اشتهر بالمدح، وأشهر من مدحهم سيف الدولة الحمداني و كافور الإخشيدي، ومدائحه في سيف الدولة وفي حلب تبلغ ثلث شعره او أكثر ، وقد استكبر عن مدح كثير من الولاة والقواد حتى في حداثته. ومن قصائده في مدح سيف الدولة:
وقفت وما في الموت شكٌّ لواقف *** كأنك في جفن الرَّدى وهو نائم
تمـر بك الأبطال كَلْمَى هزيمـةً *** ووجهك وضاحٌ ، وثغرُكَ باسم
تجاوزت مقدار الشجاعة والنهى *** إلى قول قومٍ أنت بالغيب عالم
الوصف
أجاد المتنبي وصف المعارك والحروب البارزة التي دارت في عصره وخاصة في حضرة وبلاط سيف الدولة ، فكان شعره يعتبر سجلاً تاريخياً. كما أنه وصف الطبيعة، وأخلاق الناس، ونوازعهم النفسية، كما صور نفسه وطموحه. وقد قال يصف شِعب بوَّان، وهو منتزه بالقرب من شيراز :
لها ثمر تشـير إليك منـه *** بأَشربـةٍ وقفن بـلا أوان
وأمواهٌ يصِلُّ بها حصاهـا *** صليل الحَلى في أيدي الغواني
إذا غنى الحمام الوُرْقُ فيها *** أجابتـه أغـانيُّ القيـان


الفخر
لم ينس المتنبي نفسه حين يمدح أو يهجو أو يرثى، ولهذا نرى روح الفخر شائعةً في شعره.
وإني لمـن قـوم كـأَن نفـوسهـم *** بهـا أنَـفٌ أن تـسكـن اللحـم والعظمـا


الهجاء
لم يكثر الشاعر من الهجاء. وكان في هجائه يأتي بحكم يجعلها قواعد عامة، تخضع لمبدأ أو خلق، وكثيراً ما يلجأ إلى التهكم، أو استعمال ألقاب تحمل في موسيقاها معناها، وتشيع حولها جو السخرية بمجرد الفظ بها، كما أن السخط يدفعه إلى الهجاء اللاذع في بعض الأحيان. وقال يهجو طائفة من الشعراء الذين كانوا ينفسون عليه مكانته:
أفي كل يوم تحت ضِبني شُوَيْعرٌ *** ضعيف يقاويني ، قصير يطاول
لساني بنطقي صامت عنه عادل *** وقلبي بصمتي ضاحكُ منه هازل
وأَتْعَبُ مَن ناداك من لا تُجيبه *** وأَغيظُ مَن عاداك مَن لا تُشاكل
وما التِّيهُ طِبِّى فيهم ، غير أنني *** بغيـضٌ إِلىَّ الجاهـل المتعاقِـل


الرثاء
للشاعر رثاء غلب فيه على عاطفته، وانبعثت بعض النظرات الفلسفية فيها. وقال يرثى جدته:
أحِنُ إلى الكأس التي شربت بها *** وأهوى لمثواها التراب وما ضمَّا
بكيتُ عليها خِيفة في حياتهـا *** وذاق كلانا ثُكْلَ صاحبه قِدما
أتاها كتابي بعد يأس وتَرْحَـة *** فماتت سروراً بي ، ومِتُ بها غمَّا
حرامٌ على قلبي السرور ، فإنني *** أَعُدُّ الذي ماتت به بعدها سُمَّا


الحكمة
اشتهر المتنبي بالحكمة وذهب كثير من أقواله مجرى الأمثال لأنه يتصل بالنفس الإنسانية، ويردد نوازعها وآلامها. ومن حكمه ونظراته في الحياة:


ومراد النفوس أصغر من أن *** نتعادى فيـه وأن نتـفانى
غير أن الفتى يُلاقي المنايـا *** كالحات ، ويلاقي الهـوانا
ولـو أن الحياة تبقـى لحيٍّ *** لعددنا أضلـنا الشجـعانا
وإذا لم يكن من الموت بُـدٌّ *** فمن العار أن تموت جبانا


المهارات التي أمتاز بها أبو الطيب المتنبي:- كان أبو الطيب المتنبي سريع الحفظ ،فقد حفظ أبو الطيب المتنبي كتاباً بمجرد أن نظر إليه، فقد كان عدد صفحات الكتاب 30 صفحة.


رحلته في بادية الشام:- كان أبو الطيب المتنبي على اتصال بالأمراء والقبائل التي توجد في بادية الشام فقد كان يمدحهم. و كان أبو الطيب المتنبي لديه قضية تشغل تفكيره وأراد أن يعلن عنها من خلال شعره بشكل صريح حتى وصل الأمر أن أصدقائه قامو بتحذيره بسبب هذه القضية. وفشل أبو الطيب المتنبي في أن أن يقوم بتنفيذ القضية التي تشغل تفكيره مما أدى إلى دخوله إلى السجن .


وكان لدخوله السجن أثر سلبي واضح عليه فأدرك أبو الطيب المتنبي انه ليس الوحيد الذي لم يستطع الوصول إلى حلمه فقد كان يريد ان يُنهي الفساد الذي يوجد في المجتمع . ولكن هناك العديد داخل جدران هذا السجن لم يستطيعوا تحقيق ما يطمحون إليه.


حياة المتنبي بعد خروجه من السجن:- عادت حياة أبو الطيب المتنبي كما كانت مليئة بالقلق والخوف وذهب إلى طبريا ( وهي من أقدم المدن الفلسطينية ) وألتقى بشخص يدعى بدر بن عمار( وهو أمير طبريا ) وأخذ أبو الطيب المتنبي يمدح فيه ولكنه أحس ان بدر بن عمار لن يستطيع أن يساعده في تحقيق أحلامه . وظل أبو الطيب المتنبي ينتقل من بلد إلى أخرى حتى أستقر في أنطاكيا (تركيا حالياً) وأصبح على أتصال مع سيف الدولة ورحل معه إلى حلب.


وقد أحس أبو الطيب المتنبي أن سيف الدولة هو الذي سيكون العون له في تحقيق أماله، فأصبح المتنبي هو الذراع الأيمن لسيف الدولة فقد كان المتنبي يشارك سيف الدولة كل أنتصاراته. ومن خلال مساعدة وحب سيف الدولة لأبو الطبيب المتنبي أستطاع المتنبي أن يعيش عيشه كريمة وكان من أكثر الشعراء تميزاً عن غيره، هذا الأمر الذي جعل العديد من الشعراء يحسدوه والقيام بالعديد من المحاولات حتي يتم الوقيعة بين المتنبي و سيف الدولة، وبالفعل أستطاعوا أن تتم الوقيعة. وعلى أثره ترك أبو الطيب المتنبي سيف الدولة وظل يعاتبه في قصائده.


أبو الطيب وحلم الولاية:- أراد أبو الطيب المتنبي ان يذهب إلى مصر أملاً في الولاية، وحتي يصل إلى هذا الحلم قدم العديد من التنازلات حتى يصل إلى مراده. وكان وحيداً في مصر وهذا السبب جعله يشعر بالغربة فقد كان بعيداً عن أهله وكان يشتاق إلى سيف الدولة. وبسبب أن أبو الطيب المتنبي كان صريحاً وكان غير قادراً على السيطرة على لسانه كان هذا هو الدافع الذي يجعل منافسيه يقوموا بتدبير الوقيعة بينه وبين والي مصر وقتها وهو ” كافور “. وبالفعل حدثت الوقيعة بينهم ولم ينال المتنبي مراده في الولاية فقام المتنبي بهجاءه هجاءً لاذعا.


من أشهر أقواله :-
إذا رأيت أنياب الليث بارزة .. فلا تظن أن الليث يبتسم.
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته .. وإن انت أكرمت اللئيم تمردا.
مقتله :- بعد أن حدثت الوقيعة بينه وبين كافور، سافر إلى بغداد ولم يمدح الملك بها فغضب عليه عضد الدولة فأرسل إليه ابي جهل الأسدي وتقاتل فريق الأسدي مع فريق المتنبي، ولاذ المتنبي بالفرار بسبب أنتصار فريق الأسدي، وقال غلام في فريقة : أتهرب وأنت القائل الخيل والليل والبيداء تعرفني والسيف والرمح والقرطاس والقلم؟!
(البيداء معناها : الصحراء & القرطاس معناها: الورقة )
فرد عليه المتنبي قائلاً: قتلتني قتلك الله. وعلى أثره رجع المتنبي وقاتل حتى قُتل هو وغلامه وكان عمره 51 عاماً.


المتنبي وسيف الدولة (١)


كان لسيف الدولة ناحية فنية قوية، لا تقل شأنًا عن ناحيته السياسية والحربية، فهو يحب الفن ويولع به، ويتذوقه ويساهم فيه.


وقد وردت في ذلك أخبار متفرقة تدل عليه.


فهو مولع بالتصوير، رغم النزعة الشائعة؛ إذ ذاك في كراهيته، فيروي صاحب اليتيمة أن سيف الدولة أمر بضرب دنانير للصلات في كل دينار منها عشرة مثاقيل وعليه اسمه وصورته، فأمر يومًا لأبي الفرج الببغاء بعشرة منها، فقال:


نحن بجود الأمير في حرم


نرتع بين السُّعُود والنعم
أبدع من هذه الدنانير لم


يجر قديمًا في خاطر الكرم
فقد غَدَتْ باسمه وصورته


في دهرنا عُوذَةً من العدم
ولعله استوحى ذلك من صورة دنانير الروم.


وأدل على ذلك ما ذكره المتنبي في صفة خيمة لسيف الدولة، تدلنا على ذوقه وحبه للفن حقًّا، فقد ذكر المتنبي أن هذه الخيمة أو القبة التي كانت تضرب على سيف الدولة، كانت قطعة فنية رائعة.


ففيها صورة روضة بديعة لم يحكها السحاب وإنما حاكها النساج، وأغصان الأشجار ترفرف عليها طيور لا تنقص عن الطيور الطبيعية إلا بالغناء.


وفيها صور وحوش يحارب كل جنس عدوه، ولكنها سُلبت الروح فتسالمت.


وإذا ضربتها الريح ماج بعضها في بعض فكأن صور الخيل تجول، وكأن صور الأسود تختل صور الظباء لتصيدها وتدركها.


وفي ناحية من الخيمة صورة ملك الروم، وصورة سيف الدولة، وملك الروم يسجد لسيف الدولة، ويخضع له ويتذلل، ويُقبِّل بساطه؛ إذ لا يقدر على تقبيل كمه ويده لارتفاع مكانه.


وبين يدي سيف الدولة الملوك متكئين على مقابض سيوفهم من هيبته.


وفي حواشي الخيمة لآلئ من النسيج تكاد لا تختلف عن اللآلئ الحقة إلا أنها لم تنظم ولم تثقب، ففي ذلك يقول المتنبي:


عليها رياض لم تحكها سحابة


وأغصان دوحٍ لم تغن حمائمه
وفوق حواشي كل ثوب موجَّهٍ


من الدر سمط لم يثقبه ناظمه
ترى حيوان البر مصطلحًا بها


يحارب ضدٌّ ضدَّه ويُسالمه
إذا ضربته الريح ماج كأنه


تجول مذاكيه وتدأى ضراغمه
وفي صورة الرومي ذي التاج ذلة


لأبلج لا تيجان إلا عمائمه
تقبل أفواه الملوك بساطه


ويكبر عنها كمه وبراجمه
قيامًا لمن يشفى من الداء كيه


ومن بين أذني كل قرمٍ مواسمه
قبائعها تحت المرافق هيبة


وأنفذ مما في الجفون عزائمه
وهي صورة بديعة، تشهد بحب سيف الدولة للتصوير والفن.


ثم أولع بالموسيقى، فكان في قصوره الجواري المغنيات، ويروون أن الفارابي لما زاره عرض عليه سيف الدولة قيانه فأسمعنه، فأسمعه الفارابي من قانونه خيرًا مما سمع.


وأنمى من هذا وأظهر ناحية سيف الدولة الأدبية، ولم يذكر المؤرخون لنا كيف ثقف وكيف عُلِّم، إلا أنهم ذكروا أنه كان من شيوخه أبو ذر الشاعر وابن خالويه اللغوي النحوي، وأنه درس دواوين الشعر القديم، وكانت تغذي عواطفه العربية، من تمدح بالشجاعة والكرم، كما كان يعرف أيام قبيلته (تغلب) ومفاخرها.


وتدل الدلائل كلها على دقة حسه الأدبي وذوقه الفني، يقول فيه المتنبي:


عليم بأسرار الديانات واللُّغَى


له خطرات تفضح الناس
فهل نستدل بهذا على أنه كان يعرف غير اللغة العربية أيضًا؟ أظن ذلك؛ فابن خلكان يروي في ترجمة الفارابي أنه كان لسيف الدولة مماليك، وله معهم لسان خاص يحدثهم به.


ومن مظاهر حبه للأدب وسعة اطلاعه وحسن ذوقه أنه كان كثيرًا ما يتمثل بأبيات قديمة، وتعجبه أبيات يرددها، أو قافية يستملحها، أو معنى يستجيده؛ فيطلب من الشعراء أن يجيزوها أو يقولوا على قافيتها، فمرة — مثلًا— ورد على خاطره بيتان للعباس بن الأحنف:


أمِنِّي تخاف انتشار الحديث


وحظي في ستره أوفر
ولو لم أصنه لبقيا عليـ


ـك نظرت لنفسي كما تنظر
واستحسن المعنى، فأرسل رسولًا مستعجلًا لأبي الطيب ومعه رقعة فيها البيتان يسأله إجازتهما، فقال المتنبي أبياته المشهورة:


رضاك رضاي الذي أوثر


وسرك سري فما أظهر إلخ
وديوان المتنبي وغيره من الشعراء مملوء بهذه الأمثال.


ثم مجلسه الأدبي الحافل في حلب، والذي قل أن يكون له نظير؛ فالشعراء والأدباء في مجلسه يثيرون الموضوعات المتنوعة، ويساهم فيها سيف الدولة، ويحكم بينهم فيما اختلفوا فيه، ويجزل العطاء لمن أجاد؛ فأحيانًا يستذكرون الشعر القديم، وأحيانًا يسألهم إجازة الشعر، وأحيانًا مسألة نحوية، وأخرى مسألة لغوية، حسبما اتفق؛ فمثلًا مرة ينشئ سيف الدولة هذا البيت:


لك جسمي تُعِلُّه


فدمي لم تُحِله
ويطلب من أبي فراس أن يجيزه، فيقول:


أنا إن كنت مالكًا


فلي الأمر كله
ومرة يسأل المتنبي أن يعيد إنشاد قصيدته:


على قدر أهل العزم تأتي العزائم


وتأتي على قدر الكرام المكارم
وكان سيف الدولة يُحب هذه القصيدة ويستعيدها، فلما وصل إلى قوله:


وقفت وما في الموت شك لواقف


كأنك في جفن الردى وهو نائم
تمر بك الأبطال كَلْمَى هزيمةً


ووجهك وضاحٌ وثغرك باسم
قال سيف الدولة: قد انتقدنا عليك هذين البيتين؛ لأن الشطرين لا يلتئمان، وكان خيرًا أن تخالف بينهما فتقول:


وقفت وما في الموت شك لواقف


ووجهك وضاح وثغرك باسم
تمر بك الأبطال كلمى هزيمة


كأنك في جفن الردى وهو نائم
وهو نقد دقيق، وإن كان المتنبي قد رد عليه فقال: «إن الثوب لا يعرفه البزاز معرفة الحائك».


وسأل سيف الدولة مرة من في مجلسه: هل تعلمون اسمًا ممدودًا وجمعه مقصور؟ فلم يحيروا جوابًا إلا ابن خالويه فقال: عذراء وعذارى، وصحراء وصحارى، وهكذا كان مجلسه حافلًا بالأدب والنقد.


وهو مع ذلك شاعر غير أنه مقل، فقد رويت له في كتب الأدب أشعار، وإن كان كثير منها قد نُسب لغيره في بعض دواوين الشعراء، فلعله كان يتغنى بها فيظن بعض الناس أنها له، ولكن بعضها يكاد يجمع الرواة على أنه لسيف الدولة، كقوله في جارية رومية له كان يهواها ويخشى عليها من حظاياه، فأودعها قلعة وقال:


راقبتني العيون فيك فأشفقـ


ـتُ ولم أخل قط من إشفاق
ورأيت العذول يحسدني فيـ


ـك مجدًا يا أنفس الأعلاق
فتمنيت أن تكوني بعيدًا


والذي بيننا من الود باق
رب هجر يكون من خوف هجر


وفراق يكون خوف فراق
وقال:


تجنى عليَّ الذنب والذنبُ ذنبُه


وعاتبني ظلمًا وفي شِقه العتب
وأعرض لما صار قلبي بكفه


فهلا جفاني حين كان لي القلب
إذا برم المولى بخدمة عبده


تجنى له ذنبًا وإن لم يكن ذنب
سيف الدولة هذا الفنان الناقد الشاعر الملك، هو الذي اتصل به المتنبي.


كان المتنبي بعد خروجه من سجنه لدعواه النبوة، أو لما قيل من دعواه النبوة بائسًا فقيرًا ناقمًا على الزمان وأهله، يشعر بعظمته وعلو نفسه؛ ثم لا يجد لهذه العظمة منفذًا؛ فهو يتردد على من يسميهم الناس عظماء، فيمدحهم فلا يجد عندهم تقديرًا لنفسه ولا لشاعريته، حتى رووا أنه مدح علي بن منصور الحاجب بقصيدته التي مطلعها:


بأبي الشموس الجانحات


اللابسات من الحرير جلاببا
فأعطاه عليها دينارًا واحدًا فسميت القصيدة الدينارية.


وقالوا: إن أكثر ما نال على شعره قبل اتصاله بسيف الدولة كان مائة دينار، منحها له الأمير أبو محمد الحسن بن عبيد الله بن طغج بالرملة.


فكان اتصاله بسيف الدولة صفحة جديدة في أدبه، وصفحة جديدة في رخاء عيشه.


كان أبو الطيب يتنقل في ربوع الشام مادحًا من يخاله كريمًا محسنًا، حتى نزل على أبي العشائر، عم سيف الدولة، وعامل أنطاكية، ومدحه بقصائد كثيرة، يقول فيها:


شاعر المجد خدنه شاعر اللفـ


ـظ كلانا رب المعاني الدقاق
لم تزل تسمع المديح ولكـ


ـن صهيل الجياد غير النهاق
وسار مع أبي العشائر سيرة مصغرة للسيرة التي سارها بعد مع سيف الدولة.


ففي شهر جمادى الآخرة من سنة ٣٣٧هـ زار سيف الدولة أنطاكية، وكان بها أبو الطيب، وكان قد سمع سيف الدولة به وبشعره، ورأى أن يُزين به بلاطه، فقدمه إليه أبو العشائر، وعرض عليه أن يكون شاعره.


كان غير أبي الطيب من الشعراء لو عُرض عليه مثل هذا العرض يطير فرحًا، ويرى أن ذلك أمنية الأماني وسعادة الدهر، ولكن أبا الطيب تردد طويلًا، وأداه تردده أن يشترط، لم يشترط مالًا يُعطاه، ولا جائزة ينالها، وهو لهذا ضامن، ولكنه اشترط ألا يُعامل معاملة سائر الشعراء؛ لأنه ليس شاعرًا فحسب، بل شاعرًا وعظيمًا، وقد سمع أن الشعراء يذلون لسيف الدولة ذلة لا يرضاها لنفسه؛ سمع أنهم يُقبلون الأرض بين يديه، وأنهم ينشدون شعرهم وهم وقوف أمامه؛ فاشترط ألا يكون شيء من ذلك، إنما يكون «ملك الشعراء يمدح ملك الناس»؛ فإذا كان سيف الدولة راكبًا مدحه المتنبي وهو راكب، وإذا كان جالسًا مدحه وهو جالس، ثم لا يظهر بمظهر الخضوع من تقبيل الأرض ونحوه.


وعرف سيف الدولة منزلته وشهرته، وأنه سيكون صوتًا مدويًا في العالم العربي يشيد بذكره فقبل شروطه.


لبث المتنبي مع سيف الدولة نحو عشر سنين من سنة ٣٣٧ إلى سنة ٣٤٦ أغلبها في حلب، وقال فيها نحو ثلث شعره كمًّا، وأجود شعره كيفًا.


لم يَجُدْ شعر المتنبي في زمن جودته أيام سيف الدولة لأسباب: أهمها أن المتنبي لم يجد ما يُغذي نفسه وعواطفه في نواحيها المختلفة كما وجدها في هذه الأيام، فالمتنبي عربي يعتز كل الاعتزاز بعربيته؛ فكان يحتقر كافورًا لأعجميته، ويسب ابن خالويه لأعجميته، ويقول في أبياته:


تُهاب سيوف الهند وهي حدائد


فكيف إذا كانت نزارية عُرْبا
وجرى ذكر ما بين العرب والأكراد من الفضل، فسأل سيف الدولة المتنبي ما تقول؟ فقال:


إن كنت عن خير الأنام سائلا


فخيرهم أكثرهم فضائلا
من كنت منهم يا همام وائلا


الطاعنين في الوغى أوائلا
والعاذلين في الندى العواذلا


قد فضلوا بفضلك القبائلا
فكان — لهذا — إذا مدح كافورًا وغيره لم يُخلص ولم يواته طبعه، وإذا مدح سيف الدولة مدح عربيًّا لا يرى غضاضة في مدحه، وانثالت عليه المعاني العربية انثيالًا.


وكان المتنبي وسيف الدولة لِدَيْن، شاء الله أن يولدا في سنة واحدة سنة ٣٠٣، واصطحبا وسنهما أعز أيام الشباب، فقضيا معا من سن ٣٤ إلى ٤٤، والعواطف تتمازج وتتحاب؛ إذا تقاربت في السن واتفقت في الشباب.


وسيف الدولة فارس والمتنبي فارس، كلاهما يعشق الخيل والضرب والطعان، فإن خرج سيف الدولة فارسًا خرج المتنبي فارسًا، وقد صحبه في عدة غزوات إلى بلاد الروم، ومنها غزوة قالوا: إنه لم ينج منها إلا سيف الدولة وستة نفر من صحبه أحدهم المتنبي، فإذا شعر المتنبي في الغزوات والقتال والشجاعة والحرب فإنما يستمد ذلك من نفسه، ومن شعوره، لا من ألفاظ حشاها في رأسه يُنظمها ولا تتصل بقلبه.


ثم ما أغدق عليه سيف الدولة من مال لم يحلم به ولم تره عينه من قبل؛ وكان المتنبي محبًّا للمال حبًّا لا يتناسب وطلبه للمجد وعلو همته، وقد علله هو بأن ذلك يرجع إلى أيام صباه يوم كان لا يجد قوت يومه، فعلمه ذلك قيمة المال والشهوة إليه والحرص عليه، ويُعبر عما في نفسه من ذلك فيقول:


فلا ينحلل في المجد مالك كله


فينحل مجد كان بالمال عقده
ودبِّرْهُ تدبير الذي المجد كفه


إذا حارب الأعداء والمال زنده
فلا مجد في الدنيا لمن قل ماله


ولا مال في الدنيا لمن قل مجده
فغذاه سيف الدولة من هذه الناحية حتى أتخمه، وكان في سيف الدولة الأريحية العربية والكرم العربي فتقابلت هذه الصفة مع شره المتنبي وطمعه، فكان يعطيه في كل سنة نحو ثلاثة آلاف دينار، غير الهدايا من أفراس وجوارٍ وسيوف، وأقطعة مرة إقطاعًا بناحية معرة النعمان كان يخرج إليها المتنبي أحيانًا، فزاد العطاء في فصاحة المتنبي وحمله على العمق في استخراج المعاني، واللُّهى تفتح اللُّها.


وفوق هذا وذاك فقد كان كل الوسط الذي حول المتنبي أيام سيف الدولة يتطلب منه الإجادة، فلقد كان حوله شعراء عديدون نابهون كأبي فراس والنامي والببغاء وابن نُباتة وغيرهم، ونقاد ونحاة ولغويون، والملك على رأسهم يشعر وينقد ويقدر، ويأتي من أعمال الفروسية والبطولة ما يُنطق العيي.


فكيف بعد ذلك كله لا يكون عصر المتنبي مع سيف الدولة خير عصوره وأحسنها إنتاجًا، وقد سُئل هو نفسه في ذلك: لم تراجع شعره بعد مفارقة آل حمدان، فقال: قد تجوزت في قولي وأعفيت طبعي، واغتنمت الراحة، منذ فارقت آل حمدان، وفيهم من يقول: (تسائلني من أنت وهي عليمة) يعني أبا فراس، وفيهم من يقول:


وقد علمَتْ بما لاقته منا


قبائل يعرب وبني نزار
لقيناهم بأرماحٍ طوالٍ


نبشرهم بأعمارٍ قصار
يعني أبا زهير بن مهلهل الحمداني.


وفيهم من يقول:


أأخا الفوارس لو رأيت مواقفي


والخيل من تحت الفوارس تنحط
لقرأت منها ما تخط يد الوغى


والبيض تشكل والأسنة تنقط
يعني أبا العشائر. ا.هـ.


وهكذا اجتمعت كل هذه الأسباب على إحسان المتنبي في هذه الفترة كل الإحسان، وإن كان ذلك الخوف من الناقدين، والعمق في إعمال الفكر، أخرجه أحيانًا إلى ما يُسميه النقاد بالخيال الواهم، ويعنون به الإبعاد في الخيال إلى حد الوهم.


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

الرأي: لقد قمنا...

الرأي: لقد قمنا بمراجعة القوائم المالية لشركة سوفت بايت لتكنولوجيا المعلومات، والتي تشمل قائمة المر ...

social media ha...

social media has negative effects on teenagers,which other don’t agree,l think that social media has...

Brève récapitul...

Brève récapitulation des éléments de la microstructure Le cours 6 avait pour objectif le développeme...

ثانياً: (تفسير ...

ثانياً: (تفسير آيات الصيام وما يتعلق بها من أحكام) فرضية الصيام وأحكامه قال الله تعالى - : (يَأَيّ...

(1-6) درس النوا...

(1-6) درس النواة   -       وصف النواة : + مكوناتها : ·      البروتونات : الجسيم الوجيد المشحون د...

In conclusion, ...

In conclusion, obesity increases the risk and causes heart disease and diabetes and affects bone hea...

المقامة المضيري...

المقامة المضيرية " لبديع الزمان الهمذاني حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشَامٍ قَالَ : كُنْتُ بِالبَصْرَةِ...

من الناحية القا...

من الناحية القانونية، يعد نشر صورة حميمة لتاليا دون موافقتها جريمة جنائية. ووفقاً لقوانين حماية الخص...

فذلك العلم الذي...

فذلك العلم الذي ينفع الناس ويثاب عليه صاحبه في الآخرة وما كان دون ذلك فلا يتعد نفعه الدنيا وربما يكو...

في حالة انقطاع ...

في حالة انقطاع تكنولوجيا الاتصال (بما فيها خطوط الهاتف والإنترنت) فإن طلاب الجامعات سيتأثرون بهذا ال...

Le premier trai...

Le premier traitement visait à résoudre le blocage du réservoir par la boue de forage, étant donné ...

توايلايت في جري...

توايلايت في جرين جابلز ، وتستمتع ماريلا وأن بالراحة أمام النار . تنظر ماريلا إلى أن وتتساءل عما إذا ...