لخّصلي

نظرية التحليل النفسي واضطراب قلق الانفصال

تعد نظرية التحليل النفسي هي النظرية الوحيدة التي تناولت اضطراب قلق الانفصال. وتعتمد على مفهوم "حصر الانفصال" و "فقدان الموضوع". توجد ثلاث نماذج للتفكير في التحليل النفسي حول هذه المفاهيم:

1. نموذج انا فرويد: يركز على سلوك الأطفال الصغار في مواقف الانفصال عن الموضوع وطبيعة الروابط بين الطفل والأم.

2. نموذج ميالني كالين: يشير إلى أن حصر الانفصال والتطورات النفسية مرتبطة بفقدان الموضوع. يرى كالين أن هناك مصدران لحصر الانفصال: داخلي (الخوف من فقدان الأم) و خارجي (النفصال الفيزيائي عن الأم).

3. نموذج مارجريت ماهلر: تركز على حصر الانفصال في التحليل النفسي للأباء، وترى أن كل طفل يمر بحصر الانفصال نتيجة النضج.

قلق الانفصال من وجهة نظر مختلفة

تتناول نظرية التحليل النفسي اضطراب قلق الانفصال من وجهات نظر مختلفة:

1. سيغموند فرويد: يشير إلى أن قلق الانفصال يظهر عند الطفل منذ ولادته، ويفسر قلق الانفصال في نظريته القديمة والجديدة.

2. جون بولين: يشير إلى أن الأطفال الصغار يحبون أن يكونوا بالقرب من والديهم، ويوفر لهم الشعور بالأمان والقدرة على العودة عند الحاجة، مما يساعدهم على النمو بشكل سليم.

3. ميالني كالين: تؤكد على أهمية وجود "آنا" (الأم) في إثارة القلق.

تستخدم هذه النظريات مفهوم "الوضعيات" بدلاً من "المراحل"، وتسلط الضوء على مختلف جوانب اضطراب قلق الانفصال من منظور نفسي.

1 نظرية التحليل النفسي:
لقد كانت النظرية الوحيدة التي تناولت اضطراب قلق االنفصال هي نظرية التحليل النفسي،
فالمحللين النفسانيين اعتمدوا بمفهومي "حصر االنفصال" و "فقدان الموضوع" وباستعراض تراث التحليل
النفسي والدراسات التي أجريت على هذه المفاهيم وجدوا أنها تنحصر على ثالثة نماذج من التفكير في
التحليل النفسي تتالقى في تارة وتتباعد تارة أخرى، ولكن من هذه النماذج الثالث قيمة خاصة ال تنفصل
عن سياقها الخاص الذي انطلقت منه حيث ال يمكن لواحدة منها ان تحل محل األخرى وال أن يستغنى
عن أحدها، ولقد أوضحت لنا المحللة النفسية "نيفين زيور"2121 هذه النماذج وهي كما يلي على
الترتيب:

• نموذج انا فرويد: وهي تعد من ابرز المحللين الذين كرسو مالحظتهم على سلوك األطفال الصغار
  في مواقف االنفصال عن الموضوع ومصادر الحصر، وطبيعة الروابط بين الطفل واألم ولحظة
  االنفصال.


• نموذج "ميالني كالين": وفي هذا النموذج نجد أن حصر االنفصال والتطورات النفسية عن فقدان
  الموضوع تعد جزء ال يتجزأ من صميم نظرية العالقة بالموضوع ينتج من خالله رغباته وينظم
  دفاعاته ونجد لدى "ميالني كالين" مصدرين لحصر االنفصال:
  مصدر داخلي: يتمثل في الخوف من األم المحبوبة تكون دمرتها الدفاعات الغريزية العدوانية وأن لن ترجع
  أبدا.
  مصدر خارجي: يتمثل في االنفصال الفيزيقي عن األم مصدر إشباع حاجاته وخفض تواتره الن الطفل
  يكون معتمدا على أمه من اجل هذا اإلشباع، وان هذين المصدرين موجودان في بداية الحياة ويعتمد
  عتماد على األم.
  كالهما على اآلخر واذا اعتبرنا ان المصدر الخارجي للحصر وا )فراج وقراي، ،2222
  ص21(
  نموذج مارجريت ماهلر: وتدور أفكار "ماهلر" حول حصر االنفصال داخل التحليل النفسي لألباء كما
  ترى أن حصر االنفصال يمر به كل طفل بفعل عالمات النضج واألشكال المختلفة لحصر االنفصال هو
  الوجه األخر بفعل عالمات النضج واألشكال المختلفة لحصر االنفصال هو الوجه اآلخر النهيار وتفكك
  الذات، ويمثل االنفصال اإلدراك بإن ثمة خطر يهدد االشباعات الخاصة بالحاجات األساسية للطفل وان
  هذا الحصر مهدد مثله كل احباط خارجي. )فراج وقراي،2222، ص32(
  الفصل الثاين: قلق اإلنفصال
  31
  يتضح مما سبق ان لنظرية التحليل النفسي، أول من اهتمت بإضطراب قلق االنفصال وتتضمن
  علماء عديدين تناولوا اضطراب قلق االنفصال:
  قلق االنفصال من وجهة نظر سيغموند فرويد:
  أشار "فرويد في كتاباته األولى إلى انفصال الطفل عن األم أثناء كالمه على قلق الميالد قال: من
  األمور التي توحي إلى التفكير هي حالة القلق األولى قد ظهرتا بمناسبة االنفصال عن األم، كما إن
  ففرويد ال ينكر أهمية االنفصال عن األم فيما بعد كعامل عام في حدوث القلق عند الطفل في الحاالت
  التي يعتقد فيها أمه وقد علق فرويد أيضا على أهمية كبيرة على خوف الطفل من فقدان حب والديه واعتبر
  ذلك ان أهم ما ينفرض له الطفل في الفترة األولى من حياته


• فسر فريود" قلق االنفصال في نظريته األولى أو )النظرية القديمة ( والنظرية الثانية او النظرية الحديثة
  يرى ايضا عدم نضج الطفل عند الوالدة ال يمكنه من استيعاب وجود الموضوع الخارجي فهو إذا
  يعيش حالة من الحزن واألسى الشديد فالمكون الفسيولوجي للقلق متواجد منذ الميالد والمكون النفسي اي
  االنفصال عن االم اليعرف اال فيما بعد عندما تكون لدى الطفل تمثيالت داخلية للموضوع ويرى فرويد
  أن كل وضعية لها عالقة باالنفعال يمكن أن تكون مزدر قلق الطفل) تيتي وعالق ،2222،ص22(
  قلق االنفصال من وجهة نظر جون بولين
  لقد ظهرت نظريات القلق على يد العالم النفسي جون لولين والتي استخدمت أحيانا لتفسير
  اضطرابات قلق االنفصال ، فاألطفال الصغار يحبون دائما أن يكونون بجوار والديهم ويرى بولين ان
  طبيعة استجابة الم لتعلق طفلها بما يؤدي دورها و اال وهو إشعار اللطف باألمان الذي يسمح له مع
  الوقت تدريجيا باالبتعاد عنها مع شعور بأنه قادر على العودة إليها عند الحاجة أو عند حدوث أي طارئ
  ، انه يشكل ارضية صلبة يوفر لطفل نمو سليما وصوال الى االستقاللية ، انطالقا من مفهوم تطور مراحل
  النمو عند الطفل إلى االستقاللية )فراع وقراي، ،2222 ص32(
  الفصل الثاين: قلق اإلنفصال
  32
  قلق االنفصال من وجهة نظر ميالني كالين
  ترى "كالين" انه من لوالدة يوجد "آنا" ادر على إثارة القلق ، ويستخدم آليات دفاعية وال عادة
  التوازن بين العالقات األولية للموضوع في الواقع آو الخيال و آال يكون في ص ارع بين غريزتين قويتين
  معا "غريزة الحياة " و" غريزة الموت"
  وجهت كالين اهتماما خاصا بالظاهرة االكلينيكية المتمثلة في إن بعض األطفال المرتبطين باألم
  بقوة غير عادية، يمتلكون عدوانية الشعورية والتي هي تعبير عن غريزة الموت او الهدم التي تنبع من
  الداخل وتوجه إلى الخارج ، فاألطفال قد يظهرون عنف في العابهمل ضد أالم، كما إن العدوانية الموجهة
  ضد موضوع االرتباط تزداد كما وجدت صعوبة أو عدم تلبية الحاجة أو في حالة االنفصال
  استعملت كالين مصطلح الوضعية بدال من المرحلة حيث ميزت وضعيتها هما