لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (100%)

انتبهت إلى أن أهلي يسمون المكان الذي نسكنه بالخان . ثم انتبهت إلى أن من يأتي عندنا يصفنا بساكني الخان . في الطابق الأرضي من مبنى عتيق على الشارع العام ، وعلى مقربة منه دكاكين كثيرة من كل نوع ، كأبواب المخازن ، وقرب الباب مرحاض صغير ، وبين بابنا الكبير والشارع بوابة خشبية أصغر منه ، يواجهنا باب الخان على مسافة ست خطوات أو سبع . درج حجري مكشوف يصعد إلى الطابق الأعلى الذي كانت فيه غرفة طلي بابها بالأخضر ، كلما صعدت إلى فوق ، ولا أراه إلا وهو جالس إلى طاولته ، صغيرة بين يديه - ويقولون إنه الراهب يوسف . ومن جانب غرفته يصعد الدرج المكشوف إلى طابق ثالث كانت
فيه «العلية» . يؤمها صباح الأحد الكثير من الرجال والنساء ، في جلباب أزرق مزركش ، نشازاً بين حين وآخر بالترتيل ، أفهمني أبي أن تلك الغرفة هي كنيسة ، وأن الشيخ هو القس أبونا حنا ، إلا إذا اقتحمه شعاع من الشمس في الصباح ، الذي كان يطلق صوتاً يتفاوت حدة بتفاوت حجم لهيبه ، وأمي التي كانت تغني معه أحياناً بارعة في معالجته بإبرة خاصة ، كلما
أبدى تمنعاً في الاشتعال كما هي تريد . يخرج أبي إلى الشغل وأنا نائم . ثم نشرب الشاي الذي تهيؤه عادة جدتي ، مع شيء من الخبز والزيتون ، نخرج إلى الشارع ، ثم يتوافد صبية مثلنا ، فننحدر معاً من وراء الجامع باتجاه ساحة باب الدير ، حيث عربات الخيول ، وقد تكون هناك سيارتان أو ثلاث . فيركبون العربات والسيارات ، بعد أن ذهب أخي الى المدرسة ، فاشترت أمي منها بالكيلة عدة أوقيات صبتها البائعة في الطنجرة . لأن أمي تقول أن لا قدرة لها على شراء الحليب إلا في المناسبات وعند الضرورات . وبين صعودي إلى الطابق العلوي لأقول للراهب يوسف صباح الخير» ، ثم إلى طابق الكنيسة الأعلى لأنظر من السطح المكشوف الذي أمامها إلى الصبية الذي هم في الأسفل يلعبون في الحارة ، وبين نزولي لأرى كيف يجري طبخ الهيطلية ، وضعته على الأرض في الركن ، سنحتفظ به للعشاء ، فهو مثلك يحب الهيطلية . أوصتني أمي بألا أكثر من الخروج والدخول ، وبأن أكون «عاقلاً» ، أغلق الباب وراءك
وذقتها . فلأخرج الى الحارة . عند باب الدكان المقابل ، وعندما تمشينا وراء الجامع ، ثم التفت إلى الآخرين ، وقلت : يلا تعالوا إلى بيتنا في الخــان . عنـدنا
هيطلية »
قالوا : ولكن نخاف من أمك» . جعلنا نتقافز ونتراكض باتجاه الخان . كالعادة مفتوحاً أدخلت أصدقائي ، ودفعنا معاً الباب الحديدي الكبير لمسكننا . ودخلنا جميعاً -
رغماً عن العتمة ، كانت قصعة الأرز بالحليب المستقرة على الأرض تتوهج كالشمس . سحبتها إلى بقعة قرب الباب ، «انتظروا! لا تأكلوا بأيديكم عندنا ملاعق . فتناولت المغرفة بسرعة ، وقد كدنا نأتي على ما في القصعة ، وصاحت بنا صيحة اهتز لها الخان . ورمى الصبية عنهم
ملاعقهم ، وأطلقوا سيقانهم للريح . وقبل أن تطبق يدا أمي علي ، كان رجل يسحب الماء من دلو جلدي من بئر كبيرة الفم ، ويصبه في جرن حجري مستطيل قربها ، وثلاثة جمال قد أحنت رؤوسها فيه حتى كادت مشافرها الضخمة تصيب قعره ، وقد تكشفت عن أسنان صفراء رهيبة ، على استدارة أعناقها الطويلة ، وارتفاع سيقانها الهائل ، التف حولها وأخشى الدنو منها كثيراً . وما يكاد صاحبها يفرغ ماء الدلو في الجرن ، إلى الطريق المجاور ، وجمال صغيرة من خشب الزيتون ، وجعلت أشعر بجوع شديد . عاودني الخوف مما ستفعله بي أمي ، فأطللت نصف
وصحت : «يمة ! ستي!»
فخرج إلي أخي ، ادخل! تطعم غيرك بالملعقة ، وجرني إلى الداخل ، حين قالت : «يا شيطان! أتوزع أكلنا على الناس؟ أتحسب نفسك ابن سليمان جاسر؟ اشبع أولاً ، » ثم التفتت إلي أخي ، وقالت : «خذ الطنجرة يا يوسف ، أتريد المغرفة لتأكل بها ، أم أن الملعقة تكفيك؟» صبيحة اليوم التالي أصعدني أبي مع أخي إلى الكنيسة مبكراً ، وأوقفني في أحد صفي الصبية المرتلين ، ومع أنني لم أكن أعرف ما الذي يرتلون بالسريانية ، فقد جعلت أتمتع بما أسمع ، وأحاول أن أرفع صوتي معهم ، كنت أرقب الولد حامل المبخرة وهو يدنو بها من أبونا حنا ، فيأخذ أبونا بملعقة صغيرة قليلاً من البخور من طاسة نحاسية في يد الولد ، ويلقمها جمرات المبخرة ، ويرسم عليها إشارة الصليب . ثم يدور الولد بين أرجاء الهيكل ، ويهز المبخرة عليهم بإيقاع منتظم ، فقد قال أبي إن مع سحب البخور تنطلق الملائكة ، وتستمطر بركات الله على كل من يتلقى الرائحة الزكية . وكم تمنيت
وبقيت رؤية الملائكة حسرة في نفسي ، ولا أظن أنها تحب مصادقة الأطفال ، والحمد لله لن أريد رؤيتها ! وإذا ظهر لي واحد منها ، أغلقت بابنا
فقالت له أمي : «خذ أخاك »
أجاب : «خمس سنوات» . قال المدير : أرجعه إلى البيت . غضبت أمي عندما أعادني أخي الى البيت ، وفي الحال أسرعت بي إلى مدرسة الروم الأورثوذكس ، وهي أقرب مسافة من مدرسة الألمان ، فقال لها : «أهلاً وسهلاً . قبل الساعة الثامنة» . في مكان نصعد إليه بدرج كثير .


النص الأصلي

انتبهت إلى أن أهلي يسمون المكان الذي نسكنه بالخان . ثم انتبهت إلى أن من يأتي عندنا يصفنا بساكني الخان . في الطابق الأرضي من مبنى عتيق على الشارع العام ، وعلى مقربة منه دكاكين كثيرة من كل نوع ، كأبواب المخازن ، وقرب الباب مرحاض صغير ، وبين بابنا الكبير والشارع بوابة خشبية أصغر منه ، يواجهنا باب الخان على مسافة ست خطوات أو سبع . درج حجري مكشوف يصعد إلى الطابق الأعلى الذي كانت فيه غرفة طلي بابها بالأخضر ، كلما صعدت إلى فوق ، ولا أراه إلا وهو جالس إلى طاولته ، صغيرة بين يديه - ويقولون إنه الراهب يوسف . ومن جانب غرفته يصعد الدرج المكشوف إلى طابق ثالث كانت
فيه «العلية» . يؤمها صباح الأحد الكثير من الرجال والنساء ، ويرتلون ، في جلباب أزرق مزركش ، نشازاً بين حين وآخر بالترتيل ، أفهمني أبي أن تلك الغرفة هي كنيسة ، وأنها بيت الله ، وأن الشيخ هو القس أبونا حنا ، كان الخان عميقاً ، إلا إذا اقتحمه شعاع من الشمس في الصباح ، والباب مفتوح . الذي كان يطلق صوتاً يتفاوت حدة بتفاوت حجم لهيبه ، فأشعر أنه
يغني . وأمي التي كانت تغني معه أحياناً بارعة في معالجته بإبرة خاصة ، كلما
أبدى تمنعاً في الاشتعال كما هي تريد . يخرج أبي إلى الشغل وأنا نائم . ثم نشرب الشاي الذي تهيؤه عادة جدتي ، مع شيء من الخبز والزيتون ، نخرج إلى الشارع ، ثم يتوافد صبية مثلنا ، فننحدر معاً من وراء الجامع باتجاه ساحة باب الدير ، حيث عربات الخيول ، وقد تكون هناك سيارتان أو ثلاث . فيركبون العربات والسيارات ، بعد أن ذهب أخي الى المدرسة ، فاشترت أمي منها بالكيلة عدة أوقيات صبتها البائعة في الطنجرة . لأن أمي تقول أن لا قدرة لها على شراء الحليب إلا في المناسبات وعند الضرورات . وبين صعودي إلى الطابق العلوي لأقول للراهب يوسف صباح الخير» ، ثم إلى طابق الكنيسة الأعلى لأنظر من السطح المكشوف الذي أمامها إلى الصبية الذي هم في الأسفل يلعبون في الحارة ، وبين نزولي لأرى كيف يجري طبخ الهيطلية ، وضعته على الأرض في الركن ، سنحتفظ به للعشاء ، فهو مثلك يحب الهيطلية . أوصتني أمي بألا أكثر من الخروج والدخول ، وبأن أكون «عاقلاً» ، أغلق الباب وراءك
وذقتها . ما الذها ! ولكنها ما زالت حارة ، باردة . طيب . فلأخرج الى الحارة . في الشارع ، عند باب الدكان المقابل ، وعندما تمشينا وراء الجامع ، ثم التفت إلى الآخرين ، وقلت : يلا تعالوا إلى بيتنا في الخــان . عنـدنا
هيطلية »
قالوا : ولكن نخاف من أمك» . جعلنا نتقافز ونتراكض باتجاه الخان . كان الباب الخارجي ، كالعادة مفتوحاً أدخلت أصدقائي ، ودفعنا معاً الباب الحديدي الكبير لمسكننا . ودخلنا جميعاً -
رغماً عن العتمة ، كانت قصعة الأرز بالحليب المستقرة على الأرض تتوهج كالشمس . سحبتها إلى بقعة قرب الباب ، للمزيد من الضوء ، «انتظروا! لا تأكلوا بأيديكم عندنا ملاعق . ملعقة ، فتناولت المغرفة بسرعة ، وغرفت بها ، وأكلت مع الأكلين . وفي تلك اللحظات الرائعة ، وقد كدنا نأتي على ما في القصعة ، وصاحت بنا صيحة اهتز لها الخان . ورمى الصبية عنهم
ملاعقهم ، وأطلقوا سيقانهم للريح . وقبل أن تطبق يدا أمي علي ، كان رجل يسحب الماء من دلو جلدي من بئر كبيرة الفم ، ويصبه في جرن حجري مستطيل قربها ، وثلاثة جمال قد أحنت رؤوسها فيه حتى كادت مشافرها الضخمة تصيب قعره ، وقد تكشفت عن أسنان صفراء رهيبة ، على استدارة أعناقها الطويلة ، وارتفاع سيقانها الهائل ، التف حولها وأخشى الدنو منها كثيراً . وما يكاد صاحبها يفرغ ماء الدلو في الجرن ، متلكئاً في السير ، إلى الطريق المجاور ، وجمال صغيرة من خشب الزيتون ، مقطور بعضها ببعض . وجعلت أشعر بجوع شديد . عند الباب ، عاودني الخوف مما ستفعله بي أمي ، فأطللت نصف
وصحت : «يمة ! ستي!»
فخرج إلي أخي ، وكان قد عاد من المدرسة ، ادخل! تطعم غيرك بالملعقة ، تعال . وجرني إلى الداخل ، لأقابل أمي ، حين قالت : «يا شيطان! أتوزع أكلنا على الناس؟ أتحسب نفسك ابن سليمان جاسر؟ اشبع أولاً ، » ثم التفتت إلي أخي ، وقالت : «خذ الطنجرة يا يوسف ، والله وخذه معك .


أتريد المغرفة لتأكل بها ، أم أن الملعقة تكفيك؟» صبيحة اليوم التالي أصعدني أبي مع أخي إلى الكنيسة مبكراً ، وأوقفني في أحد صفي الصبية المرتلين ، ومع أنني لم أكن أعرف ما الذي يرتلون بالسريانية ، فقد جعلت أتمتع بما أسمع ، وأحاول أن أرفع صوتي معهم ، كنت أرقب الولد حامل المبخرة وهو يدنو بها من أبونا حنا ، فيأخذ أبونا بملعقة صغيرة قليلاً من البخور من طاسة نحاسية في يد الولد ، ويلقمها جمرات المبخرة ، ويرسم عليها إشارة الصليب . ثم يدور الولد بين أرجاء الهيكل ، ويهز المبخرة عليهم بإيقاع منتظم ، فقد قال أبي إن مع سحب البخور تنطلق الملائكة ، وتستمطر بركات الله على كل من يتلقى الرائحة الزكية . وكم تمنيت
وبقيت رؤية الملائكة حسرة في نفسي ، لأن أمي لن
لها قرون حادة ، وتنفث من أفواهها النيران ، ولا أظن أنها تحب مصادقة الأطفال ، والحمد لله لن أريد رؤيتها ! وإذا ظهر لي واحد منها ، أغلقت بابنا
فقالت له أمي : «خذ أخاك »
أجاب : «خمس سنوات» . قال المدير : أرجعه إلى البيت . غضبت أمي عندما أعادني أخي الى البيت ، وفي الحال أسرعت بي إلى مدرسة الروم الأورثوذكس ، وهي أقرب مسافة من مدرسة الألمان ، فقال لها : «أهلاً وسهلاً . صباحاً ، قبل الساعة الثامنة» . في مكان نصعد إليه بدرج كثير .


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

هي شركة متخصصة ...

هي شركة متخصصة في الأجهزة الكهربائية مثل الثلاجات والغسالات والمواقد من المحتمل أن تشارك Union Air ،...

Kate Chopin's "...

Kate Chopin's "The Story of an Hour" is a powerful and poignant tale that explores the complex emoti...

ولما بلغ ابن ال...

ولما بلغ ابن الدمينة شعر مزاحم ، أتي امرأته فقال لها : قد قال فيك هذا الرجل ماقال ، وقد بلغك ، قالت ...

المبيدات الحشري...

المبيدات الحشرية غير العضوية Inorganic Insecticides تستخدم معظم المبيدات الحشرية غير العضوية في مكاف...

غني عن الذكر أن...

غني عن الذكر أن المملكة العربية السعودية كانت هدفا للإرهاب منذ مرحلة مبكرة، ومن ذلك الاعتداء على الح...

الكترونية المتا...

الكترونية المتاجر: كتابة سياسية المتجر. كتابة سياسية الاستبدال والاسترجاع. ظبط الاعدادت الاسياسية ال...

المجاهد : محمد ...

المجاهد : محمد الزرقطوني ( رحمه الله )....​ ولد بالدار البيضاء سنة1925وترعرع في أحضان الحركة ​ الو...

محاضرات علم الس...

محاضرات علم السكان: محــــــــــــاضرة 1: أولا: مفهوم علم السكان قبل أن نقدم تعريفا دقيقا لعلم الس...

Biomechanical f...

Biomechanical function of articular cartilage: Through its low friction, articular cartilage facili...

الصحة النفسية :...

الصحة النفسية : رضا وانسجام الفرد مع نفسه ومع الأشخاص والمواقف والأحداث من حوله. بهذا المعنى فالصحة ...

مفهوم علم السكا...

مفهوم علم السكان قبل أن نقدم تعريفا دقيقا لعلم السكان ارتأينا أن نقدم للطلبة في البداية نبذة تاريخية...

، وجمعه وترتيبه...

، وجمعه وترتيبه دون مزجه بغيره من أقوال الصحابة والتابعين - إلا بالقدر اليسير الذي قد يحتاج إليه - و...